رواية اشواك الورد الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم قوت القلوب رشا روميه


رواية اشواك الورد الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم قوت القلوب رشا روميه

                 •• سأنتظر اللقاء ....••

شغل التفكير ذهن الجميع حتى تلك اللبقه "علا"  فظلت ساهره تحدث صديقتها "لمياء" تستكمل محادثتها التى طالت لوقت طويل جعلها تغلق بابها لتشعر بأريحية أثناء حديثها ...
زمت "علا" شفتيها جانبياً وهى تتفكر بإحباط وخجل ... 

علا : مش عارفه أعمل إيه ؟!!!  .. محرجه جداً ...

بضيق أردفت "لمياء" لسلبيه "علا" وخوفها الشديد على غير عادتها ...
لمياء : محرجه إيه ...!!!  إتلحلحى شويه لا يطير من إيدك ...

علا : انا رحت قعدت معاهم شويه وعملتلهم شوكليت كيك  .... بس أول ما شفته معرفتش أتكلم معاه خالص ..

لمياء : لازم إنتى تخليه ياخد باله منك .... ده شكله بتاع شغل وبس ... إتحركى هو أنا برضه إللى حقولك تعملى إيه ده إنتى مخك يوزن بلد ...!!!

تمعنت "علا" قليلاً بحديث صديقتها فهى دوماً قادرة على الحديث وسلب عقل مستمعيها بإسلوبها المتمكن والمتعقل لكن ذلك يذهب سدى عند رؤيته فقط ...
أردفت "علا" مقترحه سبيلاً للوصول لـ"يوسف" ...
علا : بفكر أجيب له هديه ... أو أخليه يساعدنى فى أى حاجه ...!!!

لمياء : لا إستنى شويه على موضوع الهديه ده لما تعرفى هو بيحب إيه ... لو حيساعدك يساعدك فى إيه يعنى ...؟!!!

لمياء: مش عارفه !!!! ... ممكن أخليه يقدم لى فى الشركه عندهم عشان أشتغل مثلاً ...

إستحسنت "لمياء" تلك الفكرة الرائعه لتهتف بإيجاب ...
لمياء : فكره حلو برضه .. و أهو لو قبلتى بقيتى معاه على طول ...

علا : صح كده .. وأنا برضه خريجه تجارة يعنى ينفع أقدم عندهم فى الشركه ...

لمياء : خلاص حضرى ورقك و إطلبى منه يساعدك .. و أهو مره تطلبى ومره تسألى وهكذا  .... وده يكون فاتحه كلام كل شويه يمكن ياخد باله ...

علا : خلاص بكره أستناه وأساله وهو راجع من الصلاه ...

لمياء : كويس أوى ... سيبينى أنام بقى تعبت ...

ضحكت "علا" لما تفعله بصديقتها التى منعتها من النوم لمساعدتها بالتقرب لـ"يوسف" ...
علا :  بقى كده ماشى ماشى ... روحى نامى تصبحى على خير يا أختى ...

لمياء : وأنتى من أهله .. مع السلامه ..

علا : مع السلامه ...

رفعت "علا" كتفيها بغبطه وهى تتخيل تقربها من "يوسف" الذى بالتأكيد سيشعر بما يعتمل بقلبها من عشق ولوع تجاهه ... نعم لابد من ذلك ...

____________________________________

فرنسا ....
بعد عودة "لامار" من مكتبها وترتيبها لتلك السفرة الجديده بجولتها الرائجه لإكسابها خبرات متجدده بمجال عملها ، دلفت بهدوء راقى لمنزلهم بالمساء لتلقى التحيه على والدتها التى كانت تجلس تتصفح إحدى المجلات الإلكترونية التى تحبذها للغايه ...

لامار: مساء الخير ...

والده لامار: مساء الخير حبيبتى ... شغلك ده أخدك مننا خالص ...

وضعت "لامار" حقيبتها الجلديه الفاخرة فوق المنضده ثم جلست تزيح شعرها الأسود للخلف مستطرده ..
لامار: ولسه يا ماما ... أنا حسافر بكره تانى ... عندى مؤتمر مهم حيفيدنى أوى فى الشركه ...

رفعت والدة "لامار" حاجبيها بإندهاش مردفه ...
والده لامار: ده أنا وباباكى مسافرين بعد بكرة معقول حنبقى كلنا كده بعيد عن بعض ...؟!!!!!

لامار: ده شغل بابا وأنتى فاهمه .... سفريات كتير وشغل دبلوماسى .... وأنا كمان لازم أخلى الشركه بتاعتى أكبر وأكبر ....

والدة لامار: ربنا ينولك إللى فى بالك وتلاقى نصك التانى بقى ...

تعالت ضحكه "لامار" الرنانه وهى تسخر من هذا المجهول الذى ستقترن به يوماً ما ....
لامار: نصى التانى !!!!  ... ده إللى أتجوزه ده لازم دماغه تبقى فى حته تانيه ...  ولسه ملقيتهوش .... بس أوعدك أول ما ألاقيه حمسك فيه بإيدى وسنانى وميهمنيش على فكره ...

والده لامار:  بنتى ومجنونه وأنا عارفاكى ....

____________________________________

اليوم التالى ...
بيت عبد المقصود العالى ...
إستيقظ متعب للغايه فالألم أصبح شئ ملازم له بصورة مقيته ، تناول أحد الأقراص المسكنه فوراً فليس اليوم مناسب لأى نوع من التراخى إطلاقاً ...
فاليوم يجب أن يتمم بيع المصنع ووضع النقود بإسم "ورد" بالبنك كما خطط .. لكنه قبل ذلك يجب أن يوضح سبب ذلك لـ"ورد" ...

أخذ يفكر كثيراً كيف سينقل لها خبر أن "محمد" ليس أخيها وأنه قد طلق "ناهد" ... خاصه وهى بهذه الحاله الصحيه .. أسيرهقها بهذه المشكلات الآن ...؟!!
أم يكفيها ما تشعر به ولا يزيدها ألماً ...؟!!

أصبح قلقاً من مستقبل إبنته فهى على كل ذلك قد وصمت فى هذا المجتمع المتحجر بلقب (مطلقه) ...

