
رواية قلوب ضائعة الفصل الحادي والعشرون21 والثاني والعشرون22 بقلم فاطمة الزهراء
يقولون الحب حرب، كم عشقت الحروب التي نشبت بيننا من مجرد نظرة عين، أصبحنا كأمواج تسونامي، لكن رحمة بقلبي يا مليكتي فأنا جندي أعزل ...
وصلت سيارات الإسعاف لتحمل المصابين اقترب سليم من نزار و تملكه شعوراً بالعجز هل سيفقده هذه المرة لن يقبل حمل المسعفين نزار ليساعد سليم علياء على الوقوف وكانت ملابسها و يدها ملطخين بالدماء و دموعها تهبط على وجهها بصمت ليتجهوا للمستشفى .. كانوا ينتظرون أمام غرفة العمليات و ينتظرون أن يخرج أحداً كي يخبرهم عن حالة نزار … في الشركة كانت فاطيما تشعر بالقلق بسبب اتصالها على نزار ولكن هاتفه مغلق لتحاول الاتصال ب سليم الذي نظر لهاتفه ولا يعلم كيف يخبرها بما حدث ؟؟
اتجهت لمكتب ميرا وجدتها تجلس وتشاهد إحدى المجلات لكنها تعجبت بعد رؤيتها ل فاطيما في هذه الحالة
هتفت بتوتر و قلق :
ـ فاطيما قلقانه كده ليه إيه الحكاية
تحدثت بخوف شديد :
ـ نزار موبايله مقفول و بابا مش بيرد مش عارفه أوصل لحد منهم و اللي عرفته من السكرتيرة إن بابا خرج بسرعة من الشركة
لتشعر ميرا بالقلق من حديثها :
ـ أستنى أتصل على بابا طيب و أشوف أهدى كده هتتعبي
قامت بالاتصال بوالدها لينظر لهاتف نزار الذى قام بإغلاقه بعد أن سلمه له الشرطي ليعلم أن فاطيما ذهبت إليها لا يعرف كيف يخبرها بالأمر و هو ينظر لعلياء التى تجلس تضم ابنتها بخوف وتنظر لغرفة العمليات .. انتظر حتى أنهت المكالمة ليرسل لها رسالة نصيه محتواها
ـ هاتي فاطيما وتعالي المستشفى
نظرت للرسالة لتعلم أن هناك شيئاً قد حدث لتتحدث بتوتر
ـ فاطيما تعالي معايا بابا بعت رسالة و طلب نروحله
انتبهت فاطيما لقلقها الشديد لتتحدث وهى تمسك يدها :
ـ قولي الحقيقة يا ميرا
ميرا بهروب و هى تنظر بعيداً :
ـ دى الحقيقة صدقيني يلا نروح لهم
فاطيما بعدم فهم و توتر :
نروح لهم !! ميرا إنتي مخبيه إيه !!
كادت أن تتحدث ليأتى إليهم الحارس و يخبرهم أن سليم طلب منه أن يقوم بتوصيلهم إليه غادروا معه في هدوء ليصلوا للمستشفى وقفت فاطيما في الخارج وكادت أن يغمى عليها وهي تتوقع سيناريوهات كثيرة لتسير ببطء وهم يتجهون للداخل .. صعدوا للأعلى لتقف في الممر وهى تشاهد سليم يقف أمام غرفة العمليات لتسير بخطوات بطيئة وهى تشعر أن قلبها سيتوقف
لتقف أمام سليم وتتحدث بدموع :
ـ بابا .. بابا نزار فين هو كويس صح طمني أرجوك
ميرا بخوف و توتر :
ـ بابا أرجوك أتكلم إيه الحكاية و فين زين
تحدث أخيراً لتخرج الكلمات منه بصعوبة :
ـ اهدوا زين جوه في أوضة العمليات
انتبهت ميرا ل علياء التي تجلس و كأنها في عالم آخر لتقترب منها تحدثت فاطيما بدون وعي و دموع :
ـ بابا قولي أخويا ماله هو وعدني مش هيبعد عني
سليم بتنهيدة و حزن :
ـ أهدي يا حبيبتي أهدي هو هيبقي كويس أكيد هو عارف إننا مش هنتحمل خسارته فا هيتحمل و يصحى علشانا
أردفت باستفهام وهى تشعر أنها ستفقد وعيها :
ـ إيه السبب يا بابا قولي !!
أخبرها سليم بما حدث ليحاول تهدئتها بعد ذلك :
ـ بس بعد كده جبناه هنا و لسه محدش طمنا أهدي هو هيبقي كويس ادعيله
اقتربت فاطيما من علياء لتهتف بغضب شديد :
ـ هو أذاكى في إيه هاه رغم كل حاجه بس هو ... نزار لو اتاذى مش هسامحك يا علياء إلا نزار
كانت علياء صامته لم تستطع التحدث وكأنها فقدت النطق ليهتف سليم بعتاب حقيقي :
ـ فاطيما أهدي هي مالهاش ذنب
ميرا و هي تقترب منها لأنها تعلم الألم التي تشعر به :
ـ فاطيما أهدى زين هيبقي كويس هو مش هيسيبنا لوحدنا
لتهتف بوجع و حدة :
ـ أهدى إيه انتم مش حاسين بيا ليه هاه أنا مش هقدر
نظرت علياء لها بدموع وندم لتهتف بانكسار و قهر :
ـ أنا قولتلكم أمشي وأنتم اللي رفضتم علشان كنت عارفه إن ده اللي هيحصل بس أنا مكنتش أتمنى إن ده يحصل لنزار أبداً أطمن عليه ومش هتشوفي وشي تانى
سليم بغضب وانفعال شديد عليهن :
ـ بلاش جنان إنتي وهي بدل ما قاعدين تتكلموا ادعوله
كادت فاطيما أن تتحدث لكن قاطعها خروج كِنان من غرفة العمليات ليقتربوا منه جميعاً
ـ مساء الخير أنا محتاج شخص يتبرع حالاً فصيلة زين نادره فصيلته ( -AB ) ولسه هيشوفوا ومفيش وقت
فاطيما و هى تنظر له بتوسل و ترجى :
ـ أنا فصيلة دمي زيه خليني أتبرع له لو سمحت .. مستنى إيه يا دكتور يلا أنا اللي هتبرعله فصيلتنا واحده
تحدث كِنان بجدية وهو ينظر لها :
ـ فاطيما للأسف مش هنقدر ناخد منك كده ممكن تتعبي زيادة
ميرا بقلق و تعجب من رفض كِنان أن تتبرع فاطيما له :
ـ والحل يا دكتور طيب ليه فاطيما مش هتقدر تتبرع
سليم بشك وهو ينظر ل فاطيما التي كانت تبكى بقوة :
ـ ليه فاطيما لأ إيه المانع هما فصيله واحده
تحدثت فاطيما برفض فهى لن تقبل أن يحدث له شيئاً :
ـ مفيش بعدين أنا مش مهم أرجوك همضى على أي إقرار المهم يلا بسرعة
كِنان بجدية وهو ينظر لهم :
ـ للأسف فاطيما تعبانه ومش هتقدر تتبرع لأنه وقتها حالتها هتدهور
سليم بقلق شديد :
ـ والعمل يا دكتور هتفضل نتناقش كده ونسيبه
لتتحدث بانفعال شديد و وجع :
ـ أنا المسؤوله قلتلك بعدين مستنى إيه أخويا بيموت وإنت واقف تحكى
كانت علياء تتابع ما يحدث بهدوء رغم الوجع الذى تشعر به لكن هذا ليس الوقت المناسب للتفكير وقفت لتهتف بتوتر :
ـ أنا ممكن اتبرع له فصيلة دمه هتقبل من فصيلتى
نظر لها كِنان بأمل شديد لأن الوقت ليس في صالحهم :
ـ فصيلة دمك إيه !!
أردفت و هى تنظر لهم :
ـ +AB
كِنان بسعادة وهو يشير لها :
ـ كويس جداً تعالي معايا علشان تتعقمى الأول
فاطيما بدموع و هي تنظر ل كِنان الذى سار عدة خطوات :
ـ زين هيكون كويس صح أرجوك طمنى
التفت لها ليهتف بجدية و هو يشعر بشيء غامض في علاقة صديقه بها :
ـ أطمنى هيكون كويس بعد إذنكم لازم أدخل بسرعة
علياء بتنهيدة وهى تنظر لابنتها بعد أن تركتها مع ميرا :
ـ يلا بينا
اتجهوا للداخل ليطلب من أحد الممرضات أن تقوم بتعقيمها ثم دلفت داخل غرفة العمليات لتجده نائماً لا يشعر بشيء و الأطباء يحاولون إنقاذه ليحضروا لها سريراً طبياً لتبدأ عملية نقل الدم لتغمض عينيها و هي تشاهدهم يحاولون إنقاذه بعد فترة انتهت العملية وتم نقل نزار لغرفة العناية و انتقلت علياء لغرفة عادية بعد هبوط ضغطها ليقوموا بتعليق المحلول المغذي لها ...
استطاع رجال مايكل الهروب فهم بارعون في هذا الأمر بسبب عملهم مع المافيا حضرت الشرطة للتحقيق مع سليم و علياء و انتظروا حتى يستيقظ نزار من الغيبوبة ليتهم سليم ' مايكل ' أنه المسؤول عما حدث لكن استطاع ببراعة إخراج نفسه من هذا الاتهام رغم ذلك لم يستسلم سليم ليقدم الأوراق التي تثبت عمل مايكل مع رجال المافيا ليتم القبض عليه و بدأ رجال الشرطة بالتحقيق معه ليتم إيداعه في السجن لحين التحقيق معه ... تم الحجز على أموال مايكل وكل شيء يملكه و في أحد الأيام أتت له زيارة ليقف يحدثها من خلف الحاجز عبر الهاتف
تحدثت بدموع وحزن :
ـ بابا .. بابا عامل إيه إنت وحشتني أوى هو إنت مش هتخرج من هنا
تحدث بصدمة فهو لم يتوقع أن تأتي له في هذا المكان :
ـ سيمي إنتي جيتي هنا إزاى أنا حذرت المحامى إنك تيجي المكان ده
أردفت بدموع وهى تشاهده عبر الزجاج :
ـ كنت عايزنى اسيبك وبعدين الشرطه حجزت على كل حاجه يا بابا وبقيت دلوقتى في الشارع هو في إيه أنا مش فاهمه حاجه
أردف بمكر و استنكار :
ـ يعنى إيه الكل هربوا و اتخلوا عني بعد كل اللي عملته
تحدثت بعدم فهم و خوف :
ـ مين هما دول يا بابا هو حضرتك هنا ليه !!
تحدث بهدوء :
ـ ناس بيني و بينهم شغل .. بيتحقق معايا و قريب هيتاكدوا من برائتى و كل شيء هيرجع لنا تاني
هتفت بدموع و قهر :
ـ ياريت يا بابا ياريت بس أنا دلوقتي هروح فين حتى اللي كنت بقول عليهم صحابي اتخلوا عنى بعد اللي حصل
تحدث بعد تفكير لكن لا يوجد سوى هذا الشخص :
ـ فيه شخص واحد ممكن تروحى له واثق إنه هيساعدك
أجابته بتنهيدة :
ـ مين !!
