
رواية قلوب ضائعة الفصل الحادي عشر11والثاني عشر12 بقلم فاطمة الزهراء
لا ترحل
رحلت.. أنا عنك نعم لقد قررت الرحيل لا تسألني إلى أين ولكن إسأل قلبك لماذا رحلت عنه إسأله لماذا تخلى عن قلب هواه لماذا آلمني وجرحني لماذا سقاني الداء بدلاً من الدواء راحل إلى طريق بلا عودة ....
انتبهوا لوجود فاطيما ليبتسموا لها بسعادة حقيقة لتقترب منها علياء لتضمها بحب شديد :
ـ فاطيما حمدالله على السلامه
لتركض فريدة تجاه نزار و أردفت بحزن طفولي :
ـ كده يا بابا تتأخر كل ده عليا أنا زعلانه منك
لكنها نظرت لوالدتها بحزن و هى تتذكر حديثها معها بعد أن استيقظت و هى في غرفة المكتب صعدت لها لتجدها خائفة وتجلس على الأرض اقتربت منها لتمسح دموعها و قررت أن تتحدث معها فهى لا تريد أن تسبب لأحد إزعاج يكفي انها اقتحمت حياتهم
أردفت بجدية و هى تضم وجه فريدة بين يدها :
ـ فريدة ممكن أتكلم معاكي و متزعليش مني
حركت رأسها بالموافقة لتكمل علياء حديثها وسط ترقبها لردة فعل فريدة :
ـ بلاش تنادي زين بابا بعد كده لانه مش باباكى اسمعيني أنا هربت علشانك إنتي بس و حياتي هعيشها ليكي فريدة زين مش بابا هما بيساعدونا مش أكتر بلاش يتضايق بسبب كلمة بابا دي
لم تجبها بأي كلمة لتردف بهدوء :
ـ فريدة مش عاوزاكي ترتبطي بحد و يسيبك بعد كده هتتعبي
ـ بس هو بيحبني و مش زعلني زي بابا جسار
تحدثت بحزن لتضمها إليها :
ـ جسار كمان مش بابا يا حبيبتي بابا موجود في السما و شايفك دلوقتي قوليله عمو زين إيه رأيك
لتستيقظ فريدة ونظرت للأرض بحزن شديد
كانت فاطيما تتابع ما يحدث بين فريدة و نزار بتعجب شديد لتنتبه لسليم الذي اتجه إليها:
ـ حبيبتي أخيراً رجعتي وحشتيني أوي أوى
أردفت علياء بهدوء وجدية :
ـ فريدة تعالى هنا يا حبيبتى
قررت معرفة ما يحدث لاحقاً فهي تشعر بإرهاق شديد بسبب السفر :
ـ وحشتوني كلكم طمنوني عليكم إيه أخباركم و فين ميرا
تحدث سليم بهدوء و هم يتجهون نحو الداخل و نزار يضمها بشده إليه ليجلسوا في غرفة المعيشة :
ـ و إنتي كمان وحشتينا أوى يا حبيبتي
هتفت ميرا بصراخ و هى تقترب منهم :
ـ أنا جيت وحشتينى وحشتينى
لتضمها بابتسامة وتحدثت بهدوء و بصوت منخفض :
ـ لسه مجنونة زى ما إنتي !!
ـ نزار !! أنا مش فاهمه حاجه بابا ازاي !!
أردفت بتعجب لحديث فريدة مع نزار وهي تنظر له .. ليتحدث سليم بحماس وهو يتذكر الماضي قبل سفر فاطيما :
ـ أيوه كده خلي الأيام الحلوه ترجع تاني
هتفت علياء بهدوء و غيظ من ابنتها :
ـ فري .. نزار ؟! نزار مين
لتتعجب من الإسم الذي هتفت به فاطيما تشعر أن هناك شيئاً غامضاً خاصة علاقة زين ب فاطيما و لكن مهلاً من نزار الإسم الذي هتفت به فاطيما بصوت هادئ
تحدثت ميرا بمزاح و هى تختبئ خلفها مدعيه الخوف من نزار :
ـ مفيش أحلى من الجنان المهم إنك رجعتي مفيش سفر تانى علشان أنا هنا لوحدي و الدكتور معذبني معاه
لتشاهد ما يحدث واهتمام نزار ب فريدة لتتأكد أن هناك أشياء كثيرة حدثت فى هذا الوقت القصير :
ـ هيتجنن علينا سوا متقلقيش إيه حكاية بابا دي أنا غبت كتير ولا إيه
تحدثت بمكر و هى تتابع تعجب فاطيما :
ـ أه حاجات كتير حصلت كام ساعة لكن كلهم أحداث غريبة
لا تعلم ما الذي يحدث لتتحدث و هي تنظر ل فاطيما :
ـ طيب حمدالله على سلامتك يا فاطيما يلا يا فريدة نطلع ننام
رفضت أن تذهب مع والدتها لتحرك رأسها برفض :
ـ لأ يا ماما انا لسه صاحيه هقعد مع عمو زين
قرر نزار الرحيل كي يستريحوا و أيضاً انتبه لغضب علياء من ابنتها :
ـ طيب يا فاطيما ارتاحي دلوقتي و هشوفك بكرة يلا يا بابا ولا إيه
هتفت بتأثر شديد فهى بحاجه إليهم :
ـ اقعدوا شوية وحشتوني عاوزه أشبع منكم
أردفت فريدة بتذمر و حزن :
ـ إيه ده هو إنت هتمشي يا عمو !!
سليم وهو يتجه إليها و يضمها بهدوء :
ـ ارتاحي دلوقتي و هشوفك بعد ما أرجع من مصر يلا يا ميرا
تحدث نزار وهو يمسد على رأس فريدة :
ـ هاجي تاني بكرة و نقعد سوا كتير قولتي إيه
ميرا وهى تتجه لإحضار حقيبتها الصغيرة :
ـ أنا كده كده قاعده معاكم مش هرجع معاهم خليني هنا دول بيقعدوا يضايقوني
جلست على الكرسي لتضع يدها على وجهها :
ـ لأ إنت مش هتيجي تانى قولت الصبح هتيجي ومش جيت
جلس جوارها وتحدث بهدوء و هو يقبلها على وجهها :
ـ أنا جيت وانتى كنتى نايمة وجبت ليكي ألعاب كتير مش شوفتيهم
تحدثت فاطيما وهى تتابع نزار بتعجب حقيقي :
ـ هتقوليلي و إنتي أكيد بريئة مغامراتك بتوصلني
أردف سليم بجدية :
ـ ميرا قررتي إيه يلا علشان فاطيما ترتاح مش يوم السهر النهارده
لتعود إليهم وهى تتحدث :
ـ إنتي عارفه أنا مفيش في برائتي .. خلاص يا بابي جايه اهو بس من بكره لينا كلام تانى أنا ما صدقت بقي في حد غيري هنا
لتنظر فريدة حولها بحثاً عن الألعاب :
ـ لأ مش شوفتهم فين ده
علياء وهى تمد يدها لها كي تذهب معها :
ـ فريدة تعالى يا حبيبتي نطلع وأنا هفرجك على الحاجات يلا
سليم بابتسامه لهم :
ـ واضح هتعملوا حزب علينا
أردفت فاطيما بجدية :
ـ بابا كنت عاوزه أتكلم معاك
تحدث ميرا بخبث :
ـ مين إحنا لأ خالص يا بابي إنت عارف أنا بتاعة الكلام ده طيب ده مفيش أهدي مني ولا إيه
سليم وهو ينظر ل فاطيما بتفهم لأنه يعلم ما تريد قوله :
ـ حاضر يا حبيبتى بعد ما أرجع من السفر هنقعد ونتكلم علشان أنا كمان عايز أقعد و أتكلم معاكي في حاجات كتير عايز أفهمها
فريدة وهى تقترب من علياء لتأخذها لرؤية الألعاب :
ـ ماشي يا ماما يلا بسرعه فرجينى
نزار وهو يشير للباب كي تغادر :
ـ طيب يلا يا ملاك علشان عندي شغل كتير بكره
لتتجه مع والدها للخارج بعد أن ودعت علياء و فاطيما :
ـ يلا بينا
ليضم فاطيما ويقبل جبينها وعلياء تشاهد ما يحدث بتعجب لأنها تعلم جيداً أن فاطيما تحب جسار ف كيف سمحت له بضمها هكذا و تقبيل جبينها كيف سمحت له بلمسها وهي مازالت على اسم جسار إذن ما سر علاقتها ب زين لتتنهد بهدوء بعد مغادرتهم وأثناء صعودها توقفت بعد أن تحدثت فاطيما معها
ـ علياء استني إيه الحكاية
أردفت بهدوء و استفهام :
ـ هاه مفيش حاجة ليه بتسألي !!
