
رواية همسات معذبة الفصل الثالث3والرابع4 بقلم فاطمة الزهراء
إنها واحدة من أشد المراحل تعبًا، المرحلة التي تكتشف فيها بأنك وحيد أكثر من أي وقت مضى، وأنك بكل حزنك لاتعني للعالم شيئًا
أثناء حدوث الحريق كانت خائفة تريد الخروج ولكن النار اشتعلت بالخارج نظرت لشقيقتها بيأس فيبدو أنها النهاية بدأ الأكسجين ينخفض من الغرفة وشعرت بالاختناق ليغمى عليها.. بعد عدة محاولات استطاعوا انقاذهم ولكن تم نقل إيلاف للمستشفى رفضت كيان تركها.. بحثت نهله عنهم فى البداية ثم علمت ما حدث وصلت الشرطة وأخبرتهم أنه سيتم نقل الجميع لملجأ أخر ولكن رفضت وبقوة
الضابط: للأسف حضرتك معانا أمر ولازم ننفذه
نهله بتوسل : البنات خايفين وبعدين الملجأ هنا خاص للبنات بس إزاى هيقعدوا مع أولاد فى ملجأ مشترك .. أسبوعين بس والمكان هيرجع زى الأول وأفضل ولو عليهم هاخدهم بيتى وهيكونوا تحت مسؤوليتي
تابع طارق حديثهم بهدوء يعلم مدى تعلق زوجته بهم جميعا ليجرى اتصال بوالدها فهو مدير أمن لينهي هذه الأزمه .. قام والداها بالاتصال بها لتصر على أن يظلوا معها رغم كل محاولاته لأنه يعلم ابنته جيدا ليوافق ولكن لن يظلوا معها مده طويلة .. بعد محاولات عديدة وصل للضابط أوامر بأخذ البنات لمنزلها لينقلهم لهناك بعد أن إطمأنت عليهم ذهبت للمستشفى ..
فى المستشفى أجروا لها جلسات استنشاق ليعود التنفس لها من جديد فى الخارج جلست كيان برفقة أحد العاملات فى الملجأ وتدعى مروه .. وجدوا نهله قادمة إليهم لتركض كيان بتعب إليها ضمتها بحب ومسحت دموعها تركتها مع مروه واتجهت للطبيبة لتطمئن عليها دقت الباب ودخلت
نهله : صباح الخير أنا كنت عاوزة أطمن من حضرتك على إيلاف اللى جاية من ساعتين
الطبيبة بغضب : المفروض الملاجئ تعامل الاطفال برحمة مش بقسوة إزاى سمحتى لهم يعاملوها كده البنت جسمها كله محروق .. كويس محر..قتوش وجهها بالمره للأسف أنا مضطرة أبلغ البوليس عن محاولة الاعتداء على طفلة وتشويهها
نهله برفض : ياريت قبل م توجهى أى اتهام تسالى عن ملجأ ____ البنات كانوا وصلين حالتهم أسوأ من كده للأسف حاولت أعرف معلومات عن أهلهم لكن رفضوا يقولوا .. والا كنت بنفسى قدمت بلاغ للنيابة أنا مسؤولة عن الملجأ من حوالى ١٢ سنه تقدرى تسألى عنه
الطبيبة بصدمه : عاوزة تفهمينى إن أهلهم هما السبب فى الحاله دى ازاى فيه أهل كده
نهله بحزن : أيوة فى الأول قولت إنهم من ولاد الشوارع لكن لبسهم وطريقة كلامهم اكتشفت إنهم عندهم عيلة بس هربوا منهم لانهم كانوا بيعذبوهم ويمنعوا عنهم الأكل .. حاولت أعرف مين هما لكن فشلت من أول يوم وأنا مهتمه بهم لدرجة إنى أهملت بيتى وولادى بسببهم
الطبيبة بأسف : بعتذر لحضرتك بس لانى شوفت حالات تعذيب كتير لهم .. عامة البنت حالاتها أفضل الوقتي بس أتمنى تهتموا بها لان بسبب الحريق عندها مشاكل فى التنفس وممكن تتعرض لحالات إغماء
نهله : هى هتخرج أمتى لو سمحتى
الطبيبة : هطمن عليها وهكتب لها خروج
