رواية حواء بين سلاسل القدر الفصل الخامس والعشرون25بقلم لادو غنيم
اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد 🌺
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ"
خلف الإهتمام، تختبئ كُل معاني الحُب ليس كُل من قال: "أُحبك" يهتم لأمرك، بل كُل من يهتم بِك ثِق.. تماماً بأنهُ يُحبك "
نزار قبانى✍🏼❤
بـمدينة نصر داخل شقة بـهيةُ المنظر بـغرفة نـوم بيضاء اللون يـجلس "سليم منصور الهلالى" على فراشةِ يـحتوى بـعانقةِ زوجتهِ الجميلة"زهرة حسن"التى تُحاوط خصرهِ بيدها و عيناها تتدلل بين تقسيمات ملامحهِ الشرقية الهادئة تبوح بـبتسامة الإطمئنان:
خلاص بقا يا "سليم" هى سنة و هتعدى و هنرجع تانى'
أخرج تنهيدة محمله بـالرفض لما حدث قائلاً:
أنا مش فارق معايا سنة و الا إتنين يا "زهرة" اللى حارق دمى أنهم نقلونى من جامعة القاهرة للتدريس فى جامعة الصعيد عشان أعترضت على كلام الإستاذ مختار'أعتبرو مناقشتى ورفضى لإسلوبة تقليل منى لقدره'و عشان يعقبونى نقلونى للصعيد'يعنى بعد ما أبقى معيد فى جامعة القاهرة لمدة تلت سنين أتنقل كدا بكل بساطة للصعيد دا ظلم و ميرضيش ربنا'؟
ربتت على صدرهِ بحنان تخفف عنهُ هذا القدر من الحزن ببتسمتها الصافية بإشراقة الأمل:
ربنا مبيعملش حاجة وحشة صدقنى كل اللي حصل كان مجرد سبب عشان تتنقل أنتَ متعرفش الخير فين'و بعدين هو ربنا بردو بيقبل بالظلم أكيد لاء'؟ فصدقنى اللى حصل دا الخير ليك و بعدين تبقا معيد فى جامعة القاهرة أو معيد فى جامعة الصعيد فى كل الأحوال أنتَ أجمد معيد كدا كدا'؟
ختمت تخفيف أحزانهِ بـقبلة لوجنتهِ بعثت الراحة لكيانة'فـذاده عناقهِ لها يعطيها من الحب ما يدفئ للياليهم بـقولةِ الهادئ :
سبحان الله عاملة زى المرطب اللى بيتحط على أى جرح فيا بيشفينى'يخليكي ليا يا زهرتى'
إسترخت برأسها على صدرهِ تتمتم بعطور الكلمات:
يسلم عمري بيك يا سليم'
أحنا نسينا حاجة مهمة أوى هـتعملى إيه فى الجامعة أنتِ ناسية أنك فى سنة رابعة أزى هتيجى معايا الصعيد'أنتِ عارفة إنى مش هقدر أسافر و أسيبك'؟
أبصرت بُكحلتيهَ بإشراقت التماسك:
و مين قالك إنى ناويه أسيبك أنا رجلى على رجلك فى أى مكان تروحه'بُص يا سيدى أنا ناويه مروحش المحاضرات و هحضرها أونلاين و أنزل بس على الأمتحانات و فى الترم التانى أنقل أوراقى للصعيد'
و بعدين أنتَ موجود معايا و هتذاكرلى و الا سيادة المعيد مش ناوي يساعدنى'؟
طبعاً هساعدك و عمري مازهق'
قطبت جبهتها بستفسار خطرا على عقلها:
هو أحنا هنعيش فين أنتَ قولتلى قبل كدا أن بيت اونكل "منصور"ميصلحش للحياة بسبب الحريق اللى حصل فيه و أنتَ صغير'؟
