رواية جنة الياسين(انتقام بالخطأ ) الفصل السادس6بقلم اسراء هاني شويخ


رواية جنة الياسين(انتقام بالخطأ )
 الفصل السادس6
بقلم اسراء هاني شويخ




دخل بيته برفقة زوجته وحبيبته ليتفاجأ بزوجته الثانية تركض له وهيا تقول بفرحة " مبروك يا حبيبي هتبقى أب "
ذهول سيطر عليه لا يدري أسعادة أم خوف من تلك التي تيبست يدها داخل يده شحب وجهه حينما تذكر اتفاقه معها ان اقترب من زوجته سيطلقها ..
سكوت فقط سكوت يعم المكان لتقطع الصمت مريم " ايه يا شريف مش مبسوط "

نظرت له دلال وما زالت علامات الصدمة والذهول مسيطرة عليها وقالت  بعدم استيعاب" حامل ؟؟ حامل ازاي "

نظرت لها مريم بسخرية وقالت " ازاي ايه يا حبيبتي حامل من جوزي ولا عشان ما قدرتيش تعمليها "

هدر بها بكل صوته " مررررريم "

سحبت دلال يدها وقالت بهدوء شديد " برضو ما جاوبتنيش حامل ازاي يا شريف "

حاول جلب صوته وقال بصوت مختنق " كانت مرة وحدة والله "

سكتت تنظر له وملامحها جامدة ثم همست بكل هدوء " اعتقد انت فاكر احنا اتفقنا على ايه "

قالت جملتها وصعدت شقتها كجثة بدون أي روح اي ردة فعل سيعبر عن شعورها بالعجز والخذلال والقهر هيا من وافقت منذ البداية أن يكن لها زوجة ثانية لا يحق لها أن تعترض الآن...

اما هو كان ينظر لأثرها برعب ليس له آخر فهدوءها اثبت له أنها النهاية وان الجرح الآن ليس له دواء لكن لا والله لن يتركها حتى لو سيموت هيا له لآخر يوم في عمره ..

ركض خلفها وجدها تجلس على السرير بكل هدوء جلس على ركبتيه امامها ونظر داخل عينيها كانت نظرة غريبة لم يراها من قبل همس بدموع وصوت مختنق " كانت مرة غصب عني مش هتتكرر حقك عليا امي هيا اللي اجبرتني ابوس ايدك ما تسبنيش "

نظرت داخل عينيه وهمست ببرود " خلصت ؟؟ اخرج برة "
ابتلع ريقه وقال برجاء " دلال عشان خاطري فرصة أخيرة "

ضحكت بهم وقالت " طبعا فرصة وهتفوز فيها بامتياز لانه دلوقتي تحقق اللي انت عايزه ومراتك حامل "

أخفض عينيه بخجل لتكمل هيا بسخرية " ايه فاكرني مش عارفة تجوزت ليه بس اللي انت ما تعرفوش انه ربنا ما بيديش كل حاجة وانت اخترت تبقى أب يبقى تتطلقني وأعتقد ده كان اتفاقنا "

انتقض من مكانه وقال بجنون و هستيريا " مستحيل طلاق مستحيل انتي مراتي وحبيبتي لآخر يوم في عمري غصب عن الكل وانا هأعرف ازاي أداوي جرحك وأخليكي تسامحيني "

وقفت وهيا تنظر داخل عينيه وقالت بقر.ف " هو انت عمرك شوفت ميت جراحه بتتداوى يا شريف انت اناني اخترت نفسك وانا مش بلومك حقك تخلف وحقك تبقى أب بس انا كمان حقي اني اطلق لاني مش عايزااااك "

ضمها بقوة رغما عنها وقال ببكاء ورجاء " لا يا دلال ما تقوليش كدة انا شريف حبيبك والله اني بحبك اكتر من نفسي ده هيبقى ابننا انا وانتي انتي اللي هتربي امنيتي اشوفك وانتي بتربي عشان خاطري سامحيني صفحة جديدة "

دفعته بقوة وقالت بصراخ " اخرج برة برررررة "

أشار بيده وقال " حاضر هأخرج حاضر اهدي وفكري مع نفسك عشان خاطري وخليكي فاكرة اني مش هطلق "