إرتدى ملابسه سريعاً وتحرك نحو غرفه "ورد" بالدور السفلى متفكراً بإسلوب يبسط لها الأمر به ....

____________________________________

ورد ...
إستيقظت "ورد" بعد ليله طويله تخللها إستيقاظ متكرر كعادتها هذه الأيام فقد كانت أحلامها كلها مفزعه خاصه عندما يظهر فيها وجه "حسام" الذى أصبح يصيبها بالرعب ...

أبدلت ملابسها بصعوبه خاصه فمازال ذراعها مضمد بتلك اللفافه وجبيرة قدمها ثقيله للغايه ...

طُرق الباب بخفه بثلاث طرقات إتسعت لهم إبتسامتها فتلك طرقه والدها المميزة لتردف بنبره فرحه ...
ورد : إتفضل يابابا ...

ابو ورد: صباح الخير يا وردتى ... عامله إيه النهارده ...؟!!!

ورد: الحمد لله ... 
تمعنت "ورد" قليلاً بملامح والدها المتعبه لتهتف بقلق ...
ورد: مال وشك أصفر ليه كده يا بابا ...؟!!

ابو ورد: مفيش حاجه يا بنتى ... أقعدى كنت عايزك فى موضوع مهم ...

ورد: خير يا بابا فيه حاجه ...؟؟

ابو ورد: حصلت بس شويه مشاكل كده وأنتى فى المستشفى وو .... أنا طلقت أم "حسام" ..

لقد لاحظت بالفعل غيابها عن المنزل لكنها لم تتوقع ذلك مطلقاً لتهتف مندهشه بغير تصديق ...
ورد : إيه ...؟؟؟  ..بسببى مش كده ...؟؟

إحساسها بالذنب جعلها تظن أن ما حدث لها سبب تلك الفجوة بين والدها وزوجته لتسقط عيناها أرضاً بتحسر على ما فعلته بحياة والدها حينما نفى "عبد المقصود" ذلك على الإطلاق فلا سبب لها بغدر وكذب تلك المرأه ...
ابو ورد: لا يا حبيبتى .. مش أنتى السبب خالص ...المهم فيه مشوار مهم لازم أنا وأنتى نعمله النهارده ..

ورد:  بجد ...  مشوار ....!!!   مشوار إيه ...؟؟ 

ابو ورد: أنا خلاص حبيع المصنع وححط الفلوس وديعه فى البنك بإسمك أنتى بس ...

لم يكن موضحاً بالقدر الكافى ليترك تساؤلات كثيرة بعقلها ، لم طلق زوجته بتلك السرعه ولم سيبيع مصنعهم ووضع المال بإسمها بالبنك ... لم سيقدم على تلك الخطوة المفاجئه والتى لا سبب ولا مبرر لها ...
ورد: ليه عملت كده يا بابا ...؟؟

ابو ورد: حبقى أفهمك كل حاجه بعدين .. بس دلوقتى تيجى معايا البنك عشان نخلص إجراءات الوديعه دى ... إنتى دلوقتى مش قاصر ولازم تيجى معايا ..

ورد: بس يا بابا ...؟!!!

ابو ورد: مش عايزك تجادلينى إسمعى الكلام على طول .. مش عايز نقاش ..

لم تكن يوماً تناقشه أو تعارضه بل دوماً ما كانت تنصاع لرغبته دون إبداء أي رفض أو إمتعاض لأنه بالتأكيد يعلم ما لا تعلمه هى لتردف بإنصياع تام ...
ورد: إللى تشوفه يا بابا ..

إكتفى "عبد المقصود"  بهذا التوضيح البسيط لـ"ورد" وقرر الشرح لها فيما بعد لكن خطوة اليوم مهمه للغايه ولا يجب تأخيرها ...

____________________________________

تحامل "عبد المقصود" على نفسه متحملاً آلامه ليتقابل مع "حنفى" المحامى ومعه إبنته "ورد" ودون أن يظهرها لها سبب هذا القرار المفاجئ والغير منطقى إطلاقاً لـ"ورد" قد أتما بيع المصنع وتحويل المبلغ المطلوب فى حساب بإسم "ورد" كوديعه هى فقط المتصرف الوحيد بها ..

شعرت "ورد" بالقلق تجاه تصرف والدها هذا لكنها لم تشأ معارضته لأنه بالتأكيد له أسبابه التى جعلته يقوم بهذا الأمر ... خاصه وهى ترى صحته ليست مثل سابقها وأنه يخفى عنها شئ ما ...

____________________________________

يوسف ...
بعد عودته من صلاة الفجر تحضر للذهاب للشركه بموعده الروتينى ككل صباح ...

هبط درجات السلم بهذا الوقت الساكن للغايه حين إستمع لباب شقه جيرانهم تفتح قبل أن يصل إليها ...

طلت "علا" بطولها الفارع واقفه بإبتسامه عريضه تنتظره بهدوء ...

نكس "يوسف" عيناه إحتراماً وتأدباً وهى يلقى السلام قبل عبوره من جوارها ...
يوسف : السلام عليكم ...

صوته سمفونيه شجيه طربت آذانها وخفق لها قلبها وهى ترد التحيه بود بالغ ...
علا: وعليكم السلام ...

مر "يوسف" من أمامها متخذاً طريقه للعمل حين إستوقفته "علا" مناديه إياه ...
علا : "يوسف" ....

توقف "يوسف" ليلتفت نحوها قائلا ببسمه دبلوماسية ...
يوسف: خير يا "علا" فيه حاجه ...؟؟.

تنحنحت قليلاً قبل أن تستجمع نفسها المبعثرة بحضورة وهى تردف بإرتباك لا يليق بها ...
علا: كنت عايزة أطلب منك طلب ... بس خايفه أكون بتقل عليك ...!!!

يوسف مجامله: لا طبعاً إزاى ... إتفضلى ...

علا : أنا بقالى فترة بدور على شغل وكنت عايزاك لو ممكن يعنى ... تقدمى لى ورقى عندكم فى الشركه يمكن ألاقى شغل ...

مثلما ساعده "عبد المقصود" لن يبخل عن غيره بمساعدته ليهتف بترحاب شديد فجميعنا مسخرون لخدمه بعضنا بعضا ...
يوسف: أه طبعا تحت أمرك ...جهزى أنتى بس الورق وأنا أخده منك وإن شاء الله لو فيه نصيب تلاقى شغل كويس ...

