رواية قلوب ضائعة الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم فاطمة الزهراء


 رواية قلوب ضائعة الفصل الثالث عشر13والرابع عشر14 بقلم فاطمة الزهراء


ــــ سنابل مكسوره  ــــ

ما بك أيها القلب لم تدق بهذا العنف لأجل ذاك الغريب..  لما يتدفق الأدرينالين إلى شراييني  .. 
لم هذا الكم من الانسجام بيننا أتعجب من هذا الحال ..  هو المغرور المتكبر..  مهلا فهو يتظاهر فقط فَلِم هذا يا من ملكت القلب بكل هذه البساطه... "

وقف سليم وهو يشعر بالصدمة بعد معرفة سمية فهو لم يشأ أن يخبرهم إلا بعد سفره والتحدث مع نزار .. لينظر عزت بقلق شديد لهما وهو خائف من ردة فعل نزار بعد علمه بالأمر 
أردف سليم بتوتر و استفهام :
ـ وإنتي عرفتى منين !!
نظرت لهاتفها وأجابته بدموع :
ـ نزار بعت رسالة أنا لازم أسافر لهم فاطيما موبايلها مقفول مش عارفه أوصل لها
تحدث عزت بتعجب :
ـ و نزار عرف منين !!
سليم باعتراض كي لا يزيد الأمر سوءاً :
ـ مفيش سفر أنا مسافر الفجر وهشوف الموضوع ده متقلقوش
نظرت لوالدها وتحدثت :
ـ مش عارفه يا بابا وصلتني رساله منه و بيلومني إني خبيت عليه
أردف عزت بندم حقيقي :
ـ والعمل أنا السبب في كل ده أنا السبب
هتف سليم بتنهيدة و قلق من القادم :
ـ أهدى يا عمي و أطمن أنا هحل الموضوع ده و هعرف أتكلم معاه
تحدثت سمية بجدية :
ـ أنا هسافر مش هقدر أستنى هنا
نظر سليم لها وتحدث بهدوء :
ـ هتسافري تعملي إيه مش هينفع فكرى على الأقل في عمى هتسيبيه لوحده قولتلك أنا هحل الموضوع إيه مش واثقه فيا
أردف سليم بتعب و إرهاق :
ـ أكيد واثقين فيك إنك هتحل الموضوع ده أبقى طمنا عليهم خلاص يا سمية أصلاً مش هينفع تسافرى متنسيش إن شفيق عينه علينا وممكن يبعت حد وراكى ويعرف مكان البنات
تحدثت بندم و حزن :
ـ سليم إنت عارف نزار كويس هو حذرها كتير بس مش هيسامح بسهوله
اقترب منها ليهتف بجدية :
ـ قولتلك هتكلم معاه ده ابنى وأنا هعرف اتفاهم معاه أطمنى 
تحدثت بدموع بسبب خوفها الشديد على فاطيما :
ـ طيب واللي موبايلها مقفول دى هطمن عليها إزاى 
جلس عزت وهو يشعر بالندم فهو أخطأ من البداية حين قرر أن يجعل فاطيما تنجرف معهم في هذه اللعبه 
هتف سليم بحذر و هدوء :
ـ أنا هطمنك عليها هي بنتى هي كمان
أردفت بقلق وهى تتحدث عن نزار و جسار  :
ـ طيب هنعمل إيه دلوقتي إحنا كده هنعمل عداوه جديدة بينهم
تحدث بتفكير شديد :
ـ مش عارف بس هحاول أهديه وكده كده هما بعاد عن بعض كل واحد في حاله لغاية لما نشوف إيه اللي هيحصل تانى
أردفت بتعب وهى تجلس :
ـ أنا تعبت كل يوم كارثه جديدة ومفيش وقت نفوق لامتى يعني هنعيش كده متفرقين و بعاد
تنهد بإرهاق لأنه حقاً يشعر بالقلق :
ـ مسألة وقت وكل شيء هيتحل نخلص من شفيق بس وكل حاجه هتتحل وترجع زي الأول
تحدثت بجدية وهى تضع يدها على وجهها :
ـ أتمنى حقيقى نفسي اصحى من الكابوس ده بقى
ليتحدث بجدية كي يجعلها تهدأ :
ـ هيحصل متقلقيش 
جلسوا يتحدثوا معاً ليصعد سليم لغرفته كي يرتاح قبل السفر وهو يهيئ نفسه لمواجهه شرسه بينه و بين نزار بسبب ما حدث .. بينما حاولت سمية الاتصال ب فاطيما لكن هاتفها مغلق شعرت بالقلق الشديد عليها .. في الساعة الرابعة صباحاً اتجه سليم للمطار ليعود للندن مجدداً و في الصباح قرر عزت العودة لقصره ومواجهة جسار لقد حان الوقت لن يسمح له بالاستيلاء على منزله أيضاً وصل هو و سمية استقبلتهم الخادمة بسعادة فمنذ رحيلهم ولا يوجد شيء كما كان 
أردف جسار بسخرية وهو يشاهد الخادمة تصعد بالحقائب :
ـ حمدالله على السلامه يا جدي نورت بيتك .. إيه الشنط دى
كان الجميع يراقب ما يحدث في صمت لن يجرؤ أحد على التحدث وقفت سلمى جوار زوجها و يارا تتابع من بعيد 
أجابه عزت باستنكار شديد :
ـ راجع بيتي يا جسار و لا عندك اعتراض يا ترى هتمعني من دخول بيتي كمان
ليردف بسخرية و تهجم شديد :
ـ لأ طبعاً إنت جدي و هي عمتى برضو بيتكم اتفضلوا بس غريبه مش كنتم قاعدين في المزرعه و مرتاحين ولا جايين تعملوا مشكله تانى و تبلغوا بيها العملاء و يفسخوا عقودهم معايا ولا إيه يا عمتي
نظر عزت له بغضب بسبب تجاوز حفيده معه :
ـ لا أنا راجع بيتى علشان كفاية مش هسمحلك تاخد حاجه مش ملكك إيه مش كفاية بقي اللي أخذته
تحدث ببرود شديد و هو يتجه للداخل ويجلس دون أن يبدي احترامه لأي شخص :
ـ أنا أخدت حقي والبيت هنا حقي برضو بس أطمن مش هطردكم منه ده بيتكم برضو بس لو هتقعدوا يبقى أنتم في حالكم و أنا في حالى أنا مش عايز مشاكل ولا وجع دماغ أوك
ليضرب عزت عصاه في الأرض و تحدث بصوت مرتفع يكاد يخترق آذان الجميع :
ـ البيت ده مش حقك فوق لنفسك وإلا هتخسر الفيلا و المزرعة ملك عمتك يعني إنت مكانك مش هنا
مازال يتحدث بتحدي و عناد :
ـ ليه بس كده أهدى يا جدي هدى أعصابك البيت ده بيتى و بيت أبويا الله يرحمه و مش من حق أى حد يخرجنى منه
تدخلت سمية كي لا يزيد الأمر سوءاً :
ـ جسار كفاية أوى أنا لغاية اخر وقت كنت بدافع عنك بس للأسف أثبت انى اختارت الشخص الغلط
ليهتف بعنـ.ـف و هو يلقي المزهرية على الأرض لتصدر صوتاً مرتفعاً :
ـ إنتي ما اختارتينيش أنا محدش اختارني كلكم اختارتوا بنت أخوكى بلاش تضحكي على نفسك وعليا
وقفت أمامه لتنظر له بصدمة من هذا الشخص الذي يتحدث ؟؟
هل هو ابن أخاها حقاً ؟
ـ للأسف طول ما إنت ماشى ورا شفيق هتشوفنا أعدائك هو لازم أتكلم قدامك علشان تعرف أنا مع مين .. بس هقولك النهارده أنا مع مين هتسمعها علشان هتكون آخر مرة نتكلم فيها لغاية امبارح كنت بقنع جدك يعطيك فرصه واحده بس خساره حتى أختك بقت بالنسبالك عدوتك عارف إنت بتمثل قدام الكل إنك جامد و قوى بس للأسف لو هما صدقوا القناع ده أنا لأ علشان أنا اللي ربيتك أفرح بالشركة يا جسار لكن الفيلا ملكى بيع وشرا هاه مش توكيل و لا تهديد أو عقد مزور
ليردف بسخرية وهو ينظر لها :
ـ تربيتك صح فعلاً تصدقي صدقتك بإمارة إنك كنتي طول الوقت بره معاهم صح و أختى .. أختى مين دي اللي باعتنى واشترت غيري وبالنسبه للفيلا فهي بيتى و بيت أبويا سامعين ومش هسمح لحد إنه يفكر يخرجني أنتهي الكلام أظن عارفين اوضكم فين
عزت بجدية و غضب :
ـ إنت آخر واحد يتكلم عن العلاقات لما تبقي تفوق هتلاقي نفسك لوحدك بس وقتها مفيش حد هيسامحك بعدين عاوز تتهم حد اتهمني أنا لانى وثقت فيك وكنت بقول هتكون الكبير بعدى بس للأسف و بالنسبه لخرجوك من الفيلا بلاش أبلغ البوليس وشوف لما الصحافة تاخد خبر شكلك هيكون إيه !!
