رواية خارج جدران القلب الفصل الخامس5والسادس6 بقلم فاطمة الزهراء
كان نائماً على الأريكة في الخارج و كأنه لم ينم منذ فترة طويلة أرادت الاقتراب منه و النظر إليه كثيراً فهذا آخر يوم لها معه ستعود غداً لن تستطيع الانتظار أكثر من ذلك حتى لا تستسلم أمامه أخذت البيتزا و عادت سريعاً للغرفة ليفتح عينيه بعد دخولها تنهد بعمق لأنه يعلم مدى عنادها و قرر التحدث معها كي ينهى الأمر انتظر فترة حتى تنهي طعامها أولاً ثم يتحدث معها اتجه للمطبخ ليعد له القهوة و لها عصير المانجو الطازج ليطرق الباب عليها عدة مرات .. في البداية رفضت الرد عليه لكنها تعلم أنه لن يتركها لتفتح له الباب
هتف بهدوء و هو ينظر لها :
ـ ممكن نتكلم سوا أظن لازم تسمعيني
ابتسمت بسخرية و اتجهت للخارج لتجلس على الكرسي دون أن تجيبه تنهد بهدوء شديد :
ـ القاضي قبل ما يقول حكمه بيسمع للمتهم من حقي تسمعيني
مازالت تنظر له بتعجب بنظرات غير واضحة :
ـ أسمع منك إيه تاني هاه !! إنت مشيت و اتخليت عني في أكتر وقت كنت محتاجة فيه لوجودك معايا خمس سنين و أنا بتعذب بسبب قلبي اللي حبك و كانت إيه النتيجة !! لو مستنى أسمعك أو نتكلم سوا تبقى غلطان أنا تربيتك و لا نسيت إنت بنفسك قتـ.ـلت حبي ليك اللي بينا انتهى و أظن لمياء مناسبة جداً ليك كده اطمنت عليك أشوف حياتي بقى اللي وقفت بسببك
نظر لها بغيظ من حديثها يعلم أنها تقول هذا الحديث كي تجعله يعلم مدى خطأه لا تعلم أنه يعاني أيضاً ليهتف بصوت هادئ و حزين :
ـ قوليلي إزاى كنا هنعيش سوا بعد الحقيقة ما ظهرت مفكرتيش في كلام الناس هيكون إيه و أهلك إزاى توقعتي إن والدك كان هيوافق بعلاقتنا هاه .. أنا كنت بموت أكتر منك قلتلك مش عاوز محامي علشان لو عشت هنتعذب إحنا الاتنين
قاطعته بحدة و استنكار :
ـ مش من حقك تقرر عني إن كنت فاكرني لسه البنت الصغيرة اللي الكل هيقرر عنها تبقى غلطان يا بشمهندس البنت الصغيرة كبرت و بقت تقرر لنفسها من غير تدخل أي شخص .. كنت هحـ.ـارب معاك علشان نكمل حياتنا سوا لكن إنت للأسف صدمتني بسبب بعدك عني إنت قتلتني بعدين اللي واقف قدامي دلوقتي مش آسر اللي كنت في بيته زمان علشان هو كان بيحميني من الكل .. كانت حياتي عنده أهم مليون مرة من حياته
أمسكت يده و أشارت على جرح فيها :
ـ الجرح ده أنا لسه فاكرة كان إيه سببه أسر القديم كان دايماً ينقذني من أول يوم و هو كان أماني و حمايتي لكن اللي قاعد قدامي دلوقتي واحد معرفوش أبداً
كان حديثها يمزق قلبه لكنها كانت محقه في حديثها وضع يدها على قلبه و تحدث بوجع :
ـ أسر متغيرش هو نفسه اللي عرفتيه أول مرة أنا عشت حياتي كلها أحبك و هموت و أنا بحبك بعترف إني غلطت بس فيه حاجة مهمة لازم تعرفيها إني بعدت علشان أعطيكي فرصة تقرري عاوزه إيه !!
