رواية وعود الليل الفصل العشرون20 بقلم نداء علي
سحبتها ماريا بقوة وخوف، كانت بتسحبها رغم استسلام كاريمان العجيب للموت وكأنها مرحبة به، قدرت ماريا تسحبها ناحية الشط، قرب منها جاسم بفزع ونزل ناحيتهم وقدر يخرج كاريمان اللي كانت شبه فاقدة للوعي.
ماريا قربت منها تتأكد إذا كانت بتتنفس أو لأ، اتنهدت بقوة لما حست بنفس كاريمان، بدأت تضغط على بطنها في محاولة منها انها تخرج الماية من جسمها وفعلاً بعد اكتر من محاولة كحت كاريمان وبدأت تشهق كأنها بتنازع لالتقاط أنفاسها.
همست بأسم أكرم لكنه كان بعيد عنهم مكالمته مع جليلة اخدته بعيد كان بيحكي معاها عن سعادته مع كاريمان واد إيه بيحبها لكنه فجأة حس ان في شيء غلط وقلبه انقبض، قفل مع والدته فجأة وطلع جري ناحية البحر، وانصدم لما شاف كاريمان على الرمل وجنبها جاسم وماريا، بعدهم عنها بتلقائية ونزل لمستواها بفزع
رفع رأسها لصدره وضمها بخوف وسأل برعب
إيه ده، حصل إيه، كاريمان حبيبتي ردي عليا
جاسم : متقلقش واضح إنها نزلت في وسط الموج وزي ما انت شايف البحر هاج فجأة، بس الحمد لله مراتي لحقتها.
جاسم قال الكلمة بدون قصد، قالها وكأنها حقيقة وأمر واقع وماريا رفعت وشها وبصتله بعيون مبتسمة لكن أكرم منتبهش لكلام جاسم لأن عقله وقف عن الاستيعاب، كاريمان كانت هتروح منه لأنه غبي
ازاي سابها تنزل لوحدها.
شالها وفضل واقف مكانه عاجز وتايه، ماريا قربت وقالتله
لازم دكتور يشوفها، ونطمن.
جاسم شد ماريا بلطف وبقي هو واقف قدامها، هو لما وافق تنزل البحر بالمايو ده متخيلش موقف زي ده يحصل، صحيح أكرم مش مركز في حاجة بس احتمال الناس تتلم حواليهم، يعمل ايه في ماريا وجنونها، حاولت تخرج من ورا ضهره وتكمل كلامها مع أكرم لكن جاسم بصلها بتحذير ونزل ببصره على جسمها وفهمت هي قصده، اتوترت وفضلت مكانها لكن جواها فضول رهيب تطمن على كاريمان، اتكلمت بجدية وقالت لأكرم
روح الفندق اكيد في هناك مسعفين ومتقلقش، همست لجاسم وقالتله
خلينا نروح معاهم شكله مش مركز، أو غبي تقريباً.
جاسم كان هيضحك لكن تماسك بصعوبة، التفت بسرعة وأول ما شاف ملابس ماريا اتحرك من مكانه ، وشاورلها، راحتله واخدتهم في صمت، لبست بسرعة وهو قدامها عيونه عليها، في لحظة لبست وقالتله
يلا بسرعة خلينا نلحقه، مدلها ايده وبدون تردد مدتله ايدها واتحركوا بخطوات مسرعة.
أكرم برغم قوته الجسدية كان شايلها بصعوبة، حاسس إنه ضعيف جدا، هش ورجليه تقيله، أول ما وصل الفندق وقبل ما يطلب المساعدة كان موظفين الإستقبال والأمن واقفين حواليه لأن شكله هو وكاريمان يغني عن أي كلام، المسؤول طمنه إنهم هيتصرفوا وفعلاً دقايق وكان الدكتور بيفحص كاريمان بعد ما اخذوها هي وأكرم على عيادة صغيرة ملحقة بالفندق، اتأكدوا إن اجهزتها الحيوية بخير وإن انتباهها كامل، الدكتور شغل جهاز تدفئة فوق كاريمان وكتبلها محلول يعوض جسمها علشان ميحصلهاش جفاف، وأكرم مكانه ساكت.
