رواية خطوبة بعقد ايجار الفصل الثالث عشر13بقلم صابرين شعبان


  رواية خطوبة بعقد ايجار الفصل الثالث عشر13بقلم صابرين شعبان


سألته بلهفة ..« هل علمت شئ حازم هل هى بخير »
هز حازم رأسه بنفي و هو يجلس على الأريكة ملقيا جسده الضخم براحة .. « لا شيماء لم أعرف شئ كل ما أعلمه هو ما أخبرتك به من قبل و هو أنه قام بتبديل أثاث الشقة بأكمله قبل أسبوع واحد فقط من الزفاف و أنه قرر أخذها هناك بعد الزفاف و لا أعلم شئ أخر سواء منه أو من السيد شهاب »
زفرت بضيق ..« أنا لا أفهم مديرك هذا لما يتصرف هكذا بعد ما أخبرتني به و ما حدث هناك هل هو مجنون أم ماذا أخشى أن يؤذيها أو تصاب بصدمة حازم من تواجدها هناك مرة أخرى »
أقترب منها مطمئنا ..« حبيبتي لا تخشي شيئاً سيد عامر يحبها و لا أعتقد أنه سيؤذيها صدقيني لا أعرف أسبابه للذهاب هناك الآن و لكني متأكد أنهم سيكونون بخير فهما يحبان بعضهما حتى لو لم يعترفا بهذا الحب بعد أطمئني » ثم أقترب منها مبتسما و هو يقول بلوم و عتاب مرح ..« أنتي تقلقين على الجميع أكثر من زوجك يا امرأة أعلمي أني أشعر بالغيرة و لن أقبل أن أكون الثاني في إهتماماتك بعد أحدهم أي كان » أبتسمت تشد وجنته بمرح ..« بل ستكون الثالث في إهتماماتي يا سيد حازم و ليس الثاني »
تذمر غاضبا ..« حقاً الثالث و من هو الثاني يا سيدتي المشاغبة التي ألقت بي من أعلى الدرج لتكسر ساقي » 
قالت بمكر ..« بل هى سيد حازم هى »
سأل حانقا ..« من هذه الأخرى الآن التي ظهرت لتأخذ مكاني » 
أمسكت يده تضعها على بطنها الصغيرة قائلة بحنان ..« هى هنا معه هما الإثنان معا هذان هما من أخذا مكانك سيد حازم هو و هى »
تطلع بدهشة على يده الماكثة على معدتها براحة قائلاً ..« هل تقولين أنه أنهما هما إثنان »
أبتسمت تهز رأسها موافقة فصرخ فرحا و هو يضمها و يدور بها في الغرفة و هى تضحك بمرح ..« كفى حازم لقد شعرت بالدوار يا مجنون »
توقف و هو يوقفها برقة ..« متى علمتي أنهما إثنان » 
أخبرته ضاحكة تنظر في ساعة يدها ..« منذ ساعة و نصف تقريباً »
قال بحنان و هو يضمها ..« حبيبتي لقد جعلتني أسعد رجل في الكون كله لقد جعلتني رجلاً فخورا بوجودك في حياتي شيماء أحبك أحبك شيمائي » ..


