
رواية حرب الانتقام الفصل الاول1والثاني2 بقلم سحر حسين عزت
من داخل فيلا كبيرة، تقيم عائلة ثرية مكونة من اثنان من الفتاتين يسميان 'سهر' و'سهى' مع والديهما وبعض الخدم و طباخ ، فتاة يوجد عندها ثقل سمعي، الأخرى جيدة وجميلة لا يوجد بها شئ، لكنها لم تحب أختها الكبرى بسبب هذا الاختلاف، الفتاه الصغيره تخرج دائمآ في وقت متأخر من الليل مع الاصدقاء لكي تسهر معهم، في الصباح اليوم التالي وقبل أن تذهب الي مدرستها تدخل غرفت اختها تتسائل عنها بشكل من السخريه، تجلس اختها على الفراشها متمسكه كتابآ تقرأه، الفراش أمام الباب مباشره وعلى الجانبين منضدتين خاصتان بالفراش، الجانب الأيمن تسريحه عليها بعض مستحضرات التجميل وبعض الاشياء الخاصه، الجانب الأيسر يوجد أريكة كبيرة أمامها طاولة صغيرة، على الجانب الأمامي كانت هناك خزانة ملابس كبيرة، يوجد نافذه زجاجيه كبير بطول الجدار، تطل على شرفة توفر إطلالة على الحديقة، تدخل اختها وتقول..
"عامله ايه يا سهر اه معلش نسيت انك مش سامعه حاجه "
" لا سمعاكي يا سهي انا لبسه سماعه"
"تمام ماشي طيب ايه مش هتروحي المدرسه ولا هتعملي زاي السنه اللي فاتت"
" لا زي السنه اللي فاتت ومش هروح بردو"
" انا والله مش عارفه انتي ازاي اختي الكبيره بس"
" اهو بقي هنعمل ايه نصيبك أن انا اكون اختك الكبيرة "
" طيب انا هروح المدرسه انا مش فاشله زيك "
" روحي انا دي اخر سنه ليا وكلها شويه و ادخل الجامعه"
" وانتي فاكره نفسك هتكوني ايه يعني دكتوره "
" اه و مكنش دكتوره ليه "
" ممكن برضو علي الاقل تعالجي نفسك بدل ما فيش دكتور راضي يعالج مرضك ده"
" يلا يا سهي عشان متتاخريش علي مدرستك"
" طيب انا ماشيه سلام "
خرجت اختها من غرفتها ثم اخرجت سماعات الاذن الخاصه بها من اذنها ووضعتها علي المنضدة الخاصه بالفراش، ثم تحركه لتقف أمام المرآة وظلت تنظر و تتحدث مع نفسها لكن بدون اخراج صوت حتي لا يسمعها احد وبعض لحظات جلست علي مقعد أمام المرآة، كنت تشعر بالغضب الشديد من حديث اختها لها، لم تدرك لماذا لا يقبلها احد من عائلتها، بينما شعرت بالفرح الشديد عندما كانت امها تولد اختها وحينما اخبروها بأنها فتاه كانت تحمد ربنا لا انها لم تكن وحيده، ولكن دايما كانت تتعامل الاخت الصغيره معها علي أنها ليست اختها و كأنها لا تقيم معهم في المنزل، بينما كانت الاخت الأكبر كانت تتعامل معها طول الوقت علي انها ابنتها، هي في المرحله الثانيه اعدادي بينما اختها الأكبر في اخر سنه في ثانوية، دايما تشعر بالغضب من تعامل اختها لها بينما كان الفرق بينهما كبير، أثناء حديثها مع نفسها جاء صوت امها من الخارج ولكن لم تسمعها ابدا، حتي دخلت امها الغرفه رأتها تجلس علي المقعد أمام المرآة الخاصه بها، وتنظر الي نفسها وكانت شارده الذهن لم تشعر بدخول امها حتي وضعت امها يديها علي كتفها، عندما نظرت لها سهر وقفت وذهبت لكي ترتدي السماعات مره اخري لكي تستطيع سماع حديث امها،
"وبعدين يا سهر مش قولتلك مليون مره قبل كده خليكي لبسه سماعه علي طول عشان تسمعني"
"انا اسفه يا ماما انا كنت قاعده لوحدي وسرحت شويه"
"طيب انا عايزه اعرف انتي هتفضلي كده لحد امته"
