رواية وهم الأقنعة الفصل التاسع9 بقلم فاطمة الزهراء
حكمت المحكمة حضوريا بحبس المتهم سامي عدنان بالسجن ١٨ عام مع الشغل والنفاذ
بدأت الأصوات ترتفع بالتهليلات منهم المعترضين على الحكم ومنهم الذين كانوا سعداء بعد رؤيته يقف خلف القضبان لقد انتهوا من شره و ابتزازه أخيراً .. بعد سمعاها الحكم تنهدت بقوة لقد أخذت حقها وقامت بمعاقبته كما أرادت اقترب يوسف منها ليضمها بسعادة و يهنئها لتنظر له بابتسامة بدأ الجميع بتهنئتها وهو يقف بعيد ينظر له بحزن كان يريد أن يأخذها من وسط الجميع و يختفوا معا كى لا يصل إليهم أحد ليغادروا للمنزل بعد ذلك .. لتقدم استقالتها رغم اعتراض يوسف لكنها فضلت أن تعيش من أجل طفلها وقررت أن تفتح عيادة صغيرة خاصة بها للكشف على المرضي لتبدأ بتأسيس حياتها الجديدة
❈-❈-❈
مر أسبوعان وهى تحاول التأقلم على حياتها الجديدة خاصة بعد عودة يوسف لعمله بعد إثبات براءتها والحكم فى القضية كانت تعد الطعام فى المساء لأنها تعلم أنه سيعود متأخرا اليوم لتسمع صوت دق على الباب لتنصدم بعد رؤيتها للزائر وقفت صامته عدة دقائق كى تتأكد أنها ليس بحلم وهى تقف أمامها كالمذنبه
انتبهت لنفسها لتسمح لها بالدخول
ـ حضرتك !! أهلا اتفضلي
هتفت فنارة بحرج بعد دخولها :
ـ ممكن نتكلم سوا شوية
أجابتها بجدية وتوتر متفاجئة من زيارتها لها خاصة بعد علمها بطلاقها من عاصم كما تظن :
ـ اه اه اكيد طبعا اتفضلي ادخلى طيب الأول
اتجهت أولا للمطبخ لإحضار مشروب لها وعادت وهى تشعر بالارتباك بسبب هذه الزيارة :
ـ عارفه إنك متفاجئة من زيارتي بس حبيت أحضر بنفسي علشان اعتذر منك بسبب اللى اتعرضتى له بسبب أريج
هتفت بتنهيده وهدوء :
ـ حضرتك تشرفي فى أي وقت ده بيتك و مفيش داعي للإعتذار أريج اختى الصغيره ولو رجع بيا الوقت هعمل كده علشانها
لتقرر التحدث معها فى أمر أخر هتفت بقلق من ردها عليها :
ـ كنت عاوزه اتكلم معاكي فى موضوع علاقتي بكى
مليكة بجدية وحذر :
ـ هاه اتفضلى حضرتك اتكلمى قولى اللى عندك بس قبل ما تقولى أحب اقولك انى بعدت عن عاصم زي ما حضرتك عايزه وقولتيها ليا قبل كده و بمزاجه علشان مايرجعش يندم وحضرتك اكيد هتعوضيه و تشوفي له واحده مناسبه من وجهة نظرك
أجابتها بندم حقيقي وحزن :
ـ أنا أسفه يا مليكة على معاملتي معاكي هقولك حاجه وأتمنى تفهميني أنا عاصم بالنسبالي كل حياتي وعشت علشانه هو وأخته بعد موت والدهم كنت دائما أسمع من أصحابي إن ولادهم بعد جوازهم أنهم بيبعدوا عنهم خفت تبعديه عنى و يسيني لوحدى
هتفت بدموع وهى تنظر لها :
ـ حضرتك اخدتينى بذنب كلام سمعتيه ليه ماحاولتيش تعرفينى وتقربي منى انا حاولت كتير مع حضرتك واتحملت منك كتير بس حضرتك كنتى مصممه تطلعينى وحشه انا اعتبرتك امي وعاملتك على هذا الأساس بس معاملتك جرحتنى ومع ذلك مازعلتش منك بالعكس عذرتك وقولت ابنها برده وادينى اهو هبقي ام وهقدر موقفك قولا وفعلا بس اطمنى انا وعاصم خلاص انتهينا
