رواية شهد حياتي الفصل العاشر10والحادي عشر11 بقلم سوما العربي


 رواية شهد حياتي الفصل العاشر10والحادي عشر11 بقلم سوما العربي


لقد تمادى كثيراً.... يومين إضافيين تمكثهم هنا معزوله عن العالم... حتى الاب توب الخاص به قد أخذه معه.

طفح الكيل يونس... انت مصر على إخراج اسواء ما بها. حتى لم يحاول أن يأتي خلال هذين اليومين... اهى بقره ام ماذا... يتركها هنا ولا يسأل عنها... لا هاتف لا مال. فالح فقط في أن يقول اصبحتى زوجة مليونير.... اى مليونير هذا ها.. تمام هى لا تريده ولا حتى تريد سؤاله او اهتمامه لكن اقل شيء فليحضر لها ابنتها.... اين أباه... اين والدته... اين الجميع من ما يحدث معها... ألا يستحون من انفسهم.. لقد كانت تعتبرهم بمثابة والديها... لطالما اهتمت بهم... ماذا حدث... لما لا يتخذ شخص منهم اى موقف.... حسنا يونس انت جنيت على نفسك جراء أفعالك معى... لن اظل تللك الشهد التى عهدتموها... لابد لكل شئ وأن يتغير.... واهم شئ هو ان ارسم طريق لنفسى بعيدا عنهم... واستقل بنفسى انا وابنتى بعيدا عنهم.... يالله... احلامى بسيطه... فقط عمل ومسكن وابنتى باحضانى... لا أريد رجل ولا أريد مال وفير... لكن اعلم الطريق امامى طويل وشاق فاى عمل يحتاج لشهاده وانا لا املك حتى الآن مازالت فى اول اعوامى الدراسية... لن ألومك سعد... اعلم كل شئ كان بتخطيط من الله. تماسكى شهد... لابد وان تكونى قويه بعض الشئ.

تذكرت انها عليها العيش معهم فى الفيلا الجديدة.. وكيف ستعيش معهم مره اخرة وهى حقاً غاضبة من كل شخص فيهم.. تحيرت كثيرا وهى تتذكر ذلك اليوم اللذى اصر فيه يونس على شراء ملابس جديدة كليا لها من ماله حتى الملابس الداخلية.. وكم اشعرها ذلك بالحرج منة.. أيضاً تذكر كيف طلبها منها بحرج وتلعثم وارتباك.
تتحير جداً فى أمره ولا تدرى لما كل هذا... ولما كل هذا الحقد الذى تراه بعينيه على سعد... هى تعلم علم اليقين وكذلك الجميع أنه يعشق اخيه سعد وكان له كابنه... مالذي حدث.

تريد الحديث مع احد والا حقاً ستصاب بالجنون... لسوء الحظ هى من الأشخاص الذين لا يستطيعون حفظ ارقام الهواتف... الرقم الذى كانت تحفظه وعن ظهر قلب هو رقم رجلها الأول سعد.
وعلى سيرة سعد ادمعت عيناها تقارن حياتها معه وحياتها الآن.. اى جحيم القت بنفسها فيه.

بينما هى تفكر بهذا الشكل وبهذه الافكار تتهم يونس باشياء كثيره كان هو يجلس على كرسى مكتبه فى شقته جسده يرتعش وهو يتذكر لحظتهم وهى بين يديه ذائبه تتاوه بخفوت.

يجاهد ويجاهد نفسه على الا يذهب لعندها... يعلم لن يقدر على الابتعاد.. يعلم سينقض عليها كرجل بربرى متخلف... لا يريد أن يخفيها... لا يريدها عنوه رغم حاجته المرضيه ناحيتها.. لو فقط تعلم كم يجاهد جسده على الا يفتك بها بين ذراعيه... فقط لو تعلم كيف يجاهد على الا يأخذها عنوه... ايضا لا يريدها ان تعتقد انها بالنسبة له مجرد جسد ووجه جميل... هو حقاً يعشقها... منذ ان اصبحت زوجته وسمح لنفسه بالتركيز معها ومع تصرفاتها.. تابع حنانها على الجميع... حياءها... خجلها... هدوؤها.. نفسها السمحه وطيبة قلبها.... عيونها وربااااااه من عيونها القاتله.. جسدها وو.... ابتلع ريقه وهو يشعر بالرجفه فوق معدته وهو يتذكرها عندما سقط الطعام واعتلاها وتاهت قليلاً معه فى دوامته.

اااااه شهد ماذا ستفعلين بى أكثر.... أكاد اجن.... أشعر بالغيره من الجميع... أشعر بنار تشتعل داخلى... سامحك الله سعد.. لا أريد أن أكون ذلك الشخص السئ الذى يحقد على أخيه الميت ولكن فكرة أنها كانت بين ذراعيك حقا تذبحنى... فكرة ان...... قطع كلامه لا يريد التفكير اكثر.

قطع وصلة أفكاره دقات على باب المكتب فاذن للطارق بالدخول ولم يكن غير كامل والده.

كامل:يالا يابنى... كل حاجه جهزت ولازم نتحرك على الفيلا.
يونس:حاضر يا بابا... انا نقلت كل حاجتى امبارح.
كامل :انت متأكد أن شهد كويسه وهى اللى طلبت تبقى بعيد اليومين دول على ماننقل.
يونس :احممم.. ايوه طبعاً.
كامل:مش قادر اصدقك بصراحة... شهد روحها في بنتها... مستحيل تقدر تقعد كل الفتره دى بعيد عنها.
يونس بغيره :وفيها ايه يعني.سيطر على نفسه وحاول التحدث من جديد قائلاً :وبعدين ماهو اللى حصل معاها مش شويه.. رجاله العماره كلها شافوا وهى ب.... قطع كلامه وهو يصك أسنانه بغضب على ماحدث معها. ولكن اكمل قائلا :ومن بعد اللى حصل وفى رجاله اشكال والوان بيسالوا عليها.. اكيد مش هتقدر تستحمل كل ده.

