
رواية دكتور نسا الفصل الاول1والثاني2 بقلم فريدة الحلواني
عائله السوهاجي
عثمان محمد السوهاجي ....يبلغ من العمر خمس و ثلاثون عاما...يعمل طبيب نساء و توليد....يملك مشفي تخصصي فالقاهره يذهب اليها يومان فالاسبوع
اما باقي الايام يكون متواجد في بلده سوهاج احدي محافظات مصر ...فهو يمتلك ايضا مشفي خاص بها....غير الاراضي الزراعيه الشاسعه و مصنع للطوب الاسمنتي غير مزرعه كبيره لتسمين العجول
يعتز باصوله الصعيديه كثيرا
كبير عائلته ....رغم تعليمه و مكانته المرموقه الا انه رجلا صعيدي من الدرجه الاولي ...عصبي حد الجنون...يمتلك من العقل و الرجاحه ما يجعل كلمته يخضع لها الجميع
متزوج من ابنه عمه و انجب منها ولدان
يعشق عائلته ...وهو من قرر انهاء الثأر الذي امتد لاعوام كثيره بين اكبر عائلتين ...و هما ...عائله السوهاجي و عائله العبايده
و رضخ الجميع لرغبته حتي يوقف حمام الدم الذي سال لعده اعوام
فهد محمد السوهاجي : يبلغ من العمر ثلاثون عاما ...برغم انه رجل الا انه لا يتحمل المسؤوليه ...و قراراته كلها متهوره ...و بسبب هذا التهور خسر حياته بعد ان قرر الانتحار
متزوج و له ولدا يبلغ من العمر عامان
نرجس محمد السوهاجي : الاخت الوسطي لهما ...تبلغ من العمر ثلاث و ثلاثون عاما...طيبه و حنونه ...تعشق اخواتها
متزوجه من ابن عمها الذي تحبه كثيرا
انجبت منه ولدان و فتاه
عائشه عبدالعظيم السوهاجي ؛ زوجه عثمان و ابنه عمه ....تزوجته حبا به منذ عشر سنوات و انجبت منه ولدان في سن الثماني و السادسه
عفت الهواري : ام عثمان : امراه قويه ...تعيش من اجل اولادها بعدما قتل زوجها علي يد احدي افرادعائله العبايده...و برغم قهرها ...الا انها تتمتع بالحكمه و رجاحه العقل
عبد العظيم السوهاجي : عم عثمان ....رجل طيب و حنون للغايه ...يحب اولاد اخيه و لا يفرق بينهم و بين اولاده
انجب ابنه واحده و هي عائشه ...و ولد واحد زوج نرجس
تحيه السوهاجي : زوجه عبدالعظيم ...امراه طيبه و لكن كثيره الحديث و لا تفكر فيما تقوله
حمزه عبدالعظيم السوهاجي : يبلغ من اربعه و ثلاثون عاما...طيب القلب و يتسم بالهدوء....يعشق زوجته و عائلنه
الاطفال
اولاد عثمان
فهد ذو الثماني سنوات
محمد ذو الست سنوات
اولاد حمزه و نرجس
عثمان ذو الثماني سنوات
شهاب ذو الست سنوات
و اخيرا تالين ذو الثلاث سنوات
عائله العبايده
رغد عبدالحكبم العبايده ...تبلغ من العمر ثمانيه عشر عاما
اخر ابناء العائله و اصغرهم سنا...كانت مدلله ابيها ...طيبه القلب ...ذو كبرياء عالي...لم يمس طرفها احدا ...و لن تهان من احد طيله عمرها...الي ان تبدل حالها حينما تم زواجها من فهد السوهاجي بعدما اتمت السادسه عشر من عمرها
ارغموها علي ترك تعليمها كي تصبح كبش فداء للعائلتان حتي ينتهي صراع الثأر بينهما
رفض ابيها بشده حتي انه كاد ان ينهي الصلح المزعوم فهي غاليته ...الا انها بحكمتها رغم صغر سنها اقنعته بموافقتها كي تنقذ اخيها الذي كان سياتي دوره و يقتل مثل البقيه
انجبت طفلا واحد عمره عام اسمه رحيم
عبدالحكيم العبايده : كبير عائلته رجل حكيم ...صارم في معاملته لابناءه و احفاده...الجمبع يعمل له الف حساب
لديه من الابناء ثلاث ذكور و ابنتان
يونس عبدالحكيم العبايده : يبلغ من العمر اربعون عاما...رجل صارم حاد الطباع ...متزوج من ابنه عمه و تدعي سهير و لديه منها ثلاث صبيه
وهدان العبايدي : يبلغ من العمر ست و ثلاثون عاما متزوج من ابنه خاله و انجب منها ولدان و فتاتان
صبري العبايدي : يبلغ من العمر خمس و ثلاثون عاما متزوج من ابنه عمه و انجب منها ثلاث فتيات
شاديه العبايده : الاخت الكبري لرغد ....قويه و صارمه و لكنها حنونه للغايه معها ...هي من ربتها بعد وفات امها و هي بعمر العامان...و بطلتنا لا تخفي عنها شيئا
متزوجه من ابن عمها و لديها ولدان و فتاه
انصاف العبايده : الاخت الوسطي ...تغار من رغد كثيرا رغم فارق السن بينهما
متزوجه من ابن عمتها و انجبت منه اربع اولاد
حميده العبايدي : الاخ الاوحد الذي تبقي بعد ان قتل البقيه جراء الثأر
لديه ولدان و فتاه
بسنت العبايدي : تبلغ من العمر عشرون عاما....رفضت الزواج من ابناء عمومتها ...و لان ابيها يدللها كي لا تغار من رغد رفض ان يرغمها علي احدهم
تكن حقد و كره لرغد و لا احد بعرف سبب ذلك
دي الشخصيات الاساسيه ....هتظهر معانه شخصيات جديده مع الاحداث
الفصل الاول
