رواية معدن فضة
الفصل السابع7
بقلم لولي سامي
من شدة تمسكهم بأخطائهم اختلجت روحي حتي ظننت أنني المخطأ .
وصلت ميار بيتها وجدت حماتها تنتظرها بفارغ الصبر ويبدو على وجهها الضيق ألقت عليها ميار السلام بتوتر واضطراب / السلام عليكم ازيك يا خالتي؟
حمدية (ام حسن) بوجه مقتضب ألقت حديثها كله بسرعة في وجه ميار ولم تعطيها منحة الرد قائلة بلهجة تهكمية / اهلا يا اختي ،كل ده كنتي فين ؟ بتطلعي من المدرسة الساعة ٢ تكوني هنا ٢ ونص لكن دلوقتي ٣ ونص كنتي فين كل ده؟ ولا انتي مش عارفه انك متجوزة وليكي بيت ومسؤوليات؟ ولا انتي محتاجة حد يشكمك يا بت؟
أغمضت عينيها ميار محاولة ابتلاع الإهانة فيكفيها ما قابلته اليوم ثم أخذت نفس عميق وحاولت أن ترد على حماتها ببعض الهدوء / حقك عليا يا خالتي كنت بتمشي بس مع واحدة زميلتي بقالي مدة متمشتش معاها، ولسه يعني الساعة مجتش ٣ ونص...
اقتطعت حمدية باقي حديثها قائلة بعصبية/ انتي بتكدبيني ولا ايه ؟ وكمان ايه بتتمشى ده؟
اه يا اختي وماله انتي تتمشي وتتمرقعي وسايبة بيتك وجوزك من غير اكل، يالا انجري اعملي الاكل ولما جوزك هيجي هقوله.
استدارت ميار لتذهب الي شقتها محاولة الفرار من براثن حماتها ولكن استوقفتها حماتها سائلة باستنكار / رايحه علي فين أن شاء الله انتي هتعملي الاكل هنا.
نطقت ميار بدون أن تلتف لها/ حاضر يا خالتي هطلع بس اغير هدومي وانزل على طول.
وانطلقت تهرول على الدرج حتي وصلت الي شقتها ودخلت ثم أغلقت الباب واستندت عليه من الداخل ثم اطلقت لدموعها العنان وانتحبت حتي شعرت بالاختناق ولم تستطع التنفس ذهبت الي دورة المياة غسلت وجهها ثم توجهت لغرفتها لتغيير ملابسها وعند وقوفها أمام المرآة وضعت يدها على السلسلة وحركت رأسها يمينا ويسارا موبخة ذاتها، ثم إزالتها من على جيدها وقررت عدم ارتدائها مرة أخري وعدم وضع العطر الذي جلبه لها چواد ذات يوم لأنها اعتبرت ذلك خيانة وليس هي من تخون مهما كانت الظروف ووضعتهم بصندوق صغير جدا ثم وضعتهم باخر درج بالكوميد الخاص بها وذهبت لتعد الطعام لزوجها وحماتها واخت زوجها اللاتي لم يفعلن شيئا غير النوم والتزين والتلفاز والقيل والقال على خلق الله فهبطت للاسفل متجهه الي المطبخ مباشرة داعية ربها أن يشغل عنها حماتها ويكفيها شر لسانها.
كانت تقف على البوتجاز تطهو الطعام واقدامها وظهرها تؤلماها من كثرة المجهود وأثناء طهو الطعام بدأت بترتيب المنزل وحماتها واخت زوجها يشاهدون التلفاز ويتغامزن عليها حتى حضر حسن من العمل وكانت الساعة قاربت على الخامسة فدخل كعادته جائع قائلا / السلام عليكم ازيك يا اما ازيك يا غادة الاكل بسرعة يا ميار واقع من الجوع.
ميار بطاعة وهي ذاهبه للمطبخ/ حاضر يا حسن عشر دقايق بس وكله يبقي جاهز ،اطلع غير واتشطف عقبال ما اخلص
وجدت حمدية فرصتها فابنها جائع وزوجته لم تعبئ بمجهوده فقالت مستهزأة/ اهلا يا ابني ازيك يا حبيبي تعالي ارتاح عقبال ما المحروسة تخلص اكل اصل الهانم اتاخرت عقبال ما رجعت من الشغل النهارده.