أومأه بتأكيد:
فعلاً الدوار بتاعنا لما أتحرق أمى صممت أننا ننزل نعيش فى القاهرة فى شقة أبوها'و دا عشان زي ما حكتلك أبويا مكنش غنى و الا حاجة مكنش يحتكم غير على حتة أرض و النار كلت الزرع و بقت أرض بور فـمكنش معاهم فلوس يبنو بيها البيت من جديد'
سألت بستفسارً أدق:
طب ليه عيال عمُه مسعدهوش أنتَ قولتلى أنهم أغنيه'
لأن أبويا رفض أي مساعدة مكنش بيحب ياخد حاجة من حد عشان كدا وافق أنُه ينزل يعيش معا أمى فى شقة أبوها و أشتغل معاه فـى محل الفاكهة'
ااه فـهمت'طب أنتَ عارف مكان هنعيش فيه'؟
فـرك لحيتهِ بـقتراح:
بفكر أكلم" جواد"أبن عم "رضوان" أبوه و أبويا عيال عم'و أنا وهو فى مقام عيال العم و ماظنش أنه هيرفض أننا نعيش معاهم فى البيت الكبير الحد لما الحال يتصلح و أقدر أرمم بيت أبويا و ننقل فيه'
دعمتهِ ببتسمتها التى تعطيه الدافع للأمام:
طب كويس و باذن الله فى أقرب وقت دنيتنا هتتظبط و هنرمم البيت و نعيش فيه زي ما قولت'يلا خير البر عاجلهُ أتصل عليه و شوفة'
ضيق مقلتيه بتسأول:
أنتِ شايفة كدا'؟
أحتضنت وجنتيهِ بـدعماً من قائمة الثقة:
أنا مبشوفش غير اللى أنتَ بتشوفُه'و متأكده أن قرارك صح'
داعب خصلاتها بمرفقهِ ثمَ حملا الهاتف'و أجرا إتصالاً على "جواد" الذي دلفَ فوراً من السيارة داخل دوار "رضوان" فـاخرج هاتفهِ و أجابهُ بـترحيبً:
طول عمرك أبن حلال كنت هتصل عليك بكرا عشان أعزمك على فرحى'
قدم التهنئة بـصوتاً يدل على الفرح:
ألف مبروك يا "جواد" إيه الأخبار الحلوه دى أخيراً هتدخل قفص الزوجية'
قال الأخر برسميه ملونه بشئ من الحب:
أعمل إيه النصيب غلاب'المهم سيبك منى و قولى فى إيه مش عوايدك تتصل متأخر كدا'؟
داعب شعرهِ بستحياء:
بصراحة كدا كنت قصدك فى خدمة'
'أوامر'؟
أنا أتنقلت للتدريس فى جامعة الصعيد لمدة سنة'و أنتَ عارف حال بيت أبويا مينفعش أقعد فيه فـلو ينفع يعنى'
قاطعهُ "جواد" بترحيب الأخوة النابعة من أصول تـربيتهِ:
قبل ما تكمل بيت عمك "رضوان" مفتوحلك العمر كله أنتَ زي "فارس" تيجى فى أي وقت دا بيت أبوك مش محتاج طلب و الا استاذان'
شقت البسمة شفتاه بأمتنان عبرا عنهُ بالكلمات الهادئة:
و الله معارف أقولك إيه بس أوعدك إنى هحاول أرمم بيت أبويا و أنقل فيه مش هتقل عليكم كتير'
عاتبهـهُ بـرسميه:
أنتَ بتقول إيه يالا بقولك دا بيت أبوك و أنا أخوك الكبير'لو سمعتك بتقول الكلام دا تانى هزعل منك'أنتَ و مراتك هتيجوا تعيشوا معانا سنة أتنين تلاتة عشرة أنشاله العمر كله متشلش هم حاجة طول ماأنا موجود'؟
تسلم يا "جواد" دا العشم والله'
حبيبي يا سليم قولى بقى هتيجى أمته عشان أبعت عربية تاخدكم'