نظر لها ثم هتف بجدية :
ـ سليم روحى له و قوليله أنا اللي طلبت منك كده قوليله يسامحني سيمي أنسى زين فكرى في حياتك
كانت تشعر بالقلق خاصة بعد ما حدث بينها و بين نزار :
ـ و تفتكر هيقبل يساعدني ولا هيسامحوني بعد اللي عملته .. وصعب أنسي زين أنا بحبه بجد
أردف بجدية و تحذير :
ـ هيساعدك متقلقيش .. سيمي اسمعى منى زين أخوكى بلاش تخسريه كأخ أنا مش عارف هخرج من هنا امتى ومفيش غيرهم هيقدر يساعدك
أومأت رأسها بموافقة :
ـ حاضر يا بابا هروح له
مايكل بجدية و تحذير بسبب خوفه على ابنته :
ـ بلاش تيجي هنا تاني لأى سبب اتفقنا
تحدثت بدموع و حزن :
ـ و هطمن عليك إزاى
أردف بجدية شديدة :
ـ المحامي هيطمنك لكن خليكي بعيد عن هنا
وقفت وهتفت وهى تودعه :
ـ حاضر سلام يا بابا هتوحشني أوى
علمت يارا بفشل خطة مايكل وموت رجالها لكن قررت الانتظار حتى تهدأ الأوضاع ثم تفكر في خطة جديدة بينما حاول مايكل الاتصال بأصدقائه ولكن كانت إجابتهم واحده أنهم لن يستطيعوا مساعدته كي لا تفتح الأعين عليهم …
❈-❈-❈
عند نزار مر يومان وهو في غيبوبة ولم يستطع أحد الدخول له رغم توسلات فاطيما ل كِنان لكنه رفض لتظل في المستشفى ورفضت العودة للمنزل لتعود علياء لتبديل ثيابها و الاطمئنان على ابنتها التي عادت برفقة ميرا
سمح كِنان لسليم لرؤيته على أن لا يظل فترة طويلة عنده دخل ونظر له بحزن شديد اقترب منه وتنهد بتعب ليجده يحرك يده و يفتح عينه بضعف شديد ليتحدث بسعادة :
ـ نزار إنت كويس طمنى عليك
أجابه نزار بضعف و تعب :
ـ با .. بابا ف فريدة و علياء
سليم بتفهم لقلقه عليهم :
ـ أطمن هما كويسين و بره المهم إنت طمنى عليك عامل إيه دلوقتي
نزار بوجع شديد و ضعف :
ـ أنا عاوز أنام تعبان أوى آااه
سليم بشفقة وحزن وهو يضع يده على رأس نزار :
ـ نام يا حبيبي نام وارتاح هنادي على الدكتور يجي يشوفك و يطمنا عليك
أردف بقلق و خوف :
ـ فاطيما بلاش تسيبها لوحدها
سليم بهدوء :
ـ أطمن معاها ميرا كلهم بره لما نطمن عليك هيدخلوا كلهم يطمنوا عليك بنفسهم
هتف بوجع وهو يغمض عينيه :
ـ فين كِنان عاوز أشوفه
ـ بعتت الممرضه تجيبه و تبلغه انك فوقت هتروح تناديه
أجابه بقلق من شيئاً ما :
ـ ماشي بس بسرعة
وصل كِنان وطلب من سليم المغادرة حتى يقوم بفحصه
قام بفحصه وتحدث بجدية :
ـ نزار إنت كويس قولى حاسس بأيه دلوقتى
تحدث بضعف و ألم :
ـ تعبان أوى مش قادر أتحرك و عاوز أنام
كِنان بتنهيدة لأنها كانت عملية صعبة :
ـ معلش ده إحساس مؤقت و نتيجة طبيعية إنت كنت بين الحياه والموت ونزفت كتير أوى والحمدلله دلوقتى احسن بعد ما المدام اتبرعتلك و هتتنقل أوضة عاديه يومين تلاته كده و هتبقي أحسن بإذن الله
نزار بعدم فهم وقلق :
ـ هاه مدام !! مدام مين أكيد مش فاطيما صح
أردف وهو يقوم بتغيير المحلول له :
ـ لأ مش فاطيما أطمن لأنها ماينفعش تتبرع تتعب فوراً فيها خطوره على حياتها دي واحده تانيه كانت جايه معاك
أردف بتعجب و تنهيدة :
ـ مين تقصد مفيش غير علياء اللي كانت معايا و فصليتها مش زيي
أجابه بجدية و هدوء :
ـ وإنت عرفت منين إن فصيلتها مش زيك هي صحيح هى مش نفس نوع فصيلتك بس فصيلتك ماتقبلش إلا من نوع فصيلتها أو من نفس نوعك علشان كده أخدنا منها
تحدث بعتاب حقيقي :
ـ ليه عملت كده كِنان هى قضت يوم صعب مش عاوز حد يتأذى تانى بسببى كفاية
أجابه بجدية و حذر :
ـ أطمن هي كويسه تعبت شويه بس وركبنا لها محلول ودي نتيجه طبيعيه لأنها واضح إنها مش بتاكل كويس بقالها فترة ولما سحبنا منها دم داخت شويه بس هي حالياً كويسه أطمن وبعدين يعني اسيبك تموت و قدامي ما أنقذك
أردف بتعب و إرهاق :
ـ كنت شوف حد تاني هخرج امتى من هنا !!
كِنان بغموض وهو يلاحظ قلق نزار عليها :
ـ مكنش في حد وقتها وبعدين إنت مضايق أوى كده ليه .. هي مين دي أصلاً أول مره أشوفها معاك و موجوده معاهم هنا من وقت ما إنت جيت
نزار بهروب من الإجابة :
ـ هاه !! دى ضيفة هنا و من العيلة .. كِنان هى كويسة بجد صح بلاش تكدب عليا
كِنان بابتسامة :
ـ ضيفه ماشي و آه يا سيدي كويسه والله كويسه وقاعده بره كمان تحب ادخلها تطمن عليها بنفسك
ـ هاه لا مش دلوقتي بس امتى هخرج من هنا
أراد المغادرة من المستشفى فهو لا يحب المستشفيات
أجابه بجدية :
ـ مش دلوقتى لما أطمن عليك الأول وتقدر تقف على رجليك
تنهد بضيق شديد :
ـ طيب هخرج امتى من العناية
كِنان بتحذير لأنه يعرف صديقه جيداً :
ـ بكره هتتنقل لاوضه عاديه المهم بلاش حركه كتير و بلاش عصبيه هاه و انفعالاتك
تحدث بوجع وهو يبتسم :
ـ أطمن بعدين مش أنا قادر اتحرك أصلاً
أردف بضحك و مراوغة :
ـ ما أنا علشان عارفك عنيد المهم هروح أنا علشان عندي عمليه دلوقتى و هبقي اجي أطمن عليك بعد ما أخلص
أجابه بهدوء وهو يغمض عينيه بعد أن بدأ مفعول الدواء :
ـ ماشي هستناك
تركه كِنان و خرج ليخبرهم أنه بخير طلبت منه فاطيما رؤيته ليخبرها أنه نائم و في المساء سيجعلها تراه هبطت فاطيما مع سليم للكافتيريا لشرب القهوة بعد أن اطمئنوا عليه و في هذا الوقت وصلت علياء ولم تجد أحداً في الخارج لتنظر حولها فهي تريد رؤيته و الاطمئنان عليه اتجهت للداخل وجلست على الكرسي لتمسك يده بقوه
تحدثت بدموع و خوف :
ـ أنا كنت هموت لو كنت اتاذيت يا نزار أنا مش عارفه إنت مين بس اللي عارفاه إني حبيتك بلاش تسيبني
كان يستمع لحديثها لكنه لم يستطع الرد عليها لتجد الممرضة تفتح الباب و نظرت لها بعتاب شديد
غادرت علياء بهدوء لتجد سليم و فاطيما يقتربون منها لم تكن العلاقة جيدة بين فاطيما و علياء منذ آخر مواجهه بينهما لتجلس صامتة هي لا تريد شيئاً سوى الاطمئنان عليه و سترحل بعد ذلك لن تقبل أن تضعهم في مواجهة مع شفيق أو رجاله .. في المساء اتجه كِنان لرؤية نزار قبل عودته للمنزل ليجده أفضل بكثير من الصباح
تحدث بجدية:
ـ إنت دلوقتي أحسن كتير بس برضه هتتنقل أوضة عادية الصبح أظن إنت عارف النظام هنا
نظر له بغيظ ولم يجبه أنهى الفحص ثم اتجه للخارج اقتربت منه فاطيما وتحدثت بتوسل :
ـ أرجوك خليني أشوفه و مش هتكلم معاه كتير
أجابها بتنهيدة :
ـ خمس دقايق و تخرجى وإلا وقتها الزيارة هتتمنع نهائي
أومأت له بموافقة ليسمح لها بالدخول
قبل مغادرته تحدث سليم بقلق :
ـ قولى الحقيقة هو كويس صح إنت عارف كل حاجه عنه
نظر له بتفهم و هدوء :
ـ أطمن هو دلوقتي أحسن و الصبح هيكون في أوضة عادية متقلقش لو فيه حاجه أكيد هقولك
ابتسم له و غادر ليتركهم تنهدت علياء ب ارتياح شديد و جلست مكانها مرة أخرى .. دخلت فاطيما لتجده نائماً من يراه يظنه ذهب في النوم لتقترب منه وتضع يدها على رأسه
تحدثت بحزن و دموع و هي تراه في هذه الحالة :
ـ نزار حبيبي عامل إيه دلوقتي طمنى عليك
نظر لها بعمق شديد وهو يفكر إن كان تعرض لشيء سيء ماذا سيحدث معها ؟؟
أجابها بهدوء وهو ينظر لها بحنان :
ـ أنا كويس اطمنى كفاية عياط بقى
أردفت بعتاب وهى تجلس على الكرسي وتمسك يده بخوف من فقدانه :
ـ إنت إزاى تعمل كده في نفسك وإنت عارف إني ماليش غيرك
حاول أن يطمئنها ولو قليلاً ليتحدث بتنهيدة :
ـ أهدى أنا معاكى اهو مش هسيبك تانى وعد
هتفت بجدية و حزن :
ـ نزار أنا بجد ماليش غيرك ومش هقدر أعيش بعدك مش هتحمل خسارتك علشان خاطرى بلاش تهور
وضع يده على قلبه ليتحدث وهو ينظر لها :
ـ كنتى عاوزه أسكت يعنى مقدرتش هنا فيه وجع مش قادر أداويه
