رواية قلوب ضائعة الفصل التاسع9والعاشر10 بقلم فاطمة الزهراء


 رواية قلوب ضائعة الفصل التاسع9والعاشر10 بقلم فاطمة الزهراء


ــــ انى راحله ــــ

كم نال قلبي  من الوجع باقترابي منك...  خذلت طفلتك الجميلة.. جرحت كرامة زوجتك و خنت عهد الحب بيننا كم أتمنى أن أراك مكسوراً ماذا فعلت بي .. أحببتك بصدقٍ وكان الأسى جزائي ..  هل كان الحب وهماً و خداعاً وأنا التى لم ترَ...  هل كان قلبي من ورق...  هل كان  يتوهم بانك  الحبيب الوفى القلب يهواك ولكن عنك الابتعاد ملائم........

جلس عزت يفكر عدة دقائق لكن ليس أمامه حل أخر سوي هذا الحل :
ـ في الحاله دى علياء تسافر الأول وبعد كده فاطيما تسافر بعدهم وجودهم هنا مش في صالحهم
هتف المحامي بجدية و هدوء :
ـ تمام يا عزت باشا اللي تشوفه التذاكر أهي أنا هأمن الدنيا مع الحراس وأستاذ عمر لغاية لما يركبوا الطياره و يسافروا مفيش حاجه مضمونه من أي حد دلوقتي
أجابه عزت بتنهيده وهو ينظر لابنته التى اتجهت لتجلس في الخارج كي تتركهم يتحدثا معاً :
ـ سمية هتروح علشان تبلغ علياء هي الرحله امتى !!
تحدث بتفكير وهو ينظر لساعة يده :
ـ الساعه 5 الفجر يعني لازم تكون في المطار 4 بالكتير
هتف بهدوء و حذر :
ـ كويس أظن مستحيل يفكروا أنهم ممكن يسافروا في الوقت ده أهم شيء يطلعوا الطيارة من غير قلق أكيد فاهمني
قامت الخادمة بإحضار القهوه لهم ليهتف بعد رحيلها :
ـ أكيد طبعاً أطمن كده كده لازم حراسه مفيش حاجه مضمونه زي ما قولت لحضرتك شفيق مش مضمون ممكن يعمل أي حاجه خليها بس تكون جاهزة في الميعاد
ليمسك عصاه ويحمل تذاكر السفر نظر لهم بعض الوقت :
ـ متقلقش كل شيء هيكون جاهز و زيادة حرص هتروح المطار مع سمية بلاش إنت أو عمر تكونوا معاها لأن أكيد شفيق هيراقب الكل
ليقف استعدادا للمغادرة :
ـ خلاص تمام يبقي هخلى الحرس يأمنوا الدنيا عند المطار لغاية لما يوصلوا و يسافروا
وقف عزت كي يودعه ويتجه معه للخارج :
ـ  تمام وأي جديد بلغني بيه على طووول
ليهتف مودعاً له بهدوء :
ـ تمام عن إذنك 
ـ مع السلامه
اقترب من ابنته التي كانت تجلس في الخارج وتفكر في القادم وما حدث معهم ليجلس عزت أمامها لتبتسم له بهدوء ليهتف بجدية 
ـ سمية عاوز أتكلم معاكي
انتبهت له ولاحظت حزنه الشديد لتقرر عدم إخباره بما فعله جسار مع علياء و فاطيما :
ـ أيوه يا بابا
تحدث بهدوء وهو يضع التذاكر على الطاوله لتنظر لهم :
ـ هتروحي ل فاطيما و تتكلمي مع علياء تعرفيها عن سفرها لندن الفجر هي وفريدة
لتجيبه بتفكير لأنها تعلم أنها لن توافق بسهوله على السفر :
ـ تفتكر هتوافق أنا خايفه بعد كل ده تخاف و ترفض تسافر
ليخبرها بنوع من التهديد :
ـ لازم تسافر مفيش وقت وجودها هنا خطر عليها و على بنتها لو مش خايفه على نفسها تخاف على فريدة آخر اليوم فاطيما هتكون معاها اقنعيها ولو رفضت هاجي أتكلم معاها
نظرت له بتفهم لأنها تعلم أن الوقت ليس معهم هذه المره وأن التأخير قد ينقلب عليهم فى أى لحظة دلوقتى :
ـ حاضر يا بابا هروح لهم دلوقتي و هحاول أقنعها بس فاطيما مش هينفع اسيبها هناك لوحدها هجيبها هنا لغاية ميعاد رحلتها
هتف بهدوء لأنه يعلم أن ما حدث مع حفيدته ليس سهلاً ويعلم أيضاً أنها تشعر بالخجل بسبب ما حدث معها رغم أنه تم رغم إرادتها :
ـ خليكي معاها لو رفضت تيجي بلاش نضغط عليها زيادة كفاية اللي عاشته من وقت رجوعها
وقفت كي تغادر وأخذت التذاكر معها :
ـ ماشي يا بابا عن إذنك علشان ألحق اتكلم معاها ونطلع على المطار
هتف بجدية وهو ينظر لها فهو لا يريد حدوث شيء آخر معهم يعرقل أمر السفر :
ـ اخرجي من ورا ممكن نكون متراقبين من شفيق لانه مش هيسكت
هتفت بتنهيده و قلق :
ـ أكيد طبعاً أنا قلقانه أوى منه مش هرتاح إلا لما البنات يسافروا
أجابها وهو ينظر للسماء استعداداً للقادم :
ـ هيسافروا اطمني علشان أعرف ألعب معاه كويس هو و جسار و اوقفهم عند حدهم
تحدثت بحزن لأنها لا تريد أن يزيد الوضع تعقيداً بين والدها و جسار :
ـ جسار مغيب يا بابا هو مش عدونا أرجوك فوقه بلاش تحا.ربه هو أكيد فاهم غلط ده مستحيل يكون ابنى اللي ربيته
قرر إنهاء الحديث فى هذا الأمر معها :
ـ هو اللي اختار طريقه بنفسه حذرته كتير و كانت إيه النتيجة بقيت عدوه سلم نفسه و دماغه ل شفيق يتحمل النتيجة بقى و انسي ابنك اللي ربيتيه علشان بالنسبالي مات من وقت ما اتفق معاه ضدي
جلست أمامه وتحدثت بدموع و توسل كي تجعل والدها يتراجع لأنها تعلم أنه حين يصل لهذه المرحله فهذا يعني أنها مهما حاولت إقناعه فهو لن يتراجع :
ـ لأ يا بابا متقولش كده جسار في فخ أكيد هو صغير مش فاهم دورنا نفهمه ده ابننا مش عدو علشان خاطري فكر تانى حتى علشان خاطر ياسر الله يرحمه أرجوك بلاش نخسره للأبد 
وكأنها فتحت جروحاً بداخله لكن لن يتراجع مهما كلفه الأمر :
ـ أخوكي لو كان عايش معانا دلوقت كان بنفسه غضب عليه إنتي عارفه كده كويس الوقت فات جاي وقت الحساب
حاولت الوقوف كي ترحل :
ـ عن إذنك يا بابا 
منعها من الوقوف ليهتف بحزن و هو يملس على شعرها :
ـ سمية مش عاوز أشوف النظرة دى لو زعلانه علشانه روحي له
قبلت يده و أجابته بتفهم وهدوء :
ـ أنا زعلانه عليه و على اللي وصلنا له بقى هي دي العيله يا خساره كل حاجه ضاعت أنا ماشيه علشان ألحق اتكلم مع علياء و أقنعها 
هتف بجدية شديدة وهو يقف ليتجها للداخل معاً 
ـ كل شيء هيرجع من غيره خلاص كفاية اللي خسرانهم قبل كده خلينا نفكر في الجاي
ارتدت ثيابها و ودعت والدها لتخرج من البوابه الخلفية لتذهب إليهما 
❈-❈-❈
يقف يراقبهم من بعيد وهو يرى الأضواء مغلقة كأنهم يخشون أن يصل أحداً إليهم ليرحل بعد ذلك و هو يفكر في القادم .. اتجهت فاطيما لرؤية علياء في غرفتها دقت عليها لتسمح لها بالدخول لتجدها قادمه ومعها صينية عليها بعض الأطعمة ابتسمت لها بهدوء وهى تشاهد فريدة نائمة لتجلس جوارها 
هتفت بهدوء و هي تتابع الألم وتجمع الدموع فى عينها :
ـ علياء ممكن نتكلم سوا شوية
ابتسمت لها بحزن و أجابتها :
ـ أكيد طبعاً اتفضلي
وضعت الصينية على الفراش بعيداً وتحدثت بتنهيدة :
ـ عامله إيه دلوقتي و فريدة
أجابتها بوجع و قهر بسبب ما تعرضت له و تخلي جسار عنها :
ـ أهو عايشه و فريدة نامت
وضعت يدها على رأس فريدة و تحدثت بجدية :
ـ متزعليش من اللي شوفتيه بس أوقات من صدمتنا في أقرب أشخاص لنا بنتوجع على غبائنا
لتتذكر الأحداث التي مرت بها منذ خروجها من المزرعة :
ـ أنا مش قادره أصدق لغاية دلوقتي إنه ده جسار اللي عمل كده و قالى أنا كده إزاي أنا من صدمتي حاولت أتصل عليه أكتر من مره بس مش بيرد و قفل موبايله هو اللي حصل ده بجد حقيقي أكيد لأ هو أكيد بيلعب عليا هو دايماً كده بيحب يهزر معايا أنا عارفه هو أكيد هيجي و يكلمني يصالحني صح أكيد أه 
لا تعلم نوع العلاقة بينهم لكنها لا تريد أن تنتظر شيئاً قد لا يحدث :
ـ بلاش تستني حاجه ممكن تزود وجعك ممكن اتصاله يوجعك زيادة لو كنتي منتظره إنه يبرر اللي عمله تبقي غلطانه عمتى حاولت معاه كتير و للأسف أنا مش عارفه علاقتكم إيه بس اللي عارفاه إن اللي بيحب حد مستحيل يوجعه أو ياذيه