"كده اللي هو ازاي يا ماما هو انا عملت حاجه"
"مش عايزه تروحي المدرسة ليه"
"ماما هو انتي كل سنه تيجي تقولي نفس الكلام دي خلاص اخر سنه وان شاء الله هدخل الجامعه"
"طيب مدام كده يبقي ايه لزمتها الفلوس اللي بندفعها علي الفاضي دي"
"انا بروح علي الامتحانات و بنجح انتو عايزين ايه تاني"
"يا سلام اه قصدك يعني أن محدش فينا يدخل صح"
"يا ماما انا مقولتش كده انا بقول بس سيبوني في حالي وكفايه عليكو سهي"
"فعلا الحمد لله أن ربنا عوضنا بي سهي والله"
شعرت سهر بالغضب الشديد من حديث والدتها نظرت إليها ثم أخذت سهر كتاب لكي تذهب الي حديقه الفيلا، في الاسفل يوجد بالجانب اليمين منضده كبيره حولها اثنا عشر من الكراسي كانت المنضدة مجهزه للطعام، والجانب الآخر يوجد أريكة امامها منضده صغيره وفي امامها شاشه تلفاز كبيره يوجد بالجوار نافذة بمساحه الجدران، تطل علي حديقه الفيلا، خرجت سهر الي الحديقه لكي تهرب من حديث والدتها، لكن تركت والدتها تتحدث خلفها دون رد منها، ثم جلست أمام المسبح وبدأت تقرأ في كتابها، ظلت الام تتحدث بينما كانت تجلس وتقرا وعندما ازداد صوت والدتها العالي اخرجت سهر من اذنها السماعات حتي لا تسمع صوتها وضعت السماعات في يديها، وفجأة جاء احد من خلفها ومد يده علي كتفها ثم نظرت بطريقه مخيفه وسريعه ووجدت والدها، وضعت السماعه مره اخرى وتحدثت
"بابا حبيبي"
"ايه يا حبيبتي خفتي مني ولا ايه"
"لا يا بابا انا بس كنت مركزه شويه"
"ماشي يا حبيبتي ايه قاعده هنا ليه"
"لا عادي كنت بشم هواه"
"ماشي يا حبيبتي براحتك"
"ايه حضرتك رجعت ليه مش كنت رايح الشغل"
"اه بس حسيت نفسي تعبان قولت ارجع اريح انهارده"
"حبيبي ألف سلامه عليك طيب اتفضل انا هساعدك عشان تطلع غرفتك"
ثم تساعده سهر علي صعود الي غرفته، تركته لكي يستريح بينما ذهبت هي الي غرفتها وبعد لحظات بسيطه سمعت سهر صوت صريخ والدتها، ذهبت مسرعاً لكي ترى ماذا حدث عندما رأت والدتها أخبرتها بوفاة والدها، كانت الصدمه الكبيره لسهر وهنا وقعت علي الارض و فقدت الوعي، ولما استيقظت وجدت نفسها في المستشفى لم يوجد معها احد علي الاطلاق، ظلت تنظر إلي سقف الغرفة و تنهمر الدموع من عينيها دون توقف، وبعد لحظات يدخل الدكتور ويتحدث معاها ولكن لم تتحرك ثم نظر إلي المنضدة المجاوره بالفراش وجد سماعات الاذن الخاصه بها، أخذها ووضعها في أذنها لكي تستطيع سماعه ثم يقول لها،
"انتي اسمك ايه يا انسه"
تغمض عينيها وتستمر في البكاء فقط بدون اي رد ولا حركه يستمر الدكتور في الأسئلة
"طيب انتي في حد معاكي"
يصمت قليلا ويتحدث مره اخرى
"انا لزم اعرف عنك اي حاجه طيب انتي بتعيطي ليه"
اغلقت عينيها وقالت كلمه واحده وهي
"بابا"
"ايوه فين باباكي"
تستمر في تردد الكلمه وهي تبكي ولا تنظر إليه ثم يتحدث الدكتور إليها ويقول
"طيب رقم والدك كام عشان اتصل بيه يجي انتي لزم تقولي اي حاجه"
