
رواية همسات معذبة الفصل الاول1والثاني2 بقلم فاطمة الزهراء
مـ�ـقـ�ـدمـ�ـةّ
والفصل الاول والثاني
لا يستطيع أحد تغيير القدر أحيان يخبئ لنا أشياء جميلة بعد معاناه وأحيان يحدث العكس .. شقيقتان توفى والديهم فى حادثه لينتقلوا للعيش مع عمهم ويكون فريسه سهلة للعذاب ليقرروا الهرب من هذا البيت الذى سجن الكبير بالنسبه لهم بعد أن عاشوا ذكريات صعبة .. ليتجهوا للشارع ويأخذهم أحد الأشخاص لملجأ ويعيشوا فيه فترة ليفترقوا ويصبح لقائهم من المستحيل .. مرت سنوات عديدة لتصبح أحدهم ابنه لأحد رجال الأعمال بالتبنى بينما ظلت الأخرى فى الملجأ ولكن أحدهم كان الانتقام مسيطر عليها خاصة بعد خسارة شقيقتها ..
الفصل الأول
مني السلام على من لست أنساهم، إن غبتم عن العين، فإن القلب مركزهم، فإن كنتم في قلبي، فكيف القلب ينساهم.
تجلس فتاة صغيرة وتبكى بعد أن أخبرتها زوجة عمها بقسوة عن موت والديها وتنظر لشقيقتها الصغيرة وهى نائمة وتفكر فى مستقبلهم بعد أن أصبحوا بلا عائلة وصل عمها وطلب منها أن تحضر أغراضهم لينتقلوا للعيش معه فى منزلة
إيلاف ببكاء :
ــ أنا عاوزة أعيش هنا ودادة معانا أرجوك يا عمي
جابر :
ــ أنا مش بحب الدلع ده خلاص مش هينفع تعيشوا هنا لوحدكم الدادة خلاص هتمشى وتروح بيتها
جيهان بحده :
ــ أسمعى الكلام وبلاش عناد
وقفت لتحضر الثياب فى حقيبتين صغيريتين ونظرت للغرفة لتودعها وكأنها لن تعود لهذا المنزل مره أخرى .. ابت أن تستيقظ شقيقتها النائمه كانت تريد أن تحملها وأحد يحمل الحقائب ولكن غادر عمها وزوجته وتركوهم لتنظر لصورة والديها بحزن وخوف من القادم .. ذهبت أولا لتضع الحقائب فى السيارة ثم تعود وتحملها نظرت لهم بتوتر وخوف من القادم غادرت مسرعة للداخل وعادت بشقيقتها .. بعد فترة وصلوا لمنزل عمها واتجهوا للداخل نظر لها الخدم بحزن شديد
❈-❈-❈
رحاب :
ـــ سعاد هتعرفك مكان أوضتك ممنوع تخرجى منها إنتى وأختك من غير ما أعرف مش هقبل بأى شغب ريان ممنوع تلعبوا معاه أبدا
حركت رأسها بهدوء لتتجه مع الخادمة للغرفة وكانت الصدمة حين رأتها فهى غرفة صغيرة لا يوجد فيها سوى سرير ودلاوب حجمهم صغير تابعت المشهد فى صمت بعد أن كانت تعيش كأميرة أصبحت خادمة أو متشردة وضعت شقيقتها على الفراش وأفرغت الملابس من الحقيبة وجلست جوار شقيقتها إلى أن غلبها النوم لتذهب فى سبات عميق بسبب الأحداث التى مرت بها اليوم
فى غرفة جيهان بعد أن أبدلت ثيابها اتجهت لغرفة ابنها تطمئن عليه ثم عادت وهى تتابع حديث زوجها مع المحامى عبر الهاتف أغلق معه
جابر بابتسامة :
ــ المحامى جاي بكره علشان موضوع الميراث النص هيكون نصيبي لان مفيش ولد وهكون وصى عليهم وقتها هقدر اتصرف فى نصيبهم
جيهان بغضب من وجودهم معها فى المنزل :
ــ المهم تشوف حل لهم أنا مش هقبل يتعاملوا مع ابنى أيه رأيك يروحوا مدرسة داخلية وقتها مش هيتعاملوا معانا كتير
جابر بخبث :
ــ فكرة كويسه نشوف المحامى بكره وهشوف الحكاية دى
❈-❈-❈
ناموا وهم يفكروا فى طريقة للتخلص منهم وفى الصباح استيقظوا وذهبت لغرفة ابنها وجدته مستيقظ لتضمه بحب ولكن أبعدته بعد أن تحدث معها
ريان :
ـ ماما عاوز أشوف إيلاف و كيان هما هيعيشوا معانا هنا صح
جيهان بتحذير :
ــ اسمعنى كويس لو عرفت إنك اتعاملت معاهم هتتعاقب فهمت هما هنا علشان مبقاش عندهم بيت هيعيشوا هنا بس زي الخدامين.