بعد أن فحصتها الطبيبة أخبرتهم أنها أفضل ويجب أن تلتزم بأدويتها ليغادروا لمنزل نهله .. وصلوا للمنزل لتجده هادئ علمت أن الأطفال نائمون نظرت لهم
نهله : تعالى معايا ابعدى عن ازعاجهم وكمان الدكتورة قالت إنك لازم ترتاحى
وجدتها تنظر لشقيقتها لتهتف : متخافيش هتكون معاكى
نظرت ل مروه : يلا انتى كمان روحى ارتاحى كانت ليلة طويلة
صعدت بهم لاحدى الغرف وظلت معهم حتى إطمأنت أنهم ناموا واتجهت لغرفتها لتجد زوجها أبدل ثيابه ومتجه للخارج
نهله بارهاق : إنت رايح فين ارتاح شوية وبعدين اخرج
طارق بهدوء عكس ما بداخله : عندى اجتماع مهم هخلص وأرجع بسرعة محتاج أتكلم معاكى
علمت من حديثه ونظرته أنه غاضب من إصرارها على وجود الأطفال معها ونامت سريعا وصل للشركة ليحضر الاجتماع بعد إنتهاء مهامه فى الشركة عاد للمنزل ليجد والدته تجلس مع أبنائه وتحاول اقناعهم بوجود الاطفال معهم ليقترب منهم وجلس جوار والدته
ماجدة بهمس : الولاد زعلانين بسبب وجود البنات هنا مش عارفه اتعامل معاهم
طارق : ممكن نتكلم سوا !! إحنا إضطرينا نجيبهم هنا أسبوعين بس الملجأ هيتجهز لهم ويرجعوا تانى
وليد بغضب : مش كفاية طول النهار معاهم لا يجيوا يعيشوا هنا أفضل علشان أهلهم مش عاوزينهم يقت.حموا حياتنا .. وبعدين كنتم اعرفوا رأينا الأول مش بالاجبار نلاقيهم هنا
كاد والده أن يصفعه لتهتف ماجدة بحزن : وليد مش معنى إنهم عايشين فى الملجأ إن أهلهم مش عاوزينهم ليه منقولش إن مثلا أهلهم ماتوا ومفيش لهم حد من أمتى وانت بتتكلم بالطريقة دى
وليد بغضب طفولي : طبعا دافعوا عنهم واحنا مالناش أى أهميه عندكم
غادر سريعا ولحقت به شقيقته ليسمعوا صوت مرتفع بالأعلى وجدوا وليد يجذب أحدهم ويصرخ عليه
وليد : إنتى إزاى دخلتى الفيلا من غير إذن اتكلمى قولى سرقتى أيه
نظرت له بحزن : أنا مش سرقت حاجه أنا جايه هنا مع ماما
وليد : كمان بتكذبى أنا ـــــــــ
صعد طارق بعد سماعه لصوت وليد المرتفع : سيب أيدها إنت بتعمل أيه وانتى خرجتى ليه من أوضتك
كيان بخوف : أنا أسفه يا عمو بس كنت عاوزة أغير هدومى ومش لاقيه حد يساعدنى وأختى نايمه تعبانه
وضع يده على وجهه بغضب : ادخلى الأوضه ومفيش خروج منها تانى هطلب مروه تيجى تتعامل معاكم يلا
وقفت تبكى لتتذكر رحاب وما كانت تفعله معهم اقتربت منها ماجدة لتضمها ونظرت له بحزن
ماجدة : متخافيش يا حبيبتي بس عمو راجع تعبان من الشركة ادخلى وأنا هاجى أساعدك
لتكمل ماجدة بعد مغادرة كيان : مش معنى انك معاك فلوس وغنى توجع الضعيف تخيل للحظة ان واحده منهم بنت أختك اللى مش عارفين نوصل لمكانهم ولا أى معلومات عنهم
كاد أن يتحدث لكنها غادرت واتجهت لغرفتهم نظر لأولاده نعم فوالدته محقه على الأقل هو مع أولادة ويستطيع مواساتهم لكن هؤلاء فقدوا والديهم
وجد أبنائه ينظرون له ليتجه لغرفته وجد زوجته مستيقظه
نهله بهدوء : طارق عارفه إنك زعلان منى بس غصب عني أنا مش ضامنه ايه ممكن يتعمل معاهم فى الملاجئ التانيه أوعدك فى أقرب فرصة هيرجعوا مكانهم اللى هيعيشوا فيه وهصلح غلطتى