كانت تعد بعض الطعام للغداء فهى لا تشعر برغبة في الطبخ فأعدت بعض المكرونه و قامت بإعداد الصلصة الخاصة بها تركتها على النار لتنضج وجدت بعض أكياس البطاطس الجاهزة في الثلاجة فقامت بتحمير البعض منها كانت تقف أمام الموقد تحرك الصلصة عندما دخل عامر مقتربا منها يضع ذقنه على كتفها يشم رائحة الطعام فقال يدعي الحزن ..« رائحة الطعام جميلة حبيبتي أنا جائع جدا هل أستطيع مشاركتك إياه و أنا سأقوم بإعداد الطاولة و تنظيف الأطباق فيما بعد ما رأيك هى صفقة عادلة » 
هزت كتفها لتبعد ذقنه و التفتت إليه تقول بسخرية ..« أسفة أنا لم أعد أعقد الصفقات سيد عامر فلتعد طعامك بنفسك »
أقترب منها بإغواء يرجوها ..« هديتي أرجوكي أنا جائع هل يرضيكي أن أظل جائعا بينما أنت أعددتي الكثير من الطعام و سيلقى باقيته حين تنتهين »
أجابته ساخرة تحاول الإبتعاد عنه و عن تأثيره عليها كان يرتدي تيشرت ضيق يظهر عضلات صدره و بنطال يظهر طول ساقيه كانت رائحته منعشة بخصلاته المبللة التي مرر يده خلالها أشاع الفوضى فيها فظهر كشاب لعوب و بعض خصلاته تتدلى على جبينه ..« من قال لك أني سألقي بما تبقى من الطعام يا سيد لما هناك أختراع يسمى ثلاجة برأيك حتى نحفظ به ما تبقى منه ثم أنا سأتناول الباقي في عشائي و لن ألقي به لا تقلق »
كتم غيظه فهى حقاً عنيدة هذه الهدية تطلع عليها بضيق قائلاً .« ظننتك لا تتناولين العشاء »
أبتسمت بمكر ..« أنا أفعل الآن هل لديك مانع»
نظر لفمها الصغير فأحمر وجهها و هو يقول ..« حسنا لا أريد منك أي طعام هدية و لكن أعطني شئ أخر أسد به جوعي على الأقل لا تكوني قاسية القلب »
نظرت لعينيه بعدم فهم فأتسعت عينيها عندما أخفض رأسه يلتهم شفتيها في قبلة متلهفة يكاد يدميها من شدة شوقة إليها كانت مسمرة من الصدمة لا تفهم ما يفعل و قلبها يكاد يتوقف عن الخفقان أفاقت من صدمتها و حاولت إبعاده عنها و هى تدفعه بصدره بيديها و لكنه كان كالصخرة أمامها لا يتزحزح أحاطها بذراعيه ليحتوي جسدها الصغير يمنعها من الإبتعاد و أخفق كل محاولاتها الواهنه لتبعده أغمضت عينيها و كادت تستسلم لقبلاته النهمة عندما أشتمت رائحة حريق فدفعته بقوة و هى تصرخ ..« لقد أحترق طعامي »
أقفلت الموقد و التفتت إليه غاضبة تقول بصراخ..« عامر أيها الوغد لقد أحرقت طعامي »
أنفجر ضاحكا على جنونها فقال مداعبا ..« أتركيه و أكليني هديتي صدقيني سأسد جوعك »
أقتربت منه بغضب ..« بل أنت من ستأكل مني ضربا الآن إن لم تبتعد عني و تغرب عن وجهي »
أمسكها في إندفاعها نحوه فقال بحنان و هو يجلسها على المقعد الصغير في المطبخ ..« إذن أجلسي و أنا سأعد لك ما تريدين من طعام و لكن فقط أهدئي هديتي»
أحتقن وجهها و هى ترى نظراته الحنونه إليها تقول مرتبكه و هى تشاهد حمرة شفتيها مازالت على فمه ..« حسنا فلتعد لي بعض الدجاج و صلصة غير التي أحرقتها »