اقتضب حاجبي حسن ووجه نظره الي والدته وجلس بجوارها يسألها/ اتاخرت ازاي يعني مش جت في ميعادها؟
حمدية وهي تتدعي الطيبة/ لا يا ابني أصلها قالت تتمشي مع صاحبتها شويه فبدل ما تيجي الساعة ٢ ونص جت على أربعة، وماله حقها تدلع برضه.
كنت أنا واختك خلصتلها تجهيز الاكل علشان لما تيجي تعمله يبقي سهل عليها فهتلاقيه لسه مستواش يعني.
انتفض حسن من مجلسه ونادي علي ميار بصوت افزعها فخرجت ميار مسرعة من المطبخ ترتعد / أيوة يا حسن بتزعق ليه؟ لو بتسأل عن الأكل خلاص والله قربت اخلص.
انقض حسن عليها قاطعا المسافة القصيرة بينهم بخطوة واحدة وامسكها من شعرها أمام والدته وكانت غادة بإحدى الغرف فخرجت أخته من غرفتها على صوته العالي وهي تنظر لها بكل شماته وفرحة هي ووالدتها فقام حسن بضربها عدة صفعات على وجهها ثم قام باستجوابها قائلا بعصبية حادة/ كنتي فين يا بنت الك.لب؟ ومين اللي بتتمشي معاها ده؟ ورحتوا فين؟
ميار ببكاء وصراخ محاولة تخليص ذاتها من يداه قائلة باستجداء / ااااه يا حسن سيب شعري حرام عليك ،
ده ماسة صاحبتي انت عارفها والله ما روحت في حته داحنا روحنا مشي بس، اااه يا حسن حرام عليك انا معملتش حاجه غلط سيبني بقي.
حسن وهو يضربها على كتفها ووجهها ممزقا شعرها بيده قائلا /معملتيش حاجه غلط؟
اكمل تعنيفه بها وهزها للامام والخلف حتى خارت قواها وشعرت كأنها قطعة قماش بالية واردف مكملا/ انك تتمشي وتتأخري عن البيت من غير ما تقوليلي تبقي معملتيش غلط؟ ثم بدأ بوضع شروطه عليها قائلا/ تخرجي من الشغل ٢، نص ساعة بالظبط تكوني هنا سامعة ولا تقعدي منه خالص؟
ميار بانتحاب وصوت متقطع من البكاء حاولت مسايرته بالحديث حتى لا يزيد من ايذائها فقالت بتلعثم من كثرة البكاء /سامعه......... سامعه يا حسن.
اكمل حسن أوامره بطريقة فظة منتهز خوفها وارتعادها منه قائلا/ وارجع الاقي الاكل جاهز ،والبيت يشف ويرف وامي متعملش حاجه سامعه ولا اكمل عليكي؟
ميار وهي تحاول استخراج شعرها من بين يده/ سامعه يا حسن سامعه خلاص والنبي.
نفضها حسن بعيدا عنه وكادت أن تقع لولا أنها اصطدمت بالحائط من خلفها ليكمل حديثة الأرعن قائلا/ يالا غوري عقبال ما اغير لو الاكل مجهزش هكمل عليكي، ويا ويلك مني.
ثم ذهب صاعدا لبيته ليغير ملابسه بينما هي دخلت الي المطبخ لتسرع من الانتهاء بعمل الطعام وجلست بالخارج ام حسن وغادة أخته بكامل الانتشاء والفرحة فهم يروا هدوءها وضعفها مادة دسمة للاستمتاع بازلالها.
انتهت ميار من اعداد الطعام ووضعته على المائدة وحضر حسن ليجلس وتجلس والدته واخته وعند جلوس ميار عنفها ونهرها/ انتي رايحه فين انتي ملكيش اكل معانا النهارده اطلعي استنيني فوق يالا.
