
رواية جوازة بدل الفصل الحادي عشر11والثانى عشر12 بقلم سعاد محمد سلامه
قبل قليل،، بمنزل عطوه
بالزغاريط،وبتلات الزهور،كان إستقبال،مميز،لأبنة عائلة،زايد
صعد وائل وغدير مباشرةً،الى شقتهم،وكان خلفهم،فريال
آمنه، وهيام، وكذالك مياده، وأختها الأخرى
كانت تطأ أقدام غدير،على ورقات الزهور،الى أن توقفت جوار وائل أمام باب الشقه،ليخرج من جيبه مفاتيح الشقه،يدخلها،بكالون الباب،يفتحه،،
لتسمع، من خلفها، قول هيام:
إدخلى برجلك اليمين، ربنا، يباركلكم، يارب
قالت هذا،وأعقبته،بالزغاريط،المُجلجه.
دخلت غدير،تحمل ذيل فستانها،وخلفها،وائل،ثم دخلت آمنه تلهث من صعود السلم،وكذالك فريال،التى دارت عيناها،بالشقه تنظر،لها بإشمئزاز،وإستقلال،لكن هذا إختيار،إبنتها الغبيه،لتشبع بهذا المستنقع الضئيل.
لم تكمل مياده،ولا أختها الصعود،توقفن،بالصعود أمام شقة والداهن،وتركوا الباقين
كانت آمنه تلهث من صعود السلم،تصعب عليها نفسها،حين لم تجد من يحنو عليها،تذكرت سهر،وكذالك فريال،لو أى منهن واقفه،لكانتا سندنها،واعطانها كوباً من الماء،لكن هيام،مشغوله،بالترحيب،بزوجة إبنها،إبنة الحسب،والنسب،التى ظفر بها،ولدها
أقتحمت هيام الحديث،ومدت يدها،بكيساً،صغير،وتوجهه،ناحيه غدير،قائله:ربنا يحلى حياتكم.
مدت غدير،يدها،بتردد،وأخذت ذالك الكيس،وقالت:الكيس ده فيه إيه.
ردت آمنه:ده كيس،سكر،أنا عملت كده،مع نسوان ولادى الإتنين ليلة دخلتهم،ألف مبروك.
أخذت هيام دفة الحديث:ده كيس،سكر،علشان حياتكم مع بعض تكون حلوه،وزى،السكر
قالت هيام هذا،ونظرت الى فريال قائله:إطمنى،يا فريال،على غدير،دى معزتها من معزة بناتى،أنا كان عندى بنتين،بقوا تلاته،بغدير،دى حتى أغلى منهم فى قلبى،وربنا يشهد،وكمان من الليله وائل أخو،بناتك.
نظرت فريال بأستقلال قائله:بناتى ملهمش أخوات شباب،وربنا يهدى،أظن،لازم نسيب العرسان بقى،بلاش نطول أكتر من كده.
تبسمت هيام بحرج قائله:آه،يلا بينا ننزل،ونسيب العرسان،يلا يا حماتي ننزل.
توجه الثلاث نساء الى باب الشقه ليخرجن،ويتركن وائل وغدير،التى
نظرت ل وائل بحياء.
تبسم وائل وهو يقترب من غدير،وقام بتقبيل جبينها،ثم قبل شفاها قُبله رقيقه ،قائلاً بعدها:مبروك يا غدير،أنا لحد دلوقتى مش مصدق،أنك بقيتى من نصيبى،كنت الحلم البعيد الى خايف،أنه ميتحققش.
تبسمت غدير،بحياء قائله:شوفت لما نفذت الى قولتلك عليه،بقيت من نصيبك،لو مكنتش،سمعت لكلامى،يمكن كان زمانى مكان سهر،مع عمار.
ضم وائل غدير،بين يديه يقول:فعلاً،لو مكنتش سمعت كلامى،كنت هخسر كتير،كنت هخسر حب عمرى،الى من يوم ما شوفتها،وهى ملكت قلبى،كانت زى النجمه،عاليه،وغاليه.
إبتسمت غدير،بحياء،وعادت الى الخلف،تبتعد عن محيط يدي،وائل،تهرب منه بخجل.
تبسم وائل،وهو يراها تركض،الى ناحية غرفة النوم،ليدخل خلفها راكضاً،بيتسم.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زايد
بالرجوع لشقة عمار.
بالأخص، بغرفة النوم.
ضمت سهر، غطاء الفراش، على جسدها،تشعر بتوهه حتى أنها لم تستوعب سخرية عمار، حين قال أنها، أصبحت من ضمن جواريه، أغمضت عيناها، تعتصرها، بقوه، كانت تود البكاء، ربما خفف، عن ثُقل،ما تحملهُ فى قلبها، لكن، كآن عيناها، تحجرت، ونشفت منها المياه، ظلت مُغمضة الأعين، عقلها،يرفض ما حدث لها قبل قليل
حتى لم تشعر، بنهوض، عمار، من جوارها، ولا قوله بسخريه: واضح كده، أنكِ فعلاً، دلوعه، وضعيفه،ومش شاطره غير فى اللعب على مشاعر الى مش فاهمك ، ومش هتستحملى، جوله تانيه، وأنا هسيبك،تنامى، واروح أكمل مزاجى،بمكان تانى.
قال عمار هذا،وغادر الغرفه،تاركاً،سهر،بالفراش والتى تشعر،بأنعدام جاذبية الأرض،هى تطير بالهواء وهى نائمه بالفراش،كما ترى،فى أفلام الخيال،الفراش،يطير،بها بملكوت خالى،ليس به،سوى سواد،قاتم،إختفت النجوم،بالليله،لتستسلم لتلك العتمه،تسحبها لظلام النوم،علها تكون بكابوس،تصحو،بعده تجد،أنه لم يحدث ما مرت به بتلك الليله،المُظلمه.
...
بينما عمار
خرج وذهب الى غرفة المعيشه بالشقه،ورمى بجسده،على تلك الأريكه،الوثيره.
أخرج سيجاره من علبة سجائرهُ وأشعلها،ينفث دخانها، بغضب بسيط،هو كان يتمنى الأ يفعل بها،ذالك،لكن تحكمت عصبيته،به،مع ردها الجاف،عليه،هكذا،برر،له عقله،الخطأ الذى أرتكبه،لكن طنت برآسه جمله،يوماً،قالها له جدهُ الراحل"المرأه،كالأرض،والرجل،كالماء،المرأه تحتاج،للرجل،أكثر منه،الأرض بدون ماء،لن تُزهر ،تصبح أرضاً بور،كهذه هى المرأه بدون رجُل"،لكن هذا كذب فأشد الأرض قحوله بجوفها تحتوى الماء.
..................ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أتى نور يوم شتوى جديد ملبد ببعض الأمطار.
بمنزل عطوه
بشقة وائل.
أستيقظ وائل وكذالك
أستيفظت غدير،بتأفف بسبب رنين جرس باب الشقه.
وقالت:مين قليل الذوق الى بيرن علينا جرس،الشقه بدرى كده.
آتى وائل بالهاتف من طاوله جوار الفراش وهو ينهض من جوارها، يرتدى ملابسه،بعُجاله قائلاً:معرفشى مين،بس يمكن تكون ماما،طالعه،بالفطور،الساعه بقت تسعه.
ردت غدير،بتأفف:لو الساعه،واحده الضهر مش من الذوق،يرنوا،جرس الشقه،على عرسان،المفروض،يكون فى نوع من الخصوصيه،لهم،مش إزعاج من أولها كده.
صمت وائل وهو يخرج من الغرفه،بينما،نهضت غدير،ترتدى،مئزراً،فوق قميص النوم،ووقفت بالغرفه.
بينما فتح وائل باب الشقه،تبسم بتلقائيه،حين وجد والداته،هى من كانت ترن جرس الباب،ورأى من خلفها مياده تقف بتذمر ملحوظ تحمل صنية،طعام،بين يديها.
دخلت هيام الى الشقه،بفرحه تقول:صباحية الهنا،وتغمز بعينها،لولداها قائله،بهمس:
نقول مبروك.
تبسم وائل،يقول:إتفضلى فى الصالون يا ماما،وانتى،يا مياده،حطى الصنيه الى بيم أيدك فى المطبح،هروح أقول،لغدير،أنكم جايبين لها فطور الصباحيه.