ريان بحزن :
ــ بس !!
قاطعته جيهان بغضب :
ــ ريان هى كلمة واحدة لو مسمعتش الكلام مفيش خروج من أوضتك
ريان بحزن وهو ينظر لها :
ــ حاضر هسمع كلامك
اتجهت سعاد لغرفة إيلاف وهى تحمل لهم طاولة صغيرة عليها الطعام قبل دخولها الغرفة استيقظت كيان ونظرت حولها بتعجب وجدت شقيقتها نائمة جوارها نادت عليها لتقوم مفزوعه خشيت ان يكون أصابها مكروه
كيان بخوف :
ـ احنا فين وليه مش فى بيتنا أنا مش عاوزة أعيش هنا
إيلاف وهى تضمها :
ـ احنا في بيت عمو حبيبتي اسمعى كلامى علشان محدش يزعلك اتفقنا
كيان :
ـ أنا خايفه خلينا نمشى عمو ومراته مش بيحبونا
نظرت لها كثيرا هى تعلم أنهم لن يعيشوا بسلام فى هذا المنزل ولا يعرفوا أحد غير عمهم لتضمها بحنان
إيلاف :
ـ هنمشى نروح فين للأسف خلاص مبقاش لنا مكان تانى
كيان :
ـ طيب عاوزة أغسل وجهى وأغير هدومى
إيلاف :
ـ استنى لما حد يجيب الأكل وهشوف
دخلت سعاد عليهم وجدتهم يجلسوا خائفين :
ـ ده الفطار أعتقد سمعتى كلام المدام امبارح أى غلطة هتتعاقبوا
إيلاف :
ـ طيب هو مش المفروض يكون فى الأوضة حمام
سعاد بسخرية :
ـ لا ياحبيبتي للأسف الحمام بره لو محتاجه تروحى الأوضه هتلاقيها قصاد أوضتكم ده الفطار نص ساعة وهرجع أخد الصنيه
❈-❈-❈
غادرت لتتجه إيلاف برفقة شقيقتها للخارج لتساعدها فى تبديل ثيابها فهى لم تعتاد سابقا أن تفعل شئ لوحدها فهى لم تصل لسن الخمس سنوات ولأن إيلاف صغيرة أيضا لم تتجاوز ٨ أعوام ساعدتها بصعوبه .. عادوا للغرفة وبدأوا بتناول الطعام بعد ذلك حضرت خادمة أخرى أخذت الطاوله وغادرت .. وجدت ريان يلعب فى الحديقة لتبكى بصمت لاحظت إيلاف أنها تنظر للخارج وتبكى اقتربت منها
إيلاف :
ــ متبكيش أبداً أيه رأيك نلعب هنا سوا مع بعض الجو برد بره وخايفه عليكى
استطاعت أن تجعلها تبتسم وظلوا يمزحوا معاً
كان يريد أن يذهب إليهم لكن منعه خوفه من والدته أنهى لعبه وصعد لغرفته ..
وصل المحامى وجلس فى المكتب برفقة جابر وزوجته
المحامى :
ـ أنا أسف إنى طلبت أشوفك الوقتى بس لانى مسافر بعد يومين حبيت أبلغك إن ناصر كتب الشركة والفيلا باسم بناته
جابر بصدمه :
ــ نعم !! أيه الكلام ده أنا حقى النص لانه معندوش ولد
المحامى:
ـ هنا وهقول مش من حقك النص حتى لو مكنش كتب لهم لأن
نصيب البنت من الميراث البنت الواحدة تَأخذ النِّصف بشرطين:
ـ انفرادها عمن يُشاركها من أخواتها؛ أي البنت الوحيدة دون شقيقاتٍ.
عدم وجود إخوة ذكور.
إنْ كانت البنات اثنتين فأكثر تَأخذان الثُّلثين بشرطين:
أنْ يكون عدد البنات اثنتين أو أكثر.
عدم وجود ابنٍ للمتوفي من صُلبه.
