رواية جوازة بدل الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم سعاد محمد سلامه
بالدور الأرضى بمنزل زايد،وبالأخص بالمطبخ
دخلت فريال.
وجدت خديجه،تقف مع تلك الخادمه
ألقت فريال الصباح ثم جلست على أحد مقاعد المطبخ قائله:
الواحد من سهرة إمبارح،مع الجو البرد،جسمه خشب،حاسه بعضمى كله راكب فوق بعضه.
تبسمت خديجه،قائله:ربنا يعطيكى الصحه والعافيه،أنتى لسه صغيره،وبعدين،دى الحفله كانت حلوه،قوى،والله أنا كنت مبسوطه،وما عايزه الحفله تخلص
نظرت لها فريال قائله،بأستغراب:أول مره أشوف واحده،تحضر فرح جوزها،على واحده تانيه وتبقى مبسوطه،زيك كده،دا حتى فى مسلسل الحاج متولى،كانت بتبقى الواحده منهم متغاظه،بس،غصب عنها،علشان بتحب متولى.
ردت خديجه:أهو أنت جاوبتى،وأنا كمان مبسوطه،علشان بحب،عمار،وكمان متنسيش،أن عمار،لازم يكون عنده،ولاد من صُلبه،وأنا مستحيل أخلف،بسبب الحادثه،القديمه،ولا نسيتيها.
توترت فريال،صامته،لدقائق،ثم لاحظت،وضع خديجه،لبعض الطعام على صنيه،فقالت،بسؤال: الفطور ده بتحضريه لمين؟
ردت خديجه:ده فطور العرايس،هو المفروض الحاجه حكمت هى الى كانت تطلع بيه،وتصبح عالعروسه،بس،قولت لها،من شويه قالتلي،أطلعى،أنتى بيه،وانا هبقى أصبح عالعروسه بعدين،فقولت كفايه تأخير،كده،خلاص الساعه قربت على عشره الصبح.
مصمصت فريال،شفتيها بسخريه،قائله:أه العرسان لازم يتغذوا،أما أقوم أنا كمان أكُلى لقمه، انا على أكلى فى الفرح من إمبارح،أمال الرجاله مين الى فطرهم.
ردت خديجه:أنا حطيت الفطور،للحاج مهدى،هو والحاج،سليمان،وفطرت معاهم،انا وولادى والحاجه حكمت،بس الحاجه حكمت،رجعت نامت تانى،عندها صداع من دوشة الفرح.
تشدقت فريال،قائله عكس ما بقلبها:ما هو الفرح ده هَلك الجميع،يلا ربنا يريح قلوبهم،ويرزق عمار،بالذريه.
رغم أن خديجه،لا تُصدق،أمنية فريال،لكن آمنت على دعوتها،ثم قالت:أنا خلاص،جهزت الفطور،هطلع بيه،عن أذنك.
رغم حقد فريال لكن تظاهرت قائله:
فطور الهنا،أبقى سلميلى على عمار،على ما جسمى يفك شويه،وهطلع أصبح عليه،مع أنى زعلانه علشانك،ممكن البت دى تاكل عقل عمار،صبيه وصغيره،وممكن تلفت نظرهُ لها،وبالذات أما تخلف له.
ردت خديجه:ربنا يهنى عمار،وأنا مش عاوزه منه غير،أنه يراعى،ربنا فى ولادى،وده أنا متأكده أنى عمار عمره ما هتتغير معاملته لهم لأى سبب،لأنهم،غالين عنده،أنما من ناحيتى،أنا قابله،طالما سعادة عمار معاها،الى بيحب،بيتمنى الخير،دايماً،يلا هطلع الفطور ومش هتأخر،أعمليلى معاكى قهوه،على ما أنزل.
قالت خديجه هذا،وحملت الصنيه بين يديها،وغادرت المطبخ،تاركه،تلك الغلول،تهمس بسخريه:ياما نفسي تخطفه وتنسيكى له،ووقتها أشوف بسمتك دى،مفكرانى هبله،أنا عندى شبه يقين،أنك مش مراته،،آه يا انى لو كانت الغبيه بنتى سمعت كلامى،كان زمانها هى الى هتتنغنغ،فى الخير ده كله،لكن أعمل أيه ماليش حظ فى عيالى،الى كان هيبقى سندى،شربت ناره،وهو بينزف بين إيديا،وبناتى، كل واحده فيهم تحبلى،واحد أقل من التاني،ومين عالم التالته كمان،نصيبها هيبقى إيه،نفسي واحده من التلاته تختار الى يرفع براسى،بين سلايفى.
.........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالرجوع لأسوان
نظر علاء خلفه وجد عليا،تقف،قائله بحرج:أنا آسفه مكنش قصدى أتصنت على كلامك بالتلفون،بس هى صدفه،سمعتك.
تبسم علاء قائلاً:لأ مفيش حاجه،وعارف انى أنا الى مديكي الميعاد ده هنا،بس،أنا اتنرفزت.
ردت عليا:أتنزفزت ليه،علشان جواز عمار،وأختك،إمبارح.
نظر علاء لها قائلاً:أنتى كنت عارفه،من أمتى؟
ردت عليا:أنا كل يوم بتصل بخديجه،وهى قالتلي،يوم كتب كتابهم،وكمان إمبارح كلمتها،فى الزفاف،وهنيت عمار،وعروسته،الى هى تبقى أختك،واضح من طريقه كلامها،إنها رقيقه قوى.
تبسم علاء:فعلاً سهر،رقيقه،بس معرفش أيه الى خلاها،كملت جوازها من عمار،دى قبل ما أجى هنا اسوان،كانت بتقول،إنها مش هتكمل الجوازه،بس فوجئت بماما من شويه،هى الى بترد على تليفون سهر،ولما سألتها،قالتلى،إنها نسيت التليفون فى البيت،بسبب زفافها الى تم أمبارح،بس غريب،أنا كنت بكلم سهر،يومياً،إزاى،وليه أخفت عنى حاجه زى دى،أكيد ممكن تكون أتغصبت عالجوازه،زى ما آتغصبت علي الموافقه من البدايه،أنا خايف عليها قوى.
تبسمت عليا قائله:هو فيه بنت النهارده بتتغصب تجوز،اديك شايف أختى،وأبن عمك عملوا أيه علشان يتجوزوا،وبعدين أنا حاسه،أن سهر،مش هقول بتحب عمار،شكلها مُعجبه بيه،أنا شوفت صور لها،، من كتب الكتاب،شكلها كانت مبسوطه،لو تحب تشوفها،هى معايا عالتليفون،وكمان فى صور للزفاف.
تبسم علاء:ياريت،والله كان نفسى،أبقى موجود وأشوف،سهر،بفستان الزفاف،بس مش عارف،سبب لتغيير،سهر،لرأيها،وقبولها بالجواز من عمار،أو حتى قبولها بفكرة الجواز نفسها،دى مكنتش وارده على دماغها نهائى.
تبسمت عليا:ممكن النصيب،هو الى خلاها توافق،وكمان عمار،مش شخصيه،سيئه،وممكن يكون هو الى غير لها،رأيها،هقولك على حاجه
عمار،مش شخصيه صعبه،زى ما بيظهر،للى حواليه،عمار،شخصيه بتعتمد،على الأقناع،برأيك له،تعرف أنه هو الى أقنع بابا إنى أجى هنا فترة التدريب،بعد ما كان بابا رافض،بشكل قاطع.
قالت عليا هذا،وتذكرت ما حدث،قبل أيام
فلاشـــــــــــــ*باك*
وقفت عليا بدموع،تتحدث مع والداتها قائله:يعنى أيه بابا رفض،أنه،يمضى عالاقرار،الى قولتلك تقنعيه يمضى عليه ،لأ وكمان قطعه،التدريب ده مهم جداً وفرصه لأى دكتور أو ممرض،ده بس لو أتحط فى الملف الخاص بيا يخلينى أفتخر،أن بس كنت فى يوم من ضمن،المتدربين الى دخلوا،لمركز "مجدى يعقوب" ده مركز له سُمعه عالميه.
سخرت منها فريال قائله:على أيه عاوزانى أوافق،وأضغط على باباكى يوافق،علشان ترجعى تعملى،زى الغبيه الى قبلك وتهربي مع واحد مالوش لازمه،أنا خلاص شيلت ايدى مش هتحمل مسئولية واحده فيكم كفايه عليا،مفيش واحده فيكم،رفعت براسى،قدام سلايفى،ودلوقتي،غورى من وشى عندى صداع،وعاوزه أرتاح.
تدمعت عين عليا بحسره،وخرجت من الغرفه،وتركت الشقه بأكملها،عيناها تتساقط منها الدموع،التى غشيت عينيها،ومنعت عنها الرؤيه،وكادت تقع من على سلم المنزل،لولا،أمسكت سياج السلم،لتجلس على السلم تبكى،سمع صوت بكائها عمار،فذهب الى مكانها،وقال بدهشه:
عليا مالك بتبكى ليه؟
صمتت عليا،وأزداد،بُكائها.
جلس عمار الى جوارها على السلم قائلاً:
عليا فى أيه سبب دموعك دى،مرات عمى،زعلتك،قال عمار هذا،ومد يدهُ لها بمنديل قائلاً:خدى نشفى دموعك،وقوليلى أيه سبب بُكاكى،بالشكل ده،وبلاش تخبى عليا يمكن أقدر أساعدك.
أخذت عليا المنديل من يد عمار،وجففت دموعها،قائله،بتفكير،فى عرضه:
هقولك السبب،بصراحه أنا تم إختيارى،مع مجموعه من زملائى فى الكليه،إننا،نروح فترة تدريب،لمركز
"مجدى يعقوب"،بأسوان،ولما قولت لبابا،رفض،وقولت لماما تحاول تتحايل عليه،من شويه قالتلي،أنه مُصر على قرارهُ،بحجة أنه خايف أنى أعمل زى غدير،فى يوم من الأيام،بس أنا مش زيها،وكمان دى فرصه كويسه ليا،أنا مش بفكر غير فى تعليمى،وأنى كان نفسى أبقى،دكتوره بس للاسف فرقت معايا درجات على كلية الطب،فدخلت تمريض،وقولت لازم أحقق حلمى،وأبقى دكتوره فى الجامعه،عارفه أنى كان ممكن أدخل كلية طب خاص،بس دى بالفلوس،هبقى زى الى بيشترى شهاده،أنا عاوزه،يوم ما يتقالى يا دكتوره،أبقى بجد تعبت فى الكلمه دى.
