رواية اسيرتي الفصل الخامس5 بقلم فاطمة رافت
في مشفى الأمراض النفسية:
في غرفة تميم الآلفي:
لم يكف عن محاولاته للتنفس وروحه التي تصعد بعذاب نهض رؤوف سريعا وخرج لينادي الممرضات ومر وقت طويل ولم يعرفوا أن يفعلوا شيء فعلوا كل شيء كي تعود أنفاسه من جديد ويتخلى عن الألم .
*************************
وفي المساء:
مازال نائما على السرير لكن لا يقف عن محاولاته للتنفس ووجهه من اللون الأحمر وعروقه التي برزت في رقبته مازال فاتحاََ فمه وهو يحاول التنفس والطبيب رؤوف واقفاََ أمامه ناظراََ له بحزن لا يعرف ماذا يفعل كي ترجع أنفاسه المنتظمة من جديد وأن يهدأ آلامه ا .
الممرضه بحزن:دكتور رؤوف...هنعمل ايه....من الصبح وهو كدة.
الطبيب رؤوف بحزن:عملنا كل حاجة نقدر نعملها..... لكن في أخر علاج العلاج الوحيد إللي في الكون إللي بيشفي أي حاجة....إذ كان نفسيا أو جسديا.
الممرضة مسرعة:هروح أجيبه.
ذهبت الممرضة وبعد لحظات عادت من جديد ووضعت هذا التسجيل على الكوميدينو وضغطت على زر التشغيل ووقفت بجوار الطبيب رؤوف بدأ الشيخ يتلو القرآن الكريم في التسجيل ...القرآن الكريم هو المعجزة الذي يشفى الحالة النفسية قبل الحالة الجسدية أو بمعنى أخر ينسيك الألم....هدأ تميم عن محاولاته للتنفس وأخذ يتنفس بإنتظام وهدوء....برفق...برفق....حتى عادت له أنفاسه المنتظمة وسُند ظهره على السرير بكل رفق وهو في عالم أخر (إذا قراء القرآن فاستمعوا له) هدأ مرض حالته النفسية مثلما هدأ آلام جسده اذنه أخذت تسمع القرآن في هدوء ....حتى وان كان جسدك مقطعاََ إرباََ القرآن الكريم هو الوحيد الذي سينيك الألم....نظر له الطبيب رؤوف في هدوء وحزن ثم خرج من الغرفة بتعب أخيرا قد هدأ.
******************************
في غرفة مكتب الطبيب شريف:
سمع طرقات الباب.
الطبيب شريف:ادخل .
دخل الطبيب رؤوف بضيق.
وقف الطبيب شريف وجاء إليه ووقفوا أمام بعضهم.
الطبيب رؤوف بضيق:ممكن أفهم إللي انت عملته دة ايه؟
الطبيب شريف بتعجب مصطنع:عملت ايه يا دكتور.
الطبيب رؤوف بغضب:انت عارف كويس أوي عملت ايه....قولت تثبت ان تميم مجنون فحطتله مادة في الماية اللي بيشربها تخلي روحه تتعذب زي السم بس أقوى بعدها تخليه يهلوس ...هلوسة يعني،ويفضل يتخيل كل حاجة بتخوفه لحد ما يتجنن....الدكتور اللي بيكشف عن المواد دي لما دورنا في الأوضة عرفنا انه شرب من الماية دي وكان فيها المادة اللي انت حاطتها.....عشان بعدها تطلع في الأخر انت الصح وتقول انه مجنون وتترقى وتبقى حاجة تانية بس ربنا ميرضاش بالظلم دة وأكيد هينتقم منك عايزين تكبروا على حساب المرضى وفاكرين ان ربنا هيسكتلكوا تبقا غلطان.
الطبيب شريف بسخرية:وفين بقا الدليل اللي يقول ان دكتور شريف عايز يإذي مريض نفسي.....متهيألي محدش هيقدر يصدق ان دكتور يقدر يإذي مريض.