سألها بهمس حميم ..« هل ستدعيني أتناولك .. أقصد تناول الطعام معك»
أحمر وجهها يا له من وقح فقالت بحده ..« فلتعد طعامي أولاً و نرى»

مرت من الأيام عشرة و قد صار بينهم تفاهماً ما كان يخرجان للسير وقت الظهيرة كل يوم في الحديقة أمام البناية كان المكان هادئ و لا حركة كثيرة و لكنها لم تشعر بالملل كانا يعودان وقت الغداء الذي يعد أنه معا و يتناولانه ثم تعود و عامر للخروج مرة أخرى يذهبان للشاطئ وقت الغروب ليشاهدان الغروب معا و هما يريان الشمس البرتقالية و هى تغرق في البحر ببطء و كأنها تغوص فيه لا تذهب لمكان آخر كانت وجبة العشاء دوماً ما يتجاهل أعتراضها و عدم رغبتها و يصر على تناوله في الخارج في أحد المطاعم ثم يسيران قليلا و يعودان في وقت متأخر إلي الشقة كانا يتحدثان في كل شئ و لكنهم لم يتطرقا لما حدث بينهم و زواجهم و موضوع سيف لقد تجنبا تماماً الحديث فيه و كأنه لم يكن كانا. يشاهدان التلفاز قليلا قبل خلودهم للنوم كلا في غرفته فهى لم تقبل أن يمكث معها في غرفتها كان عامر يحاول التقرب منها و لكنها لم تسمح له سوى بقبلات قليلة مسروقة منها غصبا أو سهوا أو خطفا كانت تنهره عندما يفعل ذلك ثم ما تلبث أن تستسلم لقبلاته و لكن حين كان يتمادي معها كانت تدفعه بغضب تسبه و تضربه تاركه إياه يغلي غيظا .. مر أسبوعين و هما وحدها و لم تعد تتحمل قربه منها و تواجده حولها وقفت تكتف يديها أمام صدرها و هى تقول 
« أريد العودة للمنزل عامر فأنا أفتقد أخي كثيرا أريد أن أراه فمهاتفته لم تعد كافية بالنسبة لي » 
زم شفتيه بضيق حتى لا يتفوه بسبه لأخيها اللعين هذا فهو السبب في معاناته معها للأن تمالك نفسه قليلاً و قال ببرود ..« ما به أخيكي هل هو صغير حتى يحتاجك بجواره لاتنسي ذلك أنت أصبحت زوجتي هدية و الأولوية تكون لي و ليست لأخيكي »
صرخت في وجهه بعنف مهدده ..« قلت أريد العودة عامر أريد العودة إذ لم تعد معي سأرحل وحدي هل فهمت » 
تركها غاضبا صافقا الباب خلفه بعنف حتى لا يزهق روحها بيده تلك العنيدة ..
بعد ثلاثة أسابيع

« حبيبتي حبيبتي » هتف بها سيف و هو يضمها بقوة و يقبلها على وجهها و رأسها فرحا ..« لقد أفتقدتك كثيرا يا شقية أشعر بالفراغ من دونك »
أجابته و هى تضمه بحنان متجاهلة عامر الواقف بالخلف يستشيط غضبا و قهرا فهو للأن لم يتلقى منها ضمه مثل تلك التي أعتطتها لأخيها للتو و لا قبله بحنان مثل التي تغرق بها أخيها أمامه ..
« ها قد عدت أخي و سأظل قربك حتى تسئمني »
أجابها سيف برقه و هو يشعث خصلاتها كما كان يفعل دوماً ..« أبدا يا شقية لن أسئمك أبدا »
تنحنح عامر غاضبا كاتما غيظه ..« الن تدخلنا سيف من على الباب أين حس الضيافة لديك يا رجل »  كان يريد أن ينزعها من بين ذراعيه التي مازالت تضمها فقال سيف بحرج ..« أهلاً بك عامر تفضل بالدخول فهذه الصغيرة أفقدتني عقلي قليلاً » 