نظر له كامل بقوه والان فقط ان ابتعاد شهد ليس بخاطرها وانما بسبب غيره ابنه المجنونه... لقد شك في الامر من البداية ولكن يونس دائما يؤكد أن هذه هى رغبتها.
كامل:يونس... انت ايه اللي جرالك... عمرك ماكنت كده.... ده انت كنت بستغرب معانا ازاى ابنك كده... ماكناش نعرف انه مش جايبه من برا وأنه طالع لابوه.
يونس:قصدك ايه.
كامل بقوه :قصدى واضح يا دكتور.
يونس :اه طالما قولت يادكتور يبقى في حاجة كبيرة.
كامل بحزم:فى أن انت طابق على نفس البنت ومتحكم فيها وباعدها عن بنتها... انا مش متخيل... انت مش واخد بالك... انت بتغير من بنتها.
يونس بارتباك يخفيه بالقوه:للا.. لا طبعا ايه الكلام ده.
كامل:امال باعدها عن بنتها ليه... ماخدتش جورى تقعد معاها مكان ماهى موجودة ليه... طب هنقول مكسوفه من الناس اللي فى العماره... ايه هتتكسق من بنتها بردو.
يونس :ما.. احمم.. مانت عارف مالك ماكنش.
قاطعه كامل:ماكنش هيوافق عارف ابنك نسخه منك بس انت اصلاً ماحاولتش... ولا انت فاكرنى مش واخد بالى.

زفر بقوه قائلا :خلاص يا بابا لو سمحت... وخلاص هى تروح الفيلا كمان النهاردة وهتفضل مع بنتها.
كامل:يونس... بلاش تخنق البنت... بلاش... لو فاكر إنها هتتقبلك كده تبقى غلطان... بالعكس انت بتبعدها عنك اكتر.

قال ما قاله وانصرف. وظل يونس ينظر لاثره بغموض قائلا :هنتقبلنى... لازم.

رفع هاتفه إلى أن جاء الرد ولم يكن غير السائق الذى سيقود بمروه من منزل والدها إلى الفيلا الجديده.

يونس:ايوه.. وصلت.
السائق:ايوه يا يونس بيه... البواب بينزل الشنط... اصلها كتيره اووى.
يونس بتهكم:عارف عارف... مانا عشان كده خليتك تروح توصلها.
وبعد دقيقة كان يغلق الهاتف ويلتف وهو يبتسم بعبث. فالظاهر امامهم أنه اعادها لعصمته من أجل مالك ولكن الحقيقة لا يعلمها غيره هو... فهو يعتقد انه سيثير غيره شهد بها... كم انت مخطئ وغبى أيضاً يونس.

تجلس بسيارتها بالخلف بكل غرور.. فبعد كل مافعلته هاهو اعادها له من جديد ورد لها اعتبارها... وليس هذا وحسب.. بل إنه قد اخبرها انهم سينتقلون للعيش بالفيلا الجديدة خاصتهم... ارجعت رأسها للوراء وهى تبتسم براحه وهدوء. لا تعلم ماينتظرها... وماهى حقيقه انتقالهم لهناك.

اتصال من الفندق يخبرها انه ينتظرها بالاسفل. فقط هذا كل شئ لقد اتعب نفسه كثيرا والله.

وقفت امام السياره واسغربت كثيراً من وجود سائق يقود بالامام. وقام هو بفتح الباب الخلفى لها لتجلس بجواره بعدما بالطبع القى نظره شمولية على ماترتديه كى يطمئن قلبه الغيور وهو حقا لا يكتفى بنقابها.

جلست بجواره وما ان فعلت حتى تسلل عبيرها الناعم إليه... نظر لها باعين محمره. ثم نظر للسائق قائلا بعضب:استنانا برا العربية شويه يا وائل.
امتثل وائل لامره بينما هى التفتت له باستغراب. فاقترب منها هامسا من بين اسنانه:ايه اللي انا شامه ده.
توسعت عينيها بحرج فهل رائحتها سيئه للغايه هكذا فقالت يعفويه وبراءه :شامم ايه... والله لسه مستحميه.
تفاقم عضبه وقال :اعمل فيكي انا ايه دلوقتي... ها... فى واحدة محترمه تحط بيرفم والرجاله تشم ريحتها... ده انتى حتى منتقبة وعارفه انه حرام.

شهد بقوه :أولاً انا محترمه غصب عنك وعن اى حد. ثانيا انا مش حاطه بيرفم ولا حاجة... ده كريم بعد الدش عشان الجسم يبقى متعطر وريحته خفيفه جدا مش فواحه يعني تنتشر وتوصل للرجاله... انا فاهمه أمور دينى كويس اووى وعارفه أن حرام راجل غريب يشم ربحتى بس كمان ريحة الكريم دى مايشمهاش غير حد قريب منى اووى يعني لو قربت جدا وانا مش بعمل كده غير مع ستات يعني لو قربت اسلم على واحده او حضنت واحده وسط السلام وبوستها تشم منى ريحه طيبه مش ريحة عرق وقرف.. فهمت.

رغم كل ما قالته إلا أن غضبه لم يهدأ.
نظر عبر النافذة وبدون كلام نظر لوائل وأشار له بالصعود للقيادة.

طوال الطريق ينظر إليها بجانب عينيه يراها لا تكلف حتى نفسها النظر ناحيته. وقد اعضبه هذا جدا خصوصا وعبيرها الهادئ يتسلل لاعماقه ولكن عزة نفسه وكبريائه يمنعانه.

وصلا اخيرا إلى حيث الفيلا وحيث ينتطرهم الجميع.
دخل هو وهى بجانب تسير سريعا وبفرحه إشتياقا لابنتها حتى لم تنبيه على معالم الترف والثراء الواضحه بقوه على المكان ولكن اتجهت للداخل بسرعه وهو بجانبها وبسبب طوله الفارع كانت خطواته سريعه تجارى خطوات تلك القصيره زوجته.

لم تنتبه لأحد او بالأحرى لم يعد يهمها احد منهم جميعهم... الان كل ما يهمها هو ابنتها.. ابنتها فقط.

التحمت الاثنتان باحضان بعضهما غافلين عن الاب وابنه اللذين ينظرون تجاههم بغيره واعين مشتعله.

ولكن حالوا التماسك... حسنا يكفى هذا.

_:ماخلاص بقى.
نطق بها مالك ويونس فى صوت واحد بغضب شديد.

ابتمست عزيزه وريهام اما كامل هز رأسه بيأس. 

ثواني وكانت الصدمه بالنسبه لشهد. حين رفعت عينيها عن حضن جورى تستمع لأصوات كعب عالى على الدرج ولم تكن غير مروه التى لم تكن صدمتها اقل منها. 

التفت شهد برأسها بحدة ناحية يونس وناظرته بكره شديد. 