طارق بيأس : منار الولاد غاروا لمجرد إنك قضيتى أسبوع فى الملجأ طول اليوم .. لكن لما فجأة يلاقوهم عايشين معاهم هيكون أيه رد فعلهم .. إحنا هنسافر أخر الأسبوع عندى صفقة مهمه ومحتاجك معايا الولاد هيكونوا مع ماما كلمت شركة هندسية علشان يرجعوا كل شئ زى الأول
نظرت له بحب وامتنان ليضمها ويقبل رأسها ليكمل بحب : متزعليش اتعصبت بسبب ضغط الشغل أنا هرتاح شوية
فى مكان أخر كانت سمر تجلس مع أحد الأشخاص فى أحد المطاعم
سمر : المدام موجودة الفترة دى هيكون صعب أى حركة كمان فيه بنات جديدة عندنا إستنى شوية
تجلس مع زوجها وتحاول إقناعه بتبني فتاة أو طفل صغير
نظرت لزوجها بحزن ليهتف : كفاية بقى إحنا عايشين كويسين ليه مصممه تنكدى علينا
رحمة : نفسى يكون عندى بنت علشان خاطرى ممكن نتبنى بنت وبعدين انت هتسافر وهتكون مشغول طول الوقت رائد أرجوك
نظر لها ثم هتف : خلاص اهدى هكلم سمير يشوف الموضوع ده بس بلاش أشوف دموعك
ابتسمت له بحب لتهتف بحماس : المفروض نجهز لها جواز سفر وأشترى كمان هدوم لها أنا بحبك أوى' قبلته على وجهه وغادرت مسرعة من أمامه'
يعلم جيدا مدى شوقها لوجود طفل فى حياتها فهى ليس لها غيره منذ طفولتها وهو المسؤول عنها أجرى اتصال ليسأل عن أسماء بعض الملاجئ ليخبرها أنهم غدا سيذهبوا فى موعد هام
كانت تبتسم بسعادة وهى ترى معاملة ماجدة لها تمنت للحظة أن تظل معهم لكنها تعلم أنها ستعود للملجأ مره أخرى رأت نهله التى هتفت بمرح
نهله : بقى كده أنتم هنا وانا بدور عليكم
كيان : خفت أسيب إيلاف لوحدها كمان فيه واحد اتخانق معايا لما خرجت خفت يحبسنى زى زمان
نظرت ماجدة ل نهله بعدم فهم : مفيش حد ممكن يقرب منك أبداً وانتى معايا اطمنى يلا انزلى تحت وهعطى إيلاف علاجها وهلحقك
أعطت إيلاف الدواء لتقص بعد ذلك حكايتهم ل ماجده لتشعر بالحزن والشفقه عليهم ليهبطوا لأسفل بعد ذلك لرؤية باقي الفتيات
أتى اليوم الأصعب فى حياة الجميع تجلس برفقة الجميع ومازال أبنائها رافضين وجودهم هناك ويريدوا أن يذهبوا من المنزل سريعا أخبرت الخادمة منار أن هناك أشخاص يريدون رؤيتها لتذهب للمكتب وجدتهم يجلسوا مع زوجها ابتسمت لهم وجلست
رائد : أنا سمعت كتير عن الملجأ الخاص بحضرتك وسألت برضه بصراحه شديدة أنا ومراتى عاوزين نتبنى بنت
نهله بهدوء : بس أنا مش بقبل أبداً بموضوع التبنى غير ما أسأل واتاكد يعنى انا لازم أتأكد إن أى بنت تكون هتعيش حياة كويسه لانهم بناتى
رحمة : إحنا مسافرين كمان أسبوعين لان جوزى عنده شركة فى باريس وهنعيش هناك فترة واطمنى البنت هتعيش حياة كويسة ممكن تسألى عننا
لاحظ طارق حيرتها وقلقها : طيب أظن تشوفوا البنات واحنا هنجهز الأوراق المطلوبه
نظرت له بحزن وكأنها ترفض ما يحدث لاول مره تشعر بالخوف ليس من مسألة التبنى لكن الخوف أن يفترقوا لا تعلم هى خائفه فقط .. اتجهوا معا للحديقة وكانها تريد أن تمنعهم من السير أكثر خشية من شئ لا تعرفه