لتردف بهدوء وهى تجلس على الكرسي :
ـ من وقت ما وصلت ملاحظه إنك ساكته
لتجلس علياء مقابلها و تهتف بجدية :
ـ لأ عادي هقول إيه وكمان أنا معرفش حد هنا غيرك علشان كده ساكته
لتصمت عدة دقائق و تتحدث :
ـ متأكدة أنا ملاحظه إنك ساكته لو فيه حاجه اتكلمي
أردفت بجدية وهى تريد سؤالها عن علاقتها ب زين لكن لا تستطيع حالياً :
ـ لأ مفيش أطمنى أنا بس علشان لسه مش أخدت على المكان والناس هنا
لتتحدث معها بتفهم :
ـ اطمنى كل شيء هيكون كويس متقلقيش أنا معاكي
لتهتف بشكر وامتنان :
ـ شكراً جداً يا فاطيما بجد على كل حاجه و أنا عارفه إنك عاوزه تقعدي معاهم هناك بس جيت عملت قلق ليكي قاعده معايا علشان مش أكون لوحدي بس عادى مفيهاش حاجه روحي أقعدي معاهم أنا مرتاحه هنا إنما إنتي مش مرتاحه مش عايزه اتعبك معايا
لتنظر لصورة تجمعها ب والديها و شقيقها وهم صغار :
ـ إنتي بتقولي أيه بالعكس أنا مش برتاح غير هنا ذكرياتي كلها هنا أنا بكون معاهم طول اليوم لكن الليل بكون هنا مع ذكرياتي والناس اللي وحشوني
لتردف علياء بتأثر لأنها تعلم الألم الذي تشعر به فاطيما :
ـ للأسف مشيوا بدرى أوى كلهم و بقينا لوحدنا بابا رغم إني زعلته زمان ب جوازى لكن مش سابنى لوحدي متأكدة لو كان موجود دلوقتي كان قدر يحمينى و ياخد حقي أنا حقيقي مكسوره أوى من غيره و اتكسرت اكتر بعد تخلى أقرب الناس عني وبقيت لوحدي دلوقتى هربانه و خايفه مش عارفه حتى أنام دقيقة واحده من خوفي
اقتربت منها لتتحدث بجدية :
ـ إنتي مش لوحدك كلنا معاكي متخافيش أبداً انسي اللي فات وفكري فى حياتك الجديدة تعرفي أنا مش لحقت أشبع من ماما و بابا مشيوا بسرعة أوى أصعب إحساس فى الدنيا إنك تكوني عاوزه تبكي و تتكلمي ومفيش حد يسمعك وجودهم أعظم شيء في الحياة بس مضطرين نكمل علشان اللي بيحبونا
أجابتها و هى تشاهد فريدة التي قامت بإحضار الألعاب واتجهت إليهم لتجلس على الأرض :
ـ بس عندك جدك و عمتك و عمو سليم وأولاده بجد بيحبوكي أوى و جنبك على طول عكسي أنا معنديش حد و اللي كان كل حاجه عندي مشي و أتخلى عني علشان كده صعب أعيش حياه جديدة و الماضي ورايا عايزه بس أخلص من المشكله دي و أخد بنتى و أمشي وأحاول أعوضها بجد عن كل حاجه
لتردف بتعب و عتاب :
ـ تاني كلامك ده صدقيني مستحيل نتخلى عنك بعدين إنتي هتكوني معانا في الشركة و هنكون كلنا فريق واحد و مع بعض
تعجبت من حديثها الأخير :
ـ عارفه يا فاطيما إنكم مش هتتخلوا عني بس أنا مش عايزه اتعبكم أكتر معايا وبعدين إيه حكاية الشركه دي أنا معرفش حاجه في أمور الشركات و ماشتغلتش قبل كده لأنى اتجوزت بعد ما اتخرجت على طول
لتردف بهدوء و تهديد لكن بمزاح :
ـ أنا بقول بعد كلامك ده أكلم بابا سليم علشان يتفاهم معاكي بعدين ده قرار جدو ومفيش حد فينا يقدر يعترض وبالنسبه لشغلك اللي أعرفه إنك محامية يعني هتكوني مسؤوله عن الشؤون القانونية
لتهتف باعتراض و هى تمسك يدها :
ـ لالا لالا بلاش عمو سليم مقنع أوى بصراحه وبعدين هنشوف لسه يا عالم إيه اللي هيحصل وبعدين أنا مش عارفه حاجه عن الشغل و الأجواء هناك هكون ازاى مسؤوله عن الشؤون القانونية طيب يعني هو أنا خايفه بصراحه أبهدل الدنيا و ابوظها
( وعندك واحد مش بيتفاهم )
قالت اخر جملة بصوت هادئ لتدعي فاطيما أنها ستقوم ب الاتصال ب سليم :
ـ كده عرفت مين اللي ممكن يقنعك بسهوله بالنسبه بقي لشغلك اطمني هتدربي في البداية بعد كده هتستلمي الشؤون القانونية و أظن هتكوني مرتاحه مع المدرب بس قصدك مين اخر جملة
أردفت بهروب و حذر :
ـ هاه لأ مفيش !! تمام يا فاطيما هفكر في موضوع الشغل ده و ربنا يستر
لتتحدث وهى تحرك رأسها بتعب :
ـ متقلقيش بقي كل شيء تحت السيطرة
وقفت لتقترب من فريدة و هتفت :
ـ على خير يا حبيبتي يلا علشان ترتاحي أكيد تعبانه من السفر
لتنظر للساعة و تردف :
ـ يلا علشان فعلاً يوم طويل و أحداثه اكتر
ليصعدوا معاً و هي تحمل فريدة التى نامت جوار الألعاب :
ـ فعلا يلا تصبحي على خير
اتجهوا لغرفهم لتفرغ فاطيما حقيبتها أولاً و أخذت حماماً هادئاً كي تشعر بالراحه قليلاً .. عند علياء كانت تفكر في أحداث اليوم هى لم تتوقع أبداً أن تترك مصر يوماً ما لكن دائماً يحدث عكس التوقعات لتفتح هاتفها وتنظر لصورة تجمعها مع جسار و عمر أرادت إرسال رساله له لتخبره بوصولها لكنها تراجعت هو تخلى عنها لتقرر عدم التفكير في الماضي لتذهب سريعاً لعالم الأحلام
❈-❈-❈
بعد وصول سليم و أولاده للفيلا صعدت ميرا أولاً ليردف سليم بجدية شديدة
ُـ نزار البنات مسؤوليتك حمايتهم في غيابي يومين بالكتير هكون هنا علشان فيه تغييرات كتير هتحصل
ليفهم نزار ماذا يريد منه والده ؟
ـ أطمن يا بابا بس مش هتقولي برضه إيه سبب السفر
سليم بتنهيده و هو يصعد لأعلى :
ـ بعدين بلاش التسرع ده
ليصعدوا معاً و في الصباح قام بتوصيل والده للمطار ثم اتجه لرؤية فاطيما للإطمئنان عليها قبل ذهابه للشركة دق الباب لتفتح له علياء ليهتف وهو ينظر حوله بحثاً عنها
ـ صباح الخير هي فاطيما لسه نايمه
لتردف بغيظ و تعجب شديد :
ـ صباح النور أه نايمه عايز حاجه تحب اصحيها
ليتجه للداخل ويتجه لأعلى :
ـ هاه لأ خليكي أنا هشوفها متتعبيش نفسك
نظرت له بغيظ لتقترب منه و تمنعه من الصعود لن تسمح له أن يتمادى أكثر من ذلك
ـ نعم تشوفها فين أستنى هنا إنت رايح فين
ليردف ببرود و استهجان :
ـ نعم ممكن أفهم ليه معترضه
لتمسك ذراعه بغضب دون وعي منها :
ـ هو إنت كمان بتسأل ممكن أفهم إنت رايح فين فوق
نظر ليدها ببرود ليبتعد عنها :
ـ هشوف حبيبتي أظن مش من حقك إنتي أو أى حد يتدخل و يمنعنى
ـ نعم حبيبتك حبيبتك مين دي ومين اللي مش من حقه يتدخل لأ حقي ونص كمان وبعدين عيب أوى انك تقول على واحده متجوزة حبيبتك لأ وعايز تطلعلها الاوضه كمان يا برودك بجد
وقف مصدوماً عدة دقائق :
ـ نعم بتقولي إيه .. و إيه معني كلامك ده
لتتحدث بسخرية :
ـ بقول واضح إن العيشه هنا في لندن نسيتك إننا مسلمين بالاضافه لعاداتنا وتقاليدنا و إنه غلط أوي تقول كلمه زي دي على واحده متجوزه و عيب وحرام تطلعلها الاوضه
يشعر أن الأرض تدور حوله هل خضعت لقلبها رغم كل ما تعرضت له ليهتف بغضب :
ـ مين اللي متجوزة هاه !!
