رواية دكتور نسا الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم فريدة الحلواني


 رواية دكتور نسا الفصل الخامس5 والسادس6 بقلم فريدة الحلواني


بين الضعف و الكبرياء حربا ضروس 
تاكل احشائنا ...ترهقنا...لا نحن نعترف بضعفنا....و لا نتحمل كبريائنا 

انقضي شهرا بعد زواج طبيبنا المغرور و فاتنته العنيده 

كلا منهما يعاند الاخر لمجرد العناد 
هذا ظاهريا....و لكن بداخل الاثنان ...يعلمان جيدا ان كل ما يفعلاه هو محاوله قد تكون فاشله كي يغطون علي انجذاب كلا منهما للاخر 
تري ....من منهم سيرفع الرايه البيضاء  اولا....لا اعلم 

الجميع لاحظ اعتناء عائشه بهيئتها كثيرا عن زي قبل ...و الحق يقال طبيبنا رغم غروره و تسلطه الا انه تفهم موقفها بل حاول الا يشعرها بوجود اخري في حياته...و برغم انه وضع قواعد المبيت لديهما الا انه في اليوم الذي يكون فيه لدي رغد ...يمر عليها اولا كي يطمأن عليها ثم يذهب للاخري 
و هذا ما جعلها تطير فرحا ...ولكن كيد الانثي جعلها تاخذ هذا الامر سلاحا كي تحارب به غريمتها 

بعد ان ارتدت عبائه فاخره ذات لونا وردي ...وقفت تمشط شعرها امام المراه ...و تنتقي بعض الحلي كي تتذين به .... 

خرج من المرحاض و حينما وجدها علي هذا الحال عقد بين حاجبيه و سال باستغراب : ليه كلت ديه ...من ميته بتجعدي فالدار بخلجات الخروج دي 

نظرت له بتحدي ان يرفض : لاني طالعه 
اشتد جسده غضبا مما سمع ..نظر لها بعيون ضيقها علامه الاستعجاب ثم قال بهدوء خطر : طالعه....اكده لحالك ...من غير ماعريف ... 

ردت بغرور سيهلكها مع هذا الوحش الذي ينتظر الفرصه كي يخرج غيظه منها : كت هخبرك ....اني رايده ازور بوي و اهلي 

هنا قد خرج الوحش...ناهيك عن فعلتها التي ستحاسب عليها حسابا عسير ...الا انه لم يري امامه الا هذا الارعن الذي وقف يجهر امامه باحقيته بها 

لم تستطع الهروب ...بل وجدت حالها مكبله ...بعدما لف زراع حول خصرها اما الاخر لف حوله خصلاتها الطويله ثم قال بغضب جم : انتي فجرتي ....فكرتي سكوتي علي لسانك الي عايز جطعه و راسك اليابسه ..رضي عنيكي 

فوجي يا رغد ...اني صبرت عليكي كتير 
ردت عليه بارتعاش اثر خوفها من هجومه : اني معميلتس حاجه ...انا رايده اشوف ابوي و خواتي 

عثمان بغيظ : لحالك اكديه...ملكيش راحل تاخدي الاذن منيه 
ردت عليه ببرود ظاهري كي تعانده : لاااه...ماني كت هجولك لجل ما تعرف 

سيجن ...حقا سيجن من تلك البلهاء التي لا تعلم بماذا اوقعت حالها ...شد علي خصلاتها مما جعلها تصرخ و هو يقول : هتعرفيني ...كتر خيرك ....صرخ و هو يكمل : اجعلي يا رغد ...اني لحدت دلوك مجيتش يمك ...و بعاملك بما يرضي الله يكش تعجلي و تجولي عالسر الي مدارياه 

خلينا نوخلص من بعض بالمعروف يا بت الناس ... 
لما راي سحابه حزن مرت داخل عيناها اللامعه بدموع بعد نطقه لتلك الكلمه 
و لما شعر بقبضه غليظه تعتصر صدره هو الاخر ...لم يهتم كثيرا 

اكمل بغل : انتي مكتويه علي راجل ...خابره يعني ايه...النفس الي هتاخديه يكون باذن مني ...جتلك من وين الجراه تعملي اكده يا واكله ناسك 

رغد بتحدي : ليييه ...مفكرني عبده عنديك ...فوووج يا دكتور اني رغ...اااااه 

قطعت تفاخرها بنفسها الذي يصيبه بالجنون حينما اطبق علي فمها الذي اشتاقه حد اللعنه ...فمنذ ان ذاق حلاوه قبلتها التي اقتنصها في اول ليله لهما معا ....كلما تذكرها تصيبه رعشه تهز جسده بقوه 

ما لها تلك الشفتان ملمسهما مثل الحرير…..مال قلبي بشتهي الغرق بها...مال روحي  تحلق في فضاء شهدها 

اما الاخري ...التي ما زالت تحتفظ ببكاره مشاعرها ...لم تشعر بحالها بين يديه ..بل اصبح جسدها هلاميا رغم امتلائه ....لما لا تقوي علي ردعه....بل لما يصبح عقلها فارغا بمجرد ان يخطفها تهدم دفاعتها بل تصبح هبائا مندثرا 

بمنتهي التمهل القاتل ...الجامح ....كان يفصل قبلته التي لم يرد ان تنتهي ....تطلع الي عيناها المغلقه ....ملس علي وجنتها الناعمه لاول مره.....ثم قال حديثا منافيا لم يحدث 