أتى اتصال ل سليم ليأخذ هاتفه و يتحدث بعيداً لتقف علياء أمام الباب لم يكن الصوت مرتفعاً لكن الهدوء جعل الصوت واضحاً لها
فاطيما بعدم فهم و تعجب من حديثه :
ـ وجع !! وجع إيه ده هو في إيه يا نزار مالك
تنهد بتعب ليردف وهو ينظر لها :
ـ قلبي واجعنى حاولت أهرب و أنكر بس مش قادر أسكت ولا قادر أتكلم
كانت تسمع لحديثهم بصدمة هل حقاً يحبها ؟؟
إذن لماذا فعل معها كل هذا ؟؟
تنهدت بتعجب و هي تسمع حديثهم لتردف فاطيما بجدية و عتاب :
ـ و ليه تهرب و توجع قلبك أتكلم وشوف مش هتخسر حاجه حتى لما تبعد يبقي ليك الحق بدل ما إنت بعيد و قلبك واجعك ومش عارف ترتاح وتريحه وتريحها هي كمان إنت قسيت عليها أوى آخر مرة وأنا حذرتك وقولتلك أسمع منها الأول وبعدين أحكم
تنهد بوجع فهو يخشى إجابتها حينها ستكون تحطمت كل أحلامه :
ـ خايف من إجابتها علشان وقتها هيكون صعب نكون في مكان واحد على الأقل هى قدامي دلوقتي لكن وقتها هنتعامل سوا إزاى
فاطيما بتفهم وهى تحاول أن تطمئنه :
ـ عادي يا حبيبي الحاجات دي قسمه ونصيب ولو حصل رفض يبقي التعامل في حدود و بحذر وهى كده كده مش مطوله هنا يعنى فتره و هتمشي ها قولت إيه هتخرج اللي في قلبك ولا هتفضل حابسه و تتعب نفسك
أجابها بجدية :
ـ استنى أخرج وأشوف هنوصل لفين
فاطيما بمكر وهى تبتسم له :
ـ خلاص ماشي اهو نظبط الأجواء
أردف بقلق :
ـ أجواء إيه !! بتفكرى في إيه هاه
ابتعدت علياء لتجلس وتشعر أن قلبها سيتوقف بعد أن استمعت لحديثه لتردف فاطيما بجدية :
ـ لا ولا حاجه بس هو حضرتك عايز تعترفلها بحبك فين يعنى ولا تحب يبقى هنا فى المستشفى ده أكيد لازم جو شاعري رومانسي بص مالكش علاقة إنت أنا وميرا هنظبط الدنيا المهم تطلع من هنا بألف سلامة
هتف بقلق لأنه يعلم أنهم سيستغلوا الفرصة :
ـ أنا مش قلقان غير من ميرا بلاش هى بعدين هى كويسه صح
هتفت بسعادة و جدية :
ـ ليه دى ميرا هتجنن الأجواء ماتقلقش هحكمهالك وهي كويسه أطمن كانت هتتجنن عليك
ليتحدث بتنهيدة عميقة :
ـ كده ألغى الموضوع أفضل و فريدة كويسه
أجابته بمكر وهى تنظر له :
ـ لأ اطمن وفريدة أهو من يوم الحادثه و هي زعلانه وعايزه تطمن عليك لما تتنقل أوضه عاديه هدخلهالك
نزار وهو يحاول الهروب منها :
ـ ماشي يلا روحى ارتاحى كفاية تعبتك معايا
وقفت وقبلت رأسه كي تغادر :
ـ ماشي يا حبيبي عايز حاجه قبل ما أمشى
نظر لها بحب و هتف بجدية :
ـ لا يا حبيبتي اطمنى
تركته واتجهت للخارج لتجد علياء تجلس وحدها لتقترب منها و هي تشعر بالتوتر
ـ علياء ممكن نتكلم سوا شوية
أجابتها بهدوء و هي تشعر أنها ستحدثها عن نزار لكنها لن تتراجع عن موقفها من أجل حماية الجميع :
ـ أه طبعاً اتفضلي لو على وجودي همشي بس كنت مستنيه نزار يتنقل وفريدة تطمن عليه لأنها زعلانه اوى علشانه
أردفت بعتاب وندم حقيقي :
ـ تمشى تروحى فين مين قال إننا هنوافق علياء أنا حقيقي أسفه بسبب اللي عملته من يومين بس صدقيني كان غصب عني و مكنتش في وعيي
أجابتها وهى تتذكر نزار وهو بين يديها :
ـ لأ عادي حصل خير بس وجودي هنا مؤذي أوى ليكم وأنتم ماتستحقوش تتأذوا بسببي
تحدثت فاطيما برفض واعتراض :
ـ بلاش الكلام ده بعدين إنتي أختى هتسيبى أختك لوحدها هنا بعدين بابا و نزار مستحيل يوافقوا إنكم تروحوا أى مكان لوحدكم
تحدثت بتفكير و تعب :
ـ هشوف لسه بحاول أرتب أمورى
أجابتها بإصرار شديد :
ـ مش هتمشى وإلا هكون معاكى و كده هتأكد إنك لسه زعلانه مني
ـ مش قصة زعل بس مش عايزه أشيل ذنب حد ولا أشوف نظرة لوم من حد أنه خسر حد عزيز عليه بسببي صدقيني أنا مش هكون أغلى من حد منكم عند التانى زى ما قولت لأستاذ سليم هقولك اشتروا أمانكم بخروجي من هنا
مسكت يدها و تحدثت بجدية :
ـ مش هتمشى من هنا كلنا معاكى فكرى في فريدة على الأقل
تنهدت بهدوء وهى لا تعلم ماذا تفعل ؟
ـ ماشي يا فاطيما هعيد تفكيري في الموضوع ده تانى
تحدثت بمكر شديد :
ـ ماشي على فكرة نزار كان قلقان عليكي
حاولت أن تبدو طبيعية كي لا يظهر عليها شيء :
ـ هو عامل إيه دلوقتي !!
أجابتها بهدوء :
ـ كويس ومحتاج يتكلم معاكي بس يتحسن شوية
لتتذكر علياء حديث نزار مع فاطيما و أردفت بتوتر :
ـ هاه يت يتكلم معايا أنا ليه
أردفت بهدوء و جدية :
ـ أظن تسمعى منه أفضل جايز نسمع أخبار كويسه قريب
ـ طيب ماشي
نظرت حولها لتبحث عن سليم :
ـ خلينا نروح نشوف بابا ميرا و فريدة مرجعوش معاكي ولا إيه !!
نظرت للأرض وتحدثت بجدية :
ـ لأ رجعوا معايا بس فريدة زعلانه وميرا بتحاول تفرحها
لتأتي ل فاطيما ذكرى حادثة تعرضت لها في الصغر لتهتف بتأثر :
ـ اللي مرت به مش سهل الطفل لما يشوف قتل أو عنـ.ـف وهو صغير بيتأثر فترة متقلقيش إحنا معاها و ميرا هتنسيها بسرعة
لتتحدث بجدية ولا تستطيع إنكار الأمر :
ـ أكيد طبعاً واثقه في كده وجودكم هو أكبر داعم لينا
كان سليم يراقبهم من بعيد ليتركهما تتحدثان معاً .. اتجهوا بعد ذلك للغرفة ليجدوا ميرا تجلس مع فريدة وتمزح معها ليجلسوا معاً
❈-❈-❈
في اليوم التالي تم نقل نزار لغرفة عادية ليتجه له الجميع و كانت علياء تقف في الخارج ليأتيها اتصال هاتفي تفاجأت بعد رؤيتها لاسم المتصل .. بعد علمه بما حدث معها لم يستطع أن يظل صامتاً ليقوم بالاتصال بها
تحدث جسار بقلق شديد:
ـ علياء إنتي كويسه طمنيني عليكي
أجابته بهدوء و عتاب شديد :
ـ أيوه كويسه مالك بتسأل ليه وعرفت منين وبعدين من امتى !! إنت مش اتخليت عنى
تحدث بتوتر فهو لا يريد إخبارها أنه يراقبها :
ـ هاه عرفت وخلاص بعدين أنا جيت و قولتلك تعالي معايا لكن رفضتي علشان واحد غريب
أردفت بعتاب :
ـ علشان تسلمنى لشفيق صح
أجابها بجدية وهو يقف في الحديقة :
ـ ده أفضل ليكي صدقيني مش هسمحله يإذيكي
تحدثت بعصبية شديدة و انفعال :
ـ إنت اتجننت بجد إنت عايز تقتـ.ـلنى
وضع يده على رأسه و تحدث ببرود شديد و غيرة :
ـ برضه مش واثقه إني أقدر احميكي أكتر من اللي عندك
كانت تستمع لحديثه بوجع بتجيبه باستنكار :
ـ إنت عايز تسلمنى لشفيق و تقولى تحمينى إنت عارف إنت بتقول إيه
ليهتف بمكر و مراوغة :
ـ ياترى عرفتي مين السبب فى الحادثة اللي اتعرضتي لها
تنهدت بضيق لتهتف :
ـ لأ معرفش .. جسار
ـ نعم
سألته بتعجب و استفهام :
ـ هو إنت بتكلمنى ليه خفت عليا
أجابها بجدية و هدوء :
ـ هاه أه أكيد مش أصحاب و بنت خالى
هبطت دموعها وهى تفكر في أمر ما :
ـ بجد يعني أنا لسه عندك زي الأول !!
جسار بتعجب من حديثها :
ـ أيوة عاوزة تقولي إيه من الآخر
ـ ولا حاجه عايزه بس أتأكد إن صاحبي معايا لو احتجت له في أي وقت الاقيه
أردف بجدية شديدة :
ـ أكيد مش معنى إننا مختلفين في نقطة معينه إني هتخلى عنك
تحدثت بدموع و جدية :
ـ أنا بحبك أوى يا جسار وكنت واثقه إنك مش هتتخلى عني أبداً حتى لو اتغيرت مع كله الا أنا
لا يعلم ما سبب قلقه بسبب حديثها ليجيبها بتأكيد :
ـ وأنا كمان بحبك أى وقت تحتاجيني هتلاقيني عندك
جلست وهى تنظر حولها وتفكر هل تفعل ما تفكر فيه أم تتراجع ؟
ـ ماشي يا حبيبي هبقي أكلمك تانى خلي بالك من نفسك
ـ ماشي يا حبيبتي
أغلقت معه وهى تشعر بألم شديد ولا تعلم متى سينتهي هذا العذاب في الداخل
سليم بهدوء وهو ينظر ل نزار :
ـ نزار عامل إيه النهارده
ميرا بمرح و هى تضمه بقوة و سعادة :
ـ زينو حبيبي حمدالله على السلامه وحشتنى أوى
ركضت إليه فريدة ليضمها بهدوء بعد أن ابتعدت عنه ميرا :
ـ عمو زين عمو زين وحشتنى أوى عامل إيه إنت كويس !!
