رواية زهرة الاقحوانة البيضاء الفصل الثاني2بقلم دعاء سعيد


رواية زهرة الاقحوانة البيضاء
 الفصل الثاني2
بقلم دعاء سعيد


وبعد أن استيقظت زهرة من نومها ومرت فى طريقها إلى الحمام ع المرآة لترى ما يذهلها .....
فقد أصبحت فى الرابعة عشر بعد أن كانت أمس فى السابعة...وهى إلى الآن لاتدرى ما حدث لها لكى يعود بها الزمن إحدى وعشرون عاما ثم يقفز ثانيا سبع سنوات لتصبح فى الرابعة عشر.....
وفجأة تذكرت ما جعلها تخرج مسرعة من غرفتها إلى غرفة والديها .......
فقد تذكرت ان وفاة أمها كانت وهى فى الرابعة عشر...فارادت الاطمئنان عليها والتأكد ما اذا كانت لاتزال ع قيد الحياة!!!!....
فاقتربت من الغرفة وهى تتمنى أن تسمع صوت والديها يتحدثان مثل الليلة السابقة ...ولكنها لم تسمع سوى صوت بكاء أبيها وهو بمفرده فى الغرفة....فطرقت الباب ...
ففتح لها ابوها وهو يمسح دموعه ...وقد رأت صورة أمها فى يده ...فأيقنت أن ماتخشاه قد حدث ...فقفزها للرابعة عشر قد صاحبه وفاة أمها كما حدث بالفعل .......
شعرت زهرة بحزن عميق وضيق فى صدرها ولم تكن تدرى ماذا تفعل فهى لاتنتمى لهذا الزمن الآن ولكنها تعيش ذكرياتها المؤلمة من جديد .....
وبينما زهرة تبكى فى غرفتها وقد أصبحت الساعة فى تمام السابعة مساءا سمعت أصوات صديقى والدها قد أتوا للزيارة وقد اصطحب زكريا زوجته فاطمة وابنه احمد .....
أما منير فقد جاء بمفرده دون زوجته مايسة وابنه أسعد...
وهنا تذكرت  زهرة أن والدها كان قد أخبرها أن زوجة صديقه منير قد توفت فى نفس عام  وفاة أمها زينب....
نزلت زهرة من غرفتها لتستقبل الضيوف وتجلس معهم لعلها تتغلب ع الحزن الذى ملئ قلبها من جديد .......
فلم تجد فى البهو سوى اسرة زكريا .....
أما منير فقد ذهب مع أبيها إلى غرقة المكتب ...
ذهبت زهرة إلى غرفة المكتب بعد أن سلمت ع عمها  زكريا وزوجته وابنهما أحمد لتسلم ع عمها منير وتسأله عن زوجته وابنه أسعد كما تتذكر انها فعلت من قبل ........
ولكن ما إن اقتربت حتى سمعت والدها يواسي صديقه ع ترك زوجته له ولابنها  لتتزوج برجل آخر........
ذُهلت زهرة مما سمعت .....
اذن الحقيقة هى ان  زوجة العم منير لم تتوفى كما كانت زهرة تتذكر بل تركت ابنها وزوجها من أجل رجل آخر...
حدَّثت زهرة نفسها قائلة.....
(((علشان كده ....كنت كل مااكلم أسعد ع أمه كان بيقفل فى  الكلام.....وعمرى ماسمعته بيترحم عليها ..لإنها لسة عايشة!!!!!))))
أسرعت زهرة لتتصل  بأسعد الذى كان مقربا من قلبها منذ الطفولة لتطمئن عليه كما تذكر انها فعلت سابقا فى ذكرياتها......ولكن فى طريقها للهاتف رأت أحمد وهو يحاول أن يصلح أسوارة كانت قد اهدتها إليها أمها قبل وفاتها وكانت عزيزة ع قلبها ....الا انها قد كسرت منها بغير قصد وحزنت عليها كثيرا ،فهى أخر هديه من أمها.....
توقفت زهرة لتتحدث مع أحمد وتساله....
 ((( أحمد...انت بتعمل ايه !!!!)))
اجابها...
(((بحاول أصلح لك أسوارتك المكسورة علشان ترجعى تلبسيها تانى...))))
ردت زهرة بتعجب ....