لا تحكم علي الكتاب من عنوانه...فربما يكون محتواه مغاير تماما لذلك الغلاف المبهج و العنوان الملفت للانتباه
هكذا يكون الانسان...يرتدي اغلي الثياب...و علي وجهه اجمل ابتسامه يمكنك ان تراها يوما
و لكن بداخله خراب
داخل احدي الشقق الفاخره التي يملكها فهد السوهاجي و يقيم بها هو و زوجته و ابنه الوحيد
وقفت رغد تبكي بحرقه و هي عاجزه تماما ان تفعل شيئا لزوجها الذي يحتضر
صرخت به بقهر و رعب : جوم معاي ...تعالي نروح اي مستشفي ...ليه أكده ...هانت عليك روحك
رد عليها بشق الانفس و هو يقول برجاء : ادفني سري معاي يا رغد ...امانه في رجبتك ...معايزش اهلي يدعو علي و اني ميت
نظرت له بقهر ثم هرولت نحو هاتفها و امسكته بيد مرتعشه ثم قامت بطلب رقما ما و حينما جائها رده و قبل ان يسال عن هويه المتصل وجدها تصرخ بزعر : الحجني يا دكتور...الحج اخوك
انتفض من خلف مكتبه و قال بعدم فهم : مين....رغد
ردت عليه بانفاث لاهثه من بين دموعها : ايوه اني رغد...الحج فهد بيموت
ارتعش جسده رعبا علي اخيه بعد سماع تلك الكلمه التي طعنته في قلبه ...فهو اخاه الوحيد الذي يحبه كثيرا رغم عيوبه
هرول الي الخارج بعد ان التقط مفاتيح سيارته و قال لها بغضب : ماله خوي يا واكله ناسك....عيملتي فيه ايه ...انطجي
بكت بقهر و هي تقول : معملتش حاجه جسما بالله ....هو الي شرب سم ...و عم ينازع الحجه الله لا يسيأك
لا يعلم كيف التقط حقيبه اساعافات من احدي غرف الطواريء ...و لا كيف وصل الي سيارته التي انطلق بها بسرعه جنونيه تجاه البنايه التي يقطن بها اخيه...يحمد الله ان اليوم كان ميعاد تواجده في مشفاه فالقاهره
وصل في وقت قياسي و هرول الي الداخل
طرق الباب بجنون
فتحت له و قبل ان تتفوه بحرف ...هرول الي الداخل ليحاول انقاذ اخيه
وقف امام الفراش الممدد عليه ...نظر برعب الي السائل الابيض الذي يخرج من فم اخيه و علم انها النهايه
دمعت عيناه وهو يخرج من الحقيبه احدي الادويه المضاده للسموم كي يحقنها في زراعه وهو يقول : اخدت ايه يا ولد ابوي ...جولي لجل مالحجك....ليه أكده ليييبه
امسكه فهد بوهن ثم قال و دموعه تسيل بجانب وجنتيه : سامحني يا خوي....جول لامي تسامحني...اني عشجتها ...مهجدرش اعيش من غيرها ...هملتني لحالي يا اخوي ...معيزانيش
نظر لرغد بشر و قال : هتعيش ...و هخليها تجعد تحت رجليك ...بس سيبني الحجك يا ...برقت عيناه حينما وجد يد اخيه ترتمي بحانبه و قد فارق الحياه
سحب جسده الهامد بيداه و ظل يهز فيه وهو يصرخ بهستيريا : لااااااه ....مهتموتش..اصحي يا فهد....اني مليش غيرك....ضمه لصدره بجنون و هو يبكي لاول مره في حياته و يقول : اخوووووي
ظل لبعض الوقت محتضنا اخيه ....ثم تركه فجاه و اتجه الي تلك الباكيه بحرقه...جذب شعرها بيده ثم قال بشر : انتي الي جتلتي خوي ....ااااني هخليكي تعيشي في جهنم ....ان ما خليتك تموتي فاليوم الف مره مبجاش اني عثمان السوهاجي
صرخت برعب و قهر : اني معميلتش حاجه ...اني ملياش صالح
شد علي خصلاتها بغباء و هو يقول : جتل حاله عشان بيعشجك...كنتي رايده تهمليه و تروحي فين يا فاجره
ده كان حاطط الدنيا تحت رجليك....عايشك عيشه متحلميش بيها....كل النعيم الي عيشتي فيه هجلبو عليكي جحيم....مهرحمكيش كيه مرحمتيش خوي و جتل حاله عشانك
القاها بعنف حتي وقعت ارضا و قال امرا بتجبر : الي حوصل ديه محدش هيعرف بيه سااااامعه
نظرت له بعدم فهم فاكمل : خوي مات بسكته جلبيه ....حسك عينك حدي يعرف انه انتحر ...هجتلك ...جسما بالله هجطع من لحمك و ارميه لديابه الجبل سااااامعه
هزت راسه بهستيريا علامه الموافقه و هي تبكي بقهر و رعب علي ما ستراه علي يد هذا المتجبر
انقلب كفر السوهاجي راسا عاي عقب و اتشح بالسواد بمجرد ان تلقو خبر وفاه فهد السوهاجي
اوشكت عفت ان تصاب بالجنون و هي تصرخ قهرا علي فقد صغيرها الغالي الذي نال من الدلال ما لم يناله احد...كيف ستتحمل فراقه
الكل حزين ....و الجميع يسال كيف لشاب مثله يتمتع بكامل صحته انه يموت فجاه
عاد بجسمان اخيه و ترافقه تلك الحزينه ...تحتضن ولدها الصغير و كأنها تحرتمي به من قسوه الدنيا عليها
وجدت عائلتها تقف جنبا الي جنب مع عائلته كي تؤازرها في ذكلك المصاب الأليم....اول من تلقفتها داخل احضانها باحتواء هي اختها الحبيبه شاديه
ضمتها بحتواء و لما لا فهي من قامت بتربيتها و الوقوف بجانبها في اصعب لحظات حياتها
شاديه بحب : شدي حيلك يا بت ابوي ...طول عمرك جويه و شديده....