عثمان بصوت متحشرج  جاهد لاخراجه طبيعيا : حطي فراسك اليابس ديه الي في يوم هكسرهولك ...ان عثمان السوهاجي ...متخلجش الي يعلي حسو عليه ...خصوصي لو كانت حرمه ...سامعه 

اخرجها من تلك الدوامه التي عصفت بها ....اعاد لها تمردها و كبريائها 

ابعدته عنها بقوه واهيه و هي تقول بغيظ : و اني متخلجش لساته الي يتحكم فيه 

عثمان : ليه مش جوزك اياك 
ضربته بقبضتها فوق صدره و هي تقول بغيره لم تستطع التحكم بها : لااااه روح احكم علي عيشه يا جوز التنين....و فقط....هرولت تجاه المرحاض الذي اصبح ملجأها الوحيد للاختباء منه 

اما هو ابتسم بحلاوه وهو يملس علي شفتيه دون ان يهتم لهرائها 

و بعدما خرجت بعد الكثبر من الوقت ...وحدت قلبها ينبض بعنف كاد ان يخنقها بعدما وجدته يرتدي حله رماضيه اللون اسفلها قميصا كحلي ...تاهت في وسامته التي ستهلكها لا محاله...فاذا كان ذو هيبه في جلبابه الصعيدي ...فهو الان اميرا من احد الاساطير 

لاحظ تلك النظرات من خلال المراه التي يقف امامها كي يمشط خصلاته البنيه ....ثم ابتسم بكيد و هو يقول : خاتيلك كام صوره 

عضت شفتها السفلي غيظا من هذا الغليظ ثم قالت : مهردش عليك ....دلوقك اني لازمن اروح حدي اهلي 

التف لها و سال باهتمام :  ليه حدي منيهم عيان 
رغد : لاااه الحمد لله كلياتهم بخير ....بت اختي هيطاهروها الليله و رايدني وياهم 

عيثمان : لساتكم هتعملو الجهل ديه ....مسمعتوش ان ختان البنات غلط 
رغد : دي عوايدنا ...مهنغيرهاش ... 

عثمان : يا بجره انتي  الموضوع ديه غلط كبير عالبنيته اني بكلمك كدكتور ...البت بتتبع في جوازها لما تكبر ...حرام عليكم تدمروها 

رغد بعدم فهم : يعني ايه ...ايه دخل الحواز في طهور البت 

رد عليها بهدوء و تعقل لاول مره : دي حاجه ربنا خلجها بيها ...مسؤوله عن الاثاره الجنسيه ...لما تجطعوها البت هتبجي بارده ويا جوزها ...و طبعا الراجل مهبحبش اكده ....هينفر منيها....و هي هتفكر انها معيوبه و لا مش مرغوب فبها ..نفسيا هتتعب ...يبجي ليه من اساسه ...ما تسيبو خلجت ربنا لحالها 

رغد بحيره رغم خجلها : اني مخبراش كلت ديه ...اااا ...يعني كل البنته اكده 

عثمان : لاه ...هفهمك ...كل مكان ليه طبيعته ...بمعني ان الي عايشين في المناطق الصحراويه حراره الجز بتبجي عاليه بطبيعتها ...هنا ختان البنات واجب ...عشان يحللو من شهوتها الي بطبيعه الجو الي عايشه فيه بتبجي عاليه 

انما في بلادنا الجو عادي و طبيعه الحياه غير ...يبجي ملوش داعي لاكديه ....فاهمه حاجه 

هزت راسها بعدم فهم فضحك بهدوء و اكمل : عشان بجره 

نظرت له بغيظ فاكمل بجديه : خلاصه الجول اتصلي بخيتك و جوليلها بلاها العمله الشينه دي حرام عليكم 

قطبت حاجبيها بتعجب ثم تقدمت  منه و هي تقولي : واااه اتصل بيها ليه هو اني مش هروح 

رد بحزم : لاه رجلك مهتخطيش دار ابوكي ...الي رايدك يجيلك اهنيه السرايا مفتوحه للكل 

ردت بغضب : ليه بجي هتحبسني اياااك 
تطلع لها بتفحص ثم قال بصوتا عذب و بنبره حانيه لم يختبرها من قبل ....هجفل عليكي بالضبه و المفتاح كماني 

و قبل ان تستوعب ما قيل كان يميل عليها و يلثمها بقبله سطحيه و برغم بساطتها ....كانت رائعه حقا 

اعتدل و هو يتحول مائه و ثمانون درجه وهو يقول بغلظه : غيري خلجاتك الماسخه دي و حصليني....و فقط 

انطلق متجها الي الخارج  دون ان بعطها حق الرد ...او الفهم 

اما هي ....وقفت مسدوهه من تحوله و اخذ عقلها بحاول فهم تلك الحروف التي خرحت منه علي هيئه طلاسم بالنسبه لها 

توقف عقلها عن العمل و لم يصور لها معني حديثه في تغيير ثيابها الا انه يقلل منها ....قررت التمرد و الهبوط كما هي و ليفعل ما يفعل ...فلنري ايها المغرور 

و المغرور اشتعلت النار داخل صدره حينما وجدها تهبط فوق الدرج دون ان تنفذ ما قاله او بمعني اصح امرها به....هل سيراها الجميع بتلك الفتنه ...برغم احتشامها الا ان مظهرها كان مهلك لرجولته التي اصبحت تشتهيها ....حتي انه قال ....بهائك يتحدي اللون الوردي ...من منكما سيكون اكثر زهوا 

القت عليه نظره متحديه مع ابتسامه شامته لعلمها انه لن يستطع الاعتراض امام الجميع 

قطع هذه الحرب المتواريه حديث عفت التي قالت بحنو : بسم الله الله اكبر تعالي يا بتي ... 