علا : يا ريت ... أنا مستنيه فعلا النصيب ده ....

يوسف: ربنا يوفقك .. بعد إذنك عشان متأخرش ...

أومأت "علا" بخفه متفهمه ليغيب عنها "يوسف" ذاهباً لعمله تاركاً إياها تعبث بأحلامها مع هذا الشاب الذى امتلك قلبها وعقلها ظناً منها أنها تتقرب له خطوة بخطوة ...

____________________________________

البنك ....
بعد إتمام تلك البيعه ووضع الوديعه بالبنك إصطحب "عبد المقصود" لإبنته بسيارته متجهاً صوب البيت ...

لم تتحمل "ورد" البقاء صامته بتلك الصورة فعليها فهم سبب كل ذلك الأمر فلا داعى لهذا الغموض ...

ورد: ممكن تفهمنى أى حاجه يا بابا ....؟؟

هو متفهم لذلك تماماً لكن يبدو أنه من الأفضل ألا تعلم شيئاً الآن حتى يستكمل بقيه مخططه الذى سيطمئن عقله وقلبه عليها أولاً فبالتأكيد ستعارض ما يفكر به لكن ذلك هو الحل الأمثل لأمانها وحمايتها ...

ابو ورد: بصى يا بنتى كل إللى أقدر أقولهولك دلوقتى إن فيه حاجات عايز أعملها وعايزك تثقى فى إللى بعمله من غير ما تفكرى وحبقى أشرح لك كل حاجه فى وقتها ...

ورد: خلاص إللى تشوفه يا بابا ....

اعتقدت "ورد" أن أبيها قد فعل كل ذلك بسبب ما حدث بينه وبين "ناهد"  وطلاقهما ...

ولهذا أراد أن يحفظ لـ"ورد" حقها لكن لماذا وضع كل أمواله بإسمها هى فقط ... أين حق أخيها ؟!!!   ... ربما لصغر سنه و أن "ورد" ستتكفل به وتعطيه حقه عندما يكبُر خوفاً من "ناهد" وما يمكنها فعله .. ربما .. هكذا ظنت وأرجعت سبب تصرف والدها بهذه الطريقة ...

____________________________________

الشركه الأقصى ...
إنتصف النهار وتعامدت تلك الشمس الحارقه بوسط السماء الصافيه ...

نظر "يوسف" لساعه الحائط المعلقه بالمكتب للمرة العاشرة ربما ثم هتف بحماس بالغ ...
يوسف: إيه يا "شريف" .. مش جعان النهارده ولا إيه ....؟؟

تعجب "شريف" من سؤال "يوسف" لأول مرة عن الطعام فهو دوماً من يحثه على ذلك ولم يهتم مطلقاً بالطعام وموعده من قبل ...
شريف: جعان .. .!! .. غريبه إنت إللى بتسـأل النهارده ...؟؟

بإنكار غريب وتعجب مزيف من إندهاش "شريف" عن سؤاله أردف "يوسف" معللاً ذلك .. 
يوسف: ولا غريبه ولا حاجه  ... بس مفطرتش كويس .. ومعاد البريك جه ..

شريف: طبعاً جعان ودى فيها كلام دى ...

إبتسم "يوسف" قائلاً بحماس ..
يوسف: طب يلا ....

ألقى "شريف" الملف الذى كان يحمله بيده بسرعه فوق المكتب ...
شريف: يلا ...

____________________________________

المطعم ...
لم يدرى لم كان متلهفاً للمجئ للمطعم بتلك الصورة ، بل ولم شعر بهذا الضيق الذى إكتسح نفسه فور أن نظر حوله بزائرى تلك الطاولات من حوله ...

بضيق بالغ أردف "يوسف" بصوت محبط للغايه ... 
يوسف: "شريف"  .. إتغدى إنت أنا مش جعان ...

ذهل "شريف" تماماً من حال صديقه فمنذ دقائق قليله كان جائع ومتحمس للغايه لتناول الطعام ليهتف به متعجباً من تغير حاله للنقيض تماماً ...

شريف : الله !!!!! ... ما أنت كنت لسه حتموت من الجوع دلوقتى ... إيه إللى حصل ..؟؟

يوسف : محصلش حاجه .. بس حاسس زى ما تكون نفسى إتقفلت كده ...

شريف: غريبه ... طب إستنى حتى أجيب ساندوتش ولا حاجه ونطلع سوا ..

لوح إليه "يوسف" بيده رافضاً وهو يتحرك بذات اللحظه إلى خارج المطعم دون التمهل أو الإنتظار  ...
يوسف: لا .. كل إنت براحتك أنا حسبقك ..

تركه "يوسف" عائداً إلى الشركه وقد تملكه شعور عظيم  بالخيبه ، لاح بعقله تساؤل غير منطقى بالمرة فلم يشعر بالخيبه والإحباط لعدم رؤيتها الآن ، ولم كان ينتظر رؤيتها أو مقابلتها مرة أخرى ...؟!!

يوسف: هو أنا كنت مستنى إيه   ...؟؟؟ وكنت بدور عليها ليه أصلاً ... وليه زعلت لما ملقتهاش ...؟!!!

تعجبه كان من حاله وليس من عدم وجودها ليظل شارد الذهن حتى عودة "شريف" الذى لحقه مباشرة فور إحضار بعض الطعام لتناوله بالمكتب ..

شريف: بجد مستغربك يا "يوسف" ...

يوسف بضيق: لا تستغرب ولا حاجه .. نفسى إتسدت وخلاص ...

بضيق بالغ جلس "يوسف" فوق مقعده عابثاً بأزرار حاسوبه فهو نفسه لا يجد سببا مقنعاً لما فعله منذ قليل ....

شريف: عموما جهز نفسك السفر الخميس الجاى ...

يوسف بإقتضاب: تمام ...

ردوده المقتضبه جعلت "شريف" يلتزم الصمت تماماً فلا داعى لإثارة حنقه أكثر من ذلك ...

____________________________________

شقه يوسف ...
بتكاسل شديد ظلت "دعاء" متملله بفراشها لوقت متأخر حتى دلفت والدتها إلى غرفتها تطمئن عليها ففى الغالب تستفيق بوقت مبكر عن هذا الوقت ...