لتحرك رأسها برفض غير متقبلة حديثها :
ـ بس مش أنا جسار لو فكر يإذي حد و ده مستحيل أكيد مش هكون أنا أنا أنا و جسار مش معرفه من كام سنه لأ ده إحنا سوا من صغرنا ده أنا مش بحس إني في أمان و أطمن الا معاه ده هو كل حاجه في حياتى أنا و بنتي إزاى بس لأ لأ أنا مش قادره أصدق لأ 
ضمتها بهدوء تهدأها كي لا تمرض :
ـ ممكن تهدي كده هتتعبي فكري في فريدة انسي أي شيء وكل اللي مريتي به ولو أمره يهمك هيوصلك أكيد
نظرت لفريدة النائمة لتجيبها بدموع و خوف :
ـ  بنتي بنتي خلاص مبقاش ليها حد ده هو كان أبوها دي مش بتقوله إلا بابا و أيوه أكيد هو هيجي هيوصلي علشان أنا بجد أهمه أنا متأكده
فاطيما برفض لحديثها لكن لا تعلم ماذا تفعل كي تهدأها :
ـ متقوليش كده كلنا معاها و معاكي عمر كمان
هتفت بتيه و ضياع :
ـ وأنتم ذنبكم إيه كفايه اللي أنتم فيه هاجي أنا و أذود
ـ بس إنتي من العيلة 
هتفت بهذا الحديث كي تجعلها تهدأ وتفكر في القادم لتجيبها بخجل وحزن :
ـ بس كل اللي بيحصل ده بسببي واللي كان بيدعمني خلاص راح أنا أول مرة أخاف كده ومحسش بالأمان أول مرة احس إني لوحدي بجد و في مشكله عمره ما حسسنى إن إحنا في مشكله كنت مطمنه علشان معاه أنا مش عارفه هعمل إيه دلوقتي أروح فين بس ولا لمين و بنتي بنتي أأمن عليها إزاي بس و احميها من شفيق ده هيقتـ.ـلني و ياخدها
تحدثت بجدية و تفهم :
ـ وإنتي إيه علاقتك بكل ده أظن إنتي عارفه التوتر اللي بين جدي و شفيق من زمان هو بس زاد شوية بسبب جسار بس اطمني إنتي و بنتك في أمان أكيد جدي مش هيسمح له يقرب منك ولا عندك شك كلنا معاكي بلاش الخوف ده
ـ عارفه بس شفيق استغلني و أخدني كوسيلة علشان يفتح في القديم وواثقة طبعاً إن جدي مش هيسيبني بس أنا مش عايزه أضيف هم و مشكله زياده فوق كتافه و خصوصاً إنه حذرني قبل كده بس أنا مسمعتش كلامه و عاندت
ـ أنسي اللي فات وفكري في اللي جاي و صدقيني كلنا معاكي ومستحيل نسمح له أو أي شخص تاني يقرب منك المهم تكوني قوية لأن ضعفك ده هو هيستغله زى ما بيعمل دلوقتي 
هتفت بشكر وامتنان :
ـ شكراً يا فاطيما أنا بجد
أجابتها باعتراض و ابتسامه :
ـ متقوليش حاجه وبلاش الكلمة دي اعتبريني أختك الصغيرة
في هذا الوقت وصلت سمية لتجدهما تجلسان معاً لتدلف إليهما وهتفت بهدوء :
ـ مساء الخير يا بنات طمنوني عاملين إيه دلوقتي 
وقفت علياء وهتفت بدموع :
ـ عمتو 
سمية وهى تضمها بحب و تهدئها :
ـ أهدي كفاية دموع بس
كانت تتحدث بدموع وحزن :
ـ شوفتي اللي حصل يا عمتو أنا مش قادره أصدق
– كفاية قلت كل شيء هينتهي خلاص 
وقفت فاطيما وسلمت على عمتها وقررت أن تتركهما كي تتحدثا معاً :
ـ هعمل عصير و اجي يا عمتو
توقعت أن يكون جسار تحدث معها و أخبرها بما فعله لتهتف بأمل :
ـ إزاي هو هو جسار كلمك صح هيجي يصالحني أنا كنت عارفه إنه بيهزر ومش ههون عليه بالشكل ده
أجابتها بجدية شديدة و حزم كي تنهي الحوار :
ـ علياء انسي جسار بقى بعد اللي عمله معاكي النهارده للأسف خسر أي أمل عندي تعرفي كنت بدافع عنه قدام بابا علشان أصلح العلاقة بينهم بس جوايا كنت رافضه الفكرة لكن بعد اللي عمله معاكي للأسف انسيه يا علياء خرجيه بره حساباتك حياتك ليكي إنتي و بنتك بس
تحدثت باعتراض لأنهم لا يعلمون مدى قوة علاقتها ب جسار :
ـ إنتي بتقولي إيه بس يا عمتو أنساه إزاى يعني إيه إنتي بتتكلمي عن جسار إنتي أكتر واحده عارفه أنا و جسار إيه لأ لأ أكيد في حاجه غلط و حياتي إيه أنا حياتي معاه لو نسيته هعمل بعده إيه طيب هروح لمين إنتي فاهمه إنتي بتطلبي مني إيه 
هتفت بيأس لأنها تعلم أنها لن تستسلم بسهوله :
ـ اللي يبيع جده و أهله يبيع أى حد جسار باعنا لشفيق ولا مش ملاحظه الأول وقف قدام جده وبعد كده اتجوز يارا و هدد فاطيما علشان تتنازل له عن الشركة و الآخر إنتي كان عاوز يسلمك له مش بس كده لا ده كان هيسلم مراته و بنت عمه كل ده ولسه بتدافعي عنه أما بقي هتروحي فين ده الموضوع اللي جايه علشان أتكلم معاكي فيه
تحدثت برفض فهي مازالت ترفض ما حدث معها :
ـ كل ده مش عارفه أصدقه علشان مش جسار اللي يعمل كده أكيد في حاجه غلط هعرفها منه بس إيه الموضوع اللي بتقولى جايه علشانه
هتفت بجدية و هدوء :
ـ أنا مش جاية علشان أتكلم عن جسار أنا جاية علشانك إنتي و فريدة انتم هتسافروا لندن الفجر والاعتراض مرفوض
كانت تستمع لها بصدمه شديدة لتقف و تجيبها برفض و اعتراض :
ـ نعم أسافر يعني إيه إزاي مينفعش عايزاني أهرب و أسيب الكارثة دي هنا تواجهوها لوحدكم طيب إزاي وبعدين شفيق مش هيسكت واكيد مراقبنا أول ما هظهر هيقتـ.ـلني و ياخد فريده
لتقرر اللعب على نقطة ضعفها لأنها تعلم جيداً إن علم شفيق المكان الذي تختبئ فيه لن ينتظر دقيقة واحده وقد يفعل أي شيء ليأخذ فريدة منها :
ـ لازم تهربي ولا تحبي يعرف مكانك و ياخدها منك هاه لو استنيتي هنا يوم كمان هيوصل لمكانك و وقتها مفيش حد هيقدر يمنعه ياخد فريدة لأنها حفيدته ضرورى تبعدوا في أقرب فرصة وبالنسبه لنا متخافيش هنتعامل معاه بس بطرقه هو علشان نقدر نكشف حقيقته للكل
تحدثت بدون إدراك لأنها خائفة من علم شفيق بمكانها :
ـ يا عمتو أنا خايفه خايفه أنتم ليه مش قادرين تفهموا إذا كان هنا في بلدنا ومش عارفه أنجي منه ما بالك و أنا بره لوحدي مين هيحمينا بره و متقوليش إني هكون مع فاطيما أنا و فاطيما أضعف من إننا نقف قصاده بره لوحدنا ده يفرمنا و ياخد فريده و يمشي أنا هنا مطمنه علشان هو معايا بره هطمن إزاي بس 
هتفت بجدية كي تبث الطمأنينة داخلها :
ـ أنتم مش هتكونوا لوحدكم هناك اطمني هناك أشخاص هتكونوا في أمان معاهم و واثقه فيهم أكتر من ثقتي في أي شخص ولا عندك شك في كلامي
أجابت بحرج شديد :
ـ أكيد لأ طبعاً أنا بس 
قاطعتها بعد أن صممت لحظات :
ـ بس إيه قولي كل اللي جواكي
جلست مره أخرى  لتهتف بتعب و إرهاق :
ـ تعبت تعبت يا عمتو لغاية امتى هفضل هربانه و اجيب المشاكل للكل أنا بجد مكسوفه أوي إني كل شويه أهرب عند حد و اشيله همي أنا عارفه إن في بره اللي هيحمينى وحضرتك تقصديه أنا مكسوفه منه أوي إني أروح استخبى و اتحامى فيه و تحصله حاجه بسببي فهمانى
لتجيبها سمية بمزاح :
ـ ما تخافيش ده متبني نص العيلة تقريباً المهم خليكي متاكده إنه هيكون مسؤول عنك و حتى لو شفيق عرف مكانك هو الوحيد اللي هيوقفه و هناك هتتعرفي على ناس جديدة تحبيهم و يحبوكي
لتهتف بتفكير و هدوء :
ـ بس مش هقعد عنده هقعد في فيلا عمتو الله يرحمها مع فاطيما
أجابت بتنهيده شديدة :
ـ اطمني كل شيء مترتب بس هتسافري إنتي و فريدة الاول وهناك هتلاقوا اللي هيستقبلوكم
تحدثت بتعجب بعد علمها أن فاطيما لن تسافر معها :
ـ ليه و فاطيما مش هتسافر معانا
لترد عليها بهدوء متفهمه قلقها :
ـ مفيش غير تذكرتين متاحين دلوقتي الأفضل تسافري الأول انتي
تحدثت بخجل علها تجد من ينقذها من السفر :
ـ بس فاطيما ممكن تضايق يعني خايفه حاجه زي كده تزعلها ممكن تسافر هي و أنا و فريده بعدها
سمية بتعب و إرهاق :
ـ مش هتزعل متقلقيش بعدين أكيد اتعرفتي عليها و عرفتي شخصيتها
