رواية يوم زفافي
الفصل الاول1
بقلم مريم الشهاوي
فتح الباب ولقى بنت بفستان فرح، وجهها مضر وب وبينزل د م من مناخيرها. أول ما فتح الباب دخلت على طول ووقفت ورا الباب.
يامن بذهول: "إنتِ مين؟"
البنت وهي بتعيط وإشارتله بإيدها: "هووششش"، وقفلت الباب بإيدها بسرعة.
يامن بعصبية: "اتفضلي اطلعي برا..."
الباب خبط، وهي برقـت وتوسلتله وقالت بصوت واطي: "أرجوك، أرجوك."
فتح الباب ولقى راجل ببدلة واقف قدامه: "لو سمحت، ما شوفتش عروسة بفستان فرح نازلة من هنا؟"
يامن بص على البنت اللي واقفة ورا الباب وهي منهارة من العياط وبتشاورله براسها لأ.
يامن بص للراجل وابتسم: "ألف مبروك..."
الراجل: "الله يبارك فيك."
يامن: "أنا سمعت صوت جزمة بكعب نازلة بسرعة، بس ما شوفتهاش."
الراجل: "نازلة؟"
يامن: "أيوة، من هنا."
الراجل: "بس أنا سمعت باب بيتك بيتقفل و..."
يامن بلا مبالاة: "كنت برمي الزبالة وشوفتها نازلة زي ما قلتلك."
الراجل: "تمام، شكرًا."
نزل الراجل بسرعة، ويامن قفل الباب وبص ليها: "إنتِ هر بانة ليلة فرحك!"
البنت لسه هتتكلم بس اغمى عليها يامن اتخض على حالتها وشالها دخلها جوا حاول يفوقها كتير بس مبتفوقش الظاهر اتعرضت لصدمة عصبية
يامن: "يا ربي على الكدمات اللي في وشها والنز يف ده."
حاول يامن يوقف النزيف من وشها.
زوج البنت نزل تحت واتصل بوالدها.
الراجل: "قسمًا بالله إن ما عرفت لي بنتك فين، لأخليك على الحديدة زي ما بيقولوا، وهتاكل من الشارع إنت وعيالك."
والد البنت (عاصي): "لا يا باشا، هجبها لك، ولو هربت لكوكب تاني."
الراجل بصوت عالي: "تجيلي."
عاصي: "أجيلك إزاي بس؟ المسافة طويلة، اتصرف إنت عبال ما أنا أجي. أنا هلبس وجاي لك، شوف الكاميرات، شوف راحت من أي طريق."
الراجل: "طب اقفل، اقفل."
الراجل: "مين ماسك كاميرات المكان هنا؟"
-البواب معاه نسخة من الكاميرات اللي برا العمارة واللي جوه العمارة.
الراجل شرد شوية: "اللي جوه العمارة؟"
البواب: "أيوة، بس مش هتلاقيه صاحي دلوقتي، بيصحى عالنهار كده، خمسة ستة."
الراجل طلع شقته وبقى متجنن، هي راحت فين؟
---
بعد فترة طويلة البنت ابتدت تفوق ويامن قاعد جنبها طول الوقت بيفحصها. البنت حاولت تقوم ونزلت دمعة من عينها.
يامن: "إنتِ كويسة؟ أنا حاولت أصحيكِ كتير بس..."
البنت: "أنا آسفة على الإزعاج... لولاك كان خلّص عليا الليلة دي."
يامن: "يخلّص عليكي؟ هو مش ده اللي إنتِ اتجوزتيه النهاردة؟"
البنت بتعب: "أرجوك مش عايزة أتكلم... شكرًا ليك إنك حاميتني منه."
حاولت تقوم بس صرخت بصوت عالي.
يامن بخضة: "في إيه؟ في إيه؟"
البنت ببكاء: "آآآه، ضهري!"
يامن بص على ضهرها وانصدم مما شافه؛ ضهرها كله د م!
يامن مسكها وعدّل وضعها: "لازم نوقف النز يف ده."
البنت منهارة من البكاء: "مش قادرة، سيبني... سيبني أرجوك."
يامن بصوت عالي: "أسيبك إزاي؟ إنتِ مش شايفة منظرك."
البنت اتخضت من صوته وعيطت أكتر. يامن حط إيده على راسه وهو مش عارف يتصرف، وبعدين فجأة حضنها وقال: "اهدي... أنا آسف."
البنت مسكت فيه وكأنها كانت محتاجة لحد يحس بيها ويحتويها.
هديت شوية، وهو عدل وضعها في حضنه عشان يقدر يفحص ضهرها.