وقف وتحدث بفحيح أفعى :
ـ بوليس إيه اللي تبلغه أنتم اتجننتم ده بيتى
تحدث بهدوء وهو يأخذ العقد من سمية و يعطيه له :
ـ أنا هبقى اتجننت فعلاً لو مخرجتش من هنا تحب تشوف صوره من العقد علشان تتأكد بعدين إنت خدت حقك ولا الشركة مش كفاية عليك وآه نصيب أختك معاك في الشركة و بالنسبه ل فاطيما حقها عندى أنا المسؤول عنه
تحدث بغضب بعد أن شاهد الورق :
ـ محدش له حق عندى سامع وبالنسبه للبيت صدقنى لو خرجت من هنا هدفعكم التمن غالى أوى 
ليكمل وهو يجلس ويتابع ثورة حفيده :
ـ الفيلا والمزرعة باسم عمتك ولو حصلها أى حاجه هيكونوا ملك مؤسسات خيرية يعني لو يرضيك أختك تكون في الشارع براحتك و هتخرج من هنا يا جسار و اللي عندك أعمله
تحدث بصدمه و استنكار :
ـ هتشوف يا .. يا جدي هعمل إيه وأنا معنديش أخوات .. يارا ؛ يارا
ثم قام بالنداء على زوجته التى كانت تشاهد ما يحدث في هدوء كأنها تسجله في عقلها لتهتف و هى تقترب منه :
ـ أيوه يا جسار
تحدث وهو ينظر للجميع بغضب :
ـ لمي حاجتك هنمشي من هنا
بعد مغادرة يارا هتفت سمية معترضة :
ـ اللي يسرق جده يعمل أى شيء أطمن أنا مش زيك مش هطردها زى ما عملت
يقسم يقسم لو أنها شخصاً آخر لقام بقتله ودفنه في مكانه ليتحدث بانفعال :
ـ عمتي حاسبي على كلامك هاه أنا مسرقتش حد ده حقي سامعه حقي و ما يفرقش معايا هتروح فين ولا هتعمل إيه أنا ماشي بس هعرف أرد على الحركه دي كويس أوى 
وقف عزت أمامه ليقوم بصفعه على وجهه بقوه مما جعل الجميع يشعرون بالصدمة
ليتحدث بغضب و حده:
ـ أتكلم ب احترام مع بنتى يا جسار أوعى تفكر إني هسمحلك تتجاوز أكتر من كده معاها إذا كنت غدرت بيا مرة أوعدك مش هتتكرر تانى وأنا مستني ردك حقيقي
أردف بصدمه وهو يضع يده على وجهه :
ـ أنا مغدرتش بيك إنت اللي غدرت و سرقت حقى و اديته لحفيدتك إنت السبب في كل ده و هتشوف ردي قريب أوى 
ليردف بهدوء و هو يشاهد يارا قادمة و معها حقائب الملابس :
ـ مستني ردك و استني مفاجأة هتعجبك قريب يا ابن .. يا جسار
غادر جسار و يارا ليضم عمر زوجته وهو يشاهد دموعها تهبط على وجهها فى صمت 
لتردف أخيراً بوجع وقهر :
ـ أنا مش قادره أصدق إن ده جسار أخويا معقول
تحدث عمر بصدمه أيضاً فهو لم يتوقع أبداً أن يصل الأمر لهذا الحد :
ـ ولا أنا مصدق مستحيل ده هو نفسه جسار اللي كان همه الأول والأخير العيلة إزاى بقي كده أنا حقيقي مصدوم فيه ده مستحيل يبقى صاحبى و ابن عمتى 
تحدث عزت وهو ينظر لهم :
ـ للأسف زى ما شفتوا علشان متقولوش ظلمته أو أذيته هو اختار طريقه يكمل فيه لوحده
أحضرت الخادمة عصير الليمون لهم كما طلبت منها سمية وغادرت لتقف بعيداً مع زملائها 
هتفت بحزن فهى لم تتوقع أن يتخلى عنها كانت تظنه يتحدث بهذا الكلام فقط كي يجعلها تفعل ما يريد :
ـ أنا مصدومه فيه يا جدي ده مش بس كان أخويا ده كان كل حاجه في حياتى إزاى يعمل كده مع الكل حتى معايا إزاى 
عمر بتنهيدة و هو مازال غير مستوعب ما حدث اليوم :
ـ حضرتك مغلطتش يا جدي واضح إن شفيق وبنته عرفوا يضحكوا عليه كويس أوى 
عزت وهو يقف ليقترب منها :
ـ أخوكى مش بيفكر غير فى نفسه و سمعتي كلامه كلنا معاكي متخافيش
تحدثت سمية و هى تنظر ل عمر :
ـ هو مش صغير يا عمر علشان شفيق يتحكم فيه للأسف هو اتغير بقي كل تفكيره في الثروة وبس ومش مهم هيدوس على مين في طريقه
أردف بحزن على صديقه قبل أن يكون أخو زوجته :
ـ يا خساره يا جسار يا خساره يا صاحبى
جلس عزت جوار سلمى ليبتعد عنها عمر وهتف بجدية :
ـ عاوز أعرف هتبقوا معانا في الجاي ولا لسه عندكم مبررات له
تحدث عمر أولاً بعد أن فشل في إيجاد عذر جديد له :
ـ خلاص يا جدي مفيش مبرر له أنا معاك
تحدثت سلمى بحزن ليضمها عزت بهدوء :
ـ وأنا كمان معاكم بس هنعمل إيه حضرتك ناوي على حاجه معينه
تحدث بجدية لأن القادم لن يكون سهلاً على أحد :
ـ اللي هقوله ده مش عاوز حد يعرفه لأن وقتها يبقي جسار انتصر علينا وأثبت إني فشلت أحافظ على الباقي من العيلة
أجابه عمر بمنتهى الجدية :
ـ أكيد طبعاً أتفضل قول
أردف بهدوء كي يخبرهم بالقادم :
ـ هنعمل شركة جديدة و هنوقفها سوا هننافس جسار و نوقف انتصاراته اللي فرحان يبها
تحدثت سلمى بدموع :
ـ بس كده يا جدي يبقي فعلاً خسرنا بعض للأبد كده خلاص جسار أخويا بقي عدوي ومنافس ليا 
هتف عمر بتنهيدة :
ـ سلمى إحنا في حرب و جسار اللي بدأ و إحنا دورنا نوقفه و نعرفه إن اللي عمله كله هيروح جايز يفوق أنا معاك يا جدي و سلمى كمان
سمية وهي تنظر لها :
ـ سلمى اعملى زى أخوكى و ألغى العاطفه لو بيفكر فيكى كان دافع عنك أو أخدك معاه لكن هو مش بيفكر غير في نفسه
لم تستطع السيطرة على دموعها :
ـ مش سهل عليا يا عمتو 
عزت وهو يطمئنها و يمهد لها كيف تتعامل كسيدة أعمال :
ـ اسمعيني يا سلمى أنا خسرت ولادي الاتنين جسار مش هيبقي عندى أغلى منهم بعد اللي عمله و اتعلمى تلغى العواطف في الشغل اسمعى لعمتك
أومأت رأسها بالموافقة :
ـ حاضر يا جدي حاضر
سمية بتنهيدة و حزن :
ـ أنا مقولتش إنه سهل بس إحنا لازم نعمل كده ولا نعلن هزيمتنا قدامه ويبقى هو انتصر علينا
ليتحدث بجدية مع سلمى :
ـ سلمى إنتي حفيدتي والكلام اللي قلته عن نصيبك قدام جسار علشان أشوف هل فعلاً هيوافق تكوني معاه في الشركة ولا لأ نصيبك في أمان
أردفت بدموع و وجع :
ـ مش عايزه فلوس يا جدي أنا عايزه أخويا يرجع تفتكر بعد اللي هنعمله ممكن يرجع
ليفكر قليلاً قبل إجابته عليها :
ـ السؤال ده إجابته عنده مش عندى لأنه مات بالنسبالي
تحدث عمر ب حماس شديد :
ـ المهم يا جدي حضرتك ناوي على إيه
ارتشف من كأس العصير أولاً :
ـ الشركة عمتك و إنت و معاكم سلمى هتكونوا مسؤولين عنها و شركة لندن هتكون مسؤوله عن الصفقات الخارجية وهنا مهمتكم مش سهله مش هتوقعوا جسار بس لا شفيق معاه
تنهد عمر ليهتف بثقة و جدية :
ـ أطمن يا جدي كل حاجه هتمشي زي ما حضرتك عايز و هنوقعهم
أردف وهو ينظر لهم :
ـ مهمتكم مش سهله بس واثق فيكم وعارف إنكم هتقدروا سوا
أجابته سلمى بهدوء :
ـ أكيد يا جدي أطمن 
قبل عزت جبينها ليردف :
ـ سلمى كفايه عياط مش عاوز أشوف دموعك وأنا عايش
نظرت للأرض لتهتف :
ـ صعبان عليا يا جدي أشوف عيلتي كده ربنا يخليك لينا
ليقرروا إنهاء الحديث في هذا الأمر وقرروا التفكير في القادم و التخطيط له معاً كي يكونوا يداً واحدة 
❈-❈-❈
وصلت الطائرة لندن ليقرر سليم الاتجاه لمنزله أولاً كي يرتاح قبل المواجهات التي سيخوضها اليوم .. عند ميرا ظلت طوال اليوم وحيدة و في اليوم التالي هبطت علياء و معها فريدة لتقترب ميرا منها حملتها وقبلتها على وجهها 
لتهتف علياء بخجل شديد :
ـ أسفه بس فريدة عاوزه تأكل و أنا 
أردفت ميرا باعتراض :
ـ عاوزه تقولي إنك مكسوفه هنا علياء على فكره أنا اللي ضيفه هنا مش إنتي بعدين من أول ما دخلتي هنا وإنتي بقيتي واحده مننا يعني البيت بيتك بلاش الحساسيه دى
تحدثت علياء بحزن و جدية :
ـ شكراً يا ميرا بس ده مش بيتى أنا فعلاً هنا ضيفه وكلها ساعات و همشي
اقتربت منها لتهتف بهدوء :
ـ مفيش هنا ضيوف بالعكس فيه حاجه مهمه هقولها البيت ده بيت الكل من أيام عمو مراد وهو فاتحه للغريب قبل القريب لما كان يجي طلبه يدرسوا في لندن مش ليهم مكان كانوا بيقعدوا هنا على ما يلاقوا سكن ف أظن لما يكون حد من العيلة البيت ده هيبقي له قبل الكل و بالنسبه لأنك عاوزه تمشى أظن القرار ل جدو عزت و بابا
أردفت بتأثر بعد حديث ميرا معها :
ـ جميل أوي عمو مراد الله يرحمه مع إننا مش قرايب ومش اتعاملت معاه كتير بس كنت بحبه أوى هو و طنط فريدة ربنا يرحمهم وبالنسبه لقراري ف معلش مش عاوزه يحصل مشاكل أكتر أنا بجد مش بس خايفه أنا مرعوبه و ده شيء موترني جداً علشان كده بتعامل بحده شويه أنا عارفه بس غصب عني محدش حاسس باللي أنا فيه وبصراحه الناس هنا صعبه أوى ومش هعرف أتعامل وأنا مش عايزه أعيش في مشاكل كل شويه كفايه اللي عندي
علمت من حديثها الأخير أنها تقصد زين لتردف :
ـ لو تقصدى زين صدقيني هو مش كده خالص بس وقت ما يتعصب مش بيشوف مين قدامه استنى أشوف مين على الباب و نكمل كلامنا
كانت فريدة تجلس معهم ليسمعوا صوت دق على الباب اتجهت لترى من القادم رغم علمها بقدوم والدها لكن لم تظن أنه القادم فتحت لتجده أمامها ابتسمت له بحب شديد لتضمه بقوة
وهتفت بشوق كبير :
ـ بابا وصلت امتى وليه مقولتش إنك جاي كنت استقبلتك
تنهد بهدوء و هو يتجه معها للداخل ليشاهد علياء التي وقفت لتستقبله أيضاً ليتحدث وهو يحمل فريدة و يقبلها على وجهها :
ـ مساء الخير وحشتوني خلصت اللي هناك وقررت أرجع علشانكم
تحدثت علياء بسعادة :
ـ حمدالله على السلامه يا بابا
نظر لها لحظات لينتبه لحزنها الشديد :
ـ الله يسلمك يا حبيبتي إيه واضح إنك زعلانه ميرا زعلتك ولا إيه
هتفت بحزن مصطنع لأنها تعلم أن والدها يمازحها :
ـ أنا يا بابا بزعل حد شكراً بقول أسافر مصر أنا عند عمتو حبيبتي
تحدثت علياء بابتسامه هادئة :
ـ لأ خالص بالعكس ميرا دي عسوله أوى ربنا يحفظهالك
هتفت ميرا بحماس و مشاغبه :
ـ شفت بريئة أهو علشان متظلمنيش تاني
أردف سليم بمكر و تعجب :
ـ فين فاطيما و زين ليه قاعدين لوحدكم
لتتحدث ميرا بعد أن تغيرت تعابير وجهها :
ـ فاطيما في أوضتها و زين في الشركة
لتهتف فريدة بجدية وهي تمسك يد علياء بسبب شعورها بالجوع الشديد :
ـ ماما ماما عاوزه أكل
علياء و هى تنظر لها بتوتر و قلق :
ـ حاضر يا حبيبتى حاضر
نظر سليم ل ميرا كي تأخذ فريدة و يتجهوا للمطبخ لتتركه يتحدث مع علياء 
هتفت ميرا وهي تقترب من فريدة لتأخذها من والدتها و يتجهوا للمطبخ :
ـ تعالي معايا يا فريدة اعملك أكل و نعمل قهوة ل بابا
فريدة و هي تذهب معها للداخل :
ـ يلا يا طنط
أردفت بابتسامه لأنها تعلم أن دخولها للمطبخ يؤدي لكوارث حقيقية :
ـ يلا ندخل سوا علشان فاطيما تنزل تطردنا سوا أنا و إنتي 
بعد دخول ميرا للمطبخ جلس سليم ليهتف بجدية وهو يتابع توتر علياء و قلقها الشديد :
ـ ممكن نتكلم شويه يا علياء !!