يعنى فى كل الحالات نصيبك كان الثلث لكن هو كتب الشركة لهم بالنص
جابر بغضب :
ـ أنا هرفع قضيه وهاخد حقى فهمت
المحامى :
ـ للاسف القضية خسرانه العقود متوثقه فى الشهر العقارى .. كنت عاوز أشوف البنات قبل ما أمشى
❈-❈-❈
نظر جابر لزوجته بقلق فهو لا يريد ان يكون هناك تواصل بينهم حتى يستطيعوا السيطره عليهم .. أرادات أن تخرج من الغرفة واستغلت عدم وجود شقيقتها لتخرج بهدوء وهى تلتفت حولها خوفا أن يراها أحد لتركض سريعا للخارج فى الحديقة لتراها خادمه وتقترب منها
الخادمه :
ـ انتى خرجتى ازاى وبتعملى أيه هنا الهانم لو شافتك هتعاقبك
عادت إيلاف للغرفه وجدتها فارغه ذهبت للبحث عنها لتجدها مع الخادمه
إيلاف :
ــ مش قلت متخرجيش من الأوضة ليه مش بتسمعى الكلام
وأثناء سيرهم اصطدمت بالخادمه وهى تحمل طعام ريان ليسقط أرضاً نظرت لهم بخوف لتركض للغرفة بينما وقفت إيلاف خائفه لتطلب منها الذهاب للداخل وجدت كيان تبكى
كيان ببكاء :
ـ أنا خايفه أوى لو طنط رحاب عرفت هتعاقبني
إيلاف :
ـ متخافيش أبدا يلا نامى أنا معاكى
رفضت رحاب أن يرى المحامي البنات ليشعر بالقلق ولكنه مجبر على السكوت لكى لا يتعرضوا لأى أذى ليغادر .. بينما كان جابر غاضب بسبب وصية أخيه بأن يكونوا البنات تحت وصاية جدتهم لوالدتهم التى كانت حينها فى الخارج
جيهان بقلق : هتعمل أيه اللى عرفته ماجدة راجعه بعد أسبوعين وقتها هتاخدهم
جابر :
ـ خلينى أفكر فى طريقة نبعدهم عنها هشوف بكرة موضوع المدرسة الداخلية
❈-❈-❈
فى الصباح استيقظت كيان أولا لتجد ريان يلعب فى الحديقة اتجهت اليه لتلعب معه بالكره وأثناء اللعب اصطدمت الكره بذراعه ليصرخ بقوة نظرت له بخوف وركضت سريعا للغرفه لتيقظ إيلاف
كيان بخوف :
ـ أنا مكنش قصدى صدقينى
إيلاف :
ـ اهدى وقولى فى أيه
أخبرتها بما حدث لتسمع صوت رحاب المرتفع
إيلاف :
ـ خليكى هنا متخرجيش لأى سبب
كان ريان يصرخ من الألم لتهتف رحاب :
ـ أنا عاوزة أعرف حالا مين ضرب ريان اتكلموا والا كلكم هتتعاقبوا
إيلاف بحزن :
ـ أنا ضربته كنت بلعب بالكورة وضربته من غير ما أقصد
رحاب:
ـ مفيش فايدة يعنى معاكى طيب أنا هربيكي من الأول
لتأخذها لأحد الغرف المظلمة وتغلق عليها الباب : ممنوع حد يتكلم معاها وأى واحده هتفتح لها هتتحاسب
كانت خائفه فى الداخل ولكن خوفها الأكبر كان على شقيقتها .. حاول ريان أن يجعل والدته تتراجع عن العقاب وفشل وفى منتصف الليل وجدت أحدهم يفتح الغرفة
ـ أخرجى من هنا إنتى يلا
إيلاف :
ـ لو عرفت هتعاقبنى اقفلى الباب وخليكى مع كيان أرجوكى
❈-❈-❈
فى الصباح طلبت من الخادمة ان تفتح لها الباب فاليوم تعد لحفلة كبيرة ولا تريد أى توتر .. حين رأتها كيان نظرت لها بحزن فهى سبب ما حدث ولكنها جعلتها تهدأ مر اليوم سريعا بينما انشغل الجميع بالحفل ولم يحضروا طعام لهم
كيان :
ـ انا جعانه أوى
إيلاف بحزن :
ــ الوقتى سعاد هتيجى واطلب منها تجيبلك
كيان :
ـ وإنتى !!