ذهب وائل،الى غرفة النوم،وجد غدير تقف تربط حزام،ذالك المئزر،تبسم قائلاً:دى ماما،ومعاها مياده،جايبين فطور الصباحيه،
نظرت غدير،له قائله:طب ومستعجلين ليه،هو الوقت كان طار،مش كانوا،يستنوا،شوية وقت،أحنا جايين من قاعة الزفاف،الساعه،واحده،بالليل،غير،وقت الطريق،غير،كمان الوقت الى فضلوا واقفينه معانا هنا فى الشقه،بعد ما جينا،ده مش ذوق من أولها،عالاقل كانوا يستنوا الضهر يآذن،بس واضح كده،أن الست مامتك،مستعجله،تشوف حاجه تانيه،علشان تصدق،أنك ملمستنيش قبل ليلة إمبارح.
رد وائل:بلاش سوء الظن،ده،ولو كان ده الى فى قصدها كانت هتجيب معاها مياده،وهى لسه بنت متجوزيتش،تفتح عنيها.
ردت غدير بسخريه:تفتح عنيها،،تفتح عنيها على أيه،أنت ناسى انك سبق وقولتلى انها كانت موافقه عالجواز من عمار،بس هو الى سبق وإختار،بنت عمك،الى زمانها فى سابع نومه،ومخدش،يستجرأ،بس،يهوب،ناحيه باب شقتها،لكن انا واضحه من أولها،ومش بعيد كمان الست الوالده تعمل عليا حما،وتخلينى،أشتغل تحت إيدها،لا بقولك من أولها أهو،أنا عشت ملكه فى بيت أهلى.
رد وائل:غدير،بلاش طريقتك دى،وماما،مش قصدها حاجه سيئه،هى فرحانه،أنى اتجوزت البنت الى كنت بحبها،وو
قاطعته غدير،قائله:قصدك أيه بالبنت الى كنت بتحبها،ليه،بعد ما طولتنى،راح حبك،ولا أيه.
تنهد وائل يقول:غدير،بلاش تقاطعينى،وتتسرعى قبل ما أكمل كلامى معاكى،طبعاً،كنت،ومازالت وهفضل عمرى كله أحبك،وياريت بلاش،طريقتك فى القمص دى،ودلوقتي غيرى هدومك،وحصلينى على الصالون نستقبل ماما،مش كويس نفضل هنا،وهى فى الصالون.
تبسمت غدير بتذمر قائله:كان لازم أخد شاور الأول،قبل ما أستقبل اى حد،بس طبعاً،الاوضه دى مفيهاش حمام،ولو طلعت أخد حمام هتأخر،خلينا نطلع لهم كده كده الروب ده تقيل مش بين حاجه من قميص النوم الى لبساه تحته.
رد وائل:تمام براحتك يلا بينا.
بينما بغرفة الصالون،قالت مياده بضيق لوالداتها:أهو انا حطيت السم للعرايس فى المطبخ،وأبنك لاطعنا هنا،وقاعد مع مراته،قولتلك إتأخرى شويه،قولتلي،لأ لازم يصحو من النوم يلاقوا الفطور قدامهم.
نغزت هيام مياده،بكوع يدها قائله:طيب بلاش طريقتك دى،وأنكتمى،أخوكى ومراته أهم جايين،أفردى وشك،فى وش مرات أخوكى،بلاش تبوزى فى وشها من أولها.
صمتت مياده،وهى تنظر،لدخول وائل وخلفه غدير،وتعجبت من ردائها،فهى عروس،وكان لابد أن ترتدي،زياً،مناسب أمام ضيوفها،لكن هى آتت بروب،حقاً ثقيل،لكن بالنهايه لا يستحب،أن تقابل به أحداً،يوم صباحيتها،ولكن هى حره.
وقفت هيام،وتوجهت تحتضن غدير،بلهفه،قائله:مبروك يا حبيبتي،ربنا يهنيكى انتى ووائل،ويرزقكم الذريه الصالحه.
ردت غدير،بتأفف وهى تحتضن هيام،قائله:شكراً،يا طنط.
رجعت هيام للخلف قائله:طنط أيه يا حبيبتى،تقدرى تقوليلى يا ماما،أنتى بقيتى فى مكانة بناتى،وأكتر،وربنا الى يعلم.
ردت غدير:معليشى،بس فى الاول على ما أتعود يا طنط.
تمم على قولها وائل قائلاً:سيبيها على راحتها يا ماما تنادى ليكى بطنط،على ما تتعود عليكى،وافقين ليه خلونا نقعد شويه.
ردت مياده التى توجهت تهنئ غدير،بسلام الايدي فقط قائله:معليشى أنا أعذرونى انا بس طلعت مع ماما علشان أشيل صنية الفطار،مبروك،ربنا يهنيكم ببعض،هنزل أنا عندى،درس كمان نص ساعه،ولازم أنزل،أغير،هدومى،علشان ألحق الدرس،يلا مبروك مره تانيه.
ردت غدير:آه براحتك،أنا عارفه،إنك ثانويه عامه،ودى صعبه قوى،وعاوزه تركيز،يلا ربنا يوفقك وتدخلى الجامعه الى عاوزاها.
تبسمت مياده،وأمائت رأسها،ثم غادرت بصمت.
بينما جلست هيام،ليجلس،وائل هو الأخر،وخلفهم جلست غدير،تضع ساق فوق أخرى.دون حديث،لوقت،لتقطع الصمت هيام قائله:ألف مبروك،أنا حبيت اكون اول من تهنيكم،بالصباحيه،ربنا يرزقكم الذريه الصالحه،عن قريب يارب،وتكمل فرحتنا.
ردت غدير:كل شئ،بأيد ربنا،وإحنا مش مستعجلين،يا طنط.
ردت هيام:بس انا مستعجله،ونفسى،فى حفيد صغير كده،أفرح بيه وانا لسه بصحتى.
تبسم وائل يقول:كل شي،بأيد ربنا،ها،ربنا يحققلك أملك.
ردت غدير: مع أنى بفضل عدم الاستعجال،فى الخلفه،بس،لو ربنا رايد هيكون،كل شئ قدر،كان مين يصدق أنى انا ووائل نتجوز،بعد الى حصل،بس اهو النصيب.
ردت هيام:أحلى،وأغلى نصيب،هقوم انا أنزل،أشوف حماتى،علشان نعرف،أمتى هنروح نصبح على سهر،اسيبكم تتهنوا ببعض.
نهضت غدير قائله:براحتك يا طنط،نورتى.
نهضت هيام،وأبتسمت،تُخفى،زعلها،بسبب طريقة حديث غدير،الغير مُحببه،لتقول:
خليك يا وائل أنا هقفل باب الشقه،ورايا،يلا،صباحيه مباركه.
قالت هيام هذا،وأعطت مبلغ مالى بيد غدير،وغادرت الشقه،وأغلقت خلفها،الباب.
بينما نظرت غدير،لذالك المبلغ التى اعطته لها هيام بأستقلال،ووضعته على طاوله،بغرفة الصابون،وقالت،هروح أكمل نومى،بتمنى محدش،يطلع لينا تانى قبل المغرب.
قالت غدير،هذا وذهبت الى غرفة النوم،ليلحقها وائل بلهفه.
.....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل نصف ساعه،، بمنزل زايد.
فتح عمار عيناه،ليجد نفسه نائم وهو جالس على تلك الأريكه،بغرفة المعيشه،شعر،بألم طفيف بعنقه،فقام بلف رقابته يميناً،ويسار،يفك التشنج،للحظات الى أن شعر،براحه،أمسك سيجاره،وقام بأشعالها،ونظر الى ساعه مُعلقه،بالغرفه،وجد الساعه الثامنه والنصف،وضع باقى السيجاره،بالمطفأه،ونهض،يعود الى غرفة النوم.
دخل الى غرفة النوم،مازالت مضاءه،وقع نظره على سهر النائمه بالفراش،تمعن بوجهها كثيراً،هى تحمل وجه ملائكى،وهى نائمه،رأى ذالك الخيط الدامى الرفيع بشفتيها،هو بسبب تقبيله لها بعنف،وأيضاً،تلك العلامات الداميه،بعنقها ومقدمة صدرها الظاهره من غطاء الفراش،كاد أن يذهب،لها يوقظها،لكن تراجع،بآخر لحظه،أنحنى يأخذ تلك المنامه الرجاليه،الواقعه على أرضية الغرفه،ثم خرج من الغرفه.