للحظة ندم يونس على اعادة مروه لعصمته واستخدامها فى التقرب من شهد فبنظرتها هذه علم أنه لم يزيد الأمر إلا سوءاً 

تقف مروه عينيها تشع حقداً فيوم ان انتقلت الى الفيلا الجديدة كما أرادت تكن هذه الفلاحة معهم أيضا... ارادة ان ترى نفسها على شهد ببيتها الجديد ولكن للقدر رأى آخر. حسنا هى للان لا تعترف ابدا او حتى لم تستوعب بعد أن شهد اصبحت لها نصيب أيضا في ثروة يونس.. للان تراها زوجة سعد ولا تملك إلا راتبه الشهري فقط.. حسنا مروه ظلى هكذا لا تعين ان شهد اصلا اصبحت تملك اكثر منكى فى ثروته.

نظرت شهد لهم جميعاً بينما عزيزه وكامل حاولوا التحدث معها وهم يرون نظرات الاتهام فى عيونها لهم خصوصا بعد أن عادت مروه من جديد وكأنها لم تفعل شئ.. نعم لم تشأ ان يطلقها نهائيا ولو انه أقل شئ لما فعلته ام كانت حقاً فعلت كل ذلك دون علمه كما زعم ولكن على الاقل لا تعود بهذه السرعة وكل هذا التأنق. فمروه بالطبع لم يفت عليها ان تبالغ وتيالغ فى تأنقها كرساله واضحه ومباشره للجميع.

قطعت حديث عزيزه وريهام قائله بجمود:فين اوضتى انا وبنتى.

يونس بغيره :اوضتك انتى لوحدك.... جورى ليها اوض.... قاطعته بحده اتسعت لها عينه وعين الجميع حتى مروه وهى تقول بحزم وقوه :بنتى هتفضل معايا مكان ما اكون... لا هبعد عنها ولا هتبعد عنى... وماحدش هيقرر اى حاجة فى مصيرها غيرى يا يونس بيه.

ابتسمت مروه بجانبيه وخبث وهى ترى الأجواء تشتعل والابتعاد سزداد اكثر واكثر.

يونس بغضب وكذلك مالك :يعني إيه.
شهد بغضب وكره:زى ما قولت بالظبط... هتتفضل وتقولى اوضتنا فين ولا انت جايينا هننا نتهان تانى ولا ننام فى اوضه الجناينى مثلاً.
يونس بغضب :لا طبعا ايه اللي بتقوليه ده.
شهد بكره وحزم:يبقى ياريت تتفضل وتتكرم وتقولى اوضتنا فين.

أشار لها بالتقدم امامه وسار هو وبالطبع معهم مالك الغاضب بشده تحت أنظار مروه الحاقده وهى تراه يوصلها لغرفتها بنفسه.

بالاعلى توقف امام الغرفه التى أعدها خصيصاً لها واهتم بها اهتمام بالغ. وحرص على ان تكون مقابل غرفته مع مروه كى تصاب بداء الغيره والجنون الذى اصابه.
يونس وهو يفتح باب الغرفه لها:اتفضلى انا اهتميت بكل حاجه بنف.... قاطعته بقوه :شكراً ليك.
بينما مالك ينظر بغيره وغضب لجورى السعيدة جدا وقد نست أمره منذ قدوم والدتها.

يونس بغيره وهوس:هخلى حد من الخدم ينقلوا سرير جورى عندك عشان...
قاطعته بجمود:مالوش لزوم بنتى هتنام فحضنى..
اشتعلت غيرته المريضه... اى حضن.. هل جنت فقال هو ومالك بصوت واحد :نعععععععم.
قاطعتهم وهى تغلق الباب فى وجههم. فوقف الاب وابنه ينظرون للباب بحقد وغضب. نظر الاثنان لبعض يتبادلون النطرات على ما تفعله الام وابنتها بهم.

مالك لوالده :بابا.... هو ماينفعش اخد انا اوضتك وانت... قاطعه مالك وكأنه شاب متصابى قائلاً :انسى.

مالك بغضب:يابابا..
قاطعه يونس :يا بابا ايه... انت اللى اخترت اوضتك بنفسك.
مالك:اه ده بعد ما اخترت انت اوضة شهد قدامك فاخترت انا اوضه ليا وخليت اوضة جورى قدامى.

تنهد يونس ثم نظر الاثنان للباب المغلق وزفرا بصوت واحد غاضب وقال يونس :واهى جت الست شهد وقلبت كل حاجه.

مالك بترجى:بابا... الله يخليك... انا اصلاً كنت شبه متعود انها بتنام فى حضن مامتها بس انت بقى الله يسامحك اللى عشمتنى انها خلاص هتنام لوحدها لحد ما الفكرة عششت جوا نفوخى.. واهو انا اتصدمت اهو... بالله عليك سيبلى الاوضه.

يونس وهو يتحرك لداخل غرفته :انسى ماتحاولش. ثم أغلق الباب فى وجه مالك هو الآخر الذى نظر للباب بعضب وقال :هو النهاردة اليوم العالمى لقفل الباب فى وشى ولا ايه.. انا اتهزئت خالص... احمم كويس ان جورى ما شفتنيش وانا كده.

داخل غرفة شهد كانت تحتضن ابنتها التى تقص عليها كل مافعلته فى فترة غيابها وهى تقرر داخلها الخطوط العريضة التي ستسير عليها حياتها.. ستتحلى بالقوه... لن يتحكم أى شخص بشأن ابنتها... دراستها ثم دراستها وأيضا تللك كانت وصية سعد لها... ستتحلى بالقوه والحزم أمام الجميع وخصوصاً ذلك اليونس.. لن تكن تللك الشهد زوجة سعد... لكن ايضا لن تسمح لهم بتشويه روحها من الداخل ابدا ستظل شهد السمحه البريئه لكن معهم ستكشر قليلاً عن انيابها... لن تجعلهم يؤذوها ابدا واكبر أذية من وجهة نظرها هى ان بشوهوها داخليا ويحولوها لامرأة سيئه حقوده

مرت أسابيع عديدة عليهم كانت بها مروه تصدر أوامرها للخدم هنا وهناك بحزم كااثبات انها السيدة الأولى ومالكه هذا البيت وخصوصا لشهد. تحاول زيادة الغنج والدلال امامها هى ويونس.. الإفراط في التانق ببعض الملابس العارية قليلاً. وكذلك الحلى الثمينه لتتباهى بهم أمام شهد التى لا تملك اى شئ.
اما يونس يحاول الاقتراب ولكن كبرياءه يمنعه خصوصا بعد رفضها الصريح له أكثر من مره وحديثها الجارح له.