فاطيما وهى تنظر لهم بغيظ و حدة :
ـ بالراحه يا مجانين اهدوا كده هيتعب تاني
نزار وهو ينظر لها بهدوء :
ـ سبيهم يا فاطيما أنا كويس متخافيش وحشتيني يا ميرا .. فريدة حبيبتي
ميرا وهى تنظر لها بغيظ :
ـ شوفتى يا ستى وبعدين ده واحشنا عايزين نشبع منه ونطمن عليه
أردفت فريدة بطفولة :
ـ هو إنت كويس يا عمو زين أنا كنت خايفه أوى عليك أنا وماما وكنا بنقعد نعيط كتير كتير
سليم بعتاب وهو ينظر ل ميرا :
ـ أهدي يا مجنونه أطمنى عليه بس بالراحه
نزار بابتسامه وهو يضمها بحب :
ـ أنا بقيت كويس يا حبيبتي أهدى هو العياط عادة عندكم
أردفت فاطيما بهدوء و هى تنظر ل سليم :
ـ قولها يا بابا تهدى
فريدة و هى تقف على الأرض :
ـ طيب كويس هطلع أقول لماما إنك كويس واجي علشان هي عايزه تطمن عليك
ميرا وهى تبتعد عن نزار :
ـ خلاص سكتت مش أخويا وبطمن عليه
تحدث بتعجب فقد ظن أنها مازالت غاضبة منه :
ـ أيوة يا حبيبتي بس هي ماما ليه بره
وضعت إصبعها على فمها و أردفت بهدوء :
ـ مش عارفه هي قالت إنها هتستنانى بره اطمنها عليك علشان هتعمل حاجه مهمه
فاطيما بهدوء وهي تهمس في أذنه :
ـ ممكن مشغوله أكيد هتدخل تطمن
كانت تقف في الخارج لتجد سيمي قادمة لتشعر بالغيرة من وجودها بعد ما حدث خرجت إليها فريدة وكانت تفكر في طريقة للدخول لتعلم ماذا يحدث في الداخل ؟؟
طرقت سيمي الباب لينصدم الجميع من رؤيتها
هتفت بتوتر وهي تلاحظ نظرات الغضب من الجميع :
ـ مساء الخير يا عمو سليم
أردف سليم بتعجب :
ـ سيمي !! بتعملى إيه هنا !!
ميرا بحدة و انفعال :
ـ إنتي عايزة إيه تانى هاه مش خلصنا خلاص
فاطيما وهي تقف أمامها وتتحدث بغضب :
ـ اخرجي بره عاوزه إيه تانى مننا
سيمي بدموع وهى تنظر ل سليم :
ـ أنا أسفه بس ملقيتش حد غير حضرتك ألجأله
سليم بتنهيدة عميقة و هدوء :
ـ اهدوا يا جماعه .. في إيه يا سيمي جايه ليه
تحدث نزار أخيراً بعصبية :
ـ اخرجى بره مش عاوز أشوفك هنا
كانت تقف بالخارج وتسمع أصواتاً مرتفعة لم تستطع الانتظار أكثر من ذلك لتطرق الباب أرادت أن تراه حتى يطمئن قلبها لكن لا تريد التراجع عما خططت له
تحدثت وهي تنظر لميرا :
ـ ميرا شوفي موبايلي معاكي كده لإني مش لاقياه معايا
كان ينظر لها باشتياق شديد لتنتبه له فاطيما
تحدثت ميرا وهي تبحث في حقيبتها :
ـ لأ مش معايا هو استنى أرن عليكي طيب ونعرف هو فين
قامت ميرا بالرن عليها لتسمع لصوت الرنين فتحت حقيبتها لتخرجه منها لتردف بمكر :
ـ أه معلش طلع في شنطتى اهو عن إذنكم هعمل مكالمه في البلكونه أحسن مفيش شبكه بره خالص مش عارفه ليه
اتجهت للبلكونه لتضع الهاتف على أذنها مدعيه أنها تتحدث مع أحد
أكملت سيمي بدموع وهي تنظر للأرض :
ـ بابا اتقبض عليه و اتحجز على كل حاجه هو قالى اجي لحضرتك بس لو مش موافق همشى
أجابها بجدية فرغم كل ما حدث لكنها فتاة وليس لها أحد هنا :
ـ استنى يا سيمي هتمشي تروحي فين ليكي حد هتروحي له يعنى
ميرا بغضب و رفض :
ـ و إحنا ذنبنا ولا فاكره شغل الدلع ودموع التماسيح دي هتمشي علينا
سليم بغضب وهو ينظر لميرا :
ـ ميرا اسكتى
كانت علياء تسمع ما يحدث بغيظ أرادت الدخول و تلقينها درساً
هتفت سيمي بعد أن رأت اعتراض الجميع على وجودها :
ـ لأ يا عمو بس هشوف أصحابي ممكن يساعدوني
فاطيما بتفكير و قلق :
ـ بابا لو سمحت وجودها معانا غلط
سليم بتنهيدة وهو ينظر لأولاده :
ـ أصحابك إيه محدش بيساعد حد دلوقتى وخصوصاً هنا يا بنتى خليكي هنا وأنا هتصرف
ميرا بغيظ و استنكار :
ـ إنت بتقول إيه يا بابا و إحنا مالنا
نزار وهو يحرك رأسه برفض
ـ بابا أنا مش موافق
يعلم سليم جيداً أنهم لن يقتنعوا بسهولة ليتحدث بهدوء :
ـ ممكن تهدوا وتسمعونى هي غلطت أه وأبوها غلط بس دي بنت ولجأت ليا معقول هتخلى عنها وبعدين هما عشرة عمر و زيها زي ميرا و فاطيما إيه هنرميها في الشارع وهي مالهاش حد وبنت مش ولد يعنى مش هتعرف تتصرف إيه هنتخلى عن حد لجأ لينا
هتف نزار وهو ينظر بعيداً :
ـ أسف وقتها مش هقعد معاكم بما إنك هتختارها
ميرا بتفكير :
ـ بس يا بابا ممكن تكون لعبه منها هي وابوها إحنا نضمن منين
سليم بتنهيدة لأنه يعلم أن نزار لن يوافق بسهولة :
ـ زين أنا مش بختارها أنا بس بقول نساعدها مش نقعدها دايماً معانا
كانت علياء تستمع لما يحدث بغيظ لتهتف فاطيما بتوتر :
ـ هنساعدها إزاى يا بابا بعدين هى لسه بتدرس يعنى حتى الوظيفه صعب تشتغل في مكان كويس
يعلم سليم جيداً أن موافقة فاطيما سيكون لها تأثير على قرار نزار ليتحدث بهدوء :
ـ هنتصرف يا حبيبتي .. هااا قولتوا إيه
مازال على موقفه :
ـ أنا مش موافق ومش هغير قراري
سليم بإرهاق لأنه يعلم عناد نزار جيداً :
ـ زين لو سمحت فكر فيها كبنت و لجأت لينا و لوحدها مش البنت اللي غلطت في حقك قبل كده
نظر له ليهتف بجدية :
ـ اللي حضرتك تشوفه بس في الحاله دى مش راجع الفيلا
ـ طيب خلاص هتقعد في الملحق
أردفت سيمي بدموع :
ـ أنا أسفه ليكم كلكم مفيش داعى تزعلوا من بعض بسببي
نظرت فاطيما لها لترى دموعها لتردف بتنهيدة :
ـ خلاص يا بابا موافقين بس ممنوع تتعامل معانا
نظرت سيمي ل نزار وتحدثت بحزن :
ـ أسفه يا زين أوعدك مش هضايقك تاني بعد إذنكم
ميرا وهى تنظر لنزار بتوتر لكن موافقة فاطيما شجعتها :
ـ اللي تشوفه يا بابا و زي ما فاطيما قالت ممنوع تتعامل معانا
سليم و هو ينظر ل نزار :
ـ استنى يا سيمي .. زين هاااا
نظر نزار لفاطيما بغيظ ليهتف :
ـ طيب بس مش عاوز أشوفها قدامي في الفيلا وقتها محدش يلومني
سليم بهدوء وهو يبتسم له :
ـ ماشي يا حبيبي يلا يا ميرا خدي سيمي و خليكي معاها الليله
نظرت ميرا بغيظ لفاطيما و أردفت و هي تريد أن تدفع سيمي أمامها :
ـ حاضر يا بابا .. يلا قدامي
غادروا لتخرج علياء و هي تلقي نظرة سريعة على نزار قبل أن تغادر الغرفة
❈-❈-❈
مر يومان و علياء لم تدخل لنزار ولا مرة ولكن تدخل بعد تأكدها من نومه حين تدعي فاطيما أنها ستذهب للغرفة الآخرى لتبديل ثيابها كي تترك لهما المجال ليتحدثا معاً وتذكرت فاطيما حين طلب منها أن يأخذ دوائه لاحقاً ولكن عليه أن يتحدث معها أولاً
دخلت لتجده نائماً شعر بها منذ دخولها لكن حاول أن يظل هادئاً
اقتربت لتضع إصبعها على وجهه ثم تحدثت بتنهيدة :
ـ وحشتني أوى يا نزار عامل إيه نفسي أوى أطمن عليك و إنت صاحي بس مش هينفع زي ما في حاجات كتير أوى نفسي اقولها لك بس مش هينفع أنا مش عارفه ده حصل امتى بس حصل بس للأسف مش هيكمل علشان إنت ماتستحقش تضيع بسببي إنت تستحق واحده أفضل منى بكتير سيمي مش وحشه اديها فرصه على الأقل هي لسه بنت وصغيره إنما أنا .. أنا خطر أوى عليك
ثم تهتف بتنهيدة وهي تنظر له بحب وتضع يدها الأخري على وجهه:
ـ إنت جميل أوى وإنت نايم هتوحشنى أوى يا نزار أنا ماشيه ماشيه ومش راجعه تانى أبقى افتكرنى هسيبلك فريدة عارفه إنك هتخلى بالك منها مع السلامه مع السلامه يا حبيبي
فتح عينه ليمسك يدها قبل أن ترحل :
ـ وأنا كمان بحبك عاندت كتير بس خلاص مش قادر تقبلي تكملى حياتك مع عاشق مجنون
تحدثت بتوتر وهي تنظر له بتعجب بعد أن تأكدت أنه استمع لحديثها :
ـ هاه ان ان إنت صاحي م مش المفروض تكون نايم ا ا إزاى كده
نظر لها بحب و هدوء وهو ينظر فى عينيها :
ـ مجاوبتيش على سؤالي الأول
الفصل الثاني والعشرون
جئتُ اليوم إليكِ خاضعًا؛ لأضع قلبي بين يديكِ.
فهل تقبلين حبي وتحافظي على الوعود والعهود يا ملكة الفؤاد؟.