مالت عليها لتقبل كفها بحب كما اعتادت ثم قالت : اصباح الخير يا حاجه ...وجهت حديثها للجميع : اصباح الخير عليكم 

ردو عليها فمالت لتاخذ ولدها من جدته ....احتضنته باشتياق وهي تقول : كيفك يا جلب امك ....انستني و جاعد ويا  ستك.....اعقبت قولها بتقبيل وجنته الممتلأه 

مما جعل الذي يحترق بداخله يركز مع ثغرها الذي كان يتنعم به منذ قليل و يريد ان يقتل ولدها كي لا يمسه 

ارادت عائشه لفت الانتباه لها و مكايده تلك الفاتنه ....مالت علي زوجها و قالت : هتسافر دلوك يا عثمان 

من نظرات رغد المستغربه علمت انه لم يطلعها علي وجهته طار قلبها فرحا لذلك 

و هذا الماكر استغل كيد النساء فالاخذ بثاره منها فقال بحنو متعمد : بامر الله مانتي خابره مواعيدي يا عيشه ...رايده حاجه اجبهالك و اني راجع 

ابتسمت باتساع و قالت : رايداك طيب و ترحعلنا بالف سلامه يا غالي 

مالت نرجس علي امها و قالت بمزاح : ولدك واجع بين تنين كيادين ياما ....يا مرارك الطافح ياخوي 

كتمت عفت ضحكتها و قالت : خلينا نتسلي يابتي ..التلافزيون مبجاش فيه حاجه عدله....اطلعي ...رغد هترد الصاع صاغين دلوك 

و رغد لم تخيب املها حينما قالت بصوت عذب تعمدته : متنساشي الي جولتلك عليه يا حبيبي 

اهتز....حقا اصابته هزه قويه بعد سماع تلك الكلمه و التي يعلم انها تقولها مكايده في غريمتها ....الا ان تاثيرها عليه كان قويا لدرجه انه عجز عن الرد 

اخرجه من تلك الحاله سؤال عيشه : يجبلك ايه يا رغد هو انتي حداكي شويه 

نظرت لها بدلال مفرط ثم قالت وهي تضم ولدها بقصد : هو مالاساس مش منجصني حاجه ...من غير ماطلب بلاجيه جايبلي الحلو كلاته ...كل الي رايده لعبه شوفت اعلانها و حولت يحبها لرحيم ....في مانع 

قطعت عفت تلك الحرب خينما قالت ؛ ديه الغالي يجيبله الحلو كلاته ...ديه رحيم بيه السوهاجي 

وقف سريعا بعدما شعر انه لن يستطع الجلوس امامها اكثر ...بداخله غضب ...غيره ...حزن تملك منه و لا يعرف سببه 

القي عليها نظره معاتبه جعلتها تسبح في بحر الحيره ...ثم ودع امه بقبله فوق حبينها و غادر سريعا 

داخل صرحا كبيرا يعد من اكبر المشافي في مصر ....تقدم بكل هيبه و وقار داخل اروقه مشفاه الخاص يتابع الحالات التي تنتظره منذ ايام ...يتحدث مع الاطباء ليطلع علي اخر المستجدات 

و هناك ...في اخر الرواق ...تقف فتاه في اواخر العشرينات تنظر له من بعيد بنظرات يملاها الحب الميؤوس منه 

وجدت يدا حانيه تربت علي كتفها و تقول : مش اتفقني تنسيه يا لمياء .... 
نظرت لها بحزن و قالت : يا ريت كان بايدي يا ولاء ....مانتي عارفه انا بحبه من ايام ما كنت طالبه و بتدرب معاه هنا 

ولاء بحكمه : يا حببتي عارفه ...و من وقتها و انا حزرتك متسبيش مشاعرك تكبر لانه واحد متجوز ....انتي مسمعتيش مني و كنتي متخيله انه هيحس بيكي ....لا و الادهي ان مكنش عندك مانع ابدا تكوني زوجه تانيه 

دمعت عيناها و قالت : و يا رتني عرفت و لا اقدرت احسيه بيا ...و اهو بدل الزوجه بقي اتنين يعني الموضوع بقي اصعب كمان 

نظرت لها ولاء بغيظ ثم قالت : لا انتي جري لعقلك حاجه ....استحاله تكوني لسه حاطه امل عليه ....فيكي ايه تناقص عشان تاخدي واحد مشاركك فيه اتنين 

فوقي يا لميا ...انتي دكتوره و جميله و من عيله اي حد يتمني يناسبها ....مترخصيش نفسك.....نظرت لبعيد و هي تري ذلك العاشق الصامت ثم اكملت : شوفي الي شاريكي و هيبقي ملكك لوحدك .... 