لتجيبه بحدة وصوت مرتفع
ـ إنت بتزعق ليه وطى صوتك و هيكون مين يعنى فاطيما اللي قاعد تاخدها بالاحضان من امبارح وعايز تطلع لها الأوضة
استيقظت فاطيما على الأصوات المرتفعه وخرجت لتشاهد ما يحدث بالأسفل لتقف على درجات السلم و هي تتابع غضب نزار الشديد
ليصعد لها عدة درجات هتف وهو يجذبها من يدها :
ـ الكلام ده صحيح اتكلمي ساكته ليه
لم تستطع أن ترفع وجهها لمواجهته لتنظر للأرض و أردفت بترجي :
ـ نزار أرجوك اسمعني
ليهبط لأسفل ويتحدث بسخرية :
ـ أسمع إيه هاه إزاى الكلام ده هى دي ثقتي فيكي
هذه المرة استمعت لاسم نزار أكثر من مره ليثير فضولها رغم غيظها منه لتهتف بتعجب من حالتهم هذه :
ـ هو في إيه يا فاطيما أنا مش فاهمه حاجه وبعدين هو زعلان أوى و متضايق كده ليه أظن إنه مجرد معرفه يعنى ابن عمو سليم وبس ولا في حاجه تانيه مين ده و إيه علاقتك به
أردفت بحزن وهى تشاهده يدور حول نفسه لا تعلم كيف تصلح ما حدث خاصة أن سليم ليس معهم :
ـ ليه فتحتي الموضوع ده بعدين أنا و جسار العلاقه بينا منتهيه
تنهدت بصدمه من حديث فاطيما :
ـ موضوع إيه أنا مافتحتش حاجه هو عايز يطلع لك الأوضة و بيقول عليكى حبيبته و حضنك بدل المره اتنين قدامنا وبعدين حتى لو اللي بتقوليه صح متنسيش إنك لسه على ذمته
تحدثت بصوت منخفض :
ـ ذمته كفاية أرجوكي إنتي مش عارفه حاجه بسبب اللي قولتيه خسرت أهم شخص في حياتي
قرر المغادرة فهو لن ينتظر أكثر من ذلك لتحاول الذهاب خلفه وقامت بالنداء عليه كي لا يرحل :
ـ نزار .. نزار أستنى أرجوك
وقف أمام سيارته ولم ينظر إليها كي لا يتأثر بدموعها :
ـ استني إيه هاه .. يعني كنتى بتضحكي عليا الفترة اللي فاتت كذبتي عليا
حاولت أن تقترب منه لتردف بدموع :
ـ غصب عني صدقني غصب عني إنت مش عارف حصل إيه و خفت أقولك بس والله صدقني أنا كنت ناويه احكيلك بس كنت محتاجه شوية وقت محتاجه أنسي اللي حصل علشان أعرف احكيلك
ليجيبها بسخرية شديدة :
ـ هتحكي امتى و هتقولي إيه هاه و ياترى مين بقي العريس و إزاى وافق تسافري لوحدك غريبه
وقفت جواره لتمسح دموعها بيدها وتقف أمامه كطفل مذنب :
ـ نزار إنت بتقول إيه أرجوك اسمعني طيب على الأقل
أردف باستهجان شديد :
ـ أسمع إيه تاني خلاص دورى انتهى في حياتك بعدين ممكن أعرف مين هو العريس
حاولت التوسل إليه كي يستمع إليها :
ـ نزار بليز اسمعني غصب عني إنت بتقول إيه بس إنت أهم واحد في حياتى دورك انتهي إزاى بس بلاش كلامك ده علشان خاطرى اسمعني
مازال على حالة غضبه :
ـ مين هو كفاية هروب بقي ولا خايفه عليه
أجابته بتوتر وخوف :
ـ هاه يبقي هو هو هو ج ج جسار
نظر لها بعد سماعه لاسم جسار و يقسم فى سره أنه إن رآه أمامه سيقوم بالقضاء عليه :
ـ نعم إنتي بتقولي مين مش ده جسار اللي كان بيهينك كل شوية و لا غلطان للدرجة دى كرامتك ملهاش قيمة عندك هانت عليكى نفسك آه معلش ما إنتي بتحبيه آسف نسيت
كانت علياء تراقب ما يحدث و بداخلها أسئلة كثيرة لكنها لا تستطيع التدخل ستعلم نوع العلاقة بينهم فيما بعد
أردفت بتوسل كي لا يتركها ويرحل :
ـ لأ لأ لأ والله مش زي ما إنت فاكر اسمعنى طيب نزار لأ يا نزار استنى نزار نزاااااااار
أردف و هو يفتح باب السيارة ليغادر لن يستطيع البقاء أكثر من ذلك :
ـ الكلام بينا انتهي خليكي مع جسار هو مين نزار ده اللي بتتكلمي عنه نزار مات من زمان
لم يستمع لنداءها أو توسله هذه المره :
ـ نزار لأ يا نزار لأ
كانت ميرا تقف تتابع من بعيد فهى لا تستطيع التدخل بعد وصوله لأقصى مراحل غضبه
جلست جوارها لتضمها بخوف عليها :
ـ فاطيما فاطيما أهدي يا حبيبتي أهدي
كانت تتحدث بضياع و وجع :
ـ خسرته يا ميرا خلاص مش هيسامحني بس غصب عني مكنش فيه حل تاني
هتفت بشفقه شديدة عليها :
ًـ أهدي طيب أكيد لأ هو بس متعصب هيهدى و يكلمك إنتي أول مرة يعنى تعرفيه ما إنتي عارفه لما بيتعصب مش بيشوف قدامه ولما يهدي هيرجع
أجابتها بندم وقهر فهي من أجل إرضاء جدها خسرت نزار :
ـ لأ المره دى لأ انتهيت
حركت رأسها برفض وهي تضع يدها على وجهها :
ـ لأ اسمعي منى اديله وقته بس و هيرجع يكلمك أنا متأكدة كفايه عياط هتتعبي كده أهدي يا حبيبتي
حاولت الوقوف لكن عاد لها الألم مره أخرى لتقف بصعوبه وبدأت ترتجف :
ـ أنا غلطت هو معاه حق بس كان غصب عني مقدرتش أرفض طلب جدي أنا محتاجة له أوي يا ميرا ماليش غيره
ضمتها بحب وهي تحاول تهدأتها :
ـ هيرجع يا حبيبتى هيرجع اسمعي مني إنتي عارفه قيمتك عنده إيه
تنفست بصعوبة بالغة لتتحدث بتعب :
ـ أنا هخرج شوية عاوزه أكون لوحدي خليكي معاهم
أرادت الذهاب معها كي تطمئن عليها :
ـ هاجي معاكي مش هسيبك لوحدك
أردفت فاطيما برفض و اعتراض :
ـ لأ ماينفعش كلنا نمشي لازم حد مننا يكون معاهم
تنهدت بحيرة و توتر بسبب خوفها عليها :
ـ ماشي يا حبيبتي ماتتأخريش بس
لتسير للخارج وهى تجبيها :
ـ مش هتأخر اطمني
أردفت وهى تتابعها :
ـ طيب ابقي طمنيني عليكى
كانت علياء تشاهد ما يحدث لتجد ميرا تتجه إليها
❈-❈-❈
وصل سليم المطار ليجد السائق بانتظاره ليتجهوا مباشرة للفيلا لرؤية عزت و سمية لا ينكر أنه اشتاق لها طالما كان يحبها منذ وقت طويل لكنها كانت ترفض دائماً بسبب ما يمرون به وجدها في انتظاره ليبتسم لها
أردفت بهدوء و حب :
ـ نورت مصر متوقعتش تيجي بسرعة كده
تنهد ب اشتياق شديد لها :
ـ منوره بيكي قصدى بناسها و بعدين عمى طلبني مقدرتش أتأخر عليه أكتر من كده وحشني أوى وكمان علشان نبدأ بقي نتحرك ونرجع اللي راح بعد ما اطمنا على البنات
تحدثت بجدية لأنها تعلم أن وجود سليم في مصر سيكون خلفه عواقب كثيرة للجميع :
ـ هو إنت عارف بابا ناوي على إيه
ليهتف بهروب من عينها لأنها لن تستسلم حتى تعلم ماذا سيحدث ؟؟
ـ هاه لأ لسه هقعد معاه و أفهم أكتر علشان أعرف اتحرك المهم طمنيني عليكى عامله إيه
تعلم أنه يخفي عنها شيئًا لتجيبه بحزن :
ـ سليم بلاش تخبي عليا أنا أول مرة أحس بالعجز .. هعمل إيه يعني في الوقت ده أنا تعبت
تحدث بجدية شديدة :
ـ سلامتك من التعب لأ أنا عايزك هاديه خالص متقلقيش كل حاجه هتتحل و هترجع زي الأول أطمنى خالص عايزك قويه زي العاده ما اتعودتش عليكي ضعيفه كده
أردفت بحزن شديد وعينها ممتلئة بالدموع :
ـ إيه اللي هيرجع زي الأول العيلة اتفككت مبقاش فيها حد و أكيد مش هسمح ل فاطيما ترجع و تواجه جسار مرة تانية أنا اتأكدت إني فشلت في تربيتهم
وقف أمامها وتحدث بجدية شديدة لأنه يعلم أنها تقف في المنتصف ولا تعلم ماذا تفعل ؟؟
ـ متقوليش كده إنتي ربتيهم أحسن تربيه جسار في غفله و هيفوق منها و يرجع لعقله و بالنسبه لفاطيما أطمنى مش هترجع تانى هنا أظن وجودها هناك وسط حبايبها أحسن لها و بالنسبه للعيلة المشكله دي تخلص هنجتمع تانى أطمنى و سبيها على ربنا و عليا ولا مش
واثقه فيا
أردفت بقلق وخوف عليها :
ـ و ياترى حبايبها موقفهم إيه لما يعرفوا اللي مخبيينه عنهم أنا مش قادرة أكلمه أو أواجهه للوقتي أنا وعدته أمنع حد يإذيها بس أنا شاركتهم إزاى هيتقبل جوازها من جسار إنت أكتر واحد عارفه لما ياخد موقف من حد بيكون ضده إزاى
تنهد بإرهاق و تفكير ليجيبها :
ـ بصراحه هى دي المشكله اللي بحضر لها إزاى أهدي الأجواء لما يعرف علشان كده جيت بعد ما فاطيما وصلت علشان أخلص و أرجع أعرفه و أفهمه علشان ميتعصبش و ياخد موقف يعنى محبتش أمشي و أسيب الأجواء بينهم متوتره قولت لما أرجع علشان عارف موقفه بس أطمنى هتكلم معاه
تحدثت بتمني حقيقي :
ـ أتمني يهدي لانه مش هياخد موقف منها لوحدها أنا و بابا كمان أتمنى يفهم بهدوء
ليحاول أن يطمئنها في البداية ثم سألها عن عزت :
ـ أطمنى قولتلك هتكلم معاه و أفهمه بلاش القلق المهم فين عمي !!