لتجيبها بهدوء لأنها تذكرت حديث جسار عنها في السابق :
ـ أنا عرفاها و من زمان جسار مكنش بيتكلم غير عنها بس قولت يعني لازم أعمل حساب أحسن تزعل وخصوصاً إنها مستعجله على السفر و كمان بصراحه علشان ابقى مطمنه و أنا هناك معاها يعني هبقي مكسوفه أوي وأنا معاهم هناك لغاية لما هي تيجي بس مش أكتر 
تحدثت بحزن و ألم شديد :
ـ  فاطيما عاوزه تهرب زيك بس هي عاوزه تهرب من ذكرياتها و ماضي صعب أكيد عرفتي من جسار تعامله معاها كان إزاي اطمني إنتي هتوصلي الصبح و هي هتكون عندك بالليل و اللي هناك هتحبيهم من أول يوم
لتهتف بهدوء و أمل :
ـ عارفه بس أكيد كل ده هيطلع غلط ونرجع أحسن من الأول على العموم تمام هجهز نفسي أنا و فريدة علشان السفر هتوحشيني أوي أوي يا عمتو و كل حاجه هنا هتوحشني
سمية وهى تضمها بحب :
ـ إنتي كمان يا حبيبتي و اطمني أول الوضع ما يهدى هنا هكون عندكم
تحدثت بحزن و تنهيدة :
ـ هستناكي و هكلمك على طول قولي لجدى يسامحني و ميزعلش مني إني اتحديته زمان زعلته مني وكنت سبب لفتح مواضيع قديمه صحيح أنا مش حفيدته بس هو على طول كان بيشوفني زي جسار و سلمى ويتعامل معايا على الأساس ده
ـ إنتي حفيدته زيهم يا علياء و معاكم فاطيما و و المهم انسي اللي فات زي ما قولتلك من أول ما تدوس رجلك الطيارة ابدأي ذكريات جديدة و اطمني هو مش زعلان منك
ـ هحاول يا عمتو إني اكمل إنما أنسى صعب الماضي مش بيتنسي بنكمل عليه عن إذنك هصحي فريدة و اجهزها
تحدثت بهذا الحديث و هي تقترب من فريدة كي تجعلها تستيقظ لتمنعها سمية كي لا تقلقها 
– سبيها نايمه شوية و إنتي كمان نامي علشان متتعبيش في الطيارة لازم ترتاحي
ـ مش نعسانه بس هحاول
بعد مغادرة سمية حاولت علياء الاتصال ب جسار ليجيبها بعد عدة محاولات منها .. تنهدت بابتسامه بعد أن فتح هاتفه ليجيبها 
ـ نعم 
لكنها صدمت من رده البارد عليها لتظن أنه غاضب منها بسبب رفضها الذهاب معه ظناً أنه كان سيأخذها لمكان آخر 
ـ جسار ازيك إنت فين و ليه سايبني لوحدي مش هتيجي 
– مش إنتي رفضتي تيجي معايا خلاص خليكي مع اللي عندك بقى
ـ بس إنت مكنتش هتاخدني معاك كنت بتقول إنك هتسلمني لشفيق بتهزر أنا عارفه بس مكنش وقت هزار ده 
هتفت بهذا الحديث لتنصدم من رده عليها بعد ذلك 
ـ مين قال إني كنت بهزر لأ جد و أنا لسه عند كلامي 
هتفت بصدمه من حديثه :
ـ جسار إنت بتقول إيه أرجوك بلاش كلامك ده و تعالى خليني أودعك قبل ما أسافر 
ليرد عليها بطريقة جعلتها تندم على اتصالها به 
ـ كويس سافري ابعدي عن هنا طالما مش عايزه ترجعي عند شفيق 
وقفت غير مستوعبه ما سمعته منه نعم يؤكد لها أنه تخلي عنها ولكن هذه المرة كانت تشعر بالهزيمة والانكسار من ظنت أنه سيساعدها هو أول من تخلى عنها :
ـ إنت بتقول إيه هتسيبني أسافر يا جسار إنت بتتخلى عني 
هتف ببرود و كأنه يريد التخلص من أي شيء يقف في طريقه لتحقيق أهدافه :
ـ مش تخلي أنا مش عايز مشاكل عايز حياتي تمشي في هدوء دلوقتي كل واحد همه مصلحته و وجودك هيعملي المشاكل أمشي يا علياء سافري سافري و انسي كل حاجه هنا و انسيني أنا كمان و عيشي إنتي و بنتك حياة جديدة خلي بالك من نفسك ومن فريدة مع السلامه
لتصرخ بصوت منخفض كي لا يستمع أحد لحديثها معه :
ـ  لأ لأ جسار جسار جساااااااااار 
لتلقي الهاتف على الفراش و جلست تبكي بقوه وقهر 
❈-❈-❈
هبطت سمية لتجد فاطيما تجلس في الأسفل لتقترب منها وقررت أن تتحدث معها في غرفة المكتب 
هتفت بجدية و هى تتجه لغرفة المكتب :
ـ فاطيما تعالي يا حبيبتي عايزه أتكلم معاكي شويه
ذهبت خلفها و طلبت منها أن تغلق الباب و جلست بعد ذلك 
ـ أيوه يا عمتو اتفضلي قلت اسيبك تتكلمي معاها لوحدكم في حاجه
ابتسمت لها بحب و تفهم :
ـ يعني متقلقيش هو بس مفيش غير تذكرتين بس على أول طياره رايحه لندن و التذكره التالته اتحجزت في الرحله الى بعدها و طبعاً علشان الخطر على علياء و فريدة كبير ف فكرنا أنها تسافر الأول و إنتي في الرحله اللي بعدها قولتي إيه 
تنهدت بهدوء وأجابتها بجدية :
ـ تمام مفيش مشكلة بعدين ده الصح المفروض هى تسافر الأول 
ـ ماشي يا حبيبتي أنا عارفه إنك مستعجله على السفر بس متقلقيش هما كلهم كام ساعه و تبقي في الطياره اللى بعدها  
نظرت لها لتهتف بهدوء :
ـ كويس ده أفضل حل و مش قلقانه لاني هسافر بأي طريقة
وقفت كي تصعد لتنام بأحد الغرف هذه الليله :
ـ تمام أنا هبات هنا الليله علشان أنا اللي هوصلها المطار و هرجع أوصلك علشان أكيد الباقي متراقب
لتتجها معاً للخارج ولكن توقفت لتطلب منها شيء ما :
ـ تمام أوضتك جاهزه ممكن أطلب طلب يا عمتو قبل ما أسافر عارفه اني مش من حقي أطلب بس دي آخر مرة أكون هنا
ضمتها بحزن و هى تربت على ظهرها :
ـ ليه بتقولى كده اطلبي على طول يا حبيبتي 
هتفت بحزن و الدموع تتجمع في عينيها فهى حقاً بحاجه لوالديها فى هذا الوقت :
ـ عاوزه أزور بابا و ماما علشان وحشوني أوي و سابوني بدري أوي
ـ هخلي الحرس ياخدوكي هناك الصبح هوصل علياء وارجع هستناكي مش تتأخري
هتفت سمية بجدية و هى تضمها :
ـ ماشي يا حبيبتي يلا ارتاحي علشان بكره يوم طويل أوي 
لتجيبها بحنو :
ـ حاضر و إنتي كمان ارتاحي تعبانه بسببنا
ـ هو أنا عندي أغلى منكم أتعب علشانهم 
ضمتها بقوه لتهتف بدموع :
ـ وبجد من غيرك بعد بابا و ماما كمان مكنتش هقدر أكمل 
ابتعدت عنها لتضم وجهها بين يدها و هتفت بحنو وتأثر حقيقي :
ـ وأنا معاكم على طول أنتم ولادي اللي ماليش غيرهم و قولي للدكتور لما تشوفيه إني زعلانه منه تلات ايام كامله مش يكلمنى فيهم
تحدثت بتوتر من القادم بعد سفرها :
ـ أنا خايفه منه و من مواجهته أكيد هيعاقبني زي زمان و هقوله يكلمك أكيد وأول ما هوصل هنكلمك سوا علشان نعمل محكمه و جلسه تصوير زي زمان
ابتسمت لها فهى تعلم العلاقة بينهما كيف تسير :
ـ متقلقيش أنا هفهمه
اتجهوا لغرفهم بعد ذلك وفى الساعة الثانية صباحا ارتعبت علياء بعد أن سمعت ضرباً على الباب في هذا الوقت المتأخر لتقف بخوف وهتفت بقلق :
ـ م م مين
أجابت فاطيما بهدوء و هى تفتح الباب :
ـ أنا فاطيما ليه الخوف ده كله
ـ الحمدلله هاه لأ مفيش بس خفت يكون حد تاني غيرك
اقتربت منها لتهدأها وتبث الطمأنينة لديها :
ـ متخافيش مفيش حد يقدر يدخل هنا بسهوله أنا جيت أشوفك علشان ميعاد السفر مش تتأخري
هتفت بهدوء و هى تنظر لها :
ـ أنا صاحيه اطمني شكراً يا فاطيما
اقتربت من فريدة وقبلتها على وجهها وهي نائمة : 
ـ أنا هجهز أكل علشان يبقى معاكم في الطيارة علشان فريدة
هتفت بخجل فهي لا تريد ازعاجها أكثر من ذلك :
ـ لأ شكراً مفيش داعي متتعبيش نفسك لو جاعت هبقى اجيب لها أكل من الطيارة
لتقترب منها وتحدثت بحزن داخلي :
ـ كده يبقى أنا غريبة عنك تعرفي أنا حبيتها أوي من أول ما شوفتها فكرتني بطفولتي زمان بعدين مفيش أي تعب اطمني
لتجيبها سريعاً وهى تمسك يدها :
ـ لأ بالعكس أنا أعرفك من زمان وحبيتك من كلامه عنك ولما شوفتك دلوقتي و اتعاملت معاكي حبيتك أكتر بس يعني مش عايزه اتعبك معايا أكتر بس خلاص لو ده ها يريحك تمام اعملي على ما أصحيها و أجهزها و اجهز انا كمان