كانت تشعر أنها في عالم آخر هل الحديث الذي استمعت إليه صحيح أم أنها تتوهم أغمضت عينها لتهتف بتوتر و هى تغادر
ـ هاه ا ا أنا لازم أمشي فريدة مستنياني
أمسك يدها كي لا ترحل :
ـ كفاية هروب بقى بعدين فريدة مع فاطيما و بابا
أرادت أن تبكي تشعر كأنها ضائعة في الطريق تحدثت بحرج و هي تحاول أن ترحل لكن لا تستطيع :
ـ إنت عايز إيه يا نز قصدى يا أستاذ زين
ليجلس بتعب و هتف بجدية و هو ينظر في عينيها :
ـ اللى سمعتيه أنا بحبك و عاوز نكمل حياتنا سوا بعدين اسمى نزار مش زين
أردفت بعتاب وهى تنظر للأرض :
ـ نزار كان الأول لما كنا أصحاب دلوقتى زين و بعدين إنت مش قولتلي أبعد عنك و اتهمتنى جاي دلوقتى عايزني معاك أنا مش فهماك بجد
أجابها بتنهيدة و هو يحاول الوقوف :
ـ ممكن تستنى أخرج من هنا ونتكلم في كل حاجه بعدين أكيد عارفه الغيرة بتعمل إيه في الواحد
اقتربت منه لتمنعه و هي تنظر في عينيه بعمق شديد لتهتف بتعجب وهى تجلس على الكرسي :
ـ غيرة !! يعني حبك مش دلوقتي ده من فتره بقي
أردف بجدية وهو يتابع توترها :
ـ لو قلتلك من أول يوم قابلتك غيرتي حياتى كنت عايش ومقتنع إن الحب كذبه لكن جيتي و رجعتى الشخص اللي دفنته جوايا من سنين
و كأنها ترى أمامها شخصاً آخر ليس هذا الشخص الذي التقت به أول مرة و كان حاداً في تعامله معها :
ـ هاه يعني إنت بتحبنى أوى كده و من زمان
تنهد بهدوء ليتحدث بجدية :
ـ أيوه حبيتك من زمان جايز من قبل ما نتقابل حتى
أجابته بتعجب وهي لا تعلم الشعور الذي اجتاحها من حديثه :
ـ قبل ما نتقابل !! إزاى دي
نظر لها كثيراً ليردف بحب شديد :
ـ شفتك في أحلامى بس مكنتيش واضحه خيال كنت بتكلم معاكى كمان
تحدثت دون وعي :
ـ كلامك حلو أوي و دافي وصوتك حنين يا نزار
أردف باستفهام وهو يلاحظ توترها :
ـ طيب ممكن أسمع إجابتك على سؤالي
تحدثت بخجل في البداية لكنها تنبهت إلى الواقع الذي تعيشه :
ـ هاه سؤال !! سؤال إيه ده ؟! اه اه هو بصراحه أنا مانفعكش .. أنا خطر أوى عليك وجودي معاك أكبر خطر حياتك كانت هتروح بسببي و مش هقدر أتحمل خسارتك و إنك تروح بسببي أنا ماشيه ومش راجعه تانى و إنت عيش حياتك إنت تستحق تعيش حياه جميله وهاديه
ليهتف بحده و غموض :
ـ مين قال هوافق إنك تمشى بعدين لو وجودك معايا خطر أنا بقى وجودى خطر على الكل أكتر منك لو هربانه من شفيق بس أنا هربان من ناس أخطر منه بعدين إحنا سوا هنقدر على أى حد مش هسمح لأى حد يإذيكي قلتى إيه !!
هتفت بتعجب من حديثه لكنها لن تقبل أن تعرض حياته للخطر :
ـ مش فاهمه كلامك حاسه إن ورا كلامك لغز كبير بس أنا أنا خايفه عليك نزار أنا روحي اتسحبت مني و خفت عليك لما تعبت بين إيدي في المكتب تخيل حصل فيا وإنت بتموت بين إيدي و دمك مالى هدومي و إيدي ووشي أنا كنت ميته لغاية لما سمعت صوتك و شوفتك بخير بعد العمليه مش هقدر أتحمل أشوفك كده تانى وأنا السبب إنت مش خايف على نفسك أكيد هتلاقي واحده أحسن مني و تستاهلك
ليتحدث بهدوء و تنهيدة :
ـ أوعدك هتعرفى كل حاجه قريب بس أخرج من هنا بعد كده هتعرفي اللغز اللي محيرك بعدين مفيش واحده غيرك قدرت تدخل قلبي هيكون سهل أقبل إن واحده غيرك تدخله بعدك
ابتسمت له و أجابته بتفهم :
ـ وأنا هستناك تحكيلى .. يعنى مش هتندم وتقول ياريتني ما حبيتها
ليتحدث بمرواغة :
ـ أنا ندمان على حاجه واحده بس
أردفت باستفهام و تعجب :
ـ إيه هي !!
هتف بجدية وهو ينظر لها لتقترب أكثر منه و جلست جواره على الفراش :
ـ إني ضيعت الفترة اللي فاتت وإنتي بعيد عني
تحدثت بدموع وهي تتذكر قسوته معها في آخر لقاء بينهما :
ـ علشان قاسي ده أنا كنت بموت وأنا هناك لوحدي أنا زعلانه أوى أوى منك على فكره .. وبالنسبه لردي يعنى هفكر وابقي أرد عليك
وضع وجهها بين يديه و تحدث بهدوء :
ـ متطوليش هاه وإلا هفاجأك بطريقتي العمر بيفوت بسرعة بلاش نضيع وقتنا في تفكير و عتاب
ابتسمت له و تحدثت بمراوغة :
ـ تفاجأني ماشي فاجأني بحب مفاجأتك أوى وبعدين براحتى ده موضوع خطير و مستقبلي مبنى عليه حاجات كتير و إنت كمان فكر علشان بعد كده هيبقي في نظام تانى خالص
ليضع جبينه على جبينها وتحدث بعاطفة شديدة :
ـ اطمنى أنا فكرت من زمان أوى بعدين ..
لنلتقي في مكان بعيد عن الجميع
نبقى هـكذا الى الابد
واتأمل عينيك
وتشاركني كوب قهـوة
ينسينا كل ماحدث
ونبقى أنا وأنتٍ في عالمنا
لا أحد يشاركنا أبداً
كانت تستمع لحديثه و هي تشعر أنها في عالم الأحلام لتتحدث بخجل :
ـ مش بقولك كلامك حلو أوي .. بس عندى سؤال هو إنت إزاى صاحي إنت كل يوم بتبقي نايم إزاى النهارده صاحي
هتف بجدية و هو يمسك يدها :
ـ بصراحه كل ليلة بحس بدخولك بس تأثير العلاج بيكون أشتغل سألت و عرفت إنك بتدخلي كل ليلة وكنت عاوز أسألك ليه بتدخلي بعد ما بنام بس
تحدثت بعتاب شديد و دموع وهي تنظر له :
ـ علشان زعلانه منك و خايفه عليك و مكنتش قادره أواجهك بعد اللي حصل و كنت بعود قلبى على بعدك علشان ماتوجعش بعدين كنت عايزني إزاى اجي و أطمن عليك وأرفع عيني في عينيك وأنا السبب في الحاله اللي إنت فيها دي كنت بدخل أطمن عليك وإنت نايم و أشبع منك
ليضمها بقوة شديدة :
ـ ممكن ننسى اللي فات مش عاوز أفكر فيه خلينا في دلوقتي ممكن
ابتعدت لتجيبه بخجل شديد :
ـ مش ممكن أوى بس مؤقتاً لغاية لما تخف وأشوف هتصالحني إزاى المهم يلا خد علاجك ونام كفايه كده تتعب
تحدث بحب و هو ينظر لها :
ـ خليكي معايا طيب عاوز أفتح عينى الصبح و تكونى معايا كفاية بُعد بقى
أحضرت الأدوية و كوب الماء وهي تتحدث بتوتر من أن يشاهدهما أحداً معاً :
ـ بس يعني أحسن يتكلموا .. بس حاضر هبات هنا معاك لغاية الصبح
أخذ منها الأدويه ليأخذها مرة واحدة وهو يبتسم لها :
ـ متقلقيش مفيش حد هيتكلم
انتبهت له يغمض عينيه بضعف بعد أن بدأ الدواء يأخذ مفعوله ل تملس على رأسه بحنان شديد و حب :
ـ طيب يلا نام وارتاح يا حبيبي
في الصباح اتجهت لهم لرؤيتهم كي لا يشاهدهم أحد وجدتها نائمه على الكرسي و يدها فوق يده نظرت لهم بابتسامه واقتربت منهم
وضعت يدها على ظهر علياء وتحدثت بهدوء :
ـ علياء اصحى لو حد دخل هيقول إيه !!
تململت بتعب لتحرك رأسها :
ـ هاه هو في إيه !!
نزار وهو يفتح عينيه بضعف :
ـ بتعملي إيه هنا يا فاطيما
تحدثت بجدية وهي تنظر لهما :
ـ الدكتور هيجي يشوفك دلوقتي .. علياء روحى إنتي الأوضة عند فريدة ارتاحي شويه
أجابتها بخجل وهى تنظر لنزار :
ـ لأ أنا ارتحت هطلع أشوف فريدة عن إذنكم
غادرت علياء ليهتف نزار بعتاب :
ـ ليه جيتي دلوقتي كنتى أستنى شوية
أجابته بتنهيدة عميقة :
ـ أستنى إيه لما بابا هو يجي يصحيكم ولا كِنان هي بتعمل إيه أصلا هنا لغاية دلوقتى
أغمض عينيه ليهتف بحب :
ـ هاه مفيش اتكلمنا سوا شكراً لمساعدتك ليا امبارح من غيرك مكنتش قدرت أتكلم معاها
ابتسمت له وهي تعطيه الأدوية الخاصة :
ـ مفيش بينا الكلام ده يا دكتور المهم النتيجة إيه
أجابها بقلق من القادم :
ـ كل شيء كويس بس خايف من الجاي لو عرفت الحقيقة ممكن ترفض وقتها يبقى خسرت كل حاجه
نظرت له وتحدثت بهدوء :
ـ ما أظنش وبعدين هي كمان عندها سر زيك هي لازم تعرف سرك وإنت تعرف سرها وبعد كده تقرروا سوا أنتم الاتنين ظروفكم زي بعض باختلاف النتيجة بس أطمن
أجابها بجدية و حذر :
ـ أتمنى أنا عاوز أخرج من هنا إنتي عارفه مش بحب جو المستشفيات
تحدثت بهدوء لأنها تعلم أنه لا يفضل المستشفيات :
ـ استنى كِنان يجي و يكتبلك على خروج بس أقنعه بقي إنت عارف مش هيوافق هو في شغله مفيش هزار
هتف بجدية وهو يفكر في القادم :
ـ المهم مش عاوز حد يعرف حاجه غير ما أتكلم معاها تانى و أشوف هنوصل لفين اتفقنا
ابتسمت له وهتفت بتأكيد :
ـ أكيد طبعاً أطمن
اتجه كِنان لرؤية نزار والاطمئنان عليه ليجد فاطيما معه
هتف بجدية وهو يقرأ التقارير الخاصه بحالته :
ـ صباح الخير عامل إيه النهارده يا زين
نزار بتنهيدة لأنه يعلم أن كِنان لن يوافق على خروجه بسهوله :
ـ صباح الخير كويس إنك جيت كنا لسه بنتكلم عنك
كِنان بمكر و ابتسامه :
ـ في الخير ولا .. وبعدين فاطيما بتعمل إيه هنا من بدرى كده
فاطيما بهدوء وهي تبتعد عن نزار كي يقوم كِنان بفحصه :
ـ مفيش كنت بصحيه و بطمن عليه
نزار بإرهاق شديد :
ـ هاه مش بتعمل حاجه كانت بتطمن عليا المهم عاوز أخرج و هتابع في البيت كِنان إنت عارف مش بحب المستشفى
أجابه برفض واعتراض :
ـ تخرج إيه إنت عندك دور برد يا أستاذ ده إنت مصاب ولسه خارج من عمليه خطيرة من يومين تلاته إيه زهقت مننا
نزار بجدية :
ـ هلتزم بالعلاج في البيت أطمن و هكون هنا كل فترة للمتابعة
كِنان بتفكير لأنه يعلم صديقه جيداً :
ـ يعنى مصمم !!