الطبيب رؤف بضيق:الدليل هيثبت انك انت اللي عملت كدة وقريب أوي....سلام.
وخرج بغضب.
******************************
في غرفة تميم الآلفي:
طرق الطببب رؤوف الباب ثم دخل ورأى الممرضة واقفة بجوار تميم وهو جالسا على المقعد أصبح بخير لكنه يهلوس.
الطبيب رؤوف بهدوء:تقدري تتفضلي.
خرجت الممرضة وأغلق الطبيب رؤوف الباب وتوجه ل تميم.
الطبيب رؤوف بهدوء:تميم.
ووضع يده على كتفه ونظر له تميم بعينيه السوداء المظلمة.
تميم مسرعا ببرائة طفل وخوف كبير:مش...مش هقدر أكمل معاك العلاج وهى موجودة.
الطبيب رؤوف بحزن :هى مين؟
تميم مسرعا بخوف وهو يشير بيده إلى ناحية ما:قمر...أهيه أهيه واقفة هناك مش عايزة تسيبني في حالي لو اتكلمت هتقتلني....مش شايفها؟
نظر الطبيب رؤوف بحزن الى الناحية التي أشار إليها تميم وأغمض عينيه بحزن ثم فتحهما من جديد بحزن وعلم أنه يهلوس ونظر لتميم.
الطبيب رؤوف بابتسامة:شايفها ....ومصدقك...أنا وانت شايفنها.....بس هى مش هتقدر تعمل حاجة...مش معقول اتنين رجالة هيخافو منها ....
نظر له تميم ببرائة طفل صغير،وأكمل:لازم تواجهها مش تخاف منها ....عارف انت لو كملت معايا في العلاج وتكملي القصة.....
تميم مقاطعة بخوف:مقدرش .
الطبيب رؤوف مسرعا:لو انت مش عايزها تإذيك لازم تواجهها مش تهرب من اللي بتخاف منه ....مهما خوفك منه كان كبير لازم تواجه اللي بيخوفك ....عشان ميظهرش تاني ....احكي يا تميم...كل حاجة هتمشي لو حكيت....فاكر لما قولتلك انك هتخرج من هنا والضباط الللي برة هتسيبك...احكي هيتكتبلك تصريح للخروج ومين عالم يمكن النيابة تصدقك وتخرجك كمل....مش هتعملك حاجة ....زي ما قولتلك أنا معاك متخفش....
وأخرج كوب من المياه واعطاه له،وأكمل:اتفضل....اشرب واحكيلي....وكل جملة هتقولها هديك كوباية ماية...ماشي؟
أخذ تميم منه كوب المياه بضعف وشربه مثل المدمن.
تميم بضعف:ماشي.
*********************************************
Flach back:-
***********
نعود للذاكرة قليلا*****
منذ أربعة أعوام:
في منزل قمر الآلفي:
جرت سريعا على الباب علمت انه لن يتركها فتحت له الباب ثم دخل بسرعة ووقف أمامها بغضب وأعطاها كف على وجهها كان قويا جدا لدرجة انها ضعيفة ووقعت على الأرض فهمت ان هذه شخصيته القاسية فلديه انفصام في الشخصية أرجعت خصلات شعرها للوراء ودموعها المنهمرة التي على وجنتيها .
تميم بغضب وصوت عالي:انت اجننتي.....أقولك متخرجيش من الأوضة وأعاقبك ألاقيكي تعانديني وتسيبي القصر وتمشي ....فكراني غبي ومش هجيلك.
ثم نزل على ركبة واحدة ونظرت هى له وأمسكها من خصلات شعرها بقوة.
قمر والدموع على وجنتيها:لا عارفة وعارفة انك مش هترحمني.
تميم بغضب:ربنا هو اللي بيرحم مش أنا .
قمر والدموع على وجنتيها:وانت تعرف ايه عن ربنا عشان تتكلم عنه.....معندكش ضمير ...ولا عندك دين.