همست لها بحزن : اني خايفه
فهمت شادبه ان اختها ليست علي ما يرام ...ليس بسبب وفاه زوجها فحسب ...و انما تشعر ان بها شيئا اخر
ردت عليها بحنو : متخافيش طول ماني معاكي يا بت ابوي ...نخلوص من العزا و نجعد ويا بعضنا و تجوليلي كل الي حوصل ....تعالي لجل ما حدي ياخد باله منينا ...اني واعيه لعيشه عم تطلع علينا
تمت مراسم الدفن سريعا بعد ان استخرج تصريح دفن لاخيه
و قد كتب سبب الوفاه ازمه قلبيه مفاجاه....لم يكن ابدا يستطع اخبار احد ان اخيه الغالي انهي حياته بيده
سيعلم ما حدث و سينتقم منها أشد انتقام ....سأخذ ثأر أخيه منها ...أهلا بكي في جحيمي
وقف بشموخ مرتديا جلبابا اسود فوقه عبائه سوداء ...قام بلف عمامه بيضاء حول راسه ....بدأ يتلقي كلمات المواساه و العزاء في فقيده و معه عمه و ابنه و باقي العائله
اما عائله العبايدي فلم تتركه الي ان انقضي اليوم و انتهو من تلقي العزاء
جلست وسط النساء المتشحه بالسواد و العويل يملأ اركان السرايا...كادت تصرخ بكل ما اوتيت من قوه ....تشعر بقبضه حديدية تعتصر قلبها المنهك
و قد شعرت بها اختها الحبيبه ...شدت علي يدها بقوه كي تتمالك حالها
نظرت لها من بين دموعها و صمتها يشي بكل شيء
مالت عائشه علي امها و قالت بخبث : شوفي ياما البت جاعده مطلعتش صوت علي جوزها.....نرجس و مرت عمي حسهم اتنبح و هي جاعده بارده ازاي
ردت تحيه بحزن : همليها يا بتي بكفايه خراب بيتها و هي لساتها عيله صغيره
عائشه بتوجس : اني خايفه ياما
نظرت لها الام بعدم فهم فاكملت بوجل : انتي خابره عوايدنا زين ....اليت لساتها صغيره علي جولك ...و مخلفه واد منيه....فكرك هيهملوها تطلع بيه من السرايا.....و لا هتجعد عازبه باجي عمرها
فهمت تحيه ما تعنيه ابنته وقامت بوضع يدها فوق فمها كي تكتم شهقتها ثم قالت : واااه يا حزينه....عندك حق....عفت تعميلها ....عمرها ما هتهمل ولد ولدها يطلع بره السرايا واصل....يا حزنك يابت فتحيه ....هيجيلك ضره ....
بعد انتهاء اليوم العصيب ...و ذهاب الجميع ...لم يبقي الا عائله السوهاجي و العبايده معا بالداخل
يعلم الله كم تمالك حاله كي لا يدق عنقها و تحمل وجودها امامه داخل أحضان ابيها الذي يواليها
ركز معهم كي يعلم ما يدور بينهم همسا ....و لم يطل الامر حينما التمعت عينه بشرار الغضب بعدما سمع كبير العبايده يقول
عبد الحكيم : هجولك يا ولدي
نظر له عثمان باهتمام و قد استنتج ما يريده و لكنه أثر الصبر
أكده بتي ملهاش أجعاد حداكم....بيت ابوها اولي بيها....اول ما العزا يخلص تاجي حدانا
تحكم في غضبه باعجوبه ...ظن أن تلك الخبيثه هي من حرضت ابيها علي هذا الحديث
انتفض بغضب مكتوم ثم قال بحسم : لا عوايدنا و لا شرع ربنا يجول أكده يا حاج
عده الارمله فالشرع اربع شهور و عشر أيام ...متطلعش من دارها واصل ....هتخالف شرع ربنا أياك
عبد الحكيم : حاشا لله يا دكتور.....نظر لابنته التي تتوسله بعيناها الا يتركها ثم قال : يبجي تاني يوم عدتها هتكون في دار ابوها ....أكده عداني الغيب
عثمان بتجبر و تسويف : يحلها الحلال يا حاج.....الحديت ديه لا وجته و لا مكانه ...و لايه
تمددت الام المكلومه فوق فراشها تبكي بحرقه علي صغيرها الغالي....احتضنت ابنه بقوه حانيه و أخذت تشم رائحته عله يعوضها عن فقدان ابيه
نظرت لها رغد و نرجس و معهم عائشه بشفقه و قالت الاخيره : بكفياكي بكي ياما ....انت مرضانه لحالك
نرجس بوهن : ادعيلو ياما ...و اهو ولده معاكي ...الي خلف ماماتش يام الدكتور
لم تستطع الرد علي احدهم....و لكنها انتفضت بزعر حينما وجدت رغد تميل عليها كي تاخذ الطفل الغافي و هي تقول : هاتي عنيكي ياما لجل ما ترتاحي هباله
ضمته بقوه و هي تقول من بين دموعها : لاااااه ولد الغالي هيضل معاي....بكت بقوه و هي تكمل : خليني اشم ريحته ....ده عوض ربنا ليا .....اااااه يا وليدي.....ااااه يا ضنايا....سلامتك مالموت يا نضري
بعد ان ذهب الجميع في نوم عميق نظرا لارهاقهم طيله اليوم
ظل هو جالسا وحده في مكتبه ....يشعر بالحزن و الوجع علي رحيل اخيه الوحيد ....بكي ...بكي بقهر ...هطلت منه اخيرا تلك الدموع الحارقه التي كتمها منذ ان توفي اخيه
لم يسمح لحاله ان يظهر ضعفه امام احد ايا كان.....مسحها بقوه وهو يقول بغل : هنتجملك منيها يا اخوي....هاخد أبارك.....هخليها تتمني الموت و لا تطلهوش...