عزيزه وريهام وكامل يحاولون التقرب والاعتذار من شهد لكن دون جدوى لكن ريهام لن تيأس ابدا عن استعادة صديقتها وشقيقتها شهد.

اما بالنسبه لشهد فى طوال هذه الاسابيع تحاول التأقلم على مكانها الجديد. ترى محاولات عزيزه وكامل وريهام التبرير لها. حسنا ستسامحهم فهى ليست سيئه ابدا لكنها لن تعود معهم ابدا كالسابق. ستقف للتفرج عليهم كما فعلوا معها. 
هى الان مشغوله فقط بالدراسه التى لم يبقى عليها سوي ايام.. لا تنكر أن تصرفات مروه تسير حنقها حقاً ولكن هناك أشياء اهم تشغلها عن تلك المروة التى تتعمد أن تمر أمامها ذاهبة لغرفتها التى يقبع بها يونس وهى ترتدى قمصان النوم متحججه بمالك او اى شئ كى تجعل شهد تراها هكذا.

بدأت الدراسة وبدأ معها جحيم يونس وابنة.

تستيقظ في الصباح وتبدأ بالاهتمام بتحضير ابنتها للذهاب فى باص المدرسه التى انتقلت إليها. حسنا بعد تفكير رأت أن المدرسه الخاصة بيونس والتى افتتحها قريبا جيدة جدا جدا. كذلك قريبه من فيلتهم فلما العناد إذا... اهم شئ مصلحة ابنتها... لكنها ستدفع مصاريف المدرسة خلال هذه الأيام مثلها مثل الجميع لن تسمح لأحد بالإنفاق على ابنتها.
صعدت جورى الباص ومعها مالك مضطرا بعدما أصرت شهد على الا تذهب مع مالك في السيارة التي سبق وخصصها يونس لابنه وحبيبته. وذلك لعدم السماح لمالك بفرض هيمنته عليها أكثر.

تحهزت للذهاب الى الجامعة لأول يوم تتمنى لو كان سعد معها يقف بجانبها ويدهب بها اول يوم كالاب وابنته يشد من ازرها. ويمدها بالقوة كما كان يفعل دائما.
(الله يرحمك يا سعد) تمت بها يخفوت قبل أن تتصنم وهى تستمع لصوته الجهورى.
_:استنى عندك.
كان هذا صوت يونس الذى ينزل على الدرج الزحاجى الفخم بكل شموخ.
التفتت له فشملها بنظره تقييميه لفستنانها الاسود المحتشم ومن فوقه نقابها. احتدت عينيه قائلا :ايه اللي فى عيونك ده يا هانم.
شهد :كحل.
يونس :والله كحل... وحاطه كحل ليه.
شهد :بحب احطه ايه المشكله.
يونس وهو يقطب جبينه :المشكلة إنك مش ناقصه.
شهد :على فكره انا متأخرة لوحدي يعني مش ناقصه تأخير.
يونس :روحى امسحى الزفت ده عشان تقدرى تمشى.
شهد :لا انا... قاطعها ببرود:عايزه تتأخرى براحتك... انا بالنسبه تمام اووى ياريتك ماتروحيش اصلاً.
نظرت له بحده وجمعت قوتها واستدارت بتحدى كى تذهب ولكن سحب هو كف يدها ولف جسدها له بثواني واحتجزها خلف السلم الزجاجى بغضب ورفع نقابها عنها قائلا :امسحه انا.
ظل يحاول دون جدوى ولكن كانت قوة يده تقل تدريجيا وهو ينظر بوجهها وعينيها ودون أدنى شعور منه التقطت شفتيها بنعومه كبيره وهو ذائب تماما.

استمع لشهقه صغيره فنظر لأعلى فوجد والديه وريهام كانوا يهبطون السلم لتناول الفطور وخلفهم مروه فنظر لهم بحرج على الهيئة التى رؤه بها فشفتيه مازالت مبلله باثاره مخجله تقطر شهد شفتيها وهو يحتجزها خلف السلم كمراهق وليس كرجل على مشارف الاربعين.........
***********

رواية شهد حياتي
الجزء الحادى عشر

موقف محرج مخجل.. لم يسبق ووضع فى هذا الموقف من قبل... ضبط متلبسا كمراهق يقبل زوجته وأعضاء جسده تفضح رغبته.... هل تتخيلون... لم يكن يوماً هذا الرجل ذو العلاقات النسائيه المتعددة. علاقته بجنس حواء كانت مقتصره على زوجته مروه فقط رغم سفره الدائم وامواله الكثيرة وعرض النساء انفسهن عليه من كل شكل وكل جنسية ولكن اااااه من هذه الشهد وما تفعله به... سيرى على يدها العجب بالتأكيد... مهلا يونس ف مع شهد ستتحول شخصيتك هذه وتظهر شخصيتك الحقيقيه التى لم تكن انت نفسك تعلمها.

يجلس بسيارته يفكر بكل هذا وقد اجلسها بجانبه عنوة. يلعن نفسه يلعن غباءه.. يتذكر نظره الاندهاش والتسليه على وجه ابيه وامه وزهول ريهام وهى تراه هكذا.. اما مروه فلولا وجوده ولولا انها مازالت تحاول أن تصلح معه أو تنسيه ما سبق وفعلته لكانت قتلت شهد الآن..

تجلس هى وحقا تتمنى أن تنشق الأرض وتبتلعها.... لقد قبلت على مرءه ومسمع من الجميع.... تشعر بالعضب منه حقا... لالا تود قتله... اسكتى شهد وهل تقدرين على قتل عصفوره حتى تقتلى هذا الضخم. ولكن الشئ الوحيد الجيد الذي فعله هو انه وضع النقاب عليها من جديد يخفى وجهها المحرج جدا من مواجهة أعينهم العابثه و جذب يدها وخرج بها سريعاً.

نعم نعم. خرج بها لن يقدر على مواجهة نطراتهم الان ربما وقت لاحق يكون قد استعاد قوته وهمينته ولكن الآن لن يستطيع... جسده يفضحه جدا. لذلك خرج سريعاً وهى معه وفتح الباب الخلفى للسياره فجلست هى من الصدمه والحرج الشديد لم تجادل وهو يعلم ذلك.

تنظر له بين لحظة وأخرى بغضب بالغ... يعلم لولا وجود السائق معهم لانفجرت به على مافعله والموقف الذي وضعها به.

