رواية زهرة الاقحوانة البيضاء الفصل الخامس5بقلم دعاء سعيد


رواية زهرة الاقحوانة البيضاء 
الفصل الخامس5
بقلم دعاء سعيد



التف الأطباء سريعا حول سرير زهرة التى ترقد فى غيبوبة منذ عامين بعد أن تعرضت لحادث كبير وهى تقود سيارتها مسرعة عائدة من  التلة المرتفعة فى نهاية المدينة ...
بدأ الأطباء عملية انعاش القلب بعد أن تراجعت علاماتها الحيوية فجأة........
صاح الطبيب المسئول عن حالتها....
((الكل يبعد هأبدأ الصدمات الكهربية.....)))
بدأ الطبيب صدمات القلب .....ومع كل صدمة يرتعش جسد زهرة بقوة ...وقد وقف أحمد خارج الغرفة ينظر لزهرة ومايحدث لها بينما تنساب الدموع من عينيه كأنها قطرات مطر متلاحقة لايقوى ع منعها....
وفى أثناء قيام الطبيب بانعاش القلب ...عادت زهرة لحلم الذكريات مجددا وكانت مازالت تقف أمام أسعد وهو يجذب ذراعها جذبا يُرعِش جسدها من شدته....
وفجأة جذبت زهرها ذراعها من أسعد وصرخت بوجهه
((( كفايه بقى ...)))
وفى هذه اللحظة كان الإنعاش قد نجح واستقرت حالة زهرة....التى تركت أسعد فى حلمها وصعدت إلى غرفتها وهى تشعر بخنقه وضيق فى صدرها وانقباض فى قلبها...
جلست زهرة وهى تفكر وتتساءل......
(((انا افتكرت فعلا أن انا واسعد اشتركنا مع بعض فى مشروع ...بس انا مش فاكرة اطلاقا أن أسعد عمره اتعامل معايا بالطريقة الهمجية دى.....!!!!))))
غيرت زهرة ملابسها واستعدت لتنام وجلست فى سريرها تحاول أن تتذكر احاسيسها تجاه كلا من أسعد  وأحمد ...
فمنذ بدأت استعادة ذكرياتها السابقة فى حلمها كانت تشعر بانجذابها نحو أسعد كما تتذكر فى حقيقتها ...ولكنها الآن تشعر برغبة فى الابتعاد عنه وتركه كما طلب منها أبيها كما شعرت انها بدأت تخشاه وتشعر بالاحباط تجاهه فى الوقت التى شعرت بالاطمئنان والامان فى قربها من أحمد .......
تعجبت زهرة من إحساسها تجاه أسعد وتساءلت فى نفسها ...
(((ممكن كل الخوف والإحباط ده من أسعد بسبب انه شد دراعى جامد كده ....ولا فيه حاجات تانية حصلت بينا وانا مش فاكراها؟؟؟!!!)))
استلقت زهرة ع ظهرها وهى تنظر للسقف وتفكر حتى غلبها النعاس  ....
كانت زهرة فى حلمها لا تتذكر ماحدث  معها منذ أن بلغت الحادى والعشرين وحتى الثامنة والعشرين من عمرها ....
لم تكن تذكر سوى سعادتها فى سن الحادى والعشرين والتى لم تستمر كثيرا ....
فقد تخرجت زهرة فى كلية  إدارة أعمال وكانت ممتلئة بالحيوة والنشاط وحبها للحياة...سعيدة بكل شئ ...
وتعلقها بأسعد يزداد يوما بعد يوم ....
وكان أبيها يريدها أن تعمل معه فى شركته الا ان ارتباطها بأسعد جعلها ترفض عرض أبيها وع العكس دخلت فى خلاف شديد معه وتمسكت برأيها وكانت سيطرة أسعد علي عقلها  تجعلها تَعنِد أكثرواكثر مع أبيها .....فظلت فى خلافات دائمة معه ع مدار سبع أعوام وكلما سألته عن سبب بغضه لاسعد لم يكن يعطيها جوابا واضحا ولم تكن زهرة فى عالم الحقيقة تعرف شيئا عن قصة أمه فكانت تعتقد انها توفت مثل أمها ...ولهذا كانت تزداد دائما رقة لحاله وتمسكا به.....
وع الجانب الآخر فى الحقيقة كان  أحمد يقف خارج غرفتها ينظر عليها من زجاج الغرفة وهى نائمة فى سريرها بالمشفى ....
ينظر إليها ويتذكر كلام عمه عامر عنها....
(((زهرة عاملة زى زهرة الأقحوانة البيضاء بترمز للبراءة والولاء والحب...بس لو لقت نفسها فى ظروف صعبة بتتحول لشئ خطير ممكن يؤذى نفسه واللى حواليه كمان...))))
فعلى مدار سبع أعوام انقادت زهرة خلف أسعد ..وع الرغم من تأثيره السيئ عليها الا انها لم تتراجع حتى حدث لها ماحدث ....
كان إيذاء أسعد لزهرة نفسيا وليس جسديا ...مخفيا وليس جليا فكانت تكذِّب أحساسها دائما وتستمر فى عِندها ....
استيقظت زهرة فى تمام التاسعة صباحا فى حلم ذكرياتها كالمعتاد.....وما ان نظرت فى المرآة حتى رأت أنها أصبحت فى الثامنة والعشرين من عمرها ...
دققت النظر لنفسها لتجد انها أصبحت شاحبة ويبدو عليها الحزن ...نظرت حولها فلم تجد الزهرة البيضاء التى أعتادت ع وجودها منذ بداية حلم الذكريات.....