......
بعد دقائق،بدأت سهر،تستعيد وعيها،وتصحو،تشعر،بآلم فتاك بجسدها،
فتحت سهر عيناها،لترى،أنها ليست بغرفتها،بمنزل والداها،ومع شعورها،بآلم جسدها،إذن ما حدث،بالأمس ليس كابوس،بل هو واقع مرير،خاضته،دون إراده منها من البدايه،بتلك الزيجه التى فُرضت،عليها،لتشرد بالأيام الماضيه،وما حدث،بها،ليصل بها،لتعيش تلك الليله المريره
فلاشــــــــــــــــ*باكـــــــ*
بعد عودة سهر بيوم من البحر الاحمر
جلست مياده،على،بغرفتها،كانت تدعى المذاكره،لكنها،لم تكن كذالك،هى بداخلها الغضب،يشتد بعودة سهر،لن تنال هى عمار،
فتحت ذالك الخطاب،تقرئه للمره الكام،لا تعرف،لو قرأ عمار،هذا الخطاب،ماذا يفعل،ربما هو من يُنهى،تلك الزيجه،لكن كيف توصل له الجواب،دون أن تظهر،بالصوره،فربما لو أعطته له،مباشرة،لا يصدقها،ويكذبها ،ووقتها تكون بنظر الجميع كاذبه.،ظلت تفكر،وتفكر،لتعود من تفكيرها،على طرق الباب.،أخفت الرساله،مره أخرى.
سمحت له بالدخول.
دخل وائل عليها مبتسماً،يقول:بتعملى أيه غريبه بتذاكري.
نظرت مياده له بضيق قائله:أيه فرحك بعد كم يوم،وجاى،تستهزئ بيا قبل الفرح أيه هوحشك.
ضحك وائل،يقول:لأ بستغرب،أصلك قليل لما بتذاكرى عالعموم،ربنا يعينك،ويوفقك،أنا كنت جاى علشان حاجه تانيه،أسالك فين ماما.
ردت مياده:ماما،راحت تلف تدعى،أهلها،علشان يحضروا الفرح،عاوزها ليه؟
رد وائل:كنت عاوزها علشان أديها،دعوات الزفاف،دى،عمار أتصل عليا إمبارح،وقالى أن الدعوات الى عنده خلصت،ولازمه،دعوات تانيه،والدعوات دى فايضه من عندنا،بس أنا عندى شغل مهم فى مركز الصيانه،لازم ألحق أخلصه،قبل الزفاف،وكمان هاخد كم دعوه،لزمايلى بالمركز،هتصل عليه أقوله يبعت حد ياخدهم،من هنا من البيت،وكنت هديهم لماما،لما يجى هو أو أى حد من طرفه،يديهمله.
ردت مياده:طب ما تديهم لمرات عمك،أو سهر،ولا تيتا،تحت،والى يجى،ياخدهم منهم.
رد وائل:فكرت فى كده،بس،مرات عمك،مش تحت،شوفتها من شويه،واخده،تيتا،ومعرفش رايحين فين،ولو أديتهم لسهر ممكن تقطعهم،دى،شكلها من وقت ما رجعت إمبارح مع مرات عمك من البحر الأحمر،وهى،شايطه،كلمتها،مردتش عليا،عالعموم الدعوات أهى،هتصل على عمار،أقوله أنها هنا معاكى،يقدر،يبعت حد ياخدها،من هنا.
فكرت مياده،سريعاً،وقالت:لأ بلاش تقولى أنها معايا،أنا هستنى على مرات عمك ما تجى،هى أكيد بتلف تدعى أهلها،وحبايب تيتا،ومش هيغيبوا،ولما ترجع ،هنزل لها الدعوات،قول لعمار،الى يبعته،ياخدها من مرات عمك.
رد وائل:تمام الدعوات أهى فى الظرف ده ،لما مرات عمك ترجع،أديهالها،سلام انا بقى،علشان ألحق ورديتي،بمركز الصيانه.
غادر،وائل،بعد أن أعطى، لميادة ذالك الظرف الكبير،الذى يحتوى على دعوات الزفاف.
وضعت مياده،ذالك الظرف أمامها،تنظر،له بظفر،فقد يكون الحظ حليفها،أخرجت تلك الرساله،من الكتاب،فكرت بمكر
لما لا تزيد بعض الكلمات بالرساله،لكن قد يظهر،تغير الخط،إذن ما العمل،فكرت،ليتهتدى،شيطانها،لأن تكتب رساله أخرى،تزيد بها بضع الكلمات،وبالفعل فعلت ذالك،وذهبت الى شُرفة غرفتها،رغم برودة الطقس،لكن ظلت تراقب الى أن رأت زوجة عمها،وجدتها،داخلتان الى المنزل.
وضعت الرساله،بين دعوات الزفاف،ونزلت،الى أسفل.
قبل أن تفتح زوجة عمها،باب الشقه،نادت عليها مياده.
وقفت زوجة عمها،وكذالك جدتها.
أقتربت مياده منهن،وبيدها ذالك الظرف،وقالت:أنا كنت نازله ليكى،يا مرات عمى،كويس انى قابلتك،الظرف ده،وائل سابه ليا،هو فيه دعوات زفاف،وقالى،إن عمار،هيبعت حد من عنده ياخدهم،أبقى نزليهم لمرات عمك،تديهم له.
مدت نوال،يدها،وأخذت الظرف من مياده،ولسوء الحظ،رن جرس بوابة المنزل،فتحت البوابه مياده.
أبتسمت،فيبدوا القدر،يساعدها،من أمامها هو يوسف.
تنحنح يوسف قائلاً:مساء الخير،أنا جاى علشان اخد الدعوات من أستاذه نوال،زى،وائل ما قال لعمار.
تبسمت مياده:مساء النور،مرات عمى أهى إتفضل.
تنحت مياده من أمام البوابه،فدخل يوسف،يُلقى السلام.
لترحبا به كل من نوال،وآمنه،وتعطى،له نوال ظرف الدعوات،لكن للأسف الظرف،وقع من يد يوسف،ليتبعثر،منه بعض الدعوات،
أنحنى يوسف،ومياده،يلمان الدعوات،لكن الرساله،كانت بين الدعوات التى لمتها،مياده،أخفتها،وسط الدعوات مره أخرى،وقامت بأعطائها،ليوسف ليضعها بالظرف الكبير مره أخرى،دون أن يلاحظ ذالك أحداً.
...
بعد قليل
دخل يوسف الى منزل،زايد،توجه مباشرة الى غرفة المكتب،وجد عمار،يقوم بأتصال،أنتظر،الى أن أنتهى من الاتصال،ثم وضع أمامه الظرف على المكتب قائلاً:ظرف الدعوات أهو،جبته،من أستاذه نوال،زى ما قولتلى،على التليفون،بس أيه الدعوات الى كانت عندك دى كلها خلصت،القاعه،الى حجزنها هتاخد الناس دى كلها إزاى.
تبسم عمار يقول:متخافش القاعه واسعه،وكمان،الى بيحضر،بيبقى أقل من المدعوين،بس الدعوات دى مجرد خواطر،وتعريف للناس،مش أكتر.
تبسم يوسف يقول:عالعموم مبروك يا سيدى،والله انا كنت مُحرج،وأنا بوزع على زمايلنا،وأحبابنا الدعوات دى،والكل عارف أنك جوز أختى.
تبسم عمار يقول:دى بقت قصه قديمه،وبعدين،أنت أخويا،وصديقى الوحيد،وأكتر واحد بثق فيه.
تبسم يوسف قائلاً:طيب بقى يا أخويا هاتلى بتاع عشرين دعوه كده،عندى شويه حبايب وأصحاب،هوزعهم عليهم،ونتقابل بكره بقى فى كتب الكتاب،عندى قضيه مهمه،الساعه عشره الصبح،هرجع من المحكمه،عالجامع،علشان كتب الكتاب،بس إبقى اعمل حسابى فى وليمة بكره،شيلى كم كيلو لحمه،كده،على جنب.
ضحك عمار،يقول:متخافش هشيلك منابك،عارف إنك بتنكسف تاكل قدام حظ غريب.
ضحك يوسف يقول:تمام،يلا سلام بقى،ومبروك يا عريس،عشت وشوفتك،عريس بجد،عقبال ما أشوف عيالك كمان،عن قريب.