نظر عمار،ل عليا بأعجاب،قائلاً:وعلشان الطموح الى فى دماغك،ده أحب أطمنك،هتروحى التدريب ده،وهاتى الأقرار ده وانا هخلى عمك يمضيلك عليه.
نظرت عليا له بسعاده بالغه قائله:بجد
ثم سُرعان ما اختفت بسمتها قائله:بس بابا قطع الأقرار،هعمل أيه دلوقتي.
رد عمار:دى بسيطه ممكن تجيبى من الجامعه،إقرار غيره،باى حجه،انه ضاع منك مثلاً،وأما تجيبى الأقرار ده هاتيه ليا،وأنا هخلى عمى يمضيلك عليه،يا "دكتوره عليا"
تبسمت عليا له قائله بتوافق:فعلاً صح،أنا مكنش عندى محاضرات النهارده،بس هروح علشان أجيب الإقرار ده،بس ليا سؤال أنت ليه ساعدتنى،بانك تضغط على بابا،مع أنك مش مع عمل المرآه.
رد عمار بابتسامه:أنا بحب الشخص الطموح،والى يقاتل فى سبيل تحقيق هدفه،بدون إستسلام،ووقتها مبفرقش معايا ان كان مرأه،ولا رجل،والى شايفه فى عنيكى،يخلينى أضغط على عمى علشان ميقفش فى سبيل تحقيق طموحك،ده.
عودهــــــــــــــ*
عادت عليا من تفكيرها على قول علاء:فين الصور الى بتقولى عليها،عاوز أشوفها.
تبسمت عليا،وهى تفتح هاتفها،وتاتى له بالصور قائله،الصور أهى،وفى فيديو كمان،لنهاية الزفاف،والعرسان بيرقصوا الرقصه الاخيره.
أخذ علاء الهاتف منها،وبدأ فى رؤية الصور،واحده تلو أخرى،رغم بسمة سهر،لكن لديه شعور لا يعرف تفسيره،لكن عندما،رأى الفيديو،رأى سهر،بين يدي عمار،رفعت رأسها للحظه،وتبسمت،هو يعلم تلك البسمه،عن سهر حين تكون تنوى فعل شئ غير متوقع،
فأطمئن قليلاً.
......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بين دوامة العشق التى يسبح فيها مع سهر،سمع،صوت جرس باب الشقه.
نهض عنها،وسحب ملابسه الملقاه أرضاً،يرتديها،نظر نظره خاطفه لسهر،وتبسم،على خجلها من رؤيتها له شبه عارى
ليخرج من الغرفه
لتتنفس سهر الصعداء،بعدها.
...
بينما فتح عمار باب الشقه
ليجد أمامه خديجه تبتسم وتقول:أزرغرط،ولا بلاش لتكون العروسه نايمه،وأزعجها.
رد عمار ببسمه:لأ مش نايمه،بس برضوا مش لازم إزعاج.
تبسمت خديجه قائله:ماشى،بلاش إزعاج،بس هفضل واقفه كتير كده بالصنيه عالباب.
تبسم عمار:لأ أدخلى.
تبسمت خديجه:هدخلها المطبخ،وأمشى فوراً علشان مبقاش عازول.
تبسم عمار
دخلت خديجه بالصنيه الى المطبخ،ووضعتها ثم عادت الى مكان وقوف عمار،مبتسمه،وقالت له:المفروض الحاجه حكمت،هى الى كانت تطلع بالصنيه،بس دى بتقول أنها عندها وش فى دماغها بسبب حفلة الزفاف،وبتسمع طنين فى ودانها،قالت يمكن أما تنام شويه ترتاح،فقولت أطلع أنا بها،وكمان علشان أقولك على موضوع كده.
تبسم عمار قائلاً:تسلم أيدك،موضوع أيه؟
ردت خديجه:يوسف أتصل عليا من شويه وقالي،أنه هيفسح ضيفكم الى إسمه اللواء ثابت ده هو وعيلته هنا بالمنصوره،وقالى هاتى الولاد،وتعالوا معانا،فقولت أقولك،من باب العلم بالشئ،مش أكتر.
تبسم عمار قائلاً:والله يوسف ده بيفكر فى كل الى حواليه إزاى يسعدهم،بتمنى لكم فسحه ممتعه،وكنت أتمنى أبقى معاكم.
تبسمت خديجه بمكر قائله:تبقى معانا وتسيب العروسه لوحدها يوم الصباحيه،يلا،ألف مبروك وعقبال ما أباركلك،بأولادك.
تبسم عمار يقول:الله يباركلك فى ولادك.
فى ذالك الأثناء،بغرفة النوم
تنهدت سهر بأرتياح بعد خروج عمار من الغرفه،ثم نهضت ترتدى،مئزر الحمام مره أخرى قائله:أكيد الى جاى،الست مامته،جايه تتأكد من فحولة إبنها،يشوف بقى هيفرجها أيه،بعد الملايه ما إتغسلت،
ساق سهر الفضول،لتفتح باب الغرفه بمواربه
لتنصدم حين رأت من تدخل بالصنيه،هى خديجه،زوجته الأخرى،رأت أيضاً،وقوفها وتحدثها مع عمار،بابتسامه
تعجبت كثيراً منها،فكيف لها أن تقبل هذا بتلك البساطه والرضا اللذان يبدوان على وجهها،لكن هنالك شعور أخر سيطر عليها لا تفهمه،لما تضايقت من ضحك عمار معها وحديثه معها بتلك الحميميه،وقالت لنفسها:
أكيد جايه تطمن عليه،أنا لو مكانها وإتجوز عليا كنت حطيت له سم فى الأكل،بس دى عادى خالص،أكيد واثقه منه،ما أنا مهمتى هى الخلفه وبس،
هنا شعرت سهر،بالقهر،لتغلق باب الغرفه وتعود تجلس على الفراش،متنهده بغضب.
لتفاجئ بدخول عمار عليها الغرفه،قائلاً:
دى خديجه،جايبه الفطور،أيه مش هتفطري.
ردت سهر بضيق:لأ مش جعانه،أنا مش متعوده أفطر أصلاً،الأ قليل.
رد عمار:وأيه السبب فى أنك مش بتفطرى الأقليل.
ردت سهر بتهكم:بسبب جامعتى،وأوقات محاضراتى،الى أوقات بتبقى بعد الضهر،فبفضل النوم عن الفطور.
تبسم عمار يقول:واضح جداً إنك كسوله.
وقفت سهر وقالت بحده:مش بس كسوله،لأ وكمان تقدر تقول عويله،مش بعرف أعمل أى شئ من شغل البيت،ولا ليا لا فى الطبيخ،ولا الغسيل ولا التنضيف،قالت هذا وضربت كفيها ببعضهم قائله:يعنى زى ما قولتلك سابق عويله.
تبسم عمار بمكر وهو يقترب منها قائلاً:
وماله تتعلمى فى بالبيت ستات كتير من أولهم ماما وكمان خديجه،بسهوله يعلموكى،كل شغل البيت،ومتأكد مع الوقت هتبقى ست بيت شاطره.
نظرت له بغيظ مكبوت،وهمست لنفسها،قصدك جوارى،ثم قالت له :بس أنا مش عاوزه أتعلم،ولا عاوزه أبقى ست بيت فخليهم يريحوا نفسهم،ماما غُلبت معايا قبل كده،وفشلت.
نفس نظرة المكر وقال:لأ متأكد أنهم هينجحوا فى تعليمك،لأنهم مش هيدلعوكى ويستسلموا،زى مامتك،ودلوقتي،يلا تعالى نفطر،سوا.
أعتاظت سهر قائله:مش قولت مش جعانه خلاص،روح إفطر لوحدك،وأنا هنام.
تبسم عمار بمكر،وهو يقترب منها،وبمفاجأه لف أحدى يديه حول خصرها،وقربها منه بقوه،ووضع يدهُ الاخرى على أزرار منامته قائلاً،بأيحاء:على فكره أنا متعود أفطر مرتين،براحتك.
فهمت سهر إيحائه حين فتح أكثر من زرار من منامته،فأرتجفت قائله،سريعاً:
لأ خلاص هفطر أنا جعانه أصلاً من إمبارح الضهر مأكلتش.
شعر عمار برجفة سهر،وتبسم قائلاً:وليه مأكلتيش من إمبارح؟
ردت سهر:كانت نفسى مسدوده
قالت سهر هذا وحاولت التملُص من يد عمار،التى تحيط خصرها،ليفك عمار،يدهُ،
لتهرب سهر من أمامه
تبسم عمار،فيدوا أن حظه،أوقعه،فى طفله تهوى التلاعب.
وقفت سهر،بالصاله تتلفت حولها.
تحدث عمار:واقفه كده ليه.
ردت سهر:والله الشقه واسعه ومعرفش فين إتجاه المطبخ.
أمسك عمار يدها،لتسير خلفه،الى أن دخلا الى المطبخ
فى البدايه جلس عمار على مقعداً،لكن قبل أن تجلس سهر،جذبها من يدها ليختل توازنها،وتقع جالسه على ساقيه.
حاولت القيام سريعاً،لكن حاصرها عمار قائلاً:
هى دى أوضة المطبخ.
جالت سهر بعيناها بالغرفه،الواسعه، بالمطبخ ذو الطراز المودرن بكل ركن فيه،يضخ بالبذخ،وقالت بسخريه هامسه:والله مرات عمى السلطانه هويام لو شافت المطبخ ده لتضربه عين يولع بيك.
تبسم عمار على همسها الذى سمعه دون إنتباه منها وقال:هى مرات عمك حسوديه قوى كده،واضح أنك بتحبيها قوى.
تنحنحت سهر بحرج قائله:أنتى سمعتنى،أزاى،ولا تكون بتقرى أفكارى.