لاء مفيش داعى أنا هاجى بـالقطر'
قطر إيه بلاش مناهده قول جاى أمته'
المفروض بعد بكرا باذن الله'
تمام بكرا بالليل هكلمك عشان أشوف العربية أبعتهالك الساعة كام'
تنهدا "سليم" بـأمتنان أشد:
شكراً بجد و الله معارف أقولك ايه'
متقولش حاجة مفيش بنا الكلام دا'
ماشي يا خويا معا السلامة أشوفك على
خير أن شاء الله
أغلق "سليم" المكالمة و نظرا إلى "زهرة" التى هتفت قائله:
واضح كدا أنُه وافق'
أومأه بتأكيد:
أيوه وافق ورحب بوجودنا كمان'
طب الحمدلله شوفت بقى ربنا ميسر الموضوع أزاى عشان تعرف أن اللى حصل دا مش شر بالعكس دا خير'
هتفَ من جديد بقتراح:
بفكر أئجر الشقة لمدة السنة اللى هنقعدها فى الصعيد'عشان تسد معانا فى المصاريف'يعنى الأيجار اللى هيطلع لنا منها معا قبض الجامعة هيساعدنا فى المصاريف و كمان عشان ناوي أشارك معا "جواد" فى مصاريف البيت ميصحش نقعد ناكل و نشرب على حسابه زي العيال'
ماشى يا حبيبى اللى تشوفهُ'و كمان أنا ممكن أبيع الإسوره اللى ورثتها عن ماما أهى هتجبلنا مبلغ حلو هيسند بردو'
ربت على يدها بعتراضً رآسى:
لاء أنا ميرضنيش تبيعى حاجة من ريحة أمك'خليكِ محتفظة بيها'و بأذن الله إيجار الشقة معا قبض شغلى هيكفينا'
أومأة بموافقة فـجذبها برفقاً لتسكن بصدرهِ يبوح بوعوداً ملغمه بـالعشق:
عمرى ما هنسا وقفاتك معايا بأذن الله بكرا الحال يتعدل و حياتنا تتحسن'و هعوضك عن كل الأيام القاسية اللى عشتيها معايا'ربنا بس يكرمنى زي ما بتمنا و هجبلك كل حاجة عايزاها'
تـرقرقت عسليتيها بـدموعً تعلن عن مدا إستحسانها لكلماتهِ المبعوثه من نبضاً إذابه قلبها:
مين قالك انى ناقصنى حاجة'أحنا الحمدلله حياتنا أحسن من ناس كتير و أنتَ بتجبلى كل حاجة عايزاها دائماً بتجبلى اللى بتقدر عليها و أنا راضية
و مبسوطة دا كفاية واحدة الشكولاته اللى بتجيب هالى كل يوم حتى لما مبيبقاش معاك فلوس بتوفر من فلوس موصلاتك و بتجيب هالى'و بعدين أنتَ عندى بالدنيا كفاية ضحكتك و حضنك ليا دا بكنوز الدنيا كلها والله'
تنهيدا دافئه عبر بين جوفهِ تدفئ الهواء من حولهم'تنهيدا عبرت عن سعادة قلبهِ و عشقهِ الذائد بين الدقيقة و الأخرى:
عمرى أنتِ يا زهرة والله
إسترخت أكثر برحاب قلبهِ تبوح بما يرهق القلب عشقاً:
عمري بيسلم بيك يا سليم'
ـــــــــــــــــــ"
اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك 🌿🌸
أقول أمام الناس لست حبببتي وأعرف في الأعماق كم كنت كاذباً وازعم أن لا شئ يجمع بيننا
لابعد عن نفسي وعنك المتاعبا وانفي اشاعات الهوي٠وهي حلوه واجعل تاريخي الجميل خرائباً