رد عمار:يارب،وأنت كمان،يارب،أشيل ولادك عن قريب،ومش بعيد ولادنا،يبقوا،زمايل وأصحاب كده،زينا.
آمن يوسف على أمنية عمار،وفرح من آجله،عمار،تبدوا،عليه الفرحه،بوضوح، أيقن يوسف أن عمار،لديه مشاعر،أتجاه تلك الفتاه،ليست بالنسبه له فقط جوازة بدل،كما يقول.
،فتح عمار ظرف الدعوات،لكن لسوء الحظ،وقع الظرف مره أخرى،لتبعثر،الدعوات مره أخرى.
ليقول يوسف بمزح:يظهر،وائل عينه،فى الدعوات دى،دى تانى مره توقع،وقعت من أيد الأستاذه نوال،وتانى مره من أيدك،
أنحنى يوسف،ولم بعض الدعوات،وكذالك فعل،عمار،ليأخذ يوسف الدعوات الذى قام بلمها قائلاً:هاخد أنا الدعوات دى،بقى وأمشى،سلام،يا عريس.
تبسم عمار،وهو يضع الدعوات فوق سطح المكتب
لكن لفت نظره ذالك الظرف الغريب،الموجود بين الدعوات،فأخذه الفضول.
جلس على المكتب،وقام بفتح الظرف.
قرأ ما مكتوب به
ونصهُ
بابا ماما
أنا هربت عند خالتى فى البحر الأحمر
أنا مش عاوزه اتجوز من الى إسمه عمار ده
شخص،متعالى،وعنده كِبر،وأنا مش هقدر أتأقلم معاه،أنا فى البدايه وافقت عليه لعبه منى،كنت بتسلى،شويه،بس لما لقيت الموضوع هيدخل،فى الجد،لا خلاص بقى،مش هقدر أتحمل أتجوز،واحد،أنا أعلى منه فى الشهاده،وكمان عنده،زوجه تانيه،غيرى،أنا كنا عاوزه أطلب منها يطلقها،بس خوفت يرفض،عالعموم ميهمنيش انا بقول كفايه لعب لحد كده،بقى،أنا عند خالتى فى البحرالأحمر،ومش هرجع غير ما أطمن،أن المغرور،المتغطرس،عمار،فسخ خطوبته منى،عندكم،مياده،تاخده،هى أكتر واحده تليق بيه،أنما أنا مش عوزاه،دى كانت لعبه وتحدى منى انى أخطفه من مياده،بس خلاص،أنا مليت من اللعبه دى
بنتكم،،سهر.
أغتاظ عمار بشده،وهو يفرك الورقه بيديه،أخرج سيجاره وأشعلها،ينفث،دخانها بغضب،ومسك الورقه،بيده كان سيضعها مره أخرى،بالظرف التى كانت موجوده به،لكن دخول عمه غاضب،جعله أشعل الورقه،دون انتباه منه.
ليسمع عمه يقول:مش عارف أيه أخرة جوازة الهباب الى بليتنا بيها دى،وأيه الورقه الى حرقتها دى .
نظر عمار للورقه التى تشتعل بالنار،لو سهر أمامه الآن،لأشعل بها النار،لكن رد على عمه بضيق:خير،يا عمى فى أيه جديد؟
رد سليمان،:شوف مرات عمك،بعتت للصايغ يجى لهنا ومعاه كذا طقم دهب علشان تختار،شبكه لبنتها،وسبق الى أسمه وائل ده،قال،أنه هيجيب شبكه على قده.
رد عمار قائلاً:وفيها أيه،يجيب هو الى يقدر عليه،وأحنا نقدم هديه لبنتنا ترفع بقيمتها،وقيمتنا وسط الناس،فى البلد.
رد سليمان:أنت شايف كده،براحتك،أنا لو سيبتونى من الاول كنت خلصت علي وائل،وغدير،وأرتاحنا من الجوازه دى من البدايه،بس معرفش سبب،لقولتك جوازة بدل،أنا خارج،وسايب البيت كله،تعملوا الى أنتم عاوزينه.
قال سليمان هذا،وغادر بغضب
ليس أقل من غضب،عمار،لكن،عقد القران،بالغد،وأن لم تحضر،سهر،سيكون ماده للسخريه،والأستهزاء،بالبلده،هل هى بالفعل،ليست هنا بالبلده،عليه التأكد سريعاً،الوقت ضيق أمامه،كيف يتأكد،أنها هنا بالبلده،كيف....،أهتدى عقله أن يذهب الى منزل والداها،وأن لم يجدها،سيذهب،ويأتى بها من البحر الأحمر،ووقتها لن يشفق عليها من ناره
لكن،بعد هذا التفكير،عنه،ومسك هاتفه،وقام بالاتصال على هاتف منزل والد سهر الأرضى،
ليسمع من ترد عليه،قائله:السلاموا عليكم.
رد عمار السلام عليها،وصمت،هذا صوت سهر،الذى طن برأسه والرساله،الذى أحترقت.هل هى كاذبه. صمت لثوانى.
فقالت سهر،حضرتك مين الى بيتكلم.
رد عمار:أنا عمار زايد
للحظه،أرتجف قلب سهر،وصمتت هى،لثوانى،ثم قالت بحده:طيب وبتتصل ليه؟
شعر عمار بحديتها،بالحديث،وقال:كنت عاوز أسأل لو عندكم لسه دعوات فرح،لأن الى عندى،خلصتها توزيع،ولسه محتاج،أكتر،فلو لسه عندكم دعوات ممكن أبعت حد ياخدها.
ردت سهر:معتقدش عندنا دعوات ماما قالتلى من شويه،أن كل الدعوات الى كانت هنا،ادتها ليوسف،من شويه.
رد عمار:طيب تمام أنا هتصرف،متشكر.
ردت سهر بحده:العفوا،عن أذنك هقفل التليفون.
قبل أن يرد عمار،كانت أعلقت بوجهه الهاتف،مما جعله بتضايق بشده من طريقتها الحاده،معه فى الحديث،لكن مهلاً،المهم الآن أنه تأكد أنها هنا بالبلده،ربما فيما بعد يُعيد تقويمها.
.....
فى اليوم التالى بالمسجد بعد أتمام عقد القران،بالصدفه،رأى عمار،سهر،وهى تتجه للخروج من أحد غرف المسجد،تخفى،بمكان يسهل عليه رؤيته لها منه،دون أن تراه،لكن خرجت خلفها،مياده،والتى،نادت عليها،لتقف سهر لها.
أقتربت مياده من مكان وقوف سهر،وقالت لها: مبروك،خلاص بقيتى رسمى مرات عمار زايد،الى كنتى هربانه للبحر الأحمر،علشان متتجوزيش منه،بس،واضح،ان مرات عمى أقنعتك،بالرجوع،من تانى،ويمكن الطمع،والدلال،هما الى رجعوكى.
ردت سهر،بأستقلال قائله:طمع ودلال ايه الى بتتكلمى عنهم،لو بأيدى مكنتش رجعت،وكنت سيبتلك،عمار ده تشبعى بيه.
بس أزاى عرفتى أنى كنت فى البحر الأحمر.
ردت مياده بأرتباك:أنا كنت واقفه مع مرات عمى،وهى بتكلم تيتا يسريه.
ردت سهر قائله:أو يمكن الرساله الى كنت سيباها لماما وبابا وملقوهاش،أنتى الى أخدتيها من اوضتى.
أرتبكت مياده قائله:رسالة أيه،الى بتتكلمى عنها،أنا مشوفتش أى رسايل،بلاش تعملى الغلط وتعلقيه عليا،أنا ماشيه،خلاص كتب الكتاب،تم،وبقيتى مرات عمار زايد رسمى،مبروك عليكى،وشوفى هتعرفى تلعبى على عمار ده أزاى،هو مش زى،عمى،ولا تيتا،ومرات عمى،وعلاء،بتضحكى عليهم وبيصدقوا لعبك عليهم.