خرج وأغلق الباب لتنهار قوتها المزيفة وتدخل في بكاء مرير نار تشتعل داخل صدرها حينما تخيلت لمسه لاخرى وانها استطاعت ما لم تقدر عليه هيا وهو أن تجعله أب لكنها وقفت تنظر للمرآة وقالت بتحدي " خلاص كفاية ضعف مش هأفضل دلال الغلبانة اللي تسكت وتقول حاضر وحياة قهرة قلبي يا شريف لأبكيك د.م وهتشوف "

أما هو هبط السلالم برعب كلما تذكر نظرتها التي لأول مرة يراها أيعقل أن تتركه اقتربت منه والدته وقالت بسعادة " مبروك يا حبيبي الف الف مبروك اخيرا "

هز رأسه وقال بصوت مختنق " الله يبارك فيكي "

اقتربت منه مريم وقالت بدلال " ما تيجي نحتفل انا وانت يا روحي "

دفع يدها التي تلعب بزرار قميصه وقال بحدة " مافيش حاجة هتتغير بالحمل ده دلال حبيبتي ومراتي وانتي ام ابني يعني ما تتعبيش نفسك "

اقتربت منه وقالت بوقاحة " وايه اللي يجبرني أبقى متجوزة مع وقف التنفيذ هآخد ابن خالد وأمشي وبعد الولادة أبقى أتجوز اللي يقدرني يا حبيبي "

صدم من وقاحتها وقال "هتاخدي ابني "

هزت رأسها ببرود وأجابت " أيوة واما اولد أبقى أخليك تشوفوا "

شحب وجهه فهذا طفله الذي تمناه طوال حياته حملها بين يديه وقال بهدوء " تعالي أقدرك "

ضحكت والدته بسعادة خصوصا حينما لمحت دلال من فوق تنظر لهم فغمزت لمريم التي قبلته أمامهم دون أي خجل ..
رفع رأسه ليجد تلك التي تنظر له بكل هدوء كأنها تخبره أن يفعل ما يحلو له لن تمنعه لأنه خسرها اصلا ...
قام بتنزيل مريم من يديه وركض لها لكنها أغلقت الباب وقف على الباب يدقه بتوسل " افتحي يا دلال حبيبتي افتحي مش زي ما انتي فاهمة "

ضحكت بشدة وقالت " يا أخي ده انت لسة طالب الفرصة التانية من دقيقة "

أغمض عينيه بقهر ولم يستطع اجابتها فهو بين نارين نار حبها ونار ابنه ويا ترى لأي ستكون الغلبة

*****  "ربي اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء " خلي الدعاء ده علسانك دايما ...

خرجت من شغلها لتجده أمامها ينظر لها تلك النظرة التي تخجلها جدا همس بنبرة عاشقة " ازيك يا خديجة عاملة ايه "

ابتلعت ريقها بخجل شديد وأجابت بهمس " الحمد لله كويسة متشكرة "

هز رأسه وما زال ينظر لها نظرة كأنها الوحيدة في هذا العالم حاول جلب صوته وقال " عاملة ايه بالشغل في حد ضايقك "

هزت رأسها بالنفي وقالت برقة " لا الحمد لله "

اقترب اكثر وقال بصوت خافت " حد بس يستجري وشوفي أنا هأعمل في ايه هيكون آخر يوم في عمرو "

تورد وجهها وذهبت أنفاسها وركضت من امامها وهيا ترتعش خجلا اما هو فضحك بحب على خجلها وضع يده على قلبه وقال بعشق " هانت يا ديجا هانت "

أمسك هاتفه وأجرى اتصالات مراقبة ذلك الياسين الذي يعتبر فريسته الأولى للزواج من حبيبته ابتسم وقال بفحيح " بما انك عشقت يا ياسين تبقى وقعت هيا ضربة وحدة بس وكله هيحصل بعضه الشركة والمصانع كله هيوقع ... قال جملته وضحك ضحكة شيطانية بكل صوته 
"
***** " ربنا أتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار "

أنهى عمله وركض باشتياق لها سيركن كل شئ جانبا ويعيش معها تلك الايام ربما عندما يمل منها يستطيع أخذ انتقا.مه وصل لها وجدها متكورة على نفسها تبكي اقترب منها بلهفة وهمس " في ايه انتي كويسة"

ردت ببكاء " انت سبتني ومشيت خفت كتير وانا لحالي فكرتك سبتني"

ماذا تقول هذه المجنونة أأحد يترك روحه ضمها بقوة وقبل جبينها وقال بحنان " آسف حقك عليا بس كان عندي شغل مهم "

نظر لها انتبه لبجامته التي ترتديها فقال بمكر " انا عايز بجامتي "