واعلن في شكل غبيّ ؛ براءتي واذبح شهوتيٖ ٠٠ وأصبح راهباً واقتل عطري عامداً متعمداً
وأخرج من جناتٖ عينيك هارباً"
نزار قبانى✍🏼❤
"
بـعد دقائق معدودة بـغرفة نـوم "جواد" كانَ يقف بـرفقت "ريحانه" التى تتسأل بـستفسار:
هـو أحنا هنتجوز'؟
نظرا لها بتأكيد:
أيوه ايه عندك مانع'
لاء أنا بس كنت بسأل'
تمام من النهارده هتباتى فى الأوضة دي و أنا هنام فى أوضة تانية الحد يوم كتب الكتاب'
عبثت بمعالمها بـقلقاً:
هتسبنى أنام لوحدي لاء بلاش مش هعرف أنام من غيرك'نام هنا و أوعدك أنى مش هضايقك و الا هقرب منك أنا هانم ع السرير و مش هقرب من الكنبة بتاعتك'
أجابها بـرسمية:
الموضوع مش موضوع كنبة و سرير'أحنا مطلقين فخلاص مينفعش نعيش معا بعض فى نفس الأوضة أنتِ دلوقتي متحرمه عليا و مينفعش أقسمك نفس الأوضة'؟
ليه ما أنا قولتلك كل واحد هينام لوحدهُ: و بعدين مأنتَ أمبارح و أول نمت معايا فى نفس الأوضة'
عقد ذراعيه أمام صدرهِ يناظرها بتصحيح لعقليتها:
مين قالك إنى كنت بنام معاكِ فى الأوضة'أنا كنت بستناكِ الحد. لما تنامى و بروح أنام ع الكرسى فى البلكونة'
إتسعت مقلتيها بـتشتت:
بتنام فى التلج دا فى البلكونة'طب ليه مأنتَ تنام ع الكنبة'
و أشوفك لما تتعرى و أشيلك ذنوب و أشيل ذنوب أكتر من اللى شايلها'دأنا بقيت بتعلق فى رضا ربنا مش عايز أرجع تانى للغلط حتى لو بنظرة مُحرمه'
و بعدين الدين مبيدعمش المُساكنه معا بعض من
غير جواز' حتى لو كل واحد هينام بعيد عن التانى'
أدركت مفاهيمه بـأومأة بـالموافقة على كل ما قال'ثمَ إقتربت منهُ بـحزنً تبوح بطلبً:
بما أنك مش هتنام فى نفس الأوضة فـممكن تقلع الچاكت بتاعك عايزاه'
عقد حاجبيه بستفسارً:
ليه'؟
هاخدهُ فى حضنى عشان أحس أنك جانبي و أقدر أنام'ريحتك اللى فى الچاكت هتخلينى أحس أنك معايا'ممكن بقى الچاكت'
رأها العشق بـشمسيتها فـبلع ريقهِ ليهدٔ من نيران نجع قلبهِ التى أشعلتها بتصريحها'لكنَ الثبات كانَ مبدئهُ فـحاولا تجاهل عينيها التى تناديه لطريق المعصية و الحصول عليها'ثمَ نـزعَ سترتهِ و أعطاها لها'ثمَ تحمحم بـرسمية:
أحم'
طب أنا هخرج دلوقتى على أوضتى'و أنتِ أقفلى الباب عليكِ و متفتحيش لحد النهارده غيري ليا أنا
و "نسمه" و عمتى"أنما أى حد تانى يخبط عليكِ متفتحيش'و لو قلقتى أو أحتاجتى لحاجة أتصلى عليا'
أنتها من الحديث و التفت ليذهب'فـأمسكت بـساعدهِ بسؤلاً لمسَ الحزن بهِ:
مش هتنام عند "نهى" مش كدا'؟
لوح بخضرويتيه لها ليطمئنها بذات الثبات:
أنا طلقت "نـهى" أمبارح بالليل مبيتتش على زمتى"
لمعت عيناها بسعادة رسمتها ببسمة شقة فمها:
بجد يعنى هى مش مراتك'!
