رواية بين الحقيقة والسراب الفصل السادس6 والسابع7 بقلم فاطيما يوسف


رواية بين الحقيقة والسراب الفصل السادس6 والسابع7 بقلم فاطيما يوسف

البارت السادس
ليتَ الزمَّانُ يعُودُ يوْماً ما كُنتُ اقْتَرفتْ ، 

آهٍ على وجعِ الفراقِ ومنْ آلاَمِه احترقتْ،

ليتَنِي ظللَتُ على العهدِ  فمِنْ عذابِ الضميرِ تألَّمتْ ،
ليتكَ يا الموتُ شخصاً لكنتُ منكَ اعتذرتْ وفي حضْرَتِكَ تذلَّلْتُ لكي تُبْقِي لي مَنْ عَشِقْتْ ،

خاطرة ريم المالكي 
             
شهقت بصوت عال وهي تخرج من سيارتها ووجدت تلك الماثل امامها وهو يردد بطريقة مقززة :

_حمد لله على السلامة يا ست البنات لا ست الستات بحالهم .

وضعت يدها على صدرها كعلامة على فزعها وأجابته وهي تنظر له نظرات غضب :

_جرى ايه يا زفت انت !
انت بتطلع من أنهي داهية ؟
خضتني ينقطع أجلك يا بعيد .

غمز لها كلينتون بعينيه وأجابها بابتسامة مستفزة :

_بعد الشر تفي من بقك يا كائدة  ولما كلينتون ينقطع اجله مين اللي هيعمل لك الحلويات اللي هو بيعملها ويقدمها لك على طبق من دهب ؟

نظرت له باشمئزاز من طريقته المقززة وأجابته بحدة بالغة وبطريقة آمرة :

_شوف يا زفت انت بعد كده ما تجيليش على فجأة ،وايه الألفاظ اللي انت بتقولها دي اتمدن واعرف انت بتتكلم مع مين ،بعد كده نقي الفاظك قبل ما تقولها .

فرك هو علي رقبته من الخلف وهو ينظر يميناً ويساراً وأجابها باعتراض علي طريقتها :

_ شوفي ياست هانم سيد كلينتون ما بيحبش اللي بيتعامل معاه أنه دون المستوى انتي عارفة انا مطلوب  لدي جميع المواكع " المواقع" والسوشال ميديم  " السوشيال ميديا"

فخلينا نتعامل مع بعضينا يا كائدة  كل منا يوكر " يوقر " الآخر إنتي ليكي مصلحة فتعاملي كلينتون كما ينبغي ان يكون ،

تماموز ياكائدة ولا أشد وأخلع ومات الكلام علي كدة .

وكاد ان يغادر الا أنها اشارت اليه بيديها ان يقف مكانه ورددت بهدوء لما استشفت غضبه من طريقتها المقززة عندما تنظر لها:

_لا عيب عليك انك تتكلم مع القائدة كده هو انت هتلاقي حد يحلي لك بقك زيي ولا يراعيك زي ما انا ما مراعياك،

 بس انا كل الحوار ان انا جتتي اتلبشت من طريقه دخولك عليا وبعدين ما تزعلش يا كلينتون ،

واسترسلت حديثها وهي متصنعة الزعل ورددت بعتاب مصطنع :

_ وبعدين مش عيب لما تقارن القائدة بالشمامين إللي بتتعامل معاهم ،
انا كده زعلت وهجيب ناس تزعل معايا وانت عارف انا زعلي وحش .

استمع إلي حديثها وأجابها وهو يرفع يداه الإثنين امامها مرددا باعتراف:

_ في دي عندك حق ياكائدة إنتي متتقارنيش بالواغش دول ،

وانا حقاني والاعتراف بالحك فديلة



البارت السابع
آه علي تلك العيون الساحرة فبكائها يذبحني ،
آه علي تلك الفتاةفحزنها يمزقني ،
أشعر بآلامك وأطمئنك علي سلامك فاهدئي ،
لن اتركك وأعدك سأخوض طريق الشوك معكي فاطمئني ،
جففي الدموع وسنداوي الآلام سويا وسنصل للأمام فانهضي ،

خاطرة رحيم المالكي

نزل مالك من سيارته وخطي بساقية داخل منزله وجد والدته وأخته  ألقى السلام عليهن وذهب الى اخته واخذها بين احضانه وقبلها من راسها مرددا باعتذار :

_ انا اسف يا هيام على اللي حصل المرة اللي فاتت صدقيني كان غصب عني بس انا برده معذور ما كانش ينفع تدي رقمي لنهال خالص انتي عارفه ان هي صفحة وانا طويتها ونسيتها ومش عايز افتكرها تاني .

ابتسمت هيام ببرود ورددت على اعتذار أخيها قائلة :

_معلش يا مالك مش عايزين نتكلم في الحوار ده تاني انا لسه كنت مفهمه ماما اني مش هتدخل في اي حاجة تخصك تاني وده قرار أخدته مع نفسي علشان نفضل اخوات وحبايب ولا انا عايزه أخسرك ولا حابه اني أدخل في جدال معاك يخلينا نوصل لطريق مسدود مع بعض .

ابتسم لها مالك بحب وتحدث متسائلا  :

_تمام يا هيام كده أفضل برده علشان نبقى في السليم ،

قولي لي اخبارك ايه وأولادك عاملين ايه بقى لي كتير ما شفتهمش بتيجي لوحدك ومش بتجيبيهم معاكي ليه ؟

اجابته هيام ببرود:

_والله  انا ببقى راجعة من أي مكان بره وهما ساعات بيبقوا في الدروس او في النادي فبقول اعدي على ماما اشوفها علشان خاطر بيعطلوني وبيشغلوني لكن احنا ان شاء الله جايين كلنا يوم الجمعه علشان ماما حابه تشوف الاولاد ويتغدوا معاها .

تحدثت والدتهم وهي تنظر اليهم براحه مرددة بدعاء :

_ايوه كده يا حبايبي ربنا ما يحرمكوش من بعض ويبعد عنكم العين ويجعلكم دايما سند وعون لبعض عايزاكم تفضلوا كده في حياتي وبعد مماتي علشان اكون مرتاحة  .

انقبض قلب مالك عندما ذكرت والدته الموت فهو لا يتخيل حياته بدونها ابدا وامسك يده يقبلها مرددا بحزن :
_بعد الشر عليكي يا أمي ربنا يخليكي لينا وما يحرمناش منك ابدا يا ريت ما تجيبيش سيره الموت تاني علشان خاطر بتتعبيني نفسيا لأني ما اقدرش اتخيل حياتي من غيرك يا حبيبتي .

اما هيام نظرت الى والدتها قائله بنفي:
 
_وانا كمان بعد اذنك يا ماما ما تجيبيش سيره الموت ده تاني علشان إنتي عارفه انت بالنسبه لي ايه إنتي مش امي بس انت امي واختي وكل حاجه ليا في الدنيا ربنا يخليكي لينا يا ست الكل .

ابتسمت اليهم والدتهم ورددت بايمان قائله :

_يا حبايبي الموت علينا حق وانتم ما بقيتوش صغيرين ربنا يحفظكم عايزاكم دايما تحبوا 



تعليقات



<>