قاطعته بغضب بعد أن فهمت ما يقصده :
ـ إنت أكيد اتجننت إزاى توقعت إني ممكن أحب غيرك طيب ياترى لو كنت حبيت واحد تاني كنت هتعمل إيه هاه مش قلتلك اللي قدامي دلوقتي واحد تاني و علشان ترتاح أوعدك أول شخص يكون مناسب يتقدم ليا هوافق عليه و أعيش حياتي اللي ضيعتها بسبب واحد أناني
كان يشعر بالغيظ من حديثها ليمسك يديها بغضب و ينظر في عينيها :
ـ صدقيني وقتها هقـ.ـتلك سامعه إنتي ملكي لوحدي اللي هيقرب منك حكم على نفسه بالموت
أجابته بتحدٍ و عناد بعد أن تأكدت أنه مازال يغار عليها كالسابق :
ـ للأسف إنت خسرت يا أسر أنا لازم أعيش حياتي بقى و أنسى الماضي لو سمحت كفاية كده عاوزه أرجع للفندق يا ابن عمي
غادرت من أمامه و هي تشعر بالانتصار عليه رغم أن حديثه أربكها و كادت أن تخضع له لكنها لن تسامحه بسهولة عليه أن يفعل المستحيل من أجلها و يعود مرة أخرى لموطنه الذي رحل عنه مرغماً على ذلك عليها أيضاً التحدث مع والدها فهي لن تسمح له بالتحكم في حياتها بعد الآن .. كانت تفكر هل سيعود من أجلها أم سيظل و يقضي على حبها له نامت سريعاً بسبب إرهاقها أما هو كان يجلس في الخارج و يفكر في حديثها هل سيتركها تضيع منه مرة أخرى أم سيعود من أجلها و من أجل استعادة حبه الضائع في الصباح وجدها تقف أمامه دون أن تتحدث ليقرر الذهاب من هذا المكان و العودة له مرة أخرى برفقتها لكن ستأتي معه بموافقتها المرة القادمة كانا صامتين طوال الطريق وصلا و أنهيا أعمالهما و استقبل أسر الشريك و تم توقيع العقود لتعود شاهي للفندق لتعد حقيبتها قبل الرحيل
❈-❈-❈
في مصر كان الوضع مختلفاً تماماً بعد علم ملك باختفاء فتاة من الملجأ بحثت عنها كثيراً و سألت الحراس قررت اللجوء ل رائد الذي حاول مساعدتها و لم يجد أمامه حلاً سوى الاتصال بوالده و إخباره بالأمر ليأتي و معه ضابط من النيابة ليعلم ماذا حدث ؟؟
كانت سناء تتابع ما يحدث بقلق و خوف شديد فهي خانت الأمانة التي عُهِدت إليها منذ زمن لأنها تعمل في هذا المكان منذ سنوات عديدة و كان أسر يعتمد عليها في كل شيء وصلت رسالة عبر الهاتف بأنه تم إيداع مبلغ عشرين ألف جنيهاً في حسابها لتجد هاتفها يصدر صوت و يضيء برقم غريب لكنها علمت صوتها من أول لحظة
جيهان بسعادة شديدة :
ـ المبلغ وصلك و كل مرة هيوصلك مبلغ أكبر معاكي أسبوعين محتاجة بنت عمرها ١٥ سنة
أجابتها بتوتر و خوف :
ـ أنا مش هقدر أساعدكم تاني البوليس وصل و بيحققوا مع الكل خلاص هسيب الملجأ
جيهان بتهديد و تحذير :
ـ اسمعيني كويس أي غلطة منك هتدفعي التمن فيديو صغير ليكي و إنتي بتسلمي البنت وقتها مفيش حد هيساعدك و لا هيصدق كلامك و فكري في ولادك و لا تحبي تخسري بناتك الاتنين بلاش لعب معايا
أغلقت الهاتف و جاء وقت التحقيق معها اتجهت للداخل و هي تريد أن تختفي في هذه اللحظه طلب الضابط منها الجلوس و بدأ بالتحقيق معها
ـ اسمك و سنك و عنوانك
أخبرته كل شيء و كان يبدو عليها التوتر انتبه لها جيداً ليكمل أسئلته :
ـ المسؤولة عن الملجأ قالت إنك المسؤولة بعدها عن المكان و قالت إنك أكتر واحده تعرف المكان لأنك أقدم واحدة هنا
أجابته بمزيج من الخوف و التوتر :
ـ أنا فعلاً هنا من وقت الملجأ ما اتعمل و كنت مسؤولة عنه قبل المدام ملك بعد كده بقيت أساعدها في الإدارة و كل حاجة
الضابط بتنهيدة و هدوء :
ـ طيب ياترى الحادثة دي حصلت قبل كده و بنات اختفوا و لا دي أول مرة
حاولت أن تبدو طبيعية :
ـ لا دي أول مرة بنت تختفي و للأسف فشلنا نعرف مكانها
شعر الضابط أنها تخفى شيئاً لكنه لا يملك أي دليل ضدها
ـ طيب مبارح قالوا إنك مشيتي بدري ممكن أعرف إيه السبب
نظرت له بخوف و أخذت كوب الماء لتشرب ليسقط من يدها على الأرض اعتذرت من الضابط و أجابت :
ـ بنتي كانت تعبانة شوية و اضطريت أمشى من غير ما أعرف حد
أغلق الضابط التحقيق لكنه مازال يشك فيها لكن ليس لديه أي شيء ضدها في الخارج كانت ملك تجلس في الخارج و تشعر أنها فشلت في الحفاظ على الأمانة التي كلفت بها
تحدث أنور بهدوء :
ـ اطمني التحقيقات هتخلص و هنعرف كل حاجة
نظرت له بدموع و تعجب فهو دائماً كان يلقى عليها اللوم لكنه الآن يطمئنها أجابته بدموع :
ـ أنا مش هقدر أواجه شاهي بعد الموقف ده هقولها إيه !!
