رواية خيانة الدم الفصل الخامس عشر15بقلم الهام عبد الرحمن


رواية خيانة الدم
 الفصل الخامس عشر15
بقلم الهام عبد الرحمن



دخلت سما مندفعة بعدما سمعت حديثهم من خلف الباب... 

سما بلهفة: عثمان... عثمان مالك ليه كدا ياراغب عاوز تقتل اخوك حرام عليك. 

راغب بحدة: ايه اللى چابك اهنه فزى جومى وروحى على اوضتك جبل ما اخلص عليكى انتى التانية. 

سما بتحدى: لا مش همشى وهنوديه المستشفى حالا. 

ثم ذهبت ونادت بصوت عالى على من فى المنزل... 

سما: الحقونا بسرعة اتصلوا بالاسعاف عثمان تعبان اوى. 

صالح بلهفة: ماله يابتى فيه ايه عثمان؟! 

سما ببكاء ولهفة: مش عارفه بس بسرعة خلونا نوديه على المستشفى قبل مايجراله حاجة. 

يتصاعد التوتر ويزداد الإلحاح في تصرفات الكل 

راغب بجمود: مفيش داعي للدراما دي، عثمان كويس، مجرد شوية إرهاق.

سما  وهى تصرخ بغضب: إرهاق؟! دا نايم ما بيتحركش، انت عاوز تخلص عليه، بس أنا مش هاسكت!

صالح وهو ينحني بجانب عثمان ويتفحصه: يا ساتر يا رب! نبضه ضعيف، مينفعش نستنى، لازم نلحجه حالًا.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
راغب وهو يحاول التظاهر بالسيطرة: أنا جولت كفاية اكده! مش محتاچ حد يجرر عني في بيتي!

سما تتقدم خطوة للأمام متحدية: بيته؟! دا مش بيتك، دا بيت عثمان، وأي حاجة هتحاول تعملها أنا هفضحك قدام الكل.

صالح ينظر بين راغب وسما، ويتضح عليه الارتباك، لكنه يتخذ قرارًا حاسمًا

صالح: خلاص، بكفياكم حديت.  تعالى يا سما يابتى، ساعديني نشيله ونوديه على العربية.

راغب وهو  يقترب بخطوات غاضبة ويحاول منعهم، لكن سما تدفعه بعيدًا بكل قوتها

سما بحزم: قرب مني لو تقدر! مش هاسيب عثمان يموت هنا.

يدخل الخدم بعد سماع الضجة، ينظرون بقلق ويقتربون للمساعدة

أحد الخدم: يا بيه، نجدر نساعد؟

صالح: أيوة، بسرعة شيلوا عثمان وودوه العربية.

يُحمل عثمان بحذر، وسما تتبعهم بعينين مليئتين بالخوف والدموع، بينما يقف راغب خلفهم مكفهر الوجه، يفكر في خطواته التالية

راغب هامسًا لنفسه: ما تفتكرش إنك كسبتني يا عثمان، دي لسة البداية وروحك تحت يدى.

خرج  الجميع من المنزل متجهين إلى المستشفى، تاركين راغب وحده في الظلام، وعقله مليء بالأفكار المظلمة.

في المستشفى

وصل الجميع إلى المستشفى وهم في حالة هلع، وصالح يصرخ في الاستقبال:
صالح: الحجونا، ولدى حالته خِطرة حد يغيتنا ياهوه!

تم نقل عثمان بسرعة إلى غرفة الطوارئ، بينما جلست سما في غرفة الانتظار وهي تبكي بلا توقف، تحتضن يدها المرتعشة بين يديها. وقف صالح بجانبها محاولًا تهدئتها، لكنه كان قلقًا بدوره.

سما ببكاء واخذت تقول فى نفسها: يارب استرها يارب واشفيه يارب هو عمره مافرح ولا اتهنى احفظه يارب خليه يرجع لبنته والنبى يارب ماتيتمها !

صالح حينما وجدها تبكى بشدة: اهدي يا بتي، ربنا كبير، وهو هيرچعلنا بالسلامة آنى هنزل الحسابات لحد مايخلصوا كشف على عثمان.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
خرج الطبيب بعد دقائق طويلة بدت وكأنها ساعات. نظر إلي سما  بعينين تحملان بعض القلق:
الطبيب: المريض حالته حرچة، وهيحتاچ يدخل العناية المركزة فورًا. يظهر ان حد كان جاصد يجتلهوآنى مضطر ابلغ البوليس . هنبدأ الإجراءات دلوجتي، ادعوله.

سما ببكاء: ارجوك يادكتور بلاش حد يعرف موضوع السم دا دى كانت غلطة هو ضعف فى لحظة وقرر انه ينتحر ولو حد عرف هيبته هتروح وسمعته هتبقى فى الارض وعمه راجل كبير زى ماانت شايف وبيعتبره زى ابنه ولو عرف بموضوع انتحاره ممكن يروح فيها ارجوك بلاش تضيع عيلة بحالها بسبب غلطة وكفاية القلق اللى احنا فيه دلوقتي واحنا مش عارفين اذا كان هيقوم منها ولا لا. 

الطبيب بعد تفكير: خلاص آنى مش هبلغ وهكتب انه اكل وكل فاسد وهو معدته ضعيفة. 

سما: متشكرة بجد يادكتور والله جميلك دا مش هنساه ابدا. 