ضحك عمار بهستريا قائلاً:واضح أنى هتعب معاكى قوى،بس مش مهم،أنا مش بحب الحاجه السهله.
ردت سهر:لا سهله ولا صعبه،وسيبنى خلينى أقوم أقعد على كرسى علشان،أعرف أكل وأنت كمان تاكل.
تبسم عمار،وهو يضع إحدى اللُقيمات بفم سهر قائلاً:ومنين جالك أنى مش هعرف آكل وأنتى قاعده على رجلى،عادى،كتير بقعد آكل وأحمد قاعد على رجلى،باكل وبأكله هو كمان.
قال عمار هذا،ووقف بيدهُ أمام فمها قائلاً:يلا كُلى.
فتحت سهر فمها،ليضع عمار به اللقمه.
فنظرت له قائله:أحمد مين؟
رد عمار وهو يضع لُقمه بفمه:أحمد إبن عمى،ويبقى إبن خديجه،أكيد هتتعرفى على كل الى فى البيت،هى الجوازه جت بسرعه،ومكنش فيه وقت للتعارف،بين العلتين،أو بمعنى أصح،ود،بس مع الوقت،هيزيد التعارف والود،يلا كُلى،علشان تقدرى تتحملى الى جاى وتصلبى طولك.
أخذت سهر اللقمه من يد عمار،وقالت بعدم فهم:هو أيه الى جاى ولازم أتحمله.
قبل عمار جانب من رقبة سهر قائلاً:هقولك بعد ما نفطر بالدليل العملى.
فهمت سهر مغزى حديثه،وشرقت لتسعُل كثيراً
ربت عمار على ظهرها،بخفه،وأعطى لها كوباً من الماء
أخذته من سهر سريعاً،وشربت منه،كثيراً، ثم تشاهدت،وحاولت القيام من على ساق عمار قائله بضيق:أنا عاوزه أكل بأيدى كده،مش عارفه أكل،وكل شويه هشرق.
تبسم عمار،وتركها،لتقوم من على ساقه.
جلست سهر على مقعد جوارهُ،
ومدت يدها لتأكل،لكن شعرت بألم بأصابع يدها اليُمنى،بسبب ضغط عمار عليها بشده ليلة أمس،فقامت بمد يدها الأخرى،وبدأت تأكل بها.
لاحظ عمار ذالك فقال لها:مش بتاكلى بإيدك اليمين ليه؟
ردت سهر:بتوجعنى شويه.
تبسم عمار،لكن قاطعت سهر بسمته قائله:وبعدين متعوده آكل بالشمال عادى،أصلى،،، شوله.
أخفى عمار بسمته،فهى تحاول أن تظهر أمامه قويه،هو يعلم أنه سبب وجع يدها اليُمنى.
ظلت سهر تأكل لمده طويله،حتى أنها شعرت أن معدتها تكاد تنفجر من كثرة الطعام.
تبسم عمار،قائلاً:واضح أنك كنتى جعانه قوى،تقريباً،الصنيه أتنسفت.
نظرت له سهر بصمت،
فأكمل عمار قائلاً:فيه هنا لسه صنية العشا بتاع أمبارح محدش لمسها،ولو لسه جعانه،كُلى منها..
شعرت سهر بسخريته فقامت من على طاولة الطعام قائله:لأ شبعت خلاص،يا دوب هاخد شاور،وأتوضى وأصلى،الضُحى.
نظر عمار لها مبتسماً:تصلى الضُحى.
ردت سهر:أنا متعوده أصلى كل فرض بوقته،وكمان بصلى الضُحى،الى علمتنى الصلاه هى تيتا آمنه،وكمان ماما عمرها ما ضربتنى على حاجه غير الصلاه،وووو
تعجب عمار من صمت سهر،فقال بفضول:
و أيه تانى الى ضربتك عليه.
نظرت له سهر،دون رد،فماذا تقول،أنه ضربتها،وأرغمتها على الزواج منه،لن يُصدق،وسيقول أنها فعلت ذالك لتدلل عليهم،فضلت الصمت.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصراً
بنيل المنصوره الساحر
كانت يسير،مركب صغير الحجم،يحمل عائلة اللواء ثابت،ومعهم
يوسف،وخديجه وأبنيها،وكذالك أسماء زوجة يوسف
التى تمتلكها الغيره،وهى ترى تلك الجالسه جوار يوسف تتحدث معه قائله:
مع أنى جيت هنا للمنصوره مره قبل كده،بس كان لقاء جامعات،متجولتش فيها،بس بصراحه المنصوره طلعت مدينة جميله،وكمان كبيره،دى تقارب عالقاهره.
رد يوسف علشان كده المنصوره:بيقولوا باريس مصر،وكمان المنصوره قلب دلتا مصر،ونيلها هنا له كورنيش شهير كمان زى كورنيش النيل فى القاهره،وفى أماكن خضره كتير جميله جداً،تريح النظر،ةتشعرى فيها بالهدوء.
تبسمت هديل له قائله: أنا لازم أجى مره تانيه للمنصوره،وأتجول فيها أكتر حاسه فى مناطق كتير،لسه مشوفتهاش بس ضيق الوقت،المره الجايه،هعمل حسابى،أجى فى الصيف،وتكون مده أطول،وتكون أنت دليلى السياحى فيها.
تبسم يوسف يقول:أكيد تنورى،ويشرفنى اكون دليلك السياحى.
تبسم يوسف غافل عن تلك التى تشق بسمة يوسف لتلك الفتاه قلبها،تشعر بالغيره منها،وترى إنسجام يوسف بالحديث معها منذ ليلة أمس،حتى أنه هو من أوصلها،بعد حفل الزفاف،لكن عينى يوسف لم ترى تلك الفتاه عيناه منصبه على من ملكت قلبه منذ صغره حين رأها،كانت ومازالت له نجمه عاليه،ليقف يترك مكانه مستئذناً من هديل،ليذهب،ويجلس جوار،أسماء،يضع يدهُ على كتفها قائلاً: فاكره يا أسماء،أول فسحه لينا بعد ما أتخطبنا ركبنا سوا مركب فى النيل.
تبسمت أسماء قائله:هو ده يوم يتنسى العمر كله،ده كان يوم زى النهارده كده،بس النهارده مش عاصف زيه،فاكر المركبى وقتها قالنا بلاش الجو ممكن يتغير،بس انا أصريت،وأنت مرضتش تزعلنى،وقتها وأترجيت المركبى،ويادوب،مفيش خمسه متر،والطقس قلب،ومش بس كده دى كمان مطرت،والمركبى،رجعنا تاتى للشط،وروحت هدومى بتعصر ميه،وبعدها خدنا احنا الأتنين دور،برد كويس.
ضحك يوسف قائلاً:كنا حاسين ببعض،حتى لما مرضنا مرضنا مع بعض،بس أنا بعدها وعدتك أخدك فسحه تانيه فى النيل،بس الجو يصفى،بس الوقت سرقنا،والنهارده،لما الجو أتعدل قولت لازم أحقق،لأسماء حبيبتى وعدى الى طال تنفيذه،علشان متقولش عليا خلفت وعدى
نظرت أسماء ليوسف قائله: بس أنت عمرك ما خلفت وعد وعدتنى بيه يا يوسف.
تبسم يوسف قائلاً بهمس:تعرفى أنى سعقان قوى،ومحتاج لحضنك علشان أدفى،بس مكسوف،من الواد أحمد،وصاحبه،شكلهم مركزين ناحيتنا.
تبسمت أسماء بحياء،ثم رفعت عيناها تنظر،ليوسف بعشق تتمنى أن ترزق منه بطفل واحد مثل هذان الطفلان،طفل،واحد يُكمل قصة حبهم لبعض.
بينما على جانب آخر للمركب
تحدث، حسام وهو يجلس قائلاً:مين يصدق الجو،يصفى،بالشكل ده بعد ما كان الصبح بيمطر فجأه الشمس طلعت،والدفى رجع من تانى.
تبسمت خديجه قائله:فعلاً،لما الصبح يوسف أتصل عليا وقالى هاتى الولاد،نخرج نتفسح بيهم شويه،قولت له لأ الطقس ملبش،قالى تعالى بس أنا سمعت فى الارصاد الجو هيتعدل بعد الضهر،والعيال فى أجازه،أهم يغيروا جو،بعد خنقة الامتحانات،أستأذنت من عمار،وبعدها،روحت ليوسف،وأهو قربنا على المغرب،والولاد،أتفسحوا وإنبسطوا،وأنا كمان من مده،مخرجتش من البيت.
لا يعرف حسام سبب لغيرته حين ذكرت أسم عمار،ود أن يسألها،لما تركته،أن يتزوج بغيرها،لما تجلس الآن هنا،ويبدوا عليها عدم التأثر،بالأمر،هل تضحى بسعادتها من أجل غيرها،هو تعامل ذات مره مع عمار،كان جاد بعمله،لكن لم يعرف عنه الكثير،ليجعل إمرأه خديجه تقبل أن تشاركها أمرأه أخرى،فيه.
تبسمت خديجه،وهى ترى مجئ،إبنتها عليها،تجلس جوارها قائله:أحمد غلب مازن،فى لعبة فيفا،ومازن يا حرام مش عارف يعوض،خسارته،الحمد لله أنا مش بحب اللعبه دى.
تبسم حسام يقول:والله مفاجأه ليا،انا مفيش مره كسبت مازن فى اللعبه دى،حتى بيكسبنى بفرق كبير،بس كده،بقى فى الحريف عنه،وأنتى بتحبى تلعبى بأيه.
وصعت خديجه يدها على رأس منى وردت،بدل عنها:منى مش بتحب الموبيلات ولا اللعب الاليكترونيه،هى هوايتها المفضله التصميم،والرسم،هتبقى فى المستقبل،رسامه عظيمه،ومصممة،ديكور شاطره.