أعطاها كف على وجهها مجددا .
تميم بغضب وصوت عالي:كلمة واحدة زيادة وروحك هتطلع في ايدي....حسابنا لسة في الأوضة.
********************************
في قصر عائلة الآلفي:
جالسين أمام التلفاز يأكلون المقرمشات باستمتاع.
خالته عبير:داليا تفتكري أخوكي هيروح لمراته.
وكادت داليا ان تتحدث صبقتها فيروز
فيروز بحدة:طبعا هيروحلها ...ويعلمها الأدب كمان إزاي تمشي من غير علمه.
وأكملت طعامها باستمتاع.
عبير بضيق:فيروز....انت اللي قومتيهم على بعض المرة اللي فاتت...انت ليه مصدقصداها كدة؟
فيروز بسخرية:جايباله بنات كبرات البلد ورايح يتجوزلي واحدة من الشارع.
عبير:اللي من الشارع دي.....تكون بنت عمه .
فيروز بجدية:عمه اللي قتل أبوه.
عبير بضيق:هما الاتنين قتلو بعض والبنت ملهاش ذنب انه يعذبها كل دة.
فيروز بسخرية:لما نشوف.
ثم فجأة سمعوا صوته الرجولي المرتفع دخل تميم القصر وكان ممسك بخصلات شعرها بقوة ثم ألقاها على الأرض وقفوا جميعهم بفزع ونظروا لهم.
عبير بغضب:تميم ايه اللي انت بتعمله فيها دة؟
امسكها من خصلات شعرها وهى نائمة على الأرض وتصرخ وهو يجذبها بقوة جرت عليه عبير وداليا أخذوا يحاولو أن ينقذوها من بين يديه وهو لم يعبأ بهم ابتسمت فيروز بانتصار صاحق وجلست على الأريكة وأكملت طعامها وهى تشاهد التلفاز باستمتاع أخذ يجذبها وهى نائمة على الأرض وجذبها حتى صعد على السلم وأدخلها وأغلق الباب .
عبير بحزن:تميم...حرام عليك اللي بتعملوا فيها دة.
داليا بقلق:افتح يا تميم سيبها في حالها حرام عليك .
ولم يكفوا أبداََ عن طرقاتهم القوية.
********************************
في غرفة تميم وقمر :
تركها واخذت ترجع للوراء وهى جالسة على الأرض وهو يتقدم الخطوات.
قمر بضيق:حيوان....و حقير معندكش أي ضمير .. وأنا مبقتش أخاف منك أبدا وكل حاجة هتعملها فيا هيبقى ليها رد ومش هخاف حتى لو قتلتني.
أمسك سريعا فكيها بين يده اليمنى وضعت هى سريعا يدها الصغيرة على يده القوية وهى تحاول أن تزيح يده وهو يضغط عليه بقوة كاد أن يحطمه.
تميم بضيق:قولتلك أخر مرة لو لقيت لسانك قال كلام مبيعجبنيش أنا ممكن أطلع روحك بين ايدي.
قمر مسرعة :اعملها اعملها وريحني....أرحم من العذاب اللي بتعمله فيا ...ومتفتكرش ان ربنا هيسيبك هيخليك تتعذب وتشوف الموت مليون مرة على اللي بتعمله فيا.....شيطان.
نظر لعينيها الفيروزية بسخرية.
تميم بسخرية:هههههه...أيوة شيطان وإبليس كمان....وانت الملاك البريء...البطلة الحقيقة وانا البطل الشرير مش دة اللي انت عايزة توضحيه.....لازم تعرفي انك ولا حاجة بالنسبالي... زي السلطان بيتمتع بأسيرته أو جاريته وهى بالنسباله ولا حاجة مجرد أسيرة يقتلها ...يخنقها يرميها يعمل فيها إللي هو عاوزه.