أجابتها بمراوغه :
ـ ولو طلبت منك ترجعى ل عاصم و أوعدك مش هزعجكم تاني
ـ حضرتك مش السبب خالص انا رفضي لعاصم مش علشانك اطمنى
انتبهت لحديثها عن طفل قادم لها هى و ابنها لتهتف بتعجب :
ـ مليكة انتى حامل انا سمعت صح
أجابتها بدهشه كبيرة :
ـ أه هو حضرتك متعرفيش
أجابتها بتنهيده و سعادة :
ـ لا لسه اول مره اعرف دلوقتي بجد فرحتيني
مليكة بجدية و استفهام :
ـ غريبه انا فكرت حضرتك جايه علشان كده عاصم و أريج عارفين بحملى ازاى مش عرفوا حضرتك
تنهدت بحزن ووجع على حالة ابنها الذى أصبح شخص أخر :
ـ عاصم من وقت ما عرف الحقيقة وهو شخص تاني رافض يتكلم مع حد طول اليوم بره بيجي وقت النوم و أريج مفيش كلام بينا من وقت التحقيق
هتفت بهروب وحزن خاصة بعد سماعها عن حالة عاصم :
ـ أريج بريئه ومظلومه اتضحك عليها هي صغيره وبعدين محتاجه لحضرتك انتِ أمها مفيش حد هيكون حنين عليها قدك بلاش تعقبيها على غلطه وذنب مش ذنبها
أجابتها بهدوء وجدية :
ـ أكيد هتكلم معاها بس لازم تعرف غلطها وإلا هتغلط نفس الغلط بس مسالتيش على عاصم يعني
أجابتها بهروب ولكن قلبها تشتعل فيه النيران بسبب خوفها عليه لكن انتهي كل شئ بينهم :
ـ هاه لأ عادي بس هسال عليه ليه قولت لحضرتك انا وعاصم خلاص انتهينا قصتنا خلصت وكل واحد راح لحاله و لحياته الجديدة والى بينى وبينه دلوقتى اللى فى بطنى وبس
فنارة بجدية و هدوء :
ـ عاوزه تفهميني إنك خلاص مبقتيش تحبيه مليكة بلاش عناد علشان ابنكم على الأقل خليه يعيش مع أبوه و أمه بلاش يضيع بينكم
ـ أنا مش هرجع لعاصم علشان ابنى وبس ولو هو عايز كده يبقي ينسي انى ارجعله وابنى مش هيضيع انا مش هحرمه من ابوه ولا منكم
هتفت بمرواغه و هدوء :
ـ طيب لو قلت علشانك و علشانه مليكة بلاش تخسروا بعض افتكرى الايام واللحظات الحلوه اللى بينكم على الأقل
ـ ربنا يسهل الايام كفيلة تحدد علاقتنا أيه
فنارة بجدية و حذر :
ـ ممكن تسامحيني طيب وأكون أم لكى
ـ اطمنى انا مسامحه حضرتك في النهاية حضرتك ام ومن حقك تخافي على أولادك واكيد طبعا حضرتك فعلا زي امي ومن زمان مش دلوقتى اطمنى
ضمتها بحب لتهتف براحه :
ـ ممكن لو احتاجتي أى شئ تبلغينى فى أى وقت هكون معاكي كأم
جلسوا يتحدثوا معا لتحضر لها مليكة صور الجنين لتراها ابتسمت لها بحب وتمنت أن تعود لا لابنها غادرت بعد وقت طويل وعلم يوسف بزيارتها بعد عودته ليتفاجئ فى البداية لكن شعر بالراحه بعد معرفته ما دار بينهم
❈-❈-❈
فى اليوم التالي قررت فنارة التحدث مع أريج التى منذ ذلك اليوم وهى لما تخرج من غرفتها وترفض مواجهة أى شخص دخلت والدتها لتجدها تجلس فى الشرفة وتنظر للحديقة لتنادي عليها بهدوء لأنها لم تنتبه لها أثناء دخولها
ـ أريج !!
وقفت لها بعد أن رأتها تقترب منها وهتفت وهى تنظر للأرض بحزن :
ـ ماما !!