زادت نظرة إعجاب هشام،لخديجه،هى أماً حقيقيه،لأبنائها،تهتم بهم،وبتنمية مواهبهم،ليست كغيرها،تختار نجاح نفسها،بالمقام الاول،حتى لو على حساب هجرها،لولدها الوحيد،وتركها له يعيش في وحده،حاول أن يخرجه منها كثيراً،قدر إستطاعته ليأتى طفل خديجه،ويتصاحب عليه،ليعطى له فرصه بصديق،قد يساعده على الخروج من وحدته.
........ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل عطوه
تصادف
صعود فريال،ومعها سليمان، السلم،بخروج
هيام من شقتها،وخلفها عبد الحميد
وقفت هيام ترحب بهم ترحاب شديد،حتى أنها صعدت معهم الى شقة وائل وهى من رنت جرس الباب.
فتحت لها غدير الباب،حين رأتها نظرت لها لوهله بعبوس،الى أن رأت من خلفها،والداتها،
فأبتسمت مرحبه،بها،بحفاوه
لتدخل هى ووالداها،ومعهم هيام.
التى جلست قليلاً ثم وقفت قائله:
هستأذن أنا،كان نفسي نقعد مع بعض كمان شويه،بس نوال،من شويه نادت عليا علشان نروح نصبح ونطمن على سهر.
تبسم سليمان لها،قائلاً:الجايات أكتر،والواجب،لازم يتعمل.
لم ترد كل من غدير،ولا فريال،رسمتا بسمه خفيفه على شفاهن.
خرجت هيام،وتركتهم
وقفت فريال
تنحنحت قائله:تعالى معايا،يا غدير عاوزاكى فى كلمتين،وخلى بابا مع وائل.
تبسم وائل،ل سليمان يرحب به
دخلت غدير وخلفها،فريال،وأغلقت خلفها باب غرفة النوم قائله بتهكم:عاجبك العشه الى عايشه فيه، الشقه،الى متعرفيش تتحركى فيها من ضيقها،تعالى شوفى شقة المحروسه سهر،ولا شوفتى بنفسك إمبارح الشبكه الى لبسهالها عمار،الى لو مش أنا الى أشتريتلك طقم دهب كنتى هتبانى جنبها زى الشحاتين،بالدبله والخاتم الى المحروس أشتراهم،بالملمين الى فاضوا منه بعد عفش الشقه،دا حتى حجز القاعه،والبوفيه كانوا من جيب عمار،وزمان حكمت هتطلع تصبح عليها،بطقم دهب،أشترته،يوم ما أشتريتلك أنتى الدهب،وقالت ده هتديه لمرات عمار فى الصباحيه،أنتى طلعت هيام صبحت عليكى بأيه.
ردت غدير:مبقاش له لازمه الكلام ده يا ماما دلوقتي،أنا راضيه بنصيبى.
سخرت فريال قائله:نصيب أسود،بكره نشوف،ودلوقتي فين بشارتك،هاتيها،أهو حاجه أتنصف بها قدام الى فى البيت.
ذهبت غدير،وأتت بملآه،واعطتها،لها قائله:الملايه أهى،مع أن مكنتيش محتجاها،كفايه الكشف الى كشفتيه عليا قبل كده،مكنش إنصاف ليكى.
أخذت فريال الملآه من غدير،بتعسف قائله:ما ده من كمالة الأنصاف.
...ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمنزل زايد
بمدخل المنزل
رحبت حكمت ب
آمنه،وكذالك نوال،ومعهن هيام،وصعدت برفقتهن الى شقة عمار.
فتح الباب لهن عمار مبتسماً،وأخذ يد آمنه،وأدخلها الى غرفة الضيوف،وساعدها الى أن جلست،ليأتى من خلفها الباقين،ويجلسوا بالغرفه،
كانت عين نوال،تبحث عن سهر،كانت ستسأل عليها،لولا حديث حكمت حين قالت:فين سهر،،معليشى،والله أنا بسبب سهرة إمبارح وتكتيفة القاعده فى القاعه،عضمى،زى المتخشب،وطول اليوم نايمه،هى فين ناديها تجى علشان أصبح عليها.
تبسم عمار قائلاً:هدخل أناديها،وهسيبكم مع بعض،وهنزل شويه،لبابا،عاوزه فى أمر مهم.
تركهن عمار،وذهب الى غرفة النوم،وجد سهر،قد،أرتدت إحدى العباءات وتقف تلف الطرحه على رأسها.
أنسحر بها،بتلك العباءه السوداء المطرزه باللون الذهبى ،المفتوحه من الامام،وأسفلها عباءه اخرى من اللون الذهبى،كبطانه لها.
أقترب منها قائلاً:مامتك،وجدتك،ومرات عمك،فى أوضة الضيوف،ومعاهم ماما.
نظرت له عبر المرآه قائله:خلاص أنا خلصت لبسى،وهطلع لهم أهو.
نظر عمار لها بتقيم قائلاً:بس لبسك ناقص،فين دهبك ليه مش لبساه،ولا حتى كمان الدبله فى صباعك.
ردت عليه:للأسف عندى حساسيه من الدهب.
رد عمار: والحلق كمان معندكيش حساسيه منه،ما أنت لبساه.
ردت سهر:الحلق ده فى ودانى من يوم ما أتولدت،لبسيته ليا تيتا آمنه،وماما،قالتلى فى البدايه عملى شوية إلتهابات خفت مع الوقت.
نظر لها عمار،وفتح تلك العلبه المخمليه،وأخرج منها دبلة الزواج،وشد يدها،وقام بوضع الدبله،بأصباعها قائلاً:
والدبله كمان مع الوقت هتاخدى عليها،وباقى الدهب تلبيسيه أو لأ براحتك،بس الدبله مهم تلبيسيها،ويلا بينا،زمانهم أستغيوبنا،هيقولوا أيه علينا.
نظرت له سهر قائله:أنا خلاص جاهزه،بس سيادتك الى عطلتنى،بسبب حتة دبله ملهاش أهميه.
ضيق عمار عينه قائلاً:هنشوف أهميتها بعدين،بعد الضيوف ما يمشوا،ودلوقتي،خلينا نطلع لهم.
بعد لحظات
دخلت سهر عليهن وحدها غرفة الضيوف.
تبسمت آمنه لها،بمحبه،قائله:حفيدتى الغاليه،
لم تستطيع الوقوف،فأقتربت سهر،سريعاً منها،وأنحنت عليها قائله:خليكى قاعده يا تيتا،متتعبيش نفسك.
ضمتها آمنه بحنان وهى تربت على ظهرها قائله:حبيبتى،رغم إنك مغبتيش عن عنييا غير كام ساعه،بس حسيت أنهم دهر بحاله.
تبسمت حكمت قائله:خلاص بقى سهر،بقت بتاعتنا،إحنا الإتنين،بكره مع الوقت،تبقى تزوركم،وتشبعى منها.
قالت حكمت هذا،وأخرجت تلك العلبه المخمليه،وأقتربت من سهر قائله:صباحيه مباركه،ربنا يجعل منك عمار دار زايد.
قالت حكمت هذا وحضنت سهر،ثم أعطتها تلك العلبه،التى
خرجت خلفها عين هيام كم ودت،رؤية ما تحتويه تلك العلبه،فنهضت برياء قائله:والله زى حماتى ما قالت،مش عارفه ليه البنات أما بيفارقونا،بيقطعوا فينا،بس دى سنة الحياه،المثل بيقول،مكان البنات خالى،ربنا يرزقها بالذريه الصالحه،مش تفرجينا هدية حماتك يا سهر.
قالت هيام هذا،وأخذت العلبه من يد سهر وفتحتها،لتكاد تخرج عيناها خلف ذالك الطقم الذهبى،الموجود بالعلبه،لتحمل قطعه بين يديها،وتوجهها ناحيه نوال،التى تتفحص عيناها،سهر منذ أن دخلت،عليهن،تبسمت نوال،دون أن تنظر ليد هيام،ونهضت تقترب من سهر،لتجذبها سريعاً،وتحتضنها،قائله لها بهمس:ملاكى.
شعرت سهر،بهزه بقلبها حين نادتها بذالك الأسم،للحظه،لفت يديها حول نوال،لكن سُرعان ما فكت يديها،وعادت برأسها للخلف،لتلتقى عيناهم معاً،
تتحدث العيون
سهر،بعتاب،لما أجبرتها على تلك الزيجه
نوال،دامعه،بأمل أن تجد سهر السعاده.
تحدثت هيام المغلوله قائله:
جرى أيه،أنتى هتبكى،ولا أيه،يا نوال دى سنه الحياه،انا كنت كده،لما جوزت بنتى الكبيره،لما روحت أصبح عليها كنت عاوزه أخدها وأنا راجعه،بس جوزها قالى،جرى أيه يا حماتى،دى بقت ملكيتى خلاص،يلا ربنا يسعدهم.
آمنت حكمت على قول هيام،وقالت:أنا كمان كنت كده مع بناتى بعد جوازهم،بس مع الوقت إتعودت،ربنا يسعد كل البنات
صمت الجميع لدقائق،لتتحدث هيام قائله:
أمال فين بشارتك،يا سهر؟
إدعت سهر عدم الفهم،قائله:بشارة أيه؟
ردت هيام:دليل عفتك.
إبتلعت سهر ريقها وقالت:مفيش تقدروا تسألوا عمار،فى الموضوع ده.
تعجبت حكمت قائله:قصدك،عمار،بيه عله!
ردت سهر قائله:لأ أطمنى،يا طنط،عمار،معندوش عله،أنا الى معنديش دليل،بس عندى دليل على فحولة إبنك أطمنى.
قالت سهر هذا،وخلعت الحجاب،وفتحت مقدمة العباءه قائله:
أهى علامات إبنك وفى منها أكتر بجسمى،تحبى تتفرجى عليها،يا مرات عمى،علشان ضميرك،ينام مستريح بالليل،أبنك عامل مراته كده،وخدها،بالغصب.
تنرفزت حكمت،من وقاحة سهر،وصمتت
،بينما قالت هيام ببساطه:
وفيها أيه،العلامات دى،بتبقى أندفاع من الراجل فى الاول،شويه،وتلاقيكى أنتى الى أدلعتى عليه،وعصبتيه ،وكلنا مر علينا العلامات دى،وأسألى نوال نفسها.
