رواية اسيرتي الفصل السادس6 بقلم فاطمة رافت


 رواية اسيرتي الفصل السادس6 بقلم فاطمة رافت


نعود للوقت الحالي*********
في مشفى الأمراض النفسية:
في غرفة تميم:

سمع تميم ورؤوف طرقات الباب .
الطبيب رؤوف بجدية:ادخل.
دخلت الممرضة.
الممرضة:دكتور رؤوف ....المدير منتظر حضرتك.
الطبيب رؤوف:تمام جاي.
خرجت الممرضة ووقف الطبيب رؤوف.
الطبيب رؤوف بهدوء:هسيبك ترتاح.... انهردة كان يوم صعب جدا ليك.
هز تميم رأسه بهدوء وخرج الطبيب رؤوف .
*******************************
في غرفة مكتب المدير:

عامر :عايزك تقولي على اللي حصل ل تميم  الآلفي  وشاكك في مين.
قص عليه الطبيب رؤوف كل ما حدث .
عامر بهدوء:تمام شاكك في مين بقا.
الطبيب رؤوف بتأكيد:انا مش شاكك فيه أنا متأكد.
عامر باستفسار:مين؟
الطبيب رؤوف بثقة:الدكتور شريف.
عامر:الدكتور شريف أنا كمان شاكك فيه لانه قالي انه هيثبت ان تميم انه مجنون والمادة اللي هو حطاها دي هتوصلوا للجنون لازم تنهي معاه العلاج انهردة يإما تميم هيتجنن.
*********************************
في قصر عائلة الآلفي:

سمعوا صوت رنين الجرس ذهبت الخادمة وفتحت الباب ف رأت رؤوف.
الطبيب رؤوف:قصر عيلة الآلفي.
الخادمة:أيوة اتفضل.
دخل الطبيب رؤوف وجلس على الأريكة.
نزلت داليا وفيروز إليه وصافحو بعضهم وجلسوا.
فيروز مسرعة:طمنا حالته عاملة ايه دلوقتي؟
الطبيب رؤوف:بصراحة مش عارف أقول ايه لحضرتك....حاله تميم الآلفي معقدة يعني سعات حالته بتكون كويسة وبيتكلم معايا وأحيانا بتكون سيئة جدا.
داليا مسرعة:يعني هو كدة لو متعالجش هيرجع للغيبوبة تاني؟
نظرت لها فيروز بغضب.
فيروز بغضب:قولي كلمة حلوة أو تسكتي....
نظرت للأرض سريعا بضيق،وأكملت موجهة حديثها ل رؤوف::يعني هو كدة لو متعالجش هيرجع للغيبوبة تاني؟
نظرت لها داليا بدهشة .
الطبيب رؤوف :احتمال ٩٨٪ والدرجتين التانيين احتمال انه يكون كويس.
داليا :للدرجاتي حالته وحشة!
فيروز بغضب:قولت ايه؟
نظرت مجددا للأرض.
الطبيب رؤوف: دة مرض نفسي ...يعني أصعب من المرض الجسدي.
داليا مسرعة:يعني ممكن يتجنن؟
فيروز بغضب:انا مش قولت مش عايزة كلام وحش ..اتكلمي كلمة حلوة....اطلعي على أوضتك.....
وقفت داليا وصعدت بضيق،وأكملت :يعني ممكن يتجنن؟
الطبيب رؤوف:أزمات النفسية اللي أخدها ممكن توصله للحالة دي  أول مرة تقابلني حالة خطرة ..تميم مش مريض نفسي عادي ....أنا جيت لحضرتك هنا عشان عايز اتعرف على علاقته بوالده الله يرحمه ....يمكن دة يساعدني في العلاج.
فيروز:محمد الآلفي كان رافض فكرة انه يكون عنده ولد كان بيحب البنات بس وكان نفسه أجبله بنت وأول ما عرف اني جبت تميم حصلت مشكلة كبيرة بيني وبينه قرر انه يسيب البيت أو بمعنى تاني يسبني..بعدها قرر يكمل حياته في الشغل والعزلة يبعد عن مراته وابنه....تميم عمره ماشاف والده ابداََ لانه كان دايما في الشغل وكان كل شوية قاعد في أوضته مبيخرجش منها حسيت انه ازاي عنده حالة من الاكتئاب وهو طفل صغير عنده ٨سنين كان بيحب دايما العزلة ومبيخرجش من الأوضة ولا بيقابل حد كنت عايزة أعرف ازاي قضى ٣سنين في الأوضة مبيخرجش منها  وهو نايم لما كانت الخدامة تدخلوا حطتله كاميرا عشان أعرف بيعمل ايه ....الغريب انه بيقعد طول الوقت في مكانه طول اليوم بيدخلوله الأكل بيفضل في مكانه برضو .
الطبيب رؤوف باستقسار: ممكن تقوليلي الموضع بالظبط؟
فيروز بهدوء وتعجب:زي الطفل لما يكون في بطن مامته بيضم رجليه لصدره ويقفل عليها بإيده عرفت ان في حالة نفسية جاتله واتصدمت انه في السن دة وتجيله حالة نفسية ...حاسس انه وحيد ان مفيش حد بيجيله يقعد معاه أو حتى والده ....واللي صدمني أكتر  انه مبيقمش من مكانه كأنه بيفكر أو في عالم تاني وأحيانا كان بيعزف على آلة كمان.....فكرت اني أجبله دكتور بس في نفس اليوم جالي جوزي  محمد الآلفي لما بعتله رسالة انه يرجع ولو أسبوع واحد بس وافق ورجع وقضى معايا أسبوع بعدها اكتشفت اني حامل في داليا وكنت هقوله بس عرفت انه خرج معرفش راح فين وفجأة لقيت تميم دخل القصر وهو بيجري مفهمتش ازاي خرج من الأوضة يمكن عشان عايز يشوف والده لأول مرة في حياته في الواقع،بس هو كان بيشوفه في الصور بس.....جريت عليه ودخلت الأوضة لقيته نام على السرير وهو بيترعش جامد بطريقة مش طبيعية واستغطى كنت هدخل خلاص أكلمه لقيت الخدام جيه وقالي ان محمد الآلفي مات.....تميم اتصدم وجاتله حالة نفسية حادة ادت انه يدخل مستشفى الامراض النفسية وهو صغير
الطبيب رؤوف بتعجب:تقصدي ان تميم شاف حاجة أو سمع حاجة خلته كدة؟!
فيروز:مش عارفة!
الطبيب رؤوف:او يمكن حاجة حصلت بينه وبين والده خلته في الحالة دي.
فيروز:ممكن ....ودة اللي انت هتعرفه من تميم ولازم تعرفه في أسرع وقت .
الطبيب رؤوف:تمام... انا متشكر جدا لحضرتك على المعلومات دي ...بس كنت عايز آلة الكمان.
فيروز:تمام هجيبها لحضرتك.
وصعدت للأعلى.
*******************************
في منزل الطبيب رؤوف:

سمعت زوجته رنين الجرس فذهبت سريعا لتفتح الباب ف رأته أمامها وعانقته بعشق.
فريدة بابتسامة:وحشتتي .
رؤوف:وانت كمان وحشتيني.
ثم ابتعدوا عن بعضهم ودخلوا غرفة نومهم.
******************************

في غرفة النوم:

دخل الطبيب رؤوف وزوجته وكاد أن يخلع سطرته سبقته هى وخلعتها له .
فريدة:حبيبي مالك؟....حاسة انك متضايق؟
وأخذت هذه السطرة وتوجهت (للدولاب) ووضعته ثم أغلقته من جديد وتوجهت له جلس على الأريكة بتعب  وجائت إليه وجلست بجواره وأمسكت يده بحنان.
رؤوف باختناق:مشاكل في الشغل....ومش لاقيلها حل.
فريدة بحزن:منا قولتلك تعالى إشتغل مع بابا .
رؤوف:انا مش هشتغل غير الشغل اللي أنا عايزه وحابب اللي أنا فيه.
فريدة بحزن:عارفة ...بس أنا مش عايزة أضايقك...أنا ....
رؤوف مقاطعا:عارف انك مش عايزة تضايقيني وعايزة راحتي ...بس أنا مرتاح كدة....متقلقيش ....هى مشاكل في الشغل وهتخلص ان شاء الله.
فريدة بابتسامة هادئة:إن شاء الله...هروح أحضرلك العشا.
وخرجت من الغرفة،أخذ رؤوف تنهيده ثم وقف وتوجه لحقيبة آلة الكمان وفتحها وأخرجها ووضع أنامل أصابعه ليتأملها برفق وجاءت أنامل أصابعه إلى ظهر آلة الكمان لكن هناك شيء شعر به فنظر ل ظهر هذه الآلة ورأى كلام منحوت بخط صغير جدا تعجب من هذا فوضعها سريعا بحرص على الطاولة وأخذ نظارته الطبية وإرتداها كي يرى الخط بوضوع لكنه لم يتمكن من رؤيته جيدا بسبب أنه منحوت منذ زمن ف أحضر( أتربة من اللمع) وبعثرها على ظهر الكمان ثم نفخ وطارت جميعها  ولم يتبقى سوى التي مخزنة على الحروف وأظهرت الكلام المنحوت على هذه الآلة وأخذ يقراء.
"أُقتل قبل .... تُقتل"
كانت هناك كلمة غير واضحة بسبب أنها كانت منذ زمن تعجب مما مكتوب عليه ثم رأى كلمات صغيرة 
""صفة....جمع.......من ...قاسي...عنيف...مفترس...لا. ...قلب أبيض"
لم يفهم هذه الكلمات وباقي الكلمات غير ظاهرة ثم رأى في الأسفل جملة أخرى.
".....الأدغال يجب....تَفترس........تُفتَرس"
لم يفهم وضع يده بين خصلات شعره السوداء أصبح الأمر معقد ثم قرأها من جديد بتركيز شديد وهو يحاول أن يركب الكلمات الصحيحة لهذه الجمل.
رؤوف بتركيز وأخذ يفكر وهو يقراء من جديد:" أُقتل قبل أن تُقتل"،صفة جمع!!!..جمعها صفات فهمت،"صفات منها قاسي وعنيف لكن مفترس لا وجود ل قلب أبيض "،" في الأدغال يجب أن تَفترس قبل أن تُفترس".....يعني تميم قاتل زي ماقالو !!!!... مش معقول انه يكون هو اللي قتل والده ولبس التمهة في أخوه بس ازاي!... ازاي طفل يعمل كدة....لا اللي يجيله عدد كبير من الأزمات النفسية يبقا يعمل أي حاجة متخطرش على بال انسان.
دخلت فريدة ورأته.
فريدة بتعجب:رؤوف انت بتكلم نفسك!؟
رؤوف :انا لازم أمشي دلوقتي.
فريدة:على فين في الوقت دة؟
رؤوف:المستشفى.
وارتدى سطرته وأخذ آلة الكمان ووضعها في الحقيية وخرج سريعا.
******************************
وفي صباح اليوم التالي:
في غرفة تميم:

سمع طرقات الباب.
تميم :اتفضل.
دخل الطبيب رؤوف وجاء لتميم وأخذ مقعد وجلس أمامه.
الطبيب رؤوف:انا جبتلك معايا حاجة هتعجبك...
ثم أعطاه حقيبة الكمان وأخذها تميم،وأكمل:اللي أعرفه انك كنت بتعزف عليها من صغرك من غير ما حد يعلمك لانها كانت موهبتك العزف .
صمت تميم قليلا .
الطبيب رؤوف بهدوء:عارف يا تميم أنا شوفتك قبل كدة وأنا صغير جيت في مرة المستشفى دي عشان والدي كان بيشتغل فيها وشوفت والدي معاك في الأوضة من الازاز وخبط على الباب وهو خرجلي ولما فتح الباب شوفتك وانت قاعد كنت عندك ٨سنين بعد وفاة والدك وانا كان عندي٧سنين وكنت دايما بشوف والدي يرجع للبيت وهو مش عارف يعالجك لان حالتك عمرها ما عدت على دكتور لان مفيش دكتور يقدر يعالجك كنت بزعل عليه عشان كدة كبرت وقررت أشتغل دكتور نفسي ولما لقيت قمر جاتلي وقالتلي انك عندك انفصام في الشخصية و حكتلي كل حاجة بس انا كنت عايز اعالجك انك تواجه نفسك... ولما لقيتك قولت أكيد هعالجك ان شاء الله واعمل اللي والدي مقدرش يعمله ......معلش طولت عليك... هسيبك دلوقتي تستريح وأرجعلك...عن اذنك.
نظر له تميم بهدوء حتى خرج من الغرفة.
*******************************

في غرفة مكتب الطبيب رؤوف:

جالساََ على المقعد الرئيسي لمكتبه يكتب تقريره عن تميم.
ثم سمع طرقات الباب.
الطبيب رؤوف:ادخل.
دخلت الممرضة بسرعة وهى تأخذ أنفاسها.
الممرضة مسرعة:دكتور رؤوف...في حاجة لازم تعرفها.
الطبيب رؤوف باستفسار:حاجة ايه!؟
الممرضة مسرعة:زي ما بنعمل مع أي مريض لما بيكون عايز يخطط ل حاجة بيكتبها في ورق وبعدها يقطعه واحنا بناخد الورق دة ونجمعه لكن حالة تميم الآلفي لقينا مقطع الورق قطع صغيرة جدا ...بس لقينا في وسط الورق دة ورقة صغيرة مكتوب فيها جملة.
الطبيب رؤوف:فينها؟
الممرضة:اتفضل.
واعطته الورقة نظر الطبيب رؤوف للورقة ثم ذهب سريعا .
الممرضة:حضرتك رايح فين.
الطبيب رؤوف:متخرجيش من مكانك.
*******************************
في غرفة تميم الآلفي:

جالسا يعزف بآلة الكمان ودخل الطبيب رؤوف سريعا ونظر لتميم وهو يعزف بعزف غريب حزين....هادئ ..وعندما انتهى من عزفه بعد دقائق وضع آلة الكمان بجواره ووقف وذهب ل الطبيب رؤوف حتى وقف أمامه.
تميم بابتسامة خبيثة:عرفت بقا اني أذكى منك.
الطبيب رؤوف:ليه عملت كدة ياتميم 
تميم :طبعا انت دلوقتي اتاكدت اني مليون في المية قاتل.....بس الغريب انك كنت عارف من الاول ...والسؤال هنا بقا متخيلتش اني لما عرفتك سري اني مثلا هحاول اني اقتلك .
ثم وضع سريعا الخنجر الذي في يده على رقبة الطبيب رؤوف واخرج الطبيب رؤوف هذا الهاتف وكاد ان يضغط على زر ما ظل ناظرا لعينين تميم نظر تميم للهاتف ونظر له من جديد 
تعليقات