أبتسم عامر ببرود  و هو يدخل فقال سيف ..« هدية أدخلي عامر ريثما أجلب لكم بعض العصير »   تركها و أنصرف فأدخلت عامر غرفة الجلوس تقول ..« أجلس عامر »
تطلع إليها برغبه و هى تجلس على الأريكة تنزع حذائها و ترفع قدميها تثنيها تحتها  كان يتفحصها من قدميها لشعر رأسها  مركزا نظراته على شفتيها المصبوغة بالحمرة أحمر وجهها و قالت بحده ..« كف عامر و التزم الأدب نحن في منزل أخي »
أبتسم بمكر ساخر معلقا ..« و ماذا فعلت هديتي أنا أنظر لزوجتي هل هذا ممنوع »
قالت تنهره ..« أجل ممنوع إذا كان بوقاحة و قلة حياء »
قال بخبث متسأل ..« و مع من برأيك أقل حيائي إذا لم يكن مع زوجتي»
وضعت يديها على أذنيها تقول بغضب ..« يا إلهي لا أريد سماع هذا الآن»
أخفض يديها و هو يهمس في أذنها ..« متى أذن حبيبتي ..أخبريني متى تريدين سماع حديثي.. متي تريدين سماع دقات قلبي التي تخفق لأجلك فقط ..حقا هدية لقد أشتقت إليك.. و سئمت ذلك الإنتظار القاسي ..الذي يحرق جسدي كل يوم شوقا لقربك.. للمسك.. لإحتوائك بجوار ضلوعي.. يا فتاتي ..صغيرتي.. حبيبتي ثلاث أسابيع مرت و لم أحصل سوى على قبلات قليلة قصيرة.. يتبعها موجة هستيرية و سب من فمك الجميل هذا ..الذي أشتاق للمسه.. متى سأسمع منه  أحبك عامر .. بدلا من أكرهك عامر.. متى سأسمع منه أريدك عامر.. بدلا من أغرب عن وجهي عامر..  متى هديتي متى » كان يقترب منها بأغواء و قلبها يكاد يندفع من صدرها تنظر إليه بصدمة  لحديثه  و جرائته و أين في منزل أخيها  لم تعرف بما تجيبه و هى ترفع أصبعها في وجهه لعلها توقفه عما يتفوه به و يكاد يذهب بعقلها و قلبها الخائن معا ليسقط تحت قدميه  أخفض أصبعها بيده و هو يميل برأسه يقبلها برقة يلتصق بجسدها  الذي يرتجف تحت لمساته  و تنفسها يتقطع  قالت بخفوت و هى تبعده ..« عامر أبتعد  أخي سيأتي الآن ماذا سيقول  أذا رأنا هكذا »
قال لها بأغواء ..« سيقول عامر يحب هدية يحبها كثيرا »
أقترب منها أكثر « أخبريه أننا سنذهب للمنزل  الآن و نعود في وقت أخر  أرجوكي حبيبتي »
قالت بصوت متحشرج ..« لا أستطيع عامر فسيف ..»
قاطعها  برجاء ..« حبيبتي أنا أريدك بجواري  هدية لم أعد أستطيع التحمل  أرجوكي حبيبتي »
قالت بخفوت ..« حسنا عامر »
أتسعت عينيه بدهشة غير مصدق  موافقتها فسألها بلهفة ..« حقاً هدية»
أومأت برأسها  فأمسك بيدها يخرجها من الغرفة فهتفت به ..« حذائي عامر » عاد و جلبه بيده و هو يقول بصوت عال ..« سيف نحن راحلان لقد تذكرت شيئاً هام سنعود مرة أخرى » 
وقبل أن يخرج سيف ليسأل كانا قد أغلقا الباب خلفهما .. 
كان يشد يدها مسرعا بعد أن أرتدت حذائها على الدرج فقالت حانقة 
« عامر ستسقطني على وجهي على مهل »
خرج من باب البناية و أصعدها للسيارة قائلاً ..« حسنا هدية سأبطئ و لكن نبتعد قليلاً عن هنا حتى أضمن أنك لن تعودي في كلمتك » 