مر يومان دون اي شيئا يذكر غير حزن رغد التي حاولت ان تداريه 

فقد انتظرته ان يتصل بها كما يفعل حينما يغادر الي القاهره بحجه الاطمأنان علي ولد اخيه و لكنه لم يفعل 

لم تجد ملجأ لها غير اختها الحبيبه و التي دائما ترشدها للصواب 
امسكت هاتفها و قامت بالاتصال بها و حينما جائها الرد قالت : كيفك يا خيتي 

شعرت شاديه بتغيير نبره ابنتها الروحيه فقالت باهتمام : زينه الحمد لله....مالك يابت ...فيكي ايه صوتك متغير 

زفرت بحنق ثم قالت : مفيش حاجه ....البيه الدكتور ....ليل نهار يتحددت ويا عيشه او ولادها و مفكرش يسال علي ولد اخوه الي اتحوزني لجل خاطره 

اكملت بغيره : و هي بجي مهتكدبش خبر تاجي جدامي و تتحدت بمياعه حاجه تجرف...تجوليش لساتهم عرسان 

ضحكت شاديه بقوه علي غيرت صغيرتها الواضحه و التي ستنكرها لا محاله ...قررت ان تذيدها لتشعلها اكثر فقالت : و انتي شاغلك ايه ...مرته و بتجلع عليه حجها 

رغد بجنون : يكش تولع جال تجلع جال ...و مكانش  بيوحصل كلت ديه جبل سابج ليه ...ايش عجب دلوك 

شاديه بجديه : دلوك بجي ليها شريك فيه ...و ديه راجلها و ابو ولادها ....حجها تعمل كل الي تجدر عليه لجل ما تكسبه و تخافظ عليه....و الله و طلعتي عاجله يا عيشه 

انتفضت من مجلسها و هي تصرخ في اختها بجنون : واااااه ...يعني اني الي مجنونه دلوك.....تشبع بيه ...و لا يشغلني ...مانتي خابره اتفاجي وياه و عيشتنا كيف ماشيه 

شاديه بحكمه : بس هي متعريفش يابت ابوي ....محدش يعرف غيري....و خالي بالك ....هي اكده مره صوح 

رغد بحيره : كيف يعني ...هي احسن مني فايه 
شاديه : في عجلها 
رغد : بجيت مجنونه دلوك 

شاديه : لما بيمسك فيكي الكبر و المعانده بتبجي احن المجانين ....يابتي افهمي انا عم بجولك الحديت ديه من جبل ما يكتب عليكي ....افتحي جلبك ليه ...احكيله يا بتي عالمرار الي عيشتيه 

ابدئي وياه حياه جديده يكون هو عوضك و جبرك من ربنا عن كل الي اتحملتيه 

رغد بحزن ؛ مهجدرش ...هيفكر اني خايفه منيه ...و لا حبيته 
شاديه بقوه : و ديه محصولش يا بت العبايده 

ارتعش جسدها بقوه و قالت بمكابره : لااااه و لا عمره هيوحصل ....لو عايز يعرف الحجيجه يدور عليها ...مش هنطج حرف يا شاديه ...اكملت بغيره : و يشبع بست الشحروره ...جبر يلمهم هما التنين 

شاديه : عيملتي ايه يا رغد لحل ما يهملك من غير سؤال 
تلجلحت لعلمها بخطأها ثم قصت عليها ما حدث قبل ان يغادر 

صرخت بها الاخت بغضب : عارفه...اني الي هاجي ادج نفوخك اليابس ديه ....بتجلي من راجلك يا رغد ...دي تربايتي ليكي ...تلبسي لجل ما تطلعي مالدار من غير اذنه ...لاه و بتذيدي الطينه بله و متسمعيش حديته.....كتر خيره انه مجطعش خبرك 

رغد بخوف : انا مجصودش 
شاديه بامر لا يقبل النقاش : هنشوف بعدين تجصدي و لا لاه....هي كلمه وحده ...اجفلي معاي و اتصلي بجوزك ....سامعه 

رغد بعند : وااااه ...اتصل اجوله ايه ...اني عمري ما عيملتها 
شاديه بغضب : دي مشكلتك ....اتصلي بيه احسنلك و اني متوكده انه هيفهم سبب اتصالك ...يلاااااا 

انتفضت من صرخت اختها التي اعقبتها باغلاق الهاتف في وجهها ...قالت بغلب : يا مرك يا رغد ...هيجول عليكي ايه دلوك ...الله يسامحك يا خيتي 

زفرت بحنق و لم تجد بدا من مهاتفته فهي لا تعصي امرا لاختها 
اول مره لم تجد ردا ...و الثانيه كذلك حتي تمكن منها الغضب ....انهت الاتصال الثالث ثم اتصلت باختها و خينما ردت عليها قالت بغل : كلمته تلت مرات مهانش عليه يرد ...عاجيبك اكديه 

شاديه : تلاجيه عنديه شغل و لا حاجه و اول ما يفضي هيرن اني متوكده 

رغد بعناد : مهردش عليه هو مش احسن مني في حاجه.....هااااا الحجي ده هيرن اها 

شاديه سريعا : هجفل و افتحي بسرعه ...اعقبت قولها باغلاق الهاتف 
اغمضت رغد عيناها بوجل ثم فتحت الخط....و قبل ان تتفوه بحرف....برقت عيناها حينما سمعت....... 