الدكتور خلص وسابهم لوحدهم، وأول ما مشي أكرم قرب منها حضنها برفق، فتحت عيونها وقالتله بصوت خافت
متقلقش، أنا كويسة.
أكرم : أنا آسف، كله بسببي.
كاريمان : لأ، انت مش السبب، أنا بس اتسرعت ونسيت نفسي والموج سحبني بعيد.
أكرم باسها بحب وهمسلها
أنا كنت هموت من الخوف، ينفع ذكريات شهر العسل تبقى اكشن كده؟
كاريمان ضحكت بتعب وطلبت منه
عاوزة اروح الفندق، رجعني الغرفة بتاعتنا يا أكرم، مش بحب المستشفيات ابدا.
أكرم : شوية بس نطمن والمحلول يخلص ونمشي، متخافيش انا جمبك غمضي عيونك ونامي.
سمعت كلامه ونامت في لحظات وكأنها كانت بتنتظر يقولها تنام وفضل هو يتأمل ملامحها بتركيز، بيتأكد إنها بخير ومعاه.
جاسم اخد ماريا وطلعوا الجناح بتاعهم بعد ما اطمنوا من الدكتور ان كاريمان كويسة، دخلت ماريا اخدت شاور وطلعت، كان جاسم طلبلها شاي اخضر وأول ما خرجت قالها
تعالي اشربي الشاي علشان جسمك يدفي، ونامي شوية لو تحبي.
ماريا : تصدق كنت عاوزة شاي فعلاً، بس إيه ده مفيش حاجة ناكلها انا جعانة.
جاسم شاور على التلاجة وراها وقالها
في اكل وحلويات كتير، بس نفسي أفهم الأكل ده بيروح فين، يابنتي مفروض تتخني.
ماريا رفعت حاجبها بغضب وقالتله
انت تقصد ايه، على فكرة أنا مش باكل كميات كبيرة بس باكل على فترات وده السر إني محافظة على جسمي.
جاسم : أنا بهزر على فكرة، ولو تحبي ننزل المطعم نتعشى انا جاهز.
ماريا : لأ، فعلاً انا مرهقة ومحتاجة اخد فاصل، هاكل حاجة خفيفة وأنام، بس هعتبر ان دعوة المطعم مفتوحة وبكرة تعزمني، تمام.
جاسم : تمام، بكرة ان شاء الله.
التفتت بسرعة وقالتله بلهفة
كمان خلينا نروح بكرة نطمن على كاريمان، وناخد معانا هدية بسيطة، إيه رأيك؟
جاسم بدهشة
شايفك مهتمة أوي بالموضوع.
حركت نفسها بخفة ومدت ايدها اخدت الشاي وقالتله:
عادي يعني، حساها بنوته كيوت، وحابة اطمن عليها ايه المشكلة!
جاسم ابتسم وفرد جسمه على السرير بتاعه وغمض عيونه وقالها
مفيش مشكلة، بكرة ان شاء الله هنعمل كل اللي تحبيه.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
جليلة كانت بتتأمل الصور بسعادة وحب، أكرم طول عمره وسيم لكن من يوم ما اتزوج وهو اوسم واجمل ملامحه فيها شيء مختلف، ابتسمت جليلة وحركت ايدها فوق صورة ابنها وكأنها بتلمسه، اشتاقت لوجوده معاها لكن مش مهم أي حاجة كفاية إنه مبسوط وفرحان.
جرس الباب دق سابت الموبايل مفتوح على الصور وراحت تشوف مين، كانت مفكرة إنه البقال جايب الطلبات قالت تاخد الحاجة وترجع بسرعة تتفرج من تاني على الصور لكنها اتفاجئت إن اختها وبنتها واقفين قدامها.
ابتسمت بسعادة، رحبت بهم ودخلتهم البيت وبعد ما كانت خايفة تقضي اليوم لوحدها حست ان اليوم اتغير ملامحه وشعور بالطاقة والحيوية غزا الوهن والضعف وطردهم من نفسها.
ضحكت جليلة وقالت لأختها نبيلة :
بنت حلال، تعرفي أنا طابخة بامية بلحمة ضاني، وطول ما أنا واقفة في المطبخ أقول البت نبيلة بتموت في الأكلة دي.