سخرت سهر قائله:أدلعت عليه،وعصبته ،هقول أيه،أبقى فرحى بنتك،وقولى لها،ربنا رحمها.
بينما نوال نظرت الى تلك العلامات المشوهه،بعنق،وبداية صدر سهر،وجعت قلبها،هى،وآمنه،وتدمعت أعينهم.
لكن هناك من سمع حديث سهر معهن،ليتوعد لها،فهى،تظهر نفسها أمام الجميع أنها ضحيه،تتلاعب بهن،لتُظهر،أنه إفترى عليها،لتكسب تعاطفهن ،هذا كان سر بين الزوجين،وسهر أفشته،إذن هى تستحق ما فعله،معها،بل وأكثر.
بعد قليل
دخل عمار الى غرفة النوم،وجد سهر،تُنهى حديثها،بالهاتف،ثم وضعته،على طاوله جوار الفراش.
تنهد قائلاً:كنتى بتكلمى مين عالتليفون؟
ردت سهر:
ده علاء أخويا.
تحدث عمار بسخريه قائلاً:ويا ترى قولت له هو كمان أنى إغتصبتك علشان تكسبى تعاطفه معاكى هو كمان.
إرتبكت سهر وقالت قصدك أيه:أنا مش محتاجه أكسب تعاطف حد معايا،وبالذات علاء.
أقترب عمار من سهر بشده،وضمها فجأه،يُقبلها بقوه،كادت يُزهق روحها،
ليتركها تتنفس،أو بالأصح تلهث،ليفتح سحاب العباءه،وينظر لمقدمة صدرها قائلاً:العلامات خفت شويه،المفروض أرسم علامات زيها تانى،علشان تكسبى تعاطف أكبر.
إرتجفت جسد سهر،وأيقنت أنه سيعيد ليلة أمس مره أخرى،لكن خاب ظنها،
فهو فى البدايه حاول التعامل معها بعنف،لكن لانت لمساته،مع الوقت.
.....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أقتباس من البارت الجاى
...❤
بسرعه كانت سهر، ترتمى بأحضان أخيها تُعانقُه، عانقها علاء، بحنو، شديد
تفاجئ عمار، حين دخوله الى بهو المنزل، بوقوف سهر تُعانق، أحداً، حين أقترب أكثر، علم أنه أخيها، إستشاط بشده، من ذالك العناق، وتنحنح
سمعت سهر،صوت النحنحه،فرفعت، وجها عن كتف ، علاء، ونظرت أمامها، رأت عمار، يقف خلف علاء، نظرات عينهُ لها،جمره
كم ود عمار، أن يختطفها من يدى علاء، ويُهشم وجهه، كيف أقترب منها، بهذا، الشكل، هو يعلم أنه أخيها، لكن لايريدهُ، أن يحتضنها،
فكر عقل عمار، هل هذه غيره، لما لا يريد لأحد غيره أن يحتضن أو يقترب من سهر،، نفى، عقله سريعاً، تلك الفكره.
الرابعه عشر
ــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من أسبوعين
أستيقظ عمار
نظر لجواره،رأى سهر،مازالت نائمه،بوجهها الملائكى،المنثور حوله شعرها،أزاح شعرها من على وجهها،وأقترب منها،عيناه على شفاها،التى شبه أدمنها،يشعر،بنسمات الحياه حين يُقبلها،لكن تلك العنيده،دائماً،ما تُخرج،أسوء ما فيه إتجاهها،سهر تمتلك جسد أنثى ناضجه،وعقل طفله تهوى الدلال و التلاعب.
أنحنى عمار يُقبل ثغرها،قُبلاً هادئه،ليشعر،بأنتشاء، لكن تقلبت سهر،تزفر نفسها وهى نائمه،
فبعد عمار عن وجهها،ووضع يدهُ على كتفها،يقول:سهر،إصحى،الساعه بقت سبعه ونص الصبح.
تقلبت سهر بجسدها للناحيه الاخرى،ولم ترد عليه
نهض عمار من جوارها، وتوجه،الى الناحيه الأخرى من الفراش،وأزاح من على سهر الغطاء،وأنحنى،يضع،يديه أسفل جسدها،وحملها.
صحوت سهر بفزع،قائله:عمار،أنت هتعمل أيه نزلنى.
صمت عمار
فعادت سهر سؤالها بفزع وهى تراه يسير بها:
عمار نزلنى،أنت هتعمل فيا أيه؟
توقف عمار لثوانى ونظر لعين سهر،للحظه،إرتجف قلبه،هل تخاف منه سهر،أن يؤذيها.
صمت وهو يعود للسير،بها،لكن سهر حاولت التملُص منه،لكن أحكم جسدها بين يديه،الى أن دخل بها الى حمام الغرفه،أنزلها بحوض الأستحمام الفارغ من المياه
تنهدت سهر براحه حين أنزلها،لكن سُرعان ما شعرت بجريان الماء،أسفل قدميها،فكانت ستخرج من الحوض،لكن نزول عمار،وأمساكه ليديها،أربكها،فقالت بضيق:
مكنش لازم تصحينى بالطريقه دى،كنت،طسيت الميه متلجه فى وشى أفضل كنت هصحى،براحه عن كده.
ضحك عمار على قولها،بينما تذمرت سهر،من أمساكه ليديها قائله:لو سمحت سيبب أيدى،خلينى أخرج،وخدلك شاور براحتك.
تبسم عمار،وترك يدي سهر،لكن فتح صنبور المياه البارده لتسيل على رأس سهر،
إنخضت سهر بتلقائيه أقتربت منه،ليضم جسدها بين يديه،شعر برعشة يديها التى لفتهم حول خصره،دون وعى منها،ثم سارت بأحدى يديها،لتستقر،على موضع قلبه،شعر كأن يدها إخترقت ضلوعه،وتُمسك قلبهُ بيدها،
إنهمرت المياه على جسديهما،كآن شلال مياه،يسير،على أحجار عتيقه،بعد جفاف،يزيل الغُبار عنها،لتلمع من جديد.
كان عمار يشعر،بزلزلة قلبه،هى بين أحضانه مستكينه،تحتمى بجسده،،
بينما سهر
إرتعش جسدها،بالأكثر،ذالك الخافق،الذى بداخلها ينبض بشده،لاتعرف،أن كان نبضه،بسبب،المياه البارده المفاجأه لها،أم قُربها بهذا الشكل من عمار،بعفويه منها،لم يكن تقاربهم الأول من بعض بهذا الشكل ،لكن كان شعور وأحساس مختلف،ليس،له تفسير،بعقل كل منهما.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ،
بمنزل عطوه
صدفه، أو بالأصح، إنتظار من هيام
إلتقت بوائل وهو ينزل على السلم أمام شقتها.
ألقى وائل الصباح قائلاً: صباح الخير، يا ماما.
ردت هيام: صباح الورد والياسمين، أنا مجهزه الفطور لبابا، تعالى أفطر معانا.
قبل أن يرد وائل، كانت ترد عنه، غدير، قائله: بس أنا ووائل فطرنا، يا طنط، هو معقول، أسيب وائل ينزل، يروح شغله من غير فطور.
نظرت هيام الى غدير، التى تقف على بُعد درجات من السلم، وتبسمت قائله: أنا عارفه أنك مهتميه بوائل وصحته، ربنا، يخليكم لبعض، ويوعدكم بالذريه الصالحه، عن قريب، يارب.
ردت غدير: كل شئ بأمر، الله أنا كنت نازله بسرعه ألحق وائل، أصلى نسيت أقوله، أنى هروح عند ماما، عازمانى عالغدا، ودى أول مره أدخل بيت زايد بعد ما أتجوزت، كان لازم يكون وائل، معايا، بس، لما قولت لماما، أنه عنده شغل فى مركز الصيانه، قالتلى، تعالى أنتى، وحشاني، ووائل، بيتنا مفتوح له فى أى وقت و أكيد أنا هفضل طول اليوم فى بيت أهلى يمكن أتأخر عندهم، هبقى أتصل عليك،يا وائل، لو كنت، رجعت تبقى تجى تاخدينى من هناك.
تبسم وائل يقول: تمام، سلام أنا بقى علشان متأخرش على شُغلى.
قال وائل هذا، وأكمل نزول السلم، بينما نظرت غدير، لهيام بأستعلاء قائله:
هطلع أغير هدومى، وأروح لبيت زايد، سلام يا حماتى.
إشتعلت عين هيام، حين أعطت غدير، لها ظهرها، وأكملت صعود السلم، حتى أنها سمعت صوت إغلاق، باب الشقه بعنف قليل
فدخلت الى الشقه، بوجهها المشتعل من الغضب، وأغلقت الباب.
وجدت بوجهها مياده التى قالت: فين الفطور، يا ماما، أنتى لسه محضرتيش الفطور، أنا هتأخر عالدرس، كده.
إنفجرت هيام بها قائله: عندك السم على طرابيزة المطبخ أدخلى أتسممى، محسسانى أنك فى الآخر هتجيبى مجموع، يدخلك طب .
تذمرت مياده،ولعنت حظها،بسبب تلك المعامله،من والداتها،هى كانت تقف،أمام باب الشقه تنتظر،أبنها،لتحدثه فقط،بينما هى تعاملها بقسوه وعدم مبالاه،تمنت لو كانت تزوجت،وغادرت هذا المنزل،علها تجد معامله أفضل.
بينما
قالت هيام هذا،ودخلت الى غرفة النوم
وجدت عبد الحميد،أنتهى،من أرتداء،ثيابه،لاحظ تهجم وجهها،فقال لها:فى أيه عالصبح قالبه وشك كده ليه؟
ردت هيام:مفيش كنت مستنيه وائل،عالسلم،علشان نفطر،سوا،بس،المحروسه مراته،كانت وراه،وقالتلى،أنها مهتمه بفطوره،كنت سألتها،وقال أيه نازله وراه تقوله أنها،رايحه بيت،زايد،،زايد ولا ناقص،كنا شوفنا منهم أيه،يعنى،زايد عن الحد.