لتجيبها بابتسامه هادئة :
ـ هستناكي تحت ولو عاوزه أساعدك في أى شيء معاكي
لتضمها بحب و هي تنظر لابنتها :
ـ حبيبتي تسلمي و إحنا مش هنتأخر
سارت عدة خطوات اتجاه الباب لتهتف :
ـ تمام هشوف عمتو و أنزل أعمل قهوه علشان تفوقي
هتفت علياء بابتسامه و هى تتجه ل فريدة كي توقظها :
ـ ماشي يا حبيبتي
بعد مغادرة فاطيما أعدت ثيابها و أيقظت طفلتها التى تذمرت بغضب طفولي لأنها كانت تريد النوم لتخبرها أنها ستجعلها تنام في الطائرة لتهبط بعد نصف ساعة .. اتجهت فاطيما لرؤية سمية لتجدها مستيقظة لتخبرها أنها ستعد القهوة لهم و هبطت للأسفل
بعد وقت قصير وجدتهم يهبطون لأسفل ليشربوا القهوة معا 
لتخرج فاطيما هاتفها وترسل إحدى الصور ل علياء التي تعجبت في البداية ولكن حديثها معها جعلها تطمئن 
ـ دي صورة ميرا هتقابلك في المطار هي و أخوها متقلقيش و هي كمان معاها صورة لكي علشان تعرفوا بعض بسهولة 
هتفت بخجل شديد :
ـ أنا مش عارفه أقول إيه بعد كل اللي بتعملوه معايا ده 
هتفت سمية معترضة :
ـ تاني الكلام ده لو كان فيه وقت كنت رديت عليكي يلا علشان هنتأخر 
ودعوا فاطيما وغادروا متجهين للمطار ليجدوا عمر و المحامي في انتظارهم وقاموا بعمل الإجراءات لها لتودعهم بدموع شديدة و غادرت للداخل و هناك أعين تتابع ما يحدث من بعيد في صمت غادروا بعد أن أقلعت الطائرة في هدوء دون حدوث أى عقبات تعرقل السفر
❈-❈-❈
يجلس في مكتبه ليجد جسار يدلف إليه رغم اعتراض السكرتيرة لكنه لم يأبه لها فهو حالياً في حالة غضب شديدة ليتفاجئ شفيق بوجوده وقبل أن يتحدث بأي كلمة 
هتف جسار بغضب شديد :
– إنت إزاي تعمل كده وتقدم بلاغ ضدهم و تتهمهم بخطـ.ـف علياء و فريدة اظن إننا اتكلمنا زمان في إنك هتسيب علياء في حالها راجع تدور عليها دلوقتي تاني ليه
كان يتابع غضبه بهدوء ليتحدث بجدية :
ـ عاوز حفيدتي أظن ده حقي ومش هسكت غير لما اوصلها مهما كان التمن
ليحاول الهدوء لأنه يعلم شفيق جيداً وأن غضبه لن يغير شيئًا : 
ـ بس ده مكنش اتفاقنا قبل كده ولا نسيت
هتف شفيق بتحدي و هو يتجه إليه وقرر اللعب معه :
ـ وأنا مش هلتزم باتفاقي ده معاك و مانستش أنا هاخد فريدة و أمها لو عاوزه تكون معاها موافق مش عايزه براحتها بس إيه رأيك أقدم لك عرض جديد
ليجيبه بتفكير لأنه يعلم أنه لن يتراجع عن مطالبته بعودة فريدة :
ـ أسمع و أقرر 
جلس على الكرسي مقابله و تحدث بهدوء :
ـ الصفقة الجديدة هتكون من نصيبك لوحدك ومفيش حد من هنا هيقف قصادك أو يتحداك مقابل أخد فريدة
ليجيبه باعتراض و تحدي :
ـ أنسى أنا مش هدخل نفسي في مشاكلكم تاني و اللي عندك اعمله معاها بما إنك لغيت اتفاقنا يبقى خلاص كل واحد يشيل شيلته وبالنسبه للصفقة كده كده هاخدها و محدش يقدر يتحداني ويقف قصادي اللي هيقف قصادي هفر.مه و اعدي وأكمل اللي بدأته و أوصل لهدفى أنا فر.مت اللي مني علشان فكروا بس يتحدوني تخيل هعمل إيه في اللي بره ويفكر يتحداني 
تحدث بتسليه و تهديد :
ـ واضح مش عارف بتتكلم مع مين تخيل جدك يعرف اللي عملته في المستشفى أو يوصله إنك سبب خطـ.ـف فاطيما أول مره ها تخيلت
نظر له بسخرية ليهتف بتحدي :
ـ هه ولا يفرق معايا إنت فاكر هخاف منه شكلك إنت اللي نسيت أنا أبقى مين أنا جسار عمران فوق لنفسك لو فاكر إني هخاف أو أتراجع تبقى غلطان أنا بدأت مشوار ولازم أخلصه و أوصل لهدفي و أبقى رقم واحد في السوق واسمي و اسم شركاتي يسمع في كل أنحاء العالم مش هنا بس و مفيش حد هيقدر يمنعني أو يوقفني و اللي هيتحداني هنهيه من على وش الأرض إنت فاهم
قرر تهدأته لأنه يعلم أن غضبه هذا لن يقضي عليه فقط بل هو معه أيضاً :
ـ بلاش تتحدى الكبار وإلا هتلاقي عيلتك كلها مبقاش لها أي أثر وأظن متأكد من كلامي كويس لو متوقع هيسمحولك تقف في طريقهم يبقى بتحكم على نفسك بالموت مش إنت بس أختك و جدك و عمتك حتى علياء اللي بتدافع عنها هيموتوا قبلك واضح مش عارف مين شفيق المغازي عندي استعداد أحـ.ـطم أي حد هيتحداني ولا نسيت 
تراجع قليلاً لكنه لن يسمح لأحد باستغلاله بعد اليوم هو أولاً :
ـ شكلك إنت اللي نسيت قولتلك أنا مش فارق معايا حد مش فااااارق معايا حد قال عيلتي قال فين هي عيلتي دي أنا ماليش عيله و اللي عندك أعمله معاهم أنا كل اللي يهمني دلوقتي أنا وبس نفسي وبس العيله هى جسار وبس والباقي ولا يفرقوا معايا اللي عايزه منهم اخدته يعنى مايلزمونيش ولو فكرت بس مجرد تفكير تتحداني في شغلي يبقى نفسك تشوف الوش التاني بيقول إيه و هتشوف إن الكبار زمانهم راح دلوقتي زمني انااااا
ليهتف بتهديد و تحذير  :
ـ خليك فاكر الكلام ده كويس علشان بعدين مفيش أي شيء هيشفع لك عندهم بس ياترى أختك فين دلوقتي
تحدث بسخرية و امتعاض :
ـ إيه خايف عليا منهم لأ اطمن أنا نهيتهم محدش فيهم يقدر يقف قصادى وبالنسبه للي بتقول عليها اختي أنا معنديش أخوات و أنا حذرتك هتفكر تقف قصادي في شغلي أتحمل اللي هعمله سلام يا يا حمايا
ليهتف له أثناء مغادرته بمكر :
ـ مين قال إني خايف عليك أنا صفيت اللي مني مش هتبقى أغلى منهم عندي و استعد للجاي يا جسار اللعب مع الكبار نهايته مش في صالحك
أجابه وهو يغادر متحدياً له :
ـ مبخافش يا حمايا العزيز وإنت عارف كده كويس أوي واحب ابلغك أن الكبار دول طرقهم تقليديه أوي وقديمه جداً جدد من نفسك عايز اتفاجئ هاه هتتفاجئ متقلقش و قريب أوي
ليهتف له ملوحاً بيده :
ـ وماله في انتظارك سلام 
جلس يفكر في القادم بعد حديث جسار ليأتيه اتصالاً من أحد الرجال الذين أمرهم بمراقبة عزت أنه اتجه للمقابر و التقى بحفيدته ليطلب منهم مراقبتهم جيداً و إخباره بأي جديد 
وصلت فاطيما في الصباح للمقابر و كانت تتحدث مع والديها بصمت شديد ليتفاجئ عزت بوجودها 
ـ فاطيما إنتي بتعملي إيه هنا
نظرت له بهدوء لم تظن أن تراه في هذا المكان :
ـ هاه جدو إنت هنا
هتف بحزن وهو يجلس بتعب ويحرك يده على القبر بتنهيدة عميقة :  
ـ أيوه جاي للحبايب وحشوني و مشيوا بدري أوي إنتي إيه اللي جابك مش عندك طياره
هتفت والدموع تتجمع في عينيها :
ـ الطيارة بالليل يا جدي حبيت اجي اودعهم آخر مرة علشان بيوحشوني أوي ومحتاجه لهم هما ميشوا ليه و سابوني لوحدي ليه اللي بحبهم بيبعدوا عني هو أنا فيا حاجه غلط
ليجيبها برفض و اعتراض :
ـ لأ يا حبيبتي ماتقوليش كده دي حاجه فوق إرادتنا قضاء ربنا ولازم نرضى بيه الحمدلله
أجابته بدموع فهي حقاً اشتاقت لهم :
ـ وأنا مش معترضة بس بعدوا بدري أوي مش لحقت أشبع من وجودهم معايا
ليؤكد على حديثها لكن هتف بحنو وهو يمسد على شعرها :
ـ هما فعلاً مشيوا بدرى أوى كلهم بس جابوا ليا اجمل هديه و ذكرى وهو أنتم أحفادي
تحدثت بتنهيدة وهى تنظر لاسم والدتها :
ـ بس أنا لوحدي مفيش حد معايا و كأن مكتوب عليا أعيش لوحدي باقي حياتي أنا تعبانه أوي يا جدي محتاجه ارتاح وأحس بالأمان لو يوم واحد بس
ليجيبها بغموض و تفهم :
ـ مين قال بس إنك لوحدك أنا معاكي و عمتك و حبايبك اللي هناك مستنينك في لندن كلنا معاكي يا حبيبتي 
نظرت له بابتسامه حزينة :