بس جبل كلت ديه ...لازمن اعرف كانت رايده تهملك و تروح فين .....قام من مجلسه بعد آخر ما قاله
اتجه الي الخارج و منه الي الاعلي و هو يهرول فوق الدرج متجها نحو جناحها
فتح الباب بقوه دون ان يكلف حاله عناء الاستئذان
صرخت هي بزعر و تركت عبائتها تنسدل علي جسدها مره اخري بعدما كانت توشك ان تخلعها
تصنم مكانه للحظه ثم فاق علي حاله و هي تنهره قائله بغضب : في حدي يدخل أكده من غير استأذان ....مش تراعي حرمه مرت أخوك يا دكتور
معها كل الحق ....و لكن هل يعترف بذلك.....بالطبع لا
نظر لها باستهزاء و عيون يملأها الغضب ثم قال : جصدق الي جتلت خوي
نظرت له بقوه و قالت : جولتلك أني ملياش صالح ....هو ألي جتل حاله
عثمان بجنون : لجل ما كتي رايده تهمليه...أني دلوك رايد أعرف ....كتي ناويه تغوري فين.....مرافجه غيره
انتفضت كل خليه في جسدها غضبا ...لم تصمت علي هذا الاتهام البشع
ردت عليه بصوت أقرب للصراخ : جطع لسان الي يجول عليا كلمه بالباطل ....نظرت له بتحدي و اكملت بكبرياء : أني رغد العبايدي.....بت عبدالحكيم العبايدي الي الكل بيحلف بيه.....حسك عينك تفكر تتهمني بالشين حتي بينك و بين حالك يا دكتور
صفق بكفيه تحيه لهذا المشهد الذي اعتقد انها اجادت تمثيله ثم قال : عفارم عليكي يا بت العبايده.....طب لما هو أكده كتي رايده تهمليه ليه.....
كان مخليكي ملكه.....عايشك في مصر كيف ما طلبتي....كل يوم و التاني تطلبي دهب و خلجات جديده و مكانش هيجول لااااه
ليه معشجتوش....ليه وصلتيه بيدك للموت.....في سر و اني لازمن اعرفه.....
زاغت ببصرها ثم قالت بتسويف : اخوك راح للي خلجه يا دكتور .....همل سره يندفن وياه.....و اني بعد العده كيف ما جولت لابوي هاخد ولدي و اعاود دار بوي....كأني مدخلتش داركم واصل
خرجت منه ضحكه شيطانيه مليئه بالغل ثم قطعها فجأه وهو يقول : بالساهل أكده....كنك متعرفيش مين هو عثمان السوهاجي يا حزينه
اقترب منها ....وضع أصبعه السبابه بجانب راسها وهو يقول : عجلك الصغير ديه صورلك انك هتطلعي بالساهل أكده......
نظر لها بغل و اكمل : لو رايده تخلصي مني جولي ايه الي وصل خوي لاكده
يا اما ....و رحمه اخوي الي لسات دمه مبردش في تربته لاخليكي تتمني الموت و لا تلاجيهوش
و لو عجلك الصغير ديه صورلك انك لما توزي ابوكي لجل ما ياخدك من اهنيه....يبجي لساتك متعرفنيش زين
لسه جدامك وجت كتير فكري في حديتي زين....و ااااني هصبر للاخر ...بس لو نشفتي راسك متلوميش غير حالك....ساااامعه
و....فقط تركها و غادر كالاعصار دون ان ينتظر ردا منها
جلست بهم فوق الاريكه و هي تقول بدموع منهمره : يا حزنك يا رغد ....يا مرارك الطافح يابت العبايده.....نظرت للاعلي ثم اكملت بتضرع : يارب ...انت عالم بحالي و غني عن سؤالي يا رب
انقضي شهرا علي ما حدث و قد بدأت الحياه تعود الي طبيعتها قليلا ...و لكن الحزن هو السمه السائده بين ارجاء سرايه السوهاجي
ما زالت الحاجه عفت طريحه الفراش ....و برغم تحسن حالتها الصحيه قليلا الا انها فقدت الشغف في الحياه....فضلت الانطواء داخل جناحها بصحبه حفيدها الغالي الذي رفضت ابتعاده عنها
ظلت رغد ترافقها طيله اليوم و تقوم بخدمتها...فهي تكن لها كل الحب و الاحترام
تبقي معها طيله اليوم و تذهب فقط لجناحها وقت النوم و قد اصبحت تغلق عليها بالمفتاح خوفا من تهور هذا المتجبر الذي كان يرمقها دائما بنظرات التهديد التي ترعبها
دلف الي امه و في يده الحقيبه الخاصه به
جلس علي حافه الفراش ثم امسك كفها و قبله باجلال
رمق تلك المنكمشه بنظره جانبيه حاده ثم قال لأمه بحنو : كيفك ياما دلوك....
ابتسمت له بوهن ثم قالت : نحمده و نشكر فضله يا ولدي
اخرج الجهاز الخاص بقياس الضغط....وضعه حول زراعها ثم قال بعد عده لحظات : لاااه داحنا بجينا عال العال اها.....يبجي لازمتها ايه الرجده دي يام الدكتور.....الجاعه تحت مضلمه من غيرك ياما
ملست علي كفه و قالت بحزن : الدنيا كلاتها ضلمت يا ولدي من بعد الغالي ....من رحمت ربنا بيا انه سابلي حته منيه....و الا كان زماني حصلته
رد بوجل : بعيد الشر ياما اوعاكي تجولي أكده دانتي نواره عيله السوهاجي كلياتها
نظر لرغد بتحدي ثم اكمل : رحيم السوهاجي هيضل فحضنك يام الدكتور ...مفيش جوه علي ضهر الارض تجدر تاخده منيكي.....اطمني
اغمضت عيناها بهم ...فهي تعلم ما يعنيه ولدها ...و لكن تلك الصغيره المسكينه التي تحبها كثيرا ....ما ذنبها ان تقضي ما بقي من عمرها لتربي صغيرا عمره عاما واحدا.....ناهيك عن احساسها دائما بحزنها وقت ما كانت برفقه ولدها الراحل
اخذوها صغيره و قد اتمت السادسه عشر من عمرها....لم تري الفرحه داخل عيناها يوما ...و برغم انها حاولت معها لتعرف سبب حزنها و لكنها دائما كانت تقسم انها بخير
انسحبت رغد بهدوء كي تفسح لهم المجال للتحدث بحريه
نظرت عفت لولدها و قالت بحكمه : متجساش عليها يا ولدي ...البنيه زينه و غلبانه ...مشافتش يوم فرح ...بلاش تخوفها بولدها ....ده الي طلعت بيه من الدنيا
عثمان بعدم فهم و غضب بداخله من مدافعه امه عنها دائما : واااه ياما....أني عيملت ايه دلوك
عفت : معنات حديتك مفهوم يا ولدي
عثمان : كنك لادد عليكي حديت ابوها....هتجدري تهملي رحيم يا حاجه....هتهمليه يروح وياها سرايه العبايده
احتضنت الطفل بقوه و قالت : لااااه...داني اروح فيها يا ولدي
عثمان بحنو : بعيد الشر عنك ياماي ...ماهو ديه الي بجوله طيب
عفت بتعقل : هتجعد كيف ويانا و هي عازبه يا ولدي ....البيت فيه اتنين رجاله ...و البت اسمالله عليها زينه و يتبصلها......