الفصل السادس
الكبرياء ....سلاح ذو حدين ...اذا لم تكن تجيد استخدامه فلا تعبث به ...حتي لا تكون اول من يجرح من نصله الحاد 

صدمه ...زهول....عدم تصديق لما سمعته توا 
تصنمت و كانها تمثالا حجري بعدما سمعته يرد عليها قائلا : حبيبي عامله ايه...سامحيني يا روحي كان عندي حاله معرفتش ارد عليكي 

ظلت تفتح فمها و تغلقه في محاوله منها ان تخرج حرفا واحد و لكنها فشلت 

كل ما استطاعت فعله ان تحرك يدها بالهاتف كي تري اسمه داخلها لتتاكد انه هو ...و كان صوته ليس تاكيدا كافيا ....كاد قلبها ان يتوقف بالفعل 

اما ذلك الخبيث ...فقد رد لها الصاع صاعين ....هزته بكلمه حبيبي التي قالتها امام الجميع ...لتكيد غريمتها 

و هو اوقعها بكلمه روحي و التي قالها عمدا حينما كانت لمياء تقف بجواره حتي يجعلها تفقد الامل فيه 

و لكن....ما له يشعر برعشه اصابته و اراد ان يقول المذيد و لكن....قد عاد طبيبنا المغرور الي ارض الواقع هو الاخر بعدما انسحبت لمياء كمدا من امامه 

دون اي مقدمات و كان احدهم صفعها فوق وجنتها كي يفيقها من تلك الحاله 
و كان صوته بمثابه تلك الصفعه حينما قال بطريقه فجه : خبر ايه ...زن زن متصله تلت مرات....خير يا بت العبايده ايه الي خلاكي تنزلي من برجك العالي و تتصلي بيه 

بمنتهي الزهول ...و الهدوء العاصف سالته دون ان تهتم بسخريته المبطنه : كت هتجول لمين الحديت الي فالاول 

ابتسم بشماته علي تلك الحاله التي تمر بها و قد وشي بحالها المهزوز 

رد بفظاظه : كان في ناس جاري مطيجهمش ...جولت الكلمتين الناسخين دول لجل ما يفكرو اني رايد اتحددت ويا مرتي لحالي شوي 

صمت للحظات ثم ذاد تجبره حينما اكمل : اوعاكي تكوني مفكره اني في يوم ممكن اجولهالك ....يبحي اتخبلتي فعجلك و الله 
المهم ....عايزه ايه 

هل تعلمون النار التي تشتعل داخل الانثي حينما يمس احدهم كبريائها....فما بالك ان جرحها فيه 

عادت اليها روح العزه و الكرامه اذ قالت له بغرور و قوه تنافي انهيارها الداخلي : ههههه و انت مفكر حالك اني صدجت ....و لاني مالاساس ممكن اسمحلك تجولي الحديت الناسخ ديه ....لو واخد بالك يا دكتور لما سمعتك ...مرديتش عليك ...جولت يا امن بتجولهم لحدي جارك....يا امن عجلك ساح و مفكرني حدي تاني 

لااااااا....هذا كثير ...لن يتحمل كل هذا التكبر و الاهانه التي لم يجرأ احدهم علي فعلتها من قبل 

عثمان بغضب : جسما بالله يا بت العبايده ....صمت للحظات ...عجز ان يتوعدها ...اصبح زهنه خاليا من كثره فورانه 

تنفس بقوه ثم اكمل : شوفي ...مش هجولك هعمل ايه....خلي عجلك يصورلك ايه الي هيوحصل فيكي لحد ما اعاودلك....و فقط ...اغلق الهاتف في وجهها ثم اخذ يدور حول نفسه داخل غرفه مكتبه 

يريد ان يذهب اليها الان ...يقتلها...ينتقم منها....علي اهانته...ام علي قلبه الذي اصبح يخفق بشده بمجرد ان يتذكرها 

اما هي ....كانت حقا مرتعبه ...و لاول مره تعترف بخطأها الفادح في حقه....منذ البدايه هي من بدات بالخطأ و بدلا عن اصلاحه ذادته سوءا 

زفرت بحنق ثم قالت : يا حزنك يا رغد ...طينتيها فوج نفوخك...هتلاجيها منيه و لا من خيتك الي هتشيلك الروب ....يا مري يا مري .... 

صعدت الخادمه الي الاعلي ثم طرقت الباب و حينما سمعت الاذن دلفت و هي تقول : ست شاديه ...الحاجه ام وهدان تحت و رايده تشوفك 

قطبت بين حاحبيها و قالت بنزق : وااااه ...اني مش فايجالها دلوك ...دي وليه رطاطه 
الخادمه : احولها نعسانه 
شاديه : لااااه ...هنزلها و امري الي الله 

بعد الكثير من كلمات الترحيب المبالغ فيها ...و الكثير من الاحاديث الجانبيه التي اصابتها باضجر 
قررت ان تنهي تلك الجلسه الممله 

شاديه : خير يام وهدان جولتي ريداني في خدمه 

ام وهدان  : ايوه صوح ...بجولك ...هي الست بسنت مهتجيش البلد ليه....من يوم فرحها و مجاتش 

شاديه : مانتي خابره جوزها مشاغله كتير في مصر 
ام وهدان : اؤوه صوح....سمعت انه عنديه شركه كبيره هناك...الله يذيده 

شاديه : امين ...هتسالي عليها ليه 
ام وهدان : الهي تتستري رايده تتوصتيلي عنديها لجل ما تخلي جوزها يشغل وهدان عنديه 