ام يوسف: مالك يا "دعاء" مرحتيش الكليه النهارده ليه ....؟؟

دعاء: أبداً يا ماما مصدعه شويه ..

ام يوسف: طب قومى إتحركى كده وأنتى تبقى كويسه بلاش النوم ده ...

بمزاح لطيف عقبت "دعاء" على نصيحه والدتها ...
دعاء: حاضر .. شويه كده وحقوم أرقص ..

صرخت بها والدتها بضيق من طريقتها المزحه طوال الوقت ...
ام يوسف: دعااااء ..!!!

دعاء : بهزر معاكى يا ماما .. مال الصداع ومال الحركه ..؟؟

ام يوسف: هو كده .. إتعودنا كده طول عمرنا ... إتحركى و إعملى أى حاجه حتلاقى الصداع راح ...

بتعجب من علاج والدتها الغريب أردفت بتهكم وقد عقصت وجهه المازح بصورة تدعو للاشمئزاز ...

دعاء: ده طب الفراعين ده ولا إيه ...؟؟؟ فيه حاجه اليومين دول يا حاجه اسمها مسكن ... بتخلى الصداع يروح ..

ام يوسف: بلاش غلبه وقومى بلاش كسل ...

تحركت أم "يوسف" مستنده إلى عصاها نحو المطبخ لتبدأ فى تقطيع الخضروات لحين لحاق "دعاء" بها ...

لم تجد "دعاء" بُد من أن تلحق بوالدتها لمساعدتها حين دق هاتفها برقم "مرزوق" ....
دعاء: السلام عليكم ...

مرزوق: وعليكم السلام ... ده إيه الصباح الجميل ده ..

دعاء: يا سلام .. للدرجه دى .. أنا مباكلش من الكلام ده ..!!!

مرزوق: ده مش كلام .. ده طالع من قلبى ... أخبارك إيه النهارده ..؟!!

دعاء: تعبانه والله مصدعه من سهر إمبارح وأنا بذاكر ..

مرزوق: ألف سلامه عليكى أجيب لك دواء ..؟؟

دعاء: لا طبعاً تجيب إيه ..؟؟ ولا تهوب ناحيه بيتنا من أساسه ..

مرزوق: كنت بس عايز أطمن عليكى ...

دعاء: لا متقلقش إتطمن ...

مرزوق: أنا كنت بطمن عليكى مقدرش أبدأ يومى من غير ما أقولك صباح الخير و أسمع صوتك ...

إهتمامه بها أشعرها بوجودها ، إحساس غريبه أحبته للغايه وإحتاجته بالفعل لترتسم إبتسامه خفيفه على ثغرها سرعان ما أفاقت لنفسها لتستكمل حديثها معه مصطنعه الجديه ...

دعاء: وخلاص صبحت !!!!  .. يلا سلام ورايا حاجات كتير فى البيت ..

مرزوق: سلام ...

____________________________________

لامار ....
بعد إنتهاء لقائهما بالمكتب تفاجئت "لامار" بطلب "آدم" ...
آدم: أظن إنك هنا النهارده ومش وراكى سفر .. ممكن بقى نتغدى النهارده مع بعض ...

لم تجد لامار بُد من موافقتها .. خاصه وأنها لم ترى منه أى سوء .. فقررت خوض التجربه فربما تظن به ظن خاطئ ...

لامار : موافقه .. حنتظرك الساعه ثلاثه هنا الشركه عندى ونروح سوا ...

آدم: تمام .. حعدى عليكى فى المعاد ...

فى الوقت المحدد ...
مر "آدم" بـ"لامار" ليصطحبها لتناول الغذاء سوياً حين أردف بخيلاء ...
آدم: شفتى مواعيدى مظبوطه إزاى ...؟؟؟

لامار : أينعم إحنا فى فرنسا بس زى ما بيقولوا مواعيد انجليزى ...

آدم: إتفضلى .. أنا اعرف مطعم جميل جداً ..

لامار : وهو كذلك ...

توجه "آدم" و"لامار" إلى أحد المطاعم الفاخرة لتناول الطعام مع تعامل "آدم" الراقى للغايه مع "لامار" بصورة أبهرتها حقاً ..

مما جعلها تبدأ تغير تلك الصوره السيئه التى أخذتها عنه وأنه ليس ثقيل الظل الى هذه الدرجه ...

بعد الإنتهاء من تناول الطعام أوصل "آدم" "لامار" مره أخرى إلى شركتها لتستقل سيارتها نحو المنزل ...

لامار: مساء الخير ...

والد لامار: مساء الخير ...

نظرت "لامار" لتلك الحقائب الموضوعه بالزاويه قبل أن تسأل والدها بلطافه ...
لامار : خلاص حضرتوا نفسكم للسفر ...؟!!!

والد لامار: ما تيجى معانا تغيرى جو ...؟؟

لامار: عندى شغل كتير جداااا الفتره دى ومقدرش أغيب أسبوعين بحالهم .... روحوا إنتوا ..

والد لامار: ماشى .. إحنا طالعين المطار كمان نص ساعه ...

لامار: حاجى أوصلكم طبعاً ...

والد لامار: أكيد ... أخبار الشركه إيه ...؟؟

لامار: مكنتش متخيله كم الطلبات للتعاقد مع شركتنا بالصوره دى ... بجد مبسوطه جداً .. ده حتى فيه مؤتمر كويس أوى حيعرضوا فيه طرق جديده لجذب إنتباه العملاء الأسبوع الجاى مش لازم أفوته أبداااا ...

بفخر شديد أردف "نشأت" متباهياً بذكاء إبنته وقدرتها على خوض تلك التجربه بنجاح ...
والد لامار: أنا عارف إنك قد المسؤليه وحترفعى راسى ... خصوصاً لما نسافر مصر ..

رفعت "لامار" كفيها بحالميه وهى تستطرد بإنفعال وحماس شديدين ....
لامار: أهى السفريه دى لا يمكن أفوتها أبداً ... وقتها حكون مجهزة نفسى من قبلها لأن مصر وحشتنى جداً  وخصوصاً إسكندريه .... أنا ممكن أعمل شغل كويس أوى هناك ...