يامن بتوتر: "أنا هكلم دكتورة أعرفها تيجي تعالج ضهرك ولو في كدمات أو نز يف تاني في جسمك توقفه."
البنت هزت راسها بموافقة وهي موجوعة.
---
يامن اتصل بأخته: "نورا، عاملة إيه؟"
نورا بنعاس: "أنا الحمد لله... إيه التوقيت ده؟"
يامن بص على الساعة لقاها أربعة الفجر: "أنا آسف والله يا نورا بس أنا محتاجك أوي."
نورا: "خير؟"
يامن: "اطلعي لي وأنا هفهمك، مش هينفع في التلفون."
نورا: "إنت عارف إن هشام نايم ومينفعش أطلع في وقت زي ده."
يامن بقلق: "عندي واحدة محتاجة تتعالج ضروري."
نورا بدهشة: "واحدة في شقتك؟!"
يامن: "بسرعة، ونبي اطلعي بسرعة."
نورا: "حاضر، هصحي هشام."
يامن: "تمام.. بصي، هاتي غيار معاكي للبنت."
نورا: "غيار؟ غيار إيه يا يامن؟ إنت عملت إيه ومين دي؟"
يامن: "والله هقولك كل حاجة بس لما تطلعي."
---
نورا صحت هشام، جوزها.
هشام بنعاس: "إيه يا نورا؟"
نورا: "يامن عاوزني أطلع له، بيقول عنده بنت محتاجة تتعالج ضروري."
هشام: "بنت... جابها منين؟ وبعدين الساعة كام دلوقتي؟"
نورا: "أربعة الفجر ، هطلع أشوفها بقا..."
هشام: "استني، أنا قايم معاكِ."
نورا: "لا، خليك دا يامن فوقينا. الجو برد عليك دلوقتي، أنا خمساية وراجعة، متقلقش."
---
نورا ويامن إخوات ساكنين في عمارة واحدة، مامتهم متجوزة وباباهم ميت.
يامن قفل معاها وقال: "زمانها جايه."
يامن للبنت: "هو ضار بك بإيه الوا طي دا عشان يخلي ضهرك ينز ف بالطريقة دي؟"
البنت بصتله ومردتش، استنوا نورا تيجي.
نورا جات وعلامات الاستفهام على وشها.
يامن: "جوا."
نورا: "جبتها منين ولا عرفتها فين ومن دي أصلًا؟"
يامن: "مش وقته أسئلة يا نورا، هجاوبك بعدين، ادخلي انقذيها."
نورا دخلت واتصدمت من منظر البنت، قربت عليها بخوف: "إنت... إنت عروسة! بس إيه كل الضر ب اللي في وشك دا؟"
عيونها دمعت وكملت: "مين عمل فيكِ كدا؟"
يامن بنرفزة: "ماهو مش راجل اللي يستقوي على ست بالشكل دا، ميبقاش راجل... جوزها اللي عامل فيها كدا وهي هر بت منه."
نورا اتفاجئت: "متقوليش... إنت زفة العروسة اللي كانت من كام ساعة دي؟"
البنت هزت راسها بأيوة ودموعها نزلت بألم.
يامن: "أنا هطلع برا... جبتي غيار معاكي زي ما قولتلك؟"
نورا: "آه، جبت، سيبنا..."
يامن طلع برا رايح جاي... يفكر هيتصرف إزاي؟ أيه حكاية البنت دي؟ هو لازم يجيب حقها ولا يداويها ويخليها تمشي؟ يعمل إيه؟ مش عارف يفكر، وكل اللي بيفكر فيه هو البنت دي حكايتها إيه؟
نورا قلعتها الفستان بهدوء، وعلامات الدهشة جت لها: "يا ربييي... كل دا ضر ب... إنتي استحملتي كل دا؟ دا حيوان، أكيد مجنون، مش طبيعي أبدًا."
البنت كانت بتعيط بقهرة، ونورا أخدتها في حضنها وعيطت معاها: "متخافيش، إنتي هتبقي كويسة... مش هنسيب الحيوان دا وهنجبلك حقك، حبيبة قلبي، اهدي."
نورا داوتلها جروحها وحاولت تتكلم معاها: "في جروح قديمة... هو كان بيضر بك زمان برضو وإنتو مخطوبين؟"
البنت طلعت صوتها بالعافية: "دا... أبويا."
نورا الدنيا لفت بيها ومش مستوعبة حالة البنت، حاولت تواسيها ولبستها هدومها وخرجت برا.