خرج الضابط قبل أن يجيبهم ليهتف أنور بجدية :
ـ طمني وصلت لحاجة من التحقيقات
الضابط بجدية شديدة :
ـ للأسف يا افندم مفيش أي شيء يساعدنا بس هنعمل تحريات و نشوف هنوصل لفين
شعر أنور أن الضابط توصل لأمر ما لكنه قرر التحدث معه لاحقاً طلب من حرس الملجأ أن ينتبهوا جيداً للمكان و لا يسمحوا لأي شخص غريب بالدخول انتهى اليوم و عادت ملك للمنزل برفقة زوجها و ابنهم
عند سناء عادت للمنزل و اتجهت مباشرة لغرفتها تأبى رؤية أي شخص كان أولادها متعجبون من حالتها دلف إليها زوجها
هتف بجدية شديدة :
ـ إيه الحكاية من وقت التحقيق و إنتي مش طبيعيه
أجابته بكذب و هروب :
ـ بعد كل السنين دي يتحقق معايا
تنهد زوجها و أردف بهدوء :
ـ اتحقق مع الكل مش إنتي لوحدك بعدين إنتي عارفة قيمة الملجأ عند مدام ملك و بنتها
ظل يتحدث معها لتغادر و تترك الغرفة فهو بحديثه هذا يزيد الألم الذي تشعر به
اتجه أنور للقاء وكيل النيابة كي يعلم منه ما توصل إليه و هل عثر على أدلة جديدة أم لا ؟؟
استقبله بابتسامة ليهتف أنور بجدية :
ـ عاوز أعرف إيه المعلومات اللي عندك بعد التحقيقات
الضابط بتنهيدة عميقة :
ـ للأسف كلهم أقوالهم متشابهة لكن
أردف أنور بتعجب شديد :
ـ أتكلم و متقلقش المعلومات اللي هتقولها مفيش حد هيعرف عنها
ابتسم له و قدم له ملف خاص باختفاء فتيات الملاجئ و أن هذه خامس حادثة اختفاء تحدث في خلال شهر كان يقرأ بتركيز شديد يبدو أن هناك شبكة تقوم باختـ.ـطاف الفتيات و للآن لم يتوصلوا لأي شيء و كأن الموضوع يتم بهدوء لكن كان سؤال أنور له بعد إنهاء قرأته لبعض المعلومات
ـ طيب البنات مش بيظهروا تاني بعد اختفـ.ـائهم في الحالات العادية هنقول إنهم بيهربوا من معاملة مسؤولين الملاجئ لكن من التحقيقات واضح إنها ملاجئ مهتمة بيهم يبقي فين المشكلة !!
الضابط بتنهيدة عميقة :
ـ أنا بعد استجوابي النهارده لاحظت حاجة غريبة من عاملة في الملجأ
أنور بتعجب شديد :
ـ مين تقصد !! و إيه اللي لاحظته !!
ـ المشرفة لما حققت معاها لاحظت توترها و إجابتها خلتني أشك فيها بصراحة قررت نخليها تحت المراقبة و نشوف هنوصل لإيه !!
كان يتابع نظرات أنور المصدومة بعد حديثه لأنه يعلم كل شيء عن العاملين في الملجأ و يعلم أن سناء شخص محل ثقة للجميع
ـ إنت أكيد غلطان أنا عارف سناء كويس بعدين هي موجودة في الملجأ من وقت تأسيسه فيه سوء تفاهم أنا واثق
ـ أتمنى يكون كلامك صحيح يا افندم بس في شغلنا الشك بيكون في الكل علشان نوصل للحقيقة
ظلا يتحدثان معاً ليغادر أنور و قرر أن لا يخبر زوجته بشيء حتى يتأكد من الأمر بنفسه
❈-❈-❈
في لندن أعدت شاهي حقيبتها و اتجهت للمطار فهي لا تريد الانتظار أكثر من ذلك و قررت التحدث مع سليم بعد عودتها و إخباره أنها تريد أن تعود للعمل في المكتب و إن رفض ستقدم استقالتها و تفتح مكتب محاماة خاص بها كانت تنظر حولها علها تجده أمامها لا تعلم أنه كان يراقبها قبل رحيلها لا ينكر أنه أراد السفر لكن عليه إنهاء بعض الأمور المتعلقة بالعمل أولاً ثم يعود لاستعادة حبه الضائع
بعد أن اطمئن أن الطائرة غادرت قام بالاتصال ب رائد فهما كانا على تواصل معاً منذ رحيله و هو من كان يخبره بكل شيء متعلق بها
ـ رائد محتاج مساعدتك إنت عارف الفيلا الجديدة عاوز تجهزها علشان في خلال أسبوع هكون عندك
تفاجأ رائد من طلبه ليجيبه بهدوء :
ـ أخيراً يعني قررت بس إيه السبب في تغيير موقفك !!