إيلاف بتفكير :
ـ أنا هخرج أرجوكى بلاش تيجى ورايا فاهمه
خرجت لتجد الطاوله عليها كل أنواع الطعام والمشروبات اقتربت لتأخذ طبق
ـ ايه ده إنتى مين ودخلتى هنا إزاى
إيلاف بدموع :
ـ أرجوكى سبينى أمشى
راتها جيهان لتقترب :
ــ إنتى تانى واضح إن عقاب امبارح كان بسيط الحفلة تخلص وليا طريقة تانية معاكى
عادت لغرفتها حزينة ظلت مستيقظه تنتظر هذا العقاب الجديد دخلت رحاب وهى تتوعدها رفعت يدها لتضربها لتجد يد صغيرة تمنعها نظرت بصدمه .......
الفصل الثاني
حين نمر بالأماكن "
التي تحمل الكثير من الذكريات"
ونقف أمام كل زاويه مسترجعين الأحداث"
ف الواقع نحن لانشتاق لتلك الاوقات فقط"
بقدر مانشتاق ل أنفسنا وكيف كنا حين ذاك"
نشتاق ان نعود بتلك العفويه والبساطه "
نعم نشتاق لذاتنا اكثر من الاماكن "
وجدت ريان هو من يمنعها لتنظر له بغضب نادت على الخادمة لتأخذه لغرفته بينما إيلاف علمت أنها لن تتركها هذه المره
جيهان بتحدى :
ـ واضح عقاب المره اللى فاتت كان بسيط المره دى مش هعاقبك إنتى علشان لما تحاولى تغلطى تشوفى أختك
حملت كيان من الفراش لتأخذها لنفس الغرفة كانت إيلاف تبكى لا تعلم ماذا تفعل؟
هذا البيت أصبح جحيم بالنسبه لهم ظلت تتوسلها لتترك شقيقتها وتعاقبها فهى من أخطأت
إيلاف بتوسل :
ـ أرجوكى عاقبيني أنا هى مغلطتش هى لسه صغيرة وبتخاف من الضلمة
لم ترد عليها وصعدت لغرفتها بينما ظلت إيلاف تجلس فى الخارج أمام الغرفة ظلت للصباح منتظرة لتسمع صوت صراخ كيان وهى خائفة فى الداخل لتتحدث معها من الخارج لكى تجعلها تهدأ .. كانوا يتناولوا إفطارهم فى هدوء لتذهب إليهم لتتوسل عمها أن يخرج شقيقتها ويوافق على عودتهم لمنزلهم
إيلاف ببكاء وهى تقف أمامهم وتنظر للأرض :
ـ عمو أنا عاوزة أرجع بيتنا أنا وأختى مش عاوزة أعيش هنا
جابر بسخرية :
ـ للأسف البيت واحد اشتراه علشان أصرف عليكم وقدمت لكم فى مدرسة علشان تروحوا فيها
نظرت له بوجع فهى مازالت صغيرة لا تفهم معنى حديثه هذا
جيهان ببرود وكأنها تتحدث مع فتاة كبيرة :
ـ ارجعى أوضتك لو عاوزة أختك تخرج
فى المساء وجدت الخادمة تحمل شقيقتها الخائفه لتضمها بخوف بعد تلك الليلة وهى ترى أن مستقبلهم فى هذا المنزل أصبح خطير ظلت تفكر فى طريقة للخروج دون أن ينتبه لهم أحد .. مر أسبوع لتأمر رحاب أن يحضروا إيلاف لها وكيان متمسكة بها لا تريد أن تتركها
رحاب :
ـ الخاتم بتاعى مختفى قولى على مكانه ومش هعاقبك
إيلاف بتعب :
ـ أنا ما أخدتش حاجه وكمان مش بخرج من أوضتى
جيهان بحده مصطنعه :
ـ كمان بتكذبى سعاد شافتك خارجه من أوضتى الصبح
إيلاف وهى تنظر للخادمة :
ـ كدابه
