رواية زهرة الاقحوانة البيضاء
الفصل الرابع4
بقلم دعاء سعيد
نظرت زهرة لأبيها وهى لاتعلم بما ترد ع كلامه ...فهى لاتتذكر عما يتحدث ...وأخذت تنظر اليه وتتساءل فى رأسها...
(((ياترى إيه الموضوع اللى بابا بيتكلم عنه ده ومضايقه أوى منى!!!.... ازاى أنا مش فاكراه كأنه محصلش فى الذكريات؟؟؟؟))) ثم انتبهت ع صوت أبيها وهو يقول لها...
(((يلا يازهرة ..هتروحى معايا الشركة النهارده ...
علشان تبدأى تدريبك معانا...)))
كان عامر قد أسس شركة عقارات مع صديقه زكريا بعد فترة من وفاة زوجته زينب ...وقد التحق أحمد للعمل بها فور تخرجه......
خرجت زهرة بصحبة أبيها وركبت معه السيارة وهى فى ذهول من أمر عدم تذكرها لكل مايحدث......
مرت دقائق معدودة والصمت يخيم عليهما داخل السيارة ...
ثم كسرت زهرة الصمت مخاطبة أبيها...
((خلاص يابابا زى ماحضرتك شايف ...بس هدى نفسك ..أنا خايفة عليك.. )))
رد والدها غاضبا..(((مانتى لو فعلا خايفة عليا كنتى سمعتى الكلام من أول مرة يازهرة وبعدتى عن أسعد تماما..)))
تنهدت زهرة بعدما قال والدها ..أخيرا أدركت أن المشكلة تخص علاقتها بأسعد ..ولكن ماذا يعنى بأن تبتعد عن أسعد ..هل كان متقدم لخطبتها!!! أم أن أباها يقصد أمرا آخر
؟؟؟!!!
وصل عامر وزهرة للشركة ،فوجدا أحمد ووالده زكريا فى انتظارهما ....
وما إن وقعت عينى أحمد ع زهرة حتى ابتسم لها قائلا...
(((أخيرا يازهرة ..هتنورى الشركة وتشتغلى معانا )))
أجاب والدها ...
(((أحمد ...
زهرة من النهارده مسئوليتك أنت اللى هتعلمها الشغل كله..)))
ثم نظر لزهرة ولف ذراعه حول رقبتها مكملا كلامه...
(((عايزها أصغر مديرة شركة فى خلال سنة بإذن الله )))
رد أحمد مبتسما.....
(((متقلقش ياعمى...انا هاعلمها كل صغيرة وكبيرة فى الشركة بإذن الله )))
ذهبت زهرة مع أحمد الذى أخذ يتجول بها داخل الشركة ليعرفها ع موظفى الشركة ....وكان يقدمها ع انها مديرة الشركة المستقبلية...
كانت زهرة تتجول مع أحمد وهى منبهرة بحب الجميع وتقديرهم لشخصه ....
كما أدهشها حرصه ع اعطائها قدرها أمام الجميع منذ اليوم الأول وكيف يتحدث عنها بفخر مبالغ فيه وهو المهندس المجتهد ذو المكانة الرفيعة فى الشركة و الذى يتولى امر معظم شئونها ...
شعرت زهرة كأنها ترى أحمد من جديد فلم تعتد منه الجرأة واللباقة فى الكلام ....كما انها تعجبت من عدم غيرته من كلام أبيها عندما لقبها بمديرة الشركة ...كيف له أن يقبل أن تترأسه من تصغره سنا وتقل عنه الكثير من الخبرة!!!!
كيف له إن يقبل مثل هذا الأمر !!! إلا لو كان فى داخله يفضلها ع نفسه...
ولأول مرة شعرت بأنه يحتل مكانا فى قلبها أكثر من مجرد الصداقة .......
ولكن كيف وهى التى كانت طوال الوقت لاترى غير أسعد !!!...