نسى ماحدث ومن شاهده ونسى كل شئ وتذكر فقط لحظتهم معا... قبلتهم وتناغم جسديهم.. رغم فرق العمر وفرق الجحم الشديد جداً إلا أنه حقا يشعر بتناغمهم معا... كأنها خلقت لتلائمه... كأن جسدها فصل كى يوافق جسده... موضعها جانبه لائق حقاً... هى تستحقه هو... هو الافضل لها من هذا السعد هو لم يكن يلائمها حتى لو كانت اعمارهم متقاربة فقط لو تنظر جيداً.. غبيه جداً حبيبتي انا من اليق بكى أكثر... ولكن لا بأس فكل شئ أصبح فى نصابه الصحيح.

توقفت السيارة عند باب الجامعه فقال لوائل:استنى تحت ثوانى. 

أراد الاختلاء بها ليفرض عليها تعليماته وتحذيراته وبعض القرارات ولكنها وبمجرد نزول وائل حتى انفجرت به:انت ايه اللي عملته ده... ازاى تعمل حاجة زى كده... عاجبك اللى حصل ده... هيقولو ايه عليا دلوقتي. 

يونس ببرود:واحد وبيبوس مراته فيها ايه. 

شهقت بتفاجئ من وقاحته وقالت بحدة لذيذه :انت ازاى كده... مش مكسوف. 

رفع نقابها عنها كى يرى حنقها الطفولى ويستمتع به وأيضاً كى يشبع عينيه منها قبل ان تغادره هذه الساعات وقال:واتكسف من ايه انتى مراتى. 

شهد بعفوية :ايوه بس مش بيبقى قدام الناس كده.... ده حتى مايرضيش ربنا. 

ابتسم بخبث وهو يقترب بخطر وقد وقعت بلسانها فقال بعبث:مشكلتك يعني أنه قدام الناس بس... لو دى المشك... قاطعته شاهقه لما تفوهت من حماقه وقالت بخجل وتلعثم :اللا. لا طبعاً ايه اللي بتقولو ده... ااا.. انا بتتتكلم عن الناس يعنى اللى وضعهم طبيعي مش إحنا. 
ابتعد انشا واحدا وقال بضيق :واحنا مالنا... ماحنا وضعنا طبيعي... انا بالنسبه لي مافيش اى مشكلة.. انتى إلى عندك مشكلة مش انا. 

نظرت له بغضب  واخفت وجهها عنه بالنقاب ثم قالت لتنهي الحديث :لازم انزل كده هتأخر. 
همت للنزول وفتح مقبض الباب ولكنه سحبها من ذراعها مجددا ببعض القوه ورفع نقابها بحده وقال:ماتغطيش وشك عنى مره تانيه... وكلامى لسه ماخلصش ومأذنتلكيش تنزلى اصلاً. 

نظرت له بغضب وهى تره تحكمه بها ولا ترى مايفعله إلا أنه نوع من الذل يضعها بموقف محرج جدا ولا يأبه لذلك والان يتحدث معها بكل هذه الهمينه والقسوة يمنعها ماتريد ولايسمح لها بفعل أى شئ غير بإذن منه... لم تراه يعامل اى شخص من قبل هكذا... زوجته مروه تفعل وتتبجح مع من تريد مستندة على اموال زوجها وسلطة ونفوذه... واخر افعالها كان مافعلته معها ولم تعاقب بشئ بل عادت أقوى من ذى قبل .. وفى المقابل يمنعها هو من النفس غير بأذنه. وعلى سيرة مروه وما فعلته معها... خدمتها لها... تنضيف شقتها وتعاملها بمهانه معها.. تنضيف السلم وعيون الرجال تنهش بها... نظرات الاشمئزاز من عيون النساء الحاقده عليها وبعض نظرات الشفقة من بعضهن... دموع ابنتها خلفها... سكوت الجميع على مايحدث وأيضاً سماعها لما يقول الآن :مافيش قعده في الكافتريا الجامعة او اى كافيه... مافيش صحاب سواء ولاد او حتى بنات.... لو معيد فرحان بنفسه ورجله شايلاه قرب منك وقعت امه سوده.... اى ضحكه اى نظره لاى حد ممنوع... ياريت تنفذى اللى قولت عليه عشان مش عايز اعمل حاجة تزعلك منى... وماتخلنيش اتهور واطلع جنانى الجديد ده على حد... انا بحذرك اهوو عشان يبقى عدانى العيب. 

نظرت له بحقد وكره ثم قالت بهدوء وهى تبعد يدها عن قبضته المؤلمه :حاجة تانيه يا يونس بيه. 

نظر لها باستغراب من هدوءها الغير متوقع وقال وهو يبحث فى عينيها عما تنويه :لا. 

وضعت نقابها عليها وقبضت على حقييتها وخرجت من السيارة بهدوء يحمل غضبا مكبوتا. 

ظل ينظر لاثرها ولا يعلم ارضخت للأمر فعلاً ام ماذا يحدث معها. اشار بيده للسائق كى يصعد ويتحرك به لمجموعة شركاته وهو ينظر من النافذة بشرود يحاول أن يتوصل لما تفكر به وما تنويه شهده.. ولكن لا يعلم. 

دلفت للجامعة وهى تسير بغضب ماذا يظن نفسه... لما هذا الكره... هل يكرهها لأنها زوجة سعد.. هى لاحظت بشده طوال هذه المده حقده على سعد. ولكن لا لا.. لقد كان سعد بمثابة ابنه والجميع يعلم ذلك.. هل كان يمثل على الجميع. ولكن ما الداعى كى يمثل هذا... ولكن ما الذى تغير الآن.. وهل كل هذا الكره والذل يخصها وحدها به.
حسنا يونس انت من جنيت على حالك بكل أفعالك انت وزوجتك سالعب بك مثل الكره بين قدمى.. انت من أخرجت مكر حواء من داخلى انت وزوجتك اللعينة هذه فلتتحملوا إذن.

هل يعتقد أنها سترضخ لاوامره تعليماته.. بالطبع لا.. لن يحدث... ذهبت سريعاً وسالت مجموعة من البنات عن جدول محاضرات الفرقه الاولى صيدلة فدلوها وذهبت سريعاً لتاخذه معها. وبعد التدقيق علمت ان هناك محاضره بعد عشر دقائق فى مدرج ****.

ذهبت بسرعه كى تلحق وقتها وهى تسأل كل فتاه تقابلها عن مكان المدرج. ولكن اصطدامها بجسد صلب نوعا ما اوقفها فقالت بأسف من نبرة صوتها وبحته المميزة الجميله:اسفه والله اسفه.. انا بس...
قاطعها هذا الشاب قائلا بخفة :خلاص خلاص حصل خير... بس ابقى بصى قدامك الشعب ده غلبان ومش ناقص.