أومأ برأسه بهدوء :
ـ أيوه
تحدث بجدية و تحذير :
ـ طيب إذا كان كده يبقي محتاج رعايه كامله و تهتم ب أكلك و علاجك والجرح لازم تغير على الجرح وأنا هتابع معاك
نزار بابتسامه لأنه يرى أن المستشفى مثل السجن مع اختلاف بسيط :
ـ موافق أكيد
تحدثت فاطيما بهدوء و هي تنظر ل كِنان :
ـ أطمن كله هيمشى تمام
كِنان بجدية شديدة :
ـ تمام يبقي هكتبلك على خروج و فيه ممرضه هتبقي مع زين في البيت علشان تهتم به
تحدثت فاطيما سريعاً باعتراض :
ـ ممرضة !! لأ ممرضة إيه أنا موجوده ههتهم به وميرا كمان مفيش داعي
أجابها بتفهم وتحذير :
ـ ماشي خلاص أهم حاجة العلاج في مواعيده والجرح يتغير في مواعيده برضه أوك اتفقنا
فاطيما بجدية :
ـ اتفقنا أطمن
غادر ليتابع بعض الحالات لتخبر فاطيما سليم بم حدث عبر الهاتف ليغادر نزار المستشفى في نهاية اليوم كانت فاطيما تهتم به و أحياناً كثيرة تترك الأمر ل علياء كي تترك لهما المجال كي يتقربا من بعضهما أكثر
❈-❈-❈
مر أسبوعان و حالة نزار في تحسن ملحوظ و في هذا اليوم كانت علياء تجلس معه هي و فريدة في الأسفل بعد أن أصبح يستطيع السير والتحرك لكن هناك بعض الألم يشعر به انتبهت علياء لصوت جرس الباب كانت تجلس في غرفة الاستقبال و هي تشاهد نزار و هو يلعب مع فريدة أحد الألعاب الالكترونيه وكان يتعمد الخسارة كي لا تحزن ذهبت لتفتح لتقف متفاجأة لحظات قليلة و هى تشاهد عمر و سلمى و هم أمامها
عمر بابتسامة و هو يضمها بحب :
ـ لولى وحشتينى أوى أوى
انتبهت أنها لم تكن تتوهم تضمه بحب شديد أيضاً :
ـ عمر حبيبي حمدالله على السلامه إنت كمان وحشتني أوى
فريدة بابتسامة و هي تركض بعد رؤيتها لعمر :
ـ خالو خالو خالو إنت جيت وحشتني كتير
عمر وهو يحملها و يقبلها :
ـ ديدا حبيبة خالو إنتي كمان وحشتينى أوى يا حبيبتي
علياء و هي تقترب من سلمى و تضمها :
ـ سلمى حبيبتي وحشتينى أوى عامله إيه .. حبيبي ماتتصورش وحشتوني قد إيه كلكم وحشتوني أوى
سلمى بابتسامه هادئة :
ـ إنتي كمان وحشتيني أوى طمنيني عليكي وحشتيني يا فريدة
فريدة بابتسامة :
ـ وإنتي كمان وحشتينى أوى يا طنط
علياء وهى تنظر ل سلمى و تشير ل بطنها :
ـ إحنا كويسين يا حبيبتي المهم إنتي عامله إيه و إيه أخبار الحمل
سلمى بهدوء و إرهاق :
ـ كويسه أطمنى المهم أخباركم إيه !!
علياء و هى تشير لهم كي يتجهوا للداخل :
ـ إحنا كويسين يا حبيبتي تعالوا طيب ادخلوا أعرفكم على نز قصدى زين تعالوا
تذكر عمر حديث سمية عنه :
ـ أه عمتي كانت قالتلى عليه
علياء و هى تقدمهم لبعضهم البعض :
ـ تعالى .. زين ده عمر أخويا عمر ده زين ابن أستاذ سليم و دي سلمى مراته و بنت عمتى و أختى و صاحبتي
نزار و هو يقف بتعب ليرحب بهم :
ـ أهلاً وسهلا منورين سمعت عن عمر كتير من عمتو سمية و بابا أهلاً يا مدام سلمى
اقترب عمر منه بعد أن شاهد يده مجبسه :
ـ أهلاً يا أستاذ زين أنا كمان سمعت عن حضرتك من عمتي
سلمى بهدوء وهى تنظر له :
ـ أهلا يا أستاذ زين شكراً
علياء بسعادة عارمة بعد رؤيتها لهم :
ـ وحشتوني ؛ وحشتوني أوى ماتتصوروش كنت مشتاقه ليكم قد إيه
كان نزار يشاهد ما يحدث بغيظ شديد يعلم أن عمر شقيقها لكن الغيرة قا.تلة :
ـ و إحنا كمان يا حبيبتي كنا مشتاقين ليكي تخلص بس الظروف دي و نتجمع تانى زي الأول
زين بهدوء وهو يلاحظ حرجهم الشديد :
ـ طيب تحبوا ترتاحوا على بابا و البنات ما يجيوا من الشركة
سلمى بتعب وهي تقف :
ـ حقيقي محتاجه أنام الرحلة كانت مرهقه بسبب الحمل
تحدث عمر وهو يقف مع سلمى كي يصعدوا للغرفة :
ـ ماشي يا حبيبتى يلا بينا نطلع بس خير يا أستاذ زين ألف سلامة عليك
علياء وهي تقترب من سلمى حتى تخبرها عن غرفتها في الأعلى :
ـ تعالى يا حبيبتي أوضتكم جاهزه فوق
نزار بهدوء و هو ينظر ل علياء التى شعرت بالتوتر :
ـ هاه حادثه بسيطه وبقيت كويس
ـ ألف سلامة عليك
ـ الله يسلمك اتفضلوا ارتاحوا و نتكلم بعدين
ـ تمام عن إذنك يلا يا حبيبتى
صعدوا للأعلى برفقة علياء و ظلت فريدة مع نزار تكمل اللعبة وهى تحتفل بعد أن انتصرت عليه هبطت علياء إليهم وظلت معهم ... عاد سليم و ميرا و فاطيما و أخبرهم نزار بوجود عمر و زوجته هبطوا إليهم في المساء ليرحبوا بهم و جعلت ميرا للمكان جو مرح كان نزار يشعر بالإنزعاج بسبب عدم اهتمام علياء به بسبب وجود عمر و سلمى
❈-❈-❈
في مصر كانت يارا تشعر بالإنزعاج من مراقبة خالد لها لتقرر التحدث معه لإنهاء هذا الأمر كانت في النادي لتتجه إليه
وقفت أمامه وتحدثت بغضب :
ـ إنت تانى عايز إيه منى !!
تحدث بمرواغة و استمتاع وهو يشاهد انفعالها :
ـ إنتي عارفه مهمتي إيه كويس و أنا بنفذها
لتجيبه بانفعال :
ـ وأظن قولتلك مش عايزه أشوف وشك والا هبلغ جسار وهو يتصرف معاك فاهم
تحدث بمكر وتهديد :
ـ بلغيه براحتك بس لما يعرف المعلومات اللي عندى هو أو والدك أظن وقتها أنا هكون في أمان
أجابته بعدم فهم و تعجب :
ـ معلومات !! معلومات إيه دي إنت بتهددني
ليجيبها بهدوء وهو مستمتع بتوترها فهو لن يعطى الصور لأي شخص :
ـ أنا مش بهددك أنا بعرفك بس قدراتى أنا مبخافش من حد لو بخاف مكنتش هقف قدامك دلوقتي
لتجيبه بتسلية وهى تحاول دراسة شخصيته :
ـ قدراتك لأ برافو عليك بس أحب أقولك إن أنا كمان مبخافش واللي عندك أعمله اوعي من وشي بقي
لاحظ خوفها و توترها ليجيبها :
ـ تمام بس وقتها إنتي الخسرانه تخيلي كده والدك يعرف بخطتك و رجالتك اللي راحوا لندن علشان يخطفوا بنت أخوكى
تحدثت بتوتر شديد :
ـ إنت جبت الكلام ده منين !!
كان يلاحظ هدوءها و توترها :
ـ عادى بقى دى شغلتى أجمع معلومات عن اللي شغال معاهم حماية ليا يعني علشان أي حركة غدر يكون الرد جاهز
جلست على السيارة من الأمام و تحدثت بغموض :
ـ شكلك مش سهل يااا قولتلي اسمك إيه !!