نبيلة بصت لبنتها حنين وقالت
لو ينفع كنت قولت حماتي بتحبني بس الله يرحمها بقى ولا كانت بتحبني ولا بتطيق سيرتي.
جليلة : الله يرحمها ويغفر لها، الحق لله حماتك كانت ست غلبانة بس لسانها كان طويل حبتين، يلا أهي ريحت وارتاحت، المهم سيبك من اللي ماتوا وقوليلي يادكتورة حنين عاملة ايه يا قلب خالتك.
حنين ابتسمت : الحمد لله بخير ياخالتو.
نبيلة : شايفه حنين قمر إزاي، الحمد لله طلعت حلوة لأبوها ومطلعتش شبهي
جليلة ضحكت بقوة ومقدرتش توقف ضحك، نبيلة أختها كل كلامها هزار وتريقة، بتتنمر على نفسها وولادها والناس وحياتها كلها كده.
حنين شافت موبايل خالتها مفتوح وبدون ما تقصد لمحت صورة لأكرم وكاريمان، نزلت عينيها بخجل وبعدت وشها عن الصورة لكن نبيلة لاحظت الصورة وسألت جليلة
ده أكرم وعروسته.
جليلة مترددتش توريهم الصور، يمكن من فرحتها ويمكن ثقة بأنهم أهلها ومش هيكرهوا الخير لابنها.
نبيلة اول ما شافت الصورة قالت بتلقائية
الله يسامحك يا جليلة مش لو كنتي قريبة مننا والعيال واخدين على بعض كنا جوزنا أكرم لحنين، بذمتك مش احلى من عروسته
حنين انفعلت من كلام أمها خاصة وانها شبه اسطوانة بتقولها من وقت ما أكرم اتجوز، هي عمرها ما فكرت فيه غير انه ابن عمتها وبس ومش فاهمة منين جابت الفكرة الغريبة دي.
جليلة ارتبكت، هي فعلاً فكرت في حنين وفاتحت أكرم في الموضوع لكنه رفض وأصر على كاريمان يمكن هي مقالتش لحد منعاً للزعل والمشاكل لكن جواها كانت تتمنى تقرب المسافات بينها وبين أخواتها وتوثق علاقتهم لكن محصلش نصيب.
نبيلة لما لاحظت غضب بنتها قلبت الكلام لهزار وقالت
خلاص يا حنين انا بهزر وبعدين ربنا يسعده ياحبيبتي كل شيء نصيب، المهم يا جليلة تاخدي بالك، ابنك شكله بيحبها أوي وبيسمع كلامها وانتِ عارفة بنات اليومين دول عاوزين الراجل مقطوع من شجرة لا يعرف أهله ولا يسأل عن حد.
جليلة بصدق : الحق لله كاريمان بنت ناس ومؤدبة أوي وملهاش في شغل بنات اليومين دول، ربنا يهدي سرهم.
قامت واتجهت للمطبخ وهي بتقول
هقوم اسخن الاكل ونتغدى، أنا طبخت من بدري ومكنش عندي نفس أكل لوحدي.
اول ما بعدت جليلة حنين كلمت أمها بتحذير
الله يكرمك خفي شوية يا ماما، سيبي الناس في حالها وخلينا في حالنا، مش معقول كده.
نبيلة ابتسمت بسخرية ومردتش عليها وحنين نفخت بضيق من تصرفات والدتها ومسكت موبايلها تشغل نفسها بعيد عنها، قامت نبيلة ودخلت تساعد اختها وتعرف منها أكرم هيرجع امتى وناوي يسافر ولا غير رأيه.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
ماريا صحيت بدري بحماس ونشاط وراحت لجاسم تصحيه، بصلها بعيون بيغلبها النوم وسألها بغيظ
في ايه يابنتي، إحنا لسه بدري.
ماريا بنعومة ورقة : بليز انا جعانة، تعالي نفطر تحت ونشتري الهدية زي ما اتفقنا.
جاسم بعد عنها وكمل نوم لكنها شدت من تحت رأسه المخدة وقالتله
قوم وبلاش كسل، انت وعدتني.