نظرت له و تنهدت بقوة لتجلس على الكرسي مقابله :  
ـ أكيد طبعاً أتفضل 
تحدث بهدوء فهو يريد أن تخبره بكل ما تشعر به كي ينهي هذا القلق الذي تشعر به :
ـ إيه الحكاية وليه حزينه إيه حصل في غيابي
نظرت بعيداً و تحدثت بجدية :
ـ مفيش حاجه أنا بس مش عارفه أعيش و أتأقلم هنا و عايزه أمشي و هما رافضين 
ـ إحنا مش اتكلمنا قبل كده واتفقنا مفيش خروج من هنا لأى سبب ليه عاوزه تمشى
أردفت بحزن والدموع تتلألأ في عينيها فهي مازالت تتذكر حديث نزار الجارح معها :
ـ مش مهم اللي حصل المهم إني مش عارفه أعيش هنا ولا أفهم الناس هنا بعترف أن أنا بتعامل بطريقه عصبيه وحاده شويه بس غصب عني والله من خوفي من وقت هروبي من شفيق عمري ما خفت قد ما أنا خايفه دلوقتى وده موترنى ف بتعامل بطريقه صعبه أنا عارفه بس كمان الناس هنا صعبه جداً جداً وأنا مش عايزه مشاكل فوق مشاكلي أنا مش بعرف أنام من خوفي ومحدش حاسس باللي أنا فيه بجد 
تنهد بهدوء فهو يعلم حقاً الحالة التي تمر بها لأنه مر بها في السابق :
ـ إنتي هنا مع أهلك مفيش حد غريب تخافي منه كلنا هنا سوا مفيش حاجه إسمها خوف لازم نبقى أقوياء العيشه هنا مش سهله مش هضحك عليكي و أقولك كل شيء كويس بس قوتنا هى سبب وجودنا هنا دلوقتي واضح إنك عشتي في مجتمع مقفول لكن كلنا هنا معاكي و هنساعدك مفيش خوف وأنا حاسس بيكي وعارف معني الخوف على الولد بس هنكمل علشانهم قوليلي هتعملي إيه لو خرجتي إنتي و فريدة لوحدكم هاه متوقعه الحياة هتكون سهلة و مش هتواجهي صعوبات
تعلم جيداً أن حديثه صحيح لكن مازلت تشعر بعدم الارتياح بسبب طريقة تعامل نزار معها :
ـ مش عارفه بس أنا بجد خايفه مش منكم والله بالعكس تجمعكم حواليا بيطمني أنا بخاف يوصل لينا أنا معرفش حد ولا كنت بثق في حد غير بابا الله يرحمه و جسار وعمر وسلمى هما عيلتي بجد و معاهم كنت في أمان بس الظروف دخلتني الجحيم ومش عارفه أخلص منه لما كنت مع جسار كنت مطمنه أوى علشان واثقه إنه هيحمينى زي ما أنا واثقه في حضرتك بس بصراحه مش واثقه في في يعني التعامل صعب وشديد أوى وأنا مش حمل خناق ومشاكل مش عايزه حد يعاند ويتعصب عليا أنا عايزه اللي يطمنى مش يخوفنى أكتر ما أنا خايفه
ليقرر أن يتحدث معها بجدية ويخبرها بما مر به أيضاً كي تهدأ قليلاً :
ـ لو خايفه من شفيق اطمنى مش هيقدر يدخل لندن حتى لو عرف مكانك مستحيل يحاول يقرب من فريدة وأنا موجود علياء أنا فاهمك لاني تقريباً مريت بنفس التجربه اللي مريتي بها أول ما جيت هنا كنت لوحدي رغم علاقتي بمراد لكن في البداية كنت عاوز أشوف بنفسي الحياة هنا هتبقي إزاي لكن لما عرف هو اللي ساعدني استقر هنا في وقت من الاوقات فكرت أرجع مصر لكن طلب مني  اشتغل معاه فات حوالى ٢٠ سنة أو أكثر وأنا هنا شفت حاجات كتير وواجهت أزمات كتير بس كان لازم أكمل علشان المسؤولين مني ممكن أفهم إيه مخوفك هنا طيب
لامست الجدية فى حديثه لتهتف بتوتر :
ـ هاه هو هو أصل بصراحه يعني ا ا ا ا
تنهد بهدوء يعلم أنها ستعاني في البداية حتى تتأقلم على الحياة المقبله عليها :
ـ اتكلمي على طول إيه مخوفك هنا
تحدثت بخجل فهي فى النهاية دخيله عليهم و لا تريد أن تشعر برفض أحد لها :
ـ بصراحه يعني زين ابن حضرتك لا يطاق عصبي جداً كانى قتـ.ـلتله قتـ.ـيل مش عارفه ليه بيتعامل معايا كده وبيتعصب بالشكل ده حضرتك ده مبيعملش كده مع فاطيما وميرا بيتعامل معايا بطريقة تحس إن بينا تار قديم أه أنا جايز بتعامل بحده شويه بس ده غصب عني من اللي شوفته  و بشوفه طيب هو ليه بيتعامل كده حتى يراعي إني واحده ست ببنتها في بلد غريبه يعدي و يتعامل كويس علشان حتى أطمن و أتعامل بهدوء إنما أنا وهو صعب نبقي في مكان واحد بالطريقة دى و أنا زي ما قولت لحضرتك مش عايزه أعيش فى مشاكل كفايه اللي عندي
ـ هقولك حاجه مهمه كل واحد فينا بيمر بظروف تخليه يتغير ويكون واحد تاني زين كان إنسان مختلف لكن للأسف مر بتجربة صعبة ولغاية دلوقتي بيدفع تمنها اعطيه وقت و هتلاقيه إنسان تاني عن اللي بتتعاملي معاه دلوقتي
أردفت قائلة :
ـ اهااااا مر بتجربه أنا قولت كده إنه معقد وده أكيد مش من فراغ أكيد حاجه حصلت وصلته لكده على العموم لو هفضل هنا يبقي يفضل هو في حاله وأنا في حالى مش ناقصه لأن واضح إن تجربته صعبه أوى أنها وصلته أنه يكون إنسان معقد لدرجه دى 
في هذا التوقيت وصل نزار ولم ينتبها له لأنه فتح الباب بهدوء شديد و كانا منشغلين في حديثهم تفاجئ من وجود والده لكن حديث علياء عنه جعله يريد أن يقوم بفصل رأسها عن جسدها 
ليهتف بغيظ و استهجان :
ـ معقد !! كلامك صحيح أنا فعلاً معقد و الأفضل تتجنبي تتعاملي معايا علشان العقد اللي عندى
وقف سليم له ليهتف بهدوء و حذر :
ـ نزار إنت هنا من امتى
حاولت إخفاء توترها لكنها فشلت لتتحدث بعناد :
ـ هو إنت وبعدين أنا متجنباك إنت اللي تتجنبنى و متجيش هنا
تحدث باستنكار و حده :
ـ أظن أنا مش هنا علشانك اطمنى أنا جاي اشوف أختى و أتكلم معاها يا مدام
أردف سليم باستهجان شديد بسبب المشادات التي تحدث بينهما :
ـ زين أهدى الكلام مش كده كفاية بقى
وقفت خلف سليم لتهتف بخوف منه :
ـ إنت مش بس معقد إنت كمان قليل الذوق ولما تحب تشوف أختك كلمها وهي تجيلك .. 