رد عبد الحميد بحنق:كنتى مفكره أيه، غدير هتغرف من بيت أهلها،وتعطى لأبنك،أحمدى ربنا،أنهم وافقوا عليه أصلاً،لو مكنش المغرز،الى حطونا فيه،مكنتش الجوازه دى هتم من أصله،والى دفعت التمن هى سهر،بنت أخويا.
نظرت هيام،بأستهزاء قائله:دفعت تمن أيه،يا عينى،ما هى عايشه فى شقه يرمح فيها الخيال،ولا الصيغه الى بقت عندها،غير،العز الى عايشه فيه،لو كان الى إسمه عمار،ده قبل بمياده،كان زمانها هى الى فى العز ده،بس معرفش ليه صمم،على المخسوفه سهر،وياريت عاجبها،يلا هى قسم ربنا هنقول أيه،لو واحده غير غدير،كانت تدور على راحة وائل خلاص بقى جوزها،فى أيدها تسعده وتريحهُ، لما تخلى أبوها،يفتح،محل أدوات كهربائيه،كبير،فى البلد هنا،وياخد توكيل من أى شركه خاصه،أنشاء الله فى أقرب وقت هفاتحها،فى الموضوع ده،أنا غرضى مصلحتها،وبعدين كده كده،أبوها معندوش غير،بنات،يعنى أخواته الاتنين هيورثوا فيه،يبقى ليه،ميساعدش،جوز،بنته،عالأقل هو أولى،وكله لمصلحة بنته فى الأخر.
نظر عبد الحميد لها نظرة ذهول،يعقُبها،نظره إستحقار،لتلك الطامعه
.......ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بيبت زايد
بمكتب الدور الأرضى,كان باب الغرفه مفتوح،،وبداخله
وقفت خديجه،مع عمار،وكذالك أحمد.
تحدثت خديجه قائله:خلاص أجازة نص السنه،خلصت بعد يومين،راجعين للمدرسه،اللعب خلاص،وقته أنتهى،إعمل حسابك أن ده آخر مشوار،لك مع عمار،لحد نهاية إمتحانات آخر السنه.
تبسم عمار وهو ينظر،الى أحمد قائلاً:
كلام خديجه،لازم يتنفذ،مفيش معارضه،يا بشمهندس أحمد،ولا أيه.
رد أحمد:أنا هسمع كلام ماما،بس بشرط هاجى معاك فى الأجازات،ونبقى نروح مزرعه الفيوم،علشان أقابل مازن هناك.
تبسمت خديجه قائله:أنت مش بتتواصل مع مازن،عالنت،وبعدين أجازات أيه بقى،كفايه كده،ونركز فى الدراسه.
شعر أحمد بغبطه،ثم نظر لعمار،قائلاً:
مرات عمى فريال،بتقولى،أنك بكره أما تخلف،هتنشغل بيهم وتنسانى،ومش هتفكر غير فى ولادك.
وضع عمار يدهُ يعبث،بشعر أحمد قائلاً:سبق وقولتلك،أنت إبنى البكرى،ومقدرش أنشغل عنك،أنت أتولدت على إيدى.
تبسم أحمد وضم نفسه الى عمار مبتسماً.
ضمه عمار يقول:يلا أطلع إلبس هدوم تقيله إسكندريه برد ومتنساش تجيب جاكيت تقيل معاك،وأنزل بسرعه علشان نفطر قبل ما نسافر.
تبسم أحمد وترك حضنه وغادر الغرفه،
بينما تبسمت خديجه لعمار قائله:
أنا بصراحه،يا عمار،بتمنى لك كل خير من قلبى،وبتمنى لك السعاده مع سهر،صدقنى لو مش وقوفك جنبى أنا وولادى من البدايه،يمكن كانوا ضاعوا منى.
وضع عمار يدهُ على كتف خديجه يقول:مالوش لازمه الكلام ده،أنتى عارفه معزتك عندى من البدايه،ومتنسيش أنى كنت السبب فى جوازك من عمى،لما كان بيجى للبيت عندكم يسأل عنى،وقع فى غرامك،وبصراحه عمى محمود مكنش عمى،ده كان أخ كبير ليا،وياما وجهنى،لطريق الصح،بس،هو الموت كده،دايماً،يختبرنا فى الناس الى بنحبهم.
تنهدت خديجه بإشتياق قائله:فعلاً كلامك صح،والأختبار،صعب،بس لازم نتحدى،ونكمل حياتنا،وروح محمود موجوده فى أحمد وكمان منى،بس أنت نسيت إنى زى أختك الكبيره،لأنى أكبر منك أنت ويوسف بسنتين.
تبسم عمار يقول بتذكر:يوسف،أنا نسيت أنا متصل علي يوسف،من شويه ،وزمانه على وصول،خلينا نطلع بسرعه،لو جه ولقانى مش جاهز،هيعمل فيها محامى مهم،ويقولى بقى أنا معطل قواضى مكتبى،علشانك،وأنت مش مقدر الوقت.
تبسمت خديجه تقول:ربنا يخليكم ليا،أنتم الاتنين متتخيروش عن بعض.
أخرج عمار،سيجاره لكن قبل أن يُشعلها،أخذتها خديجه من فمه قائله:ويتوب عليكم من السجاير،الى بتحرقها أنت ويوسف الى بيضحك على أسماء،أنه بطل شرب سجاير.
ضحك عمار قائلاً:،أنا بقوله كده،أسماء بنت عمى طيبه،وساذجه،وبتصدق كذبه،فى أنه بطل شرب سجاير.
تبسمت خديجه:والله أسماء،وعليا،الأتنين معرفش،ولاد فريال إزاى،الى بنتها بصحيح هى غدير،بقولك خفوا أنت ويوسف سجاير فى الطريق،أحمد هيبقى معاكم مش عاوزاه يرجع صدرهُ محروق.
تبسم عمار:لأ متقلقيش،مش هنشرب طول ما هو معانا.
ردت خديجه:تمام،يلا أحمد نسانى أنى كنت جايه أقولك الفطور،زمانه جاهز عالسفره.
رأت سهر من بعيد قليلاً وقوف عمار مع خديجه،بعد خروج أحمد من الغرفه وتحدثهم بحميميه،ورأت عمار وهو يضع السيجاره بفمه،وخديجه التى أخذتها من فمه،لا تعرف تفسير،لذالك شعورها بالضيق الذى أجتاح صدرها ، لكن همست لنفسها قائله:
يارب تولعوا أنتم الاتنين،ثم سرعان ما قالت:
لأ حرام خديجه أم لأيتام،ربنا يخليها علشانهم،أنما عمار،يتخنق،بالسيجاره الى فى إيدهُ،جوز الأتنين،القادر الفاجر.
إنخضت سهر حين تحدث من خلفها يوسف قائلاً:صباح الخير،يا سهر،فين عمار؟
أخفت سهر خضتها سريعاً،وقالت:عمار فى المكتب أنا كنت رايحه أقوله،أن خلاص الفطور جهز عالسفره.
تبسم يوسف لها قائلاً:واضح أن حماتى بتحبنى،أطلع من عند بنتها،من غير فطور،أجى هنا ألاقى الفطور مستنينى.
نظرت له سهر قائله بعفويه:حماتك بتحبك،معتقدش،دى مش بطيق نفسها.
ضحك يوسف قائلاً: أنا بفرض مش متأكد.
تبسمت له سهر قائله:ممكن يكون عندها،شوية حب فى قلبها،بس لسه مظهروش ليا،أنت عارف أنى مستجده هنا فى البيت ده،أنما أكيد حضرتك،عندك،خبره بأهل البيت.
تبسم يوسف يقول:لأ بكره تاخدى،خبره،وشهادة جوده كمان،أطمنى حماتى،صاحبة أخلاق عاليه،وأقولك سر كمان،حمايا،الله يكون فى عونه،أنا بعذر عصبيته السريعه،ماهو الى يعاشر حماتى،لازم ياخد نيشان الصبر.
تبسمت سهر،لا تعرف سبب لتألُفها مع يوسف رغم أنها لم تتعرف عليه،سوى من بضع أيام،لكن تشعر معه،بالراحه،والود،رغم أنه أخو،ضرتها،وكذالك خديجه،تتعامل معها،بنُصح أحياناً،وأحيان أخرى،بود،ماذا يفعل لهم عمار،أيسحرهم،أم أنه يعاملها فقط،بتلك الطريقه المتملكه،والإنفعاليه كثيراً.
رد،يوسف ببسمه قائلاً:طب أيه مش هتدخلى،تقولى لعمار،أن الفطور جاهز.
ردت سهر: لأ هدخل أقوله.
رغم أن باب الغرفه مفتوح لكن طرقت سهر عليه،ثم دخلت قائله:الفطور جاهز عالسفره،طنط حكمت قالتلى أجى أقولكم.
تبسم عمار بود وهو يرى دخول يوسف خلف سهر،وقال:إبن الحلال،عند ذكره يبان،لسه أنا وخديجه كنا فى سيرتك.
تبسم يوسف يقول:مش عاوز أعرف كنتم بتقولوا عنى إيه،أنا خارج من بيتى من غير فطور،ولو مفطرتش،هشهد سهر،عليك،أنك بتستغل صداقتنا ،يرضيكى،يا سهر،يصحينى من النوم مفزوع،على صوته،بيزعق،يقولى أنت لسه نايم،أنا كان عندى قضيه مهمه،خليت المساعد بتاعى،يطلب تأجيلها،علشان أسافر،معاه إسكندريه،بذمتك حد يسافر إسكندريه،فى طقس بارد،زى الى إحنا فيه.
تعجبت سهر وهى تنظر ناحية عمار:
إسكندريه،أنت مسافر،لأسكندريه.
رد يوسف بمزح: هى الزوجه آخر من يعلم ولا أيه،أنا كمان أسماء معرفتش غير من شويه.
نظرت سهر لعمار،قائله:لأ أكيد مش كل الزوجات عالعموم،تروحوا،وترجعوا،بالسلامه.
قبل أن يتحدث أحد،دخلت منى قائله:ماما عمار،طنط حكمت بتقولكم أن الفطور عالسفره،ومش كل واحده تبعتها،مترجعش.