اقتربت منها لترفع وجهها بيدها كى تنظر لها :
ـ أيوه يا حبيبتي بتعملى حاجه
اجابتها بتوتر ودموع :
ـ هاه لا مفيش حضرتك محتاجة حاجه
جعلتها تجلس جوارها كى يتحدثوا معا :
ـ أيوه محتاجه اتكلم معاكى شوية
هتفت بندم ووجع شعرت به والدتها :
ـ اتفضلي ماما ممكن تسامحيني أنا محتاجه لكى اوي
شعرت بالذنب التي اقترفته مع أولادها وليس عاصم فقط طالما كانت تهتم أولاً بأصدقائها ولكن ما حدث معهم وابتعاد رفقائها عنها لتعلم أنها بحاجه لهم مثلما هم بحاجه لها :
ـ وانا اهو يا حبيبتي موجوده وعلى طول موجوده بس انتى اللى بعدتى و رميتى نفسك ف النار ضيعتيها و ضيعتى الكل ليه يا أريج ليه مش جيتى و حكتيلى وانا كنت اتصرفت أو قولتلك نتصرف ازاى ليه
كانت تفرك يدها بتوتر ولكن عليها أن تواجه أخطائها :
ـ خفت وقتها ترفضوا تصدقونى
أجابتها والدتها بتعجب :
ـ ليه بتقولى كده معقول هنصدق عليكى حاجه زي كده انتِ بنتى وانا مربياكى يعنى اكيد مش هصدق انك تعملى كده بس عندك حق انا مكنتش ام بجد ليكى ولا ل عاصم حتى مليكة مش سلمت منى أنا السبب فى اللى أنتم فيه ده انا السبب
ـ لو كنتم شوفتوا الفيديوهات مستحيل كنتم تصدقوا إنها مش حقيقية .. ماما متقوليش كده انتى أمنا مهما عملتي ده حقك واثقه إن كل شئ هيرجع زى الأول و عاصم كمان هيرجع مليكة علشان بيحبها وهى كمان بتحبه و علشان ابنهم
ـ خايفه ميرجعوش لبعض و يفضلوا كده
ـ خلينا نساعدهم يا ماما قولتي ايه
أجابتها بتعجب و تنهيدة :
ـ ياريت بس ازاى !!
ـ مفيش غير يوسف ممكن يساعدنا
مازلت تشعر بالقلق لأنها تعلم مدى توتر العلاقة بينه وبين عاصم :
ـ يوسف ؟! ازاى تعتقدي هيرضي يساعدنا معتقدش
أريج بتنهيده :
ـ هيساعدنا أكيد علشان مليكة لأنه عارف هى بتحب عاصم قد ايه
ـ طيب مين هيكلمه انتى عارفه واخد موقف منى وده حقه اتكلمي معاه وشوفى رأيه
ـ تمام هو عاصم لسه مرجعش للوقتي
اجابتها بحزن شديد عليه :
ـ لأ لسه زي كل يوم بره وبيرجع على النوم
ـ كل شئ هيرجع زى زمان اطمنى
هتفت بتمني و هدوء :
ـ اتمنى يا بنتى اتمنى تصبحي على خير
غادرت وتركتها لتشعر أريج بالارتياح لأن والدتها سامحتها ولم يتبقي أمامها سوى عاصم و يوسف التي ستعاني معهم ف عاصم رغم أنه تحدث معها و أخبرها أنه سامحها لكنها تعلم أنه مازال يشعر بالغضب منها بسبب ما حدث معه و مع زوجته لتقرر التحدث مع يوسف فى الغد لانهاء هذا الجفاف بينهم فى العلاقة
❈-❈-❈
كانت تنتظر عودته فى غرفة الاستقبال لقد قاربت الساعة على الثانية صباحاً وهو لم يعود حتى الآن لتجده قادم
لتسأله بقلق و خوف عليه :
ـ عاصم كنت فين للوقتي
ليقرر الصعود لغرفته كى لا تحدث مواجهة بينهم ويتجاوز معها :
ـ في الشغل تصبحي على خير
وقفت أمامه وهتفت بغضب :
ـ استني و اتكلم معايا هتفضل كده لأمتي
عاصم باستنكار و برود :
ـ كده ازاى يعنى وبعدين هنتكلم في ايه انا تعبان وعايز انام
مازلت على نفس حدتها معه :
ـ أقف وفوق كده إنتَ من أمتى بقيت أناني ونسيت الكل
ليخرج عن صمته ويهتف بغضب وهو يلقي المزهرية على الأرض لتتحطم وتصبح قطع زجاج صغيرة :