لتردف بهمس بسبب تعجبها من هذه الشخصية المعقده بالنسبه لها :
ـ سؤال بس هو زين ولا نزار ولا مين ده كائن غريب في كل حاجه اسمه وشخصيته حقيقي غريب
هتف سليم بحده و استنكار بسبب عدم احترامهم لوجوده :
 ـ كفاية بقي إنت و هي احترموا وجودي بينكم أنتم المفروض ناس كبيرة بس واضح العكس
تحدثت ببراءة مزيفة و هى تنظر للأرض :
ـ حضرتك مش شايف كلامه و عصبيته
ليتجاهل حديث والده بسبب كلامها معه :
ـ مش إنتي اللي هتقررى أشوف أختى فين أو أكلمها فين
مازالت تقف خلف سليم لينتبه ل ميرا التي تقف تتابع ما يحدث وهى تضع يدها على فمها كي لا تصدر صوتاً ويثور نزار عليها أيضاً 
ـ بص بقي علشان أنا جبت أخري منك لما تحب تيجي هنا تستأذن الاول وعايز تشوف حد هنا معايا تكلمه يخرج يشوفك في الجنينه مش عايزه أشوفك تانى ممكن
سليم وهو يشير لهم كي يصمتا :
ـ إنتم الاتنين غلطانين كفاية بقى المفروض هتعيشوا هنا سوا و تشتغلوا مع بعض عايز أفهم إزاى هتديروا الشركة وأنتم كده
هتفت باستنكار لقد ظنت أنهم حينما تحدثوا معها في السابق فى أمر عملها معهم كى يجعلوها تطمئن لتشير برفض :
ـ نعم أشتغل مع مين مع ده
كان يستمع لحديث والده بتعجب ماذا يريد أن يفعل ؟؟
لن يقبل بالخضوع لأحد يكفي أنه يعمل معهم بالإكراه بعد أن أجبر على ترك عمله الحقيقي :
ـ شركة إيه اللي هنديرها سوا يا بابا أنا مش موافق طبعاً
أردفت بهجوم شديد :
ـ لأ انا اللى موافقه أوى وهموت على الشغل معاك إذا كنت مش طيقاك هنا لما بشوفك شويه ما بالك اشتغل معاك
وضع يده على وجهه ليهدأ قليلاً فهو يقسم أنها ستجعله يفقد عقله قريباً :
ـ اتكلمي معايا كويس مش معني إني ساكت هقبل غلطك و إهانتك كل شوية
تحدثت برفض واستنكار لحديثه :
ـ غلطي و إهانتي أناااااا !! أنا غلطت فيك ولا اهنتك أنااااا إنت هتعمل فيها برئ بقي وأنا الغلطانه إنت نسيت اللي عملته و قولته
مازال يشعر بالغضب الشديد منها :
ـ لا أنا اللي غلطان علشان واقف أتكلم معاكي كل مره بتخليني أندم إني بحاول أوصل معاكي لحل بس للأسف مفيش فايدة
لتجيبه بهدوء وهي تتجه للمطبخ كي تأخذ فريدة و يصعدوا للأعلى :
ـ شكراً و على العموم هريحك خالص ومش هتشوف وشي تانى ولو صدف وشوفتنى مش هبص عندك حتى و هاخد بنتي و أطلع أوضتى عن إذنك 
تحدث سليم بحده لأنه يعلم أن النقاش معهم لن ينهي الأمر بسهوله سيتحدث مع كل شخص منهم منفرداً ثم يجمعهم بعد ذلك :
ـ كفاية بقى أنتم الاتنين مفيش حد عامل حساب لوجودي علياء استنى زين اسبقنى على الفيلا التانية نتكلم هناك
غادر نزار لتهتف بحزن تعلم أنها تجاوزت في وجود سليم لكن لا تعلم ماذا يحدث لها حين رؤيتها ل نزار تصبح امرأة أخرى 
ـ حصل خير يا عمو عادى هطلع اوضتى أنا بقي
هتف بجدية وهو ينظر لها :
ـ هتكلم مع فاطيما و نكمل كلامنا يا علياء لو مش هضايقك
لتردف بهدوء و خجل :
ـ أكيد لأ طبعاً مش هتضايق هستنى حضرتك هروح أشوف فريدة
ليتجه لأعلى وهو يخبرها أنه سيعود لها لاحقاً :
ـ تمام هشوف فاطيما ونتكلم بعدين 
بعد صعود سليم اتجهت علياء لرؤية فريدة وجدتها تأكل مع ميرا لتهتف بتعجب :
ـ أنتم قاعدين تأكلوا سوا 
ميرا بهدوء وهي تشير لها كي تجلس معهم :
ـ بصراحه أنا كمان كنت جعانه وإنتي و فاطيما رافضين تنزلوا فريدة شجعتني تعالي معانا مفيش حد هنا و بابا مش هينزل دلوقت 
وقفت وهي تشعر بالتوتر لأنها حقاً جائعة لتخضع لهم في النهاية و جلست تأكل معهم 
❈-❈-❈
منذ ما حدث و هي تجلس في غرفتها و ترفض رؤية أحد كانت تراقبه من نافذة غرفتها لأول مرة يقسو عليها هكذا أرادت أن ترتمي بين يديه وتخبره بكل شيء تعرضت له لكن هذه المرة يرفض حتى رؤيتها تعلم أنها أخطأت لكن لم يكن أمامها حلاً آخر 
انتبهت لأحدهم يفتح باب غرفتها ويهتف بحب :
ـ عروستي وحشتينى أوى أوى أوى 
وقفت سريعاً بعد رؤيتها له و تركض إليه :
ـ بابا وحشتني أوى إنت رجعت بجد ولا بحلم
وضع يده على وجهها وهتف بهدوء وهو يرى عينيها متورمه من البكاء :
ـ أيوه رجعت يا حبيبتي إنتي كمان وحشتينى عامله إيه و ليه قاعده هنا لوحدك
نظرت للأسفل فهي لا تستطيع إخفاء أي شيء عنه :
ـ هاه أنا كويسه المهم طمني على جدو و عمتو أخبارهم إيه وليه رجعت بدرى
ليراوغها لأنه يعلم أنها تعاني حقاً بسبب بعد نزار عنها :
ـ هما كويسين أطمنى و بيسلموا عليكي في إيه احكيلى مالك من امتى بتخبي على بابا
جلست على الفراش لتهتف بدموع :
ـ نزار عرف كل حاجه يا بابا من وقتها وهو رافض يكلمني أو يسمعني اتهمني إني بفضل جسار عليه وإني مش بحبه
جلس جوارها وضمها بقوة كي تهدأ حتى لا تتعرض لصدمة مثلما يحدث معها حين تحزن بعد أن أخبرته سمية بما تعرضت له في مصر :
ـ معلش يا حبيبتي اهدي أنا هتكلم معاه و أفهمه كل حاجه وبعدين هو عارف مدي حبك له بس غيران علشان كده اتصرف بعصبية يعني إنتي مش عرفاه
تحدثت بوجع و حزن بسبب تخليه عنها :
ـ أول مره يكون قاسي عليا كده محاولش حتى يعرف اللي اتعرضت له أنا كنت محتاجه له أوى بس هو اتخلى عني محاولش حتى يعرف أنا عملت كل ده علشانه بس للأسف ضيعت كل حاجه
تنهد بتعب لأنه يعلم أن نزار سيثور على الكل بعد معرفته بالحقيقه ليتحدث بجدية :
ـ معلش اعذريه إنتي أكتر واحده عارفه وحاسه باللي مر بيه وعيشتى معاه كل ده لحظه بلحظه عصبيته بسبب إنه مش عارف يعملك حاجه ولا يقدر يتدخل وبعدين هو كمان زعلان من اللي حصل مش شايفه حالته عامله إزاى و واخد في وشه مع الكل
أردفت بدموع ووجع :
ـ أنا أول مرة أخاف منه هو عارف إني مليش غيره أنا قبلت بالوضع ده علشان أحافظ على حقه بس ضيعت حقنا سوا و اتظلمت من الكل
أخبرها بثقه و تأكيد :
ـ اهدي يا حبيبتي وأنا هشدهولك واجيبه لغاية عندك ندمان بعد ما يعرف الحقيقة ولا مش واثقه فيا
أجابته بهدوء و ثقه :
ـ أكيد واثقه فى حضرتك أنا مليش غيركم انتم الاتنين
تحدث باطمئنان كي يجعلها تهدأ :
ـ يبقي اطمنى وقومي كده خدي شاور وغيري هدومك و روقي و انزلي تحت على ما اجي و اهو نسهر كلنا زي زمان إيه رأيك
تحدثت بشك و قلق :
ـ تعتقد هيسامحني بعد كل ده
مسك يدها ونظر لها ليجيبها بجدية :
ـ أكيد طبعاً إنتي مش غلطانه ولا عملتي كده بمزاجك اطمنى أنا هفهمه
ـ أتمنى يا بابا أول مره أحس إني لوحدى
نظر لها وهتف بإرهاق :
ـ معقول تحسي كده وأنا موجود و المجنونه اللي تحت دي لأ ازعل بجد
تحدثت بجدية فهي لولا دعمهم لها لا تعلم ماذا كان سيحدث معها :
ـ بالعكس لولا وجودكم معايا كنت انتهيت من زمان
وقف ونظر لها بجدية :
ـ متقوليش كده يا حبيبتي يلا روحي غيري و انزلي مستنيكي تحت
حركت رأسها بالموافقة :
ـ حاضر يا حبيبي
تركها كي تبدل ملابسها وهبط للأسفل ليتحدث مع علياء ثم يذهب لرؤية نزار 
وجدها تجلس وحدها وهتف باستفهام :
ـ علياء قاعده لوحدك ليه
استيقظت من شرودها لتجيبه :
ـ هاه لأ مفيش بس فريدة بتلعب مع ميرا ف قولت أقعد استنى حضرتك
قرر أن يري ردة فعلها أولاً كي يكمل حديثه الذى قاطعه نزار بعد وصوله :
ـ نكمل كلامنا ولا إيه طيب
حركت رأسها بالموافقه :
ـ أكيد طبعاً أتفضل 
ارتشف من فنجان القهوة الذي أحضرته ميرا له قبل مغادرتها للحديقة مع فريدة كي تترك لهما المجال ليتحدثا بهدوء :
ـ اسمعيني يا علياء أنتم الاتنين ماشين عكس بعض زى قطرين ماشين على محطه عكس الاتجاه لازم تتقابلوا في نقطه معينه بس طول ما أنتم وخدينها عناد هتتعبوا
أردفت بجدية شديدة :
ـ هو صعب أوى ومش بيتفاهم معايا خالص حتى لو أنا مثلاً متعصبه هو مش يهدي الجو ويحاول يتعامل بهدوء لأ كأنه ما بيصدق يلاقي فرصه علشان يتخانق فيا ويطلع عقده عليا تعامله صعب أوى وناشف وكلامه حاد على طول ده حتى صباح الخير بيقولها ليا من غير نفس اللي هو كده مش عارفه ليه
كان يستمع لها بهدوء فهو يريد تحليل شخصيتها بهدوء :
ـ زى ما قولتلك قبل كده للأسف الظروف اللي مر بيها هى السبب في تغييريه بس مع الوقت هتشوفي شخصيته الحقيقية اللي مخبيها عن الكل
تحدثت بهدوء و تنهيدة :
ـ خلينا كده كويس هو في حاله وأنا في حالى حتى موضوع الشغل خلينى بعيد عنه
تحدث بمكر و تسلية :
ـ اللي سمعته عنك إنك عنيده إيه هتستلمي
أردفت بعدم فهم :
ـ هاه و ده إيه علاقته أنا مالى وماله علشان اعاند 
هتف باستفهام وهو يتابع توترها :
ـ مش هتكوني معاه في الشركة ولا إيه
تحدثت بعدم فهم وتعجب :
ـ أيوه بس ده إيه علاقته هو محامي هو كمان
تحدث بجدية شديدة :
ـ زين نائب رئيس مجلس الإدارة يعني هو المسؤول الفعلي عن الشركه و بما إنك محاميه  هتكوني مسؤوله عن قضايا الشركة و الشؤون القانونية فيها
أجابته بصدمه و قلق :
ـ قولتلي !!
ـ بلاش قلق أنا موجود معاكم
ـ أنا مطمنه بس بوجود حضرتك
ـ وأنا واثق فيكم و عارف إنكم سوا هتكبروا الشركة
ـ بوجود حضرتك معانا طبعاً حضرتك الأساس
ـ و أنا معاكم بس عاوز أرتاح شوية
ـ حقك طبعاً ربنا يخليك ليهم
تحدث باستفهام فهو يريد أن يعلم قرارها الأخير :
ـ يعني خلاص موافقه !!

الفصل الرابع عشر

ــــ تنهيدة حزينة ــــ

يقولون دائمًا أن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية لذلك سنعقد هذه الهُدنة التي تنص على ألا نتفق يكفي أن تمر بسلام فقط....