نفى بحركة رآسية بـزمة شفاها بـستحسان:
أنام و أنا مطمنه بقى يلا تصبح على خير'
ماله برآسهِ للجها اليسري بـعين ضيقها بـستفسار:
و دا ليه بقى'ما يمكن أدخلها عادى'جايبه منين
الثقة دى'
أهدتها الليلة فرصة للإفصاح عما يخبئ بداخلهِ'فلم تضيعها هبائاً و أقتربت منهِ مباشرتاً تخاطب عيناه التى تفصح بما يخفى خلف ستار جمودهِ:
جايبها من جواك من جوه قلبك من عيونك الحلوة دى اللى فضحاك يا حضرة الظابط'عيونك اللى بتوشوشنى و بتقولى "خيلك" بيحبك بس بيقاوح'خيألك عايزك أكتر مأنتِ عايزاه بس بيكابر'خيألى اللى قالها زمان مدام مليتى القلب فعيونى مش هتشوف غيرك'أنتَ قولتها خلاص يا "جواد" و مبقاش ينفع ترجع فى كلمتك'أنا مش بس ماليه قلبك لاء و ماليه عينك و متأكده أنك مش هتفكر تروح لغيري و الا تبص لغيري عشان مبقتش بتشوف غيري أصلاً 'زي مأنا مبقتش أشوف راجل غيرك'
ببذور الهوا نسمت حول قلبهِ الدافئ تـعطيه التنفس لليالى كممت فيها أنفاسهِ بـأفعلاً كانت كـالنار تحرقهُ'فـحاولا الهروب من مخضع عيناها فـتدللت بأطرفها تهمس على صدرهِ فـوق قلبهِ:
يمكن معرفتى بالدنيا محدوده'جاهله فـى أمورها'
بس فى حاجه واحده فاهمها كويس و عرفاها أن قلبك اللى بينبض تحت أيدي ملكى أنا و بس'ريحانه'محفوره جواك يا حضرة الظابط'زى
مأنت محفور جوايا'ساعات كتير كنت بسرح و قول يا تره ممكن أحب و تحب زى الأميرات اللى بشوف قصصهم على التلفزيون بس كنت برجع وقول دى مجرد قصص كرتون اساطير ملهاش وجود'الحد لما جاتلى فى أحلامى و تانى يوم الحلم أتحول لحقيقه و شوفتك قدام داركم و خبتنى من عيون الناس'و معدتش الليله غير و أنا مراتك'لحظتها بس قولت بينى و بين نفسي أفرحى يابت يا "ريحانه" شكلك دخلتى قصص الإساطير و هتبقى واحده منهم معا "جواد"خيلك"
و" معا كل يوم عشته معاك و كل حاجه مريت بيها معاك كنت بقول لنفسي هى دي إسطورتك معاه و هـو دا بطل حكايتك و لإزم تتمسكِ بيه لأن مفيش عشان إسطورة عشقك مينفعش تكمل معا خيل غير جوادك'حتى لو بطل إسطورتك رافض يعترف بهواكِ'كفايه أنتِ مستكفيه بهواه'
يا الله من حديثها الملغم بـشرار الهوا القاتل للكيان'فاض الأمر بنبضهِ الذي طرق رحاب صدرهِ ليهرُب إليها'فـفلتَ زمام لسانهِ الذي أفصح قائلاً:
مكنش حلم أنا كتت عندكُم فـى البيت و دخلت أوضتك بـالغلط و شوفتك و أنتِ نايمه على سريرك'و قربت منك ورغم إنى كنت موسخ بمعاصى الدنيا و مكمل فيها بس جأت الحد عندك وهدانى الله مـقدرتش المسك إكتفيت بـالنظر ليكِ الحد لما صحيتِ و شوفتينى فـخرجت بسرعه من عندك و مكنتش مخطط أنى هقابلك تانى الحد لما شوفتك تانى يوم قدام دارنا و بدأت حكايتى معاكِ اللى مش عارف هـتنتهى على إيه'
الأجابة أصبحت تنهيدة تجهل ما يُخبئ القدر لهُما'لكنها تشبثت بوصال الأمل قائلة:
أسطورتى معاك هـتنتهى بسعادة زى باقى الأساطير'بس أنتَ أقبل الغفران لـبنتك كفاية زعل عشان خاطر قلبىِ'