أخبره أسر بكل شيء و لقائه بشقيقته في لندن تفاجأ رائد في البداية لكن أخبره أنه سينهى الأمر سريعاً
وصلت شاهي و لكن انتبهت لقلق والدتها و حين سألت رائد لم يستطع إخبارها بالحقيقة ليخبرها أن هناك خلافاً بين والديها كالعادة قررت أن تتحدث مع والديها في أمر خطبة شقيقها كي تنهي هذا الأمر معهما لكنها اتجهت للشركة أولاً و تفاجأت بحالة الحزن التي سيطرت على جميع العمال اتجهت لمكتبها لتجد سارة رحبت بها كثيراً و لكن انتبهت سارة لحزنها
لتهتف بمزاح و ابتسامة :
ـ أنا قلت هتجيبي هديتي ترجعي زعلانة لأ كده عاوزة أفهم الحكاية
أخبرتها شاهي بكل ما حدث معها منذ سفرها حتى عودتها ثم أكملت :
ـ أنا هقابل الأستاذ سليم و لو رفض رجوعي للمكتب هستقيل
سارة بحزن و تردد :
ـ الأستاذ سليم مش موجود الفترة دي خاصة بعد الحادثة
هتفت شاهي بتعجب شديد :
ـ حادثة إيه و ليه كل الموجودين حالتهم حزينة إيه الحكاية
ـ إنتي عارفه إن المسؤول عن الشركة المهندس جسار عمران هو و عمته و الأستاذ سليم متجوز عمته من يومين بنت عم جسار انفـ.ـجرت بيها العربية
وضعت شاهي يدها على وجهها بصدمة بعد أن استمعت لهذا الخبر لم تتوقع أن يحدث هذا الأمر مع فاطيما فهي التقت بها عدة مرات منذ عملها في الشركة لتقرر تأجيل استقالتها لوقت لاحق ظلوا يتحدثوا معاً لتعود شاهي لمنزل والدها كي تتحدث معه .. وصلت لتجلس في الخارج استقبلتها والدتها بابتسامة فهي لم تتوقع أن تعود مرة أخرى لتجد رائد يقترب منهم
هتف بجدية شديدة :
ـ كويس إنك رجعتي فيه موضوع مهم خاص بالشركة كنت عاوز أعرف رأيك فيه
أجابته بهدوء :
ـ رائد الشركة مسؤوليتك أنا قلتلك كده من زمان
اقترب أنور منهم و جلس رفض التحدث كي لا يحدث أي صدام بينهم و أخبرتهم شاهي في أمر خطبة شقيقها كانت نظرات والدتها هادئة لأن رائد أخبرها في السابق و أبدت موافقتها ليتذكر أنور حديث حسن معه و لم يعترض ليقوم رائد بالاتصال بوالد سارة و أخبره أنه سينتظرهم في مساء اليوم التالي و كانت شاهي سعيدة من أجل شقيقها لتذهب لمنزلها بعد ذلك مر اليوم سريعاً ليذهب رائد برفقة شقيقته و والديهم ليقرروا أن تتم حفلة الخطبة نهاية الأسبوع و في أحد الأيام طلب رائد من شاهي أن تلتقي به في منزل ما كانت متفاجأة و تذكرت حديثها السابق مع أسر حين أخبرته عن مواصفات منزلهما معاً في الخارج حديقة أزهار جميلة و أرجوحة صغيرة و حمام سباحة دلفت للداخل لتجد رائد ينتظرها
هتف بهدوء شديد :
ـ دي فيلا لصاحبي هو مسافر و راجع بعد يومين محتاج تساعديني في تجهيزها و الفرش
ابتسمت بهدوء لتجيبه بغيظ :
ـ يومين إنت ناسي إني مشغولة مع سارة في تجهيزات الخطوبة و دلوقتي تقولي نجهز الفيلا دي في خلال يومين
هتف بطريقة كوميدية :
ـ مفيش غيرك ممكن يساعدني بعدين أنا واثق في اختيارك لو سارة كانت فاضية كنت قلتلها تساعدك
أومأت بموافقة لتجيبه بتعجب :
ـ طيب مش ممكن صاحبك ميعجبوش اختياراتي
ابتسم بمكر :
ـ لا اطمني لو اعترض أنا المسؤول يلا بقى مفيش معانا وقت
ابتسمت له و اتجها لرؤية معارض الأثاث لاختيار الأثاث و في اليوم التالي أكملا تجهيز الفيلا لتنظر لها بابتسامة أتى يوم الخطبة و كانت ترتدي فستاناً أحمراً طويلاً وسط نظرات البعض لها بإعجاب وقفت جوار صديقتها لكن وقفت مصدومة بعد رؤيتها له لم تتوقع أن يعود من أجلها مرة أخرى
الفصل السادس
قبل يوم الخطبة عند أسر في لندن رتب كل شيء في الشركة قبل سفره بينما كانت لمياء تتابع ما يحدث في هدوء فهي قد قامت بالحجز معه على نفس الطائرة دون إخباره كي لا يعترض و كان عليه العودة كي يكون بجوار صديقه بعد أن علم بموت شقيقته ليخبره رائد أنه قام بترتيب المنزل كما أراد و أخبره بأمر خطبته و طلب منه أن يحضر الحفلة اعترض رائد ليوافق آسر في البداية لكنها فرصة مناسبة كي يري فتاته المشاغبة و العنيدة طلبت لمياء أن تقوم بتوصيله للمطار ليوافق فكان في اعتقاده أنها بدأت تفكر في مستقبلها صعد للطائرة و جلس لينظر بتعجب بعد رؤيته لها تجلس على المقعد جواره
تحدث بتعجب و تهكم :
ـ إنتي هنا إزاى !!