الواد معاه شهاده كبيره و نفسه يدلي مصر يشتغل بيها 

نظرت لها شاديه و قالت بسخريه مبطنه : المعهد الفني شهاده كبيره ...ايوه صوح....من عنيه هجولها و ارد عليكي 

ظلت المراه تدعي لها الي ان رحلت و تركتها تفكر في حلا لهذا المأزق 

في مكان اخر ...بل في بلدا اخر بعيد كل البعد عن تلك القريه....كانت تجلس فتاه في اوائل العشرينات تدخن سيجارا رفيع...و معها رجلا يبدو عليه الثراء 
يدعي حاتم 

حاتم : يا بسنت الشغل كده مش هينفع....انتي قولتي جوزك جاي يمضي العقود و انا حطيت في حسابك اول دفعه ....هنبدا امتي بقي 

ردت عليه بدلال متعمد : ايه يا حاتم بيه انت مش واثق فيا ...من بكره اسحبهم من البنك و ارجعهملك لو حابب 

حاتم : لا طبعا مش ده الي اقصده ...بس انا شايف ان انتي الي شايله الشغل كله يبقي ادام هو مش موجود معظم الوقت يبقي يعملك توكيل بدل العطله دي....ده بيجي يوم و يختفي شهر 

مثلت الحزن ببراعه و قالت : اعمل ايه ...اهله مقويينه عليا...خايفين لاطمع و اخد كل حاجه لنفسي ...بكت و هي تكمل : انا الي شايله كل حاجه ...و هو و لا في دماغه 

انا تعبت يا حاتم ...انا بدات انسي اني ست  و ليا حقوق مش بيفكر حتي انه يدهالي 

شيطانه....تعرف من اين توسوس لابن ادم 
تعلم مداخله جيدا 

و قد القت الفكره داخله عقله و تركته يهيأها له كما يشاء 

و هو كان صيدا سهلا لها بعدما ابتلع الطعم دون اي عناء 
قام من مجلسه ليحاورها ...ضمها بزراعه كي يحتويها داخل احضانا محرمه و هو يقول : اهدي يا بسنت ...انتي ست جميله و اي راجل يتمناكي 

معقول ...معقول جوزك مش مقدر كل الجمال ده ...اكيد اتجنن 

ابتسمت بخبث من بين دموعها الكاذبه ثم قالت بوهن و هي تتشبث به : يا ريته يفهم كده ...بالعكس ...ده كل يوم بيخوني مع واحده ...وصلت لاعز صحباتي خاني معاها يا حاتم....قالت اسمه بنبره مثيره ثم اكملت بكاء 

اما هو مثل اي رجل تحركه فقط شهوه ذائفه....يقضي وقتا ممتعا ...و لكن مهما طال هذا الوقت سينتهي 
و يظل الذنب الاعظم هو ما يكتب في صفيحته ...الا من تاب و رحمه ربه من هذا الجرم الشنيع 

عاد من القاهره محملا بحقائب كثيره مليئه بالهدايا و الالعاب لجميع الاطفال ....قلبه اجبره الا يحرجها امام عائلته ...اشتري ما قالت عليه امامهم ...لما....رغم توعده لها ....لا يعلم....حقا لا يعلم 

مالت تحيه علي ابنتها و همست بخبث : اطلعي يا بت ...جايب لعب كد  ايه لجل ما السنيوره طلبت منيه 

عائشه : ماهو جايب للكل ياما اهه 
تحيه : با خايبه ...امال رايداه يحيب لولدها بس و يركب نفسه العيبه 
اطلبي منه شويه دهبات لجل ما تظهري جدامها انك احسن منيها ...اسمعي حديت امك.....شوفتي لما عدلتي خلجتك بجي زين معاكي و بيعاملك احسن مالاول 

كانت تقف داخل المطبخ تعد بعض الحلويات التي طلبتها منها نرجس و الاطفال ....سمعت صوته بالخارح و برغم انها ارادت ان تهرول اليه ...الا انها تمالكت حالها و ظلت بالداخل 

اما هو فكان يبحث عنها بعيناه تحت نظرات امه المراقبه له ....فجأه سمع صراخها 
اول من كان ينتفض و يهرول تجاهها 

وجدها تقف تبكي بحرقه و تحاول ان تبعد ثيابها التي انسكب عليها الحليب الساخن و الخادمه تحاول ان تخلعه عنها 

جن جنونه حينما راي ساقيها بداو في الظهور صرخ بجنون : بتعملي ايه يا مخبله انتي 

الخادمه برعب : بجلعها العبايه البن ادلج عليها 

كان في ذلك الوقت و دون تفكير يحملها بين زراعيه و يهرول بها الي الخارج ليصعد بها تحت نظرات مشتعله من الغيره ...و اخري مشفقه 

لحق به الجميع و قبل ان يدلفو خلف الجناح صرخ بهم دون شعور لما يتفوه به : خليكم بره ...مرتي مهتتعراش جدام حدي....و فقك اغلق الباب بقدمه خلفهم حتي دون ان ينظر لامه التي كانت تقف مع الجميع 

اما تلك الباكيه الما خطي خجلها علي ما تعانيه و قالت برفضا قاطع و هو يضعها فوق الفراش : اني زينه ...مفياش حاجه 