(((يعنى شاب عنده ١٩ سنة وطالب فى كلية الهندسة سايب اللى وراه وعمال يحاول يصلح اسوارة بنت مراهقة.....ليه؟؟؟)))
كان هذا الحوار قد دار بالفعل بينهما سابقا ولكن فى الذكريات لم يجب أحمد عليها بل تبسم من كلامها فقط ...
ولكنها فوجئت بأنه يرد قائلا.......
(((لإنى نفسى أشوفك مبسوطة وبتضحكى زى الأول... من ساعة وفاة مامتك وانتى الحزن باين عليكى دايما....)))
شعرت زهرة بنبضات قلبها التى بدأت تتسارع من رده فلم تعتد هذه الردود من أحمد ......
حيث كان أحمد بسيط الملامح هادى الطباع قليل الكلام....
يهتم بمذاكرته وعمله ...يتحمل مسئولياته كاملة....واكل يشيد بأخلاقه....
أما أسعد فقد كان مشتعل بالحماس ..دائم الضحك والكلام ع الرغم من فقدانه أمه وتركها له 
كان أسعد  وسيم الملامح مثل أمه مايسة  ولهذا كان يجذب أعين الفتيات ......
أما زهرة فقد كانت بريئة الملامح...بيضاء البشرة وشعرها طويل أسود ناعم كالحرير .
بعد قليل ...حضر أسعد إلى الفيلا ....يضحك كعادته ع الرغم مما عرفت عنه زهرة .....فما ان التقى زهرة وأحمد حتى وقف يتحدث معهما ...قائلا بمرح
(((ازيكم ياشباب ...عاملين ايه؟؟؟)))
تعجبت زهرة من مرحه رغم مصابه فى أمه التى تركته هو وأبيه من أجل رجل آخر...
أجاب أحمد ....
(((تمام الحمد لله...وأنت ايه الأخبار؟؟؟)))
ثم أكمل أحمد  كلامه ..(((انت جاى لوحدك؟؟؟)))
اجابه أسعد باستهزاء ...
(((انت شايف ايه ياعم أحمد.!!!))
رد عليه  أحمد قائلا..
(((اانا  قصدى مامتك مجتش ليه ..؟؟؟ ماما قاعدة لوحدها....وزهقانة....)))
قالها أحمد وهو لم يكن  ع علم بسر أسعد.....
وهنا أسرعت زهرة لترفع الحرج عن أسعد ....
(((بقولكم  إيه.....ماتيجوا نخرج شوية نتمشى حواليين الفيلا...)))
كان أسعد ينظر لأحمد بحدة وكأنه يتوعده ع سؤاله...
ثم التفت لزهرة قائلا....
((( الله ...انتى جميلة النهارده أوى...)))
احمر وجه زهرة من الخجل...بينما احمر وجه أحمد من الغيرة التى لم تلاحظها زهرة سابقا فى ذكرياتها الماضية ...
فهى تتذكر هذا الكلام الدائر بينهم لكنها لاتتذكر ملامح الوجوه وقتها ...هل نسيتها؟؟؟ أم لم تكن تستطيع أن تراها واضحة هكذا ....تساؤلات عديدة تدور برأسها لاتجد عليها إجابات!!!!
وفجأة انتبهت ع صوت أحمد الذى رد ع أسعد ...
(((إيه يابنى اللى بتقوله ده ....انت كده بتكسفها)))
فأسرع أسعد قائلا وهو ينظر لعينى زهرة كأنما يريد أن يقرأها......
(((كسوف ايه بس أنا بقول الحقيقة ...هتفضل مقفل ع طول يا أحمد....)))
ثم قطع الحوار صوت زكريا وهو ينادي ع أحمد لكى يرحلوا......ذهب أحمد مع والديه. 
وجلس أسعد مع زهرة يتحدثان كعادتهما .....
كل منهما يحكى للآخر عن أحواله واخباره ويتبادلان النكات ويضحكان بصوت مرتفع....
وفجأة حضر اليهما منير الذى جاء ليصطحب أسعد لمنزلهما وذهب معه أسعد ...
وما إن غادرا الفيلا حتى لاحظت زهرة أن أسعد قد نسى ساعته اليدوية.....فالتقطتها  زهرة وأسرعت بها لتلحق بأسعد قبل أن يغادر بالسيارة مع والده....ولكن ما إن غادرت الفيلا وراءهما حتى رأت ما أذهلها...........................




تعليقات



<>