كيف فجأة وجدت نفسها بدأت تتعلق بأحمد لمجرد انه أجاد اصطحابها فى جولتهما بالشركة ؟؟؟!!!
وبعد أن انتهي أحمد وزهرة من جولتهما بالشركة ..ذهبا إلى مكتبه ليتحدثا قليلا عن خطة العمل والتدريب الايام المقبلة ......
وما إن دخل حتى جلس أحمد ع مكتبه وجلست زهرة أمامه تنظر اليه ويعلو وجهها ابتسامة بلهاء ...
فبادرها أحمد قائلا...
(((هاه ...إيه رأيك فى اللى شوفتيه النهارده؟؟!!!)))
اجابته...
(((الصراحة ياباشمهندس ...كيان ضخم جدا محتاج حد خبرة زى حضرتك كده علشان يديره)))
ضحك أحمد ونظر لها قائلا....
(((انتى قدها وقدود ...انا واثق فيك وفى قدراتك يازهرة)))
بدأت دقات قلب زهرة تتسارع بعدما سمعت من أحمد
فقد امتدحها بطريقة جعلتها ع استعداد ان تبذل قصارى جهدها لتحقق ماقاله......
وبينما أحمد وزهرة مازالا يتحدثان ويضحكان معا.....
دخل عليهما عامر وزكريا وقد تهلل وجهيهما عندما رأى الاثنان وهما مندمجان فى الحديث...
.فتحدث زكريا قائلا....
(((عايزين بقى نفرح بيكم قريب يا ولاد...)))
فنظر له عامر بحده وكأنه يأنِبُه ع تعجله فى فتح هذا الموضوع ...
واحمد نظر بإحراج لزهرة التى تجمدت الابتسامة ع وجهها ونظرت إلى أبيها ثم استأذنت فى الانصراف قائلة...
(((بابا ، انا هسبقك ع البيت ..)))
فأجابها عامر ....
(((لا استنى ..انا جاى معاكى ..)))
وسلم ع زكريا واحمد وانصرف معها .......
وما إن ركبا السيارة ...حتى بادرته زهرة بسؤال...
(((إيه بقى موضوع أحمد ده ياسى بابا؟؟؟)))
اجابها عامر ...
(((لا موضوع ولا حاجة يا زهرتي...مانتى عارفة عمك زكريا وهزاره..)))
نظرت له زهرة بتمعن وهى تفكر فى حيرة محدثة نفسها ...
(((إيه الأحداث دى اللى انا مش فاكرة منها اى حاجة خالص.....هو انا خرجت من خط الذكريات لعالم تانى موازى ولا ايه !!!)))
وما إن بلغا المنزل ودخلا الفيلا حتى وجدا أسعد فى انتظارهما.......
سلم عامر عليه وسأله عن والده ثم استأذن منه وانصرف إلى غرفة مكتبه......
اما زهرة فقد سلمت عليه وجلست تتحدث اليه .....
فقال لها أسعد...
(((هاه يازهرة عملتى إيه فى موضوعنا؟؟؟!!!)))
اجابته بحيرة وقد وجدتها فرصة لمعرفة هذا الموضوع التى تحدث عنه أبيها وهى لا تتذكره.....
(((معلش ، فكرنى يا أسعد موضوع ايه؟؟؟!!)))
وهنا نظر لها أسعد بغضب وجذبها من ذراعها بعنف قائلا.....
(((طبعا مانتى كنتى فى الشركة مع الاستاذ أحمد ..
هتفتكرى ازاى مشروع الشراكة اللى بينا...)))
ومع هذه الجذبة العنيفة لذراع زهرة ...
شعرت وكانها تذكرت كل شئ ........
وفجأة أظلمت الدنيا من حولها ولم تعد تشعر بشئ .....
ثم سمعت صوت بعيد يصيح مناديا ......
(((بسرعة ياجماعة الحالة بتروح مننا .................