ـ كنت عاوزه تكون معانا هناك إحنا خلاص مبقاش لنا حاجه هنا 
هتف برفض واعتراض فهو لن يقبل بهذه الهزيمة بل سيعيد ما سلب منه بأي ثمن : 
ـ ماينفعش أسيب حقنا هنا لازم اخد تاري وأرجع اللي اتسرق مننا
هتفت بندم حقيقي ثم تحدثت بهدوء :
ـ أنا أسفه مقدرتش أحافظ على الأمانة و ضيعتها بس غصب عني لأ يا جدي سيبه يفرح باللي خده بكره يضيع منه ومش هيلاقي حد معاه
لينظر لها ويضع يده على يدها التي ترتجف : 
ـ عارف إنه غصب عنك يا حبيبتي عارف و بالنسبه له هو ف لأ مش هسيبه و هدفعه تمن اللي عمله كويس أوي
هتفت بخوف وتمني :
ـ خايفه من الجاي يا جدي و اللي هيقدر يقف له مش قادر يظهر في النور و يرجع اللي راح
ليتحدث بهدوء و هو يفكر في القادم وما سينتج عنه :
ـ قريب أوي هيظهر لازم يظهر كفايه بقى اختفاء أنا محتاجه أوي هو الوحيد اللي هيقدر يوقفه و يساعدني
تحدثت بتمني و هى تنظر له بأمل :
ـ ياريت يرجع وكفاية بعد بقي تعبت من البعد ده محتاجه لكم بجد محتاجه نتجمع زى زمان عاوزه أنام وأنا مش خايفه
ليجيبها وهو يقف ليغادر :
ـ اطمني يا حبيبتي هيحصل
ـ حضرتك هتروح فين دلوقتي
أشار باتجاه السيارة :
ـ هرجع المزرعه استني عمتك وبعد سفرك هبدأ اتحرك
تحدثت برجاء فهي تريد أن تراه وقتاً أطول قبل سفرها :
ـ ممكن تيجي معايا الفيلا مش عاوزه أكون لوحدي
ليقبل جبينها ويتجهان ناحية السيارة :
ـ مش هرفض لك طلبك اهو أشبع منك قبل ما تمشي إنتي كمان
هتفت بحب وهي تجلس في السيارة :
ـ هتوحشني أوي 
ليضمها بهدوء و كأن هذا اللقاء الأخير لهما :
ـ إنتي اكتر خلي بالك من نفسك كويس و سلميلى على الغالى اكيد 
ابتسمت له بحب :
ـ هبلغه سلامك بس إياك يكون هادي
ليجيبها بجدية و مكر :
ـ معاكي إنتي بس بيكون هادي و بينسى أي حاجه
تنهدت وهى تشعر بقلق شديد ولا تعلم سببه :
ـ بس وقت ما يعرف اللي عشته هنا و إني كنت بخبي عليه مش هيهدى
ليتحدث بغموض و حذر :
ـ هو مش هيهدى على اللي هنا إنما أكيد مش هيزعلك متهونيش عليه أبداً
تحدثت بتمني و تفكير :
ـ ياريت يا جدي أنا لولا وجوده هناك مكنتش سافرت جايز بسبب وجودك إنت وهو في حياتي قادرة أقف وأكمل رغم كل اللي مريت به
ـ و إحنا معاكي على طول يا حبيبتي اطمني و ثقي كده وخليكي قويه هاه
ـ أنا قوية بسبب وجودكم في حياتي
ـ و إحنا معاكي دايماً يا حبيبتي زي ما قولتلك
وصلت السيارة للفيلا ليجدا سمية في انتظارهما ليتفاجئا بوجود شفيق أمامهم 
❈-❈-❈
في لندن يقفان في صالة الانتظار و شقيقته تسير حوله لينظر لها بغضب ويهتف :
ـ كفاية بقى اللي يشوفك كده يقول هتقابلي نجم سينما 
لتنظر له بطفولة و تذمر :
ـ إنت عارف إنها جايه من طرف حبيبتك و عارفه إنك متضايق إنها اتاخرت بس كلها كام ساعة وتكون هنا و تروح عليا بقى
قبل أن يجيبها وجدها تركض ليضرب على جبينه بغيظ منها و هو يجدها تقترب من امرأة تحمل طفلة على يدها اقتربت منها لتتابع قلقها و تهتف بهدوء 
ـ أنا ميرا صاحبة فاطيما أكيد شوفتي صورتي 
حركت رأسها بالموافقة لتتململ فريدة و هي تحاول أن تنزل لتقف على الأرض لتتركها علياء ولكن حدث شيئاً جعلها تقف مصدومه 
كان يشاهد ما يحدث ليجد الصغيرة تقترب منه وتمسك قدمه لتهتف بطفولة 
ـ بابا


الفصل العاشر

ــــ اللقاء الأول ــــ

ها أنا قد أتيت وقد وطأت قدمي أرضك مرةً ثانية  ولكنني آتية ومعي خيبة الأمل  والخزي من قدري الذي أعطاني درساً قاسياً ولكن منحني تلك الملاك كي تؤنس وحدتي أنا سأحارب من أجلك فأنت من وهبت حياتي لأجلك يا طفلتي الجميلة  ها نحن ننتظر ذاك القريب الذي لا نعلم نهايته …

تفاجئ عزت من وجود شفيق أمامه ولكن كان عليه التماسك من أجل أسرته ليطلب من سمية أن تأخذ فاطيما و تصعدا للأعلى بعد رؤية الخوف الذي تملكها
ليهتف شفيق بسخرية بعد رحيلهم :
ـ أهلاً أهلاً حمدالله على السلامه معقول كل ده أقعد استناكم
ليجيبه بغضب و كره شديد :
ـ إنت دخلت هنا ازاي وبتعمل إيه هنا
ليجلس و يضع قدم على قدم كي يستفزه :
ـ دخلت إزاى اطمن خبطت و بنتك فتحت لي بعمل إيه هنا عايز حفيدتي فينها و متقولش معرفش لانى متأكد انكم مخبينها
تحدث بهدوء و تهديد :
ـ حفيدتك مش هنا و أتفضل بره ولا أطلب البوليس
ظل يتأمل المكان بعض الوقت كي يثير توتره :
ـ مش هنا أممم ممكن أصدقك بس الى متاكد منه إنك عارف هي فين
يعلم عزت جيداً نواياه و قرر أن لا يجعله ينجح في استفزازه :
ـ أنا رأيي تسأل جسار أظن هو عارف مكانها
تحدث بجدية لأنه يعلم جيداً أنها كانت مع سمية والتقت بها قبل اختفائها :
ـ جسار معندوش علم بمكانهم أنتم آخر ناس هي و حفيدتى كانوا عندهم انا مش فاهم أنتم عايزين منهم إيه يهمك أمرهم في إيه 
تحدث بجدية شديدة حتى ينهي هذا الأمر فهو لا يريد حدوث أى قلق إلا بعد سفر فاطيما كي لا يتعرضوا لها مره أخري :
ـ إنت فتشت القصر و المزرعة و موصلتش لحاجه بعدين إنت عارف إن من يوم علياء ما اتجوزت ابنك وأنا قاطع علاقتي بها
ليهتف بمكر لانه يشعر أنه يخفي عنه شيء ما :
ـ طيب كانوا بيعملوا إيه عندك في المزرعه
تحدث بهدوء شديد :
ـ مشيت طلبت مساعدتي و مشيت لما رفضت أقبل وجودها وسطنا
هتف ساخرا لكنه يعلم أنه يخفي عنه شيئاً خاصاً بحفيدته :
ـ هه لأ رد مقنع برده وماله بس افتكر إنك إنت اللي بدأت تانى هاه
ليضرب عصاه بقوة في الأرض :
ـ و مين قالك إني بخاف
هتف متحديا له :
ـ وماله يا عزت هنشوف
نظر له بسخرية و غموض :
ـ تعتقد إني خايف يعني
ليتحدث بتهديد حقيقي :
ـ تمام هنشوف إذا كنت فعلاً قادر تحميهم ولا
عزت بتنهيدة و غموض :
ـ أطمن وفكر في الجاي
ليسخر منه وهو يقف ليغادر :
ـ الجاي ليا مش ليك
ابتسم له باستفزار و سخرية :
ـ هنشوف مين هيضحك في الآخر 
لينظر له بجدية و غيظ :
ـ هنشوف يا عزت هتشوف
بعد مغادرته هبطت سمية للأسفل برفقة فاطيما ليشير لهما بعدم التحدث ليشرد فيما حدث بعد أن كان الجميع يهابه و يخشى مواجهته أصبحوا يهاجموه ليغمض عينيه بتعب شديد 
❈-❈-❈
وقفت علياء تشاهد ما يحدث بصدمة و ميرا أيضاً اقتربت من زين الذى لا يعلم ماذا حدث له بعد رؤيته ل فريدة وتمسكها به لهذه الدرجة حملها لتضع رأسها على كتفه 
هتفت علياء بغيظ و هى تنظر لفريدة :
ـ فريدة فريدة عيب كده انزلي  .. سورى بعتذر على اللي حصل انزلي يا حبيبتي
لتعتذر من زين بينما اعترضت فريدة بتذمر شديد :
ـ لأ يا ماما مش عايزه أنزل عايزه أفضل مع بابا
تنهدت بتعب وإرهاق بسبب تعبها من السفر :
ـ فريدة عيب مينفعش كده
لينتبه لاسمها ويهتف وهو يمسد على رأسها : 
ـ هاه فريدة فريدة .. هاه لا عادي مفيش أى إزعاج بالعكس خليها معايا .. أهدي يا حبيبتي مفيش حد هياخدك
ثم يكمل حديثه مع علياء و هو شارد في إسم فريدة ليفتح له الإسم ذكريات قديمة حاول نسيانها لكنه فشل سنوات مرت تلو الأخرى ولا يزال حين سماعه لهذا الاسم يذهب لطفولته الضائعة 
لتهتف بغيظ من ابنتها و تعلقها بالأشخاص بسرعة شديدة :
ـ لأ شكراً إحنا ماشيين انزلي يا فريدة بقولك انزلى
حاولت أخذها منه لتتملص بين يديه وكادت أن تسقط على الأرض لتبكي بقوة :
ـ لأ ياماما لأ