كانت رحمة تنظر لهم بحماس وفجأة هتفت بصراخ : هى دى البنت خلاص هتكون بنتى
نظرت نهله لطارق بصدمة وهو أيضا لم يكن يعلم أنهم سيكونوا سبب فى فراق الأشقاء
الفصل الرابع
إنها واحدة من أشد المراحل تعبًا، المرحلة التي تكتشف فيها بأنك وحيد أكثر من أي وقت مضى، وأنك بكل حزنك لاتعني للعالم شيئًا
انتبهت إيلاف لوجودهم وأيضا توتر نهله شعرت أن شيئاً سيحدث .. اقتربت منهم رحمه والجميع يراقب بقلق ما يحدث
نهله بحزن وصدمه : مش هقدر أفرقهم عن بعض اللى بتطلبوه صعب اختاروا أى بنت تانيه
طارق بهدوء : اهدى بعدين كده أفضل على الأقل مش الاتنين يعيشوا فى الملجأ
نهله بقلق : إنت بتتكلم إزاى أنا مش موافقه أبداً
رائد : أسف لتدخلى !! هما أخوات وازاى أهلهم مش بيدوروا عليهم
نهله بتوتر : مفيش أى معلومات عن أهلهم أنا بجد أنا يعنى بلاش أرجوكم
يعلم طارق جيدا أنها تشعر بالألم بسبب فقدانها لشقيقها ولا تريد أن يعانى أحد مثلها وهو مثلها أيضاً لقد فقد شقيقته ويبحث عن بناتها ليعوضهم عن فقدانهم لها
طارق لزوجته : نهله !! ممكن تتكلمى مع إيلاف وهى أكيد مش عاوزه أختها تتعب فى حياتها اسمعينى
نهله برفض : أسمع أيه !! أنتم بتتكلموا إزاى بالمنطق ده ياترى قدرت تنسى أختك لما ماتت .. وهى عايشه كنت دايما بتفكر فيها وقلقان عليها إزاى متوقعين إنه سهل تفرقوا بينهم أيه الجبروت ده
تركتهم وسارت تجاه إيلاف و كيان بينما جلست تتابعهم بهدوء
رحمة بابتسامة : إنتم أصحاب !!
كيان : لأ أخوات أنا إسمى كيان وهى إسمها إيلاف إنتى مين
هتفت نهله سريعا لكى لا ينتبهوا لما يحدث حولهم : دى صاحبتى يلا أطلعوا الأوضه علشان ميعاد الدواء
غادروا من أمامهم سريعا نهله : إتفضلى اختارى البنات موجودين
رحمه : أنا خلاص اختارت كيان هتبناها
نهله بهدوء : للأسف كيان مسؤوله منى اختارى أى بنت غيرها
رائد محاولا إقناعها : أوعدك البنت هتعيش حياة أى واحده مكانها تتمناها إحنا مش طالبين شئ صعب
منار : افهمنى لو سمحت أنا مش هقدر افصل الأخوات عن بعض اى بنت تانية مش هعترض بس حرام افرق الاخوات عن بعض
رائد : طيب ممكن أقعد مع أختها واتكلم معاها
لترفض نهله بقوه كيف يمكنهم فعل هذا .. هذه جريمة ستعاقب عليها لن تستطيع تفرقة الأخوات عن بعضهم مهما حدث
فى غرفتهم بعد أن صعدوا جلست إيلاف وجعلتها تجلس على قدمها
كيان : إنتى لسه تعبانه خلينى أقعد جنبك أحسن
لم ترد عليها وجدوا ماجدة أمامهم : يلا خدى الدوا ميعاده فات علشان متتعبيش
لتهتف ببراءة وحزن : أنا عاوزة أروح عند بابا وماما هما ليه مشيوا وسابونا لوحدنا
ماجدة بحزن لتذكرها أحفادها : حبيبتي هما الوقتى فى مكان أفضل من هنا وأكيد حاسين بكى لازم تكونى قوية علشان أختك
طلب طارق أن يتحدث مع زوجته قليلا عله يستطيع إقناعها فى الموافقة ليتجهوا لغرفة المكتب