أجابته بتوسل و حزن :
ـ أسر أرجوك أنا مش هقدر أعيش هنا لوحدي خليني أسافر معاك و أوعدك مش هسبب ليك أي إزعاج
لا يعلم ماذا يفعل لكنها أربكت كل خططه رفض التحدث معها طوال الرحلة ليتجه لأحد الفنادق فهو لا يستطيع أن يذهب للمنزل و يتركها وحدها حجز غرفتان و اتجه ليرتاح قليلاً في غرفته و هو يفكر في رد فعل عمه و شاهي بعد رؤيتهم له في المساء أخبر أسر ' لمياء أنه سيذهب للقاء صديقه لم تعترض لأنها تعلم أنه غاضب منها ... حاول الاتصال ب نزار عدة مرات لكن كان الهاتف مغلقاً ليقوم بالاتصال ب سليم ليخبره عن حالة صديقه
ـ أسر كويس إنك رجعت مصر أعتقد مفيش غيرك ممكن يتكلم مع نزار حاولنا كلنا معاه لكن رافض يسمع حد فينا
أسر بحزن على حالة شقيقه لأنه يعلم جيداً العلاقة بينه و بين أخته :
ـ أطمن يا باشا متقلقش بس هو هيحتاج وقت علشان يتقبل الموقف إنت عارف علاقته بأخته كانت إزاى
سليم بحزن فهي كانت بمثابة ابنه له :
ـ عارف يا أسر للأسف الحادثة دي دمـ.ـرت الكل بعد ما كانت العلاقة تتحسن بين جسار و بينه للأسف رجعت لنقطة الصفر من الأول و جسار مش عاوز يقتنع إنه قضاء و قدر
تنهد أسر بحزن بسبب ما حدث :
ـ الوقت كفيل يحل كل شيء المفروض دلوقتي يتحدوا سوا مش يبعدوا و إلا محاولاتنا علشان نوقف الشركة مرة تانية في السوق مش هتنجح .. أنا عندي مشوار مهم هخلصه و أجي أقابل نزار لو حضرتك موافق
سليم بغضب مصطنع :
ـ إنت بتطلب الإذن بجد حسابنا بعدين
أغلق معه ليتجه بعد ذلك لرؤية رائد و تهنئته على الخطبة وصل و رغم التردد الذي كان يشعر به لكنه دلف للداخل وقف بعض الوقت و هو يشاهد شاهي التي شعرت بالصدمة من وجوده و لم تنتبه لنظرات والدها الغاضبة اقترب رائد منه و رحب به كثيراً و كان سعيداً بسبب رؤيته فهو كان يرفض الحضور كي لا يحدث شجار بينه و بين أنور لكنه صمم أن يكون معه فهو من ساعده في تخطي أزمته السابقة و منذ ذلك الحين و هما أصدقاء .. كانت ملك تراقب ما يحدث بقلق و خوف على ابنتها التي كانت تقف جوار سارة التي انتبهت لتوترها ركضت للخارج فهي تريد أن تخرج في الهواء ذهب خلفها ليجدها تبكي أراد الاقتراب منها و شعرت بوجوده
هتف بهدوء شديد و جدية :
ـ ارجعي للحفلة أخوكى محتاجك معاه دلوقتي هنتكلم بعدين
أجابته بسخرية و استنكار :
ـ مفيش بينا كلام يا ابن عمي إنت نهيت العلاقة زمان الأفضل تبعد عني و لا تحب ملف قضيتك يتفتح مرة تانية
تنهد بهدوء لأنه يعلم أنها غاضبة منه كثيراً و أي شيء سيتفوه به لن يغير حقيقة أنه تخلى عنها :
ـ أوقات بنبعد عن اللي بنحبهم علشان نحميهم أنا مش هيأس لإني عارف إنك بتحبيني أنا للأسف مضطر أمشى بس هنتقابل تاني عندي مشوار مهم
ـ أهم مني !!