لتطلب منها إحضار مقص لتقص شعرها وسط توسلها لكنها لم تستمع لها وأمرت الخادمه أن تحرق يدها وجسدها أمام الجميع لكى لا يحاول أحد سرقة أغراضها مره أخرى .. استمعت كيان لصراخها أرادت الذهاب لها لكن خافت بعد وقت وجدت الخادمة تجرها من يدها وتلقيها على الأرض .. كانت فاقدة للوعى جلست جوارها وهى تبكى ظلت هكذا للصباح .. حاولت أن تقف ولكن الألم أقوى لتزحف بوجع حتى وصلت للفراش صامته دموعها من تتحدث نيابة عنها ظلت يومان ورفضت جيهان إحضار طبيب لها مر أسبوع وقررت أن يتركوا هذا المنزل للأبد لا تريد تذكره وكانت تفكر فى طريقة للخروج دون أن ينتبه لهم أحد .. لتأتى لها هذه الفرصه أخيراً كان يوم حفل عيد ميلاد ريان ولم ينتبه أحد لهم لتستطيع الخروج بهدوء اتجهوا للشارع ظلوا يسيروا فى الشارع لتجلس كيان
كيان بإرهاق وهى تجلس على الأرض :
ـ أنا تعبت وجعانه أوى
أخرجت إيلاف كيس صغير به بعض الحلوى وأعطته لها لتخرج قطعه وتعطيها لها ابتسمت بحزن وأكملوا سيرهم ليناموا فى الشارع على أحد الأرصفه .. سيارة قادمة من بعيد كان سائقها عائد من عمله وجدهم أمامه كان يريد أن يأخذهم منزله لكنه فقير بالكاد يخرج مصروف أسرته ليحملهم ويتركهم أمام أحد الملاجئ .. فى الصباح وجدهم البواب نائمين ويرتجفون من البرد اقترب منهم وأيقظهم فى البداية كانوا خائفين لكن حضرت المسؤوله وأخذتهم مكتبها وأحضرت لهم الماء وبعض الأطعمه كانت تتابعهم فيبدو أنهم من طبقة غنية من هذا الذى فقد قلبه ليترك طفلتان لم يبلغوا العشر أعوام نظرت لهم بشفقة بعد أن انهوا طعامهم جلست جوارهم لتعلم حكايتهم نظرت إيلاف لها لكى لا تتحدث أمام شقيقتها لتطلب من أحد المشرفين أن يأخذها للخارج
❈-❈-❈
نهله وهى تربت على رأسها بحنان بالغ :
ـ عاوزة أعرف إنتم مين وأيه حكايتكم علشان أقدر أساعدكم
إيلاف بتوتر :
ـ لو عرفوا مكانى هيعاقبونى تانى أرجوكى
وقصت عليها ماحدث كانت تتابع حديثها بصدمه جعلتها تقف لتكشف جسدها وترى الحروق وأيضا شعرها القصير كادت أن تصاب بصدمه من له الحق فى إيذاء الأطفال بهذه الطريقه لتنظر للهاتف
اقتربت نهله من مكتبها لتقوم بالاتصال بوالدها لمساعدتها :
ـ أنا هبلغ عنهم الشرطة
إيلاف بخوف ورفض :
ـ لأ أنا خايفه على أختى ممكن أسيبها هنا وأمشى بس بلاش يعرفوا هى فين
نظرت لها بحزن شديد وطلبت من المشرفة أن تهتم بهم وتتابعهم باهتمام
❈-❈-❈
عند جيهان كانت ثائرة بعد علمها باختفائهم ورفضت إبلاغ الشرطة لكى لا يعثروا عليهم وبهذه الطريقة تستطيع أخذ الشركة بسهولة .. مر أسبوع عليهم فى الملجأ كانوا دائما صامتين خائفين أن يفعلوا شئ ويعاقبوهم أيضا تعلقت نهله بهم بشده وأحبتهم كانهم بناتها الذين أنجبتهم من رحمها .. عادت ماجدة لمصر واتجهت لمنزل جابر لأخذ بنات ابنتها
جيهان بسخرية :
ـ أخر شئ توقعته نتقابل تانى نعم !!