ـ أناني !! انا أناني ده انا مابفكرش ف حد غيركم ماحبتش حد قدكم بس أنتم عملتوا ليا ايه اختى يحصل معاها كل ده وتخبي والموضوع يكبر ويوصل لكده وامي الى المفروض تريحنى مكنتش بتعمل حاجه غير أنها تكره مراتى وتقعد توقع بيني وبينها وانا ساكت وأقول معلش امى لغاية لما جيتى فى لحظة ضعفي وقلة حيلتي و غبائي و لعبتى فى دماغي وخلتينى اطلقها واضيعها و أضيع ابنى انا خلاص انتهيت بجد ومبقاش عندى اللى احارب علشانه انا خسرت مليكه للأبد وعمرها ما هتسامحنى ولا ترجعلى سبينى فى حالى بالله عليكى سبينى
كانت تسمع له وهى تشعر بالندم :
ـ ابنى اللى ربيته عمره ما كان ضعيف بالعكس أختك غلطت بس وجود مليكة معاها ساعدها عاصم عارفه انى كنت أنانية بس أوعدك كل شئ زى الأول بس قبل كل ده لازم تكون واقف على رجلك علشان ترجع مراتك و ابنك سامحني
هتف بسخرية وهو يجلس بتعب على الأرض :
ـ ارجعهم هه خلاص خلصت مليكه رافضه ترجع حاولت كتير معاها وهي برده بترفض انا تعبان يا امي تعبان و محتاجها وهي مش قادره تسامحنى وعندها حق الصراحه
جلست جواره وهى تحسه على عدم الاستسلام و على استعادة ما هو حقه :
ـ عاصم من امتى كنت ضعيف كده فين ابني العنيد اللى كان يصمم يعمل اللى عاوزه رغم رفضى انا و والدك
لأول مره تتساقط دموعه أمامها منذ يوم وفاة والده :
ـ خايف اعاند معاها واتغابى تضيع خالص و ميبقاش عندي سبب ارجعها بيه
أجابته بهدوء وهى تمسد على رأسه :
ـ بهدوء كل شئ هيرجع وأنا معاك هساعدك بلاش تهور بس
أجابها بتعجب وحزن :
ـ غريبه معقول رضيتى عن مليكه ولا علشان حفيدك
هتفت بحزن وندم حقيقي :
ـ علشان عرفت غلطى يا عاصم عرفت قد ايه كنت أنانية سامحني .. سامح أمك واغفر لها غلطها فى حقك واضح انى معرفتش أكون أم كويسه لكم اول ما أطمن على أريج هسافر عند خالتك فى الصعيد مش عاوزة حاجه دلوقتي غير أطمن عليكم
اقترب منها ليضمها بقوه فهم كانوا بحاجه لبعضهم البعض ليبتعد عنها ويمسح دموعها :
ـ ماتقوليش كده يا امي ومفيش سفر احنا مالناش غيرك انتى كل حياتنا انا الى أسف لو ضايقتك بكلامى بس غصب عني أنا مش عارف اعيش من غيرها حقيقي وحشتنى و مفتقدها اوي اوي بس هي عنيده اوى علشان كده بغرق نفسي فى الشغل مش عايز اتعامل مع حد علشان ماخرجش غضبى من شوقي ليها ف حد سامحيني
قبلت جبينه وهتفت بحزن :
ـ أنا مش زعلانه منك مفيش أم بتزعل من ابنها أنا خايفة عليك مش عاوزة اشوفك كده عاوزه ابني يرجع لحياته تاني علشان يرجع اللى خسره
عاصم :
ـ مش عارف مش عارف يا امي ومش هعرف ارجع الا برجوع مليكه
هتفت
ـ هترجع صدقني بس بلاش يأس لو عاوز ترجعها وإلا كده هتفشل وتخسر
نظر لها بابتسامة و أمل :
ـ اكيد مش هفشل عمرى ما فشلت في حاجه عايزها هفشل ف دي أوعدك هرجعها قريب وقريب اوي كمان
ـ واثقه فيك يلا ارتاح شوية واتمنى ترجع زى الاول
ـ حاضر ياحبيبتي تصبحي على خير
صعدوا معا لغرفهم كى يرتاحوا بعد هذه المواجهه
❈-❈-❈
فى اليوم التالي قرر عاصم التحدث مع يوسف كي يعودوا كالسابق ليتجه لرؤيته فى مكتبه تفاجئ بوجوده
ليهتف بسخرية :
ـ نعم يا حضرة الضابط أى خدمة
عاصم بهدوء :
ـ يوسف ممكن نتكلم سوا لو سمحت