مد يده كي يرفع عبائتها ليكشف عن جرحها فتمسكت بها جيدا و هي تقول بدموع : واااااه ...كنك احنيت اياك ...هتعمل ايه 

غضبا اتي من الجحيم تملك منه ....رغم القلق الذي ينهش صدره خوفا عليها ...الا انه حقا اصبح لا يري امامه الا رفضها لها 

بمنتهي التجبر ...ترك طرف العبائه ثم مد يده للاعلي ليشقها نصفين ...لم يهتم بصرختها و لكنه قال : اني دكتور جبل ما اكون جوزك....دكتور نسا ...خابره يعني ايه ....كلت ديه بشوفه ميت مره فاليوم و لا هياثر فيا 

اكمل بغضب جعلها حقا تخاف : بعدي يدك لجل ما اسوف الحرج 
ابعدت يدها ثم اغمضتت عيناها خجلا و الما ....اصطبغ وحهها باللون الاحمر القاني و ارتعش جسدها بمجرد ان لمست يداه الخشنه جسدها الناعم 

تفحص الجرح ثم اتي ببعض الدهانات و قام بوضعها عليها 
في باديء الامر كان يتابع ما يفعله بمهنيه بحته....و لكنه فالنهايه و اثناء ما كان يوزع الدهان فوق مكان الاحمرار ....لم يشعر بيده التي اصبحت تسير فوقها بحميميه 

و لم يشعر بجسده الذي مال فوقها ليكمل تلم المعزوفه الحلوه ....تناغمت يده مع شفتيه....اصبح مثل اصابع البيانو ...هم عباره عن لونان فقط ...و لكنهما يصنعون اعزب الالحان ...و اعزبها 

اما هي ...نسيت المها....و لم تتذكر خجلها....بل شعرت انها مغيبه عن الواقع 

و الواقع يطرق فوق الباب كي يعيدهم اليه 
انتفض فحاه حينما سمع صوت زوجته التي تغلي بالخارج تقول بغل : طمني يا عثمان ....الحرج جامد و لا ايه...كلت ديه هتكشف عليها 

انقذته امه التي قالت بغضب : انا جولتلك هملوهم لحالهم و شويه و نبجي نطمن عليها ....ايه الي يوجفنا اكديه 

تلك الثواني المعدوده التي اتخذتها امه في حديثها ...كانت كفيله ان تجعله يجمع شتاته قليلا ليرد عليهم قائلا : اطمنو ....بسيطه ان شاء الله ...هتغير خلجاتها و ترتاح اشوي 

عائشه بغيظ : انت هتبيت عنديك ...انهارده يومي 
صرخ بغضب اخيرا وجد سببا ليخرجه : عييييشه ....هاسود عيشتك لو ما غورتيش من اهنيه 

ذهب الجميع ....ابتعد عنها دون ان يتفوه بحرف ....دلف الي الشرفه ليدخن سيجاره لا يلجأ لها الا حينما يكون في  شده غضبه ...او منشغلا في امرا هام 

اما هي ....لم تقوي علي التحرك كي تبدل ثيابها الممزقه ...ليس بسبب جرحها بل....بسبب ساقيها التي شعرت انها لن تحملها...سحبت الشرشف بصعوبه و كانه يزن اطنانا 

حقا اعصابها تالفه لا تقوي علي فعل شيء...سترت جسدها به ....اغمضت عيناها....ظلت تسترجع ما حدث منذ دقائق معدوده ....و برغم انه لم يكن وقتا طويلا الا انه كان كافيا ان يجعلها في حاله ....تتمني الا تخرج منها 

اما هو ...سيجارته اصبحت اثنان ثم ثلاث ...حقا سيجن ...ما تلك الحاله التي تملكت منه....اين غضبه منها...اين توعده لها 

بل الادهي ...اين انتقامه منها....حزر نفسه كثيرا حتي لا يقع في فخ بهائها مثل اخيه 

و اليوم ....اليوم فقط اعطي له كامل الحق ان يعشقها بتلك الطريقه التي ادت الي انه يفضل الموت علي الا يعيش بدونها 

اشتعلت النار داخل صدره ...هل يشعر بالغيره من اخاه الراحل ....عشقها ...لمسها ...تمتع بما يتمني هو و لكن محرما عليه 

لن يقوي علي الابتعاد ...و لن يستطع الاقتراب ...سيري كل ما يفعله معها بعين اخيه 
و الاهم ...هي ...سيكون من الافضل بالنسبه لها ...هو ...ام اخيه الراحل 
كل هذا كان يدور بداخله 

مما جعله يشعر بالجنون فاخذ يضرب في  سور الشرفه عله ينفث عن ذلك الغضب الحارق 

و لكن....حقا فشل في ذلك....هي ....هي من اشعلت النار و عليها ان تطفأها 

اتجه اليها مثل الثور الهائج حتي انها انتفضت زعرا حينما دفع باب الشرفه بقوه ...و قبل ان تساله ماذا حدث 

وجدته ينقض عليها و يجزبها من خصلاتها بغباء و يقول بغل : اني صبرت عليكي كتير....انطجي ....خوي جتل حاله ليه ....كتي هتهمليه ليه.....كان عاشجك صوح....كتي بتتمنعي عنيه ...و لا من كتر ما اتمتع بيكي مبجاش جادر يعيش من غيرك 

كانت تبكي ...فقط تبكي ...هل يسالها حقا عن سبب وفاه اخيه...ام يحاسبها علي عشقه لها.....لا يعلم هو....و لا تفهم هي 
كل ما يحدث الان ضربا من الجنون 

هزها بقوه وهو يصرخ : انطجي ...اني شياطين الارض كلياتها جدامي دلوك ...مهصبرش عليكي كتير اااااني 

امسكت كفه كي تحاول ابعاده و يدها الاخري وضعتها فوق موضع الحرق الذي كان حقا يؤلمها ثم قالت بوهن : معميلتش حاجه ...و حيات بوي ما عيملت شي واصل ....نظرت له من بين دموعها و قالت بنبره تقطر حزنا مزقت قلبه : متظلمنيش يا دكتور .... 