يظل الدكتور يقف ينظر إليها بصمت للحظات ثم تركها وخرج من الغرفه، بينما كنت سهر منهاره وتردد كلمه 'بابا' ثم تنهض من فراشها لكي تخرج و لكن لا تدري ماذا تفعل و اين تذهب، تسير في الطريق وتظل تبكي بطريقه هستيرية، حتي تصل الي منزلها، عندما دخلت المنزل رأت جميع اصدقاء والدها يجلسون في الداخل والاقارب جميعاً يرتدون الملابس السوداء حزنن علي فراق والدها، ظلت تنظر في وجههم جميعا ثم ذهبت الي الاعلي لتدخل الي غرفه والدها، تبدأ في التحرك ببطء شديد وتنتقل بنظراتها في جميع أنحاء الغرفه وكأنها تبحث عن والدها حتي وصلت إلى الفراش، بينما تجلس عليه وتمسك الوساده المتواجد عليها رائحه والدها لكي تشم الرائحه ثم تمدد جسدها علي الفرش وتنهار من البكاء الشديد، تظل هكذا حتي تغرق في النوم دون الشعور بأي شيء، بينما كنت تجلس الام والاخت الصغيرة في الأسفل مع الأصدقاء والاقارب حتي منتصف الليل، وبعد الانتهاء من العزاء يذهب كل منهم الي منزله وتذهب الام الي غرفه الاخت الصغيره لكي تنام معاها لأنها تشعر بالخوف علي ابنتها، في صباح اليوم التالي استيقظت سهر من النوم ثم تدخل الي غرفتها لكي تستحم وترتدي ملابس سوداء لتذهب الي المقابر، أثناء سيرها قامت بشراء بعض الورود حتي تضعها علي قبر والدها لانه كان يحب الورد، عندما وصلت الي هناك جلست تبكي وتتحدث مع والدها،
"ليه يا بابا سبتني لوحدي انا عارفه ان مفيش حد بيحبني في الدنيا دي غيرك انت كنت مصبرني علي كل حاجه وحشه بشوفها في حياتي انا مليش غيرك مش هعرف اعيش من غيرك يا حبيبي طيب قولي انا هعمل ايه مع الناس ولا حتي سهي وماما انت الوحيد اللي كنت بدافع عني وواقف جامبي بحبك قوي يا بابا وعمري ما هحب غيرك ربنا يقدرني واعرف اعيش من غيرك يا حبيبي متخفش عليا انا عمري ما هسيبك هاجي ازورك كل يوم"
ظلت تتحدث هكذا لساعات طويلة ثم ذهبت الي منزلها وعندما وصلت وجدت المحامي الخاص بوالدها يجلس مع والدتها، بعد ما ألقت التحيه عليه جلست معهم وبدأ المحامي يتحدث عن أشياء خطيره ويقول
"استاذه سهر كويس اني شوفت حضرتك انهارده كنت عايزه اسألك شويه اسئله عن والدك"
"اتفضل يا عمو خير في ايه"
"استاذ خيري كان مضايق جدا في الأيام الأخيرة و مكنش مرتاح لدرجه انه طلب مني اجهز له الوصيه بتاعته بسرعه كأنه كان حاسي أنه هيموت"
"والله يا عمي انا معرفش اي حاجه عن اللي حضرتك بتقوله ده في اليوم ده اتفأجأت أنه مرحش شغله وقالي أنه تعبان وعايز يرتاح مش اكتر والله"
"تمام علي العموم انا هتصرف و هحاول اعرف اي حاجه"
كنت امها تجلس معهم تستمع الي حديثهم في صمت ثم تحدثت وقالت
"ايوه يعني خيري كتب الوصيه ولا لا"
نظر اليها المحامي وقال
"ايوه انا كتبت له الوصيه لما طلب مني ده ولكن مش هينفع أعلن عنها إلا بعد الاربعين"
تتحدث الام بستغراب
"ليه كل ده مش كتير كده"
"انا اسف يا فندم في إجراءات لسه ما خلصتش و هتخلص بعد الاربعين"
"طيب بس ياريت تشهل في الموضوع ده شويه"
"تمام بعد ازنكو"
ثم ينهض المحامي لكي يذهب وتنهض معه سهر حتي توصله الي الباب، فجأة وقف المحامي ونظر الي سهر وقال،
"استاذه سهر في حاجه قلقاني وعايز اتكلم مع حضرتك فيها وانتي الوحيده اللي هعرف اتكلم معاها"
"خير يا عمو محمد في ايه قلقتني"
"بصي انا مش متاكد بس استاذ خيري كان معظم الوقت خايف من والدتك و اختك سهي"
"خايف ! خايف من ايه بالظبط"
"مش عارف علي طول كان بيقول خايف أن هما عايزين يخلصوا منه"
نظرت إليه سهر بستغراب شديد وقالت