قالت مياده هذا وغادرت،المسجد،دون ان ترى،وقوف عمار،بغرفه جوار مكان وقوفهن،
ليتأكد،أن الرساله، من كتبتها سهر،وأتت بين الدعوات بالخطأ،ليتوعد لها،بأعادة تقويمها،على يدهُ
الثانيه عشر
ــــــــــــ
خرج عمار،من ذالك المكان الذى كان يختبئ به فى المسجد،بعد ذهاب،سهر،وقف يفكر،للحظات،فى صاحبة الوجه الملائكى اللعبيه،لكن قطع تفكيرهُ،مجئ يوسف جواره،يربت على كتفه،قائلاً:أيه الى موقفك هنا،مرجعتش للرجاله،كل ده بتودع،عضو مجلس الشعب.
رد عمار:لأ مشى من وقت بس أنا كنت بشرب سيجاره.
تبسم يوسف يقول:والله ما حد محتاج يشرب سيجاره غيرى،بقولك أيه،بكره الشوار،وهنكتب قايمة المنقولات،بس مش عارف وائل ده هيمضى عالقايمه،بعد ما يشوف الرقم الى فيها،ولاهيكون رده أيه.
رد عمار:هيمضى،متقلقش،وبعدين هى القايمه،بتربط حد،يا عم سيبك دى حتة،ورق عود كبريت كفيل،ينهيها،وبعدين أنا مليت،من تكتيفة كتب الكتاب دى،هى الحفله دى مش هتخلص،بقى.
تبسم يوسف:لا خلاص،الحفله خلصت معظم الى لسه موجدين،من أهل البلد،الضيوف المهمين خلاص،إنسحبوا،وممكن كمان ننسحب أنا وأنت،هنا عمى مهدى،وكمان سليمان،الى ممكن لو حد إتكلم قدامه،دلوقتي،يفرغ فيه سلاحه.
ضحك عمار،يقول:بتتريق على عمى،متنساش أنه حماك،أبو مراتك.
تنهد يوسف،يفول:مش ناسى أنه أبو مراتى،ومش ناسى كمان فضلك عليا أنا وأسماء،لو مش وقوفك معايا،كان مستحيل،يوافق يجوزني أسماء،بس أنا لسه عند وعدى،وأول ولد هخلفه،هسميه عمار.
تبسم عمار،يقول:ربنا يرزقك بالذريه الصالحه
خلينا ندخل نسلم عالناس الى جوه،وأمام الجامع،وبعدها نمشي،كفايه كده
.....
فى اليوم التالى.
صباحاً
بمنزل زايد
دخل وائل،ومنير،وعبد الحميد،الى غرفة الضيوف
أستقبلهم
عمار،مهدى،يوسف،وكذالك سليمان.
جلسوا قليلاً،يتحدثون بود لحدٍ ما
ليخرج يوسف لدقائق،ثم يعود،وبيده بعض الأوراق،تنحنح قليلاً،يقول:
طبعاً النهارده،شوار العروسه،ومعروف فى عرفنا قبل شوار العروسه،ما بيدخل بيت العريس،بيكون فى قايمة منقولات،لازم بيمضى عليها العريس.
ومعايا قايمتين مكتوبين،بمفردات عفش العريسين،ومش ناقصين غير إمضة العريسين،والشاهدين
أعطى يوسف،لوائل،قائمه،ثم أعطى ل عمار الاخرى.
مضى عمار،دون أن يقرأ ما هو مدون بالقائمه.
بينما وائل قرأ القائمه،قائلاً:
القايمه بربع مليون جنيه.
رد سليمان بتعجرف قائلاً:أيوا،دى قيمة العفش الى أنت أشتريته،وأحنا كمان،مستكتر،المبلغ ولا أيه،عمار مضى على قايمة،قميتها أكتر من ضعف الى مكتوب عندك،بدون حتى ما يقرى مكتوب أيه.
رغم أستغراب منير،لكن لطف الحديث قائلاً:وائل مش قصده أستكتار،هو بس بيتأكد من قيمة القايمه،وبعدين القايمه دى حتة ورقه بس لحفظ حق الزوجه،بس مش تمن،حفظه،وصونه لبنتك طول العمر.
أخذ وائل القلم وقام بالأمضاء على القائمه.
ليأخذ يوسف القايمه التى مضى عليها وائل،ويعطيها،ل سليمان،
تبسم سليمان بزهو.
بينما أخذ يوسف القائمه الاخرى التى مضى عليها عمار،وأعطها،ل منير.
أخذها منير،دون إعطاء أى رد فعل،فهى بنظره كما قال مجرد ورقه،لحفظ حق،لكن الأهم هو حفظ،وصون إبنته.
....
بعد مرور يومان.
فى الصباح الباكر
بمنزل زايد
طرق يوسف،باب غرفة النوم،القديمه الخاصه،بعمار،بمنزل زايد قبل أن يتزوج من خديجه.
ثم دخل،تبسم،حين وجد عمار مستيقظ،وأمامه،كوباً من القهوه،وبعض البسكويت.
وضع يوسف بسكويته،بفمه قائلاً:قولت هاجى ألقاك لسه نايم،بعد سهرة إمبارح،بس يظهر،كده،مفيش نوم جالك،ها قول لأخوك،بتفكر،فى العروسه،كلها كم ساعه وتكون معاك،وتشبع منها.
تبسم عمار،دون رد، لكن عقله شرد فى تلك الملاك التى،رأها صدفه ليلة أمس،وهى تخرج من القاعه التى تم بها الحناء،كانت ترتدى،زياً أبيض مزخرف،ببعض الاحجار الزرقاء،وحجاباً مناسب لذالك الزى،الذى أتى به لها سابقاً،لم تكن تضع مساحيق تجميل،على وجهها،عكس غدير،كانت متبرجه لحدٍ كبير،لكن غدير،لم تهمه،من شغلت باله هى سهر،تلك اللعبيه،صاحبة الوجه الملائكى.
لاحظ يوسف عدم إنتباه عمار لحديثه،فقال بمزح:يا عينى بفكر فى الى ناسينى،أيه يا أبنى،روحت فين بكلمك مش بترد عليا،لدرجه دى، سهر شاغله عقلك .
نظر عمار له قائلاً:كنت بتقول أيه.
ضحك يوسف قائلاً:لأ دا عمار زايد وقع،ولا حد سمى عليه.
رد عمار:بلاش سخافه،خلينا هنا،قولى كنت بتقول أيه؟
رد يوسف،وهو ينظر لعمار،الذى يبدوا عليه بوضوح،الأعجاب،بسهر،لكن،مازال،يُخفى الأمر،لكن،لن يضغط عليه:
كنت بقولك،السواق الى بعته للفيوم،أمبارح علشان يجيب اللواء ثابت وعيلته أتصل عليا من شويه وقالى،أنه،راح لهم المزرعه الخاصه،بيهم،وهيبقوا هنا عالضهر كده،مش عارف ليه أصريت تدعيه هو عيلته كلها كان كفايه حضوره هو وخلاص،عالأقل كان هيبقى أستقبال خفيف.
رد عمار:ده طلب أحمد بيه زايد،صاحب مازن حفيد اللواء ثابت،وهو الى أتصل عليه ودعاه،وطبعاً،كان لازم يبقى معاه باباه،فقولت أدعي العيله كلها،وأهو نستضيفه هنا فى المنصوره،يومين،وطبعاً،أنت الى هتكون فى إستقبالهم،ومسؤل كمان عنهم،اليومين الى هيفضلوا فيهم هنا.
رد يوسف:طبعاً،أنت تتهنى مع عروستك،وأنا أشتغل دليل سياحى لضيوفك،ماشى يا عم ربنا يتمملك بخير،متقلقش،هطول رقابتك قدامهم،بس أنت،أفصل ومتركزش غير،فى فرحك الليله،عاوزك أسد،والله أنا خايف تكون،كنت عايش مع خديجه أختى أخوات،بدل ما تفضح نفسك.
زغد عمار،يوسف قائلاً:أنا بقول،بلاش تستقبل الضيوف وتحضر الفرح،بوش مكدوم.
ضحك يوسف قائلاً:خلاص قلبك أبيض،والله أختى خديجه دى هتدخل الجنه،فى واحده،تبقى مبسوطه،أن جوزها،بيتجوز،واحده،تانيه،لأ وهى تقريباً،الى جهزت له شقة ضرتها.