والد لامار: طيب يلا إستعجلى والدتك عشان منتأخرش ...

لامار: تمام ثوانى حروح أناديها ....

•• الفصل الرابع عشر ••
               •• هل دق القلب ...؟؟!••

فى المساء ...
ربما عيبه الوحيد الذى يعترف به حقيقه هو عدم التجاوز ، لا يستطيع تجاوز ضيق حل به أو فكرة سيطرت على عقله وتصبح هى شاغله الشاغل طوال الوقت ...

عاد "يوسف" بعد إنتهاء عمله بالشركه إلى بيته لكن أثر ضيقه الذى حل به ظهيره اليوم مازال مؤثراً به ...

صعد درجات السلم بتجهم تام حين سمع صوت "علا" تهتف بإسمه أمام باب شقتها مرة أخرى ....
إضطر "يوسف" على رسم إبتسامه مجبره على ثغره لتحيتها ...

يوسف: السلام عليكم ...

علا : أنا حضرت الورق أهو .. معلش حتعبك معايا ...

يوسف: تعبك راحه ...

تاهت كلماتها برد "يوسف" المجامل حتى أنها أخذت تبحث عن أى سؤال يخطر ببالها فقد تناست ما قد حضرت نفسها لقوله تماماً ...

علا : ااااا ....  أنا ... أنا خريجه تجارة .. يعنى ممكن يكون فيه وظيفه عندكم صح ..؟؟!!!!

يوسف: إن شاء الله خير ...

إستأذن "يوسف" منها صاعداً نحو شقتهم ليقابل والدته و"دعاء" ويطمئن عليهم لتقابله "دعاء" بالباب وهى تقف تتوسط خصرها بكفيها وهى تحرك حاجبيها إستفزازاً لـ"يوسف" مازحه  ...

دعاء: أيوة يا عم ماشيه معاك ... شايفاك واقف مع "علا" ...
أنهت عبارتها وهى تغمز بعينها مازحه معه ، لكنه لم يتقبل دعابتها ككل مرة وأردف بنبره مختنقه ...

يوسف : بقولك إيه يا "دعاء" أنا مش فاضى لك ... دى كانت عايزانى أقدملها على شغل فى الشركه ...

رد "يوسف" المقتضب وعدم تحمله لمزاحها الثقيل جعلها تعقب بجديه لشعورها بأن هناك أمر ما يضيق نفسه ...
دعاء: هو أنا قلت حاجه !!! ... أنا كنت بهزر معاك .. مقصدش أزعلك ...!!

أحس "يوسف" أنه زادها بحدته الغير مبرره وأن "دعاء" لا ذنب لها بضيقته التى لا يستطيع تجاوزها منذ الصباح ليردف معتذراً ...

يوسف: معلش يا "دعاء" .. كنت مضغوط فى الشغل أوى النهارده عشان سفر يوم الخميس ...

لم تكن تنتظر منه سوى تلك الكلمات البسيطه لتنفرج شفتيها عن إبتسامه رضا وهى تستطرد ...
دعاء : معلش ... أنا برضه زودتها شويه .. بس أصل "علا" حتموت عليك بجد ..

لم يستسغ مزاح "دعاء" الثقيل بموضوع مثل هذا ليردف بنبره تساؤل تحمل معنى لا يمكن ذلك ...

يوسف : إيه الكلام إللى إنتى بتقوليه ده ... لأ طبعاً ....؟؟

دعاء: طب بكره تشوف ... ده باين وباين وباين كمان ...

يوسف: بطلى هبل وحضريلى الغدا أحسن مكلتش حاجه من الصبح ...

دعاء: ثوانى ...

تبع "يوسف" أخته نحو الداخل وهو يحدث نفسه بإستراب مما قالته منذ قليل ...
يوسف: مجنونه دى ولا إيه ؟!!!!! .. "علا"  .. بتحبنى أنا ...؟!!!!

بعد تناول طعامه وخلوه بنفسه بغرفته تناسى تماماً "علا" وما قالته "دعاء" عنها وتذكر شئ واحد فقط ...
تلك الفاتنة ذات العيون الزرقاء ، أخذ يؤنب نفسه على إحساسه اليوم وإنتظاره لرؤيتها مره أخرى ....

وماذا لو رآها ....؟!!   ما الذى سيتغير ....؟!! فمازال عقله يرفض تقبل ما مرت به  ... ، لم ذهب من الأساس للبحث عنها ؟!!    .. وكيف سيطرت على تفكيره على الرغم من رؤيتها لمرة واحده فقط .... لم يريد رؤيتها ثانيه إذا كان يرفضها !!!!! ...

شعر بأنه يسير فى متاهه ويجب أن يخرج منها بعقله مثلما إعتاد دائماً وعليه ألا ينساق وراء طريق لا يرضاه ولا يتقبله ...

____________________________________

أسبوع آخر يمر تلتئم به الجروح ويتناسى به الألم ...

إستطاعت "ورد" بتلك الأيام التعود على حركتها بمفرده مستخدمه عكازها تتكئ عليه لكنها بداخلها تتوق لموعدها بالمستشفى لإزاله تلك الجبيرة المتبقيه وتتحرر تماماً من تلك القيود التى سجنت بها لوقت طويل ...

ولم يكن موعدها فقط هو ما تنتظره بل اليوم أيضاً ستتقابل مع "سماح" بجلسه جديده فمازال بداخلها حديث تود لو أن تخرجه من داخلها وتتحدث به عن أشياء تشعر بها تتمنى لو تشاركها مع أحدهم ، ولن تجد أفضل من "سماح" لذلك ...

____________________________________

عانى "عبد المقصود" من بعض النوبات المؤلمه ومازال يخفى مرضه عن الجميع فلا يشغل فكره سوى "ورد" وحياتها من بعده فقد أدرك أن الموت قادم قريباً لا محاله .. لم يستطع ذلك إقصاء الصغير "محمد" عن البيت حتى بعد تأكده أنه ليس ولده فهذا الصغير لا ذب له ...