"ايه معقوله اكيد في حاجه غلط"
"انتي عارفه ان انا كنت اقرب حد لباباكي وكان بيقولي علي كل حاجه"
"وايه اللي يخلي ماما ولا حتي اختي يعملوا كده"
"مش عارف بس انا هتاكد ولو في اي حاجه هعرفك اول باول بس ياريت الموضوع ده يكون بنا احنا الاتنين وبس"
"حاضر وانا هحاول ادور في غرفته يمكن الاقي اي حاجه مهمه واكيد هعرف حضرتك بكل حاجه انا كمان"
"تمام كويس جدا انا لزم امشي دلوقتي بعد ازنك يا بنتي"
"اتفضل يا عمو"
ذهب المحامي وظلت سهر واقفه تنظر إليه ثم دخلت الي المنزل ووجدت امها تستعد لكي تخرج فسألتها سهر وقالت
"ايه يا ماما انتي خارجه ولا ايه"
"ايوه خارجه مع صحابي شويه محتاجه اشم هوا"
"ماشي يا حبيبتي انتي هتتاخري"
"ايه انتي هتحسبيني متنسيش أن انا اللي امك مش انتي"
"لا يا حبيبتي انا مش قصدي حاجه والله انا بس كنت بطمن عليكي"
"لا اطمني و ملكيش دعوه انا بعمل ايه خليكي في حالك انتي فاهمه"
"حاضر انا اسفه"
تتركها والدتها و ذهبت كانت تنظر إليها سهر باستغراب شديد من ملابسها الغير مناسبه للوضع الحالي لهم، كانت ترتدي ملابس ضيقة تظهر ملامح جسدها وتضع بعض المستحضرات التجميل علي وجهها،و كأن لم يحدث شيء معها، ثم صعدت سهر الي غرفت والدها وظلت تبحث عن اي شيء خاص وبعد فتره طويله وجددت صندوق فوق خزنه الملابس، اخذت كرسي ووضعته بالقرب من الخزنه وصعدت فوقه لكي تجلب الصندوق، عندما أمسكت به وضعته علي فراش والدها ظلت تحاول فتحه ولكن كان مغلق برقم سري، و أثناء تواجدها في غرفه والدها سمعت صوت اختها بالاسفل فأخذت الصندوق وذهبت الي غرفتها مسرعا قبل أن تراها اختها، وعندما دخلت غرفتها وضعت الصندوق أسفل الفراش وأخرجت سماعاتها الخاصه ثم وضعتها علي المنضدة بجوار الفراش وأغلقت عينها لكي تظهر لاختها انها نائمه،
عندما دخلت سهي الي غرفت اختها ووجدتها نائمه تركتها وذهبت الي غرفتها لكي تستريح، بعد خروج سهي من غرفت سهر فتحت عيناها ثم نهضت من فوق فراشها وذهبت مسرعاً إلى باب الغرفه حتى تتأكد من دخول سهي الي غرفتها، وعندما تأكدت اغلقت باب غرفتها ورجعت مسرعاً الي فرشها لكي تخرج الصندوق من أسفل الفراش لتحاول فتحه مره اخري ظلت تحاول مره تلوه الاخري حتي استطاعت فتح الصندوق اخيرا و لكن كانت الصدمه لها عندما فتحت الصندوق،
❤️ بسم الله الرحمن الرحيم ❤️
حرب الانتقام
بقلم سحر حسين عزت
الباب الثاني :
عندما فتحت سهر الصندوق وجدت اوراق مهمه خاصه بعمل والدها وصور لوالدتها مع شخص غريب، ثم وجدت هاتف غير هاتف والدها وضعت كل شيء في الصندوق مره اخرى وقامت بالاتصال مع المحامي لكي تأخذ بعض هذه الأشياء حتي يراها، وعندما وصلت الى المكتب وجدت المساعد فقالت له،
"السلام عليكم هو الاستاذ محمد مش موجود"
"لا لسه هو في الطريق ..... حضرتك الاستاذه سهر صح"
"حضرتك تعرفني منين"
"من الاستاذ محمد هو قالي أن في واحده اسمها سهر هتيجي المكتب وخليها تستناني"
"تمام ماشي انا هستناه"
"طيب حضرتك تشربي ايه"
"لا شكرا انا هستني عمو محمد واشرب معاه"
"تمام ماشي"
أثناء حديثهم يدخل الاستاذ محمد المكتب وينظر إلى سهر ويقول
"اتفضلي يا سهر في المكتب معلش يا ماجد قول لحد يعمل اتنين قهوه"