عثمان بتجبر رغم استنتاجه لما ترمي اليه امه : تغووور بيت ابوها و ولدنا يضل حدانا ....ولاد السوهاجيه ماهيتربوش بره
عفت : و هتحرم ام من ضناها كيف يا ولدي ....اني مرضاش واصل
نظر لها بتمعن ثم قال دون مواربه : رايده تجولي ايه يام الدكتور.....مش متعود منيكي عاللف و الدوران فالحديد
نظرت له بقوه حانيه ثم قالت : ولد أخوك انت اولي بيه ....ربيه يا ولدي و أحسبه عيل من ولدك
عثمان بمكر : ماهو ديه الي هعمله ياما ...اياكي تكوني فاكره اني ههمله
عفت : لااااه ....عارفه انك هتحطه جوه حباب عنيك.....صمتت للحظات ثم اكملت بوجل : هو و امه
انتفض بغضب وهو يقول : وااااه ....ريداني اتجوزها.....اتجوز مرت اخوي
عفت بحزن : ارملته يا ولدي و انت احج بيها لجل عوينات ولده
عثمان بجنون : اني مجدرش المس وحده لمسها حدي غيري ياما ...ما بالك اخوووي.....انا مجدرش اتجوز تاني
عفت بقوه : و اني مهزلمش البنيه الي شيلاني من يوم ما دخلت دار السوهاجيه.....مع انها لساتها صغيره بس كانت وياي كيف ضلي و شيلاني من عالارض شيل......حرام يا ولدي لساتها متمتش تمنتاشر سنه و نجعدها أكده من غير راجل
عثمان : تغووور تتجوز واحد من ولد عمامها ...بس تهمل ولدنا
عفت : لاااااه ..مجدرش احرم ام من ضناها جولتلك ميت مره أكده....اني مش ظالمه و لا هكون
عثمان : و اني مهتجوزش عازبه ياما
عفت بقوه و حسم : ......
الفصل الثاني
جلس داخل مكتبه يراجع بعض الحسابات الخاصه باعمال العائله و يرافقه حمزه ابن عمه و زوج اخته
بعد ان راجع بعض الاوراق باستغراب نظر له و قال : مين سحب عشرين مليون ....الحساب ناجص من شهرين يا حمزه
حمزه : انا اتفاجات بيهم يا عثمان ...و لما سألت جالولي فهد الي سحبهم
عثمان : كيف ديه....عيمل بيهم ايه....كان محتاجهم في شغل يعني و لا ايه....و ليه محدش خبرني
حمزه : لاه ...مدخلوش في شغل ...و اني فكرتك خابر
اني سألته وجتها و جالي محتاجهم و لما لحيت عليه...زعج و جالي ماليكش صالح دي فلوسي اني و اخوي و احنا حرين ويا بعض
جز علي اسنانه بغضب و قال بداخله : اكيد ليها ....خرب بيته و كان رايد يبيع ورثه لجل عويناتها.....طيييب يا بت الكلب
وقف بانتفاضه استغرب منها حمزه فوجده يقول و هو يتحرك من خلف مكتبه : خلي الحديت ديه بيناتنا ...اني هغطيهم من عندي ....بلاها ابوك و لا حدي ياخد خبر لحدت ماعرف راحو فين يا واد عمي
حمزه : من ميته الي بيناتنا بيطلع لحدي ياخوي ....اطمن ...
اتجه الي الخارج منتويا الصعود لها كي يعلم منها أين ذهب كل هذا المال
و لكنه تفاجأ بجلوس امه الغاليه في مكانها المعتاد منذ ما حدث
اتجه اليها بابتسامه برع في رسمها....مال عليها مقبلا راسها ثم قال : نورتي موطرحك يا حاجه....الجاعه كانت مضلمه من غيرك ....تناول منها الصغير الذي لا تتركه ابدا....احتضنه بحنو ثم قبل وجنته و اكمل : واااه يا رحيم بيه....كنك عاجبك جلع ستك ....اكبر يا واد و خليك راجل شديد ...الجلع للبنته
ابتسمت امه لاول مره و قالت بمغزي : انا هجلعه صوح ....لكن خابره زين انك هتربيه كيه ولدك
امتعض وجه عائشه بعد سماع تلك الكلمات و كادت ان ترد الا ان امها ضغطت علي يدها كي تصمت
نرجس بحزن : يا جلبي متعلج بسته ...حتي امه بتاخده سواعي منيها بالعافيه
تحيه : كل الولد متشعلجين بالحاجة يا نرجس ...امال ايه مش ستهم
عثمان : وينها امه
عائشه بغل مكتوم : مطلعتش من جاعتها ....من وجت ما الحاجه نزلت و هي جاعده لحالها فوج
وضع الطفل فوق قدم امه ثم اتجه الي الدرج دون ان يتفوه بحرف
لحقته زوجته و هي تقول باهتمام مبالغ فيه : اني جايه وياك تلاجيك رايد تغير خلجاتك
اوقفها بكف يده قائلا بامر : لو رايد حاجه حجولك.....ارجعي موطرحك ملكيش صالح بيا ....و فقط ...تركها تغلي من الغضب و رده الوقح عليها ثم صعد الي الاعلي وهو كله عزم علي معرفه مكان المال
وقف امام غرفتها و بعد ان وضع يده فوق المقبض كي يفتحه سمعها تقول بنبره تقطر حزنا و من الواضح انها تتحدث مع اختها
رغد : أكده موته و أكده موته يا بت ابوي....من ميته و اني عايشه ..ماهو علي يدك كل حاجه مالاول
..............