تبسم يوسف يقول:أنا جاى معاكى،يا بنت أختى الحلوه،الى بتنقل الكلام بالنص،يلا بينا،تبسمت خديجه وقالت هى الأخرى:قصدك فتانه،يلا بينا،أنا جايه معاك.
غادرت الغرفه خديجه،وخلفها يوسف،الذى غمز بعينيه ل عمار،أن يُلطف الجو بينه،وبين سهر،وأغلق خلفه الباب.
سهر التى قالت هى الأخرى:خلينا نحصلهم،علشان طنط،حكمت تستريح،ومش تقولى،أنى السبب فى عدم آكل البقيه علشان بيستنوك،عالسفره.
قالت سهر هذا،وكانت ستتجه نحو الباب،لكن عمار جذب،يدها،يُقربها منه بشده.
إنخضت سهر،قائله:عمار،سيبنى،لحد يشوفنا بالشكل ده.
تبسم عمار:وفيها إيه أما حد يشوفنا بالشكل ده أنتى مش مراتى.
ردت سهر وهى تنظر لعين عمار:خديجه،كمان مراتك،وبتثق فيها،هى مش دلوعه،ولا لعبيه زيي.
نظر عمار لعين سهر،رأى فيها عتاب له،لاول مره يرى تلك النظره بعيناها،هل تعاتبهُ،لأنه لم يخبرها،سابقاً،أم غيره منها،أنه أخبر خديجه قبلها.
أخفض عمار عينيه،ينظر لفم سهر التى ذمته،بضيق،لم يدرى بنفسه،وهو يُقبلها،بهيام،لكن قطع اللحظه،فتح أحمد باب المكتب عليهم، متحدثاً،بسرعه يقول:
عمار،يلا أنا جاهز،وجبت معايا جاكيت تقيل زى ما قولتلى.
فك عمار يدهُ من حول سهر
خجلت سهر وإبتعدت عن عمار قليلاً،
لكن شعر عمار،بالضيق،لكن رسم بسمه على شفاه.
رد عمار عليه قائلاً:إسبقنى على أوضة السفره،وأنا جاى وراك،مش هتأخر.
اماء أحمد برأسه،وذهب الى غرفة السفره
نظر عمار لوجه سهر،الأحمر وتبسم يقول:
أنا مسافر أسكندريه،فى شغل،هبات هناك الليله.
ردت سهر بسرعه قائله:الليله بس؟
رد عمار:أيوا الليله،بس،أيه عوزانى أفضل هناك أكتر،علشان تستريحى منى.
نظرت سهر له وقالت:براحتك خلينا نروح نفطر معاهم.
أشار عمار لها بيدهُ لتسير أمامه،صامته،لو لم يتعجل بالرد عليها،لقالت له لا تتأخر أكثر من الليله.
.......ــــــــــــــــــــــــــــــ
حل المساء
بغرفة نوم سهر
كآن أسمها لازم لها هذه الليله،ظلت ساهره
بالفراش
تتقلب يمين ويسار
تُغمض عيناها،عل النوم يسحبها،لكن جافى النوم مرقدها،تشعر،بالضجر
نهضت من على الفراش،وذهبت تأخذ حماماً دافئاً عله يُذهب الضجر عنها،
لكن عادت للفراش مره آخرى،لازمها السهر،وليس هو فقط،معه رغبه أخرى لا تعرف تفسيرها،هذه هى الليله الأولى الذى لا يشاركها عمار،الفراش،منذ بداية زواجهم،هل تشعر،بالضجر من بعدهُ عنها لليله واحده،
لكن سُرعان ما ذكرها عقلها،عمار،هناك إمرأه أخرى تشاركها فيه،ربما لازم مخدعها،الأيام الماضيه،لكونها الزوجه الجديده،فقط،والليالى الآتيه تقتسم مع خديجه الليالى،
خديجه،من خلال ما رأت الأيام الماضيه،وصباحاً،لديها مكانه خاصه،لدى،عمار،هو يُحبها.
عند تلك الكلمه،وتوقفت سهر،،
عقلها،يشرد منها،لما إذا كان يحب خديجه،لما تزوج عليها أخرى
جاوب عقلها:ألاتدرين لما،من أجل الإنجاب،لابد أن يصبح لديه أبناءً،يحملون إسمه،وإسم عائلة زايد بالمستقبل،أكد لها عقلها،هى ليست سوى ماعون فقط،يأتى له بأطفال،والعشق خديجه تتكفل به،فكر عقلها،هل لو لم تنجب له سيتركها،ويبحث عن غيرها،أو يتزوج بالثالثه.
ظلت سهر ساهده طوال الليل تعتصر قلبها البرئ،الذى بدأ يتسرب إليه شعور،لا تعرف تفسير له،طالما عمار،يحب خديجه،ومتفاهم معها ولديه ثقه كبيره بها،لما صمم على إختيارها هى،لما لم يقبل بمياده،كما أعتقد الجميع من البدايه،لما صمم عليها هى،جاوب عقلها:من أجل الأنتقام،كيف لأنثى، أن ترفض عمار زايد صاحب الهاله الطاغيه بالبلده.
..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى السابعه من مساء اليوم التالى.
كانت سهر تجلس بشقتها،حاولت تجنب،من بالمنزل،كما تفعل،دائماً،فحكمت،وفريال،ذهبن لقضاء بعض المهام الخاصه بهن،وخديجه،أخذت إبنتها،وذهبت عند والداتها،وجدت نفسها وحيده بهذا المنزل الضخم،رجف جسدها،وهى تتخيل صعود أحد لشقتها،يؤذيها،
لكن أخرجها من هذا التفكير،رنين هاتفها
التى إرتعبت من صوته،لكن تمالكت نفسها،ونظرت الى شاشته
تبسمت بتلقائيه،كأن روحها عادت لها.
لترد سريعاً،وبلهفه:
علاء،،أزيك،وحشتنى،هى مدة التدريب مش هتخلص بقى،وحشتنى قوى.
تبسم علاء يقول:أنا الى وحشتك،ولا عاوزه التمر الى قولتيلى عليه
تبسمت سهر:لأ والله أنت وحشتنى قوى،بس كمان ميمنعش أنى عاوزه التمر
تبسم علاء يقول:أنا رجعت من أسوان يا سهر،وداخل على بيت زايد،أنزلى أفتحيلى الباب.
نهضت سهر بفرحه قائله:بجد،ثوانى هنزل بسرعه أهو.
فى ظرف دقيقه،فتحت سهر باب المنزل
وقفت ثانيه واحده تنظر الى من يقف أمامها مبتسماً،ليس هذا فقط،بل يفتح لها ذراعيه.
بسرعه كانت سهر، ترتمى بأحضان أخيها تُعانقُه، عانقها علاء، بحنو، شديد.
تفاجئ عمار، حين دخوله الى بهو المنزل، بوقوف سهر تُعانق، أحداً، حين أقترب أكثر، علم أنه أخيها، إستشاط بشده، من ذالك العناق، وتنحنح.
سمعت سهر،صوت النحنحه،فرفعت، وجها عن كتف ، علاء، ونظرت أمامها، رأت عمار، يقف خلف علاء، نظرات عينهُ لها،جمره.
كم ود عمار، أن يختطفها من يدى علاء، ويُهشم وجهه، كيف أقترب منها، بهذا، الشكل، هو يعلم أنه أخيها، لكن لايريدهُ، أن يحتضنها،
فكر عقل عمار، هل هذه غيره، لما لا يريد لأحد غيره أن يحتضن أو يقترب من سهر،، نفى، عقله سريعاً، تلك الفكره.
نظرت سهر لملامح وجه عمار،التى ينظر لها نظره تُخيفها، ففكت يديها من عناق أخيها،وعادت تتأرجح، نظراتها بين عمار، وعلاء،
لكن سمعت صوت خلف عمار يقول:
إزيك يا عمار، أمال فين بقية العيله، البيت ساكت كده ليه.
نظر عمار خلفه، وجد عليا، فقال: حمدلله عالسلامه يا عليا، أنا كمان كنت مسافر، ولسه راجع من إسكندريه، ومستغرب زيك بالظبط،، كل الى أعرفه أن خديجه عند مامتها حتى أحمد كان معايا فى إسكندريه، وسابنى عند جدته، هيجى بعد شويه مع خديجه، إنما ماما ومرات عمى فين معرفش، نسأل سهر، هى الوحيده الى بالبيت.
ردت سهر: أنا كمان معرفش هما راحوا فين، كل واحده فيهم قالت عندها مشوار مهم، وسابونى لوحدى بالبيت
همس علاء بمرح جوار آذن سهر: طفشتيهم قبل ما تكملى تلات أسابيع جواز، والله ماما تستحق جايزه، أنها أتحملت المده الى فاتت معاكى.
رسمت سهر بسمه، تشعر بغصه، بقلبها من والداتها.
تحدث عمار يقول: إيه هنفضل طول الوقت واقفين فى مدخل البيت، أتفضل يا علاء، البيت بيتك، أظن دى أول مره تدخل بيتنا ؟
رد علاء: فعلاً، أول مره.
تبسم عمار، له بود وترحاب، ودخل به الى غرفة الضيوف، وجلسا سوياً، يقول:
أكيد جاى من سفر طويل، تحب تشرب أيه؟
نظر علاء لسهر،التى تقف جوار عليا، وتبسم قائلاً: ولا حاجه، أنا يادوب واصل من أسوان وجيت لهنا مباشر، علشان أطمن على سهر، أول واحده، وكمان أديها طلبها، الى طلبته منى قبل ما أسافر.
نهض عمار يقول: هسيبك مع سهر شويه، تعالى معايا يا عليا.
غادر عمار، وعليا الغرفه.
نهض علاء من مجلسه، وعانق سهر مره أخرى، لم تستطيع سهر تمالك دموع عيناها، التى نزلت للمره الأولى منذ زواجها من عمار، تتحمل وتكتم بقلبها الوجع، لم تبوح به لأحد.
شعر علاء بسهر، فعاد برأسه للخلف، رأى دموع عيناها التى تسيل على وجنتيها،
إنذهل، ووجعت دموعها قلبه، فقال بلهفه:
سهر بتبكى ليه، إيه الى مزعلك قوى كده، قوليلى؟!