تفاجئ زين من تعاملها بهذه الطريقة مع طفلة صغيرة ليهتف بحده :
ـ بلاش تزعقي لها هى طفلة مش عارفه حاجه
أجابته بتذمر و هى مازالت تحاول أخذ فريدة منه :
ـ شكرا على نصيحتك بنتى و أنا حره انزلي يا فريدة بقولك انزلي كده غلط مينفعش تتعبي الأستاذ انزلي و أنا هشيلك 
تدخلت ميرا التي كانت تتابع ما يحدث بابتسامه :
ـ اهدي ده زين أخويا مش حد غريب
أجابتها بصدمه وخجل :
ـ هاه اخوكي
لتشير أولا على شقيقها وتقدمهم لبعضهم البعض : 
ـ أيوه أعرفكم على بعض ده زين أخويا و دي علياء و البنت اللي معاك بنتها فريدة
هتفت بهدوء وهى تنظر للأرض بسبب ما حدث معهم و تعارفهم بهذه الطريقة :
ـ أهلاً أستاذ زين شكراً يا ميرا تعبتكم معايا
مازالت فريدة ترفض أن تترك زين لتجيب باعتراض :
ـ لأ يا ماما أنا عايزه أفضل هنا مع بابا
تحدثت بتعب من عناد طفلتها :
ـ فريدة
ليهتف بهدوء فهو حقاً بدأ يشعر بالغضب من علياء وتعاملها مع طفلتها :
ـ مفيش أي تعب اتفضلوا معايا على العربية علشان أوصلكم للفيلا
تحدثت ميرا بجدية :
ـ إيه الكلام ده بعدين أى شخص من طرف فاطيما نشيله في عينينا
لتتحدث وهم يتجهون للخارج : 
ـ ميرسي يا ميرا ده بس من ذوقك .. هنروح فيلا عمو مراد صح
لتجيبها وهي تفتح باب السيارة :
ـ أيوه اطمني هكون معاكي على فاطيما ما توصل علشان متبقيش لوحدك
ليهتف زين بهدوء و هو يضع فريدة في الكرسي الامامي لتكون جواره : 
ـ الأفضل تيجي معانا الفيلا علشان مش تكوني لوحدك بعدين فاطيما هتقعد معانا بعد وصولها
فريدة وهى تصفق بيدها :
ـ  أيوه يا ماما خلينا نروح مع بابا
علياء بتذمر وهي تريد الآن أن تلقي ابنتها من شباك السيارة :
ـ فريدة اسكتى خالص شكراً يا أستاذ زين بس أنا حابه ابقي في فيلا عمو مراد مش عاوزه أكون عبئ على حد
ميرا بتنهيده :
ـ طيب ممكن تهدوا زين الفلل جنب بعضها أنا هقعد معاكي على فاطيما ما توصل و ده طلب جدو عزت و عمتو سمية ولو احتاجتنا أى وقت هنكون هناك
لتهتف بتعب وارهاق شديد :
ـ سمعت ممكن نمشي بقي بدل ما فاتت ساعه بنتناقش تعبت و عايزه أرتاح لو سمحت
لتحاول أخذ فريدة كي تجلس على قدمها و لكنها تذمرت ليهتف بغيظ :
ـ اطمني أكيد مش هاذيها يعني خلينا نوصل فى هدوء 
لترد ببرود و حده :
– لأ معلش بنتى معايا فريدة تعالى يلا يا حبيبتى عندي 
لتتمسك بزين بقوة كي لا يتركها :
ـ أنا مع بابا اهو
وضعت يدها على وجهها بإرهاق :
ـ فريدة في إيه مالك النهارده مش سامعه الكلام خالص كده ليه 
تجمعت الدموع فى عينها لتهتف بحزن :
ـ ماما 
ـ علياء بلاش خوف اطمني بعدين زين اخر واحد ممكن يفكر ياذي حد
تحدثت بخجل بسبب عناد ابنتها :
ـ معلش يا ميرا سورى مش قصدي حاجه أنا بس يعني خلاص 
ذهبت فريدة في النوم من شدة تعب السفر وظلت هكذا لفتره ثم استيقظت وبدأت تستمتع بالطريق فهذا العالم جديد عليها كلياً أما علياء فقد كانت تفكر هل تستطيع التأقلم في هذا المجتمع الغريب لتصل السيارة بعد ساعة و يهبطوا منها متجهين للفيلا بينما ظلت فريدة مع زين في الخارج حتى يغلق السيارة أعجبت علياء بالفيلا فهي تبدو هادئة نعم يغلب عليها التراث الانجليزي لكن بداخلها دفئاً شديداً 
هتفت ميرا و هي تقف خلف علياء بهدوء : 
ـ إيه رأيك بقى في الفيلا أتمنى تعجبك
التفتت لها لتجيب بهدوء و قلق بسبب تأخر فريدة دقائق قليلة لكنها تشعر أنها ابتعدت عنها منذ عدة ساعات :
ـ هاه أه حلوه و ذوقها هادي فين فريدة
أجابتها فريدة و هى تدلف مع زين بابتسامه :
ـ أنا هنا اهو يا ماما 
زين بهدوء وهو ينظر للفيلا بشوق كبير :
ـ مضطر اسيبكم علشان عندي اجتماعات مهمه في الشركة و هروح اجيب فاطيما من المطار
ميرا و هي تتجه للمطبخ لتحضر لهم وجبة خفيفة :
ـ يلا يا علياء افطري و ارتاحي شوية
لتقترب من فريدة كي تأخذها من زين :
ـ لأ ماليش نفس هطلع ارتاح شويه يلا يا فريدة شكرا جداً على تعبكم معايا النهارده عن إذنكم 
فريدة و هى ترفض الذهاب معها :
ـ ماما أنا هروح مع بابا
لا تريد الآن شيئًا سوى اختفاء زين من أمامها حتي لا ترتكب جريـ.ـمة حقاً :
ـ لأ يا فريدة لأ يا حبيبتي و قولت ده مش بابا خلينا نطلع نرتاح بقى يلا
ميرا و هى قادمة من المطبخ ومعها القهوة و كوب حليب ل فريدة :
ـ طيب أنا هرتاح أنا كمان علشان تعبانه اوى و بعدين نجهز الغدا سوا
فريدة وهى تمسك يد زين بقوة كي لا يتركها :
ـ بس أنا مش عايزه أرتاح عايزه أروح مع بابا
ـ مش هينفع يا حبيبتي و اسمعي الكلام بقي
أخذها زين ليجلس وهي جواره :
ـ حبيبتي ارتاحي دلوقتي و هنخرج سوا بكره قلتي إيه 
ـ بس أنا عايزه اروح معاك
ليضع وجهها بين يده :
ـ علشان اجيبلك ألعاب كتير و عروسه جميلة زيك قلتي إيه 
تحدثت بنبرة حزن شديدة :
ـ يعنى هتيجي تانى صح مش هتسيبنى لوحدي أنا هستناك ولو مش جيت هزعل منك أوى ومش هكلمك تانى خالص خالص
ليقبل جبينها و يجيبها بجدية :
ـ اطمني هرجع تاني بس اسمعي كلام ماما و بلاش تزعل منك علشان أحبك ونخرج سوا
لتقبله على وجهه رغم تعجبه و علياء أيضاً :
ـ حاضر يا بابا مش تتأخر عليا
ليرحل و يتركهم صعدوا بعد ذلك لغرفهم أرادت معاقبتها لتجدها قد ذهبت في النوم نامت سريعاً لتقرر التحدث معها بعد استيقاظها 
❈-❈-❈
في القاهرة مساءاً كانت فاطيما تودع جدها الذي أصر على الذهاب معها للمطار برفقة سمية و هناك أعين تراقبهم من بعيد و تتابع ما يحدث في صمت .. يجلس و يفكر فيما يحدث معه ليأتيه اتصال من رقم مجهول 
ـ بدأ العد التنازلي الجاي مش سهل 
أجابه وهو ينظر للسماء :
ـ خلاص مبقاش عندي اللي أخسره إيه المطلوب مني 
ـ مش هينفع لازم نتقابل علشان أى غلطه هتكون الخسائر أكبر المره دى
هتف بسخرية شديدة :
ـ أتمنى نخلص في أسرع وقت أنا مش هصبر على شفيق أكتر من كده شوفوا عاوزين مين يكمل معاكم 
ليغلق معه ويلقي هاتفه بإهمال جواره 

اتجه للشركة ليذهب لمكتب والده أولاً ثم ينهي أعماله قبل الذهاب لاستقبال فاطيما جلس بهدوء ليتحدث والده بغموض وهو يراقب غضبه :
ـ نزار تعالى ولا أقول زين 
تنهد ونظر لوالده باستنكار :
ـ بابا لو سمحت بقي أنا تقريباً نسيت اسمى
لينتبه لحزنه و غيظه :
ـ معلش معلش بس مالك متعصب أوى كده ليه حصل حاجه ولا إيه و صحيح وصلت علياء وبنتها الفيلا
ليتذكر لقائهم و يشرد قليلاً طالما كان ناقماً على معشر النساء بشكل خاص بسبب ما عاناه في ضالماضي : 
ـ أيوه وصلتهم و حقيقي كل يوم بتأكد إن التعامل مع الستات أسوء شيء في الحياة
يعلم جيدًا أنه لن يستطيع تغيير نظرة ابنه بهذه السهولة فهو يحاول معه منذ عدة سنوات :
ـ ليه بس كده حصل إيه وبعدين يا حبيبي مش كلهم زي بعض
تحدث باستنكار و استهجان :
ـ بتتعامل بعصبية و مفيش أى تقدير بتكلم معاها بهدوء و بحاول أكون هادي لكن إزاي حتي تعاملها مع بنتها
ليحاول تهدأته لأنه يعلم أنه أصبح لا يثق في أي شخص بسهولة لكن علياء تعرضت لمواقف صعبه ويجب عليهم مساعدتها :
ـ معلش اللي اتعرضت له صعب أوى وخصوصاً قبل ما تيجي هنا وأكيد يعني مكسوفه و متوتره ف اتصرفت بعصبية متحكمش عليها من أول تعامل
ليقرر إنهاء الحديث في هذا الأمر :