أنطلق بالسيارة فتسألت ..« إلى أين تأخذني عامر »
قال بهدوء مبتسما ..« لا تقلقي لشقتنا » 
تسألت بحيرة ..« و لكن هذا ليس طريق ..» قاطعها عامر ..« لقد قلت شقتنا هدية و ليس منزلنا مع أبي »
أتسعت عينيها ..« هل سنعود للساحل مرة أخرى »
زم شفتيه بضيق من كثرة أسئلتها فقال ..« فقط أنتظرى دقائق قليلة و ستعلمين إلى أين نذهب »
بعد وقت قليل وصلا لبناية حديثة فترجل من السيارة و حارس البناية يرحب به ثم  أمسك بيدها ليستقل المصعد   بعد ثوان أخرجها و هو يخرج من جيبه مفتاح ليفتح به الباب الذي فتح على صالة كبيرة شبه فارغة إلا من طاولة و مقعدين صغيرين في الجانب قال ليجيب تسألها الذي يظهر في عينيها و هى تنظر إليه ..« لقد أحضرتها بعد   موافقتك على الزواج و لم  أحضر أي أثاث سوى غرفة نوم  فقط تركت كل شئ أخر لك لتفعلي بها ما تريدين  أنت »
كانت تتنفس بسرعة لتجاري موجة جنونه تلك  أغلق الباب وهو يلتفت ينظر لصدرها الخافق بعنف و وجهها الأحمر المحتقن أبتسم ليطمئنها و يهدئها فهى تنظر إليه كأنه ذئب على وشك أفتراسها  أقترب ببطء و أمسك بيدها يقول برقه ..« أحبك هديتي »


أنتفض على صوت الهاتف فأسرع ليسكته حتى لا تستيقظ هدية من نومها  بعد مجيئهم أمس فهما لم يناما سوى منذ ساعات قليلة فقط وضع الهاتف على أذنه يجيب بصوت خافت ..« أبي هل حدث شئ »
قال شهاب حانقا ..« هل أنت غبي عامر كيف تختفي هكذا منذ صباح أمس أنت و هدية  بدون إبلاغي عن وجهتكم ..هل تعلم كم مرة أتصل بي سيف ليطمئن على أخته » 
قال عامر بحده ..« و لما يتصل و يطمئن هى مع زوجها و ليست مع أحد غريب » أنتبه لصوته العالي عندما تململت هدية في نومها فأخفض صوته قائلاً ..« أطمئن أبي نحن بخير و هدية بخير طمئنه أذا أتصل مرة أخرى »  رد شهاب بحده ..« دع الفتاة تحدث أخيها لتطمئنه عامر و كف عن غيرتك الحمقاء تلك » 
زم شفتيه و قال ببرود ..« أنا لا أغار أبي أنا فقط أريد البقاء مع زوجتي بمفردنا قليلاً هل أطلب الكثير ..أنا تزوجتها  هى و ليس هى و أخيها »
تنهد شهاب لا طائل من الحديث معه فسأله بهدوء ..« متي ستعود »
بلامبالاة أجاب عامر ..« لا أعلم  أنا فقط أريد البقاء قليلاً معها أرجوك أبي طمئنه و أخبره أني سأجعلها  تهاتفه في وقت قريب حسنا  إلى اللقاء أبي أعتني بنفسك » أغلق الهاتف قبل أن يفسح المجال لأبيه أن يجيبه  .. أستدارت هدية على معدتها تحرك رأسها على الوسادة  تبحث عن موضع مريح لرأسها  أبتسم و هو يقترب يقبل كتفها العاري قبلات كثيرة رقيقه  رسمت بسمه على شفتيها لظنها أنها تحلم إلى أن شعرت بالإلحاح في قبلاته التي طالت شفتيها تأكلها أكلا فتحت عينيها تنظر. إليه بشغف و هى تحيط عنقه بذراعيها تضمه إليها  هتف هامسا بجوار أذنها ..« أحبك » جذبته إليها أكثر و غرقا معا في موجة من الشوق و الجنون معا ...