ارتدت زهرة ملابسها وخرجت من غرفتها فوجدت المنزل يبدو فارغا ولا تسمع صوت أحد ....
نزلت الدرج وهى تنادي ع أبيها ولكن بلا جدوى ...
وفجأة لمحت باب المكتب مفتوح ودفتر ذكريات والداها فوق المكتب ...لطالما أرادت زهرة أن تقرأه وتطلع ع مايخفيه عنها أبيها ...
دخلت زهرة المكتب وجلست ع أريكة بعد أن أمسكت بالدفتر ...وفتحته لتقرأه فأخذت تقلب فى صفحاته وهى تزداد ذهولا كلما أتمت قراءة صفحة وطوتها ........
وما إن انتهت زهرة من قراءة دفتر ذكريات والدها حتى دمعت عيناها مخاطبة نفسها ...
(((دلوقتى عرفت يابابا ،انت كنت بتحاول تبعدنى عن أسعد ليه طول السنين اللى فاتت ...)))
وفجأة انتبهت زهرة ع صوت الهاتف فما ان رفعت السماعة واجابت حتى وجدت أسعد هو المتصل يحدِّثها  وهو يبكى بصوت مرتفع .......
(((خلاص يا زهرة انا قررت أنهى حياتى مدام انتى مش فيها ..بس طلب أخير تعالى عند التلة اللى كنا دايما بنتقابل عندها لما كنا بنحب نبعد عن كل حاجة......))) ثم أغلق الهاتف
صاحت زهرة ...
(((أسعد ..أسعد ))) 
ركضت مسرعةلتركب سيارتها متجهة نحو التلة وكانت تتحرك كأنها تعيد مشهد عاشته من قبل فبدأت نبضات قلبها تتسارع...ثم قادت سيارتها بسرعة جنونية متجهة نحو التلة والأفكار تتصارع فى رأسها فهى لاتزال تتذكر ما حدث سابقا عندما حدَّثها أسعد  هذه المكالمة من قبل وانها ما أن بلغت المكان حتى نظر لها أسعد نظرة أخيرة والقى بنفسه من فوق التلة ليلقى حتفه منتحرا...وكانت كلماته الاخيرة لزهرة....
(((انا هسيبك قبل ماتسيبينى وتروحي لأحمد زى ما أمى عملت فى أبويا.....))) تذكرت زهرة كل هذه الذكريات وهى فى طريقها للتلة فى حلمها ...
وما إن بلغت التلة حتى وجدت أسعد يقف عند نفس المكان الذى ألقى منه نفسه سابقا .....
فما إن احس بها حتى التفت إليها ....قائلا نفس ماقاله سابقا فى ذكرياتها الحقيقية....ولكن زهرة هذه المرة  فى حلمها أسرعت لتنقذه قبل أن يفاجئها ويقفز كما فعل فى الحقيقة ...فما إن اقتربت منه حتى أمسك بيديها وجذبها بقوة نحوه قائلا...
(((انا عارف انك لسة بتحبينى ومش هتقدرى تعيشى بعدى......علشان كده أنا قررت ننط من هنا سوا ....)))
فى نفس الوقت بدأ جسد زهرة يرتعش والعلامات الحيوية تنحدر سريعا  ..
فصاح أحمد الذى كان يجلس بجوارها ....
(((دكاترررررة ...اى حد يجى يلحق زهرة ......
الأجهزة بتصفر.........................



تعليقات



<>