طارق : ممكن تهدى علشان نعرف نتكلم ونوصل لحل حبيبتى البنت هتعيش حياة كويسة مع ناس هيحبوها .. نهله بلاش نضحك على نفسنا عارف إنك بتحبى البنات ومتعلقه بهم بس مهما حاولنا نسعدهم هنفضل مقصرين معاهم أقل شئ إنهم بالليل بيناموا مفتقدين أهلهم .. ماشى حالتهم مختلفه عن غيرهم بس قوليلى لما يكبروا ويعشوا وسط الناس تعتقدى هيتقبلوا وجودهم .. هتلاقى شخص مناسب يقدر يسعدهم لما يوصلوا مرحلة الجواز أى شخص وقت ما يعرف إنهم عاشوا فى ملجأ هتلاقى اللى متعاطف معاهم واللى يتريق عليهم وياذيهم بكلامه طيب حاليا لاقينا أهل لكيان ممكن كمان شوية نلاقى حد يتبنى إيلاف
نهله برفض : مش هنضحك على بعض يا طارق أى واحد بيقرر يتبنى مش هيقبل بنت فى سن إيلاف خاصة مع تعبها .. أنا إزاى هقدر أتعامل معاها بعد كده وفى نظرها هكون مجرمة لانى فرقتهم عن بعض .. طيب لما يكبروا فكرت مصيرهم هيكون أيه ازاى هيقدروا يتعرفوا على بعض واحده عايشه حياة مرفهه والتانية
طارق محاولا إقناعها : قوليلي لما الاتنين يكبروا ويلاقوا نفسهم عايشين الحياة دى هيكونوا راضيين .. كفاية عناد بقى سيبهم يتكلموا مع إيلاف فى كل الحالات لو كانوا راحوا ملجأ تانى كانوا برضه انفصلوا عن بعض
خرجوا معا وكانت صامته ليهتف طارق : تحبوا نبدأ أمتى بالإجراءات
نظرت له بوجع لتهتف رحمة : الأول عاوزة أتكلم مع أختها لو وافقتوا
يعلم أنه يجب أن يكون حازم فى هذا القرار والا سيحدث صدام بين زوجته وبينهم : أظن مفيش داعى إحنا مش هناخد رأي أطفال
رحمه باصرار : أنا مصممه أتكلم مع أختها برضه
طلب من الخادمه استدعاء إيلاف لغرفة المكتب وطلبت رحمة أن يتحدثوا على انفراد لكى لا يحدث أى توتر
صعدت نهله لغرفتها لتبكى بصوت مرتفع استمعت ماجده لبكائها ودخلت عليها ضمتها بحب
ماجدة: أيه سبب الدموع دى لو طارق زعلك قولى وانا هجيبلك حقك متخافيش
نهله بدموع : عاوزين ياخدوا كيان منى ومش لاقيه حل عارفه يا ماما أنا مش عاوزة أعيش الوجع ده تانى .. أخويا مات قدامى ومقدرتش أعمله حاجه على الأقل هو عارفه مكانه وبروح له واتكلم معاه أه مش سامعنى لكن حاسس بيا برجع حاسه براحه .. ازاى هفرق بينهم ويبعدوا عن بعض طيب لو كبروا بلاش كل ده نظرة إيلاف ليا هتكون إزاى أنى بعدت أختها عنها أنا تعبانة اوي
ماجدة بحزن : اهدى أنا فهماكى أقولك سر مش عارفه ليه أول ما شوفتهم اتخيلتهم ولاد بنتى ممكن لانهم فى نفس السن تقريبا .. تعرفى إنى بلوم نفسى لانى سبتها لوحدها تعيش وكأن أهلها مش موجودين نهله مش أول مره تحصل حالة تنبنى بس أول مرة يحصل الموقف ده وصدقينى مش هيكون صعب عليكى لوحدك .. أنا قعدت معاهم حبيتهم وحاسه انهم حته منى خليكى قوية علشان تخففى عنهم اللحظة دى إيلاف هتكون محتاجاكى تدعميها ممكن نخسر شخص علشان خاطر شخص تانى أنا عارفه شعورك الوقتى حاولى تكونى قوية
جلست رحمة مع إيلاف للحظة تمنت أن تكون ابنتها هدؤها وحيائها جعلوه تشعر بقلق وتوتر
إيلاف : عمو قال إن حضرتك عاوزة تتكلمى معايا إتفضلى
رحمه : إنتٍ بتحبى أختك صح !!