وقفت وأشارت له كي يتجها نحو الداخل :
ـ جوه مستنيك من بدرى
ساروا معا ليردف بحديث ذا مغزى :
ـ طيب هدخله أخلص معاه و هجيلك علشان مصر وحشتني أوى وعايز حد يخرجنى فيها
ابتسمت بخجل و ابتسامه :
ـ هاه طيب أدخل و هجهز لكم القهوة
ليتركها و يتجه لغرفة المكتب ليجيبها :
ـ تمام عن إذنك
دق الباب ليسمح له عزت بالدخول بعد أن شاهده يجلس مع سمية في الخارج لا ينكر أنه يتمني أن تحدث علاقة بينهم لكن هذا ليس الوقت المناسب للتحدث في هذا الأمر
ـ أتفضل
دلف بهدوء وهو يبتسم :
ـ مساء الخير يا عمي
ليلقي عليه التحيه أيضاً و رحب به بجدية فهو لا ينكر أن وجود سليم معهم له دوراً كبيراً لاستمرار هذه العائلة للآن :
ـ مساء الخير يا سليم أخيراً جيت
أردف بهدوء و جدية :
ـ معلش كنت بس مستني أطمن على البنات إنهم في أمان علشان أعرف أنزل و نتحرك خير يا عمي
ليتحدث بجدية شديدة :
ـ اللي جاي مش سهل و إنت عارف نزار مش هينفع يظهر حتى لو ظهر وقتها العيلة دى مش هتكون موجوده و مفيش غيرك أقدر أثق فيه و أسلمه مسؤولية العيلة من بعدي
ليقرر معرفة ما يدور في عقل عزت فهو مهما مر العمر به لا ينكر أنه يستطيع مواجهة أي شخص ولا يهاب أحد أبداً :
ـ وأنا معاك في أي حاجه يا عمي و أطمن العيله هترجع تانى وبالنسبه لنزار أكيد هيبقي في وقت معين لظهوره و نزوله هنا خير ناوي على ايه
ليسمعوا دق على الباب دلفت الخادمة و هى تحمل القهوة وتقدمها لهم ليهتف عزت بعد مغادرتها :
ـ هنعمل شركة جديدة هنا و هتوقف التعامل معاه حتى لو هندفع الشرط الجزائي مش مهم .. جسار عاوز حد يوقفه و جيه الوقت خلاص معايا ولا ها تنسحب
ليفكر قليلا قبل أن يردف :
ـ أكيد طبعاً معاك بس تفتكر رد فعله هيكون إيه هو عمل كل ده علشان الشغل لما نحا.ربه فيه هيعمل إيه تفتكر ردة فعله إيه
عزت و هو يخرج عدة ملفات ليقوم بتقديمها له :
ـ جسار حالياً شايف نفسه رقم واحد و مطمن إن مفيش حد هيقف له بعد اتحاده مع شفيق أنا مش هوقع جسار بس شفيق معاه في الأول هياخد الموضوع عادي لكن مع الوقت هيثور و يدور على المنافس له وأكيد مش هيقدر يوصله لأنها هتكون باسم زين في العلن لكن الإدارة لنا
سليم وهو يقوم بقراءة أحد الملفات بتركيز :
ـ طيب بس دي مخاطره كبيره شفيق مش هيسكت ولا جسار و محتاجه وقفتنا كلنا هتكلم مع نزار أول ما أوصل علشان نظبط اللي جاي متأكد إن نزار هيعاند و يصمم يوقف في وشه بنفسه هيعمل المستحيل علشان يخسره
أردف بخوف على نزار فهو لا يريد أن يعلم أحد حقيقته في هذا التوقيت كي لا ينهي حياته مرة أخري :
ـ نزار مش هيعرف حاجه دلوقتي علشان ممكن يتهور كفاية ردة فعله لما يعرف اللي فاطيما اتعرضت له الافضل يكون بعيد الفترة دى
سليم بتفكير عميق :
ـ هحاول معاه إنه يفضل بعيد
عزت برفض و اعتراض شديد :
ـ مش عاوز أخسر اللي لسه موجود يا سليم كفاية اللي خسرتهم للوقتي أنا مش عاوز أموت و اسيبهم يحا.ربوا بعض فاهمني
سليم بتفهم لقلقه القادم :
ـ أكيد طبعاً فاهم حضرتك أطمن مش هرتاح الا لما يبقوا كلهم سوا و ايد واحده
ليردف بهدوء وقلق :
ـ طمني الوضع في لندن كويس صح
ليجيبه باطمئنان و هدوء :
ـ أه كويس لغاية دلوقتى أطمن
ليسأله باستفهام :
ـ هتقابل جسار امتى ؟؟
تحدث بعد أن ارتشف من فنجان القهوة :
ـ ممكن بكره علشان انهي كل شيء بسرعه
ليتحدث وهو ينظر للفراغ بتفكير :
ـ جسار حالياً شايف نفسه منتصر أكيد هيعمل كل الطرق علشان تكمل الصفقات معاه
ليجيبه سليم بتفهم لأنه يعلم أن جسار لن يكون خصماً سهلاً له :
ـ أكيد طبعاً وخصوصاً إنه لسه في البدايه مش هيبقي عايز يخسر ويقع بسهوله
عزت وهو يقوم ليقترب من خزنة مكتبه :
ـ خلينا نشوف هيوصل لفين في النهاية
ظلا يتحدثان في عدة أمور بعد أن انضمت سمية لهم و أراد سليم أن يتجه للفندق لكن رفض عزت ليظل معهم صعد لإحدى الغرف ليرتاح قليلاً و هو يفكر في القادم
❈-❈-❈
بعد ذهاب فاطيما اقتربت ميرا من علياء لتردف باستفهام :
ـ علياء هو إيه اللي حصل ممكن تحكيلي
أردفت و هي تجلس بحيره و تعجب لغضب نزار من فاطيما :
ـ مفيش حاجه حصلت تستدعي اللي أخوكي عمله هو مضايق أوى كده ليه إنها اتجوزت معلش يا ميرا أسفه يعني هو أه اخوكي وكل حاجه بس إيه نوع العلاقه بالظبط بينه وبين فاطيما
لا تسطيع ميرا إخبارها بنوع العلاقة بينهم :
ـ هما أصحاب يا علياء من صغرنا و إحنا مع بعض و بيخاف عليها زى ما بيخاف عليا
لتتحدث بسخرية واضحه :
ـ أصحاب واضح إن العلاقه مش بس صداقه دي أكتر من كده بكتير
أجابتها بجدية رغم أنها أرادت إخبارها بالأمر بعد اتهامها الواضح لهم :
ـ بالنسبه لعلاقتهم الأفضل تسمعي منهم لأن مش من حقي أتكلم عنهم أكيد هتعرفي في يوم سر علاقتهم إيه
تحدثت بجدية فهى لن تسمح ل فاطيما أن تلوث علاقتها مع جسار حتى إن كان يرفضها :
ـ و ماله لما ترجع فاطيما هتكلم معاها
فريدة وهي تقترب منهم لتهتف باستفهام :
ـ ماما ماما فين بابا هو لسه مش جيه
وقفت لتمسك يدها كي تصعدا للأعلى :
ـ لأ يا حبيبتي ومش هيجي تعالى نطلع فوق يلا
أردفت فريدة بتذمر وحزن :
ـ لأ مش عايزه اطلع عايزه بابا
تدخلت ميرا بعد أن شاهدت دموعها :
ـ عندي اقتراح أقول ولا إيه يا فريدة
فريدة وهى تبتسم لها :
ـ قولى بسرعه هنروح عند بابا صح
علياء برفض و غيظ شديد بسبب ما يحدث منذ وصولهم :
ـ فريدة خلاص بقى مش معقول كده تعالى نطلع و هلعب معاكي إيه رأيك
تحدثت ميرا وهي تضع يدها على رأسها :
ـ هنخرج سوا أنا و إنتي و ماما إيه رأيك .. علياء سبيها خليها تتعود علينا
ثم نظرت لعلياء لتهتف بهدوء شديد عكس ما بداخلها .. أجابتها علياء بجدية و خجل :
ـ مش قصدى كده يا ميرا بس مش عايزاها تتعبكم
فريدة وهي تصفق بيدها :
ـ طيب و عمو زين هيجي معانا
أجابت ميرا بابتسامه وهدوء على علياء أولاً ثم تحدثت مع فريدة :
ـ مفيش أى تعب بعدين إحنا أصحاب صح يا فريدة .. هاه هو دلوقتي في الشغل هيخلص و يجي نكون رجعنا قولتي إيه !!
لتهتف بطفوله مما جعل علياء تنظر لها بحزن بسبب فعل جسار لهذا الشيء أمامها :
ـ صح إحنا أصحاب و ماشي يلا بينا بس لو مش جيه أنا مش هكلمه تانى علشان هو كده مش بيحبنى وهيبقي زي بابا جسار
لتجيبها ميرا بجدية وهي تقبلها على وجهها :
ـ لا أكيد هيجي و لو مش جيه نروح سوا له كويس كده
لتمسك يد علياء كي يصعدوا للأعلى لتبديل ثيابها :
ـ أه كويس يلا بينا بقي هطلع ألبس و أجي يلا يا ماما
قررت أن تحاول إسعادها فهي طفلة لا يجب أن تعيش في أجواء سيئة ستفعل أى شيء من أجلها :
ـ يلا يا حبيبتى
ميرا بابتسامة لها :
ـ يلا مستنياكي مش تتأخري
بدلوا ثيابهم و هبطوا للأسفل ليتجهوا مع ميرا لمدينة الألعاب
❈-❈-❈
كانت تسير في الشوارع و تشعر بالوحده والخوف لأول مرة تشعر بأنها وحيده ليأتيها اتصال من أحد المستشفيات التى قامت بالحجز للكشف قبل حضورها لندن والتى كان موعدها اليوم و نسيت بسبب ما حدث لتتجه للقاء الطبيب رحب بها في البداية و قام بفحصها ليتجه لمكتبه لتقوم بتعديل ملابسها وتجلس أمامه ليهتف بجدية :
ـ اسمعيني كويس وبلاش خوف أولاً المطلوب تكون حالتك النفسية كويسه العامل النفسي مهم
استمعت لحديثه ويبدو عليها القلق والخوف ولم تفهم مايقصده :
ـ حضرتك بتقول إيه يا دكتور انا مش فاهمه حاجه
أردف بهدوء و تنهيدة :
ـ قصدي يا آنسه فاطيما إن قلبك تعبان و وزنك الزياده ده عامل إجهاد لعضلة القلب وده طبعا بيزود إجهاد على القلب
تحدثت بقلق و توتر :
ـ طيب والحل يا دكتور يعنى أنا كده حالتي خطر ولا إيه
ابتسم لها الطبيب بود و قال لها وهو يطمائنها :
ـ لا يا آنسه فاطيما أنا مقصدتش إني أخوفك أو أقلقك كل الحكايه أحم أنا آسف على الكلام اللى هقوله لحضرتك
أومأت هى له لكى يكمل حديثه
أردف يكمل :
ـ كل الحكايه إن وزنك الزياده عامل إجهاد للقلب وده سبب الألم اللي حسيتى به .. علشان الموضوع ما يتطورش لازم تتابعى مع دكتور تغذيه نظبط معاه طريقة اكلنا والوزن ينزل وكدا الأعراض اللي حسيتي بيها هتختفي واحده واحده كل ما الوزن يخف و طبعاً هيكون فيه متابعة دورية كل شهر ولو حسيتي بأي تعب في أى وقت رقمي معاكي و أهم شيء العامل النفسي ده هيساعدنا جداً في العلاج
أومأت له بتفهم لتغادر بعد ذلك أرادت الذهاب له و إخباره لكنها تراجعت لا تريد أن يغفر لها بسبب حالتها لتجلس في أحد المقاهي
كان يتابع عمله ليسمع رنين هاتفه رفض الرد فى البداية ظناً منه أن المتصل فاطيما لكن قرر الرد بعد أن قامت بالاتصال على هاتف الشركة ليسمع لصوت بكائها :
ـ فريدة ضاعت مننا
الفصل الثاني عشر
من ظلمني .. من حطم آمالي .. من خان عهد الهوى
أنا أم أنت.. إليك الرد حين خذلتني لم يبقى لى سوى بقايا كرامتي فأخذتها، لملمت بقايا كبريائي ثم غادرت.. ولكني أقسمت أن أجعل قلبي حجرا لن يهم الاشتياق، فقط القسوة و التجلد والكبرياء.. التمست العذر لك مرارا ولكن أنت الذي لم تلتمس العذر لى، صفحت لك أخطاءاً ولكن لن أغفر بعد اليوم.......