جففت سهر دموعها، وقالت بكذب: مفيش، حد مزعلنى، أنت بس كنت واحشنى قوى.
نظر علاء لسهر، رأى الكذب بعيناها هنالك ما يحزن سهر، لكن لن يضغط عليها، لأنها هنا، سينتهز أقرب فرصه، ويأخذها بعيداً يعلم منها، سبب تلك الدموع، التى يراها على وجهها لأول مره، لكن حاول إخراجها من تلك الحاله ممازحاً: قولى أن الدموع دى، بسبب التمر، عارفك طفسه.
تبسمت سهر له، فقام بضمها مره أخرى قائلاً:
إطمنى جبت ليكى كميه كبيره، وقولت كويس أنك بعيده عن البيت علشان تاخديها، قبل البت مياده، هى والسلطانه، هويام يشوفها، ويضربوها عين، وتتسممى بالتمر، فاكره السنه الى فاتت، لما طلبوه من تيتا، وخدته لهم.
تبسمت سهر قائله: خدهم ربنا الأتنين، مياده، وهويام.
تبسم علاء يقول: لأ كده، إطمنت أنك، سهر أختى رجعت من تانى، انا فكرت ماما بدلتك بواحده تانيه، وأنا غايب.
تبسمت سهر بغصه، فوالداتها هى من وضعتها بتلك الحياه، التى فُرضت عليها، وعليها تقبُلها، غصباً.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
صعدت سهر الى الشقه،
دخلت الى المطبخ،ووضعت ذالك الكيس الكبير،على طاوله بالمطبخ،ثم أتت بطبق،ووضعت به الكثير من التمر،وتوجهت الى غرفة النوم.
تفاجئت سهر،بعمار نائماً،يمدد جسدك على الفراش،يضع إحدى يديه على عينيه،فى البدايه ظنته نائماً،فذهبت تُطفئ الضوء،لكن سمعت عمار،يقول:أنا مش نايم.
أشعلت سهر الضوء مره أخرى.
نهض عمار جالساً على الفراش،يقول:علاء مشى،بسرعه كده ليه.
ردت سهر: جاى من سفر طويل، أكيد تعبان، بس أنا وعدته، أنى أروحله بيتنا، فى أقرب وقت.
نظر لها عمار بتعجب يقول: بيتنا!،بيتكم ده فين؟
ردت سهر:بيتنا،بيت بابا وماما،وكمان تيتا،وحشتنى،قوى.
رد عمار بإمتلاك:مبقاش أسمه بيتنا،بقى إسمه بيت أهلى،أنتى بيتك هنا،وبعدين أيه الى فى الطبق الى معاكى ده؟
ردت سهر،وهى تميل الطبق أمامه:ده تمر علاء جابهولى من أسوان،هو عارف أنى بحب التمر الأسوانى طعمه حلو قوى،و كنت طلبته منه قبل ما يسافر.
نظر عمار،للطبق يبتلع لُعابه.
تبسمت سهر حين رأت تفاحة آدم بعنفه قد تحركت،فعلمت أنه يشتهى التمر هو الآخر فقالت له:
تحب تاخدلك واحده.
تبسم عمار قائلاً:مكنتش أعرف أنك بخيله،الى يعزم على حد بيعزم،بكذا واحده.
مدت سهر يدها،بالطبق له قائله:أتفضل خد الى عايزهُ
تبسم عمار بمكر،ومد يدهُ،لكن ليس،ليأخذ تمراً،بل جذبها من يدها،لتقع فوق جسده،ليلف يديه حول خصرها،وهى نائمه على جسده،وتبسم بمكر،وهو ينظر الى شفاها التى تمضغ التمر، وقال:
أنا فعلاً، بحب التمر الأسوانى بيقى طعمه، يجنن.
قال هذا، وأنقض على شفاها يُقبلها، بوله، وإشتياق، يطفئ، غيرته حين رأها بين يدي أخيها، هى ملك له فقط.
.....ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان.
بمنزل،زايد بعد المغرب بقليل.
بالمطبخ
دخلت فريال تنظر حولها قائله:أنتم تلاته بالمطبخ،ولسه مخلصتوش تحضير العشا،
الضيوف،زمانهم على وصول.
ردت خديجه:خلاص يا حاجه فريال،خلصنا أهو،أطمنى، على ما غدير وجوزها يوصلوا بالسلامه، وهى غدير غريبه مننا.
جلست فريال، على أحد المقاعد، تنظر لسهر التى تمسك السكين، بيدها تقطع بعض خضروات السلطه،
قالت بتريقه: صغرى التقطيع شويه، ليه مقطعه الخضار قطع كبيره كده، مش عارفه تعملى سلطه.
وضعت سهر السكين على الطبق وقالت:
فعلاً مبعرفش أقطع الخضار، ولا أعمل سلطه، عويله زى ما بتقولى عليا فى سرك.
ردت فريال قائله: وكانت فين مامتك، دلعتك قوى، مكنتش عارفه انك هتتجوزى، وتفتحى بيت، علشان تعلمك.
ردت سهر: لأ مكنتش فكره انى هتجوز بسرعه كده، ومش صعب ولا حاجه أنى أتعلم بس أنا ماليش مزاج،.
قالت سهر هذا وعادت تقطع الخضار مره أخرى فى صمت، بينما خديجه، والخادمه يعملان على الموقد، تبسمت خديجه من رد سهر الجاف، على فريال، فى رأيها أن فريال تستحق هذا، فهى تعامل سهر، بطريقه غير مهذبه.
بينما أغتاظت فريال من رد سهر، لياتى اليها فكره خبيثه.
أوقعت بعض قطرات الزيت على الارض،قريبه من سهر، دون أنتباه من بالمطبخ.
أنتهت سهر من تقطيع الخضار، فقالت: أنا خلصت السلطه.
فردت خديجه قائله.: سيبها مكانها، وهاتى اللمون من التلاجه.
نهضت سهر، وسارت خطوتين، لتنزلق، بعدها، متعثره، بالزيت الواقع على أرضية المطبخ الرخاميه،
وقعت على بطنها، شعرت كأن شيئاً، بأحشائها تحرك من مكانه، وبألم، لم يكن قوياً،
توجهت اليها خديجه، وساعدتها على النهوض،
بينما نظرت لها فريال ساخره: أبقى خدى بالك وأنتى ماشيه، ولا كمان مامتك معلمتكيش المشى فى المطبخ يكون بحذر.
وضعت سهر، يدها على بطنها التى تؤلمها قليلاً، وكذالك إحدى يديها، التى سندت عليها، وقالت: حاضر، بعد كدخ هاخد بالى.
بعد قليل
على طاولة السفره
جلس الجميع أماكنهم
وجلس وائل، بالمقابل لسهر، نظرت له ساخره، هو يعتقد أن تلك العزومه، على شرفه، ولكنها رياء، من فريال، وإبنتها، همست بداخلها، نفسى أشوف وش السلطانه هويام، مش عارفه ليه حاسه انها زمانها هتفرقع، وكان نفسها تكون معزومه فى العشا ده ، هى او البت مياده.
نظر عمار لسهر التى لاتأكل وقال: مش بتكلى ليه يا سهر، وصلنى خبر أنك شاركتى فى الطبيخ النهارده، أكيد بسبب أبن عمك.
رسمت سهر بسمه وهمست: لو بأيدى كنت حطيت له سم فى الأكل، بس يظهر أنا الى هيجيلى تسمم، مش عارفه بطنى بتوجعنى ليه، يارب العشا ده يخلص، لاقوم اغوز وائل وارتاح من سماجته.
وبالفعل أنتهى العشاء
بعد قليل
كانت سهر نائمه بالفراش، تشعر ببعض التقلصات ببطنها، لا تعرف لها سبباً.
خرج عمار من حمام الغرفه، وأطفئ الضوء الا من لمبه خافته، ثم توجه الى الفراش وصعد عليه
أقترب من سهر،وبدأ فى التودد إليها،كانت سهر،تود،أن تقول له أنها،تشعر ببعض التوعك،وعليه تركها،لكن ككل مره تخشى من قُربه،أن يعاملها،بعنف مثل ليلة الزفاف،تركته،يفعل ما يشاء،
رفع عمار وجهه من عنق سهر،ونظر الى وجه سهر،وجدها مغمضة العين
فقال:
سهر،أفتحى عيونك.
فتحت سهر عيناها،ونظرت له
تبسم عمار لها،و قبل شفتيها، وعاد يتودد لها،بالعشق،
ليتنحى عنها بعد وقت،ينام الى جوارها،بالفراش،يتنهد بسأم ،هو كان يشعر،أن سهر،ليست معه.
نعس عمار،بينما سهر،لم تنم،هنالك آلم بدأ،يشتد عليها،، نهضت من جوار عمار، وتوجهت الى السراحه وأخذت أحد المُسكنات علها تشعرها براحه،لكن،لم تشعر براحه،وظلت تتحمل الآلم الى الصباح، الباكر.
نهضت، وتوجهت الى حمام الغرفه
تفاجئت، بتلك الدماء التى تسيل بين ساقيها، فى البدايه ظنت أنها البريود، لكن قال عقلها ليس هذا ميعادها، والآلم يشتد عليها، والدماء تندفع بغزاره منها.
بينما تقلب عمار بالفراش، ومد يدهُ لم يجد سهر جواره، تعجب، لكن العجب الأكبر حين، شعر بشئ لزج تحت يدهُ، نهض، وأضاء نور الغرفه، بذالك الريموت، نظر الى الفراش، وجد بُقعة دماء كبيره، للحظه شعر، بتوجس، وكان سينزل من على الفراش، لولا، خروج سهر من الحمام،
نظر لها وقبل أن يتحدث،
رأى وجهها المتألم، تضع يدها على بطنها، تنظر لساقيها.
نظر عمار لما تنظر له سهر، رأى دماء تسيل مندفعه بغزاره على ساقيها،
فنهض سريعاً،يقول:خديجه
لكن سهر كان أخر ما سمعته هو نطقه،بأسم خديجه،قبل أن تقع أرضاً أمامه،فاقده للوعى.