ندمت على ما تفوهت به ليجيبها بجدية و هو ينظر في عينيها
ـ مفيش عندي حاجة أهم منك بس إنتي عنيدة تعرفي أنا بفكر في إيه دلوقتي
ـ بتفكر في إيه بعدين رأيي تقول أفكارك للسكرتيرة اللي معاك
ابتسم بسبب غيرتها ل يردف بتحدى :
ـ فعلاً كلامك صح لمياء مش عنيدة و
نظرت له بغضب شديد لترفع إصبعها على فمه :
ـ طيب روح و أتكلم معاها يا أسر بس وقتها شوف هعمل معاكم إيه
حاول أن لا يبتسم كي لا تغضب أكثر :
ـ هتعملي إيه يا حبيبتي
ضربت قدمها في الأرض كالأطفال لتسير من أمامه كي لا تستلم لقلبها
في الداخل عند أنور أراد الذهاب خلف أسر لتمنعه ملك فهي تريد أن ينتهي الحفل بهدوء دون حدوث أي قلق .. غادر أسر و قرر الذهاب لرؤية نزار و التحدث معه لينتبه لها أنها تقود سيارتها و ذهبت خلفه .. أرادت أن تلحق به لتعلم مكان إقامته ثم تقرر ما ستفعله به لاحقاً لكنها أقسمت أنها ستجعله يندم على تخليه عنها الفترة السابقة
❈-❈-❈
وصل أسر للفيلا كان متجهاً للداخل ليجد فتاة صغيرة تجلس في الحديقة اقترب منها بهدوء كانت ملامحها هادئة رغم الحزن البادي عليها
هتف بهدوء و هو يقف خلفها :
ـ مساء الخير ممكن أقابل نزار أو عمي سليم
نظرت له كثيراً من هذا الشخص الذي يطلب لقاء والدها أجابته بهدوء :
ـ إنت تعرف بابا و جدو سليم منين
رغم مكوثه في لندن فهو لم يلتقِ بأي أحد من أفراد أسرته سوى سليم فقط بسبب عملهم معاً تفاجأ من ذكرها كلمة بابا فهو يعلم أن صديقه لديه طفلين توأم مازالا صغيرين لتهتف فريدة بهدوء :
ـ عمو
اقترب منها ليضع يده على شعرها و يجيبها بابتسامة :
ـ أنا جاي أقابل نزار إحنا أصحاب أنا كنت مسافر و رجعت النهارده
أومأت برأسها بموافقة و أردفت و هي تقف كي تتجه للداخل لتخبر نزار عن هذا الزائر :
ـ أتفضل في أوضة المكتب و هبلغ بابا بس أقوله مين عاوز يقابله
سار معها للداخل ليجيبها :
ـ قوليله آسر عمران
دلفا للداخل لتجعله يجلس في غرفة المكتب و صعدت للأعلى لتخبر نزار وجدت والدتها تخرج من الغرفة و تحمل عاليا التي كانت تبكي كي تطعمها و تعود بها مرة أخرى
تحدثت فريدة و هي تقترب من والدتها :
ـ ماما فيه واحد تحت عاوز يقابل بابا
علياء بتعجب مين عاوز يقابل نزار بعدين إنتي عارفه إنه رافض يشوف حد هنزل أعتذر منه و يقابله مرة تانية
أمسكت فريدة يد والدتها كي تنتظر :
ـ خلينا نبلغ بابا الأول لو رفض هقول ل جدو سليم يقابله
طرقت علياء الباب لتدخل برفقة فريدة لم ينظر لهما لتهتف فريدة بحزن :
ـ بابا فيه ضيف تحت بيسأل عليك و عاوز يقابلك
تحدث بعدم اهتمام :
ـ مش عاوز أشوف حد اعتذروا منه أو قولي ل عمر يقابله
أومأت فريدة بهدوء و هي تتجه للخارج :
ـ حاضر يا بابا بس هو سأل عليك و على جدو سليم هنزل أقول ل جدو يقابله
تعجب نزار من هذا الشخص ليسألها :
ـ مين هو يا فريدة و إسمه إيه !!