اتجه سليم للفيلا الخاصة ليجد نزار يجلس في الأسفل و يبدو عليه الغضب الشديد لينظر له بتنهيدة شديدة لأنه يعلم أن المواجهه معه ليست سهلة 
هتف بهدوء وهو يشير له باتجاه غرفة المكتب :
ـ نزار تعالى عايز أتكلم معاك
أجابه و هو يقف و يذهب خلفه للداخل :
ـ أتفضل 
جلس على الكرسي ليشير له كي يجلس مقابله وتحدث بجدية :
ـ ممكن أفهم في إيه و إيه حكايتك مع علياء أنا أول مرة أشوفك بتتعامل مع واحده بالشكل ده عارف إنك عندك عقده من جنس حواء بس مش بتتعامل كده معاهم ليه بقي اللي بيحصل دلوقتي ده
تحدث بجدية فهو بالفعل غاضب من الجميع :
ـ حضرتك شفت كلامها معايا غلطانه و مش عاوزه تعترف بغلطها لأ بقيت أنا الغلطان علشان اتعصبت لما عرفت عن إختفاء فريدة كنت عاوز أعمل إيه مش فاهم
أردف باستنكار بسبب طريقة تعامله مع علياء :
ـ تراعي إنها أم ومقهوره على بنتها يبقي تطمنها وتتكلم معاها بهدوء مش خناق و توصل إنها كانت هتمشي هي دي المسؤوليه والأمانة اللي سيبتهم لك المفروض إنك إنت الراجل يعني تقدر تتحكم في أفعالك عكسها هي لأنها ست و ضعيفه تايهه و خايفه المفروض إيه نقدر ده مش ننفعل و نتعصب عليها و نخوفها أكتر يا دكتور 
ليهتف بعناد و تحدّي :
ـ ولما ترد عليا وتتجاهل كلامي مستنى أسكت يعني بعدين أنا مش غلطان علشان تحاسبني بالطريقة دى
يعلم سليم جيداً أن التحدث معه بهدوء سيجعله يتأكد من أنه على صواب :
ـ لأ غلطان و أتكلم كويس وبعدين حتى لو هي غلطت متنساش إنها ضيفه هنا هي و بنتها مسؤوليتنا يعني كنت تقدر تستني لما اجي وتتكلم معايا وأنا هتصرف مش تروح تتعصب عليها و على الكل
تحدث بسخرية و استنكار :
ـ كل شوية ضيفه ضيفه دى هتبقى حجه بقى علشان محدش يتكلم معاها يعني
تعجب سليم من حديثه ويعلم أنه يخفي غضبه من فاطيما بالمشاجرة مع علياء ليردف باستفهام :
ـ في إيه يا نزار مالك أول مرة أشوفك كده واخد منها موقف جامد كده ليه ده إنت حتى مش تعرفها في إيه !!
ليتحدث بحزن حقيقي بسبب ما يمر به و إحساسه بالضعف :
ـ فيه إني اكتشفت إني اتخدعت من الكل .. كل واحد بيفكر في نفسه وبس مبقاش فيه حد بيخاف على غيره كله عاوز الفلوس وبس لكن إننا نخاف على بعض بالعكس بقينا نغدر ببعض أنا ليه عشت مش عارف
ليكمل وهو يقف وينظر بعيداً :
ـ أنا مش واخد موقف من حد بس فجأة لقيت كل شيء بيتفرض عليا مش من حقي أختار حياتي حتى عايش في الضلمة
سليم متفهماً لتخبطه و ألمه الذي يشعر به :
ـ و إيه علاقة ده بعلياء أنا بتكلم في مشكلة علياء مش المشكله التانيه بس أحب أقولك إن كل اللي حصل ده غصب عننا كلنا مش بايدينا نعرف نوايا كل واحد ولا نعرف المستقبل مخبي لينا إيه إزاى تقسي عليها بالشكل ده و إنت عارف إنها ملهاش غيرك
تحدث باستنكار واعتراض لما يحدث حوله :
ـ مبقتش عارف إيه الصح وايه الغلط جايين تفرضوا عليا واحده و هى مش متقبلة تتعامل مع أى حد و تقولوا غلطان خلاص أنا آسف مش هتعامل معاها تاني و بالنسبه للموضوع التاني أنا ماليش حق الرفض خلاص هى اختارت تتحمل نتيجة اختيارها
وقف خلفه وتحدث بهدوء وهو يضع يده على كتفه :
ـ إحنا مش فرضنا عليك حاجه ولا حد أظن الظروف هي اللي جابتها هنا لو وجودها مزعلك أوي كده هخليها هناك وبالنسبه لفاطيما عايز تفهمنى إنك هتقدر تسيبها كده زعلانه هتسيبها تواجه كل ده لوحدها من امتى القسوه دي
التفت له وتحدث بتحدي و يأس :
ـ برضه حضرتك مش فاهمني قلتلك أنا مش من حقي أعترض اللي عاوزينه اعملوه أما بقي فاطيما أنا موجوع منها كنت بتكلم معاها آخر فترة ليه رفضت تحكى للأسف فقدت ثقتي فيها
تنهد باستسلام لأنه يعلم مدى عناد نزار :
ـ مفيش فايده فيك براحتك وتعاملك معاها هيبقي في الشركه يعنى شغل وبس و الأحسن ماتتعملوش خالص وبالنسبه لفاطيما خافت عليك ومنك خافت لما تعرف تنزل مصر وإنت عارف معنى ظهورك إيه ده جزاءها إنها خافت عليك
أردف بسخرية و رفض شديد :
ـ ياترى إيه نتيجة خوفها هاه اتجوزت واحد بيكرهها كنت هقف قدام الكل لكن مش هقبل أي واحد يجي عليها أي كان هو مين
تحدث بتوتر لأن معرفة نزار بالحقيقة ستؤدي لاشتعال حر.ب شديدة بينه و بين جسار :
ـ مش جواز زي ما إنت فاهم ده مجرد ورقه وغير صحيحة لأنها بتوكيل يعني يتلغي في أي وقت 
هتف بعدم فهم وتعجب :
 ـ يعني إيه الكلام ده !!
أخبره سليم بما حدث وكان يستمع له بصدمه كيف استطاعوا فعل هذا بها ؟؟
المال !! لقد أصبح يبغض المال كثيراً هل الجميع أصبحوا يعبدون المال ؟؟
ما هذا يكاد يشعر بالجنون و الغضب يقسم أنه يريد رؤية جسار الآن للقصاص منه بسبب ما فعله مع الجميع و ليست فاطيما فقط 
ليهتف بصدمه و غضب :
ـ إنت بتقول إيه إزاى كل ده يحصل وأنا معرفش ليه خبوا عليا
سليم وهو يتابع غضبه الشديد :
ـ فهمت بقي هي خبت عليك ليه !! علشان خايفه عليك عارفه إنك لو عرفت هتنزل و ممكن ترتكب جنايه
أردف وهو يدور حول نفسه و يبتسم بسخرية :
ـ خبت علشان غبيه إزاي تسكت على الوضع ده هاه كده يعني هسكت ومش هرجع حقها تبقى متعرفش أنا مين .. وممكن أعمل إيه من النهارده اللي بيني و بين جسار حر.ب ومش هتخلص غير ما حقها يرجع ويندم على كل حاجه عملها معاها و مع الكل
وقف أمامه محاولاً تهدئته :
ـ أولاً أهدي كده ماينفعش العصبيه دي لازم تاخد الأمور بعقل علشان تعرف ترجع حقها وحق الكل أطمن حقكم هيرجع بس بالعقل والهدوء
ليردف بغضب و عناد :
ـ هدوء اللي زيه مينفعش معاه الهدوء اللي اتاخد بالقوه يرجع بالقوة يا بابا كنت بقول فاطيما بتكبر الحكاية لكن مش هسكت أكتر من كده
ليقرر اللعب على نقطة ضعفه :
ـ اللي في مصر هيتعاملوا معاه أطمن المهم فاطيما دلوقتى محتجالك أوى إنت عارف هي من غيرك ضعيفه إزاى معقول قدرت تقسي عليها لدرجه دى
ليتذكر محادثاته معها في السابق وطلبه أن تخبره بكل ما تعرضت له لكن كانت ترفض و تغير مجرى الحديث :
ـ علشان طلبت منها تحكي لكن رفضت و كانت إيه النتيجة سمحت لواحد ميستهلش ياذيها
نظر له وتحدث بجدية :
ـ خافت عليك يا ابنى ليه مش مقدر خوفها وبعدين خلاص اللي حصل حصل إيه هتقسى عليها إنت كمان و تظلمها معقول هتهون عليك
نظر للفراغ حوله وهو يشعر بالعجز :
ـ إيه المطلوب طيب دلوقتي
تحدث بمكر لأنه يعلم أن فاطيما تملك مكانه خاصه عنده و مهما ارتكبت من أخطاء دائماً يسامحها لكن هذه المرة قسى عليها كثيراً :
ـ معرفش أنا مش هجبرك على حاجه بس أكيد مش هتسيبها تعبانه و مانعه الاكل بقالها يومين ووشها تعبان وحزينه ودبلانه ومكسوره عادي هتاخد وقت وترجع أنا مش هجبرك على حاجه روح نام يلا لو هتقدر تنام و تسيبها كده قاعده مستنياك
أردف بعناد فهو حقاً اشتاق لها لكن لا يستطيع تجاهل ما حدث :
ـ يعني اتجاهل غلطها كده بسهوله
سليم بتنهيدة عميقة بعد أن بدأ يلاحظ تراجع نزار و هدوءه :
ـ محدش قال تتجاهل بس بلاش تقسى أتكلم معاها عرفها غلطها وإنت معاها مش تقاطعها
تحدث بعد تفكير عدة دقائق :
ـ حاضر هتكلم معاها ممكن تيجي معايا هناك
تحدث بجدية بعد أن أنهى الجزء الاول من النقاش :
ـ أكيد طبعاً طيب دي فاطيما بالنسبه لعلياء بقي إيه !!
ليهتف باستنكار :
ـ نعم إيه المطلوب دلوقتى
ليتحدث بهدوء ليري ردة فعله :
ـ هدنه هدنه صغيره معاها علشان خاطرى خلينا نعرف نعيش ونركز أنتم بالشكل ده مش هتعدوا ثانيه من غير خناق وكده مش هينفع
ليردف بتفهم بعد أن علم أنه سيتوجب عليه التعامل معها من أجل فريدة و فاطيما :
ـ حاضر يا بابا أي طلبات تانية
ليتجهان معاً للخارج للذهاب لرؤية فاطيما و التحدث مع علياء …... بعد تناول علياء و ميرا الطعام قررت ميرا أن تأخذ فريدة و يتجهوا للخارج كي تترك المجال لوالدها لإنهاء هذا الخلاف بينهم .... 
دق سليم الباب فهم لا يستطيعون الدخول مباشرة كالسابق ولا ينكر نزار أن هذا الأمر يسبب له بعض الإزعاج فتحت علياء الباب وتعجبت من وجود زين معه لتبتعد قليلاً كي يتجهوا للداخل 
هتف سليم بجدية:
ـ مساء الخير يا علياء
تحدثت بهدوء وهي تنظر بعيداً بتوتر بسبب عودة زين مرة أخرى :
ـ مساء النور يا بابا أتفضل 
أردف بهدوء وهو يتجه لغرفة الاستقبال :
ـ ممكن نتكلم سوا شوية إحنا التلاته
تعجبت من حديثه خاصة أنه يقصدها بالأمر :
ـ إحنا التلاته ؟! أممم أتفضل حضرتك أتكلم 
قامت بإحضار العصير لهم أولاً ثم جلست لتعلم ماذا يريد سليم منها وهل قبل زين بالهدنه بينهم 
نظر سليم لهم بهدوء وتحدث بجدية :
ـ مبدأياً أتمنى تسمعوا كلامي للآخر علشان الجو يهدي بين الكل قلتم إيه !!