ـ ولا أول تعامل ولا أخر تعامل أنا علشان وعدت فريدة هروح أشوفها و أنا راجع ب فاطيما و هطلب منها أو ميرا يجيبوها أشوفها بره 
ليهتف سليم بمكر و ابتسامه :
ـ يعني مش قابل الأم و حابب البنت لأ و وعدتها و هتروح لها مخصوص .. نزار بلاش عنادك ده صدقني يا ابنى مش كلهم واحد وبعدين لازم تهدى في تعاملك معاها شويه لأنها مش جايه يوم يومين و ماشيه لأ دي قاعده هنا و فتره طويله مش عارفين هتقعد هنا لغاية امتى اتعامل معاها زي ميرا و فاطيما هاه
ليجيب وهو يعود من ذكرياته بشوق و حنين :
ـ هاه أيوه بعدين إسمها مميز و ملامحها هادية بعدين يفضل مش أتعامل معاها مش ذنبي يا بابا تقعد قد إيه أنا مش هتصاحب عليها
ثم أكمل بحده بسبب إصرار سليم عليه في التقرب من علياء و مساعدتها ليخبره والده بجدية و محاولاً استعطافه من أجلهم :
- نزار مش معقول كده اهدي شويه خلاص لا تتعامل معاها ولا تتعامل معاك بس ماتنساش إنها ضيفه هنا و في حمايتنا يعنى اركن عقدك على جنب و فكر في مشكلتنا و المهمه اللي إحنا فيها و هي حمايتها هي و بنتها أظن عارف إن شفيق مش هيسكت و هيفضل وراها لغاية لما يقتـ.ـلها و ياخد فريدة فاهمني
ليجيبه بهدوء وهو يقف كي يغادر لينهي أعماله :
ـ حاضر يا بابا حاضر مطلوب مني حاجه تانية
ليطلب منه أن يتابعهم طوال الوقت :
ـ لأ بس أبقي اطمن عليهم كل شويه مفيش حاجه مضمونه لغاية لما أعرف أقنعها تقعد معانا أنا مش هعرف أركز طول ما هي بعيد لازم تبقي تحت عينينا علشان نعرف نأمنها كويس هي و بنتها
نظر لوالده وتحدث بغيظ :
ـ تحب أروح أقعد معاهم يعني بعدين الفلل جنب بعض أى حاجه هنعرف على طول
حاول أن لا يضحك كي لا يغضبه أكثر :
ـ  ياريت أهدي كده بعدين بلاش عصبية مش معقول هي عملت معاك إيه وصلك لكده وبعدين مش هسيب حاجه للظروف
وضع يده على رأسه بإرهاق فهو حقاً متعب لم يستطع النوم ليجيبه ساخراً :
ـ بابا كفاية بقى وابقى أسأل بنتك هتعطيك تقرير كامل أنا غلطان انى روحت استقبلهم
ليقرر أن يخبره بسفره و يمازحه قليلاً :
ـ خلاص خلاص أهدي على العموم خلى بالك منهم كويس اوى على ما أرجع هسافر مصر بس بعد ما أطمن على عروستي أنها وصلت
لبيتسم بهدوء بسبب العلاقة بينه و بين فاطيما : 
ـ عروستك !! المهم هتسافر ليه في حاجه ولا إيه !!
قرر عدم إخباره بما حدث لحين عودته لأنه سيجري تغييرات كثيرة خاصة بعد استيلاء جسار على المجموعه هناك :
ـ لأ أطمن مفيش حاجه مش هتأخر و أه عروستى عندك مانع يا دكتور
- لا طبعاً أنا أقدر هتقعد كتير هناك يعني
لينفي بهدوء و جدية :
ـ لأ مش كتير يومين تلاته كده و هكون هنا أطمن 
ليهتف باستفهام و تعجب من قرار والده بالسفر بهذه السرعة دون إخباره قبلها بوقت كي ينظم وقته :
ـ هتسافر امتى طيب ؟
علشان اظبط الوضع هنا
ليتحدث وهو يتابع بعض الأوراق لإنهاء الأعمال المتعـ.ـلقة قبل سفره كي لا تتراكم الأعمال على نزار لحين عودته من السفر :
ـ بكره علشان أرجع بسرعة عارف لو اتاخرت هرجع ألاقي مفاجآت كتير 
تنهد بهدوء و هو يراقب والده ويعلم أنه يخفي عنه شيئًا خاصاً بسفره لمصر :
ـ طيب بلغ سلامي لجدي و عمتي
ليومأ برأسه له بهدوء و يشير له كي يتجه للخارج :
ـ حاضر يوصل يلا روح شوف شغلك على مكتبك يا دكتور عايز أخلص اللي ورايا قبل ما أسافر
ليتجه ناحية الباب كي يغادر ليتحدث :
ـ تمام و أنا هخلص وأروح اجيب فاطيما
سليم بابتسامه هادئة:
ـ تمام هستناكم في الفيلا يلا
ليغادر و يتنهد سليم بقلق لأنه خائف من رد فعل زين بعد معرفته ما حدث في مصر وأيضاً زواج فاطيما فهى للآن لم تخبره خوفاً من غضبه و تهوره الشديد .. أنهى زين عمله وقرر إحضار الأطعمة الجاهزة لهم فهم متعبون من السفر وأيضاً قام بشراء عدة ألعاب لفريدة ليذهب لهم أولاً قبل ذهابه للمطار .. استيقظت علياء و كانت تشعر ببعض التعب لتجد فريدة مازالت نائمة قبلتها على وجهها وقررت استكشاف الفيلا و رؤية ميرا بدأت تشاهد الغرف لتجد صورة تجمعها مع جسار و فاطيما و سلمى و عمر و شخصاً آخر حاولت تذكره لكنها فشلت لتسمع صوت دق على باب المنزل .. وصل و رفض فتح الباب رغم وجود مفتاح معه لكنه من الآن وصاعداً لن يستطيع فعل الأشياء التى كان يفعلها في السابق ليجد علياء تفتح له الباب نظر لها ليجدها بدلت ثيابها لتجده يحمل عدة حقائب
ليلقي عليها التحيه :
ـ مساء الخير
نظرت حولها بهدوء وله أيضاً لكن هذه المره نظرت له بوضوح شديد :
ـ مساء النور أتفضل 
تحدث بتعجب بعد دخوله عدة خطوات فهو كان يتوقع أن يجد شقيقته مستيقيظة :
ـ هى ميرا خرجت ولا إيه !!
أجابته بهدوء وهي تشير للأعلى :
ـ لأ نايمه فوق تحب اصحيها لك
تحدث برفض ليقدم لها الحقائب :
ـ هاه لأ اتفضلي ده أكل جاهز علشانكم و دى ألعاب لفريدة أتمني توصليها لها
أخذتهم منه لتضعهم على طاولة الطعام و قررت أن تشكره :
ـ لفريدة ؟! شكراً و مكنش في داعي تتعب نفسك أنا كنت هجهز أكل بنفسي
تحدث بجدية فهو حالياً مسؤولاً عنهم جميعاً خاصة بعد سفر سليم ليقرر القيام بتهدئة الوضع بينهم :
ـ مفيش أى تعب إنتي هنا زي ميرا و فاطيما بالنسبالي و فريدة زى بنتي
تعجبت من هدوءه معها لتقرر الاعتذار له فهي ستظل هنا فترة طويلة ويجب عليها الحذر لكنها حالياً أصبحت جزءاً من هذه الأسرة التي لا تعلم كيف سيكون الوضع معها في المستقبل ؟
ـ طيب هو بالنسبه للي حصل الصبح يعنى أحم بعتذر على طريقتى يعنى معاك الصبح بس أنا كنت متوتره و خايفه عليها يعني و مكنتش أعرف إنك إنت اخو ميرا ف خفت عليها انا معنديش غيرها ولا أغلى منها أتمنى متبقاش زعلان
تحدث بجدية وهو ينظر للفيلا بتركيز شديد كأنه يشاهدها لأول مره :
ـ مفيش داعي للإعتذار أنا كمان اتعصبت بصراحه موقف فريدة كان عفوي رغم توتري في البداية لكن حقيقي حبيتها وكان لازم اتحكم في اعصابي شوية بس مش بحب اشوف الاطفال زعلانين أو حد يتعصب عليهم
تعجبت مما يحدث لتتحدث باعتذار :
ـ أنا اتعصبت عليها من توتري أنا كمان وخوفي عليها يعني كنت فكراك واحد غريب خفت تاخدها و تمشي و هي ماسكه فيك و مش عايزه تنزل كان المفروض تقدر خوفي على بنتى مش تتعصب عليا و تضطرني اتعصب أنا كمان
ليقرر الهروب من هذا المكان بسبب ماضي حاول نسيانه لكن من يستطيع محو أشخاصاً استوطنوا القلوب :
ـ حصل خير و بعتذر مره تانية لازم أمشي علشان مش أتأخر على فاطيما
لأول مره تنتبه لنظرة الحزن في عينه نعم هو شخصاً كبيراً غامضاً لن تستطيع الحكم عليه من أول لقاء لكنها ستكشف هذا الغموض مع الوقت :
ـ تمام هنتظركم وشكراً جداً على تعبك معانا الصبح وشكراً على الأكل والحاجات اللي جبتها لفريدة
طالما كان يرفض التعامل مع النساء بشكل خاص لكن يبدو أن للقدر رأي آخر :
ـ مفيش داعي للشكر مش كل مره هتشكريني كده هكون واحد غريب بيقدم لك مساعدة
لتشكره بابتسامه هادئة ليغادر و يتركها تفكر فيما حدث معها اليوم أخذت الأطعمة و وضعتها في المطبخ لتتجه لرؤية غرفة المكتب وجدت مكتبة صغيرة بها بعض الكتب و بجوارها نسخ مترجمة لتتعجب و هي تأخذ إحدى الروايات المترجمة لتبدأ بقرأتها .. كان يقود سيارته و عقله في مكان آخر يفكر هل حقاً النساء سيئات ؟؟