أجابته و هي تعود للداخل مرة أخرى :
ـ إسمه أسر عمران
تفاجأ نزار حين استمع للاسم فهو لم يظن أن أسر قد يعود ليبتسم بحزن و وقف لكي يذهب لرؤيته :
ـ علياء خليكي هنا مع الأولاد مش هتأخر
تحدثت علياء بتعجب فهو كان يرفض رؤية أي شخص منذ وقوع الحادثة لكن يبدو أن هذا الزائر تربطه علاقة جيدة بزوجها :
ـ مين ده يا نزار أظن سمعت الإسم ده كتير و إحنا في لندن
أردف بجدية قبل أن يغادر :
ـ أسر شريكي أنا و بابا في الشركة التانية فريدة اطلبي منهم يعملوا قهوة لينا
هبطت معه للأسفل لتخبر الخادمة أن تعد القهوة و هي ستقوم بتقديمها دلف نزار لغرفة المكتب ليقف أسر بعد رؤيته له رحب به نزار ليجلسا معاً كي يتحدثا
تحدث أسر بهدوء و هو يشاهد حزن صديقه :
ـ أنا معرفتش عن الحادثة غير من يومين بس و مكنتش قادر أسيب الشركة قبل ما أرتب كل حاجة سامحني إني مكنتش موجود معاك
تنهد نزار بحزن و أجابه :
ـ مفيش حاجة يا أسر أطمن مش زعلان منك بعدين أنا عارف إن المسؤولية كانت كلها عليك السنة اللي فاتت
أردف بجدية شديدة :
ـ إحنا أخوات يا نزار مش أصحاب بس كفاية مساعدتك ليا من أول يوم اتقابلنا فيه بجد إنت الوحيد اللي قربت مني لما عرفت حقيقتي
ابتسم له نزار بحزن ليكمل أسر :
ـ هي الحادثة إيه سببها و مين يفكر يإذي بالطريقة الخطـ.ـيرة دي
قبل أن يجيبه نزار طرقت فريدة الباب دلفت و هي تحمل القهوة على الصينية وضعتها أمامهما لتهتف قبل أن ترحل :
ـ محتاج حاجة تاني يا بابا
نزار بهدوء و هو يبتسم لها :
ـ لا يا حبيبتي خلاص روحي مع ماما و أخواتك
غادرت ليهتف أسر بجدية :
ـ مين دي يا نزار و إيه كلمة بابا دي
ـ إنت عارف إني اتجوزت علياء و هي كانت متجوزه قبل كده دي تبقى بنتها المهم قولي ناوى تقعد قد إيه مش كفاية بقى غربة
ارتشف أسر من فنجان القهوة ليجيبه :
ـ بفكر أستقر هنا خلاص رغم كل القلق اللي هعيش فيه بس كفاية كده العمر بيضيع بس مش عارف هنجح في الاختبارات الجاية و لا لأ
تنهد نزار و أردف بجدية :
ـ خليك واثق في حبك و متسمحش لحد يقف في طريقك إنت قادر على الجاي و أنا هساعدك أكيد
ظلا يتحدثان معاً و أخبره أسر على ما ينوى فعله ليخبره أنه معه في أي قرار و عرض عليه أسر أن يقيم في أحد الشقق الخاصة بالمجموعة و أخبره أن تكون خاصة ب لمياء كي يستطيع التحرك بهدوء و أيضاً طلب منه أن يجد عمل لها في الشركة وصل سليم من الخارج و علم بوجود أسر اتجه لغرفة المكتب ليرحب به ليخبره أنه بحاجة لوجوده معه في الشركة ليساعده فمنذ تلك الحادثة و هو يحاول إنقاذ الشركة من بعض الأزمات وافق بعد تفكيره أنه بهذه الطريقة سيرى شاهي وقتاً أطول ليعود للفندق بعد ذلك فهو بحاجة للراحة و التفكير في القادم
❈-❈-❈
انتهت حفلة الخطبة ليعود أنور برفقة زوجته للمنزل و هو غاضب بسبب عودة أسر من جديد رغم القلق الذي شعرت به ملك إلا أنها اطمأنت على ابنتها لأنها تعلم أنه لا يوجد شخصاً يستطيع أن يجعل ابنتها تشعر بالسعادة و الإطمئنان سوى آسر وصل رائد ليجد والده في انتظاره جلس و هو يتابع نظرات والده
هتف أنور بغضب :
ـ أسر عرف منين عن خطوبتك و مين طلب منه يحضر الحفله
حاولت ملك أن تنهى الأمر الآن و يتحدثان لاحقاً :
ـ أنور الوقت متأخر نتكلم بكره و كلنا محتاجين نرتاح
ليهتف بتحدي فهو لن يقبل بالهزيمة :
ـ جاوب على أسألتي ساكت ليه
رائد بتنهيدة و هو يتابع قلق والدته :
ـ أظن الكلام لازم يكون في وجود شاهي لأن الموضوع مرتبط بيها