أجابته علياء بتفهم فهي تريد العيش في سلام لقد سئمت من حياتها السابقة وعليها أن تفكر فى تأسيس حياة جديدة من أجل ابنتها :
ـ أتفضل 
تحدث بجدية شديدة لأنه يعلم أن القادم لن يكون سهلاً بل سيواجهون صعوبات في البداية لكن عليهم الاتحاد معاً كي يستطيعون إعادة ما سُلِبَ منهم :
ـ أنا محتاج للكل معايا في مهمتي علشان ننجح لازم نكون إيد واحده لكن المنافس هيشوف القلق بينا وقتها كلنا هنقع الأول كانت المجموعه في مصر ضهرنا لكن دلوقت الوضع اتبدل بقى مهمتنا ندعم الشركة الجديدة علشان تقف في السوق بسرعة أنا محتاج للكل حتى فاطيما و ميرا هيكونوا معانا ياترى معايا ولا نقضيها خلافات وتوتر بينا هنا
كانت علياء تشعر بأن هناك شيئاً غامضاً بسبب حديث سليم لتهتف بعدم فهم :
ـ مش فاهمه يعني إيه الوضع اتبدل في مصر و المجموعة بقيت كانت و شركة جديدة أنا مش فاهمة حاجة
أجابه نزار متجاهلاً حديثها :
ـ أنا معاك أكيد و هعمل أي شيء علشان أرجع اللي اتسرق 
أجابها سليم أولاً لأنه يعلم قوة العلاقة بينها وبين جسار :
ـ للأسف جسار أجبر فاطيما تمضي تنازل عن المجموعه و بقي هو المسؤول عنها وحالياً هنأسس شركة جديدة علشان محتاجينها لشغلنا في مصر وإلا كده نصفي الشركة هنا كمان و كل حاجه تضيع
كانت تستمع إلى حديث سليم بصدمة هو مخطئ أنه يتحدث عن شخص آخر وليس صديق طفولتها :
ـ نعم حضرتك بتقول إيه معقول جسار يعمل كده أنا مش قادره أصدق إنه إنه لا لا مستحيل لأ
تنهد بإرهاق لأنه يعلم أنها لن تصدق حديثه بسهوله :
ـ تقدري تسألي عمتك أو عمر وهما يبلغوكي باللي صاحبك عمله أظن مش هنكدب في حاجه زي دى و عندك فاطيما ممكن تسأليها لأنها رافضه تقول هددها بإيه
كانت تحرك رأسها برفض لحديثه لن تصدق أنه يفعل كل ما أخبرها به :
ـ صدقني جسار مش كده .. مش كده أنا أكتر واحده عارفاه أكيد في حاجه غلط عمره ما كان كده ولا أتصرف تصرف غلط ولا أذي حد مستحيل اللي بتقولوا ده مستحيل إزاى بس
قرر أن يجعلها تستيقظ فهي أيضاً لولا تدخل فاطيما كانت ستكون الآن في قبضة شفيق :
ـ لسه بتدافعي عنه بعد اللي عمله معاكي علياء أوقات بنتخدع في ناس كانوا بالنسبه لنا كل شيء أنا مقدر حالتك لاني عشتها زمان بس المهم نفوق بسرعة وإلا الوقت مش معانا إحنا بسبب جسار ممكن نخسر الشركة هنا كمان
كان نزار يستمع لها بغيظ بسبب دفاعها الشديد عن جسار :
ـ مش فاهم بتدافعي عنه كده ليه أي واحد بيضعف قصاد الثروه وللأسف ظهر على حقيقته وغدر بأقرب الناس له
نظرت لسليم بحزن وتحدثت بوجع :
ـ للأسف حضرتك بتطلب المستحيل صعب أنسي جسار أو اتخطاه بس إيه المطلوب منى ..ثم وجهت حديثها ل نزار :
ـ إنت تسكت خالص إنت تعرفه علشان تقول عنه كده هاه مش جسار اللي الفلوس تعميه و بكره الأيام تثبت ده أنا عارفه جسار أكتر من نفسه حتى إنما إنت لا تعرفه ولا عشت معاه علشان تتكلم عنه بالشكل ده سامع
بعد أن وجهت حديثها ل نزار تدخل سليم كي ينهي الشجار بينهما :
ـ علياء أنا مش طالب منك غير نكون إيد واحده وأنا مش هجبر حد يكون معايا اللي عايز أهلاً وسهلاً هتتجادلوا يبقي خلاص أنا هتعامل لوحدي من غير تدخلكم .. زين كفاية إنت مش عارف العلاقه بينهم إزاي أنا قلت نعمل هدنه والا أنتم الاتنين بره المجموعه
أردف نزار بغضب شديد :
ـ كويس إني مش عارفه وإلا لو كان موجود دلوقتي كنت قتـ.ـلته وخلصت عليه
تحدثت بجدية شديدة فهي لا تستطيع الوقوف أمام جسار :
ـ أنا فعلاً بره المجموعه أنا مش هنافس جسار حتى لو كان عامل إيه وبالأخص مع البنى آدم ده .. ثم قامت بالرد على نزار بغضب شديد فمن يكون هو كي يتحدث هكذا عن جسار :
ـ يبقي تسكت لغاية لما تبقي تقابله و أشوف شطارتك هتقـ.ـتله إزاى و وقتها هتلاقيني أول واحده بتقف في وشك
سليم متفهم موقفها :
ـ خلاص يا علياء مش هجبرك تكوني معانا ضده هتكوني مسؤوله عن أمور الشركة هنا وبس قلتي إيه 
نظرت لنزار لتشير له بعدم اهتمام وكأنها تؤكد له أنها لن تسمح له بالتعامل معها :
ـ لو مع حضرتك تمام موافقه بس بعيد عن ده
فهم سليم أنها تريد التشاجر مع نزار :
ـ بقول أمشي و كملوا خناق سوا أنتم الاتنين
ليتحدث نزار بضيق وغضب عارم :
ـ حضرتك مش سامع كلامها و دفاعها عنه كأنه قديس مش بيغلط هستنى منها إيه مش بعيد يكون عمل كده علشان تدخل بينا و تبلغه أخبارنا
هاجمته بقوه وتحدي لن تسمح لأحد بإهانة جسار حتى إن كان مخطئاً :
ـ إنت بتقول إيه إنت اتجننت إزاى تقول حاجه زي كده عني هو ده اللي حضرتك عاوزنى أشتغل معاه أنا لأول مره أشيل من جسار لانه السبب إني أكون هنا و أقابل واحد زيك إنت بجد .. حتى خساره فيك الوصف
وقف سليم وهتف بغضب لقد تأكد أن وجودهما معاً في مكان واحد سيكون بمثابة بركان قد يشتعل في أي وقت :
ـ أنتم الاتنين بعيد عن شغل الشركة الجديدة لما تبقي تهدى وتفكر بعقلك لكن للأسف علياء اختارت بإرادتها لكن أنا اللى هقرر مين هيكون معايا فيها للأسف أحب أبلغكم المجموعه مش هتنجح بالطريقة دى
تحدثت علياء بحدة :
ـ أنا مش عايزه أي حاجه تجمعني ب البني آدم ده أرجوك 
هتف باعتراض لقرار والده :
ـ بابا بتقول إيه أنا مش موافق لازم أرجع حقي اللي اتسرق
وقفت أمام نزار وتحدثت بعناد و دفاع عن صديقها :
ـ أسمع يااا أنا مش عارفه حتى إنت مين نزار ولا زين بس ما علينا جسار عمره ما أخد حق مش حقه جسار راجل والعيلة عنده رقم واحد جسار رمي نفسه في النار علشانى أنا و بنتى من وقت اللي حصل و في حاجه غريبه بتحصل معاه علشان كده أنا واثقه إن في حاجه ورا اللي جسار بيعمله ايه هي مش عارفه ومش هوضح هو عمل إيه و ليه دي حاجه تخصه هو اللي يقولها بس بعد ما أفهم باقي القصه مش هسمحلك تتكلم عنه بالشكل ده ولا تغلط فيه ولو فاكر إني ماليش مكان أو حد اروحله ببنتى تبقي غلطان أنا أقعد في الشارع ولا أسمح لك إنك تتعامل معايا بالشكل ده و تتهمنى كده وتقول على جسار كده سامع .. أنا أسفه يا عمي أنا مع حضرتك بس التعامل بينى وبينك بس مش مع البنى آدم ده خالص أو بلاش من الشغل خالص أنا كده كويسه هقعد الفتره بتاعتى هنا في فيلا عمتو لغاية لما الأمور تتحل و هرجع بلدي أنا أصلاً مش عايزه الشغل عن إذنك 
أردف باستنكار شديد :
ـ لما يستقوى على بنت لوحدها و ياخد حاجه مش من حقه يبقي راجل لما بياخد حاجه مش ملكه يبقي راجل بس هقول إيه واضح تفكيركم واحد و
قاطعه سليم كي لا يزيد الأمر تعقيداً بينهم :
ـ نزار كفاية أوى لغاية هنا البنات هيتنقلوا الفيلا التانية وإنت هتقعد هنا و إنتي يا علياء أظن اتكلمنا قبل كده اطمنى شغلك هيكون معايا أنا وكفاية بقى أنتم الاتنين
تحدثت برفض فهي لن تقبل أن تجلس مع زين في مكان واحد يكفيها الشركة فقط :
ـ لو سمحت أنا مش هسيب فيلا عمتو خليه هو في بيته أحسن يقعد قلقان إني طردته من بيته و امضيكم على تنازل ماهو تفكيرنا واحد بقي وطماعين و الفلوس بتعمينا
ليتحدث بنبرة حزن و اشتياق :
ـ أطمنى أنا هكون مرتاح أكتر وسط ذكرياتي مع أهم الأشخاص في حياتي
رفضت علياء رغم رؤيتها لنظرة حزن في عينيه لا تعلم سببها وتقسم أنها تتعامل مع شخص غامض :
ـ لأ شكراً 
سليم بتعب من هذه المناقشة :
ـ علياء أنا اتكلمت معاكي في النقطه دى أول يوم ولا نسيتي و اطمني هو بيحب الفيلا هنا أكتر من أي مكان
أصرت على موقفها فهي لن تقبل أن تكون مع نزار فى مكان واحد :
ـ معلش أنا مرتاحه هنا لو سمحت
قرر أن يتركهم يتحدثوا معاً ويصعد لرؤية فاطيما :
ـ أنا هشوف فاطيما محتاج أتكلم معاها لوحدنا
أردف بهدوء :
ـ هترفضي طلبي يعني
تعجبت من صعود نزار في وجود سليم لكن هذا ليس الوقت المناسب للتحدث فى هذا الأمر :
ـ اعذرني غصب عني خصوصاً بعد اللي حصل وقاله
هو يريد أن تقترب علياء من نزار كي ينهوا هذا الخلاف الدائم بينهم :
ـ أنسى اللي سمعتيه مع الوقت هتفهميه كويس و هناك هكون مطمن عليكم أكتر وعاوز فريدة تكون معايا
كانت تفكر في سر العلاقة بينه و بين فاطيما لتردف بهدوء :
ـ مش عايزه أفهمه ولا أشوفه تانى كل واحد يقولى هو مش كده هو مش كده هو حقيقي غريب وأنا مش نقصاه ده بنى آدم فظيع لا يطاق دماغه متركبه بالعكس ده ده بجد .. أسفه بعتذر نسيت إنه ابنك بس بجد عصبنى آسفه بعتذر منك
تحدث بإرهاق وقد تأكد أن الفترة القادمة ستكون عصيبه :
ـ أنسى اللي حصل هو هيقعد مع نفسه دلوقتي و يهدي
تحدثت بعد اهتمام :
ـ مش فارقه بعد اللي قاله هروح أشوف فريدة
ليردف بهدوء و جدية:
ـ طيب هتقعدوا هنا فترة وبعدين لينا كلام تاني
ـ تمام عن إذنك 
هتفت بهذا الحديث متجهه للخارج لتبحث عن فريدة ليتجه هو للفيلا الخاصه به 
❈-❈-❈
وقف عدة دقائق أمام باب الغرفة ليدق عليه ثم قام بفتحه وهتف بهدوء قبل دخوله :
ـ ممكن أدخل
كانت تظن أنها تتخيل أنه صوته لتتحدث بعد رؤيته يدخل :
ـ نزار !! أكيد طبعاً أتفضل 
دلف ووقف أمام فراشها ليتحدث :
ـ أخبارك إيه دلوقت
أردفت بحزن و هي تنظر له بتوسل كي يغفر لها :
ـ إنت شايف إيه !!