يامن: "عاملة إيه دلوقتي؟"
نورا اترمت في حضنه وبعياط: "مش كويسة خالص يا يامن... البنت متدمرة، كل جسمها متبهدل. تصوّر فيه جروح قديمة في جسمها. بقول لها مين؟ قالت إن أبوها كمان كان بيضر بها... إحنا لازم نجيب للبنت دي حقها يا يامن... صعبت عليا أوي. حطيت نفسي مكانها و..."
يامن بعدها عنها وبصلها بحب: "هششش، اهدي... البنت في أمان معايا. أنا هدخل أفهم حكايتها، ولو عرفت أساعدها مش هبخل عليها أبدًا."
نورا: "أه ونبي يا يامن، البنت محتاجة لإيد تنجيها من اللي عايشاه."
يامن خبط على الباب: "ممكن أدخل؟"
البنت: "اتفضل."
يامن دخل وابتسم لها: "قولتي اسمك إيه؟"
البنت: "اسمي فرح."
يامن شد كرسي وقعد قدامها: "معقول يبقى اسمك فرح ودي تبقى حياتك؟"
فرح ابتسمت بحسرة: "نصيب... أنا آسفة لإزعاجكم... أول ما يطلع النهار همشي."
يامن: "تمشي تروحي فين؟"
فرح: "أي حتة."
يامن: "أنا ممكن أساعدك... عرفيني إنتي مين وأهلك فين، وصدقيني مش هسيبك."
نورا: "إحنا جنبك وفي ضهرك."
فرح لأول مرة قلبها يدق فيه أمل وحاولت: "أنا من بورسعيد."
نورا: "طب متجوزتيش هناك ليه؟ إيه اللي جابك لحد إسكندرية؟"
فرح: "كليتي هنا."
يامن حاول يغير الموضوع: "كلية إيه؟"
فرح: "كلية علوم."
نورا: "طب هو عمل معاكي كدا ليه؟ وباباكي..."
فرح بألم: "لو سمحت، مش قادرة أتكلم عن اللي حصل... أنا متشكرة إنكم استقبلتوني في بيتكم وأنا همشي..."
يامن: "مش هتمشي."
فرح باستغراب: "يعني إيه مش همشي؟"
يامن: "زي ما سمعتي... إنتي هنا في حمايتي لحد ما نشوف أهلك فين، بس مش هتتحركي لوحدك... إنتي مش شايفة حالتك، محتاجة وقت عشان تبقي كويسة."
فرح بنرفزة: "إنتوا تعرفوني... شوفتوني قبل كده... ليه مديني الأمان دا؟ مش يمكن أطلع حرامية وأفلم عليكم... أنا همشي أول ما النهار يطلع وهروح في أي حتة، أشتغل وأصرف على نفسي، المهم أبعد عن أهلي وحياتي القديمة نهائي."
يامن: "تمام، قومي..."
قرب منها ومسكتها من إيديها: "باقي ربع ساعة والنهار يطلع يدوبك، قومي يلااا."
نورا: "براحة يا يامن... اعذر حالتها، إنت مشوفتش اللي هي شافته، بلاش تقسى عليها."
يامن: "هنشوف هتمشي ولا لا... يلا قومي امشي."
فرح عاندته وقامت بالعافية، مشيت خطوتين لقدام بصعوبة، وبعدها وقعت على الأرض بتتوجع جامد.
يامن قرب منها وشالها بين إيديه وحطها في السرير تاني.
قعد قدامها وقال ببرود: "يبقى تحكي..."
نورا: "فرح حبيبتي، إحنا مش حابسينك، بس على الأقل امشي من هنا وإنتِ كويسة."
يامن: "أنا بسمع..."
فرح اتنهدت: "الحكاية بدأت من آخر يوم امتحانات ليا في سنة تالتة. كنت رايحة السكن بتاعي، وفي شباب وقفوني و..."
صوت رزع على الباب وخبط جامد.
نورا جريت على فرح وحضنتها، ويامن قام بحذر.
فتح الباب بعصبية: "إيه الغباء دا، في حد يصحي حد كدا... هبلغ عنكم، في إزعاج جيران."
الراجل: "وأنا هبلغ إن مراتي عندك يا حيوان. أنا راقبت الكاميرات مع البواب تحت أما صحي وشوفت إنها دخلت شقتك. وسّع..."
يامن: "ارجع مكانك أحسن لك."
الراجل ضرب يامن بالبُوكس وقع على الأرض ودخل الشقة: "فرح... إنتِ هنا أنا عارف... اطلعي أحسن لك مش هتهر بي مني... فرح..."
دخل الأوضة اللي فيها فرح، وفجأة حس بالمسد س على دماغه.
---