رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الرابع4 والخامس5 بقلم فاطيما يوسف


رواية بين الحقيقة والسراب الفصل الرابع4 والخامس5 بقلم فاطيما يوسف

عصرا داخل البنك الأهلي بمدينة الإسكندريه يجلس جميل على مكتبه يفحص بعض الميزانيات ويراجعها وهو يرتدي نظارته بمهنية،

ثم استمع الى دقات على باب المكتب وأذن للطارق بالدخول،

وإذا به المهندس نادر يدلف وعلى وجهه علامات السعادة مرددا بنصر:

_اخيرا وصلت له يا جميل بيه ،

اترصدت له  وجبت لك اسكرينات بمحاولاته للسرقة من كذا مكان .

ومد يده بالملف المطبوع به الاسكرينات .

أخذه منه جميل وهو يثني عليه بامتنان متطلعا إليه وعلامات السعاده باديه على وجهه  :

_عظيم عظيم يا هندسه كنت واثق ومتأكد ان انت هتجيب اخره ما انا مش بشغل معايا اي حد برده ، 

واسترسل حديثه وهو متعمق في قراءه الاسكرينات مرددا بتساؤل:

_طيب الاسكرينات دي كفيله انها تسجنه ولا هيقول ان ده مش ايميله والحوارات دي وخاصه ان انت بتقول ان هو ذكي ومأمن نفسه كويس جدا .

استمع نادر الى سؤاله بتركيز واجابه بدقه شارحا له:

_شوف يا فندم  الاسكرينات اللي مع حضرتك هتلاقيني موضح اربع كافيهات كان متواجد فيهم وهو بيحاول يهكر بيهم البنك ، 

والكافيهات دي ملغمه بالكاميرات واحنا لما نقدم الأوراق اللي معانا دي لمباحث الانترنت هي بمعرفتها هتتاكد ان الاسكرينات دي صحيحه وكمان هتلاقي في الملف اللي مع حضرتك صوره له لقطها له لما كنت في الكافيه اللي في الجيزه اللي بالصدفه عرفت اوصل له منه ،

واستطرد شارحا بتنبيه:

_هتلاقي مع حضرتك في الملف ميعاد كل مره راح فيها كل كافيه تقريبا من سبع ايام بالظبط راح الكافيهات دي،

فاحنا لازم نتحرك بسرعه ونبلغ مباحث الانترنت لان الكاميرات بتتفرغ بعد ١٥ يوم بالظبط علشان يتاكدوا .

نظر له جميل وسأله بتركيز :
_طيب انت عرفت ازاي ان هو كان بيروح الكافيهات دي؟

اجابه نادر بعمليه وذكاء:

_كنت مكلف واحد يراقبه ويشوف وهو رايح فين في كل مره بيروح فيها وطبعا انا معايا رقم الأيباد بتاعه كنت ببحث عن مكان الكافيه اللي موجود فيها وانا قاعد مكاني وفعلا بتاكد ان الجهاز ده موجود في المكان ده وبسجل اليوم والساعه زي ما موجود عندك في الاسكرينات .

_هايل هايل يا باشمهندس نادر بجد انت بهرتني،
قالها جميل وهو معجب بذكاء نادر وأكمل باستعجال وهو يجمع الاسكرينات الورقية من أمامه ويعطيها له قائلا باستعجال:

_حالا تاخد محامي من الشؤون القانونيه اللي تبع البنك وتروحوا فورا على النيابه وتقدموا بلاغ فيه مش هنستنى زي ما انت ما قلت لي ، 

علشان يبقى عبره لكل واحد يفكر نفسه زكي عصره وأوانه ويفكر في السرقه بدل ما يستغل موهبته الالكترونيه وذكاؤه في السرقه .

اخذ نادر منه الملف مرددا وهو 


البارت الخامس
-من انتي تلك الحسناء التي تراود  خيالي كل وقت وحين ؛
 كالفراشة العابرة حين يمر طيفك في بالي وأحس بالحنين ؛

ولمحه الحزن في عينيكي تشغل عقلي وحينها أشعر بالجنون  ،

وعندما أعود إلى رشدي أعاتبه لما تسأل عن المكنون ؛

فيجبب قلبي أن طيفك يستحق الانشغال ويجمع عقلي الظنون؛

 وأعود أفكر في المكنون بكل إحساسي وتشتاق الجفون .

خاطرة رحيم المالكي 

في منزل راندا المالكي عصراً

 يجلس ايهاب متأكا على تخته ومحتضنا زوجته وحبيبة ايامه راندا مرددا لها بحزن :

على قد ما أنا كنت جاي الأجازة دي حزين علشان باهر الله يرحمه،

علي قد مانا  حسيت ان طاقتي اتجددت ،

انا روحي هنا معاكم وفي وسطيكم هناك حاسس اني شريد وغريب وحياتي مفتقدة طعم الحياه ودفا البيوت ،

ثم أمسك يديها وقبلهما مرددا وهو ينظر داخل عينيها بحب :

_واكتر حاجه هفتقدها حرماني منك يا حبيبه القلب والروح يا ساكنه الوجدان ،

ما تتصوريش لما بسافر واسيبكم اول اسبوع بيعدي عليا ازاي الأكل ما لهوش طعم والنوم بالعافية والدنيا وحشه جدا لحد ما أحس ان انا خلاص اتأقلمت واخدت على كده وامشي في دوامه الحياه .

تجمعت غشاوه الدموع في مقلتيها واحست بمدى العذاب الذي يعيش فيه زوجها في غربته فهي مهما كان تعيش مع ابنائها وفي وسط عائلته يخففون عنها القليل من الآلام ، اما هو ولا جليس ولا أنيس يمرر ثقل الأيام والوحدة وتحدثت بحزن عميق :

_يا حبيبي بجد كلامك بيقطع في قلبي وبيحسسني ان احنا جانيين عليك،

وان انت جاي على نفسك زياده عن اللزوم علشان خاطر تسعدنا كلنا وتوفر لنا حياه كريمة نعيش فيها ،

بجد انا نفسي ان انا نفضل معاك هناك على طول وما نسيبكش خالص بس هعمل ايه تعليم الأولاد صعب هناك جدا وكمان بابا وماما ما يقدروش ما يشوفونيش كل سنتين مره ،

بجد عناء الغربة صعب علينا جدا بس هنعمل ايه ادي الله وادي حكمته ،

و استرسلت حديثها وهي تنظر داخل عينيه بحب:

_بس انت عارف لما بكون جايه لك بحس ان انا عروسة رايحه لعريسها يوم فرحها وان الفرحة مش سايعاني اني خلاص هترمي في حضنك واشم أنفاسك واتمرمغ جوه حضنك واطفي الاشتياق اللي بيسببه بعدك عني .

ابتسم بحب على كلامها  وشدد من احتضانها وتحدث بوحشة :

_ياه يا راندا ما تتصوريش لما بتكوني في حضني زي دلوقتي كده ببقى مش عايز الوقت يمشي غير لما اشبع من حضنك ولو اني واثق ومتأكد انه ما يتشبعش منه ابدا ،

حضنك بالنسبه لي الكتف اللي بيسندني من الشقي ،

واللي بيديني طعم للحياه من صراعتها اللي ما بتنتهيش ،

انا بعد الأيام والسنين علشان خاطر اقول قربت ونتجمع انا وانتي والأولاد ومع


تعليقات