ابتسمت بتوتر قائله:انا اسفه عن إذنك.

ابتعدت عنه بسرعه وظل هو ينظر لاثرها متعجبا من جمال هذه العيون المتوترة وجمال صوتها قطع تفكيره صوت احدهم يناديه :ماجد... ماجد.
التفت له وقال بابتسامة مستغربه ومرح أيضاً :حظابط مدحت... ايه اللي جابك هنا يا باشا.
مدحت بغيظ مصطنع:مش هتبطل تقولى حظابط دى... اسمها حضرة الظابط وبعدين انا بقيت رائد دلوقتي... احترمنى شويه... ده أنا حتى ان خالتك يا دكتور... ولا ماحدش بقى معيد غيرك.

ماجد :ههههههه.. مبروك يا عم الترقيه... واه ماحدش بقى معيد غيرى.
مدحت :يالا يا ***ده انت لسه متخرج متعين من كام شهر.
ماجد بلا مبالاة :اللى يسمعك يقول أنى متخرج من سنتين وكنت عاطل مانا لسه متخرج واشتغلت... وبعدين سيبنى فى حالى انا عندى اول محاضره ليا دلوقتي.

مدحت بسخافه:خايفه يابطه ولا ايه... لا انا عايزك اسد جوا.. وتوقع نص البنات فىك كده... نصهم بس الله يكرمك ها.

ماجد بتلاعب:والنص التاني ايه.. ليك.
مدحت :مش اووى... بص انا هجيهالك على بلاطة.
ماجد :ايوه قول... مستنيها من الصبح والله عارف انك واطى ومش جاى تشوفنى لله وللوطن.
مدحت بتمثيل :عيب عليك والله ظالمني ده انت دايما على بال... قاطعه ماجد قائلاً :بس بس بتحلف كدب وهتكمل كلامك كدب.. اخلص عايز ايه فاضل 3 دقايق على المحاضرة مش عايز اتأخر من اولها.
مدحت:بص من الاخر انا فى واحدة عندك جوا تخصني... وتخصنى اووى كمان اسمها شهد هى منقبه عايز عينك عليها.
ثم إكمل بتحذير :بس عينك عليها ليا انت فاهم.
ماجد بزهول :اه يا***وانا الى فكرتها قريبتك ولا قريبة حد معرفه... انت ما بتتهدش ابدا.. ده أنا حتى متجوز.
مدحت بقوه غريبة:ماتفكرنيش بالواقع المنيل الى انا عايش فيه الله يسامحها خالتك وشهد دى حب حياتي كله وهى اللى كان المفروض تبقى مراتى لولا الله يسامحه سعد اللى اتجوزها.
ماجد بصدمه :يخربيتك وكمان متجوزه.
مدحت:جوزها استشهد... وهى خلاص... بس.
قاطعه ماجد :لأ دى شكلها حكاية جامده اوى هقابلك النهاردة تحكيلى لأنى اتاخرت على المحاضرة يالا سلام.

قالها سريعاً وذهب لينظر لاثره مدحت وتنهد بقوه ثم ذهب سريعاً.

فى إحدى القاعات الضخمه تجلس هى يرهبه واستغراب الاجواء حولها. فضلت الجلوس فى ركن بعيد حتى بدءاً المحاضره فهى غير معتادة على كل هذه الأعداد مت التجمعات. من صغرها وحسب تربيتها لم تعاد على الاندماج السريع مع الناس فوالداها كانا قليلى الاختلاط بالناس رغم ان حياتهم كلها كانت بقرية يغلب عليها روح الألفة والتجمعات ولكن والداها غير.
كانت الأصغر فى اخوانها وقد تزوجت ملك وقد كانت هى بالمرحلة الابتدائية فلم تعتد عليها كثيرا ولم يصبحا بهذا القرب الا بعد زواج شهد. لكن كريم كام الأقرب لها فهو والدها الذى رباها.
لكل هذه الأسباب هى ليست اجتماعيه بعض الشئ وهذا يجعل البعض يلقبها بالغرور ولكنها يشهد الله ليست هكذا ولكنها تحتاج الفرصة والنقبل فقط وسترى شخصيتها العفويه المرحة والجميلة.

شعرت بأحد يقف بجانبها رفعت نظرها وجدت فتاه محجبة جميله تكسو ملامحها الهدوء والطيبه وقالت باستئذان:ممكن اقعد هنا ولا فى حد معاكى.
شهد بابتسامه مختفيه من النقاب ولكن ظهرت على عينيها:لا اتفضلى.
جلست الفتاه بهدوء ثم قالت بابتسامة :انا رنا.. وانتى.
شهد :أهلا بيكى.. انا شهد.
رنا بتفرس :انتى دى اول سنه ليكى.
شهد بحرج:احممم.. اه بس انا اكبر منكو.

رنا :ههههههه أكبر مننا... كام سنة يعني.
شهد باستغراب لضحكها:يعني 4سنين كده... بس بتضحكى ليه.
رنا :اصل انا كمان أكبر منهم.... كنت ماجله الجامعة لأسباب عائليه يعني... بس الحمد لله أخيراً اقدر اكمل.

سكتت الفتاتين ونظرا لبعض فقالت رنا بابتسامة هادئة :على فكره ارتحتلك وده نادراً لما بيحصل... ممكن تبقى صحاب.
شهد بسعاده :اكيد.
تحدثوا قليلا وتبادلوا أرقام الهواتف ثم قطع حديثهم دخول المعيد الذى انصدمت منه شهد فلم يكن إلا ذالك الشاب الذي صدمت به
شهقت شهد قائله :هو هو... يانهار ابيض.
رنا بخفوت :هو مين.. انتى تعرفيه.

بينما هم يتحدثون بخفوت كان هو يقف قائلاً :ازيكو يا شباب... احب اعرفكوا بنفسى... انا ماجد مظهر.. هندرس مع بعض الفارما... عايز اقولكوا أن زى ما دى اول محاضره ليكوا هى برضه اول محاضرة ليا.. وياريت  نتعاون بهدوء واعتبرونى اخ ليكوا كل... قطع حديثه وهو ينظر لفتاتين يتحدثون بخفوت وسط انتباه الجميع له فقال وهو ينظر لهم بالتحديد :ياريت نركز كلنا مع بعض.
فرفعت عيونها له صوب عينه لحسن او سوء الحظ. استجمع رباطة جأشه وابتلع ريقه قائلا :اا.. نركز بقا.. ونبدأ اول محاضره وهى تعريف الفارما.