ملك بتنهيدة عميقة :
ـ أنور أرجوك كفاية و فكر في بنتك و سعادتها مرة واحده إنت أكتر واحد عارف إنهم بيحبوا بعض كفاية وجع ليهم بقى و لا تحب تضيع مننا تاني و المرة دي مش هنقدر نرجعها
هتف بسخرية و استنكار :
ـ ياترى مين المسؤول عن ضياعها أول مرة و لا نسيتي إحنا وصلنا للحالة دي بسببك إنتي لولا إهمالك كنا هنعيش حياة هادية لو حد فينا مسؤول عن تدمير البيت ده و العيلة يبقي إنتي و متفكريش إني هقبل يكون فيه علاقة بين أسر و شاهي أبداً
تحدث رائد بتوتر شديد لأنه يعلم أن والده لن يغير رأيه في أسر بسهولة :
ـ بابا أسر ابن عمي و متنساش إنه ساعدني و إلا كنت هبقى مدمن دلوقتي هو
قاطعه أنور و أردف بغضب :
ـ أسر مفيش أي رابط يجمع بينا و بينه سمعت أنا معنديش أخوات و تبلغه الرسالة دي لو حاول يقرب من أختك هيندم
تحدثت ملك بتحدي شديد :
ـ متوقع لو أذيته بنتك هتسامحك دي لغاية النهارده رافضة تسامحك إنك فرقت بينهم إنت داخل رهان خسران المرة دى أنا مش هسكت لأ هشوف سعادة بنتي فين و أقدمها ليها مهما كان التمن
غادر و تركهما فهو لا يريد أن يحدث صراعات أخرى بينهم في هذا الوقت ظل يفكر في أسر و سبب عودته لكنه لن يسمح له باقتـ.ـحام حياتهم من جديد حاول معرفة عنوانه و فشل لكنه يعلم أنه سيتواصل معه عاجلاً أم أجلاً .. طلبت ملك من رائد أن يقوم بتوصيلها لمنزل شقيقته فهي تريد أن تطمئن عليها وافق فهو أيضاً يريد الإطمئنان عليها .. عادت شاهي للمنزل و هي تفكر في سبب وجود أسر في تلك الفيلا كان الفضول يزداد داخلها لكنها ستعلم لاحقاّ استمعت لصوت سيارة في الخارج في البداية ظنت أنه أتى إليها لكنها شاهدت من النافذه أخاها و والدتها فتحت لهما الباب ليدخلا أعدت لهما القهوة و عادت إليهما انتبهت والدتها لحزنها
ـ شاهي اتكلمى قولي اللي جواكي
تحدثت بدموع و هي تنظر لوالدتها :
ـ مش عارفه يا ماما أنا محتاجة وجودك معايا أوي حاولت كتير أعيش من غيره كتير حاولوا يقربوا مني بس مقدرتش أنا مكتوبة ل أسر من أول يوم بس موجوعة علشان بعد عني لو كان استنى كنا حا.ربنا سوا لكن هو هرب
قررت ملك إخبار ابنتها بالحقيقة لإنهاء هذا الأمر :
ـ أسر هرب علشانك إنتي مش عارفه حاجة اللي بيحب بجد بيضحى علشان اللي بيحبه إنتي عارفه الناس و كلامهم وقتها كان صعب تكملوا سوا مفيش حد كان هيرحمكم كمان وصل لوالدك فيديوهات ضد أسر لو كانت وصلت للنيابة صدقيني مفيش أي حد كان هيقدر ينقذه من السجن أسر قرر يرجع علشانك و هو عارف إن رجوعه فيه خطر عليه
كانت تستمع لحديث والدتها بصدمة لم تتوقع أن يصل الأمر مع والدها لهذه الدرجة لتهتف بعتاب و هي تنظر لشقيقها :
ـ إنت كنت عارف برجوع أسر صح و بيت صاحبك هو بيته ياترى مخبى عني إيه تاني
نظر لها بشفقة و قرر إخبارها بكل شيء :
ـ أنا و أسر أصحاب من زمان و هو اللي ساعدني أدير الشركة شاهي في الأول طلب أقوله أخبارك و لما رفضت قال هيشوف شخص يعرفه عنك كل حاجة و لأني اتاكدت من حبكم لبعض كنت بقوله الأخبار المهمة بس
لم تجبه لتتجه لغرفتها فهي لا تريد معرفة شيء آخر يكفي
كانت جيهان تجلس و تفكر في الخطة التالية لتجد ريان قادماً و يبدو عليه التوتر
هتفت بقلق شديد :
ـ إيه الحكاية و ليه قلقان كده
أجابها بتوتر و قلق :
ـ كل اللي خططنا علشانه هيضيع
تحدثت بعدم فهم :
ـ أنا مش فاهمه بعدين الخطة ماشية تمام ليه القلق
أردف بسخرية و استنكار :
ـ أسر رجع مصر