____________________________________

تهربت "ناهد" من بقائها مع "حسام" بمكان واحد فقامت بإستئجار إحدى الشقق المفروشة بالقرب من سكن "حسام" حتى تستطيع المرور به من وقت لآخر يخططان ويدبران للتمكن من "ورد" لكنهم بإنتظار تماثلها للشفاء أولاً لينفذوا مخططهم الشيطانى ...

قضى "حسام" معظم وقته مغيباً بإدمانه للخمور والمخدرات التى إكتسحت حياته منذ زمن طويل ...

____________________________________

حاول "يوسف" التركيز بعمله فقط مقصياً تلك الأفكار التى تعصف به من وقت لآخر بتمنيه للقاء آخر ثم يعود معنفاً نفسه على ذلك فعليه تحديد طريقه بعيداً عن تلك الأفكار الغريبه ...

حاول كذلك مساعده "علا" بتقديم أوراقها بالشركه لكن لم تتاح فرصه بعد لها فجميع الوظائف مشغوله ...

إستعدا "يوسف" و"شريف" للسفر إلى إيطاليا للانتهاء من مراجعه تلك العقود الخاصه بالشركه بسفرتهم القصيرة ...

____________________________________

شقه يوسف ...
وقف "يوسف" بباب الشقه مودعاً والدته وأخته قبل التوجه للمطار صباح اليوم ، لم يستطع إيقاف إنهمار دموع والدته الحارة وهى تبكى مودعه إياه ...
ام يوسف : خلى بالك من نفسك يا إبنى 
... ؟؟

يوسف: كفايه بقى يا ماما دول يا دوب كام يوم ..

ام يوسف: أصل دى أول مره تبعد عنى كده ...

رفعت "دعاء" حاحبيها بإندهاش من تلك المشاعر الجياشه والتأثر المبالغ فيه من قبل والدتها فـ"يوسف" لن يغيب أكثر من أسبوع واحد ...
دعاء: أمال حتعملى إيه لما يتجوز .....؟؟؟!!!!

ام يوسف: يتجوز معانا هنا ..... دى شقتنا كبيرة أوى الحمد لله .. دى خمس أوض .... دى هى دى إللى طلعنا بيها من الدنيا ...

دعاء: الشقه هنا قديمه أوى يا ماما دى بتاعه جدى الله يرحمه ...

ام يوسف: ولو ... وشقه "يوسف" بعد كده .. حيتجوز معانا هنا ...

ضحك "يوسف" على مشادتهم الظريفه وهو يضرب كفيه بعضهما البعض ...
يوسف: إحنا فى إيه ولا فى إيه بس !!! ... خلينا فى السفر ... أنا نازل خدوا بالكم من نفسكم وأنتى يا "دعاء" خدى بالك من ماما كويس ...

دعاء: متخفش يا "يوسف".. خد بالك إنت من نفسك ...

يوسف: لا إله إلا الله ...

"محمد رسول الله ..."

تركهم "يوسف" متجها نحو المطار لمقابله "شريف" وإستقلال طائرتهم المتجهه اليوم إلى ايطاليا ..
ورغم حزنه لفراق أهله لأول مره إلا أنه سعيد لخوض تجربه السفر فطالما أراد ذلك لكن إلتزامه مع أهله جعله دوماً يتراجع ، وربما تكون فرصه جيده للإبتعاد بتفكيره بتلك الحسناء رغماً عنه ، تلك الناعمه التى سيطرت عليه منذ لحظه وقوع عينيه عليها ، فمنذ ذلك اليوم يبحث عنها دون قصد منه يومياً حين يحين موعد تناول الطعام وذهابهم إلى المطعم ..

وكلما ذهب يبحث عنها لكنه يشعر بخيبه حين لا يجدها لكن ما أقلقه حقاً هو غياب والدها كثيراً بصلاة الفجر كما إعتاد لهذا قرر حين عودته السؤال عنه فهو لا ينقطع أبداً عن المسجد ولابد أن شئ عظيم سبب ذلك ...

قابل "شريف" صديقه "يوسف" مرحباً به ...
شريف: حبيبى ... تعالى تعالى ...

يوسف:  إنت هنا من بدرى ولا إيه ...؟؟

شريف: لا لسه واصل ... يلا بينا ..

بدأ "يوسف" و"شريف" إجراءات سفرهم إستعداداً للإقلاع  مع إنبهار يوسف بالطائرة وحجمها عن قرب ، جلس إلى شريف مستمتعاً بتلك الأجواء الجديده عليه ...

____________________________________
بيت عبد المقصود العالى ...
بحماس مفرط خرجت "ورد" ترتدى فستان طويل أسود اللون به زهور ورديه كبيرة لاقت لها كثيراً ، إستندت على عصاها لآخر يوم فبعد قليل ستتحرر من تلك الجبيرة التى تقيدها ، ستعود كما كانت كالعصفورة الطليقه محلقه بخفه ...

إحساس العافيه مبهج للنفس لا يشعر به سوى العليل ، فكم من نعمه نفيض بها لكننا غافلون عنها ...

أعادت خصله شعرها الذهبى للخلف وهى تردف بنعومه ..
ورد: أنا جاهزه يا بابا ..

ابو ورد: يلا يا بنتى .. نادى السواق الجديد يحضر العربيه لأنى مش قادر أسوق خالص ....

قلبت شفتيها إستياءً بحاله والدها الذى يرفض أن يخضع لفحص الطبيب لمعرفه مما يعانى ...
ورد: أنا مش عارفه يا بابا مالك بجد اليومين دول !!!! .. ما تيجى نكشف طالما حنبقى فى المستشفى ...!!!

ابو ورد: ده حاجه متستاهلش .. الضغط عالى بس اليومين دول متشغليش إنتى بالك ...

ورد: طيب يا بابا إللى تشوفه ...

إستقلا السيارة متجهين نحو المستشفى برفقه السائق الجديد ، دلفت إلى المستشفى للمرور بالطبيب المعالج لها ليزيل تلك الجبيرة أولاً ...

الطبيب: حمد الله على سلامتك ...

ورد: أنا مش مصدقه إنى حقدر أمشى على رجلى من تانى ... الحمد لله ...

الطبيب : بس يا ريت مترهقيش نفسك ..

ورد: إن شاء الله ...

رسم "عبد المقصود" إبتسامه مرهقه للغايه سعيداً بعودة "ورد" لطبيعتها حين أخبرته بحماس طفله ...
ورد: شفت يا بابا ... الحمد لله ...