ذهبوا معاً لمدينة الألعاب و كانت فريدة سعيدة بسبب الأجواء لتلعب عدة ألعاب مع ميرا ليتجهوا ل علياء التى كانت تراقبهم من بعيد
هتفت ميرا وهى تدغدغ فريدة بمرح :
ـ عجبتك المدينة يا فريدة
لتجيبها بطفولة فهي تريد اللعب بكل الألعاب :
ـ أوي أوي يا طنط حلوه جداً عايزه أجي هنا كتير كتير
أجابتها بمرح و هى تتابع شرود علياء :
ـ كل إجازة هنيجي هنا سوا و هيكون معانا فاطيما .. إيه يا علياء ساكته يعني
تنهدت وهى تنظر لابتسامة طفلتها :
ـ لأ مفيش فرحانه بفرحة فريدة أول مره أشوفها فرحانة كده من فترة شكراً جدا يا ميرا حقيقي مش عارفه أقول لكم إيه على اللي بتعملوه معايا أنا و فريدة
أردفت فريدة و هى تشاهد النادل يحمل آيس كريم لأحد الأطفال :
ـ ماما ماما عايزه أجيب آيس كريم من هناك
أشارت لها كي تنهي ما تتناوله أولاً :
ـ حاضر يا حبيبتي خلصي اللي في إيديك و اجبلك
تحدثت بحب حقيقي :
ـ أنتم بقيتوا مننا خلاص و أطمنى فريدة هتكون مبسوطه معانا بعدين المفروض إننا أخوات ولا إيه
أردفت بجدية و هى تبحث عن فريدة بخوف :
ـ أكيد طبعا أخوات و فري .. إيهده ف ف فين فريدة فريدة
ميرا و هى تنظر حولها بحثاً عنها :
ـ راحت فين كانت هنا دلوقتي
تهتف بصراخ و هي تبحث عنها :
ـ مش عارفه مش عارفه فريدة فريدة
أجابتها ميرا بخوف و قلق :
ـ أهدي طخلينا ندور بالراحه الاول هنلاقيها اطمني
تحدثت بقلق وهى تبحث عنها :
ـ هنلاقيها فين هنلاقيها فين بس بنتي راحت دي متعرفش حاجة و بتخاف لما تكون لوحدها و مش تلاقينى جنبها يعنى حتى مش هتعرف ترجع ولا تقول أي حاجه من خوفها راحت فين بس أه يا بنتى ااه أنا مش هقف لازم أتحرك
بدأتا بالبحث عنها وحين فشلتا في العثور عليها قررت الاتصال بشقيقها ليحضر إليهم
أجابها بصدمه و هو يقف كي يغادر :
ـ في إيه و ازاى فريدة تاهت منكم
أردفت بدموع و بكاء :
ـ مش عارفه كنا بنتكلم و هي معانا و فجأة اختفت
ليبحث عن مفاتيح سيارته ليذهب إليهم :
ـ اختفت فين و إزاى مش فاهم حاجه أنتم مش في الفيلا
أجابته وهى تبحث بين الأطفال عن فريدة :
ـ هاه لأ مش في الفيلا خرجنا إحنا في مدينة الألعاب
أردف بصدمة و غضب فهو اليوم في حالة سيئة :
ـ نعم خرجتوا أنا جاي حالاً بلغي الأمن على ما اجي
تحدثت بدموع خوفاً أن تتعرض فريدة لأى أذى :
ـ حاضر متتأخرش
ليتجه للخارج و يقود سيارته بسرعة شديدة :
ـ أكيد مين معاكي طيب
أجابته و هى ترتجف من الخوف :
ـ علياء ومشيت راحت تدور عليها مش عارفه راحت فين
ليتحدث بسخرية و غيظ :
ـ كمان حقيقي مش عارف أقولك إيه شوفي راحت فين على ما أوصل موبايلك ميتقفلش
تحدثت بندم حقيقي فهي من اقترحت عليهم الذهاب وإن حدث لفريدة شيء لن تغفر لنفسها :
ـ حاضر
أغلقت معه و ذهبت لتبحث عن علياء التي اختفت أيضاً :
ـ علياء إنتي روحتي فين خوفتينى
أردفت بدموع وهى تراقب الأطفال علها تجد ابنتها :
ـ بدور علي بنتي طمنينى إنتي بس لاقيتها
تحدثت بهدوء و هما يسيران معاً :
ـ لا لسه أهدى أنا كلمت زين وجاي في الطريق تعالي نبلغ الأمن
تحدثت برفض و توتر :
ـ روحي أنا هدور عليها تانى
أردفت بجدية لأنها تعلم أنها خائفة على ابنتها :
ـ بلاش عناد تعالي معايا ممكن نلاقيها و أطمنى هنا مش بيخرجوا أطفال لوحدهم
هتفت بضياع و عدم تركيز وهما تتجهان لمكتب الأمن :
ـ ط ط طيب يلا بسرعه
ـ أهدى وبلاش الخوف ده هنلاقيها
وصلتا لمكتب الأمن وقامت ميرا بالإبلاغ عن اختفاء فريدة لتعطيهم المواصفات الخاصة بها و طلبوا صورة لها أيضاً .. أخبروهم أنهم سيبدأوا بالبحث عنها كان الوقت يمر ببطء عليهم و يشعرون بالخوف وصل نزار في وقت قياسي وقام بالإتصال ب ميرا لتخبره عن المكان المتواجدين فيه
اقترب منهم ليهتف بجدية :
ـ ممكن أفهم إيه الحكاية وحصل إيه بالظبط
ميرا بدموع و خوف :
ـ كنا بنتكلم سوا و فجأة اختفت
كانت تتحدث بقهر شديد :
ـ مش مش وقت كلام خلينا نشوفها فين أه يا بنتي أه يا حبيبتى هتكون راحت فين بس أنا قلبت المكان كله عليها .. هااااا ليكون ليكون ش ش شفيق خطفها بنتى
ليهتف بهدوء رغم القلق الذي يشعر به :
ـ إنتي ليه متخيلة إن شفيق هيوصل هنا هنلاقي فريدة أكيد
وقفت تنظر من النافذة :
ـ علشان إنت متعرفهوش هو ممكن يوصل لأي مكان بسهوله
تدخلت ميرا كي لا يحدث صدام بينهما :
ـ اهدي هنلاقيها بلاش قلق
أردف بجدية شديدة و استنكار :
ـ لو كان يقدر يوصل كان عرف مكانك من و إنتي في مصر ثم هو مستحيل يدخل لندن
لتتذكر جسار و تفكر أنه لو كان معها ما كانت ستفقد طفلتها :
ـ وأنا في مصر كان عندي اللي يحميني و يخفينى منه إنما هنا هنا لأ وبعدين إيه الصعب إنه يدخل و يوصلنا هنا
ليهتف بجدية كي يجعلها تهدأ :
ـ كلنا معاكي واللي يمنع دخول شفيق هنا إنه شغال مع مافيا ومطلوب القبض عليه بسبب جرايمه
نظرت له بغضب لتتجه للخارج و هي تهتف بدموع و تتوسله ببكاء شديد :
ـ بقولك إيه مش وقت نقاشك ده خالص أرجوك أرجوك هاتلي بنتى دور ليا عليها و رجعها لحضني أرجوك أنا ماليش غيرها
رغم غيظه منها لكن هذا ليس الوقت المناسب للتحدث معها :
ـ طيب أهدى وبلاش تتحركوا من هنا هشوف الأمن وصلوا لايه
نظرت له لتمسك يده دون وعي منها :
ـ هاجي معاك بالله عليك خدني معاك مش هعرف أقعد هنا كده خليني أدور عليها معاك أرجوك
وقف يتابع يدها لتنتبه و تبتعد عنه ليذهبوا معاً لمكتب الأمن :
ـ اتفضلوا معايا ونتكلم بعدين
دق الباب ليسمح له بالدخول ليتحدث معه بجدية :
Good evening, is ـ there any news about the girl ??
ـ مساء الخير هل هناك أخبار عن الطفلة ؟؟
أردف الشرطى بجدية :
Rest assured, sir, we ـ are looking for her everywhere. Give us some time to find her
ـ اطمئن يا سيدي نحن نبحث عنها في كل مكان امنحنا بعض الوقت لنجدها
تدخلت علياء لتهتف بقلق :
ـ والعمل هفضل قاعده كده أنا لازم أتحرك هروح أدور عليها تانى
ليهتف ساخراً بسبب إهمالها :
ـ استني لو سمحتي ما لو كنتم منتبهين لها مكنتش ضاعت منكم
لتجيبه بهجوم شديد بسبب هذا الاتهام :
ـ قصدك إيه وبعدين هي هي كانت م
ليقاطعهم الشرطي وهو يقترب منهم :
Sir, we found a little ـ girl and we think she's the one you're looking for
ـ سيدي لقد وجدنا فتاة صغيرة و نظن أنها الفتاة التي تبحثون عنها
علياء بدموع تتساقط على وجهها :
ـ أكيد هي أكيد
ليهتف نزار بجدية :
Is it possible to see ـ her
ـ هل من الممكن أن نراها ؟
لتردف وهي تتجه للخارج :
ـ إنت لسه هتستأذن يلا بينا ..