ثم اندمج في الشرح يحاول مجاهدة النظر لهذه العيون خوفاً من الوقوع لها.

وهى تحاول التركيز مع الشرح ونسيان حرجها قليلا.

داخل غرفة الاجتماعات يجلس لأول مرة بذهن شارد... ومن غيرها هى الساحرة الصغيره... لقب آخر يطلقه عليها فهى كالمشعوذه التى القت ترنيمه على حياته فانقلبت رأساً على عقب. وتغير هو وتغير حاله.... اااااه فلترحمينى شهد ولترحمنى عيونك القاتله.

نداء سكرتيرته عليه تنبهه لنداء احد المستثمرين الأجانب له لمناقشته في شئ ما ايقظه من شرود بشهد حياته.

فى المدرسة الخاصة بيونس.

يقق مالك بغضب أمامها. فمن الواضح أن اليوم هو يوم المتاعب له ولابيه.
جورى منذ أن قدمت لهنا وهى تجرى وتضحك وتصادق الجميع... الم يحذرها الا تصادق احد الا تلعب وتنشغل بأحد غيره.
وقف امامها قائلاً بغضب :بقى انا جايبك هنا عشان تبقى تحت عينى وماحدش يقرب ناحيتك وانتى رايحه جايه تصاحبى دى وتكلمى دى وتضحكى لده... انا مش قولت ماتتكلميش مع حد.

جورى بحنق:فى ايه يا مالك.. كنت بتفلج  على المدسه... كميله اووى وواثعه.. الله دى أجمل واوثع من الحطانه اللى كنت فيها قبل كته.. كويث انك كبتنى هنا.
اشتعلت غيظه منها ومن نفسه وغباءه فقال :يعني انا اللي جبتو لنفسى مش كده... تصدقى اول مره اندم على حاجه... بس محلوله وهتفضلى تحت عينى برضه... حتى لو اضريت اسيب دروسى وافضالك يا جورى انتى سامعه.

نظرت له بحزن وضيق وقالت:انت بتسعقلى يا مالك... جورى زعلانه منك.
تنهد وحاول الهدوء وقال :مش بزعقلك بس انتى كمان بقيتى تتنمردى عليا.
جورى ببراءة :يعني ايه تتنملدى.
هز رأسه بيأس وقال:مش مهم... المهم اسمعى كلامى بالحرف.
جورى:بس ماما قالتلى امبالح ماسمعش كلام حد غيلها وماخفس من حد خالص طول ماهى عايثه.
مالك بغضب وهو يتوعد لشهد :لأ طبعا تسمعى كلامي وماتخفيش من حد مش عشان هى عايشه عشان انا معاكى.
جورى بضيق:ماتزعقليش تانى بتحلجنى قدام صحابى.
رفع حاجبه باستنكار قائلاً :بحرجك قدام مين ياختى.
جورى بغضب طفولى تستحق عليه الالتهام:صحابى... وسع بقا اثيل صاحبتى جايه.
نظر تجاه احدى الفتيات التى ترقد تجاههم وقال بغضب وغيره:اسيل مين وجايه لفين... لحقتى اصلاً تصاحبيها امتى ده النهاردة اول يوم.
قطع حديثه قوف اسيل امامهم قائلة بلهاث:جورى لوحتى فين تعالى اعلفك على صحابى.
مالك بهدوء مريب:تعرفيها على مين ياختى.
اسيل ببراءه وابتسامة :صحابى من الحضانه القديمه.
جورى بحماس وفرحه :ماسى يالا.
اوقفها من ذراعها جانبه بحده :استنى هنا... مش قولتيلى اخدك افرجك المدرسة في البريك.
جورى ببراءه :هتفلج مع اسيل صحابتى...ماما قالتلى اصحاب اللي من سنى احسن.
شتم تحت انفاسه بغضب من شهد التى من الواضح جدا انها ستغير صغيرته عليه وهى تحاول بناء شخصيه قويه ومستقله لجورى من صغرها... تصاحب من فى مثل سنها.. اذا الرسالة واضحه جدا.
كانت ستبتعد مع اسيل لكنه قبض على ذراعها بطريقة افزعت الصغيرتين وقال :مش هتروحى في مكان من غيرى لحد ما البريك يخلص مفهوم.
نظر لها بتملك شديد رافضاً اى فكره للابتعاد او التمرد.

تجلس في كافتريا الجامعة شاردة قليلاً. حديثه.. اوامره... كرهه. وذله لها.. شردت اكثر  تبتسم بسخرية متذكره كيف كانت  تتمنى أن يكون بصحبتها اليوم سعد وووو.
ولكن يالسخرية القدر فمن فعل كل ذلك يونس وليس هو... ولكن ذله وتحكمه فاض الكيل منه.
خرجت من شروها على صوت صديقتها الجديدة رنا :يابنتى هو كل شويه سرحان... فكى كده.
شهد بتنهيده:من اللى انا فيه والله.
رنا بصدق :طب ماتحكيلى يمكن ترتاحى.
شهد :مش وقته... هتعرفى كل حاجه مع الوقت.
رنا بابتسامة :عارفة معاكى حق لسه مش واثقه فيا بس انا ارتحتلك من اول ماشوفتك وسرك معايا هيبقى في بير وبكره الايام تثبتلك.
شهد :اكيد وانا كمان ارتحتلك... بس انا اصلاً لازم امشى دلوقتي زمان بنتى رجعت من الحضانه.
رنا بتفاجئ :بنتك... انتى عندك بنت وكمان كبيرة وفى حضانه.
شهد :ههههههه اه الحمد لله.. اسمها جورى لازم اعرفك عليها.
رنا بمرح:مش لما اتعرف على امها الأول واشوف وشها.
ارتفع رنين الهاتف الذى لم يصمت من فتره لكن جعلته شهد صامتاً.وردت على رنا قائلة :ماكنش فى وقت النهاردة... بس اوعدك بكره ندخل المسجد وارفعلك النقاب.
رنا بضيق من صوت الهاتف :ولا يهمك بس ردى على الفون بقى عصبنى.
شهد :ده رقم غريب وانا مش متعوده ارد على أرقام غريبه.

وقفت رنا قائله :طب يالا انا كمان مروحه... تعالي ناخد تاكسى سوا.
شهد وهى تقف:انا ساكنه بعيد.
رنا :طب تعالى نطلع لحد برا سوا نركب.
شهد :اوكى يالا.