تبسم عمار،يقول:مش ضرة،دى مرات أخوها،انا بالنسبه لخديجه،زيك بالظبط،بس مع أختلاف،أنها مكتوبه زوجه،مش أخت،وعموما،خلاص هترتاح منى،وهسيب لها الشقه،وأعيش فى شقتى التانيه،ومش هتبقى محتاجه تمثل قدام العيله،أنها مراتى،أكيد الجديده،هيبقى لها النصيب الأكبر،قدام العيله على الأقل فى الأول،وبعدين بطل رغى كتير،أنا محتاج وقت علشان أجهز،علشان الفرح،وأنت معطلنى،يلا قوم شوف طريقك،وروح الشقه الى فى المنصوره أستنى السواق،لما يوصل،باللواء ثابت وعيلته.
تبسم يوسف،وهو يمد يدهُ،يتناول،بضع بسكوتات قائلاً:طب خلينى أفطر،وأشرب معاك شاى الأول،انا جايلك على لحم بطنى.
أمسك عمار طبق البسكويت،قائلاً:خد طبق البسكويت كله أتسلى فيه بالطريق،وخلى خديجه تعملك شاى وخد الكوبايه معاك
أخذ يوسف طبق البسكويت قائلاً:من يد ما اعدمها،مقبول منك،يلا سلام،أشوفك فى الفرح،وأعمل حسابك هنرقص،سوا،زى ما رقصنا قبل كده،فى فرحى.
أماء عمار له رأسه بموافقة،وتبسم وهو يخرج من الغرفه.
........
بشقه راقيه بمدينة المنصوره.
وقف يوسف يستقبل اللواء ثابت
قائلاً:أهلاً بحضرتك يا سيادة اللواء،المنصوره،نورت.
رد اللواء ثابت:منوره بأصحابها،متشكر،على الاستقبال الراقى،ده،يا يوسف.
رد يوسف:حضور حضرتك،للمنصوره شرف لينا،وأنا هكون تحت أمر سيادتك،والعائله الكريمه.
رد حسام،إبن اللواء ثابت:بصراحه انا أعتبر لفيت مصر كلها،بس دى اول مره أجى للمنصوره،وبصراحه،شكلها مدينه،راقيه،متقلش عن القاهره،والمدن الجديده،دى مجرد نظره عامه،قبل ما أتجول فيها.
أخذت هديل الحديث من أخيها،قائله:لأ انا جيت قبل كده مره للمنصوره،فى تبادل للجامعات،وعجبتنى،وقتها،وكمان النهارده،شيفاها أجمل،كفايه إنهم بيقولوا،أحلى بنات مصر من المنصوره،غير،أنهم بيقولوا المنصوره باريس مصر.
تبسم يوسف قائلاً:والمنصوره أتشرفت بيكم،هسيبكم ترتاحوا من الطريق،والعربيه بالسواق هتكون تحت أمركم،ونتقابل،فى قاعة الزفاف،سلاموا عليكم.
قال يوسف هذا،وغادر،وتركهم بالشقه.
تحدث اللواء ثابت قائلاً:فعلاً الصديق،الوفى هو الى بيوقف جنب صديقه،يعنى،يوسف صديق عمار،والى أعرفه كمان،أنه أخو زوجته،الأولانيه،وهو الى جاى بنفسه يستقبلنا.
ردت هديل:معقول،طب،مش يراعى مشاعر أخته،شويه.
رد ثابت:أكيد أخته موافقة على جواز عمار،وإلا مكنش يوسف هيبقى موجود،بالشكل ده،وبعدين عمار،شاب،وقادر على الزواح من أتنين،وقادر يعدل بينهم،يبقى ليه،يوسف يخسر صديقهُ.
تعجب حسام قائلاً:والله أنا نفسى أشوف،زوجته الأولانيه دى الى سمحت له يتجوز،بواحده تانيه،عليها،يمكن تكون مش حلوه.
رد ثابت:بصراحه مشوفتهاش قبل كده،علشان أقولك،بس كلها ساعات،ونشوفها.
وبالفعل أنقضت الساعات..
بأحد أكبر أستديوهات المنصوره للتصوير الفتوغرافى،تم إلتقاط مجموعه من الصور،للعرسان والعرائس معاً،
ليتوجهوا،بعد ذالك،الى تلك القاعه،الكبيره،بمدينه المنصوره
وقف وائل،وعمار،بمدخل القاعه،ينتظرون،دخول
كل من سهر،وغدير
دخلت أولاً غدير،ترفق يدها،بيد عمها مهدى،ليتوجه إليها وائل،ويأخذها منه كاشفاً عن وجهها حجاب العروس الأبيض مُقبلاً جبهتها،لتترك يد عمها،وترفق يدها بيد وائل.
آتى من خلفهم،عبد الحميد،ومعه سهر
أقترب،عمار منهم،سلم على عبد الحميد،ثم،توجه،ناحية سهر،رفع عن وجهها الحجاب الأبيض،كم ود أن يعود،يُغطى،وجهها مره،أخرى،ولا يرى أحد غيرهُ،وجهها،لم يقبل جبهتها،مثلما فعل وائل،بل مد يدهُ،فقط،لترفق،سهر،يدها بيدهُ،ليدخلوا،الى قاعة العُرس
إصطحب كل عريس منهم عروسه،الى الكوشه،لتجلس مكانها،
ساعد وائل غدير،بالجلوس،كذالك فعل عمار،لكن أنحنى عليها قائلاً،بأمر:ممنوع،تقومى،ترقصى،أو تقومى من مكانك.
نظرت له سهر،وللحظه،إرتجف جسدها،ولم تعطى له رداً.
جلس عمار،جوارها،يرسم،بسمه هادئه،لبعض الوقت.
لينهض حين أتى له يوسف،ومال يهمس له،بشئ،لينهض معه،تاركاً،سهر،وحدها،تنظر الى وائل الذى نهض هو وغدير،يتشاركان الرقص على المسرح،حتى حين جذبت غدير سهر للتنهض،وترقص معها،رفضت،وظلت جالسه،
كان عقلها شارد فيما تراه من مظاهر،فارغه،كآن هذا،ليس عُرسها،كأنها تشاهد،حفلاً،لعروس أخرى،غيرها.
دارت بعيناها بين المدعوين بالزفاف،وقع بصرها،على والداتها التى تجلس جوار جدتها،من ناحيه،والناحيه الأخرى،تجلس مياده،يبدوا عليها بوضوح الغيره من سهر،فهى كانت تتمنى أن تكون مكانها،لكن،هل لم تقع الرساله،بيد عمار،أيقنت لنفسها،لو وقعت الرساله بيد عمار،لما كان بهذا الشكل،تبدوا،عليه السعاده،خطتها الأخيره فشلت عمار أصبح،لغيرها.
بينما هيام،التى لا تسعها الفرحه،فولدها الوحيد،آتى لها بنسب لعائله،غنيه،ومعروفه،ربما كانت تتطمع،بأكثر،لكن،يكفيها ما حصلت عليه،ربما هذا أفضل،من أن تخسر كل شئ.
آمنه،التى تمتزح أحاسيسها،لديها بقلبها،خوف على سهر،لا تعرف سببه،وكذالك لديها سعاده،لفرحة حفيدها،وزفاف حفيديها الاثنان،تتمنى لهم الحصول على السعاده.
نوال...
عيناها،على ملاكها،الصغيره،حقاً،كانت تتذمر،من أفعالها الامباليه،لكن تظل ملاكها،الصغيره،دمعت عيونها،لما لديها هاجس،بالخوف،عليها،هل أخطأت حين أجبرتها على تقبل تلك الزيجه،أم أصابت،وآن الآوان،أن تتحمل سهر،مسئوليه،لن تظل طفله طوال عمرها.
جابت سهر عيناها أيضاً،ليقع بصرها على عمار الذى تركها،ونزل يجلس بين بعض المدعوين،ويتحدث معهم،بلطف،وود،وكانت
لجوارهُ،خديجه،التى تعرفت عليها،بالأمس،بالحناء،لم تشعر إتجاهها،بأى مشاعر،لا بحب،ولا بكره،مشاعر،فارغه،لكن لا تعلم لما تضايقت من جلوس عمار جوارها،وتركه لها وحدها،بالكوشه،رغم انه لا يتحدث معها،بل يتحدث،مع آخرون،يجلسون معها على نفس الطاوله.