مرت الأيام سريعة على الحبيبين  عادا إلى منزل شهاب حتى تقوم هدية بتجهيز شقتهم كان ينظر إليهم بخبث و هو يرى تقاربهم الحميم الذي أصبح ظاهرا للجميع  شعر شهاب بالإرتياح لذلك و منى نفسه بقدوم الأحفاد سريعا رغم حزنه أنهم سيستقلون بحياتهم و لكن هدية كانت تطمئنه أنها لن تتركه وحده أبدا و هكذا كان بعد  إنتهاء تجهيز شقتهم إنتقالا إليها و رغم ذلك كانا يقضيان معظم وقتهم في منزل والده  و كانت هدية تتحجج معظم الأيام بعدم رغبتها في الذهاب لشقتهم فكانا يقضيان الليل أيضاً في منزل والده كان سيف جزء هام من حياة هدية و هذا  كان يشعر عامر بالغيرة الشديدة منه  فهو رغم تأكده الآن أن هدية تحبه إلا أنها لم تصرح يوماً بذلك  مما جعله يشعر بالقلق و يخشي أن تكون مازالت متأثرة بما بدر منه من قبل  ..فقط في لحظاتهم الحميمة يشعر أنها له  ملكه  وحده  لا سيف لا أبيه  لا أحد غيره يسكنها  ..هل هو مريض بالغيرة كما أخبره والده من قبل في لحظة مزاح  بينهم عندما أخبرته بأنها ستقضي يومها مع أخيها في منزله  فهو قد تغيرت ملامح وجهه و وافق على مضص و هو يمشط حاجبه بأصبعه و لكن شهاب لم تخفي عليه ملامح الغضب و الإنزعاج من الأمر على وجهه فحذره أنه يبالغ و سيجعلها تختنق و حذره أيضاً أن يبتعد عن سيف و لا يدخله في مقارنة معه أو موضع خيار  أو تفضيل فهدية تحب كلاهما و لكن حبها  لكل من هما  مختلف  كان قد أصر على المكوث في شقتهم هذا الأسبوع  ليظل وحدهم قليلاً  فكانت تذهب لقضاء بعض الوقت مع شهاب نهارا منتظرة عودة عامر من العمل ليذهبا لشقتهم   اليوم التالي كانت قد شعرت ببعض التوعك فأصر الا تخرج من المنزل لأى مكان  و لا تذهب  لزيارة  والده  إلى  أن  تشفى فكان ينهى عمله و يذهب إليها مسرعا حتى لا تظل وحدها طويلاً  كان قد أنقضي النهار  عندما قرر العودة للمنزل للإطمئنان عليها   فمهاتفتها لم تكن كافية ليطمئن  دخل المنزل بعد أن فتح الباب بمفتاحه حتى لا يزعجها إذا كانت نائمة  وجدها جالسة على الأريكة تستند على صدر أخيها في راحة  و هو يضمها بذراعه يمسد خصلاتها القصيرة بحنان و يتحدثان بهدوء  شعر بموجة حقد و غضب حارقة في صدره و هو يرى تقاربهم هكذا  هل هو أناني لرغبته أن تكون متعلقه  به هو فقط  هل يطلب الكثير  عندما يرغب  أن يكون محور إهتمامها  الأول  كما هى له  هل يبالغ عندما  يريد أن تحبه أكثر من أيّ أحد أخر  كما يفعل هو  هل هذا كثير  أبتسم ببرود مرحباً و هو يجلس أمامهم فهى حتى لم تقف تستقبله كما تفعل كل يوم عند عودته من عمله ..« أهلاً سيف أي ريح طيبة ألقت بك علينا اليوم »  
أعتدل سيف ساخرا  و قال بإستفزاز ..« ألقت بي ريح شوقي لهذه الصغيرة  بعد أن أخبرني عمي شهاب أنها متوعكة  قليلاً فلم أستطع الإنتظار حتى أراها  فهى ما عادت تأتي كما كانت تفعل من قبل  و الهاتف لا يفي بالغرض بالنسبة لي » 
أبتسمت هدية بحنان و هى تقبله على وجنته  قائلة ..« اوه حبيبي أنت تعرف أني أنشغلت بتجهيز شقتنا و لكني كنت أطمئن عليك من وقت لآخر  و لكن أطمئن ها قد أنتهيت و لن يشغلني عنك شئ  يا سيفي »