ردا السؤال بسؤال إحتؤى على بحة العتاب العنيدة بـوصال الجفاء:
و أنا قلبىِ خاطرهُ عند مين يا "ريحانه" حُطى نفسك مكانِ لو كُنت أنا اللى جاتلك و قولتلك أنِ كُنت فى حضن واحدة غيرك و سلمتها نفسي اللى هى من حقك و بس'و أنى هروحلها كل يوم و أسلمها نفسى عشان تاخد منى اللى من حقك أنتِ'يا تره كُنتِ هتسامحينى بسهولة حتى لو قولتلك أنِ كُنت بكدب عشان أكسرك وأرود كرامتىِ'
إنحنت عيناها هاربة من السؤال فـزم فمهِ ببسمتاً ساخرة:
مش لقيه حتى أجابة و جاية تطلبى الغفران بدري أوى على طلبك'
تركها تلوم حالها عما فعلت بهما من أنكسارً هزا وجدان علاقتهُما'
ــــــــــــ"
ياحي يا قيوم برحمتك استغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلي نفسي طرفة عين 🌿🌸
"
بـذات الوقت لـدى "غنوه" تقف أمام "البارون" تضب حقائبها بينما يسألها أثناء مكوثهِ على المقعد:
هـتسافرى أمته'؟
أجابة أثناء وضعها لمعطفها الزهرى الحقيبة:
بـكرا الفجر'بتسأل ليه'؟
قطب جبهتهِ برد السؤال:
بسأل عشان أعرف دا من حقى'
حركت رآسها بيماء قائلة بـجفاء:
ااه فعلاً حقك'طب بمناسبة حقك "هشام" و "جواد" أتخانقة بسببى و بقا بينهُما طار و كل واحد فيهُم عايز يخلص على التانى الأول'
فرك مرفقيه ووقفا بخبثاً:
أيه الأخبار الحلوة دى أيوه بقى كدا الواحد يقعد و يتفرج بـمزاج و يركز فـى شغلهُ'
"جواد" هيتجوز "ريحانه" كمان كام يوم "هشام" قالى أنُه سمعهُ و هـو بيتكلم معا عمهُ "فـوزى" أن الفرح هيبقي فى بيت أبوه بعد تلت أيام'هـتبقا مراتُه رسمى'شرعاً و قانوناً:
أضيقت عيناه بـحنقاً ذاده بؤبؤهِ سوادً'و هتفَ بكراهية أفصحتها بحتهِ:
بقى هيتجوز من غير ما ياخد واجبُه دا حتى تبقى عيبه فى حقى'تمام يا "غنوه" سافري و متشغليش بالك بحاجة هدية العريس عليا'
نـوى بعقلهِ بشراً لقلب الزفاف إلى شيئاً أخر
ـــــــــــ"
اللهم أني أسألك علماً نافعاً ورزقاً طيباً وعملاً متقبلاً 🌿🌸
بـنهار اليوم التالى بـحجرة المعيشه بـمنزل "رضوان" تجلس كلن من "ريحانه" و نـسمه"برفقة"جواد"و "مـرعى" الذانى يستعداً لبدء تحضير الزفاف'و بـحوزة الفتيات دعوات الزفاف'
لحقت عملت كل دا أمتا يا "جواد" دأحنا لسه جاين الصعيد أمبارح بالليل'أزى لحقت تطبع دعوات الفرح بالكم دا و بالسرعه دى'
سألتهِ "نسمه" فـردا برسميه:
كُنت بحضر للفرح من أسبوع فات مفيش حاجه جأت فجأه كل حاجه كانَ متخطط لها'
سألتهُ من جديد بستفسار و هى تتعمق النظر داخل الدعوه:
إيه دا أسم العروسه:R دا إيه مش فـاهمه'؟
أجابها "مرعى" بالنيابه عنهِ ببتسامة تـعزيز:
من عوايدنا أننا منكتبش أسم العروسه فى الجواب و بنكتب أول حرف من أسمها: عشان الدعوات دي بتتفرق على رجالة البلد كلها و ميصحش أنهُم يـعرفهُ أسم العروسه إيه'؟
عقدة حاجبيها بـتعقيب:
الموضوع دا قديم أوى فيها إيه لما يتكتب فى الدعوه"ريحانه"و الناس تقرء أسمها دا مجرد أسم هينطقوا مش هيشفوها يعنى متحبكهاش قوى كدا يا "جواد"
قطب جبهتهِ بـضيقاً يناقشها :
محبكهاش'؟ دي أصول و تـربيه يا "نسمه" عوايد بتحفظ قيمة الواحده مبتخليش، أسمها سلعه على لسان كل راجل شويه'التحابيك دى هى الأصوال اللى لإزم نمشى عليها عشان نحفظ أهل بيتنا من أى رُخص'و بعدين الرجاله هتستفاد إيه لما يـعرفهُ أسم مـراتِ هيذيدو و الا هياجوا ينقطونا بـالدهب'مـش هنستفاد حاجه غير أن أسمها هـيتردد بين كل واحد فيهُم'و يبقي على لسان اللى يسوه و اللى ميسواش'
أمام هـجومهِ العنيف نظرة إلى "ريحانه" بـغيظ تحادثها:
هـتفضلى ساكته ما تردى يابنتى عليه دي دعوات فرحك أنتِ كمان أعترضى "
نفت بدلالً فقد راق لها كثيراً:
سبيه على راحتُه هـو خايف عليا و غيران و أنا عجبنى كلامُه:
لوت فمها ببتسامه:
لاء يا شيخه إيه النحنحه دى دأحنا أتقدمنا أوى'
فـرك أنفهِ بحمحمه ليفض ذلك النقاش الذى بأتَ يـرهقهِ:
خلاص خلصنا'أنا هـقوم عشان ورايا حاجات مهمه لإزم أخلصها قبل بكرا'؟
إستنا قبل ما تمشى ناوى تجيب مين يـغنى فى الفرح أنا من رأيه تـجيب "تامر حسنى" أو "تامر عاشور"
قالت الأُخرى بستحسان:
خليه "تامر عاشور" أنا بحبهُ قـوى'
شبثت الحريق بقلبهِ أثار جملتهِ أكلتهُ الغيره من تلميحها لغرام رجلاً أخر بـأى طريقتاً أُخـرى'فـقررا رد الصفعه ليشعرها بما شعرا:
مفيش مُغانين الحنه هياجى فيها رقضات'
أيوه بقى هنجيب رقاصه دا إيه الفرح الحلو داه'
هكذا قاله "مرعى" بحماساً فـزم الأخر فمهِ بمكراً يناظر من تلوح بشمسيها عليهِ بـغيره عارمه:
مش رقاصه واحده تلاته'هياجوا تلات رقصات هيحيوا الليله الحد الفجر'
فرك "مرعى" صدرهِ بمرفقهِ يتلو بأنعاش:
دول مش هيحيوا الليله لاء دول هيحيونا أحنا بقولك إيه يا باشا ما تخليهم أربعه أهو نمشي ع الشرع ربنا محلل للراجل أربعه'
صححت لهُ ريحانه بـستياء:
أربعه فى الجواز مش فى الرقصات و بعدين مالكم مسروعين ع الرقصات كدا ليه إيه شغل المراهقين دا'
نـهضا "جواد" بشموخاً يليه قولاً:
هيبقوا خمس رقصات'
صفق بحماس:
أيوه بقى يا مدلعنا خمسه في عين العدوه هروح أنا بقى أجهز الجلبيه عشان بكرا عن إذنكم
صاره مرعى فلحقت ريحانه بجواد الذي ذهبا للخارج حيث المندره:
جواد استنا'؟
نظرا لها بجفاء:
خير
أنتَ بجد هتجيب رقصات في الفرح
أيوه
ليه
مزاجى كدا
و هو مزاجك دا مش ناوى يتوب شويه
هتفَ بجفاء:
ملكيش دعوه و يلا على جوه
لاء ليا أنتَ ناسي أنك هتشوفهم'
فرك لحيتهِ بمكراً:
أنا جايبهم عشان أشوفهم وروق على نفسى عنديك مانع
زمجرت بغيره علنيه:
أيوه عندى أنا محبش أنك تشوفهم
بصفتكِ إيه
بصفتى مراتك'
ضيق عيناه بـستفزازً خبئه خلف جمود طلتهِ:
الرقصات جايه بكرا تحيه الحنه فـ للأسف هتكونى لسه مبقتيش مراتى لما أكتب عليكِ بعد بكرا أبقي أتكلمى سلام"