خرجا سريعاً حتى وصلا أمام الجامعه من الخارج وهم يتحدثوم بمرح حتى توقفت امامهم سياره مرسيدس فاخمه تعرفها هى جيدا. نزل هو بكل غرور وهمينه وتقدم منها قائلاً دون ان يعير رنا اى اهتمام رغم نطرته الثاقبه لها وهو مازال فى سيارته :مابترديش على موبيلك ليه.
سكتت رنا ولم تتحدث رغم استغرابها الشديد لهذا الشخص ولطريقة كلامه معها ولكنها لازالت لا تعلم شئ عنها فاثرت الصمت.
نظرت شهد بحرج لصديقتها الجديدة وهى تراها في اول لقاء واول تعارف لهم وشخص آخر يصيح بها ويمسكها من ذراعها بهذا الشكل المهين.

نظرت له والدموع بعينيها نظره لن ينساها ابدا.. كلما حاول الاقتراب يجد نفسه يبتعد اكثر... غيرته وتملكه يعمونه... الم يأمرها الا تصادق احد.. ألم يمنعها من التعامل مع اى شخص غيره... هل يمنعها عن الجامعة هذه ويريح باله... كلما حاول الاقتراب يجد نفسه بتصرفاته وغباءه الناتج عن هوسه يبعده أميال اكثر.
سحبها معه بهدوء من وجهة نظره ولكنها طريقة مهينة بالنسبه لها أمام صديقتها وامام باقى الجامعه فظلت رنا على صمتها وذهزلها لفتره حتى استوقفت تاكسى لها وهى عازمة على مهاتفتها للاطمئنان عليها من هذا الضخم الذى كان معها.

تجلس بجانبه فى الإمام وهو يقود بنفسه تبكى بضعف وذل على مايحدث لها وما أصبحت تحياه من بعد عيشها الكريم فى كنف سعد.

صوت بكاءها يقطع نياط قلبه ولكن غيرته قد اعمته وهو حقا لا يرى امامه.
قال بحده وهو لا يزال قائدا :ممكن اعرف بتعيطى ليه دلوقتي.
نظرت له بعضب هل لا تعلم حقاً. عاهدت نفسها على القوة وهى تحاول والله لكن نفسها ودموعها لم تتحمل الموقف حقاً.
قالت ببكاء وحده اوجعته وهى تشوح بيدها :بجد... انت بجد مش عارف... انت بتكرهنى ليه.
قالت الأخيرة بصراخ فنظر لها بجنون وابتسامة مختله قائلاً :أكرهك... اكرهك... ده إلى فهمتيه من تصرفاتى... يانهار اسود.
شهد بقوه:ايوه... وعايزه اعرف بتعاملنى كده ليه... انا عملت ايه.
يونس بغضب متذكرا:مش بتردى على موبيلك ليه ها.. وبعدين مش قولت مافيش صحوبيه لاى حد ومافيش تأخير.

كانوا قد وصلوا لفيلته تزامنا مع وصول باص مدرسه مالك وجورى. ففتحت الباب بغضب وقالت :انا مش برد على ارقام غريبة وانا حره اصاحب اللى انا عايزاه.

ينظر لها بغضب شديد وهى تغادر وتأخذ ابنتها ومالك ينظر لهم نفس نظرة ابيه.
حره... من قال هذا هى ليست حره هى ملكه.. لا تجيب على ارقام غريبه... انه زوجها ومالكها.
ذهب مالك ويونس خلفهم وغضب العالم مسيطر عليهم.

دلفت للداخل تمسك يد ابنتها التى تسير بجانبها فوقفول على صوت واحد فى نفس الوقت من يونس ومالك :شهد_جورى.

التفتت الاثنتين فوجدوا وجهين محمرين غضبا بطريقة مخيفه. اعادا النظر لبعضهم وفى ثوانى ودون اتفاق ركضا لأعلى بنفس السرعه. فركض خلفهم الأب وابنه سريعاً.

دلفت بسرعه هى وابنتها وأغلقت الباب جيدا من الداخل عليهم وتنهدت براحه.

اما بالخارج يقف هو ابنه بنفس الغضب ونفس الملامح وهم يطرقون الباب بغضب فى نفس الوقت :افتحى يا شهد_جورى والا هكسر الباب.
لارد
مالك _يونس :افتحى احسنلك. ولكن أيضاً لارد.
تنهد الاثنين ثم قالا:تمام عشر دقايق والاقيكى تحت على الغدا لو ده ماحصلش انتى حره. 

انهيا الحديث في نفس واحد فنظرا لبعض نفس النظره ثم هبطا لاسفل. 

حممت ابنتها وغيرت لها ثيابها لأخرى مريحه وارتدت هى دريس صيفى من اللون الأزرق بدون نقاب وخرجت سريعا قبل إنتهاء العشر دقائق التى حددها هذا المعتوه. 
فتحت الباب لتجد مروه امامها بفستان عارى الصدر والساقين وعقد ثمين متلالا من الالماث وقالت بطريقه فجه وحقيره:ايه... مش كفاية بقا لف ودوران على الراجل ياخطافة الرجاله انتى. 
بهت وجه شهد ونظرت لابنتها التى بدأت الدموع تتجمع في عيونها يالله اكل يوم لابد من ذل تراه هى وابنتها. لكن لا والله لن تكن شهد أن سمحت بهذا أن يحدث مجددا. 
شهد بقوه :خطافة رجاله.... انا. 
مروه ياحتقار:وهو فى حد متنيل قدامى غيرك... بس عايزه اقولك القديمه تحلى حتى لو كانت واحله. 
شهد بكره:متنيل.. امممم.. طب بصى بقى عارفة يونس اللى انتى فرحانه بيه ده... انا هخليه قدام عينك وعين الكل زى الصلصال كده فى ايدى... خاتم فى صباعى.... مش انا خطافة رجاله... انا هعرفك خطف الرجاله بيبقى ازاى وخليكى فاكره ويشهد ربنا إنك انتى اللى خرجتى شياطينى... شايفك سريرك اللى صممتى تشتريه من ريش نعام ده... هخليه يخونه عليه معايا وبكره تشوفى يا.... ياوحله. 

قالت ما قالت بقوه وشجاعه تحسد عليها  ولكن الظلم يخلق من الطيبه جبروت. وتركت خلفها مروه تنظر لها باعين تشع لهبا وهى تخشى القادم بشدة....... 


تعليقات