نظر لها بهزيمة و انكسار :
ـ شايف إنك كسرتيني قدام واحد زى جسار لا قادر أواجه و أجيب حقك ولا أسكت جوايا نار .. ممكن نتكلم بره بعيد عن الفيلا عاوز أفهم منك إنتي مش حد تاني
وقفت أمامه ونظرت له بدموع :
ـ حاضر هجهز وأنزل .. بس غصب عني .. أنا مكنتش أعرف غير بعد ما جدو خلص كل حاجه و خفت أقولك إنت مش عارف أنا كنت عايشه إزاى هناك أنا كنت بموت كل دقيقة أنا ما صدقت رجعت هنا وبقيت معاك تقوم تقسي عليا و تبعد عني
اقترب منها ليمسح دموعها و هتف بندم :
ـ بعدت علشان كنت مصدوم لما عرفت كنت بتكلم معاكي كل يوم لو كنتى قلتي كنت هحا.رب الدنيا كلها علشانك ومش مهم النتيجة أنا فشلت أحافظ على الأمانة اللي شيلتها
تحدثت بجدية بسبب خوفها الشديد عليه :
ـ علشان كده سكتت خفت عليك علشان عارفه إنك لو عرفت هتنزل والنتيجه هتبقي كارثه و خسارة وأنا معنديش استعداد أخسرك أرجوك بلاش تبعد عني تانى أنا من غيرك اموت
ليهتف باستفهام و عتاب :
ـ سكوتك كان صح يعني يلا هستناكي تحت نكمل كلامنا بره
نظرت للأرض وتحدثت بتوتر :
ـ يعني خلاص مش زعلان
ليردف بهدوء وهو يضع وجهها بين يديه :
ـ أنا امتى زعلت منك هاه
ضمته بقوة الأن فقط استعادت قوتها :
ـ وحشتني أوى أوى يا نزار 
قبل جبينها وهتف بصدق حقيقي :
ـ و إنتي وحشتيني أكتر يا حبيبتي
هتفت بحماس و سعادة :
ـ هنروح فين بقي !!
قرر أن يذهبا للمكان الذي كانا يذهبان إليه في الصغر مع والديهم :
ـ مكان هيعجبك و بتحبيه
أردفت بسعادة بعد أن علمت مقصده :
ـ ثوانى و هكون جاهزه
تركها وهتف بهدوء وهو يغادر :
ـ يلا هجهز العربية بلاش تأخير أو هاخد ميرا
تركها تبدل ثيابها واتجه ليجهز سيارته أشارت له ميرا لينظر لها بغيظ بعد دقائق قليلة كانت فاطيما تجلس معه في السيارة متجهين للمطعم لاحظت أنه قد تم به عدة تغييرات ليطلب لهم القهوة وقبل أن يتحدث معها أتاه اتصال ليقرر أن يتحدث بعيداً عنها .. كانت تجلس و تعيد بعض الذكريات الخاصه بها لتتفاجيء بوجود كِنان أمامها نظرت له بصدمه و توتر خاصة بعد رؤيتها ل نزار يقترب منهم 
هتف بتعجب بعد رؤيته ل كِنان يتحدث معها :
ـ إنتم تعرفوا بعض منين !!
تفاجئ كِنان من وجود نزار فهما لم يلتقيا منذ فترة ليهتف باستفهام :
ـ نزار بتعمل إيه هنا ؛ و منين تعرف فاطيما !!
ليجيبه ومازالت معالم التعجب تبدو عليه :
ـ فاطيما تبقي قريبتي عاوز أفهم بقى تعرفوا بعض إزاي !!
تحدثت فاطيما بتوتر فهي لا تريد أن يعلم أحد عن ما تعانيه :
ـ هاه مفيش دكتور كِنان كنت روحت كشفت عنده قبل كده بس .. أعرفه من وقتها إنت بقي تعرفه منين
يعلم أنها تخفي عنه أشياءً كثيرةً وهذا سبب غضبه منها :
ـ تكشفي ليه إنتي تعبانه ولا إيه وليه مقولتيش !!
أجابت بنفي و قلق :
ـ  هاه لأ مش تعبانه أطمن ده من قبل كده زمان يعني من فتره طويله
كان يتابع توترها و قلقها الشديد ليزيد الشك داخله :
ـ قبل كده امتى و إنتي واصله من أسبوع مخبيه إيه تاني !!
تدخل كِنان بعد أن علم أنها لا تريد أن تخبر أحداً عن مرضها :
ـ نزار أهدى هى حالياً كويسه بس تلتزم بالأدوية
كانت تتحدث بعدم تركيز :
ـ لأ قبل السفر بكتير أنا أنا أنا كويسه والله دلوقتي صح يا دكتور كِنان
كان يتحدث بضيق و تنهيدة :
ـ بقيتي واحده تانية و بتخبي كأنى بتعرف عليكي لأول مره
تحدث کِنان بجدية بعد أن شعر بقلق نزار الشديد عليها :
ـ صدقني هي دلوقتي أفضل بلاش القلق ده
أردفت فاطيما بهدوء :
ـ أطمن أنا دلوقتي بقيت كويسه 
وقف كِنان بعد رؤيته لأصدقائه و هم قادمون :
ـ مضطر أمشى دلوقتي علشان هقابل أصحابي أشوفك بعدين
ليتحدث بجدية وهو يودعه :
ـ لازم نتقابل في أسرع وقت
رحل كِنان و ظل نزار ينظر ل فاطيما بعض الوقت لتهتف بتوتر :
ـ نزار 
أجابها بجدية وهو يتابع قلقها :
ـ نعم !! عاوز أعرف إنتي مين !!
تحدثت و هى تنظر بعيداً عنه :
ـ أنا فاطيما حبيبتك هو بس كنت تعبت قبل كده و روحتله أنا كويسه دلوقتى صدقني .. نزار كفايه إني هنا معاك دي حاجه لوحدها قادره تخليني أسعد واحده في الكون
وقف أمام البحيرة كي يتنفس بعمق شديد :
ـ حبيبتي كانت كتاب مفتوح قدامي كنت بفهمها من غير كلام لكن اللي قدامي دلوقت واحده تانية كل شوية الاقي لغز جديد يفاجئني فيها
وقفت خلفه وعينها ممتلئة بالدموع :
ـ ليه بس لأ مفيش ألغاز أنا زي ما أنا بس صدقني الظروف هي اللي بتجبرنا نتغير تفتكر بعد كل اللي شوفته و عيشته ده هبقي زي ما أنا .. نزار أنا ماليش غيرك متبعدش عني أرجوك 
التفت لها وهتف وهو يمسك يدها بغيظ :
ـ ليه مقولتيش من الأول و سمحتي لهم يوصلوكي للمرحله دي
تحدثت بدموع و ندم :
ـ غصب عني فكرت إني هقدر أساعد جدو و و و اغيره و ارجعه زي ما كان بس فشلت طلع خاين ومش بيحبنى كسر.ني و دمـ.ـرني قضى عليا  يا نزار قتـ.ـلنى باللي عمله 
ليتحدث بكره و حقد حقيقي :
ـ صدقيني هحاسبه على كل اللي عمله معاكي قريب مش هسيب حقك
أومأت برفض بسبب خوفها عليه فهي لا تستطيع خسارته لم يتبقى لها أحد غيره :
ـ لأ أنا مسامحاه و مش عايزه حاجه بلاش تورط نفسك علشان خاطري أنا خلاص مبقاش ليا غيرك دلوقتى
ليجيبها بتنهيده و غيرة شديدة :
ـ برضه بتدافعي عنه بعد كل ده مش قلتلك إنك بتحبيه أكتر من أي شخص لو ها تتنازلي عن حقك أنا لا
مسكت يده بخوف :
ـ لأ انا مش بدافع عنه أنا خايفه عليك نزار أنا ماليش غيرك مش عايزه أخسرك أرجوك .. أنا معنديش اغلى منك هو ميفرقش معايا إنت بس اللى تفرق معايا علشان خاطري بلاش خلينا نعيش في سلام وهدوء هنا أرجوك 
ليتحدث بجدية و غضب :
ـ يبقي متقفيش فى طريقي و سبيني أرجع حقنا لو أنا مهم عندك زى ما بتقولي
اقتربت منه وتحدثت بتوسل :
ـ حاضر اللي تشوفه المهم متبقاش زعلان مني ولا تبعد عني ممكن
ليهتف بجدية وهو يتجه بها للطاولة مرة أخرى ليكمل حديثه :
ـ لما أعرف مخبيه إيه تاني و تحكي اللي حصل معاكي في مصر
أخبرته بكل ما حدث معها من البداية حتى لحظة سفرها فهي كانت بحاجه شديدة له لأنه فقط من يستطيع فهمها :
ـ بس ده كل اللي حصل خلينا ننسي بقى اللي حصل ونفكر في حياتنا اللي جايه سوا
كان يستمع لها بصدمه لقد وضعوها في المنتصف كي لا تستطيع الفرار :
ـ يعني اتعرضتي لكل ده و سكتي إزاي قبلتي بالوضع ده هاه .. كل ده علشان الفلوس
تحدثت بإرهاق و تعب :
ـ قولتلك سكتت و اتحملت علشان أساعد جدو و أحاول أغيره و أرجعه زي الأول بس خلاص هو دمـ.ـرنى و أخد كل حاجه خليه يشبع بالفلوس واللي معاه خلينى أنا هنا معاك وفي مكانى المفضل .. أنا هنا احسن وأفضل ألف مره عايزه أنسي كل اللي فات يا نزار عايزه أنسي
أردف بجدية شديدة :
ـ إنتي عارفه جدك و جسار تفكيرهم واحد الثروة و الفلوس مش مهم بقي أي شيء تانى يعملوا أي شيء علشان الفلوس ومش مهم مين هيدفع التمن
قررت إنهاء الحديث في هذا الأمر فهي حقاً تريد بدء حياة جديدة خاصه بها :
ـ بلاش نتكلم عنهم خلاص مش عايزه أسمع أي حاجه عن مصر تخصه أنا مش عايزه حاجه غيرك إنت و بابا سليم و المجنونه ميرا
لاحظ جدية حديثها ليجيبها بهدوء :
ـ و أنا معاكي مش هقبل تبعدي تاني مهما كانت النتيجة
ابتسمت له بهدوء وتحدثت :
ـ حبيبي يا نزار وأنا خلاص مش عايزه حاجه ولا حد تانى بعدك إنت كل ما ليا
ليهتف بجدية وتحذير :
ـ بس توعديني متخبيش حاجه تاني المره الجاية مش هسامح
ارتشفت من كأس العصير وتحدثت بارتياح بعد أن شعرت أنه غفر لها :
ـ حاضر أوعدك كفاية بقي بلاش زعل
أردف بجدية فهو يريد أن يساعدها فى تخطي الأمر :
ـ قوليلي ناويه على إيه طيب و بتفكري في إيه !!