أبو ورد : الحمد لله يا بنتى ... روحى إنتى معادك مع الدكتوره "سماح" وأنا حستناكى فى الإستقبال ...

ورد: حاضر يا بابا ...

سارت بخطوات ثقيله تجاه مكتب "سماح" فمازالت تشعر ببعض الثقل الخفيف بساقها لكنها سعيدة للغايه لأنها تخطو خطواتها دون مساعده ...

طرقت الباب بخفه لتستمع لصوت "سماح" الشجى من خلف الباب تسمح للطارق بالدخول ...

سماح: إدخل ..

طلت "ورد"  بوجهها المبتسم وطلتها المريحه للنفس قائله ببهجه ...
ورد: أنا جيت ..

سماح: "ورد" ...!!!! .. إيه ده ما شاء الله إنتى فكيتى الجبس أخيراً ..

ورد: أيوه الدكتور قالى أنى خلاص مش محتاجه الجبس ده بقى ما أنا بقالى شهر أهو ...

بملامه خفيفه إستطردت "سماح" حديثها وهى تدعو "ورد" للجلوس مشيرة لها بكفها ...
سماح: وحشتينى على فكره .. إيه مش بتتصلى بيا ليه ....؟؟

أجابتها "ورد" ساخرة من نفسها ...
ورد: أصل أنتى متعرفينيش .. أنا مش النوع بتاع الموبايلات ده خالص ودايماً بنساه .. عارفه .. ده أنا حتى كالعاده إفتكرته لما دخلنا المستشفى ونسيته برضه فى البيت ...

سماح: ماشى يا ستى ... إحكيلى بقى على كل حاجه بالتفصيل ...

جلست "ورد" جلسه أقرب لجلسات الأصدقاء مع "سماح" لتتحدث معها عن طلاق والدها من "ناهد" الذى لم تعلم سببه حتى الآن كذلك عن مقابلتها لـ"يوسف"  فى المطعم هذا اليوم ..."

سماح: إنتى قلتى لى إسمه إيه ...؟؟

ورد: "يوسف" ... مش عارفه ليه حاسه زى ما أكون عارفاه من زمان ...!!!

سماح: ما تسمعيش عن حاجه إسمها الأرواح بتتلاقى ..

بإندهاش تسائلت "ورد" عن ذلك المصطلح الغريب تستفسر عن مقصدها به ...
ورد : الأرواح بتتلاقى ...!!!!

سماح: أيوه ليه لأ ..

هى لم تدرى بعد إن كانت تخطت ما حدث مع "حسام" أم لا ... لكنها تدرك تماماً أنها وصمت بلقب لم تختاره ( مطلقه) لتردف بنبره تعسه للغايه ...

ورد : متنسيش أنى دلوقتى مطلقه .. إيه إللى حيخلى واحد زى ده ممكن يفكر فى واحد زيي ...؟!!

سماح: إسمحيلى يا "ورد" إللى يفكر بالتفكير ده يبقى راجعى .. يعنى إيه يحكم على واحده من مجرد تجربه فاشله مرت بيها ... وبعدين إنتى جميله ومتعلمه ورقيقه أوى  .. أى حد يتمنى فعلاً إنسانه جميله زيك .. خليكى واثقه من نفسك ...

ورد: أنا بحاول فعلاً ... 

نظرت "ورد" لساعه يدها قبل أن تعتذر من "سماح" للعودة لوالدها منتظراً بالأسفل ....
ورد: معلش بقى أستأذن أنا عشان بابا مستنينى تحت ..

سماح: ماشى بس أبقى إفتكرى الموبايل وكلمينى ..

ورد ضاحكه: حاضر .. إن شاء الله ...

____________________________________

إيطاليا ..
هبطت الطائرة مطار روما الإيطالي وسط إعجاب الرفيقين بتلك المدينه الرائعه وربما زاد إعجابهم بها أنها سفرتهم الأولى وكل ما بها مبهج للغايه ..
إستقلا إحدى سيارات الأجرة نحو الفندق الذى تم حجزه لهما ليستريحا قليلاً من السفر قبل بدء عملهم ...

دارت عينا "شريف" بالغرفه من حوله ثم جلس بالمقعد الوثير بقرب النافذة وهو يتحدث بإعجاب واضح بتلك البلده ...
شريف: حلوة إيطاليا .. نخلص بقى بكره شغلنا ونلف أنا وإنت نتفرج عليها ..

قلق "يوسف" من تركه لوالدته المريضه واخته الصغرى بمفردهما وشعوره بالمسؤولية تجاههم جعله يشعر بأنه لا يجب عليه سوى العمل فقط للعودة بأسرع ما يمكن لهم ...
يوسف: إنت جاى سياحه !!!!! .. خلينا نخلص شغلنا ونرجع ..

شريف: يا عم إنت متبقاش فقرى بقى ... حد يبقى فى إيطاليا .... وميتفسحش ..

يوسف: أصبر بس نخلص العقود بكرة ونشوف ...

بتلميح غير مفهوم أردف "شريف" غامزاً بعينه تجاه "يوسف" ...
شريف : ماشى ... تاكل معايا ولا حتدور على حد تانى فى المطاعم هنا برضه ...؟!!

ضيق "يوسف" عيناه بعدم فهم مقصده حقيقه تلك المره ..
يوسف : قصدك إيه ...؟؟

إستدار "شريف" بكامل جسده لينحنى تجاه صديقه وقد دنا منه بصورة كبيرة مسندناً كفيه بذراعى مقعد "يوسف" ليخبره أنه يفهم تماماً ما يعتمل بداخله ...

شريف: إنت فاكرنى إنى مش واخد بالى إنك كنت بتدور على القمر كل يوم ....!!!

يوسف: قمر .. قمر إيه ....؟

بإبتسامه شقيه وغمزة كاشفه لشعور "يوسف" المستتر ..
شريف: بنت الحاج أبو "محمد" !!!! ... ده إنت من ساعه ما شفتها فى المطعم وأنت كل يوم بتستنى تيجى تانى مع أبوها ..