وقفت ميار مصدومة مما قاله وقد تمنت لو انشقت الأرض وبلعتها ثم هرولت الي شقتها وهي تشعر بكسرة الخاطر لتتحمل أكثر من طاقتها أطلقت لقدمها العنان ودخلت شقتها ثم غرفتها فاليوم كان غير عادي وأحداثه مرهقه لها جسديا ونفسيا ظلت على حالها تبكي وتنتحب وتستغفر ربها لعل ما يحدث لها جزاء اخطاء لها حتى ذهبت بسبات عميق لتستيقظ فازعة على .......
...........................................
وصلت ماسه منزلها لتسلم على والدتها وتخبرها أن مقابلة اليوم لم تتم.
نعم فهي تخبر والدتها بكل شئ وتتخذ والدتها صديقه لها كما أخبرت والدتها بسبب عدم إتمام المقابلة وحزنت جدا على حال ميار ودعت لها بصلاح الحال.
ثم دخلت ماسه حجرتها لتحاول الاتصال بميار للاطمئنان عليها ولكن لم تجد إجابة فقلقت واضطرت الاتصال بمحمد لربما تطمئن منه عليها وحينها كان محمد جالسا على الأريكة يشعر بقلة حيلته تجاه أخته ويشعر بالاختناق تجاه حالها وأنه ليس بيده شئ حتى أنه امتنع عن الطعام حزنا على حالها وحاله صديقه ودعا لهم براحة البال وتمني أن ينسيها حسن ما بقلبها رغم شكه بذلك كما دعا لصاحبه بأن يجد من تملأ فراغ قلبه حتى انتبه على رنين الهاتف الذي بجواره على الكوميد ليجد ماسة من تتصل وهذا لم يحدث ابدا فمنذ أن احتفظ برقمها وهو من يتصل بها لدقائق معدودة متحججا باي شي لسماع صوتها او يرسل لها رسالة ويكون الرد كلمة أو كلمتين منها فتعجب من اتصالها ورد سريعا وقد انتابه بعض القلق / الو ...أيوة يا ماسه خير حصل حاجه بعد الشر ؟
ماسه من الجهه الأخري وهي بغاية الخجل من اتصالها به/ انا اسفه يا حسن انا عارفه اني قلقتك بتليفوني بس..
قطع حديثها حسن / اسفة ايه بس انتي تتصلي باي وقت انا اللي اسف للي حصل النهارده مكنتش عامل حسابي على كدة والله، المهم طمنيني روحتوا كويسين؟
ماسه بنبرة حزينة / ميار كانت حالتها وحشه اوي يا حسن وفضلت معاها لحد ما وصلتها البيت بس بصراحة قلقانة عليها جدا من حسن وامه ليعملولها حاجه على تأخيرها ده وبحاول اتصل عليها من بدري ومبتردتش.
تعجب محمد مما استمع إليه فلم تشتكي ميار ولو مرة واحدة من حسن وحماتها ومعني كلام ماسه أن معاملتهم ليست بجيده فاستفسر من ماسه قائلا/ معلش يا ماسه انا مش فاهم بتتكلمي عن ايه! ازاي حسن وامه ممكن يعملولها حاجه ممكن توضحي اكتر.
ماسة بتوضيح/ بص يا محمد انا عارفه أن ماسه مش بتقولكم حاجه ولا تشتكي بس علشان انا قلقانة عليها فهقولك.
حسن وامه بيعاملوها وحش جدا وهي مبترضاش تتكلم علشان الموضوع ميكبرش .
ثم سردت له بعض من أفعال حسن ووالدته إلا بعض الأجزاء الشخصية التي كانت ميار تلمح بها احيانا حتى انتهت قائلة/ وبس انا اضطريت اقولك دلوقتي علشان بصراحة قلقانة عليها اوي وخاصة مش بترد من ساعة ما سبتها.
غلي دم محمد بعروقه وتمني لو كان حسن يقف امامه الان ليخرج به كم الغضب الذي يشعر به ثم نطق ببعض العصبية لماسه/ وجايه تقوليلي دلوقتي يا ماسه متصلتيش بيا من بدري لييييه؟
ماسه ملتمسه له العذر / انا بصراحه يا محمد كنت محرجه بس لما قلقت اوي اضطريت اكلمك .