و دون شعور منها وجدت حالها تكمل بتوسل : انتي بالذات دونا عن الخلج...ظلمك ليا هيجتلني ....اااااه 

قبل ان يسالها لما ....ارتعش رعبا عليها حينما صرخت من الالم التي تشعر به و لا تقوي علي تحمله 

و القلب في تلك اللحظه اصبح هو المسيطر الوحيد في هذا الموقف...اذ امره امرا واجب النفاذ ان يضمها داخل صدره....فهو لم يقوي علي تحمل دموعها ...و عتابها المستتر داخل حروفا تصرخ وجعا 

ضمها بقوه حانيه للغايه....ملست علي خصلاتها التي كان يجذبها منذ قليل 

همس بصوتا متحشرج يقطر الما : اهدي ...خلاص مش هنتحددت دلوك ...ضمها اكثر و قال بصوت خرج متوسلا : بكفياكي بكي ...الحرج هيشد عليكي اكده 

اراحت راسها فوق صدره و قالت بهمس من بين شهقاتها : موجوعه يا دكتور ...مجدراش اتحمل 

رد دون ان يفكر حتي في معني ما يتفوه به : هيطيب ...كل جرح و ليه دوي ....اطمني 

كلمات في ظاهرها حديثا عن الالم الظاهري ...اما باطنها معني اعمق خرج من قلبا يأن الما و....شوقا....و عشقا لن يخرج الي النور بعد 

مر وقتا لن نعرف قدره و هما علي تلك الحاله ...و كل ما يسيطر عليهما سكينه...هدوء ...استراحه محارب يريد ان يكمل حربه ... 

ثغره تحرك دون اراده ليلثم اعلي راسها ثم قال : بجيتي احسن دلوك 

حاولت الابتعاد كي ترد عليه و تهرب ايضا من تشبثها به ...و لكن قبل ان تتفوه بحرف ...وجدت حالها لا تستطع الابتعاد اكثر بعد ان تعلق السلسال التي ترتديه  في زر قميصه 

تظر الي السلسال و تذكر انها لا تخلعه عنها ابدا مثل باقي الحلي ....هنا انار عقله باشياء لم يفكر بها قبلا...فهي لا تملك الكثير اذا اين كل ما جلبه لها اخيه 

و هنا ايضا تحكمت فيه غيرته بعد ان اشتعلت مره اخري بسبب تلك الافكار 

و قبل ان تحاول ابعادها بتمهل كي لا تقطع امسك يدها بقوه و قال : ليه دي بالذات مهتجلعهاش من رجبتك 
هو الي جايبهالك صوح...غاليه عنديكي....اكمل بجنون ...كان ايه مناسبتها بجي 

هزت راسها رفضا و قالت بحنين : لااااه ....مش هو الي كان جايبها....نظر لها بعدم تصديق فاكملت : دي بتاعت امي الله يرحمها ...شاديه لبستني اياها من وانا عندي عشر سنين...جالتلي دي وصيه امك الله يرحمها متجلعهاش من رجبتك واصل 

اغمض عينه غضبا من حاله....فيما كنت تفكر ايها المخبول 

تطلع لها بهدوء ثم سالها برفق : طب ليه مهتلبسيش دهبات كتير و لا الالماظ الي عنديكي ....اني ملاحظ ان كام حاجه بس الي معلجه عليهم 

سؤال يظهر عادي....و لكن في حقيقه الامر هو اول خيط في بحثه عن الحقيقه 

رغد : دول دهبات اهلي ...كل حدي فيهم جايبلي هديه ...غير الي بوي كان جايبهولي و اني بت 

عثمان : طب وينها حاجتك ...شبكتك ...كل الي اشترهولك فهد الله يرحمه 

ابتلعت ريقها برعب و لم تجد ردا علي اسالته المنطقيه ... 

لاحظ هو ارتعاش جسدها و عيناها التي اهتزت حدقتيها....ليس بالصغير حتي لا يعلم او يشعر بخوفها 

فكر بحكمه ...يحتويها ...يعطيها الامان...حتي يصل الي الحقيقه التي سترضي قلبه قبل عقله 

كوب وجهها بحنو...امطرها بنظرات لاول مره تراها ....قال بصوتا حاني : جولي يا رغد....ليكي الامان مني ...مهما كان الي هتجوليه ....بس اعرف ...ريحيني يا بت الناس ...الحيره عم تنهش في جلبي و عجلي ....وعد مني ليكي مهما كان الي هتجوليه ...مهأذيكيش ... 

بكت ...كل ما فعلته بكت ثم قالت بقهر : ...... 

تعليقات



<>