وقفت كي يسيران معاً في الحديقة :
ـ مش عارفه بس عايزه أعيش حياتى ابنى مستقبلي عايزه انجح يكون ليا هدف أشتغل و أتعب لغاية لما أوصل عايزه ألاقي نفسي يا نزار أرجع اللي باقي مني
ليقبل جبينها و يهتف بهدوء :
ـ أنا معاكى في أي قرار المهم تكوني قوية مش عاوز أشوفك ضعيفة وأنا موجود
ابتسمت له و تنهدت بعمق شديد :
ـ بوجودك معايا يا حبيبي هكون أقوي واحده
كانت تشاهد الأطفال في الحديقة لتتذكر طفولتها انتبه لها ليقرر أن يفاجئها :
ـ فاكره الدار اللي كنتى عاوزه تشتريها علشان تكبري شغلك فيها بعيد عن المجموعة
تذكرت دار الأزياء التي أرادت شرائها قبل ذهابها لمصر لكن تراجعت بعد إلحاح جدها عليها للسفر كي تكون معه :
ـ أه طبعا فكراها ولسه عند رأيي عايزه اشتريها
نظر لها ليرى ردة فعلها بعد أن تعلم بالأمر :
ـ الدار بقت باسمك خلاص تقدري تبدأي فيها من دلوقتي لو تحبي
نظرت له بتعجب وظلت صامته لحظات لتدرك ما أخبرها به :
ـ إنت بتقول إيه إنت قصدك إنك لأ بلاش هزار .. بجد يا نزار
ليأخذها و يغادران للذهاب لرؤيتها :
ـ تحبي تشوفي بنفسك
كانت تتحدث بسعادة عارمة :
ـ أنا بجد مش عارفه أقولك إيه أنا بحبك أوى أوى أوى أكتر من أي حد في الدنيا دي 
ليهتف بحب وهو يتجه معها للسيارة كي يذهبان لرؤية الدار : 
ـ وأنا محبتش غيرك إنتي بنت قلبي 
كانت سعيدة جدا فهي طالما تمنت أن تؤسس داراً لتصميم الأزياء خاصة بها بعيداً عن المجموعة وأخيراً تحقق هذا الحلم تحدثت مع العمال و أخبرتهم أنهم سيظلون معها ليشكروها بقوه ثم عادوا للمنزل معاً
❈-❈-❈
كانت ميرا تجلس مع فريدة في الحديقة لتركض ميرا إليهم  لتتجه للداخل مع فاطيما لمعرفة ما حدث بينها وبين نزار بينما سليم يراقب ما يحدث من نافذة غرفته ليرسل رسالة كي يطمئن سمية أن الوضع بات مستقراً وظل يفكر في علاقة نزار و علياء عليه إيجاد حل سريعاً لينام بسبب أحداث هذا اليوم الصعب .. انتبه نزار لفريدة تجلس وحدها ليتعجب في البداية اقترب منها وجلس جوارها 
ليهتف بهدوء وهو يشاهدها تجلس حزينة :
ـ فريدة
أجابته بحزن وهي تنظر للأرض :
ـ أيوه 
تنهد بهدوء وقلق :
ـ زعلانه ليه
أردفت بدموع وهي تنظر له :
ـ علشان إنت مش بتحبنا زي بابا جسار
لا يعلم ما سبب تعلقه الشديد بها منذ اليوم الأول حتى دموعها أصبحت تجعله يشعر بالحزن :
ـ ليه بتقولي كده أنا بحبك أوي
ابتعدت عنه وهتفت باعتراض :
ـ لأ مش بتحبنى لو بتحبنى مش تزعق لماما وتخليها تعيط كتير كتير
كانت علياء تعد الشطائر في المطبخ لفريدة و معها الحليب أيضاً شعرت بالقلق عليها لتخرج من باب المطبخ لرؤيتها سارت بخطوات بطيئة كي لا ينتبهان لها خاصة بعد أن استمعت لصوت زين و هو يتحدث معها لتقف خلف الشجرة وهي تشعر بالغضب من حديثه 
ليردف بجدية و هدوء :
ـ طيب ينفع ماما تزعق و تغلط فيا
أشارت علياء لنفسها بصدمة بعد أن استمعت لحديث نزار لتجيبه فريدة بطفولة :
ـ لأ مش ينفع بس هي أكيد مش تقصد وبعدين هي كانت تزعق لبابا جسار بس مش كان بيسيبها زعلانه و بتعيط كده كتير كان بيجي يصالحها بسرعه
تحدث بهدوء وهو يحملها لتجلس على قدمه :
ـ حبيبتي إنتي لسه صغيرة بعدين أى اتنين بيتخانقوا و يتصالحوا بس في أوقات لازم ناخد موقف علشان اللي غلط مش يكرر الغلط تاني صح ولا غلط
أجابته بدموع و عتاب :
ـ أه صح بس يعني كده هتسيبها زعلانه و بتعيط كده كتير صالحها علشان خاطري
ليجيبها بهدوء وهو يضمها بحب :
ـ لا هتكلم معاها كفاية عياط بقى علشان عندى لكي مفاجأة بكرة
تعجبت علياء من شخصيته و تعامله مع ابنتها لتنتبه لحديث فريدة :
ـ بجد إيه هي !!
تحدث بهدوء وهو يقبل جبينها :
ـ هنروح سوا مدينة الألعاب أنا و إنتي 
لكنها هتفت باعتراض :
ـ و ماما عايزه ماما تكون معانا
ليعلم حينها أنها عنيدة و مشاغبة مثل والدتها :
ـ ماشي ناخد ماما و ميرا و فاطيما معانا
قررت علياء أن تعود للمطبخ سريعاً كي لا ينتبها لوجودها
ـ ماشي خلاص بس تصالح ماما الأول
تنهد بهدوء و جدية :
ـ طيب لما هشوفها هنتكلم
تحدثت ببراءة وهي تشير للداخل :
ـ هي جوه بتعمل ليا أكل
وقف ونظر لها :
ـ طيب الصبح هتكلم معاها علشان تعبان وعاوز ارتاح قلتي إيه 
لتجيبه بابتسامه و سعادة :
ـ ماشي خلاص
أشار لها كي تتجه للداخل كي لا تظل وحدها في هذا الوقت خاصة بعد دخول ميرا مع فاطيما :
ـ يلا ادخلى جوه بلاش تقعدي لوحدك هنا
أومأت بموافقة وهي تتجه للداخل و أرسلت له قبله في الهواء :
ـ حاضر 
اتجه للفيلا بعد أن اطمأن أنها أغلقت الباب خلفها وظل يفكر في أحداث اليوم وسط تعجبه من دفاع علياء الدائم عن جسار وقرر معرفة نوع العلاقة بينهما .. عند علياء كانت تتابع سعادة ابنتها رغم توتر علاقتها مع نزار و تعلقها الشديد ليذهبا لغرفتهم قررت انتظار فريدة حتى تنام وتذهب للتحدث مع فاطيما للتأكد مما استمعت له من زين وهل حقاً جسار جعلها تتنازل عن الشركة ؟؟ 
تشعر بأن هناك شيئاً غريباً يحدث ولكن لا تعلم ما هو ...
بدلت فاطيما ملابسها و جلست على الفراش جوار ميرا التي هتفت بتعجب : 
ـ يا سيدي يا سيدي إيه الانبساط ده كله عملتوا إيه احكيلى
تحدثت بتنهيدة عميقة  :
ـ خلاص مش زعلان اتكلمنا و عملي مفاجأة حلوه
لتجيبها بغيرة و حماس :
ـ طبعاً هو عنده كام فاطيما بس إيه هي المفاجأة دي
أغمضت عينها وتحدثت بابتسامه :
ـ عارفه دار الأزياء اللي كنت قلتلك عليها قبل ما أسافر مصر
لتتذكر حديثها قبل سفرها لمصر عن هذه الدار :
ـ اه فكراها مالها
ـ اشتراها ليا
وقفت وهي تنظر لها بتعجب :
ـ بجد !!
ـ أيوه أنا مش مصدقه لغاية دلوقتى
ـ ولا أنا بجد فرحتلك طول عمرى بحب مفاجأته ليكي أوى بتبقي حاجه تجنن طبعاً هتاخدينى معاكي وأول تصميم ليا
أجابتها بهدوء و تفكير :
ـ أكيد طبعاً معايا بس نقنع بابا لأنه عاوز نكون معاه في الشركة هحقق حلمى اللي ضيعته وهبني مستقبلي زى ما كنت بحلم
لتتحدث بحيرة وقلق :
ـ هاه وهنسيب علياء ونزار لوحدهم في الشركه مع بابا دول يجننوه وبعدين بابا مش هيرفض أكيد لأنه عايز يشوفك بتتقدمى دايماً
تحدثت فاطيما بتنهيدة :
ـ بس هو محتاج وجودنا معاه بقول تكملي معاهم وأنا هكون معاكم و في الدار
لتتحدث بسخرية و استنكار :
ـ لأ خليني بعيد عنهم دول مجانين بس هبقي أتابع مع بابا
تحدثت بجدية :
ـ متقلقيش بعدين الدار هتكون مرتبطه بالشركة يعني هكون معاكم
ـ ماشي ربنا يستر منهم
أردفت فاطيما بحب حقيقي :
ـ أنا بحب نزار أوى يا ميرا هو سبب إني أتحمل كل عذاب الفترة اللي فاتت
ـ وهو كمان بيحبك أوي إنتي مش شوفتيه كان قلقان إزاى عليكي 
في هذا الوقت كانت علياء متجهه للتحدث مع فاطيما لمعرفة الحقيقة منها لتقف مصدومه بعد أن استمعت لحديثها الأخير
لتهتف بهمس :
ـ بتحبه إزاى !! 

تعليقات



<>