رغد : لاااااه ...و لا عشت و لا كنت يوم ماحرم الحاجه من ولد ولدها ابدا ...دي روحها فيه يا بت ابوي ...كنها شايفه المرحوم جدامها
..............
رغد : معرفاش يا خيتي ...اني مهملاها علي ربنا ...الي هون علي الي راح. ....يسترها فالي جاي
سحب يده و وقف يفكر بعمق ....حديثها لا يدل علي انها انسانه سيئه ....تفكر في امه و تعلقها بابن اخيه.....و لكن ماذا كانت تحرضها اختها كي ترد عليها بتلك الكلمات
هز راسه ثم قال : هعرف ايه الي وراكي ....هعرف
وجد حاله يطرق الباب و قبل ان يسمع صوتها فتحه فورا
قلبت عيناها بنفاذ صبر ثم قالت : اجفلي دلوك و هكلمك تاني ...سلام
انهت الحديث مع اختها سريعا ثم نظرت له بغضب و قالت : خبر ايه عاد يا دكتور ....مناويش تراعي حرمتي ...لو ضليت أكده انا هعاود حدي بوي
ابتسم لها باستهزاء كي يداري غضبه من قوتها امامه ثم قال : حرمت ايه الي اراعيها ....يكش تكوني فاكره انك ست و يتبصلها ...فووووجي انتي مرت اخوي ....لو عريانه جدامي مهشوفكيش واصل ....
قبل ان ترد عليه اكمل قائلا : فضينا من الحديت الماسخ ديه و جوليلي....فهد الله يرحمه جبل ما يموت سحب عشرين مليون اجنيه .....وينهم
ارتعش جسدها رعبا و قالت بتلجلح لاحظه بسهوله : و اني ايش دراني ....المرحوم مكانش بيجولي علي حاجه تخص الشغل
عثمان : وينهم يا رغد.....جبل منيهم كان اخد مني نص مليون لجل ما يجيبلك الطجم الألماس الي كتي هتموتي عليه.....طلبتي منيه ايه تاني لجل ما يسحب ديه كلاته
اغمضت عيناها بقهر ثم تمالكت حالها و قالت : معريفش عنيهم حاجه جولتلك.....رايد تصدجني او لااااه ...براحتك يا دكتور
اقترب منها بغضب ثم امسك زراعها و قام بثنيه خلف ظهرها....اصبحت ملتصقه به مما جعل عطرها الهاديء يتغلغل داخل اوردته و يصيبه بهزه قويه لم يشعر بها من قبل
تمالك حاله ثم ضغط عليها و قال : حسابك عم يتجل معاي يا واكله ناسك.....انطجي احسنلك.....عثمان السوهاجي مفيش حدي يجدر يضحك عليه
كتمت المها و قالت : و غلاوت بوي عيندي ماعرف وينهم ....و لا نضرتهم بعيوني حتي
فهد مكانش بيجولي حاجه واصل تخص شغله
استشعر الصدق بين حروفها و لكن شيطانه رفض ان يصدقها ....قرب فمه من اذنها و قال بفحيح : ايامك الجايه لون السواد الي متلفحه بيه يا رغد .....فقط ....قال هذا فقط ثم ترك يدها و انطلق للخارج سريعا
وقف بعيدا عن جناحها الذي اغلقه عليها بقوه ...ظل يتنفس بسرعه و كأنه خارج من سباق.....اغمض عينه و قال بهمس : ايه ديه....مجادرش اخد نفسي ليه ...خبر ايه يا دكتور....اوعاك تهملها تصيبك بلعنتها كيف ما عيملت فاخوك....اوعاك تنسي تارك عنديها
داخل سرايا العبايده و التي لا تقل فخامه عن خاصه عائله السوهاجي
جلست شاديه بجانب ابيها الذي يبدو عليه الحزن
و برغم علمها بما يحزنه الا انها فضلت سؤاله حتي يخرج ما بداخله
شاديه : مالك يابوي ...حساك مهموم
نظر لها عبدالحكيم و قال بوهن : جلبي واكلني علي خيتك يا بتي.....لساتها صغيره علي كلت ديه
العده جربت توخلص و السوهاجيه مهيهملوش ولد ولدهم ....و خيتك مهتهملش ولدها ....يبجي ايه الحل
شاديه بحكمه : وااااه هيحرموها من ضناها و لايه.......هي تاجي حدانا معززه مكرمه ...و الواد يبجي بناتهم اشويه اهنيه و اشويه حداهم
عبدالحكيم : مخابرش يا بتي .....غير ان خيتك لساتها مكملتش تمنتاشر سنه ....هتجعد من غير راجل
شاديه : بكره يجيلها نصيبها يا بوي ....الحمد لله ربنا سترها ويانا و جدرنا نداري علي عمله الفاجره الي كانت هتجيبلنا العار منيها لله
انتفض بغضب من مجلسه و قال : مش جولنا مفيش حدا يجيب سيرتها الشينه اهنيه
دلف عليهم اخيه و قد سمع ما قيل فرد بخزي : اني اعتبرتها ماتت ياخوي ...حجك علي
عبدالحكيم : انت السبب ...جلعتها و خليتها فوج الكل ....يامين يلايمني عليها و انا اشرب من دمها
نظر للامام و قال باصرار : هلاجيها....جسما بالله هلاجيها و هجطع لحمها و ارميه للديابه