بينما عمار،رغم أنه،يجلس،بالمنتصف،بين يوسف وخديجه،يرحب بمن يجلسون معهم على نفس الطاوله،وهم،عائلة اللواء،ثابت،كانت عيناه،مرتكزه،على سهر،لكن يؤدى،واجب الترحيب،فقط بهم
مالت عليه خديجه قائله:أظن،رحبت كفايه بضيوفك،المفروض تطلع بقى جنب عروستك،بلاش تسيبها قاعده،لوحدها.
تبسم عمار،ونهض من جوارها،لكى يذهب،الى الكوشه،لكن مسك يوسف يده ونهض معه قائلاً:خلينا نرقص،شويه،ونفرح.
تبسم عمار له بود
ليقف الاثنان على المسرح،ويتجه،وائل وغدير،الى الجلوس،بمقاعدهم،يشاهدون،رقص،عمار،
ويوسف،معاً،اللذان حصلا على إعجاب المدعوين،والبعض المتعجب من يوسف،كيف يرقص،بزواج زوج أخته من أخرى،لكن،ربما المُجامله،ولكنها،بالأصل،صداقه،وأخوه.
بالطاوله التى تجلس عليها، خديجه
تخلى حسام عن مقعده،وأقترب يجلس على مقعد مجاور خديجه،التى لم يفارق،النظر لها،طوال الوقت متعجب،منها هى جميله،وشابه،كيف لها،أن ترضى بزواج زوجها من أخرى،بل وتجلس هادئه،،ومرحه،بهذا الشكل، ومُتقبله كأن الآمر لا يعنيها .
تحدث قائلاً: حضرتك،مامت أحمد.
ردت خديجه: أيوا أنا مامته،وكمان مامت منى،بنتى أكبر من أحمد،بسنتين.
رد حسام:ربنا يخليهم لك،ويباركلك فيهم،أنا ابقى والد مازن،الى أتعرف عليه أحمد من الفيوم.
ردت خديجه:أه مازن حفيد اللواء ثابت،ده بقى هو وأحمد أصدقاء،وكمان بقى صديقي بشوف مراسلته هو أحمدلبعض على مواقع التواصل.
رد حسام:وهو حضرتك،تعرفى أصدقاء أحمد
،وكمان بتتواصلى معاهم.
ردت خديجه:بصراحه أنا لازم أعرف،ولادى بيصاحبوا مين،كنوع من المعرفه،والاطمئنان عليهم،الصاحب،ساحب.
زاد أعجاب حسام بخديجه،لكن نفر عنه هذا الشعور،فهى بالآخر متزوجه.
بينما كانت أسماء تجلس تنهشها الغيره من هديل،التى كانت تستحوذ على الحديث مع يوسف،وحتى حين نهض للرقص مع عمار،مازالت عينيها عليها،لكن الاخيره،ليس برأسها شئ،سوا مجرد المشاهده،لكن ربما شعور النقص،يصور للشخص،بعض التهيؤات.
أقتربت الحفله على الانتهاء
صعدت كل من
حكمت،،التى توجهت الى مكان جلوس عمار،سهر،وقف عمار لها لتضمه،وتهنئه،وتتمنى منه الحفيد أن يأتى بسرعه.،ليبتسم لها بود
ثم توجهت الى سهر الجالسه،وانحنت عليها تضمها،بفتور،متمنيه لها السعاده
كذالك فعلت فريال معا،أبنتها،التى إنحنت،تضمها،قائله بهمس:،لو بأيدى كنت كفنتك قبل ما أجوزك،ل وائل،بس بكره تندمى.
تغيرت ملامح وجه غدير،لكن نفضت عن رأسها،هى وصلت لمبتغاها.
تركت فريال غدير،ومدت يدها تسلم على وائل،بأستعلاء.
كذالك فعلن،هيام ونوال،وآمنه،
ذهبت كل من
آمنه،ونوال لتهنئة سهر التائه،والتى مازالت تجلس تشاهد ما يحدث،فقط،لا تشارك،سوا بجلوسها مكانها،طوال الوقت
لكن همست لها آمنه قائله:ربنا يحميكى، متأكده أنك هتملى قلب عمار.
نظرت لها سهر،ورسمت بسمه،فيبدوا أن جدتها أصابها الخرف،فماذا تقول كيف تملئ قلب عمار،وهو تركها،وذهب للجلوس جوار خديجه معظم الوقت،هى ليست آكثر من ماعون،ولن يطول عمار منها ذالك.
توافد الجميع للتهنئه،لينتهى،ذالك الزفاف.
ليأخد كل عريس منهم زوجته،الى عشهم الجديد
عوده،للواقع ــــــــــــــ
هنا فاقت سهر، من شرودها، على دمعه شقت عيناها،جففتها بيدها، ولفت غطاء الفراش حول جسدها
حاولت النهوض من الفراش، كآن جسدها تخشب، تحاملت على آلم جسدها،ونهضت،حين أنزلت ساقيها على الأرض،حاولت الوقوف،لم تستطيع الوقوف،كأن ساقيها تخدرت،وضعت يديها، تستند بهم على ركبتيها،ثم حاولت الوقوف،لتقف،لكن كادت أن تسقط،فوضعت يديها تستند،على الفراش،لثوانى،إلتقطت عيناها،تلك البقعه،البارزه بالملأه،نظرت لها بغضب سحيق،عمار،لن ينتصر عليها،بتلك البقعه، فكرت، ليهتدى عقلها، لشئ، تُخبر نفسها، ليقول لهم ما يشاء،بعد تلك الليله،لن يهمها،أى أحد،وعمار،أول من سيرى سهر الجديده،التى،أرادها ولن تكون كما يريد.
شدت سهر،ملآة الفراش،ونزعت عن جسدها غطاء الفراش،ورمته على الفراش،ولفت الملآه،حول جسدها،وتوجهت،بخطوات بطيئه الى الحمام،
توجهت، ناحية حوض الأستحمام، وقامت، بملئه، بمياه، بدرجه، دافئه، ليمتلئ، نصف الحوض ،نزعت عن جسدها تلك الملآه،ونزلت الى المياه الدافئه،شعرت بآلم عند إرتطام جسدها،بالماء،لكن سُرعان ما خف الآلم تدريجياً،وشعرت،براحه،بجسمها،ظلت بالمياه قليلاً،ثم خرجت من حوض الأستحمام،وتوجهت الى ذالك الصبور،وقفت أسفله،وفتحته،يُقطر،مياه دافئه،على جسدها،لدقائق،ثم أوصدت الصنبور،ونظرت حولها،بالحمام،تذكرت أنها لم تأتى بملابس معها،نظرت حولها،وجدت،بعض المناشف،وهناك مئزران،وأحدهم،رجالى،والأخر،نسائى،
لفت شعرها،بمنشفه،وأخذت ذالك المئزر النسائى،وأرتدته،نظرت الى تلك الملآه،المرميه بأرضية الحمام،،تبسمت بسخريه،أنحنت،وأخذت الملآه،وأمسكت مكان البقعه،بيدها،نظرت لها بإشمئزاز،أهتدى عقلها
أخذت إحدى،زجاجات صابون الأستحمام،ووضعت الكثير،على البقعه،وذهبت الى حوض الأستحمام،وبللتها،وفركت مكان البقعه،بيديها،لتتلاشى،أثار البقعه،تدريجياً،الى أن أصبحت شبه ممحيه،فقامت،بألقاء الملآه،كلها،بالماء الموجود،بحوض الأستحمام،
ثم تركتها،و خرجت من الحمام،وأغلقته.
فى أثناء،إدارتها لوجهها،بالغرفه،تفاجئت بعمار،يدخل الى الغرفه،هو الآخر يرتدى تلك المنامه الرصاصية اللون،التى كانت على الفراش بالأمس،يفتح أزرار جزئها العلوى بعشوائيه،ويظهر معظم صدره عارى ،شعرهُ مشعث،ومبلل،بوضوح .
نظر،عمار لها،بإعجاب،لكن أخفاه،يقول بوقاحه:
لأ يظهر،هتتحملى،شكلك،أتحسنتى،عن ليلة إمبارح.
نظرت له سهر بصمت لثوانى، ثم أدارت بصرها،بلا مبالاه،وسارت بأتجاه،التسريحه،ونزعت عن شعرها،تلك المنشفه،إنسدل شعرها المتوسط الطول الرطب،على ظهرها
أنحنت قليلاً تأخذ المشط،ثم إستقامت،وقامت بجمع خُصلات شعرها،بين يديها،على جانب،واحد من عنقها.