ماجدة بحزن :
ـ عاوزة البنات المحامى كلمنى وقال ناصر قال أنا المسؤوله عنهم
جيهان ببرود :
ـ للأسف مش هتقدرى تاخديهم من زمان وإنتى عاوزة تستولى على الشركة ولما الفرصة جاتلك رجعتى بسرعة
ماجدة بحزن فهى لم تتوقع أن تتواجه معها مره أخري لأنها تعلم مدى جشعها :
ـ عمرى ما كنت أنانية ولا طماعه زيك صدقينى حتى لو مكنش فيه وصية كنت هاخد البنات برضه يلا نادى عليهم علشان أخدهم وامشى من هنا
جيهان :
ـ قلتلك مش هتاخديهم لسبب بسيط هما مش هنا دخلناهم مدرسة داخلية مش هيخرجوا منها غير لما يخلصوا الجامعة
ماجدة بحده:
ـ انتى اتجننتى أنا هبلغ عنكم
أخبرت جيهان زوجها بعودة ماجدة لكى ينتبهوا من القادم لأنها لن تصمت وقد تعلم بطريقة أو بأخري أن الفتيات تركوا المنزل هاربين منه
❈-❈-❈
غادرت وهى غاضبة لانها تعلم جيدا أن جيهان لم تحب ابنتها وكانت تفعل لها كثير من الأزمات والقلق بعلاقتها بزوجها حتى انه فى أحد الفترات طلب منها أن تقطع علاقتها باسرتها لكنه تصالح معهم فى النهاية لتشتعل النار داخل جيهان وزوجها .. عادت للمنزل وجدت حفيدها يلعب وحين رأها ركض إليها وضمته بحب ثم اتجهت لغرفتها ليجد والده عائد من عمله
طارق بهدوء وهو يضم ابنه :
ـ أخبارك أيه يا كابتن سامع إن عندك اختبار فى النادى
وليد بحزن :
ـ أيوة يا بابا بعد يومين وتقريبا هروح لوحدى
طارق بجدية :
ـ ليه بتقول كده !!
وليد وهو ينظر لوالده :
ـ ماما مشغولة فى الملجأ وتيتة زعلانه وحضرتك مشغول
طارق بهدوء :
ـ متزعلش أوعدك يومها كلنا هنكون معاك هدخل أشوف تيته
دخل لغرفة والدته وجدها تحمل صورة ابنتها وتبكى اقترب منها وضمها بحزن
طارق :
ـ ماما لازم تكونى قوية علشان لما البنات يجيوا هنا .. هما حاليا محتاجينك أكتر من أى شخص تانى
ماجدة بدموع :
ـ جيهان بعدت البنات يا طارق علشان منوصلش لمكانهم سفرتهم بره مصر
طارق بصدمه :
ـ نعم !! ازاى عملت كدة أنا هبلغ عنها
ماجدة :
ـ للأسف البنات ضاعوا مننا
وصلت لمنزلها وجدت ابنها يتدرب فى غرفته كانت تنظر له بابتسامة ليركض سريعا وهو غاضب واصطدم بوالده الذى نظر لها بعتاب هو يعلم أن عملها مهم ولكن يجب أن تهتم بأسرتها أيضا
نهله وهى تجلس أمامه على الأرض :
ـ عارفه انك زعلان منى بس غصب عنى الفترة دى تعدى وأوعدك هاخد أجازة ونسافر سوا قلت أيه
نظر لوالده وابتسم لها لتضمه بقوة وتزكرت بكاء كيان وهى تطلب منها قبل مغادرتها أن تظل معهم انتبه زوجها لشرودها وطلب من ابنه ان يذهب لغرفته ليبدل ثيابه لكى يتناولوا الطعام واتجه أيضاً برفقة نهله لتبديل ثيابهم
طارق بجديه :
ـ عارف ان الملجأ مهم بالنسبه لكى بس متنسيش ان فيه زوج وأولاد كمان مسؤولين منك
نهله :
ـ عارفه إنى مقصرة الفترة دى بس غصب عنى فيه بنتين لاقيتهم قدام الملجأ ومش عارفه اجمع معلومات عنهم سامحنى
طارق :
ـ أنا عاوز الاقى اهتمامك بالبيت زى زمان لكن أنا مش شايف غير انشغالك عننا وكمان ملك محتاجاكى
نهله :
ـ اوعدك هحاول انظم وقتى بين الكل .. احكيلى عملت أيه فى الشركة و ماما قابلت جيهان ولا لسه !!
قص عليها كل شئ قضوا وقت هادئ معا وفى منتصف الليل استيقظت على صوت هاتفها تعجبت حين رأت الأسم لتشعر أن هناك أمر سئ قد حدث
نهله :
ـ أيوة يا سمر ليه بتتصلى الوقت ده
سمر ببكاء :
ـ الملجأ ولع والمطافي بتحاول تطفى النار وفيه بنات محجوزين جوه بسبب النار
لا تعلم ظنت هذا كابوس لتطلب من زوجها أن يذهب معها لأمر مهم ورفضت إخباره لكى لا يمنعها من الذهاب وصلت لتجد البنات يبكوا بقوة بحثت عن كيان وإيلاف لم تجدهم سألت عنهم
جيهان بقلق :
ـ البنات فين ساكتين ليه !!