ارتعبت شاديه بداخلها من مظهر ابيها الغاضب و ما ينتويه و لكنها تمالكت حالها كي لا يظهر عليها شيء و يفتضح امرها
دلفت رغد الي جناح الحاجه كي تطمأن عليها و تعطيها جرعه الدواء قبل ان تخلد الي النوم
ابتسمت لها ببشاشه و قالت : تعالي يا غاليه ...لساتك منعستيش
اقتربت منها رغد ثم جلست علي حافه الفراش و قالت : واااه .انعس كيف جبل ما اطمن عالكبيره و اديها علاجها بيدي
ربتت عفت علي كفها بحنو ثم قالت : يخليكي ليا يا بتي .....من يومك و انتي مفيتانيش كيف نرجس بالتمام
رغد بصدق : ربنا العالم يا حاجه اني معتبرتك كيه امي الي موعيتش عليها ربنا يبارك في عمرك و تضلي كبيرتنا
استغلت عفت هذا الحديث و قررت ان تجس نضبها فيما يخص عودتها الي منزل ابيها فلم يتبقي الكثير علي انقضاء عدتها
عفت بحزن : المره دي مهصدجش حديتك يا رغد
رغد بوجل : ليه يا حاجه و الله ربنا يعلم غلاوتك فجلبي
عفت : مانتي رايده تهمليني اهه ....لولاش الدكتور جال لابوكي مهينفعش تهملي دارك جبل العده كان زمناتك عاودتي معاه و اني مهجدرش يفوت يوم منضركيش بيه بعيني يا بتي ....بكت و هي تكمل : و ولد الغالي الي ربنا عوضني بيه هنعس كيف و هو بايت بعيد عن حضني
رغد : يا حاجه بالله ما تبكي ....اني مجدرش احزنك واصل....و لا عيشت و لا كونت لما احرمك من حفيدك....اني هشيعهولك كل يوم ....بس بردك اني مبجاش ليا مطرح اهنيه.....و لو اني جبيلت بوي عمره ما هيجبلها....و انتي خابره عوايدنا زين
عفت : يعني خلاص أكده يا بتي .....اعقبت قولها بالدخول في نوبه بكاء مرير مما جعل رغد تحضنها بحنو و تبكي هي الاخري
دلفت عليهم في تلك الاثناء نرجس و حينما راتهم علي تلك الحال قالت بوجل : وااااه ...خبر ايه ياما ...حوصل ايه يا رغد عم تبكو ليه
فصلت عفت هذا العناق الدافيء و هي تقول من بين بكائها : جلبي واجعني يا بتي ....رغد هتعاود دار العبايده خلاص
نرجس : ليه يا رغد احنا حاسبينك واحده منينا
رغد : ميجاش ليا مكان ياخيتي مانتي خابره زين
نرجس بعفويه : خلاص الدكتور يتجوزك و تضلي معانا .
ابتسمت عفت انا رغد انتفضت بزعر و هي تقول بغضب : ايه الحديت الماسخ ديه يا نرجس ....كيف يعني
نرجس : ياخيتي دي عوايدنا هو جديد علينا يعني
لمعت عين رغد بدموع حارقه الا انها كتمتها ة قالت بقهر : لااااه خبراها زين ....بس هو اني انكتب علي اتجوز تخليص حج يا ناااس.....مره لحل ما توجبفو التار الي بيناتنا ....و مره لجل ما تحافظو علي ولد ولدكم ...ده ميرضيش ربنا
اعقبت قولها بالاسراع نحو باب الغرفه و بمجرد ان قامت بفتحه بعصبيه مفرطه ....وجدت عثمان يقف امامها بملامح متجهمه و شرارات الغضب تنطلق من عينيه التي نظرت داخلها بتحدي و من الواضح انه استمع لما حدث
دون ان تتفوه بحرف مرت بجانبه و هرولت تجاه جناحها و قد سمحت اخيرا لدموعها ان تنهار بمجرد ان ارتمت فوق فراشها الوثير
اما هو فقد قال لأمه كلمه واحده : تاني يوم العده هكون كاتب عليها يام الدكتور.....طمني جلبك.....و....فقط التف بجسده متجها الي الخارج و بداخله غضب لم يشعر به من قبل
لطمت نرجس خديها و قالت بوجل : يا حزني ياما يجطعني يا رتني ما نطجت ....عثمان هيولع فالبنيه
عفت بتعقل : لااااه مهاتهونش عليه
نرجس بحيره : كيف ديه ياما....ديه سمعنا و انتي خابره ولدك هياخد رفضها ليه بالعند و هيطلع عينها ...يا حزني
نظرت عفت للامام و هي تقول بحكمه : جلبي هيجولي انه ربنا هيجبرهم ويا بعضهم.....ولدي عمره ما داج العشج و لا انكوي بنبره.....و البت يا جلبي اتاخدت صغيره مخبراش حاجه و المرحوم مكانش أمهنيها خيك ربنا يجعله عوض ليها لجل ما اريح ضميري الي عم ينهش فيا بسببها
نرجس بحيره : كيف ديه ياما ...فهد الله يرحمه كان مجلعها و معيشها فمصر
عفت بتسويف : ده الظاهر يا بتي ....انما لو تطلعي جوه عنيها هتلاجي الحزن ماليها....ربك يدبرها من عنديه
انقضت الفتره المتبقيه ...غدا موعد انتهاء العده ...