أم أن هناك الجيد و آخر السيء هل حديث والده صحيح ؟؟
أنه يجب أن لا يحكم على الجميع نفس الحكم بسبب تجربة مر بها ليخرج بهذه الأفكار من رأسه ليصل للمطار وصل لقاعة الاستقبال لانتظار الطائرة نظر للساعة ليجد نفسه قد وصل متأخراً ليزفر بضيق كان عليه الوصول مبكراً ليجدها تخرج أمامه اقترب منها ليضمها بحب شديد 
تحدثت بدموع و اشتياق شديد :
ـ نزار !! وحشتني أوى أوى 
قبلها على جبينها و وجهها بحب شديد :
ـ حبيبتي وحشتيني أخيراً شفتك مفيش سفر تاني
أجابته بتأكيد و حزن بالغ :
ـ لأ مفيش سفر تانى خالص خالص أطمن أنا اتأكدت إن مكانى هنا معاك وبس
ليبتعد عنها ويرفع وجهها كي يري ما تخفيه عنه :
ـ إيه الحكاية وليه الحزن اللي في عينك ده كله و موبايلك كان مقفول ليه عندي أسئلة كتير و لازم إجابة بس ترتاحي الاول مش هقبل تهربي زى كل مره
حاولت الهروب منه لكنها فشلت فهي تعاني حقاً لكن هذا ليس الوقت المناسب للتحدث :
ـ هاه مفيش يا حبيبي و حتي لو فيه وجودي هنا دلوقتى و معاك ينسيني أي حزن ووجع
ظل يدقق في ملامحها هذه ليست الفتاة التي يعرفها :
ـ مش بتعرفي تكدبي بس الكلام بعدين علشان أفهم إيه حكايتك
أجابته بتعب وإرهاق حقيقيين :
ـ خليني طيب ارتاح شويه صحيح أخبار علياء وفريدة ايه
ليأخذ الحقيبه منها و يتجهان نحو السيارة :
ـ كويسين اطمني متقلقيش عليهم ميرا معاهم
نظرت للطريق بشوق رغم فراقها لأحبائها في هذه الدولة لكن هنا فقط تمتلك ذكريات خاصة لا تسمح لأحد بالاقتراب منها :
ـ تمام كويس كنت قلقانه عليهم أوى هما فين في فيلا بابا ولا عندكم
ليخرج لها منديلاً بعد رؤيته لدموعها وتنهد بيأس :
ـ لا رفضوا يجيوا معانا قاعدين في الفيلا
أخذت منه المنديل لتتحدث بهدوء :
ـ هتكلم معاها و اقنعها تيجي تقعد معانا
ليهتف يتنهيده و حيره :
ـ هاه تمام المهم إنك رجعتي خلاص ده عندي أهم شيء 
تعلم أنه لن يهدأ حتى يعلم ما حدث معها لكنها تخشى عقابه لها :
ـ حبيبي وحشتني أوى وكل حاجه هنا وحشتني وبابا ؛ بابا وحشني أوى عامل إيه 
تحدث بغيظ مما تفعله طالما كانت تخفي عنه شيئاً  :
ًـ اهربي زى كل مره بس خلاص مش هسكت غير ما أعرف مخبية إيه 
أجابته بتنهيده عميقة :
ـ نزار بليز مش وقته طيب أروح أطمن و أسلم عليهم و بعدين نتكلم
ليقرر أن يتركها الآن لكن لاحقاً سيتحدث معها :
ـ ماشي قوليلي طيب أخبار عمتك و جدك إيه 
لتجيبه بعتاب حقيقي :
ُـ كويسين و بيسلموا عليك و عمتو زعلانه منك أوي علشان مش بتكلمها
ليتحدث بهدوء وهو يتابع الطريق :
ـ هكلمها معاكي النهارده و أعتذر منها
لتقف السيارة بعد وصولهم :
ـ ماشي يا حبيبي يلا خلينا ندخل 
قبل وصول زين و فاطيما اتجه سليم أولاً للقاء علياء و التحدث معها لاقناعها وقد كانت في المطبخ تعد فنجاناً من القهوة كي يهدأ الألم الذي تشعر به في رأسها بسبب صوت الطائرة فتحت له الباب نظرت له بقلق فى البداية لكن حديثه معها جعلها تهدأ قليلاً 
ـ مساء الخير يا علياء طبعاً أول مره نتقابل
لتبتسم بهدوء بعد أن علمت من حديثه أنه والد ميرا خاصة الملامح المتشابهه بينهم :
ـ أه بس سمعت كتير أوى عن حضرتك و كان نفسي اقابل حضرتك من زمان
تحدث بهدوء بعد أن سمحت له بالدخول :
ـ طمنيني أخبارك إيه أتمني الرحله كانت من غير قلق
أجابته بشكر و امتنان :
ـ أه الحمدلله شكراً جداً لحضرتك و على تعب ميرا و أستاذ زين معايا
ليتحدث بجدية و هدوء :
ـ مفيش أى تعب بعدين إنتي هنا زي ميرا و زين و فاطيما يعني عندي أربع ولاد مش اتنين بس
ـ شكراً يا عمو
ـ بلاش كلمة عمو قولي بابا زي الشباب ممكن
تحدث بجدية لتجيبه باحترام :
ـ هاه حاضر
ـ حاضر يا إيه
أراد أن يجعلها تطمئن لهم لتهتف بخجل شديد :
ـ يا يا بابا 
تحدث بجدية فهو يريد أن يكون كل شيء بأمان بعد سفره :
ـ طيب ممكن بابا يطلب منك طلب و توافقي
حركت رأسها بالموافقة :
ـ أكيد طبعاً أتفضل 
ارتشف من فنجان القهوه التي أعدتها له ليخبرها بطلبه :
ـ ممكن تيجي تقعدي معانا إنتي و فريدة مش هينفع تقعدوا أنتم و فاطيما هنا لوحدكم
أجابته بحرج و خجل :
ـ معلش بس ده طلب صعب شويه مش هعرف أكون على راحتى وبعدين كمان مش هحب أن وجودي يضايق ولاد حضرتك فاطيما لو عايزه تقعد معاكم مش مشكله عادي
ـ أولاً مش طلب صعب ولا حاجه ثانياً مفيش حد هيضايق من وجودكم بالعكس هيكونوا مرحبين بكم و فاطيما مستحيل تتخلي عنك
لا تعلم بم تجيبه تشعر بخجل و حيرة شديدين :
ـ ما ما ماهو بصراحه يعني
نظر لها بهدوء هو يتفهم قلقها لكنه يريد سماعها :
ـ قولي اللي عندك
هتفت باستفهام و تعجب :
ـ هو أنا عندي سؤال بس الأول هو أستاذ زين ابن حضرتك يعني هو على طول عصبي كده و حاد أنا حاسه أنه صعب و بصراحه شدينا سوا و بعترف إني كنت عصبيه معاه بس غصب عني والله فمش حابه تحصل مشكله بسببي يعني ف الأفضل خلينى هنا
تحدث مدافعا عنه بجدية :
ـ اسمعيني كويس يا بنتى مفيش إنسان في الدنيا كامل بالعكس هتلاقي عند كل واحد عيوب و مميزات والظروف بتغير البنى آدم زين دى طبيعته مع الكل تحسي إنه عصبي بس لما تقربي منه و تتعاملي معاه عن قرب هتلاقيه واحد تاني خالص و متقلقيش هو مش بيجي الفيلا غير وقت النوم بسبب شغله ولو وجوده هيعمل قلق ممكن يجي يقعد هنا و أنتم تقعدوا مع ميرا بحيث مش تكونوا لوحدكم آه إحنا في لندن وبلد أوربي لكن مش ناسيين عاداتنا ولا تربيتنا
تحدثت باعتراض فهى لا تريد حدوث خلافات بينهم من أجلها :
ـ لأ ؛ لا طبعا مش ده قصدي خالص والله أكيد يعني مش هكون سبب إنه يسيب بيته خلينى هنا أفضل و أوعد حضرتك هفكر في طلب حضرتك يعني على الأقل أخد على المكان هنا والناس والأجواء دي وهما كمان ياخدوا عليا
ـ طيب أنا هسافر مصر يومين و هرجع اسمع موافقتك قلتي إيه 
لتجيبه بقلق أن يكون قد حدث شيئاً بعد سفرها :
ـ هو حضرتك مسافر مصر ليه في حاجه ولا ايه هما هناك كويسين صح
تفهم قلقها و أجاب :
ـ أهدى هما كويسين بس عندى شغل هناك ومفيش حد غيري يسافر
- آه طيب كويس الحمدلله تروح و ترجع بالسلامه سلملي عليهم
- اكيد قوليلي البنات فين
استيقظت فريدة و بحثت عن والدتها في الغرفة لتنزل الدرج و هى تشعر بالدوار لتهتف علياء عقب رؤيتها :
ـ فوق ثوانى أهي نزلت الانسه
نظرت حولها تبحث عن زين : 
ـ ماما فين بابا هو لسه مجاش أنا زعلانه منه
تمتم سليم متعجباً :
ـ بابا 
هتفت علياء بخجل وهى تقترب من سليم :
ـ فريدة تعالى يا حبيبتي سلمي على جدو سليم .. أسفه هي بس مصممه إن أستاذ زين باباها علشان فيه شبه من من أنا انا اسفه بس 
ليتذكر سليم حديث زين عن فريدة و هتف وهو ينظر بغموض :
ـ إنتي بقي فريدة اللي زين بيحكي عنها صح
أجابته بطفولة و هى تبتسم بحزن :
ـ أه انا هو بابا فين هو قال إنه هيجي تانى هو مش جيه أنا زعلانه منه 
علياء بيأس من عناد ابنتها : 
ـ فريدة حبيبتي اسكتى بقي
و قبل أن تتحدث فريدة وتعترض انتبهوا لأحدهم يفتح الباب وكان نزار و معه فاطيما لتترك والدتها و تركض إليه لتهتف بطفولة :
ـ بابا
وقفت صامته عدة دقائق لتتحدث بتعجب :
ـ بابا !! 

تعليقات



<>