جاسم : ساعة كمان وهقوم معاكي، بس ارحميني نفسي أنام.
ماريا نفخت بضيق وسابته يكمل نوم وقررت تنزل لوحدها لكنها اتراحعت تاني عن تفكيرها ده أولا لأن مفيش معاها أي أوراق شخصية ولا فلوس وثانيا لأن جاسم بيتعامل معاها الفترة دي بأسلوب كويس وخايفة تزعله أو يصطدموا من تاني.
فاتت ساعة وزيادة اترددت تصحيه أو لأ لكنه فاق من قبل ما تصحيه هي، اتعدل في مكانه ودور عليها بعيونه ابتسم لما شافها قاعدة مكانها بملامح طفلة غضبانه.
ناداها لكنها اتجاهلته، اتحرك ناحيتها وهو بيقول
على فكرة والله كنت مرهق جدا ومش قادر.
ماريا بصتله وعيونها كلها حزن
على فكرة انا فعلاً كنت جعانه، وانت مش في دماغك، وفكرت انزل افطر خفت، لان سيادتك مش مديني فلوس ولا موبايل ولا حتى باسبورت.
جاسم فتح درج على يمينها وخرج منه موبايل وكريدت ومد لها ايده وهو بيقول
موبايلك والكريدت بتاعتك.
ماريا كانت شاكه إنه بيخدعها لكنه طمنها وقالها
أنا مستحيل اسيبك تخرجي لوحدك في اي مكان من غير فلوس او موبايل، كل الحكاية إنك بتتصرفي بتهور وعناد وأنا مبحبش العند.
ماريا ضحكت بخفوت لكنها مقدرتش تمنع فضولها وسألته بتحدي
مش خايف إني استخدم الموبايل واكلم حد من أصحابي.
جاسم اخذ نفس عميق، هو بالفعل خايف إنها تعمل كده لكنه في نفس الوقت خايف يحصلها حاجة ميقدرش يوصلها.
سكت لحظة وبعديها رد بثقة
حتى لو حصل، تفتكري حد يقدر ياخدك مني غصب عني.
ابتسمت ماريا، عجبها رده وقوته وفي نفس الوقت كانت بتحاول تستدرجه علشان تعرف تفكيره ايه.
قبل ما تتكلم رفع ايده في وشها ونهى الحوار بتهديد بعيد كل البعد عن الجدية
هتفضلي تضيعي وقت في اسئلة ملهاش لازمة هاخد الموبايل والكارت ونكنسل الفطار والهدية، يلا اتحركي قدامي صدعتي راسي عالصبح.
نفخت ماريا بغيظ واتحركت قدامه مجبرة لكن جواها كانت سعيدة، يمكن لقاءها وحكايتها مع جاسم توقيتهم غلط لكنها هتفضل مغامرة صعب تتنسى مهما حصل.
نزلوا وفطروا وبعد ما خلصوا راحوا مول قريب من الفندق اشتروا ورد لكاريمان وشوكلاته، وماريا شافت عروسة باربي كبيرة صممت تشتريها رغم اعتراض جاسم.
اخذوا الحاجات وطلعوا لغرفة كاريمان بعد ما سألوا عن رقمها في الاستعلامات.
جاسم خبط الباب بخفة تحسباً إنهم نايمين لكن أكرم فتح الباب علطول وكأنه كان منتظرهم
ابتسم جاسم لما شافه وأكرم وقف مكانه مش فاهم مين دول.
جاسم قاله
أنا جاسم شاهين، وماريا زوجتي اللي ساعدت مدام كاريمان امبارح.
أكرم افتكرهم وملامحه كلها اتبدلت، مد ايده وسلم على جاسم بحرارة
متشكر جدا لحضرتك، أنتم انقذتم حياتي انا قبل من كاريمان، مش عارف اقولكم إيه، وآسف إني منتبهتش من الأول بس من وقت الحادثة وأنا مش قادر اركز.
ماريا اتكلمت بترقب
فين المدام، نايمة؟
أكرم بعد عن الباب وشاورلهم يدخلوا وهو بيرد عليها بتوضيح
لأ، صاحية وهتفرح جدا لما تشوف حضرتك.