فكرت يديها بخجل وهمست " أصل ما جبتش معايا اواعي وما لقتيش غيرها ألبسها "

اقترب وقال بعشق " وانا عايزة هدومي "

بعد وقت نسوا به الدنيا همس وهو يجلب لاب توبه " ده موقع دايما ديجا اختي بتطلب منه هدوم اون لاين اختاري اللي انتي عايزاه ودي الكريدت "

أخفضت رأسها وقالت " احم انا هجيب من البيت اما ارجع مش مشكلة "

رفع رأسها وقال بحسم " انتي مراتي وملزومة مني تختاري كل اللي انتي عايزاه ان شاء الله بمية مليون "

ابتلعت ريقها وقالت بتوجس " هو انت تجوزتني ليش يا ياسين "

كان ينقصه هذا السؤال لو كان يعرف الإجابة لم يكن سيجن هكذا سكت قليلا يتأمل سمارها وحسنها ثم أجاب " ينفع ما اجاوبش دلوقتي بس استني عليا يمكن أقدر افتح قلبي ليكي واقولك كل اللي فيه "

هزت رأسها وبدأت تختار برفقته شهقت بخجل حينما فتح قسم اللانجري وبدأ يختار منهم وقالت بلهفة " ايش بتسوي انت قوم وانا هختار عشان خاطري "

هز رأسه وقال بمكر " والله لازم أختار على ذوقي "
قامت من مكانها وخرجت وهيا تقول " اختار براحتك انا مش قاعدة معاك "

قهقه بكل صوته وأكمل اختيار كل ما يعجبه عادت له وهيا تفرك يديها وقالت بهمس " ياسين انا جعانة كتير وفش ولا اشي في التلاجة "

انتبه لذلك وضرب رأسه وقال بأسف " حقك عليا والله نسيت اصلي بقعد يومين بدون أكل دلوقتي نطلب دليفري بعدين أبقى أجبلك كل اللي انتي عايزاه عشان تطبخيلي بايدك "

هزت رأسها وتابعت " ليش حساك متضايق من اشي "

نظر لها وابتسم ورد بهدوء بعد ان فتح لها يده لتذهب لحضنه وقال " مشاكل في الشغل ادعيلي انتي بس "

رفعت رأسها وبدأت بالغناء " أهو كله بيعدي افهم بقى يا فاندي مش واقفة على حاجة ولا حتى محتاجة ان انت تزعل كل ده 
اهو كله بيعدي لو مين عليك يقسى افهم عشان لسة هتشوف كتير من ده وده "(حمزة نمرة )

كان يتأملها فقط ليهمس بهيام " تعرفي يا جنة انتي عايزة حد يفضل بس يبصلك ويسمع صوتك ما يعلمش حاجة في حياته غير كدة "

شدد من ضمها حتى استمع لصوت جرس البيت قامت تريد أن تفتح ليهمس بزئير " هتعملي ايه "

انتبهت لنفسها وقالت بمسايسة " هأروح المطبخ أجهز السفرة "

رفع حاجبه بعدم تصديق " ماشي بس حسك عينك بعد كدة تفتحي الباب بدون اسدال وطول منا معاكي هنا انا اللي هافتح "
هزت رأسها بخوف وذهب هو ليفتح الباب وبعد وقت قضوه بضحك وسعادة سألته بقلق " أنا لازم اروح بكرة عشان ماما واخويا وهنتفق كيف نتقابل تاني "

فرك رأسه بضيق وقال " ماشي يا جنة بس ابقي قوليلهم انه في سفر كتير الايام هادي عشان ابقى اشوف كتير "

هزت رأسها ليسحب يدها ويذهب لغرفتهم 
في اليوم التالي ذهبت لبيتها وبمجرد أن رآها أخاها بدأ بضربها بسبب سفرها بدون أن تخبرهم وهو يس.بها بأفظع الالفاظ لم تستطع حتى أن تدافع عن نفسها ووالدتها تحاول أن تمنعه دون فائدة ..