هتف بهدوء :
ـ أيه المناسبة أظن العلاقة بينا بقت شغل بس
عاصم بتنهيده لأنه يعلم أنه غاضب منه :
ـ أظن العلاقة بينا مش شغل وبس إحنا كمان أصحاب و أهل
ترك الملف من يده وظل ينظر له عدة دقائق ليهتف :
ـ كنا يا عاصم و صعب نرجع زى الأول حتى لو مليكة سامحتك أنا مش هقدر لانك وعدتني زمان إنك تحميها لكن إنت اتخليت عنها حتى مفكرتش تكلمنى و تعرفني
عاصم بحزن و خيبه لأنه فقد صديقة :
ـ أنا مريت بفترة صعبه وقتها كل حاجه كانت ضدي وهى كانت رافضة تتكلم و
قاطعه يوسف بسخرية :
ـ إنت ضابط وعارف كويس إننا لازم نتأكد من إدانة أى متهم قبل ما نسلمه للمحكمه لاننا بسبب غلطه ممكن نضيع أى شخص لكن إنت حكمت معملتش حساب لصاحبك حتى
يعلم أنه مخطئ معه ولكن يجب أن يعودوا كالسابق :
ـ حقك تغضب و تزعل بس كفاية يا يوسف أنا تعبان بجد ومش قادر أكمل أنا محتاج أرجع صاحبي و حبيبتي عاوز الاقي نفسي
نظر له بشفقه ليهتف :
ـ إنتَ اللى ضيعتنا أنا كنت بقول إنك أخويا مش صاحبي سلمتك أختى قولتلك مليكة يوم ما هتزعلها هنسي انك صاحبي و إنت د.مرتها فى اكتر وقت كانت محتاجه لك فيه اتخليت عنها ضحيت بها
هتف بتعب وإرهاق :
ـ كلنا بنغلط يا يوسف وأنا اعترفت بغلطى وبطلب منك نرجع زى الأول و أطمن بالنسبة ل مليكة هى مراتي
ـ مراتك !! مراتك ازاى مش فاهم أيه يا حضرة الضابط إنتَ ناسي القانون والشرع ولا ايه
هتف بهذا الحديث وهو يلقي الملف على المكتب بسخرية
ـ يوسف مفيش غيرك ممكن يساعدني انى ارجعها مليكة هتفضل مراتي ليوم ما أموت
هتف بتنهيده و حيره :
ـ ومنتظر منى أيه أروح أرجع أختى لك وانسى اللى عاشته الفترة اللى فاتت إنت مش عارف هى بتتعذب قد ايه ومش قادر أساعدها لو واحد غيرك عمل معاها كده كنت قتـ.ـلته لكن صداقتنا و عشرتنا منعوني وقبلهم أختى اللى عارف بتحبك قد ايه
هتف بجدية و هدوء :
ـ سامحنى يا صاحبي كفاية بقي خلينا ننسى الفترة دى و ساعدني أقدر أرجع أختك لحياتي من تاني
ظل صامت عدة دقائق ولا يعرف بما يجيبه لكنه يعلم جيداً أنه يحب شقيقته كاد أن يجيبه ليرى هاتفه يضئ لينظر ل عاصم ثم قام بالرد بكلمات مختصره
ـ نتكلم بعدين عندى شغل مهم الوقتي
لتجيبه بقلق :
ـ يوسف أرجوك محتاجة مساعدتك لما تفضي كلمني ضرورى نتقابل
ـ اوك هشوف لو فضيت النهارده نتقابل
ليغلق معها وهو يفكر ما سبب إتصال أريج به فهى منذ لقائهم الأخير لم يتحدثوا أو يلتقوا مؤخراً ليهتف بجدية :
ـ أنا موافق بس ازاى بقي هتعرفها
ـ اعطيني شوية وقت عاوز ارجعها وهى موافقه مش عاوزها ترجع بالغصب أو تحت ضغط
ـ طيب فيه موضوع مهم عاوز اتكلم معاك فيه بس الأفضل نتكلم فى البيت عندكم
ـ إنتَ تيجي فى أى وقت أظن مش محتاج إذن
ليقترب منه ويهتف بجدية :
ـ الموضوع شخصي خاص ب أريج بصراحه أنا بحبها وكنت منتظر الشقة تجهز علشان أتقدم لها
نظر له بغموض لأن مليكة فى السابق أخبرته أن يوسف يريد التقدم لشقيقه ولكن ينتظر تجهيز السكن الخاص به كى يتزوج سريعاً دون الانتظار فهو يريد أن يتم الزواج فى أسرع وقت
ـ ياتري العلاقة بينكم من امتى بقي وليه معرفتنيش من وقتها