شعر عامر بحريق في صدره و هو يرى كم هى تحب أخاها  حد الهوس  حقا لم يمر عليه في حياته علاقة أخوين كعلاقتهم قوية و متماسكة  هل هذا أمر طبيعي بين الإخوة فهو لم يكن له إخوة من قبل ليعرف كما قال له أبيه ..قال بصوت لم يستطع السيطرة على الحده فيه ..«حبيبتي أذهبي لتعدي الطعام لأخيك  فمؤكد سيف جائع »
شعرت بالقلق و هى تبتسم بتوتر لتنهض من جوار أخيها ..« حسنا سأحضره بسرعة » أنصرفت  لتعد الطعام  فنظر عامر لسيف ببرود و سيف ينظر إليه ساخرا  قال عامر بغيظ ..« ماذا سيف الن تبحث لك عن عروس حتى تشغلك عنا قليلاً ...أقصد تشغل حياتك و تملئها »
كتم سيف ضحكته فهو بات  واثقا أن عامر يغار منه على هدية  يا إلهي هذا الرجل مختل حقا ليفكر هكذا فأنا أخيها و لست صديقها ليغار مني  أجابه سيف ببرود ..« لا لا أريد أن يشغلني شئ عن أختي الصغيرة  في الوقت الحاضر »
كتم عامر غيظه  و إنفجاره حتى لا يغضب زوجته  و هو يقول بتحذير 
« حقاً سيف لقد سئمت من وجودك حولي و بين زوجتي و بيني فأنا لم أتزوجكما معا لقد تزوجت هدية فقط أشعر أنه سيأتي يوم اجدك و قد أنتقلت للعيش معانا  بحجة أنك لا تستطيع الإبتعاد عن أختك  أخشى أن أجدك بيننا في الفراش  يوما ما » 
أحمر وجه سيف غضبا  ماذا يقول هذا الحقير هجم عليه سيف يلكمه في وجهه  فجرح شفته التي نزفت الدماء و سيف يصرخ بغضب هادر  في وجه عامر ..«  أنت حقاً رجل مختل و مريض عامر و لا أعرف كيف  تحبك أختي الصغيرة  حتى تقبل بالمكوث معك » 
أبعده عامر بحده ..« التزم حدودك أيها الوغد الحقير فأنا لم ألقي بك خلف القضبان فقط من أجلها »
أحتد سيف عليه ..« أيها الوغد الخائن أنا لا أعلم كيف قبلت زواجها منك»
أتسعت عينى عامر  دهشة ..« أنا خائن  أنا أم أنت أيها الكاذب  بنشرك الأكاذيب عني » 
نظر إليه سيف بغضب  ..«  أنا أنشر الأكاذيب أي أكاذيب سيد عامر  فما أعلمه أسوء أسوء بكثير  أيها الوغد ..هل تتذكر رؤى سيد عامر رؤى الفتاة التي تعرفت عليها في الخارج و كنت على علاقة بها  ثم تركتها و طفلها حتى ماتت قهرا  منك »
صدم عامر و لم يفهم عما يتحدث  فهو قد تذكر تلك الفتاة فعلا فهو مازال يشعر بالذنب تجاهها سأله بريبه ..« أنتظر هنا هل تعرف رؤى »
أومأ سيف برأسه ساخرا غاضبا ..« أجل أعرفها أيها الملاك البرئ »
قال عامر و هو يرفع يده  ..« أنتظر هنا هل تقول أن رؤى كانت تحمل طفلا ..»  ثم أكمل بإستنكار ..«طفلي أنا» ؟؟!!
لم يشاهدا وسط جدالهم و إتهامهم لبعضهما أنها واقفة هناك  تشاهد و تسمع ما يقولون بصدمة و هى تكاد أنفاسها تتوقف و روحها تزهق من شدة  الألم  ..عامر حبيبها زوجها له علاقة بإمرأة أخرى و له طفل أيضاً هل هذه هى المرأة التي يتحدث عنها سيف و يشير لها في الصحف المرأة المتزوجة  كانت تترنح و رأسها يثقل و عيناها تتشوش رؤيتها  شاعره بالدوار و لم تشعر بشئ بعدها  فسقطت بما تحمل بيدها على الأرض  التفت كلاهما أصدر الجلبة ليشاهدا ما أفزع قلبيهما فهى كانت هناك ملقاة على الأرض وسط الأطباق المهشمة  ظهر سيف و عامر و هما ينظران لبعضهما بذهول  فما خشياه قد حدث ...


تعليقات



<>