عاد صالح وسال الطبيب عن حالة عثمان فابلغه بما اتفق عليه مع سما. 

بعد يومين في العناية المركزة

جلس الجميع مترقبين خارج غرفة العناية المركزة، حينما خرج الطبيب أخيرًا بابتسامة صغيرة.
الطبيب: الحمد لله، المريض بدأ يستچيب للعلاچ واستعاد وعيه. لكن لازم يفضل تحت المراجبة الطبية يومين كمان.

سما (بلهفة): يعني هيبقى كويس؟

الطبيب: إن شاء الله، بس محتاچ راحة تامة وبلاش أى وكل من بره عشان معدته حساسة چدا اظن انتى فهمانى يامدام.

تنفست سما الصعداء لأول مرة منذ أيام، وعيناها امتلأتا بالدموع:
سما: الحمد لله... الحمد لله يا رب طبعا فاهمة يادكتور واطمن الحكاية دى مش هتتكرر مرة تانية ابدا.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
عودة عثمان إلى المنزل

بعد بضعة أيام، عاد عثمان إلى المنزل، متكئًا على صالح وسما كانت تسير بجوارهم تحمل حقيبة ملابسه فى يدها، وكانت ملامحه شاحبة لكنه حاول الابتسام لطمأنتهم. دخلوا به إلى غرفته، حيث أعدت سما كل شيء بعناية.

عثمان بصوت ضعيف: شكراً ليكم... آنى تعبتكم معايا.

سما بحنان وهي تنظر إليه: تعبك راحة يا عثمان... أهم حاجة صحتك.

دخل صالح الغرفة وأغلق الباب خلفه بعد أن تأكد من راحة عثمان، ثم التفت إلى سما وهمس:
صالح: يا بتي، انتى خابرة إن راغب مش هيسكت وخصوصا لما أصريتى تفضلى معانا فى المستشفى وبصراحة هو عنده حج راچل غيران على مرته مايصوحش تجعدى مع خوه فى مكان لوحديكم؟

سما: بس انا معملتش حاجه غلط ياعمو صالح اولا طنط ست كبيرة مش هتقدر تخدمه وكمان حضرتك مش هتعرف تعمله كل حاجه فعشان كدا اصريت افضل معاكم وان كان على راغب انا هعرف اصالحه.

صالح: خلاص يابتى انتى ادرى بحالك مع چوزك ربنا يهدى سركم. 

نظرت سما إلى عثمان النائم، وداخلها مزيج من الحب والخوف والغضب. كانت تعلم أن المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد، لكنها أقسمت على حماية عثمان مهما كلفها الأمر.

في غرفة عثمان مساءً دخلت سما لتطمئن على عثمان فوجدته مستلقيًا على السرير، يتنفس بصعوبة، فجلست بجانبه بهدوء واخذت تمسح عرقه بقطعة قماش مبللة.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
صالح دخل الغرفة بابتسامة خفيفة وهو يحمل كوب ماء:
صالح: حمد لله على سلامتك، يا عثمان. لازم ترجع تجف على رچليك جريب، البيت من غيرك مالوش كبير.

عثمان بصوت ضعيف: متشكر يا عمي، طول عمرك السند.

صالح جلس على طرف السرير وأشار إلى سما:
صالح: البت دي تستاهل كلمة شكر كبيرة، كانت طول الوجت جارك. ما سابتكش لحظة في المستشفى.

عثمان نظر إلى سما بحذر، بينما ردت هي بهدوء وهي تحاول إخفاء مشاعرها:
سما: أنا عملت الواجب وبس، عثمان أخو راغب، يعني زي أخويا.

صالح ابتسم: كتر خيرك يا بتي، ربنا يچازيكى خير.

في الخارج مع راغب

راغب كان جالسًا في مكتبه، يفكر في سما وكيف بدأت تأخذ خطوات جريئة للدفاع عن عثمان فأرسل لها أحد الخدم وظل شاردا فى تصرفاتها حتى سمع صوت الطرق على الباب فقطعه من أفكاره:
راغب: ادخل.

دخل أحد الخدم بخوف واضح:
الخادمة: ستى سما مش فى اوضتها ياسيدى. 

راغب وقف غاضبًا:
راغب: سما؟ مش فى اوضتها ازاى اومال هى فين؟! 

الخادمة بتردد: فى اوضة سيدى عثمان. 

عثمان بحدة: بجى اكده ياسما بتتحدين طيب اصبرى عليا

انسحبت الخادمة بهدوء، تاركة راغب يتوعد في داخله.
بقلمى الهام عبدالرحمن 
صالح وسما في حديث خاص

صالح (بابتسامة أبوية): سما، أنا عارف إنك بنت چدعة، لكن خلي بالك من نفسك. راغب شكله مش مبسوط إنك بتجفي چنب عثمان هو بردك يابتى راچل صعيدى وغيران عليكى حتى لو من اخوه.

سما: ما يهمنيش، أنا بس عايزة أساعده لحد ما يقف على رجليه.

صالح: طب خلي بالك، راغب مش سهل. وهو طول الوجت شايف إن كل حاچة لازم تمشي على مزاچه.

سما أومأت بصمت، وهي تدرك أن صالح لا يعلم الحقيقة الكاملة، لكنها كانت مصممة على حماية عثمان بأي ثمن، حتى لو كانت الحقيقة تهدد بكشف الماضي.




تعليقات



<>