إيلاف : طبعا بحبها
رحمه : طيب لو قولتلك إنى هتبناها وتكون بنتى هتوافقى
إيلاف : مش فاهمه هتكون بنتك إزاى
رحمه: هاخدها تعيش معايا فى بيتى وهتكون زي بنتى
إيلاف بعدم فهم : إزاى هتعيش معاكى يعنى و إزاى عاوزانى أسيبها أنا مش فاهمه كلامك .. مش هسمح لحد ياخدها منى أنا ماليش غيرها لو سابتنى هى كمان هعيش لمين
ركضت لغرفتها سريعا وأغلقت الباب بالمفتاح لكى لا يأخذها أحد منها .. نظرت لها كيان بقلق وجدتها تبكى بقوة
إيلاف بدموع : إحنا هنمشى من هنا بالليل سمعتى مش هسمح لهم يبعدونا عن بعض أنا مهربتش من عند عمك الإ علشانك
كيان وهى تمسح دموعها ببراءة : انا مش هسيبك لوحدك مش تعيطى ومش هكلمهم تانى
سمعوا أحدهم يدق على الباب لتضمها بخوف رفضت نهله الخروج ورؤية هذا المشهد لكى لا تكون مشتركة فى هذه الجريمة .. دخل طارق ليجد والدته تجلس معها حاول أن يخفف عنها الوضع ولكن يعلم أنه لن يستطيع تحمل رؤيتها تبكى ليتماسك بقوة
طارق : نهله كل شئ بقى جاهز ونفذت رغبتك إن إسمها ميتغيرش
نهله بحزن: أيه المطلوب منى الوقتي مش نفذت اللى عاوزه سيبنى بقى .. ومتطلبش منى أتدخل أكتر من كده أنا هتحاسب بسببهم
وقف أمامها وهتف : إنتى ليه شايفه إنى قاسى أنا فكرت فى مصلحة البنت صدقينى لو ينفع كنت قولتلهم ياخدوهم الاتنين لكن هما
نهله بحزن : أيه المطلوب منى عاوز أيه هاه ياترى لو هما يهموك أو هفترض إنهم ولاد أختك هتقبل حد يفرقهم .. لو هما ولادك هتقبل يبعدوا عن بعض إنت ليه مش حاسس بيا إنت عارف الوجع اللى هما هيعشيوه بسبب بعدهم عن بعض أقوى من أى وجع ممكن تعيشه لو أخوك ميت على الأقل عارف هو فين .. لكن هما واحده هتعيش فى فيلا وطلبات مجابه والتانيه فى ملجأ
طارق بحده : لأول مره هرفض طلبك أقولك ليه من يوم م دخلوا حياتك وإنتي نسيتى إن عندك بيت وولاد ياريت بهدوء تيجى علشان تجيبي البنت فى هدوء
سارت معه بحزن بينما رفضت ماجدة مشاهدة هذا المشهد يكفيها حزنها على ابنتها وللأسف أحفادها التى ستتركهم يفترقوا دون علمها هويتهم الحقيقية
وقفت نهله أمام الغرفة ونظر طارق لها لكى لا تتراجع : إيلاف افتحى الباب خلينا نتكلم سوا واللى عاوزاه هعمله لكى
إيلاف ببكاء : إنتي كدبتى عليا ومش هحبك تانى علشان خاطري ارفضى طلبهم واللى عاوزاه هعمله بس بلاش تاخدوها منى .. هقعد فى الأوضه ومش هخرج منها تانى إنتى وعدتينى
ظلت تقذف الأشياء على الأرض وتدب بقدمها فى الأرض لتسقط على الأرض فاقدة للوعي.. نظرت كيان لها بخوف فهى طلبت منها عدم الخروج من الغرفة لأى سبب ولكنها طفلة
كيان بخوف وهى تفتح الباب : ماما إيلاف وقعت على الأرض ومش بتتكلم
دخلت ونظرت لها بتوتر حملتها وحاولت إيفاقتها لتفشل لتتصل بالطبيبه وأخبرتها أنها ستذهب إليها انتبهت لعدم وجود كيان بحثت بعينها فى كل الغرفة خرجت لتبحث عنها وجدتهم صامتون لتسمع صوت صراخ عادت لغرفة إيلاف نظرت لها بدموع لتركض للخارج لرؤية شقيقتها قبل مغادراتها لمحت السيارة تغادر الفيلا ركضت خلفها وهى تصرخ وتنادى عليها لتسقط على الأرض حاولت نهله الاقتراب منها ولكن رفعت يدها لتمنعها