Please Take us to her
ـ أرجوك خذنا إليها
وصلوا للحديقة وجدوها تقف خائفة مع أحد العاملين و حين وجدت علياء ركضت إليها لتهتف بدموع :
ـ ماما ماما
تحدثت والدموع تملأ عينها :
ـ فريدة فريدة حبيبتي .. يا حبيبتي يا بنتي يا قلبي كده تمشي و تسبيني كده تختفي و توجعي قلبي عليكي كده
كانت تتحدث بعدم تركيز :
ـ ما ماما ماما كنتى فين يا ماما أنا خايفة أوى آسفه مش هعمل كده تانى مش هسيب إيدك و أمشي تانى
ضمتها بحب و هى تمسد على شعرها :
ـ أهدى يا حبيبتى أهدى أنا هنا خلاص أهو و معاكي يا روحي أهدى متعيطيش خلاص
كان نزار يتابع ما يحدث بهدوء فهو حقاً مفتقد والدته ليهتف بهدوء :
ـ كنتى فين يا فريدة خفنا عليكي مش كده غلط
ابتعدت عن والدتها لتقترب منه وتتحدث بندم :
ـ أسفه يا با يا عمو بس كنت عايزه آيس كريم ف روحت أجيب
كانت ستناديه بابا لكنها تراجعت لينظر لها بحب وهو يقبل رأسها :
ـ طيب مش كنتي تطلبي من ماما أو طنط ميرا وهما أكيد كانوا هيشتروهالك
أردفت علياء بتنهيدة من عناد طفلتها :
ـ مش قولتلك هجيبلك بتمشي ليه وقفتي قلبي من خوفي عليكي اوعي تعمليها تانى اوعي ده أنا ماليش غيرك يا حبيبتي
أجابت نزار بطفولة و ندم :
ـ طلبت منهم بس كانوا بيتكلموا ف روحت أجيب
ليضمها إليه مرة ثانية ويهتف في أذنها :
ـ بعد كده تسمعي كلام ماما و متبعديش تاني وهى أكيد هتجيب لك اللي عاوزاه ولو رفضت قوليلي و هيكون عندك اتفقنا
أومأت بالموافقة لتتحدث :
ـ حاضر يا عمو خلاص مش هعمل كده تانى خلاص و هسمع الكلام بعد كده
ليأخذ يدها في يده كي يغادروا :
ـ طيب يلا نرجع البيت و أجيب أكل لكم فى الطريق
غادروا معاً ليقف أمام أحد المطاعم كي يحضر لهم طعام كانت فريدة تجلس على قدم علياء لتنظر لها بتنهيدة وتفكر ماذا كان سيحدث لو لم يجدوها ؟؟
لتطرد هذه الأفكار من رأسها ابنتها معها الآن ولن تسمح لها بالابتعاد عنها وصلوا لتبتلع ميرا ريقها بخوف لأنها تعلم أنه غاضب منها .. جلست فريدة تأكل أولاً بمساعدة علياء لتذهب لإحضار ألعابها
ليردف بحده وغضب :
ـ أنتم إزاى تخرجوا من غير ما تقولوا ممكن أفهم
هتفت علياء بهدوء شديد :
ـ عادي يعني فريدة كانت زعلانه و ميرا حبت تفرحها ف قالت تخرجنا وحصل اللي حصل
ليردف بعصبية وهو ينظر لشقيقته و يشير لها بغيظ :
ـ ميرا !! طبعا الأفكار الغلط متطلعش غير منها عاوز أفهم هتكوني عاقلة امتى
تحدثت بهدوء و هى تقف أمامه :
ـ أنا معملتش حاجه غلط بعدين بلاش عصبية خلاص فريدة رجعت
مازال على حالة غضبه :
ـ لو مكنتش رجعت كنتى هتشيلي المسؤوليه كاملة لوحدك
هتفت علياء متدخلة :
ـ لأ مش لوحدها وبعدين هي ملهاش ذنب يعني هي كانت تعرف منين إن كل ده هيحصل خلاص حصل خير مش تزعقلها
لتجيبه بتحدي و استنكار :
ـ إنت مكبر الموضوع ليه بعدين مش من حقك تكلمني بالطريقة دى أبداً
ليجيب علياء ببرود :
ـ كفاية لو سمحتي بتتكلموا عن المسؤولية وأنتم مش عارفين تهتموا بطفلة صغيرة
تحدثت معترضه بسبب هذا الاتهام :
ـ نعم قصدك إيه !!
ليردف بجدية وهو ينظر ل ميرا :
ـ من هنا و رايح مفيش خروج لوحدكم و هاتي مفاتيح عربيتك يلا
ثم أكمل حديثه مع علياء :
ـ و قصدي إنك فعلاً مش عارفه تهتمي ببنتك أو تشيلي مسؤوليتها
تحدثت بسخرية و غيظ :
ـ نعم ما تحدد إقامتي بالمره لا يا زين فوق و حاسب عندك أنا مش فاطيما
أجاب ميرا بغموض :
ـ أنا أخوكي يا ميرا وبلاش تتحديني أكتر من كده
هتفت برفض لاتهامه :
ـ إنت تعرفني علشان تحكم عليا بكده عارف أنا ممكن أعمل إيه علشان بنتي ولا عملت إيه ووقفت قصاد ايه و مين علشانها أسمع أنا هنا أه ضيفه إنما مش هسمحلك أبداً تزعقلي و تتكلم معايا بالشكل ده ولا إنك تتحكم فيا و في حياتى وتحركاتى ولو فاكر إن علشان مساعدتك لينا النهارده او قبل كده هتديك الحق تتعامل معايا بالشكل ده تبقي غلطان
وقف ينظر لها بتحدي شديد :
ـ أنا للأسف مسؤول عنكم على بابا ما يرجع الكل مجبر يسمع كلامي
لتقف أمامه و تجيبه بجدية وتحدي :
ـ لأ أنا مش مجبره على حاجه هنا اوعي تفتكر إن علشان أنا هربانه و خايفه على بنتي من اللي إسمه شفيق إني هكون مجبره على حاجه او مذلوله لحد لأ فوق أنا أسلم روحي بين إيديه ولا إنك تتحكم فيا بالشكل ده و تجبرني على حاجة
في هذا الوقت خرجت ميرا لتقوم بالاتصال ب فاطيما كي تعود هي الوحيدة التى تستطيع تهدئة الأمر بينهم لتخبرها أنها قادمه إليهم لتعود للداخل مرة أخرى
ـ وأنا مش باخد إذنك على فكرة أنا بقول اللي هيتم
أجابته بحدة وتحدي :
ـ قول زي ما إنت عايز أنا مش بمشي على مزاج حد فاهم
صعدت لغرفتها وبعد وقت قليل وجدوها أمامهم ومعها حقيبة سفرها تزامن هذا مع دخول فاطيما التي نظرت لها بصدمة لتقترب منها
ـ علياء في إيه وليه معاكي شنطة هدومك
نظرت لها بحزن و دموع :
ـ شكراً جداً على كل حاجه يا فاطيما و آسفه لو تعبتكم معايا أنا ماشيه
تحدثت بجدية وهي تنظر ل نزار بعتاب :
ـ إنتي بتقولي إيه بلاش جنان ممكن أفهم إيه الحكاية
أردفت وهى تنظر لابنتها :
ـ مفيش حكايه أنا عايزه أمشي كفايه أوي لغاية كده أنا عايزه أبقي حره عبء على نفسي وبس مش عايزه حمايه من حد أنا هعرف أتصرف و أحمي بنتى حتى لو آخر نفس فيا
تحدثت فاطيما بجدية و هي تنظر للجميع :
ـ بلاش الكلام ده ممكن و أظن وجودك هنا مفيش حد فينا يقدر يعترض عليه القرار في الموضوع ده عند بابا سليم و جدي
كان يقف يشاهد ما يحدث بهدوء و يعلم أن مغادرتها لن تكون في صالحه
ـ لأ شكراً جداً لغاية كده أرجوكي سبيني أمشي وبالنسبه لجدك أنا هكلمه و هقوله إني متشكره مش محتاجه مساعده من حد .. هتخفى للأبد و كده كده شفيق مشغول معاهم في مصر في المشاكل دي و أنا بره يعنى أعرف أتحرك أسهل لو سمحت سبيني
أردفت ميرا بحزن و هي تتوسلها كي لا ترحل و تتركهم :
ـ علياء أنا آسفه مكنتش أعرف إن كل ده هيحصل من خروجه طيب اسمعى خليكي لغاية لما بابا يجي حتى
مسكت يدها لتهتف بجدية :
ـ إنتي مالكيش ذنب يا ميرا أنا حقيقي بشكرك إنتي كنتى بس عايزه تفرحي فريدة و تخرجيها يعني مكنتيش تعرفي إنها هتتوه و الحمدلله لاقيناها و ابقي بلغي سلامي لعمي سليم و قوليله إنه غصب عني و هبقى اجي فى يوم و أوضح له
فاطيما برفض واعتراض :
ـ كفاية عناد فكرى في فريدة قولي هتتحركي إزاى بحرية و هي معاكي كلها يومين وبابا يرجع بلاش تهور فكري في بنتك اللي سيبتي بلدك علشانها
نظرت لفريدة التى تقف خائفة وهتفت بدموع :
ـ انا مفيش حاجه كسرانى غير بنتى مفيش حاجه خلتنى أحس إني عبء ومقيده ومذلوله غيرها وكل ده يهون علشان خاطر عيونها بس كفايه بقي وبعدين اطمني أنا مش هرجع مصر هفضل بره بس مش هنا خليني أمشي بقي إنتي عارفه إن لو عمي رجع مش هيسيبني أمشي
أخذت منها الحقيبة وهتفت برفض :
ـ إحنا كمان مش هنسمح إنك تمشي إنتي هنا زيي أنا و ميرا بعدين وجودك معانا مش ذل ولا انكسار أبداً
ـ وجودى في أي مكان غير بيتى ذل وانكسار إنتي مش جربتيه و أتمنى مش تجربيه أبداً أنا هنا و هناك و في كل مكان ضيفه خليني أمشي علشان خاطري خليني أمشي
تحدثت بجدية وهي تنظر لها :
ـ لو خرجتي خطوه واحده هخرج قبلك ثم مين قال إني مجربتش الكسر والوجع أنتم بتحكموا عليا إزاى أنا واحده الدنيا بتخبط فيها كل شوية جرح و وجع إنتي هربانه من شفيق و أنا هربت من الماضي
كان يستمع لحديثها ليشعر أن هناك أشياءاً كثيرة حدثت معها لتقول هذا الحديث في وجوده لتتحدث علياء بوجع :