تنهد محمد وشعر أنه غضب على من لا تستحق فاعتذر قائلا/ معلش انا اسف اتنرفزت عليكي بس انا مش عارف اعمل ايه دلوقتي؟٠ لو روحت دلوقتي ممكن يكونوا ناموا ولسه هقعد بكرة لحد ما ترجع من شغلها وانا بصراحة على أخري منه ده انسان بارد.
ماسه ببعض من الحكمة/ اهدي يا محمد كويس أن لسه لحد بكرة بدل ما كنت تروحله بحالتك ده، اهدي كدة وفكر ازاي تكلمه بالعقل علشان برضه ميفتكرش أنها اشتكت وهي اصلا مشتكتش.
محمد بتفكير / ماشي يا ماسه وشكرا لك بجد واتمني تتصلي بيا في أي وقت مش المصايب وبس.
خجلت ماسه وكأنها أمامه وتحججت بنداء امها لها/ طب انا هقفل بقي يا محمد علشان ماما بتنده عليها.
ابتسم محمد لطريقة هروبها / ماشي يا ماسه مع السلامه يا قلبي
أغلقت ماسه الهاتف وظلت محتضناه فرحة باخر كلمة وتود الاستماع منه مرارا وتكرارا.
أما عند محمد ابتسم لحواره مع ماسه ثم تذكر حال أخته فجز على أسنانه وحاول الاتصال بها أكثر من مره ولكن دون إجابة فتوعد له إذا ما ضر أخته ولو بكلمة وذهب لينام.
......................................
استيقظت ميار فزعة على يد حسن وهو يحاول خلع ملابسها عنها لتنتفض قائلة /حسن بتعمل ايه يا حسن؟
حسن بطريقة غير طبيعية فيبدو عليه أنه متعاطي شيء ما قائلا باستهزاء/ ايه عايزك !
هستأذنك كمان ! يالا بسرعة يا بت.
ميار بعيون مليئة بالدموع /مش كدة يا حسن مش كدة، وانا تعبانة من ضربك فيا تعبانة اوي.
حسن مكملا ما يفعله وكأنها دميه بيده/ انجزي يا بت قبل ما تضيعي الحجرين اللي عادل بيهم دماغي، انتي هتعلميني اخد حقي منك ازاي وامتي ولا ايه؟ انتي تعملي اللي اطلبه منك وبس.
وبدأ ينقض عليها أخذا ما يريده بشكل أقرب للحيوانية دون الشعور باحاسسها أو بدموعها التي جرت على وجنتيها دون توقف حتى انتهي منها فنام بجوارها وكأنه لم يفعل شئ مثل كل مرة وتركها تشكوا لربها حالها.
........................................
وصل چواد الي منزله بعد أن هدأت روحه قليلا ولكن لم يهدأ باله أو قلبه.
بعد أن طمأن اخلاص عليه برغم شعورها بحالته إلا أنها حاولت تصديق حديثة وتكذيب قلبها فليس أمامها غير الدعاء له براحة البال.
دخل غرفته وتمدد على الفراش واضعا ذراعيه أسفل رأسه ممعنا النظر للسقف الناصع البياض الخالي من اي شئ وكأنه لوحة فنية تستحق الامعان به حتى انتقض جسده فور صدوح رنين هاتفه بجيبه فمسح وجهه مستغفرا قائلا/ يخ.رب بيت الفصلان مين الغت.يت ده ؟
أخرج الهاتف من جيبه ليري اسم نضال يعيد الاتصال ثانية ففتح المكالمة ليهب به قائلا/ خضتني يا اخي ،عايز ايه تاني؟
نظر نضال للهاتف ليتأكد أنه چواد ثم أعاد الهاتف مرة أخري على أذنه ليقول له بتعجب/ سبحان مغير الاحوال ، مش كنت مضايق ومخنوق ،مالك متعصب كمان ليه؟
چواد باضطراب روح قال/ والله يا نضال انا لسه مضايق ومخنوق ومش طابق نفسي كمان ، وفي نفس الوقت فرحان ومضايق من نفسي اني فرحان مش عارف هتفهمني ولا لا؟
حرك نضال حدقتيه في كل اتجاه يحاول فهم ما استمع إليه للتو ثم قال معلقا/ والله يا ابني كان بودي ابشرك واقولك فاهم لكن اللي بتقوله شكله اعلي من قدراتي.