جاسم وماريا قعدوا مع بعض في غرفة صغيرة ريسبشن ملحق بالغرفة وأكرم دخل يقول لكاريمان إنهم في انتظارها ويساعدها تلبس وتخرجلهم، فات يمكن عشر دقايق وخرجت كاريمان ومعاها أكرم، ابتسمت بامتنان وقالت برقة
صباح الخير.
ردت ماريا وجاسم في نفس الوقت لكن جاسم عيونه اتعلقت بعيون كاريمان، استغرب الشبه الواضح في رسمت عينيها المتطابقة مع ماريا، يمكن ملامحهم مختلفة لكن عيونهم متشابهه بشكل غريب.
أدرك غرابة تصرفه فنزل عينيه بسرعة قبل ما حد يلاحظ لكن الفضول مفارقهوش.
ماريا عرفت نفسها لكاريمان وقالتلها
انا ماريا ثابت.
كاريمان مدققتش في الأول وقالت
أنا كاريمان، كاريمان ثابت، رفعت وشها بصدمة وقالتلها، إسمك ماريا ثابت!
ماريا ببراءة : أيوة، بابي على اسم باباكي.
كاريمان سعادتها ورقتها اختفوا وحل محلهم نفور واضح ورفض ظهر في كلامها القليل، كاريمان افتكرت شكل ماريا، أبوها قبل كده وراها صور لها لكن مع مرور السنين شكلها اتغير شوية، في البداية متعرفتش عليها يمكن عقلها كان رافض يصدق لكن بعد ما عرفت اسمها بقت شبه متأكدة، مقدرتش تتحمل وسألتها
انتِ مصرية، أصل يعني لهجتك غريبة شوية
ماريا ضحكت بخفة وبصت لجاسم وبعدين ردت :
أيوة، بس أول مرة انزل مصر، كنت عايشة مع أهلي في ألمانيا.
كاريمان متكلمتش نكست راسها بحزن ومقدرتش تبصلها.
ماريا حاولت تتكلم معاها وتهزر لكن كاريمان متجاوبتش معاها.
ماريا كانت مستغربة جدا رد فعل كاريمان، المفروض إنها تشكرها، دي أكيد انسانة مجنونة، من لحظات انقذت حياتها ودلوقت بتكلمها بجمود وقسوة ، مش بس ماريا أكرم كان متعجب أكثر من ماريا، لكن جاسم كان ثابت مكانه وكأنه متوقع رد فعلها بعد ما اتأكد إنها أخت ماريا
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
أمجد أول ما نزل من بيت ممدوح أبو مراته لقى الناس بتبص عليه بنظرات نفور واستهجان لتصرفاته، اتجنن بزيادة وبدأ يشتمهم ويزعق فيهم علشان يخلوهم في حالهم، كانت أمه في الوقت ده بتجري في الشارع بكل قوتها ومن وراها زوج بنتها في محاولة منهم إنهم يلحقوا أمجد لكنه مشي قبل ما يوصلوله، وردة قعدت على الأرض بيأس بعد ما عرفت انه بعد عنها تاني لكن زوج بنتها ساعدها تقوم وقالها بجدية
متخافيش يا أمي انا عارف هو راح فين، تعالي معايا وان شاء الله مش هيعدي اليوم غير وهو معانا.
راحت وردة معاه وقلبها كله قهر ووجع لكنها مفيش في ايدها حاجة تعملها خلاص.
ركبوا السيارة واتحركوا بين الشوارع والحواري لحد ما وصلوا لحارة مزدحمة وشوراعها ضيقة جدا، ربيع نزل وشاور لوردة تحصله، نزلت وجواها رعب من المكان غير مفهوم، إيه البيت ده وامجد بيعمل ايه هنا، وقفت ربيع وسألته
إحنا جايين هنا ليه يابني وامجد فين؟
ربيع بص حواليه واتأكد إنهم بعيد عن البيت، قالها
ابنك متجوز ست إسمها نوسة، بتتاجر في الممنوع، وعايش معاها في البيت اللي هناك ده.