كان يتحدث بطريقة جدية ليشعر يوسف بالقلق لأنه يعلم غيرته على أخته
ليجيبه بهدوء و جدية :
ـ عاصم العلاقة بيني وبين أريج جدية و متقابلناش لوحدنا أبدا
ليبتسم بهدوء ويهتف :
ـ أنا واثق فيك يا يوسف وعارف انك هتحافظ عليها أنا موافق منتظرك بعد يومين
ظل صامت لدقائق ليهتف بقلق :
ـ طيب مليكة هتحضر معاك ولا لا
ـ أكيد هتحضر مش هكون لوحدي فى يوم زى ده و رامي هيجي معانا
ليقرروا أن ينسوا تلك الفترة السيئة التى مروا بها وطى هذه الصفحه للأبد ليخبروا رامي الذى كان سعيد من أجل عودة العلاقة بين أصدقائه عاد عاصم للمنزل ليخبر والدته و أريج التى ابتسمت بخجل وصعدت لغرفتها وهى تشعر بسعادة شديدة و قامت بإرسال رسالة ل يوسف صوتيه وبدأت ترقص بحماس
❈-❈-❈
تجلس فى غرفتها وتشعر بالملل ولكن ترفض إخبار يوسف لأنه فى عمله وسيعود متأخر لتجد إتصال من أريج قامت بالرد عليها سريعاً لتسمع صوتها وتعجبت من سعادتها
ـ مليكة أنا حاسه انى بحلم مش مصدقة
هتفت مليكة بتعحب و حيره :
ـ فى أيه يا أريج قلقتيني انتِ كويسة
أريج بسعادة و فرحه :
ـ يوسف أتقدم ليا و خد ميعاد من عاصم بعد يومين هتكوني موجوده صح
لا تعلم بما تجيبها :
ـ مش عارفه يا أريج هرد عليكي بعدين
ظلت تتحدث معها بعض الوقت لتتهنئها وأغلقت معها لتسمع صوت يوسف لتخرج له وجدته يغني ليأخذ يدها وترقص معه رغم تعجبها و توترها لتقف بعد عدة دقائق
لتهتف بتعجب :
ـ إنتَ بتغنى و سعيد كده ليه
يوسف وهو يقبل رأسها :
ـ عاوز أتكلم معاكي شوية بس اسمعيني للأخر و اعرفي كويس لو محضرتيش معايا اليوم ده يبقي ألغى الحكاية
ـ فى أيه قلقتنى قول اللى عندك
ـ أنا كلمت عاصم فى موضوع ارتباطي ب أريج ووافق
ـ مبارك يا حبيبي هى لسه قافله معايا الوقتي بجد فرحتني
ـ كنت مستني استلم الشقة جاهزة و أه الشقة دى حاليا بقت ملكك
وقفت و هتفت برفض :
ـ لأ يا يوسف أنا مش موافقة مش هاخد حقك هنا كفاية معدات العيادة اللى صممت تشتريها انت
هتف بحب وهو يمسد على رأسها :
ـ مليكة المعدات دى هديتي لكى والمفروض كنت أنا اجيب العيادة والمعدات و تستلميها جاهزة وبعدين علشان لما اجى كشف أكشف مجاني
ضر.بته على ذراعه وهتفت بغضب :
ـ إنتَ عارف إنك بالنسبة ليا كل شئ انتَ و يوسف الصغير بصراحه بفكر أأجل افتتاحها لبعد الولاده علشان التزم بس بفكر اجيب حد يشغلها الفترة دى
ـ فكرة كويسة أى قرار أنا معاكي فيه بس لازم يكون شخص ثقة
ـ أطمن يا حبيبي هى صاحبتي و إنتَ كمان تعرفها
نظر لها بعدم فهم لتكمل حديثها :
ـ لمياء مرات عمر أظن مفيش واحده غيرها ممكن نثق فيها كفاية الفترة اللى فاتت وهى معايا طول الوقت
ـ تمام !! طيب هتيجي معايا وأنا رايح اتقدم ل أريج لو رفضتي هعتذر من عاصم
نظرت له بهدوء شديد تعلم انه لن يذهب بدونها لتومئ بالموافقة ليبتسم لها تناولوا الطعام فى جو مرح
مر اليومان سريعاً تجلس فى غرفتها وتشعر الحزن والقلق .. ارتدي بدلته لتنظر له بإعجاب لتبتسم له بسعادة ليحضر رامي وزوجته ليمزح مع يوسف كثيراً اتجهوا لمنزل عاصم استقبلهم هو ووالدته وكانت تعتني ب مليكة ليتعجب يوسف و عاصم لتصعد فنارة لإحضارها ولكن …