ـ بس في بيتك هناك بيتك و هنا بيتك انا مش بس هربانه من شفيق أنا هربانه من كل حاجه أنا عارفه و حاسه بيكي حسي إنتي كمان بيا و سبيني أمشي إنتي هنا وسط اهلك انا مش عارفه أعيش هنا ولا اتأقلم هنا
تحدثت بتعب فهى للآن تحت تأثير كلام الطبيب :
ـ أهلي هما فين أهلي بلاش نفتح كلام يزعل الكل بعدين إنتي واصله من يومين يعني مش هتتأقلمي بسهولة بابا يرجع وقتها هيحل الموضوع ممكن
أردفت بتأثر حقيقي :
ـ الاهل مش بس الأم و الأب الأهل هو جدك اللي ممكن يهد الدنيا علشانك عمتك اللي شيفاكي بنتها عمي سليم وولاده اللي شايفينك منهم أنا ماليش حد و اللي كان ليا راح راح و سابنى أنا تعبت تعبت من كل حاجه ومن الكل مش عايزه غير إني أبقي لوحدي لولا بنتى كنت روحت لشفيق خلص عليا وخلصت بقي أنا عايشه و بحارب و أقاوم الكل بس علشانها علشانها هي وبس
تحدثت بهدوء وهى تشير لها كي تعود لغرفتها :
ـ بلاش جنان دلوقتي كلنا تعبانين ممكن نكمل كلامنا الصبح
صعدت علياء أولاً ولاحظت ميرا تعب فاطيما لتنظر لشقيقها بحزن ليغادر كي لا يضعف أمامها لتنظر له بدموع اقتربت ميرا منها للتحدث معها لكنها اتجهت لغرفتها لا تريد شيء الآن سوى النوم و الهروب من أحداث اليوم
❈-❈-❈
يجلس في المكتب و يتابع أعماله لتخبره السكرتيرة بوجود سليم تعجب في البداية من وجوده خاصة أنه لم يعلن عن قدومه مصر ليرحب به بعد دخوله و يجلسان معاً
أردف جسار بهدوء :
ـ حضرتك ليه مقولتش إنك هتنزل مصر
تحدث بجدية شديدة :
ـ أخبارك إيه وأخبار الشركة
رغم تعجبه من سؤاله :
ـ تمام جداً أطمن تحب تشرب إيه
ليخبره بنوع القهوة ثم قام بسؤاله عن جده :
ـ ممكن قهوة مظبوط .. أمال فين جدك أو عمتك !!
ليتأكد حينها أن هذه الزيارة وراءها سر وبالطبع سيعلم ما الأمر :
ـ في المزرعه خير في حاجه حصلت ولا إيه !!
تحدث بغموض و جدية :
ـ هاه لا سمعت إن فيه قلق و توتر في الشركة كان لازم أنزل علشان أفهم إيه بيحصل هنا
ليخبره بتأكيد و ثقة :
ـ لأ اطمن كل شيء اتحل والأمور حالياً مستقره المهم أخبار الصفقه الاخيره إيه عايز اخلص الأوراق علشان ابعت الشغل
دخلت السكرتيرة ومعها القهوة قدمتها لهما و تركتهما كي يتحدثا ليهتف سليم بمكر :
ـ طيب المفروض حد منهم يكون هنا علشان نتكلم في الشغل بخصوص الصفقة الجديدة
ليردف بمهنية شديدة :
ـ أتفضل أتكلم أنا حالياً المسؤول عن الشركات والشغل كله
لكن كان رد سليم بمثابة صدمة له :
ـ يعني إيه معني كلامك جسار الصفقه مش بسيطه الأفضل وجود جدك معانا
تنهد بغضب شديد بسبب حديث سليم معه ليردف بحدة :
ـ فى إيه يا أستاذ سليم هو أنا عيل صغير قدامك ولا دي أول مره أتعامل معاك فيها جدي خلاص قرر يقعد يتفرغ بسبب تعبه و أنا حالياً اللي مسؤول عن كل حاجه
كان يتابع غضبه و انفعاله ليتحدث بتعجب :
ـ يعني الكلام اللي وصلني صح بقي !!
أجابه بتعجب و حيرة :
ـ كلام إيه مش فاهم وضح قصدك
تحدث وهو يتابع انفعاله :
ـ إنك استوليت على الشركه و طردت جدك و عمتك منها
ليدق على المكتب بغضب و انفعال :
ـ إيه استوليت لأ حاسب عندك يا أستاذ سليم و متنساش نفسك أنا أخدت حقي أظن مفيش حد بيستولي على حقه ثم دي حاجه متخصكش اللي بينا شغل وبس ياريت متتعداش حدودك
وقف ونظر له بغضب من يظن نفسه ليتجاوز معه في الحديث هكذا :
ـ أنسى نفسى واضح إن إنت اللي ناسى نفسك ومش عارف بتتكلم مع مين فوق لنفسك وإلا هتخسر كتير أوى في شغلك و لو الشغل اللي بينا هيخليك تتجاوز معايا يبقي ميلزمنيش الشغل ده
وقف مقابله ليهتف بصوت مرتفع وتحدي :
ـ لأ أنا فايق كويس أوى وعارف نفسي كويس أوى وبالنسبه للخسارة مش في قاموسي والشغل متقدرش تنهيه لأنه مش ملكك وقرار الفسخ مش فى إيديك لوحدك ده غير الشرط الجزائي ولا نسيت
ليخرج من حقيبته دفتر الشيكات كتب له المبلغ وقام بالإمضاء عليه ليمنحه له :
ـ لو على الشرط الجزائي أتفضل شيك بالمبلغ ويبقي انتهى أى شغل بينا
كانت يتابع ما يحدث بصدمه شديدة :
ـ إنت اتجننت إزاى يعنى بتنهى الشغل بالشكل ده والسرعه دي إنت تعاملك معانا شغل ولا إيه بالظبط إنت مالك ومال مشاكل عائليه ملهاش أي ستين لازمه علشان تنهي الشغل كده هاه
ليتحدث بجدية ويعترف أن حديث عزت عن حفيده كان صحيحاً :
ـ أنا فعلاً اتجننت علشان توقعت إنك شخص عاقل لكن اللي يتجاوز معايا ميلزمنيش الشغل اللي يقلل من قيمتي لو هكسب من وراه مليارات
تراجع ليتحدث بهدوء لأنه يعلم أن انسحاب سليم سيضعه فى مأزق حقيقي :
ـ اسمعنى يا أستاذ سليم الشغل مالهوش علاقه بخلافتنا الشخصيه لو سمحت اركن الخلافات على جنب وبالنسبه لكلامي بعترف إني اتعصبت بس ما هو ده مش كلام برده
ليجيبه بسخرية و هدوء :
ـ من البداية وجدك هو المسؤول عن الصفقة يعني أي تعامل الطبيعي يكون معاه اللي وصلني إن أسهم الشركه بتخسر الفترة دى أنا معنديش استعداد أكمل في مكان فيه توتر وقلق
تنهد بغيظ ليقسم في سره أنه سيجعل سليم يندم لاحقا:
ـ اللي وصلك غلط و أنا ممكن أخلى الصفقه دى على مسؤوليتي الشخصيه وبعدين إسم الشركه و العيله لوحده مكسب ولا إيه
وقف كي يغادر لن يظل دقيقة أخرى فى هذا المكان :
ـ أسف بس معنديش استعداد أكمل في مكان كله قلق التعامل وقف بينا من دلوقتي
ليردف بهدوء شديد بعد أن توقع من المسؤول عن إنهاء هذه الشراكة :
ـ تمام أوى كده حاجه تانيه
هتف سليم بجدية وهو يتابعه بتركيز :
ـ لا الصفقة بينا وقفت ومفيش أى تعامل بعد كده بين الشركتين
تحدث بغرور كي لا يظهر نقاط ضعفه :
ـ وماله إنت الخسران في عملاء غيرك كتير يتمنوا يكونوا مكانك
أردف سليم بثقه شديدة :
ـ مش للدرجة دى يبقي متعرفنيش كويس
تحدث بمهنية و هدوء :
ـ ومش عايز أعرفك كنت فاكرك بيزنس مان شاطر كل همك الشغل وبس و تركن الحياه الشخصيه بره بس واضح كنت غلطان
ليجيبه بمنتهى الهدوء :
ـ اللي أعرفه إن الشغل مرتبط بحياتي الشخصية وإلا هكبر شركاتي إزاي إذا كنت بخلق عداوت شخصية
أجابه باعتراض و سخرية :
ـ الشغل شغل والحياه الشخصية مالهاش علاقه لانك لو دخلت دي في دي يبقي هتخسر الشغل عايز تفكير دماغ وبس الحياه الشخصيه كلها عواطف والعواطف بتضييع
اقترب منه وأشار له :
ـ أنا مش جديد في المجال ده إنت اللي تفكيرك غلط هستفاد إيه وأنا بدوس على الناس في النهاية هكون لوحدي
ليجيبه وهو يشعر بالقلق من حديثه :
ـ بس هكون كسبان
أردف بحزن عميق بسبب تفكيره :
ـ هتكسب إيه تفكيرك غلط لما تكبر و تلاقى نفسك لوحدك ومفيش حد معاك هتفهم كلامي
جلس على الكرسي مرة آخرى و أجابه بدون إهتمام وهو يشير للباب :
ـ ولادى مستقبلياً هيكونوا معايا كانت مقابله لطيفه فرصة سعيدة يا أستاذ سليم الباب من هنا
غادر سليم ليقوم بالاتصال بالمحامي كي يخبره أنه سيقابله لعمل توكيل له لبداية إجراءات تأسيس الشركة الجديدة وهو يتوعد بالانتقام من جسار .. بعد مغادرته جلس جسار ليفكر في حل سريع كي لا يلجأ ل شفيق ليقرر أن يدمج شركته الخاصه مع المجموعه
❈-❈-❈
التقي المحامي ب سليم لينهوا الإجراءات ثم قرر العودة لعزت ليقرر الاتصال ب ميرا أولاً ليطمئن عليهم .. كانت تجلس في الحديقة ولا تعلم ماذا تفعل بسبب غياب والدها لتبتسم بعد رؤية إسمه على الهاتف لتجيب سريعاً
ـ بابي وحشتني
أجابها بحب شديد :
ـ وإنتي كمان يا حبيبتي طمنيني عليكم
أردفت بهدوء فهي لا تريد إخباره بما حدث لكن :
ـ كويسين إنت عامل إيه طمني عليك
شعر من صوتها أنها تخفي عنه شيئاً :
ـ أنا كويس المهم أنتم صوتك بيقول فيه حاجه
تراجعت فهي لا تريد أن تزعجه ستنتظر لحين عودته :
ـ هاه لأ ياحبيبي أطمن لما ترجع
تحدث بجدية و قلق :
ـ ميرا اتكلمي في إيه !!