وقع بصر عمار،على تلك العلامات الداكنه،بعنقها،هى بسببه
أقترب من مكان وقوف،سهر،ليصبح قريب منها للغايه
تلاقت عيناه مع عيني،سهر،بالمرآه،رأى تطلع سهر،له بالمرآه،تبسم بمكر،يقول:
حلوه علامات الحب،الى،على رقابتك،دى،لونها الداكن مع لون بشرتك الفاتح،عامله مزيج،رائع.
تجاهلته سهر، ولم ترد عليه،تُكمل تصفيف،شعرها،ثم لمته بكعكه،مُحكمه ووضعت المشط بمكانه،وأستدارت لتجد عمار،بوجهها،حاولت تفاديه والمرور من جواره،لكن هو لف يدهُ حول خصرها،وقربها منه بشده،تلاقت عيناهم معاً،رأت سهر،نظرات عمار،المتعاليه،بادلته النظرات،الأمباليه.
وضع عمار،رأسه بعنق،سهر،
للحظه إرتجفت سهر،ليقول عمار:
عطرك جميل،يا سهر.
لم ترد سهر عليه،أيضاًً،مازالت تتجاهل الرد عليه.
رفع عمار،رأسه من عنق سهر قائلاً:ليه مش بتردي عليا،لو متكلمتيش قدامى قبل كده كنت قولت خارسه.
مازالت سهر تتجاهل الرد عليه،وكانت ستسير،لكن،ضغط عمار بيدهُ بقوه على خصرها
شعرت سهر،بضغطة يدهُ،للحظه خافت أن يُعيد ما حدث،ليلة أمس،فوضعت يدها على يدهُ الذى يضغط بها على خصرها،وحاولت فك يدهُ من حول خصرها،لكن تشبث عمار،بها،وقال:متحاوليش يا سهر،تشيلى إيدى من على وسطك،ليه مش بتردى عليا،القطه أكلت لسانك.
نظرت له سهر،قائله:عاوزنى،أرد عليك،أقولك،أيه.....مُغتصب.
تبسم عمار يقول:بس أنا مش مُغتصب،أنتى مراتى،وجسمك حقى،والى حصل إمبارح كان بسبب تعصيبك ليا وردى ،ده كان درس منى ليكى،علشان بعد كده،تتجنبى تعصبينى.
ضحكة سخريه صغيره خرجت من فم سهر قائله:عصبتك!،ليه عملت أيه عصبك قوى كده،يكون ردك بأنك تغتصبنى!.
رد عمار:لما ترفضينى،مرتين،الأولى قدام أهلى وأهلك،والمره التانيه،لما سافرتى البحر الأحمر،هربانه علشان عاوزانى،أجرى،وراكى،وأجى بنفسى،أرجعك،طبعاً،بعد ما أستعطف،سيادتك،وأنول،رضاكى.
نظرت سهر،بتفاجؤ قائله:أيه الجنان الى بتقول عليه ده،ومنين عرفت أنى سافرت البحر الأحمر،مين الجاسوس،الى ليك فى بيت أهلى،وائل،ولا مرات عمى،ولا مياده.
ضحك عمار يقول: جاسوس،،، واضح أن محبينك فى بيت أهلك كتير،عالعموم مش هيفرق معاكى عرفت منين،المهم أنى عرفت.
ردت سهر:فعلاً مش مهم مين،بس مش هما الى غلطانين،الغلطان هو الى قبل على نفسه يتجوز،واحده،رفضته مرتين،زى ما بتقول.
رد عمار:مين قالك أنى غلطان،بالعكس،أنا كنت صح،من الأول،ونظرتى فيكى،مخيبتش،حتة،بنت دلوعه،بتتلاعب على الى قدامها،بمزاجها،وهما بيقبلوا،بده علشان قابلين دلعك ده،أنما أنا غيرهم،ومش بحب،لا الدلع،ولا التلاعُب،بحب،الدوغرى،ولو كنتى جيتى،دوغرى،يمكن مكناش وصلنا للحظه دى.
قالت سهر:قصدك أيه بدوغرى!
رد عمار: يعنى، لما ترفضينى قدام أهلك، علشان تعملى شو أنك تظهرى شخصيه قويه، وبعدها بأقل من أربعه وعشرين ساعه، يجينى الرد أنك موافقه، يبقى، ده أيه غير، دلع، وتلاعب،عارفه لو كنتى فضلتى متمسكه،بالرفض،للنهايه كنت تممت جواز وائل وغدير،وغصبت على عمى،يتمم الجوازه،لكن رفضك،بالليل،وقبولك الصبح ده،مالوش عندى تفسير،غير الى قولتلك عليه،بتحبى تعملى لنفسك شخصيه،وتختبرى تعاطف الى قدامك،معاكى.
نظرت سهر لعيناه،بذهول،فمن أين كون عنها هذا الرأى،وهو لا يعرفها،سوى من بضع أيام،ولم يكن بينهم تعامل مباشر ،و لكن لم ترد،فماذا ترد عليه،لتدافع عن نفسها،هو أصدر الحكم عليها،وليس،لديها خُلق،لتكذبه،أو تدافع عن نفسها،
حاولت التملُص من يدهُ لتسير،لكن لم يتركها،بل حاوطها،بذراعيه الأثنان،وإنحنى يُقبلها،شعرت برجفه،بجسدها،خشت ،أن يُعيد ليلة أمس،مازال جسدها،يؤلمها،لكن للمفاجأه كانت قُبلته رقيقه.
ترك شفاها،وإنحنى يحملها،
للحظه،إنخضت سهر،من فعلته الجريئه،
تبسم عمار،على وجهها الذى تخصب،باللون الأحمر،ليس من الخجل،،بل من الخضه،لم تلف سهر،يديها حول عنقه.
سار عمار،الى أن وضعها،بالفراش،ألقى نظره على الفراش،ليجد ليس عليه الملاءة،فقال بسؤال:فين ملايه السرير؟
إبتلعت سهر ريقها،قائله:
ملاية السرير عايمه فى البانيو جوه هتلاقيها،لو بعرف أشغل الغساله كنت غسلتها فيها،شوف،بقى هتعطى لهم أى دليل.
تبسم عمار،فيبدوا،أنه أخطأ،فى تقدير،أفعال،تلك المشاكسه،
نظر لعيناها،ورأى التحدى،فتبسم يقول:
مش محتاج الملايه للدليل،كلمتى دليل،يا سهر.
تعجبت سهر قائله:لما كلمتك دليل ليه،أغتصبتنى.
رد عمار:كان لازم أتأكد بنفسى،الأول
قال عمار هذا،وأعتلى جسدها مُقبلاً،ليس بعنف ليلة أمس،
فكر عقل سهر،لو رفضته الآن من الممكن،أن يتحول،الى ذالك الوحش الذى أغتصبها،ليلة أمس،لما لا تعطى،له السم بالعسل،تركته،دون أن تُمانع.
بينما عمار،بداخله تبسم،هى تعتقد أنها تُعطيه السم بالعسل،لكن هو لديه الترياق،لهذا السم.
لكن هو واهم،فبعض السموم قد لا تُميتك،قد تدمنها،ولا تجد لها ترياق،بالمستقبل.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأسوان
وقف علاء يمسك هاتفه بغيظ قائلاً:أزاى يا ماما سهر قبلت بالجواز من عمار،أوعى يا ماما تكونى ضغطى عليها أنتى وجدتي.
صمتت نوال
ليقول علاء،يبقى أنا توقعى صح،بس أزاى معرفش غير لما تم الجواز،أنا كنت بكلم سهر كل يوم إزاى مقالتش ليا،ليه يا ماما عملتوا كده،فى سهر،عمار من الواضح،أنه شخصيه متعجرفه،ومستقويه ،ذنب سهر فى رقابتكم،ومش هقدر أقول أكتر من كده،لأنى لو كنت عندك كنت منعت الجوازه دى بأى شكل،أنا مش هقدر أكمل معاكى المكالمه،بالسلامه،يا ماما.
أغلق علاء الهاتف،يشعر بحزن على سهر
لكن سمع من تقول:
على فكره،فكرتك عن عمار،غلط،وأنا هنا فى أسوان،بفضل عمار،لو مش هو،الى خلى بابا يوافق مغصوب إنى أجى لأسوان،عمره ما كان هيوافق،أنت واخد فكره غلط عن عمار.