دفع "يوسف" بـ"شريف" مبعداً إياه عنه وهو ينهض من مقعده بإضطراب غريب هاتفاً بحده غير مبرره لهذا الإنفعال وكإنما أُلصقت به تهمه ما وعليه تبرئه نفسه منها ...
يوسف : هو إيه الكلام ده !!! .. أنت دماغك باظت ولا إيه ...؟؟

زم "شريف" شفتيه بإبتسامه جانبيه وهو يلتف بمقابله "يوسف" مواجهاً إياه يكشف له عما يواريه من مشاعر إعجاب بتلك الجميله ...

شريف: لا يا سيدى .. إنت عجبتك .. متنكرش .. من أول نظره زى ما قلت لك ... بس دماغك دى هى إللى عامله فيك كده ...!!

لوح "يوسف" بإصبعه محذراً بوجه "شريف" وقد تهدجت أنفاسه المتلاحقه بتوتر ...

يوسف: "شريف"!!!!! ... إحترم نفسك .. وأنا لا بفكر فيها ولا حاجه ... متخترعش حاجه محصلتش ..

شريف: حنشوف ....

يوسف: نقطنا بقى بسكاتك وروح كُل فى أى حته ...

حمل "شريف" جاكيته الملقى فوق ظهر المقعد وهو ينصح رفيقه قبل مغادرة الغرفه ...
شريف: فك من الأفكار إللى فى دماغك دى ... و أمشى ورا قلبك حتكسب ..سلام ...

مع نهايه عبارته رفع "شريف" إصبعيه السبابه والوسطى ملقياً التحيه تاركاً إياه يسبح فى بحور حيرته ... فهل فعلا دق قلبه لها ... وأعجب بها من أول نظره كما يقول .. أم أن العقل مازال هو المسيطر عليه وعلى إختياراته ...

____________________________________

ورد ...
بعد خروجها من المستشفى برفقه والدها وقبل أن يستقلا سيارتهما تسائل والدها بحنو ...
ابو ورد: ها عايزة نروح ولا تحبى حاجه من هنا ..؟!!

دق قلبها بقوة لتكتسى وجنتيها بحمرة طبيعيه وهى تنكس رأسها خجلاً تحاول طلب ذلك من والدها لتخرج كلماتها على إستحياء شديد ..

ورد : هو يعنى لو ممكن ... ومش حتعبك ... نروح نتغدى فى المطعم إللى إنت ودتنى فيه المره إللى فاتت ..

ربت "عبد المقصود" بخفه على ظهرها وهو يردف بحنو بالغ ...
ابو ورد: بس كده ... يلا بينا ...

تراقص قلبها فرحاً وقد رسم بخيالها لقاء ثان من نوع آخر ، ترى هل يمكن ذلك ... ولم لا .. فهم تقريباً بنفس الموعد الذى رأته به فى المره الأولى ...

جلسوا بإحدى الطاولات وطلب لهما "عبد المقصود" الطعام وسط تعلق عيناها بمدخل المطعم ..

مر الوقت ببطء وملل .. ولم يظهر هو أو صديقه "شريف" ..

شعرت بإختناق بقلبها لتلتزم الصمت طوال فترة تناولهما الطعام ، شعرت أنها تحبس دموعها المختنقه بمقلتيها دون أن تعلم سببها فلقد كانت منذ قليل فى منتهى السعاده .... ماذا حدث .. أكل ذلك فقط لأنه لم يأت ...؟!!

طلبت "ورد" من والدها المغادره والعودة لبيتهم ليلبى "عبد المقصود" رغبه إبنته وكان هو أيضاً بحاجه لتلك الراحه .....

____________________________________

دعاء ...
إستمرت "دعاء" بالإستمتاع بمكالمات "مرزوق" اليوميه فى الخفاء ... فلقد أحبت بالفعل إهتمامه بها .. وبدأت هى أيضا بالإتصال به والسؤال عنه ..لكنها إكتفت بتلك المكالمات ولم يتطرق الأمر لمقابله مطلقاً كما إتفقا ...

____________________________________

شقه حسام ...
بسخط شديد أخذت "ناهد" توبخ "حسام" حتى ينتبه لها فعيناه زائغتان بقوة إثر تلك المغيبات للعقل التى يتناولها ...

ام حسام: "حساااااام" !!!!! .. فوق معايا كده ... أوووف ...

حسام : والله فايق .. قولى بس عايزانى أعمل إيه وأنا أعمله ...!!

زفرت "ناهد" بحنق وهى تردف بخبث شديد ...
ام حسام: أنا عرفت من "نجاح" إن "ورد" فكت الجبس النهارده .. حنستنى كام يوم كده يكون أبوها مش فى البيت ونكلمها تيجى هنا ...

بتملل من تلك الخطط والإنتظار أردف "حسام" بلسان ثقيل للغايه ...
حسام : طيب ما نكلمها على طول ...

ام حسام : لأ ... لما أتأكد الأول "عبد المقصود" قالها إيه بالضبط ...  أحسن يكون حكى لها كل حاجه وساعتها حتخاف تيجى ..

حسام : أه صح .. طيب حتعرفى منين ...؟؟

بإبتسامه تهكميه أردفت "ناهد" بثقه ...
ام حسام : من "نجاح"  طبعاً .. ما هى بتقولى كل أخبارهم أول بأول ....

حسام : هو لسه مخلى "محمد" هناك بعد إللى عرفه ليه ....؟؟؟

ام حسام : مش بقولك طيب ويتضحك عليه .. وبنته زيه بالضبط .. تلاقى الواد صعب عليه يرميه فى الشارع ...

حسام بضحك وهو يتناول زجاجه المُسكر مره أخرى ساخراً من سذاجه هذا الرجل  ....

حسام : لا فيه الخير ...!!!

ام حسام : "حسام" ....  الشقه بقت زى الزفت خلى حد ينضفها أنا مش مستحمله الحاجات إللى مرميه والأزايز دى كلها ...!!!!!

صرخ بها "حسام" بعصبيه فيكفيها تحكم به وبتصرفاته بهذا الشكل ...
حسام : الله يا ماما !!!!!!! .. مش أنتى قاعده فى شقتك !!! .. مالكيش دعوة بشقتى بقى .. أنا حر عاجبانى كده ...

ام حسام: إنت حر ..

تعليقات