أجابها بجدية وهو يخلع نظارته :
ـ خالد اسمى خالد
يارا بمرواغة وهي تفكر في هذا الشخص الذي اقتـ.ـحم حياتها مؤخراً :
ـ خالد ماشي يا خالد بس مركز أوى كده معايا ليه و بتجمع عني معلومات أظن إنك مش شغال معايا شغال مع والدي يبقي تجمع عنه مش عنى
تحدث بجدية و هروب :
ـ عادى حب استطلاع أعرف الناس اللي شغال معاهم فضول يعني
أجابته بسخرية وهي تتجه للسيارة :
ـ فضول لأ قولتلى مش بقولك شكلك مش سهل ماشي يا خالد بس بلاش فضولك معايا علشان أنا زعلي وحش هاه يلا أطلع على الفيلا
فتح الباب لها وتحدث وهو يغلقه :
ـ تمام يا مدام بعدين محدش عارف إيه مستنيه بكره
فتحت هاتفها و أجابته بجدية :
ـ فعلاً بس سيب بكره لبكره واستمتع بالنهارده أطلع أطلع
❈-❈-❈
في لندن كان عمر و علياء يتحدثان معاً في الحديقة و ميرا و فاطيما و سلمى يشاهدون المباراة القائمة بين نزار و فريدة
ليهتف عمر بجدية :
ـ من وقت ما وصلت و بتهربي منى إيه حكايتك
أجابته بتنهيدة عميقة :
ـ مفيش يا حبيبي بس فرحانه أوى بوجودكم وعايزه أشبع منك قبل ما تسافر وأنا عارفه إنك عايز تتكلم في اللي فات وأنا مش عايزه أضيع أي وقت عايزه أقعد مع اخويا حبيبي
نظر لها وهو يرتشف العصير :
ـ عاوز أطمن على أختى و أعرف مرتاحه هنا ولا لأ بصراحة شايف فريدة متعلقة بالكل وهما حبوها تحديداً زين علاقتهم غريبه
علياء بتوتر من أن يكون قد انتبه لعلاقتها ب زين :
ـ هاه أه هو شخص محترم جداً بيحبها و بيعاملها زي بنته علشان كده اتعلقت بيه جداً وهما كلهم كويسين أوى و بيحبونا أطمن مرتاحه هنا
هتف وهو يشاهد هدوء شقيقته :
ـ يعنى أسافر وأنا مطمن عليكي
نظرت له بهدوء :
ـ أطمن يا حبيبي بس هو لازم تسافر دلوقتى يعنى مش هتقعد معانا كام يوم كمان
عمر بهدوء لأنه لا يريد السفر من أجل زوجته لكن لا يستطيع أن يظل أكثر من ذلك :
ـ لازم أسافر علشان عمتو في الشركة لوحدها بس هكون عندكم كل فترة اطمنى
علياء وهي تضمه بحب :
ـ هستناك يا حبيبي ماتتأخرش عليا
هتف بهدوء وهو يسير معها في الحديقة :
ـ أكيد يا حبيبتي و هنتكلم كل يوم علشان اطمن عليكم
هتفت بهدوء و حماس :
ـ ماشي يا حبيبي بس بما إنك مسافر بكره نقضي اليوم سوا ونسهر بره فيه شوية أماكن هنا تجنن عايزه أخرج معاك وتغير جو و ناخد سلمى معانا إيه رأيك
ابتسم لها و تحدث وهما يعودان للفيلا :
ـ ماشي موافق أكيد
ـ تمام يا حبيبي يلا بينا
اتجهوا للداخل لتخبرهم علياء بأمر خروجها مع سلمى و عمر ليقترح عليهم سليم أن يذهبوا لليخت شعرت بالحرج .. ليخبرهم نزار أنه سيذهب معهم هو و الفتيات ليروا لندن في الليل ساروا أولاً في الشوارع القديمة ثم اتجهوا لليخت و كانت هناك نظرات متبادلة بين علياء و نزار ليقرر أن يتحدث مع عمر أولاً ليتركوا الفتيات في الأمام و يتجهوا للخلف
هتف نزار بتنهيدة :
ـ عمر كنت عاوز أتكلم معاك في موضوع مهم
أجابه عمر بهدوء :
ـ خير يا أستاذ زين أتفضل
تحدث نزار بتنهيدة لقد فكر في الأمر كثيراً لكنه لن يحتمل الانتظار أكثر من ذلك :
ـ أنا بحب أكون صريح و حقيقي كنت بتمنى نتعرف على بعض من زمان بصراحه أنا معجب ب علياء أختك و كنت عاوز أرتبط بيها
نظر له عمر بصدمة :
ـ نعم علياء !! إنت عارف ظروفها كلها والمشكلة اللي هي فيها
أردف بهدوء و جدية :
ـ أكيد عارف كل شيء عنها وإلا مكنتش طلبت أتكلم معاك في حاجه زي كده بعدين إحنا تقريباً هنعيش في لندن يعني هى مش هتنزل مصر الفترة دى لغاية الوضع ما يستقر
عمر بهدوء و تفكير :
ـ أستاذ زين أنا طبعاً احترمتك و احترمت جداً موقفك بس علياء مش حمل صدمه جديدة ووجع جديد أظن فاهمني علشان كده أنا شايف إننا نأجل كلام في الموضوع ده لغاية لما المشكله دي تعدي وبعد كده نشوف واهو أكون اتكلمت معاها وأشوف رأيها
أجابه بتنهيدة و توتر :
ـ بس إحنا مش عارفين الوضع هينتهى امتى بعدين أنا مش بقول هنرتبط دلوقتي حالاً أكيد هحتاج وقت لازم أتكلم مع علياء بعد موافقتك على طلبى و نشوف بعدين ممكن تسأل عمتى سمية عني أو فاطيما أظن موقفهم هيكون محايد مش منحاز لأى طرف فينا
عمر بتفكير و قلق على شقيقته فهو لا يريد أن تعانى مرة أخرى :
ـ ماشي هفكر وابقي أرد عليك بس بلاش تكلمها تعاملك معاها على قد الشغل وبس تمام
أجابه نزار بتوتر شديد :
ـ أطمن التعامل بينا في حدود الشغل و بس بعدين أكيد هحافظ عليها أكتر من أي شخص
تحدث بجدية وهو ينظر له :
ـ تمام يا أستاذ زين أنا واثق فيك إنك هتحافظ عليها حتى من نفسك
نزار و هو يشعر أن عمر لن يوافق بسهولة و عليه التحدث مع سمية كي تتحدث معه :
ـ أوعدك هتكون في أمان هنا
قرر عمر تغيير مجرى الحديث :
ـ تمام .. المهم أخبار الشغل إيه هنا
نزار بجدية وهو ينظر للسماء :
ـ تمام جداً و قريب هنعمل صفقة هتكون كبيرة أصحابك من زمان عاوزين ياخدوها
عمر بهدوء حذر :
ـ سمعت إن آخر صفقه إتاخدت منه عن طريقكم
نزار وهو يتذكر أحداث هذا اليوم :
ـ فعلاً و جيه هنا كانت مواجهه ممتعه بصراحه واكتشفت شخصيته عن قرب و لسه هو اتحداني و هثبتله إنه مش هيصمد كتير
أردف بصدمة و قلق شديد :
ـ جسار جيه هنا امتى و حصل إيه !!
نزار بهدوء وهو يقف على حافة اليخت :
ـ من حوالى شهر وكان متعصب جداً و عاوز ينافسني هنا بعد ما أخدت منه المناقصة
عمر بتنهيدة و جدية :
ـ خلى بالك جسار مش سهل و دماغه سم هاه و انتقامه وحش خليك مركز أوى معاه .. علياء عرفت إنه كان هنا
نزار بسخرية شديدة و استنكار :
ـ متقلقش اللي عرفته عنه خاصة بعد ما شفته خلاني أستمتع هو فعلاً مش سهل واضح إنه عاوز يسيطر على السوق لوحده بس بطريقة غلط اللي يحاول يد.مر أى واحد جديد طبيعي يتعمل له حساب بس ما أظنش هيقدر على اللعب في لندن إلا لو أشتغل مع المافيا و وقتها صدقني هما بنفسهم هيوقعوه هيستفادوا منه الأول بعدين يشوفوا غيره .. أه علياء عرفت و شافته
أجابه برفض لأنه يعرف شخصية جسار جيداً :
ـ لأ جسار مبيشتغلش تحت رحمة حد يحب يشتغل لنفسه ومع نفسه إسألني أنا عليه .. وحصل إيه لما شافته
ليجيبه بمهنية و هدوء ثم تذكر ما حدث بعد دخول علياء إليهم هذا اليوم :
ـ بس هو حالياً عاوز يمنع عنكم الطرق علشان مش تنافسوه اللي يحط إيده في إيد عدوه سهل يخضع لأي شخص بعد كده بعدين مين قالك جسار مش شغال مع المافيا .. مواجهه بينهم و كان عاوز يرجعها مصر و حاول يخـ.ـطف فريدة علشان يضغط عليها ترجع معاه
تحدث عمر بصدمة و عدم تصديق :
ـ قصدك إنه شغال مع المافيا !!
أخبره نزار بهدوء و حكمة :
ـ عندى طرقي اللي أكشفه بيها بس اللي مانعنى اتحرك لدلوقتي عمتى و جدى عزت غير كده كنت وقعته من زمان
عمر بخوف من القادم لأنه يعلم جسار و يبدو أن نزار لن يتركه و شأنه :
ـ لأ بلاش خليه لحاله لغاية لما يفوق ويلاقي نفسه لوحده
نزار بتفكير وهو يرى قلق عمر :
ـ تفتكر لو سكتنا هيسكت .. بعدين هو مشى في طريق نهايته الموت
أجابه بهدوء فهو يعلم جسار جيداً لكن في الفترة الأخيرة أصبح يراه غريباً عنه :
ـ أه لو سكتنا هيسكت جسار عايز السوق مش عايزنا وبالنسبه لاختياره هو حر يتحمل النتيجة هو
نزار بغموض و هو يرى قلق عمر :
ـ يعني هتستسلم له
عمر بتنهيدة عميقة :
ـ مش استسلام بس مش هاذيه زي ما هو عمل جسار كان حاجه تانيه غير دلوقتى .. الأفضل أكون بعيد عنه بس مش معنى كده هسيبه يتحكم فينا و في شغلنا أطمن
نزار بتهديد صريح فهو لن يقبل بالهزيمة أمام جسار بالتحديد :
ـ أتمنى وإلا وقتها هتدخل بنفسي و هبعدكم عن المواجهه .. خلينا نشوف البنات سكوتهم غريب بصراحه
اقتربت علياء منهم و تحدثت بعتاب :
ـ إيه ده إنت مسافر بكره و سايبنى لوحدي كل ده لأ زعلانه منك
عمر وهو يقترب منها و يتحدث باعتذار :
ـ معلش يا حبيبتي كنت بتكلم شوية مع زين
تحدث نزار بغيرة واضحة و هو يرى عمر يضم علياء :
ـ أسفين بعدين قلنا تقعدوا شوية سوا مع بعض عارف إنكم بتحبوا النهر بالليل
مسكت يده ليتجهوا للأمام :
ـ طيب يلا تعالى أقعد معايا إنت واحشني أوى هتسافر و هتوحشني أكتر
قضوا ليلة ممتعة معاً و انسجمت سلمى معهم سريعاً بسبب مرح ميرا و شجارها مع فريدة ليعودوا في وقت متأخر اتجهوا للداخل جميعاً و ظل عمر فهو يريد التحدث مع فاطيما و طلب من سلمى أن تصعد ليخبرها أنه سيصعد إليها بعد قليل
عمر بهدوء و هو ينادي على فاطيما :
ـ فاطيما ممكن نتكلم شويه
كانت مع نزار لتتجه إليه و أردفت بتعجب من طلبه :
ـ أكيد طبعاً تحب نتكلم فين
هتف بتنهيدة وهو ينظر حوله :
ـ أى مكان المهم لوحدنا
أجابته بجدية وهي تتجه للخارج :
ـ طيب تعالي في الجنينة بره
خرجوا معاً ليجلسا في الحديقة :
ـ تمام .. هو سؤال بس مش عايزك تسأليني بسأل ليه اتفقنا
أجابته بتعجب و قلق :
ـ تمام أسأل و هجاوبك طبعاً
تحدث بتنهيدة و حذر :
ـ مين زين ده و إيه نظامه وهل شخص يتوثق فيه لدرجه كبيره اللي هو أثق وأنا مطمن ولا مش أوى
لتعلم حينها أن نزار تحدث معه في أمر علاقته ب علياء لتجيبه بجدية :
ـ اسمعني يا عمر أنا و زين متربيين سوا و هو بالنسبالي أخويا الكبير ' تحدثت بوجع ' زين كان زي نزار عندى عارفه لو الدنيا جات عليا هو أول واحد هيقف جنبي من غير ما أطلب منه
شعر عمر بارتياح بعد حديثها لكن عليه أولاً التحدث مع سمية و عزت أولاً قبل أن يعطي قراره الأخير في الأمر :
ـ تمام يا فاطيما وشكراً على إجابتك وتفهمك بس حابب أأمنك على علياء وفريدة وسلمى خلى بالك منهم
فاطيما بتنهيدة وجدية :
ـ أطمن يا عمر بعدين هما أخواتي يعني في عيوني متقلقش عليهم
تحدث عمر بهدوء وهو يقف كي يصعد ليرتاح قبل السفر :
ـ واثق يلا هطلع أنام علشان عندى طياره الصبح أشوف وشك على خير
فاطيما وهى تقف معه ليتجها للداخل :
ـ سلم على جدي و عمتى و قولهم وحشوني قوي
ابتسم لها وتحدث بجدية :
ـ حاضر يوصل
صعدا معاً واتجه كل منهما لغرفته كان نزار يراقب فاطيما و عمر كان يريد أن يتحدث معها لكن الوقت متأخر و يبدو عليها الإرهاق الشديد قرر أن يتحدث معها في الصباح ... عند عمر اتجه للغرفة ليجد سلمى تعد حقيبة سفر صغيرة ليقترب منها و يقبلها على جبينها
أردف بحب وهو ينظر لها لا يعلم كيف سيتركها هنا كل هذه الفترة لكن ليس أمامه حلاً آخر :
ـ حبيبتي بتعملي إيه !!