لم يتحدث احد في اي شيء و مر الوقت في هدوء حزر علي جميع الأطراف
جلست شاديه مع اختها داخل جناحها تساعدها في جمع ثيابها و أغراضها الخاصه ...ظنا منهما ان غدا موعد مغادرته
طرقت عفت الباب ثم دخلت و علي ملامحها حزن العالم ....نظرت لتلك الحقائب و قالت بدموع : خلاص يا بتي ....لميتي حاجتك و هتهمليني ....اعقبت قولها ببكاء مرير مما جعل الاثنان يتقدمن منها كي يواليها
و لكن قبل ان تتفوه احداهما بحرف ....دخل عليهم عثمان بملامح إجراميه
نظر لما حوله بغيظ ثم ثبت نظراته علي رغد التي ارتعش جسدها رعبا و لكنها مثلت القوه امامه
قال بنبره تقطر شرا : سيبونا لحالنا
شاديه باستغراب : وااااه كيف ديه
لم يبعد عينه عنها و هو يقول : جولت سيبونا لحالنا ....رايد اتحددت وياها كلمتين .....كادت ان تعترض الا انه اكمل بغضب : ااااااني عثمان السوهاجي ....مهتعداش علي حرمت بيتي ....يلاااا
خرج الاثنان بزعر ....اما تلك العنيده ....ربعت يداها امام صدرها و قالت : خير
عثمان ببرود غاضب : بكره كتب كتابي عليكي....برقت عيناها من شده الزهول و لكنه لم يهتم و اكمل : مبخوديش رايك....اني ببلغك للعلم بالشيء و لا الجهل بيه
انتفضت كل خليه في جسدها غضبا من جبروته و صرخت به بقوه : لييييه مفكرني جاريه عنديك ايااااك.....و لا واحده لاجيها فالشارع ملهاش اهل.....فوج يا دكتووووور ....اني رغد العبايده فاااااهم
هل تشعرون بتلك النار التي تلتهم احشائه من تحديها السافر له .....في خطوه واحده كان يقف امامها ساحبا اياها من زراعها ....ضغط عليه حتي صرخت بالم و دموع
قال بتجبر : ااااني هعرف اربيكي علي بجاحتك امعاي.....اسمعي الحديت زين و حطيه فراسك الي هكسرها عن جريب
ضغط اكثر وهو يكمل : لو رفضتي جوازك مني الي مالاساس مكوتيش تحلمي بيه يبجي هتفتحي باب التار الي جفلته بيدي من سنتين......و بيدي دي اول واحد هيوجع من عيلتك اخوكي الكبير .....ايه جولك
نظرت له برعب و قد فشلت في كتم دموعها التي انهارت كالشلال علي وجنتيها الحمراء ....هزت راسها بهستيريا علامه الرفض و هو تقول : لاااااااه خوي لااااه احب علي يدك
اعتصر قلبه الما علي مظهرها الذي آثار شفقته و لكنه لم يهتم و اكمل : يبجي بلاش منيه العند و وافجي....ولد اخوي مهيطلعش برأت السرايا ....و اني مهجبلش احرم ام من ضناها
رغد بقهر : يعني انكتب علي افادي الكل علي حسابي ....ااااااه يا رب خدني و ريحني مالمرار ديه
ترك زراعها ثم قال ببرود ظاهري : ايه جولك
نظرت له بقهر و غل ثم قالت : و انت خلتلي جول ....حسبي الله و نعم الوكيل
رد عليها بغضب انتقاما لغروره الذي يأبي ان ترفضه انثي : هتوافجي ....و هتضلي اهنيه لحدت ماعرف ايه الي عيملتيه في اخوي لجل ما يجتل روحه.....أياك فكرتي نسيت
نظر لها بشر و اكمل بوعيد : ايامك الجايه كلاتها سواد معاي
ردت عليه بتحدي رغم رعبها الداخلي : جولتلك مليش صالح بموت اخوك.....و إياك تكون امفكر اني هستكت و لا هخاف منيك .....انا وافجت عليك لجل ما انجد اخوي من ظلمك.....كيف ما وافجت علي خوك لجل ما اوجف بحور الدم.....لكن ابدااااا ما هسمح تدوس علي كرامتي و لا تفكرني جاريه عنديك
جز علي اسنانه كي يكتم غضبه ....من اي تأتي بكلتلك القوه ....حسنا ...يوما فقط و ستعرفين من تحديتي ....
تركها مغادرا قبل ان يكسر عظامها ....وقف قبل ان يخرج و قال دون ان يلتفت لها : كسر نفوخك اليابس ديه ...علي يدي يا رغد
وقف داخل غرفه مكتبه بعد ان استدعي عمه و ولده
كي يخبرهم علي ما انتباه
حمزه : خير يا خوي
سحب نفسا عميقا ثم زفره بحنق و قال : اني هتجوز رغد ....ولد اخوي مهيطلعش من السرايا....و لا هجدر احرم ام من ولدها
هز عمه راسه بتفهم رغم حزنه علي ابنته و قال : حجك يا ولدي و دي عوايدنا......كل الي هطلبه منيك متظلمش بتي
حمزه بحيره : عيشه هتحرج الدنيا يابوي ...مفيش وحده تجبل بضره مهمن كان....و الله ما عارف اجولك ايه ياخوي ...انت حطينا بسن المطرجه و السودان
عثمان : خبر ايه يا حمزه ....دي عوايدنا مش جديد علينا .....و عيشه جبل ما تبجي مرتي هي بت عمي ....عمري ما هبدي الغريبه عنيها ....و ربنا يجدرني و مظليمش وحده فيهم
جلست داخل أحضان اختها تبكي بقهر و هي تقول : هددني ياخيتي ....اني هموووت ....ديه هيسود عيشتي ....ماهيسكتش غير لما يعرف سر اخوه
ابعدتها شاديه و قالت بزعر : ايااااكي ....لو جطع منيكي بالحته اوعاكي تنطجي بحرف.....الدم هيبجي بحور يا بت ابوي لو السر انكشف
يا مري ...يا حزني
رغد بجنون : طب و اااني ....اني هعمل ايه وياه ...انكتب علي احمي الكل علي حساب حالي و شبابي الي محسيتش بيه.....بكت بقوه و هي تكمل : هتجوزه كيف ياخيتي كيف بس جوليلي
نظرت لها شاديه بحيره ثم قالت : و الله ماخابره اجولك ايه يا بت ابوي....الحكايه معجربه ....
انتفضت رغد من مجلسها بعنف ثم قالت بتحدي و تصميم : مش هو رايد يتجوزني لجل ولد اخوووه.....مااااشي....انما اني مش هتسماله مره و لا هخليه يلمس شعره مني
شاديه بحزن : يا جهره جلبي عليكي يا ضنايا....هتضيعي شبابك من غير راجل و انتي زينه و الف مين يتمناك......بس فكرك الدكتور. هيجبل بكده ...و لا هيهملك.....ده جليل لو ما خدك بالغصب لجل ما يكسر مناخيرك كيف ما رفضتي
نظرت لها برعب و حيره ثم قالت : .......
يتبع
يتبع