بعد وقت كانت تنتحب على سريرها من شدة ألمها ووجهها الذي بدأ يزرق رن هاتفها لم تسطع الإجابة فأغلقته نهائي..
جن جنونه عندما أغلقته وشعر بقبضة في قلبه ليهمس بتوعد " ماشي يا جنة بس اشوفك "

يومان مروا عليه لم تأتي شغلها ولم تجب على هاتفها أصبح شخصا آخر لا يستطيع أحد الكلام معه عصبية وجنون وصراخ فقد هذا ما يتعامل به ..
دخل له صديقه وقال بغيظ " هتفضل كدة كتير انت مش شايف نفسك عامل ازاي "

رد بصوت مختنق " ما بتردش عليا ليه وحشتني اوي انا خايف يكون حصل ليها حاجة "

رفع حاجبه وقال بسخرية " هو مش المفروض انك تجوزتها تنتقم ايه اللي انت في ده "

رفع رأسه ينظر له ليتفاجأ بدموعه تهبط ليهمس بذهول " ياسين انت بتعيط في ايه "

همس بصوت متحشرج " قلبي واجعني اوي مستعد ادفع كل ما املك بس ارتاح "

أحمد بحزن " وايه اللي يريحك قولي "

ياسين بخنقة " انها تطلع مظلومة انه اخويا يكون بيفتري عليها بيتهئله اي حاجة بس ما اخسرهاش انا الفكرة نفسها بتموتني "

تنهد بقهر وقال " طول عمري نفسي اجرب الشعور ده أتعلق في حد أحب حد كدة يهتم بيا وأهتم بيه انت عارف ماما ومعاملتها ليا اللي معرفش سببها ايه لحتى الآن فجت جنة اللي قلبي تمناها نفسي تكون بريئة "

سكت أحمد قليلا ثم همس بحزن " وهتعمل ايه لو طلعت مش مظلومة "

ياسين بقهر " مش عارف والله ما عارف "

ضمه أحمد وقال بحنان " اكيد في حل ان شاء الله ما تعملش بنفسك كدة مافيش حاجة مستهلة يا حبيبي لازم تهتم بشغلك وتفصل بين ده وده انت عارف في ناس بتستناك توقع " 
هز رأسه وقال بصوت مبحوح " طيب هيا وحشاني اعمل ايه "

ضحك بغيظ وأمسك الهاتف يتصل بأحد الارقام " السلام عليكم معايا استاذ محمد اخ انسة جنة "

مجرد سماعه اسمها كل حواسه اشتغلت ليكمل احمد " حضرتك في شغل ضروري هيا مسؤولة عنه وبقالها يومين ما بتجيش ولازم تيجي تكمله "

سكت يستمع للطرف الاخر ليكمل بحسم " خلاص طالما مش هتكمل شغل يبقى حضرتك تدفع الشرط الجزائي نص مليون جنيه "

ابتسم بمكر وقال " خلاص مستنينها تكمل شغل وعشان خاطرك مش هنخصم اليومين الباقيين "

أغلق الخط وياسين ينظر له بكل لهفة غمز له احمد وقال " نص ساعة وهتكون هنا "

بدون سابق انذار احتضنه بكل قوته وقال بسعادة وامتنان " عليا الطلاق انت اجدعها صاحب بحبك ياد متشكر اوي يا صاحبي "

ضمه احمد وهو يبتسم وقال " مافيش شكر بين الأخوات بس المهم تنتبه لشغلك "

هز رأسه وسعادته تشبه سعادة طفل صغير فرح بهدية جلس وهو ينظر لساعته يعد الدقائق حتى رآها عبر الكاميرات ..
ركض لمكتبها بكل لهفة وبمجرد دخولها سحبها لحض.نه دون اي كلام فقط ضمه بقوة حتى قالت بألم " اااه ياسين بالراحة "
رفع رأسه ينظر له ليرى وجهها المزرق أثر ضرب أخيها لها...
****
خرجت من عند الطبيبة بعد أن اخبرتها بحملها كانت خائفة ان يرفض ذاك الطفل صعدت بالسيارة لتتفاجأ بأحد الاشخاص يجلس بجوارها ويهمس " مدام جنة حرم ياسين باشا الخالدي "

ابتلعت ريقها وقالت " حضرتك غلطان "

هز رأسه وقال " مش غلطان عندي ليكي عرض مش فرصة عمرك "

نظرت له بعدم فهم ليتابع هو " صفقة ياسين شغال عليها تجبيلي الملف او نسخة منها وليكي ١٠ مليون جنيه ٥ دلوقتي و٥ بعد التسليم "

نظرت له قليلا ثم قالت بتوجس " وايه اللي يضمنلي "

رد بثقة " هأعطيكي شك لي موعد صرفه يوم موعد التسليم "

سكتت قليلا ثم قالت " موافقة "

                 الفصل السابع من هنا
تعليقات