ثم ينظر الي سهر ويقول
"قهوتك ايه يا بنتي"
"ساده يا عمو"
يتحدث المساعد
" حاضر يا استاذ محمد خمس دقائق والقهوه هتكون عندكم"
يدخل محمد وسهر الي مكتبه ويغلق الباب و اول دخول سهر وضعت الصندوق علي المكتب وقالت
"يا عم محمد انا لقيت حاجات غريبه جدا وخطير قوي انا مش فاهمه حاجه"
"طيب اهدي بس ايه اللي موجود في الصندوق ده"
"اتفضل شوف بنفسك"
اخذ المحامي الصندوق وفتحه وأخرج ما بداخله ووجد الأوراق مهمه وخطيره حق، وعندما راي صور والدتها كان يعرف الشخص المتواجد داخل الصوره، وهو المنافس للاستاذ خيري والد سهر، كان يعمل والدها في الاصدار و التصدير وهو رجل الأعمال كبير، وهنا لقد أدرك المحامي لماذا أخبره أنه خائف من ام سهر، وضع المحامي الورق والصور داخل الصندوق مره آخره ونظر الى سهر وقال،
"دلوقتي بس أنا عرفت هو كان خايف منها ليه"
"طيب دي ماما مال سهي اختي بقي بالموضوع ده"
" والدك كان دائما بيقولي أنها تشبه امك جدا انما انتي مختلفه وفعلا كان معاه حق"
"يا حبيبي يا بابا"
بدأت تبكي و بعد لحظات طرق الباب ثم دخل المساعد ومعه احد من الخدم كانت تمسك بيديها صنيه يوجد عليها القهوة، عندما اقترب من المكتب أخذ القهوه من الصينيه ووضعها أمامهما ثم خرجوا من المكتب، ظلو صامتين لحين خروج المساعد والخدم من المكتب ثم قال المحامي،
"اهدي يا بنتي وانا هتصرف في الموضوع ده المهم دلوقتي لزم تتصرفي عادي خالص ولا كأنك تعرفي حاجه خلاص"
"حاضر يا عمو انا هعمل كل حاجه حضرتك هتقولي عليها طيب انا لزم امشي دلوقتي عشان ماما"
" ماشي يا بنتي اتفضلي "
تخرج سهر من المكتب لكي تذهب إلى المنزل وعندما وصلت، وجدت والدتها تجلس هي و سهي و معاهم الشخص المتواجد في صوره، وقفت و كانت تنظر إليه بصدمه كبيره ثم ألقت عليهم التحيه، ردت عليها والدتها وقالت،
"تعالي يا سهر سلمي علي عمك انور زميل باباكي"
"ازي حضرتك يا عمي"
يقف انور ويتقدم خطوه اتجاه سهر و يمد يده ويقول
"ازيك يا سهر يا بنتي عامله ايه"
تحدثت سهر بدون أن ترفع يديها حتي لا تسلم عليه بيديها
"تمام الحمدلله يا عمو بعد ازنكو انا تعبانه وعايزه ارتاح"
تركتهم سهر وذهبت إلى الاعلي ثم تحدثت الام وقالت
" متزعلش منها يا انور هي سهر كده علي طول كسفاني قدام الناس"
ينظر إليها انور ويقول
"لا عادي بكره تتعود عليا وانا اتعود عليها"
نظر اليه سهي وقالت
" اكيد يا عمو انور انت دلوقتي بقيت اقرب حد لينا"
نظر اليها وبتسم ثم قال
" حبيبتي يا سهي وانا بعتبرك زاي بنتي بالظبط"
" اكيد يا عمو"
تقطع الام حديثهم وقالت
"يلا يا سهي روحي شوفي الشيف خلص الاكل ولا لسه"
"حاضر يا ماما"
تركتهم سهي وذهبت إلى الداخل، ثم قالت الأم
"متزعلش يا حبيبي من سهر بكره لما تعرف اللي بنا اكيد هتعملك كويس"
"عادي مش مشكله انا فاهم طبعا الظرف اللي هي فيه و انا اكيد هخليها تحبني وتثق فيا زاي سهي"
"لا سهي دي تربيتي انا انما سهر للاسف تربيت ابوها"
"خلاص بقي اهو مات"
"اه واخيرآ ارتحنا منه"
كانت تقف سهر في الاعلي و للاسف سمعت ما حدث في الاسفل، كانت ترتعش من كثره الصدمه، ذهبت مسرعا الي غرفتها و اغلقت باب الغرفه و اخرجت سماعات الاذن الخاصه بها و القتها علي الفراش، وانهارت من البكاء الشديد وضعت يديها على أذنيها و بدأت تحدث نفسها وتقول،