زفر چواد أنفاسه ثم قال / بص هو انا طبعا قبل ما احكيلك وتبدأ توبخني انا وبخت نفسي قبل ما تقول كلمة فمش عايز اسمع كلمة واحدة ،انت تسمع وبس.
ثم سيطرت عليهم لحظة صمت سأل بعدها سؤال چواد قائلا بحيرة/ انت ساكت ليه يا ابني.
نضال بطريقة هازئة/ مش انت قولتلي اسكت خالص ومعلقش اديني ساكت.
جز چواد على أسنانه هادرا بصديقه قائلا/انا غلطان اني بتكلم مع واحد زيك ،اقفل يا نضال انا مش ناقص خنقة.
اسرع نضال قائلا/ خلاص يا عم كنت بهزر المهم فهمني اللغز اللي قولته من شوية.
اغلق چواد عيونه ثم بدأ قائلا/ وحشتني فقولت اروح اشوفها،
فهم نضال عن من يتحدث صديقه فاتسعت عينه وسبه قائلا/ ده متجوزة يا متخ.لف.
اكمل چواد بدون الالتفات إلى سباب نضال وكأنه يسرد عن حلم من أحلامه البعيدة فاردف قائلا/ كان نفسي اشوفها بس، بس يا نضال حتي من بعيد لبعيد.
نضال وقد شعر بتمزق قلب صديقة زفر أنفاسه ثم قال/طب وبعدين ؟
( اخوها قفشني) أطلقها چواد بكل بساطة ليعيد نضال سبابه على سمعه مرة أخري ولكن هذه المرة أدركها چواد ليعلق عليه قائلا/ بصراحة أنا استاهل يا نضال واكتر كمان متعرفش انا حسيت قد ايه اني صغير اوي وخائن العشرة ،انا عمري ما فكرت اخون يا نضال عمري.
استشعر نضال أن صديقة بين قاب قوسين أو أدنى فهو يتمنى رؤيتها وبنفس الوقت يجاهد ذاته حتى لا يتخلى عن مبادئه.
فزفر نضال أنفاسه قائلا/ هون عليك يا صاحبي، ومعلش اعتبرها غلطة وعدت .
اومأ چواد برأسه وزفر أنفاسه ثم قال/ مانا اللي مضايقني من نفسي اني عارف انها غلطة بس مبسوط بيها مش عارف ازاي؟
وبرضه اللي مزعلني أن لازم اصلح غلطتي ومكررهاش تاني زي ما وعدت اخوها وبرضه مش عارف ازاي؟
انت فاهم حاجه يا نضال؟
اغمض نضال عينيه قائلا وأطلق تنهيده ثم قال / والله اللي فاهمه دلوقتي انك تنام قبل ما تلسع اكتر من كدة وسيبها على الله تنام نار تصبح رماد.
انتهت المكالمة وانفرد كلا منهم بحاله ،اخذ چواد يفكر في كيفية تنفيذ وعده لأخيها ولكنه عزم على ضرورة تنفيذه حتى غفى مكانه .
بينما نضال فظل يفكر هل الحب وهم ينسجه خيالنا ؟ ام أنه حقيقة مشاعر لا نستطيع تجاهلها؟
دوما يرى أن الحياة معادلة عندما تتوازن أطرافها يكن النجاح نتيجتها ،ولكن هل الحب من ضمن هذه المعادلة ام أنه طرف زائد ممكن الاستغناء عنه والاستمرار في الحياة بدونه ؟
وهنا طرأ بباله فكرة ،ربما تكن حلًا لمعضلة صديقه ،وكالذي وجد ضالته ليفرقع بإصبعه قائلا/ لما نجرب ليه لا؟
ثم سمح لجسده بالارتخاء والراحة فهو لديه عمل منذ الصباح.
.