قمر بضيق:لإنك جاهل و متعرفش ان ربنا خلق المرأه مش عشان تكون أسيرة للراجل ومادام هى مراته تبقى ملكه ويعمل اللي عايزه فيها ياريت تتغيروتتعمل من رسولنا الكريم المرأه لو كانت ولا حاجة مكنش ربنا كتب عنها في القرآن ولا كانت أصل المجتمع ...بتفتكروا ان ربنا بيميزكوا عننا بالقوة وانكوا أقوى مننا لكن متعرفش ان ربنا زي ما ميزكم ميزنا احنا كمان بالذكاء الافكار اللي عمرها ماتقدر تيجي على بالكم بتيجي على بالنا ....ربنا ميزكم بالقوة وميزنا كمان بالذكاء ..عمر ما القوة بتنفع من غير الذكاء...يعني الراجل والمرأه كل واحد فيهم ميقدرش يعيش من غير الطرف التاني ....يعني أنا لو ولا حاجة زي ما بتقول يبقا انت كمان ولا حاجة مستوايا في مستواك احنا الاتتنين بني آدمين وأظن بقا بعد اللي قولتهولك مش هتقدر تقولي انك ولا حاجة تاني ولا تقدر تدوس عليا زي ما بتعمل لاني همنعك بكل قوتي .
أزال يده ونظر لعينيها .
تميم :لا دة انت كمان طلعتي مثقفة.
قمر بضيق:ومادام بتعذبني ليه ما قتلتنيش مع أول يوم جوازنا؟
الأن قد انقلب لشخصيته الأخرى
تميم بهدوء:زي ما قولتلك عشان حبيتك.
نظرت لعينيه الأن تأكددت انه غير طبيعي ان لديه انفصام في شخصيته....ليس في النهار أو الليل بل في أي وقت .
تميم مسرعا:خليه الكلام دة ل بالليل ...صح في حفلة بالليل هخليكي تخرجي من الأوضة ومستنيكي تجهزي.
وخرج من الغرفة.
قمر بدهشة:كمان عنده انفصام في الشخصية.
********************************
وفي المساء:
في منزل السيد عبد الرحمن:
كان لديهم ضيوف جالسين فجائت اليهم سميرة ووضعت لهم الصينيه الموجود بها أكواب بها المشروب الغازي ورحلت فجاء أخيها الصغير عمار.
عمار بضيق:ايه اللي جابكوا عندنا ....خنقتونا.
وأخذ الصينيه الموجود عليها أكواب بها المشروب الغازي وجرى سريعا.
الرجل مسرعا:ولا تعالى هنا.
*******************************
وفي الحفلة:
في حديقة قصر تميم الآلفي:
كان واقفاََ مع كبار الأعمال بحلته السوداء وشعره الأسود وعينيه السوداء بلون الليل الباهت وبشرته البيضاء بشخصيته الأخرى الهادئة ثم رأى ملاكه التي تنزل من على السلم بعينيها الفيروزية الساحرة وبشرتها البيضاء وفستانها البنفسجي الذي بدون أمام بل بأكتاف فقط وكان طويلا وواضعة بعض من مساحيق التجميل التي زينتها أكثر لا تنكر أن شخصيته الاخرى حنونة عليها لكن مازالت تكرهه وعندما رآها جاء إليها وامسك معصم يدها وجرها ورآها الأن هو في شخصيته القاسية وصلوا في مكان بعيد عن العالم كي يخفيها ولا أحد يراها غيره ثم سند ظهرها للحائط وأعطاها قبلة على شفتيها بدون مقدمات تفاجئت مما فعله ثم بعد لحظات ابتعد عنها بهدوء نظرت لعينه لكن في عينيه كانت القسوة علمت ان هذه شخصيته القاسية لكن كيف أن يقترب منها وشخصيته القاسية لا تم بها.
تميم بملامح قاسية وجامدة:بحبك.
الأن الشخصيتين تعشقها و...........