"كان لزم اقلع السماعه انا ليه سمعت الكلام ده مش انا طرشه ياربي اعمل ايه ازاي امي تعمل كده مع بابا ده لسه
مكملش كام يوم ازاي هان عليها ده المفروض أنه جواز عن حب"
انهرت سهر اكثر فا أكثر والقت جميع الادوات التجميل الي الأرض، و نزعت الفرش المتواجد علي الفراش اللي الارض كادت أن تشعر بالجنون، ظلت تصرخ بطريقه غريبه حتي اخذت شئ والقت بيه علي المرأة أدت إلي كسر المرأة، وبعد لحظات دخلت الام و سهي و عم انور الي الغرفه، و اول ما دخلو إليها تركتهم و ذهبت بطريقة مسرعه الي الأسفل، وظلت تركض إلي أن خرجت الي الطريق وظلت تركض حتي اوقفتها سياره ولكن سهر لم تسطيع سماع أي شيء لأنها لم ترتدي سماعاتها الخاصه، كادت السياره أن تخبطها حتي وقعت على الأرض، وقفت السياره في اخر لحظة ثم نزل منها شب وسيم المظهر و الأنيق نظر اليها وقال،
"انتي كويسه علي فكره انتي اللي رميتي نفسك قدام عربيتي .............."
ظل يتحدث هكذا ولكن سهر لم تسمع منه شيء، نظرت إليه ودموع تملئ عيناها ثم تنقلت بنظراتها يمينآ و يسارا، و عندما رآها الشب في هذه الحالة مد يده لكي يساعدها لكن ترفض منه المساعده، لتقف بسرعه وتنظف ملابسه تتواجد علامات الخوف الشديد على وجها ثم تتحدث وهي تنظر إلى ارض وتقول،
" انا اسفه"
عندما قالت هذه الكلمه تركته واقف حيران من أمرها، حتي تذهب إلى المنزل مره اخري و اول ما دخلت منزلها ذهبت الي غرفتها بدون تحديث مع أحد وكانت الصدمه عندما دخلت غرفتها وجدت أن كل شئ يرجع مطرحه وكأن لم يحدث شيء،
ذهبت الي فراشها و نغمرت في النوم شديد من شده التعب، وبعض لحظات طويله استيقظت سهر و اول ما فتحت عيناها وجدت والدتها و سهي أمامها وتظهر علامات الغضب علي وجه امها، نهضت سهر وردت السماعات الاذن وقالت،
"خير في ايه مالكو واقفين كده ليه"
ردت سهي وقالت
"خير هو اللي يعرفك يشوف خير ابدا"
نظرت إليها 'سهر' وقالت
"شكرا ده من زوقك"
تقدمت الام إليها و ضربتها على وجهها وقالت
"و ليكي عين تتكلمي كمان بعد اللي انتي عملتيه ده"
نظرت إليها سهر وكان يوجد الكثير من الحديث تريد أن تقوله ولكن ظلت صامته ثم قالت سهي
"خليتي شكلنا وحش قوي قدام عم انور"
قالت سهر
"ويبقي مين بقي عم انور ده"
"ده زميل بابا"
"و اشمعنا بقي زميل بابا مظهرش غير دلوقتي ها"
وتنقل نظرتها الي والدتها وتقول
"مكنش موجود ليه لما بابا كان عايش ايه يا ماما"
تحدثت امها
"قصدك ايه يا سهر هانم كبرتي و بقيتي بتردي عليا بطريقه دي شكلي معرفتش اربي وانا هربيكي من اول وجديد استني عليا يا سهر"
قالت هذا الحديث وذهبت لكي تخرج من غرفتها وعندما وصلت الي الباب نظرت إلي الخلف وقالت
"علي فكره يا سهر عمك ده اللي انتي مش حباه هو اللي رجعلك اوضتك زاي الاول واحسن"
نظرت إليها وقالت
" وانا مش عايزه منه اي حاجه انا عايزه اغير الاوضه كلها ومش هنام فيها طول ما الحاجات بتاعت الإنسان دي هنا"
نظرت إليها والدتها ثم خرجت من غرفتها وهي تشعر بالغضب الشديد من حديث سهر معاها، خرجت اختها وذهبت الي غرفتها وفي منتصف الليل استيقظ الجميع علي صوت غريب،