وردة كانت هتعترض لكنه شاورلها تكمل مشيّ وراه، وصلوا البيت وأول ما خبطوا خرجتلهم نوسة، بلبس مجسم محدد ملامح جسمها وشعرها مفرود على ضهرها، ست جميلة جدا لكنها مقبضة، سألتها وردة بتردد :
أمجد هنا؟
نوسة : نقوله مين!
وردة: أنا أمه.
نوسة ابتسمت بسخرية وقالتلها
حماتي، مش معقوله أول مره نتقابل.
وردة زقتها بغل ودخلت تدور على أمجد، شافته قاعد على الأرض وقدامه سجاير كتير مرمية حواليه.
نوسة غضبت من طريقة وردة واسلوبها معاها قربت من أمجد وقالتله
شايف الست أمك بتتعامل معايا إزاي، ده بدل ما تباركلنا على جوازنا.
وردة : لأ، مستحيل أمجد ابني نور عيني اللي بحبه اكتر من نفسي ومن الدنيا ميعملش كده. أمجد ميتجوزش واحدة زيك ابدا.
نوسه بصتله بغيظ لكن مردتش، فضلت إنها تكسب تعاطف أمجد على انها تغضبه منها
أمجد رد عليها بجحود
ملكيش فيه، أنا راجل وحر أعمل اللي يعجبني، وبعدين مالها نوسة، ست زيها زيك.
شهقت وردة بصدمة وسألته بقهر
انت بتشبه أمك بدي، بترد عليا أنا وتقولي كده؟!
أمجد ضرب الحيطة بأيده وصرخ بغضب
خلاص بقى، دماغي هتنفجر ومش ناقص دوشتك، روحي يلا على بيتك ومتجيش هنا تاني فاهمة
في الوقت ده كان جوز أخت أمجد مستعد قدام الباب ومعاه ٥ رجالة أجسامهم قوية من شركة حراسة خاصة استعان بهم علشان يقدر ياخد أمجد وأول ما فتحت وردة الباب وخرجت دخل ربيع والرجالة ومسكوا أمجد، نوسة حاولت تصرخ لكن واحد منهم خبطها على راسها وقعت فاقدة للوعي وأمجد قبل ما يفهم إيه اللي بيحصل كتفوه وكمموا فمه وشالوا بخفة وراحوا على مصحة لعلاج الإدمان في مكان صعب علي نوسة توصله.
🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃🍃
كاريمان قلبها كان بيغلي من الحزن، معقول ماريا تبقى صاحبة فضل عليها، تنقذها من الموت، ليه وهي طول الوقت بتتمنى متشوفهاش ولا تقابلها في يوم، وقفت واتصرفت بثبات وقالتلهم
انا تعبانه ومحتاجة ارتاح، متشكرة جدا على الزيارة دي.
وياريت تاخدوا معاكم الهدايا دي، أنا مش بحب الورد ولا الشوكليت ولا العرايس كمان.
أكرم حس إنها بتخرف من أثر التعب وقلق عليها، وقف قدامهم واعتذر منهم بخجل
والله ياجماعة انا آسف، تقريبا كاريمان من صدمة الحادثة بتتصرف بغرابة، هي في حالتها الطبيعية مستحيل تزعل حد.
كاريمان اكدت كلامها تاني وقالت
لأ انا كويسة، وقاصدة كلامي، انتِ بالذات مش عاوزة منك لا خير ولا شر ولا عاوزة اشوفك، لو اعرف أصلا إنك هتنقذيني كنت هختار الموت على ان حياتي تبقى بسببك.
ماريا ردت بشراسة وغصب
انتِ مجنونة أكيد، أصلا انتِ بتتكلمي معايا إزاي كده.
ضحكت كاريمان وقالتلها
آه صحيح ماهي الأميرة دلوعة بابي مش متعودة حد يكلمها بأسلوب مش على مزاجها.
ماريا كانت هتضربها وكاريمان استعدت واخدت وضع الهجوم لكن جاسم وقف في وش ماريا وأكرم شال كاريمان غصب عنها ودخلها الغرفة بالقوة.
ماريا كانت بتبعد جاسم ومصممة تدخل لكاريمان لكنه همسلها بخفوت
تعالي معايا الجناح بتاعنا هفهمك كل حاجة.