تنهدت بحزن لتخبره بما حدث :
ـ بصراحه كده يا بابي الأوضاع هنا مش مستقره خالص نزار عرف إن فاطيما اتجوزت واتخانق معاها وخرجنا فريدة تاهت مننا و نزار اتخانق هو وعلياء وعلياء مصممه تمشي لولا فاطيما اقنعتها بالعافيه تنتظرك بس قلقانين لأنها مصممه تمشي
كان يستمع لحديثها بصدمة ليردف بإرهاق :
ـ إيه كل ده ده أنا سافرت يوم واحد أمال لو كنت طولت شوية كنتم عملتوا إيه و إزاى نزار عرف عن جواز فاطيما
أردفت بحزن و هى تشاهد نزار يغادر بسيارته :
ـ مش عارفه أنا نزلت لاقيته هو وفاطيما و علياء بيتكلموا تقريباً عرف من علياء
هتف بعتاب شديد لابنته :
ـ إزاى فريدة تاهت منكم يعني مش قادرين تشيلوا يومين المسؤولية أمال هتديروا الشركة ازاى بعد كده
أجابت بحزن بسبب غضب والدها منها :
ـ يا بابي حضرتك بتزعقلي ليه دلوقتى إحنا كنا بنتكلم وهي معانا وفجأة اختفت من جنبنا أعمل إيه طيب
أجابها وهو يتجه للفيلا :
ـ متعمليش حاجه أنا جاي بكره متعرفيش حد وبلاش تتعاملوا معاه لغاية ما أوصل
أردفت بهدوء وهى تتجه للداخل :
ـ حاضر يا بابي مش تتأخر تحب استناك في المطار
ليتحدث برفض واعتراض :
ـ لا بلاش تيجي مش عاوز حد يعرف نهائي خلي كل شيء طبيعي فاهمه
تحدثت بهدوء :
ـ فاهمه حاضر
تنهد بتعب مما يحدث :
ـ طمنيني فاطيما أخبارها إيه دلوقتي
تحدثت وهى تنظر لغرفتها :
ـ مش كويسه خالص وزعلانه و قافله على نفسها من وقت اللي حصل
ليسأل باستفهام :
ـ طيب علياء فين دلوقتي !!
أجابته بهدوء و هى تتجه للمطبخ كي تعد طعاماً لهم :
ـ في أوضتها هي كمان مخرجتش من وقتها هي وفريدة
ليردف بجدية شديدة :
ـ طيب بلاش أى حد فيكم يتكلم معاه علشان وقت ما يتعصب بيبقي واحد تاني وأكيد طلع غضبه من فاطيما على علياء
هتفت وهى تتذكر غضبه الشديد من الجميع أمس :
ـ هو فعلا كان واحد تانى أول مره أشوفه بيتعامل مع حد كده
أردف بهدوء وهو يعلم أن القادم ليس سهلاً :
ـ إنتي عارفه وقت الموضوع ما بيتعلق بها بتكون حالته إيه و موضوع جوازها مش هيقبله بسهوله
لتهتف بجدية و سخرية :
ـ ماشي بس يهدي يا بابي ده اتعصب عليا أوى وكمان علياء هي أه مش سكتت له بس أنا استغربت قولت إنه هيراعي أنها لسه جديده ويهدي لأ مفيش تفاهم كان واحد تاني خفت منه بجد
تحدث باستنكار من جنان ابنته :
ـ أكيد رديتي عليه زى كل مرة هو وقت الغضب ها يميز جديدة ولا قديمة بتضحكي لما اجي هقوله يكمل عليكي
لتجيبه بحزن شديد :
ـ يا بابي كنت متعصبه وزعلانه منه وآه رديت عليه علشان زود الموضوع واتصلت ب فاطيما علشان تيجي وإلا مكنتش هقدر أقنع علياء تستنى
ليهتف باستنكار بسبب ما يحدث معهم :
ـ أنتم الاتنين محتاجين إعادة تربية من الأول استني لبكره بس هتشوفي
تحدثت بتوتر و حزن :
ـ كده يا بابي ههون عليك انا أصلاً زعلانه منه ومش هتكلم معاه تانى
تحدث بهدوء لأنه يعلم عناد ابنته :
ـ أكيد عاندتي صح مش جديد عليكي
أجابته بتردد و غيظ :
ـ يا بابي إنت عارف وقت ما يتعصب بيكون واحد تاني حقيقي خفت منه
ليردف بحب حقيقي كي يجعلها تهدأ :
ـ متزعليش إنتي عارفه إني بهزر معاكي المهم قوليلي أخباره إيه
لتجيبه بحب وجدية :
ـ وأنا امتى زعلت منك يا قمر إنتي بالنسبه للدكتور بيخرج الصبح ويرجع آخر الليل ولا بيكلم حد ولا بيشوف حد
أردف بتعب من حالة نزار :
ـ مش عارف هيتغير امتى ولا امتى هطمن عليكم
تحدثت وهى تدعي الحزن :
ـ مش عارفه جايز يتغير و نطمن عليه هو بس محتاج واحده تغير تفكيره وتعرفه إن البنات مش كلهم واحد محتاج واحده تحتويه و تطمنه نزار محتاج يحس بالامان والاستقرار محتاج يأسس عيلة وهو وقتها هيتغير بجد
ليهتف بجدية بعد وصوله للفيلا :
ـ كل شيء في وقته كويس خلينا نشوف المهم هقفل دلوقتي و هكون عندكم بكرة
ـ ماشي يا حبيبي هستناك
أغلق معها ليجد عزت ينتظره في الحديقه اقترب منه
هتف عزت بقلق :
ـ سليم اتاخرت ليه كل ده
أجابه بهدوء فهو لا يريد إخباره بما حدث مع جسار :
ـ على ما خلصت معاه وكنت بطمن على الولاد
عزت بقلق و توتر :
ـ قولي عمل إيه و إيه رد فعله
هتف بهدوء وهو ينظر بعيداً :
ـ في الأول كان هادى بس لما اتكلمت معاه أكتر اكتشفت إن قرارك كان صحيح لآخر وقت كنت متوقع إنه ممكن يتراجع بس
ليعلم عزت أن سليم لن يخبره بما حدث معه في اللقاء :
ـ يعني اتاكدت من كلامي دلوقت
سليم بجدية و هدوء :
ـ حقيقى هو بقى واحد تاني مش ده جسار أبداً متوقعتش يتغير بالشكل ده
ليهتف بجدية وهو ينظر للسماء :
ـ من وقت ما بدأت علاقته مع شفيق وبنته وللأسف كل شيء اتغير
ليجيبه بهدوء كي ينهي الحديث فى هذا الأمر :
ـ كفاية كلام كده عملنا اللي علينا
ليردف بتفهم وهو يشرب العصير :
ـ ماشي هصدق كلامك بس أكيد هعرف الحقيقة بعدين
ليجييه بجدية وهو يغير مجري الحديث :
ـ خلاص يا عمي كده أول خطوه تمت بنجاح باقي الخطوه التانيه بس للأسف مش هكون هنا لاني لازم أسافر بكره
هتف عزت بقلق أن يكون قد حدث لهم شيئاً :
ـ الأولاد كويسين ولا حصل إيه
ابتلع ريقه بتوتر :
ـ أه كويسين الحمدلله أطمن بس علشان الشغل
تحدث بجدية :
ـ طيب كده باقي الإجراءات المحامي هيكملها أكيد
ـ أيوه أنا اديت المحامي الورق يخلص كل حاجة الصبح
ـ تمام أرتاح بقي علشان السفر هتمشي امتى
ـ الفجر باذن الله علشان أوصل بدرى هناك
أردف عزت بقلق :
ـ وليه السفر بدرى كده سليم لو مخبي حاجه قول
ليجيبه بتوتر و قلق :
ـ مفيش يا عمي أطمن بس ست ميرا مجنناهم هناك لأ و زعلانه إني اتاخرت عليها اطمن مفيش حاجه
هتف بشوق حقيقي :
ـ وحشتني ميرا قولها جدك عاوز يشوفك
ـ هي كمان لسه بتقولى إن مصر وحشتها وعايزه تنزل الأمور تهدى و هننزل كلنا بإذن الله
ـ أتمنى فعلا ترجعوا بس صعب وإنت عارف
ـ يوم مش هيعمل حاجه وبعدين الأوضاع هتكون أهدى من كده اطمن هأمنه كويس أوى
ـ إنت عارف رجوعه معناه إيه
ـ هيرجع بهويته التانيه ومش رجوع بس هينزل ويرجع تانى علشان يبقى يوم للذكرى أطمن
وقبل أن يجيبه اقتربت سمية منهم لتهتف بصدمه :
ـ نزار عرف عن جواز فاطيما و جسار