تحدثت بحزن وعينها ممتلأة بالدموع :
ـ بجهز الشنطة علشان السفر
ليأخذها من يدها و يتجهوا للفراش ويجلسها كي ترتاح :
ـ لأ تعالى ارتاحي يا حبيبتي هبقي أجهزها أنا الصبح هي مش كتيره يعنى
نظرت له بحب شديد ونظرت للحقيبه ولم ينتبه أنها أغلقتها :
ـ خلاص خلصت بس إيه الحكاية من وقت ما كنا على اليخت و شيفاك ساكت
تحدث بتنهيدة وهو يضمها و يتذكر حديث نزار :
ـ هاه لأ يا حبيبتي مفيش بس بفكر في اللي جاي المهم طمنيني عليكى و على ابننا مش عايز حركه كتير هاه ارتاحي و خلي بالك من نفسك كويس
أردفت بجدية شديدة :
ـ أطمن بعدين هروح فين هنا يعني أنا معرفش حد غير علياء و فاطيما حتى علاقتى بها زي ما إنت عارف و مش عاوزه أشغل علياء معايا
عمر و هو يقبل باطن يدها بحب شديد :
ـ متقلقيش هي هتخلى بالها منك وإنتي كمان خلى بالك منها وابقي طمنيني عليكم دايماً
هتفت بتنهيدة وحزن :
ـ أطمن هكلمك كل يوم أكيد و إنت متتاخرش عليا
تحدث بهدوء وهو يضمها إليه :
ـ مقدرش أتأخر عليكي يا روحي
سلمى وهى تنظر له :
ـ طيب ارتاح بقى هتمشى بدرى والوقت أتأخر
تحدث بمكر وهو يقبلها على شفتيها :
ـ ارتاح إيه عايز أشبع منك قبل ما أسافر وحشتينى أوى
أجابته بحرج فهي مازالت حتى الآن تخجل بشدة من حديثه لها :
ـ هاه وإنت كمان وحشتني أوى
ليقضوا ليلة خاصة بهما في الصباح غادر عمر بعد أن ودع الجميع حاولت علياء التخفيف عنها لكنها أيضاً حزينة بسبب رحيله أراد نزار التحدث معها لكن لم يستطع لتخبره ميرا أن يتركهم اليوم ليظلوا معها ليرحل برفقة والده للشركة
❈-❈-❈
وصل عمر ليرحب به عزت و جلسا يتحدثان معاً
عزت بهدوء و سعادة :
ـ نورت مصر يا عمر إيه الأخبار في لندن و سلمى كويسه صح
عمر بتنهيدة و قلق على زوجته لا يعلم سببه :
ـ أيوه كويسه أطمن يا جدي
عزت باستفهام :
ـ و اللي هناك أخبارهم إيه
عمر بهدوء و حذر :
ـ كويسين أطمن بس عرفت إن جسار عملهم زيارة من شهر
عزت بقلق أن يكون قد حدث شيئاً بين جسار و نزار :
ـ نعم و ياترى إيه سبب الزيارة و ليه سليم مبلغنيش
عمر بجدية و حذر :
ـ يعنى اخدوا منه صفقه فحب يوريهم العين الحمرا على أساس يخافوا وأكيد مش بلغوا حضرتك علشان عارفين المشاكل بس الحمدلله الموضوع عدا يعني
عزت بتنهيدة و تعب من اندفاع جسار :
ـ مفيش فايدة معاه للأسف اتعرض لحد من البنات هناك صح
رفض عمر إخباره بتعرض جسار لشقيقته ليهتف بتوتر :
ـ لأ زين قال إن المواجهه كانت بينهم وبين بعض
تنهد بضيق و إرهاق :
ـ ماشي بس واضح إنك مخبى حاجه المهم ارتاح دلوقتي و نتكلم بعدين
عمر بتوتر فهو كان يريد التحدث معهم في طلب نزار :
ـ مفيش حاجه أطمن أمال فين عمتى
عزت بهدوء و هو يلاحظ قلق عمر :
ـ في الشركة على وصول إيه الحكاية
تنهد بهدوء و هتف بجدية :
ـ فيه موضوع كده كنت حابب أخد رأيكم فيه
عزت بقلق بالغ :
ـ أتكلم على ما تيجي
عمر بتنهيدة و هدوء :
ـ زين شبه طلب ايد علياء مني وأنا بصراحه مستغرب جداً و قلقان من الحكايه دي
نظر له كثيراً لا ينكر عزت أنه فكر في هذا الأمر لكن لم يكن يتوقع أن يحدث بهذه السرعة :
ـ قلقان ليه زين شاب كويس و أعتقد أكتر واحد هيحافظ على علياء سيب أختك تعيش حياتها يا عمر بالنسبة ل زين سمية أكتر واحده تعرف عنه اهى وصلت
انتبه عزت لقدوم سمية ليهتف بهدوء وهي تقترب منهم لتتحدث بمرح :
ـ مساء الخير سمعت اسمى حمدالله على السلامة يا عمر
ـ مساء النور يا عمتى الله يسلمك
تحدثت بهدوء :
ـ طمني أخبار لندن إيه و سلمى حالتها إيه
نظر عزت لابنته ليتحدث بجدية :
ـ فيه عريس متقدم ل علياء
عمر بتفكير في حديث عزت :
ـ بس يا جدي علياء مبقالهاش كتير هناك و هربانه من مشكله إزاى حصل كل ده ووصل الموضوع للجواز وهو عارف ظروفها مش فاهم
عمر بجدية وهو ينظر ل سمية :
ـ سلمى كويسه اطمنى
أردف عزت بتنهيدة وهو يخفى سعادته بعد سماعه هذا الخبر :
ـ أختك هناك من ٦ شهور بعدين إيه المشكلة يا عمر إنها تحب مش من حقها ولا إيه
كانت سمية تظنهما يمزحان تحدثت بتعجب :
ـ إيه الحكاية يا عمر هو الموضوع بجد
عمر وهو ينظر لها بجدية ثم تحدث مع عزت :
ـ أه يا عمتي بجد .. و مش قصدى يا جدي بس مش عارف قلقان و خايف عليها مش عايزها تنجرح و تتكسر فاهمني
سمية بتفكير و حيرة :
ـ مين هو طيب اللي خلى أختك تغير رأيها
عمر بهدوء و جدية :
ـ زين ابن الأستاذ سليم
عزت وهو ينظر لسمية قبل أن يتركهما و يتجه للمكتب :
ـ أسأل عمتك عنه هي عاشت معاهم هناك فترة و تعرفهم كويس
سمية بصدمة شديدة لأنها تعلم نزار جيداً و موقفه من الحب :
ـ هاه زين إنت بتتكلم بجد زين و علياء
أجابها بتنهيدة عميقة و توتر :
ـ أيوه يا عمتي زين طلب ايد علياء منى حضرتك مستغربه ليه إيه الحكايه
أجابته بتفهم و هدوء :
ـ متفاجأة مش أكتر الاتنين عكس بعض و موقفهم عن الارتباط متشابه رغم اختلاف الأسباب مسألة إنهم يوصلوا لنقطة تفاهم دى هي اللي فاجأتني
عمر بتنهيدة عميقة و توتر :
ـ غريبه مالحظتش كده خالص بالعكس فيه هدوء شديد بينهم ونظرات علشان كده خفت و مردتش عليه قولتله هفكر بس لما هما عكس بعض هيجتمعوا سوا إزاي
سمية بجدية شديدة وهي تغمض عينها وتتحدث بتمني أن يكون هذا الحديث صحيح :
ـ الحب مش محتاج سبب علشان يجمع اتنين بالعكس ممكن اتنين متفقين تماماً يعيشوا مع بعض حياة بارده عادية و اتنين تشوفهم مختلفين تماما حياتهم ناجحه جداً الحب بيعمل المعجزات يا عمر
عمر بهدوء و جدية :
ـ يعنى زين يستحق إني أكون هنا و مطمن على أختى وبنتها و مراتى هناك
أجابته سمية بنظرة هادئة كي يطمئن :
ـ أنا أطمن من وجودهم مع زين أكتر من أي حد تانى
عمر بجدية شديدة :
ـ ماشي يا عمتى وبالنسبه لموضوع ارتباطهم ده هفكر وأشوف
ـ مش هتلاقي حد مناسب لأختك أكتر من زين صدقني فكر براحتك
تحدثت بمكر و غموض :
ـ بس قرارك هيتوقف عليه حاجات كتير
عمر باستفهام :
ـ إزاي !!
تحدثت بجدية و حذر :
ـ يعني لو رفضت وجود علياء مع زين فى مكان واحد هيكون صعب وحسب المعلومات اللي عندى إن فريدة متعلقه ب زين جداً
أجابها بصدمة شديدة :
ـ يعنى المفروض إن أنا أوافق علشان أختى ماتمشيش من هناك وتبقي لوحدها يا عمتى
أجابته بعتاب شديد لأنه لم يفهم حديثها :
ـ فهمت كلامى غلط يا عمر أنا مقلتش كده للأسف حتى لو رفضت أختك هتفضل في لندن بس هتتنقل مكان تاني أنا قصدى بلاش تحرم أختك من السعادة و صدقني لو رفضت زين هينسحب من حياتها بهدوء بس لو بيحبوا بعض بجد وعارضت حبهم وقتها أختك مش هتعترض على قرارك بس هتكسر قلبها
عمر بتفهم و تنهيدة :
ـ علشان كده قولتله نأجل الموضوع ده لغاية لما المشكله دي تعدي علشان لو محصلش نصيب يبقي أختى ما تتجرحش و تتبهدل بره وهو ما يتحرجش بس أوعدك هفكر وأكيد هفكر في مصلحة أختي قبل أي شيء
سمية بجدية و تفهم لقلقه :
ـ إحنا معاك في أي قرار بس فكر في سعادتها بعدين مش عارفين امتى هنخلص من القلق اللي عايشينه
عمر بجدية شديدة :
ـ أكيد طبعاً يا عمتى أطمنى المهم إيه أخبار الشغل في حاجه حصلت اليومين اللي فاتوا
تحدثت بإرهاق شديد :
ـ لا أطمن هادى خالص واضح بيخطط ل حاجه
عمر بقلق خاصة بعد حديثه مع نزار :
ـ أكيد سكوته ده مش مطمنى بس إحنا على أتم الاستعداد له
أردفت بهدوء :
ـ فعلاً يلا اتغدى الأول وبعدين ارتاح
تناولوا الطعام معاً وصعد كل منهم لغرفته
في لندن كان نزار يتابع أحد الاجتماعات الهامة لتصل رساله من رقم ميرا و بعد رؤيته لها شعر بالصدمة و الغضب معاً