رواية ما بين الحب والرغبة الفصل الرابع والعشرون24بقلم هدير الصعيدي


رواية ما بين الحب والرغبة 
الفصل  الرابع والعشرون24
بقلم هدير الصعيدي




ما إن همت سلمى بالخروج من الحمام حتى إنتفضت وشهقت بصدمه فنظر لها حسن والذى دلف للتو إلى الغرفه بصدمه أكبر وهتف قائلا 

حسن : سلمى 
سلمى بصدمه :حسن

إلتقت عينى حسن وسلمى بعدم تصديق وظلا على تلك الحاله من الصمت حتى هتف حسن قائلا وهو يقترب من سلمى 

حسن بفرحه : سلمى .. أنتى رجعتى  .. أنا مش م..................

قاطعته سلمى بحده : لا مرجعتش .. دماغك متروحش لبعيد أنا بس كنت جايه أخد شويه حاجات أنا محتاجلها من هدومى وهدوم البنات 

حسن بخيبة أمل : طيب ممكن نتكلم شويه لو ينفع ؟
سلمى بإستغراب : هنتكلم فى إيه تانى ؟!

أمسك حسن يد سلمى وأجلسها بجانبه فسحبت يدها منه وهى تنظر له بضيق 

سلمي بضيق : إتفضل إتكلم يا حسن بس بسرعه مش عايزه أتأخر على البنات 

حسن بهدوء : سلمى أنا بحبك واللى قولته ده من غيرتى عليكى مش أكتر والله .. أنتى حب حياتى وأنتى عارفه كده كويس .. أنا عارف إنى غلطت بس إستحملينى شويه .. مش أنتى علطول بتقولى إنى إبنك وحبيبك وجوزك وأخوكى 

سلمى ببكاء : بس أنا تعبت والله العظيم تعبت .. أنا كمان إنسانه من حقي أعيش الحياه اللى نفسي فيها يا حسن .. من حقي أعيش مع جوزى كل اللحظات اللى بتمناها مش أعيش فى الخيال 

مع زياده دموع سلمى إقترب منها حسن وضمها إلى صدره فلم تُمانع فأخذ يربت على كتفها وظهرها ثم رفع وجهها إليه ونظر فى عينيها 

حسن بحب : أنا بحبك يا سلمى .. أنتى وحشتينى أوى كفايه بُعد بقي 

ظلت سلمى تنظر إليه ودموعها تنهمر على وجنتيها فرفع حسن يده ومسح دموعها وإقترب منها حتى تلاشت المسافات بينهما وهم بتقبيلها فأغمضت سلمى عينيها وإستسلمت له لثوانى معدوده وفجأه إستفاقت لما تفعله فإبتعدت عنه 

سلمى بحده : هو ده اللى أنت عايزه .. كل لحظاتك الرومانسيه متلخصه فى ده بس .. إيه يا أخى أنا بنى أدمه بحس .. أنت إستحاله تتغير 

حاول حسن تهدأتها ولكن دون جدوي فكانت شديده الغضب منه ومن نفسها لإستسلامها له ولو لثوانى 

حسن : سلمي طيب إهدي هفهمك 

سلمى بعصبيه : مش عايزه أفهم حاجه .. هو أنا علشان مراتك يبقي مفيش غير الطريقه دى تعبرلى بيها عن حبك .. أنت كدبت عليا .. رسمتلى الدنيا ورد قبل الخطوبه وبعد الجواز إتغيرت كإنك بقيت ضامن وجودى بس .. لا يا حسن أنا هثبتلك إن وجودى مش مضمون .. طلقنى يا حسن 

نظر لها حسن بصدمه ممزوجه بالحزن فأخذت ما جاءت من أجله وخرجت وصفعت الباب خلفها تاركه حسن فى أفكاره

حسن بندم : والله بحبك .. وهتغير علشانك بس محتاج منك شويه صبر مش أكتر

                                 ********************************

فى مساء اليوم التالى 

كانت رهف تتجول مع يامن بأحد المولات عقب تناولهم الطعام بأحد المطاعم الموجوده بنفس المول , وأثناء مرورهم أمام إحدى محلات بيع الملابس النسائيه هتف يامن قائلا 

يامن بخبث : البتاع ده هيبقى حلو عليكى 

ضربته رهف بكتفه وهتفت قائله 
رهف : يامن إتلم 

ضحك يامن وأكمل سيره هو ورهف , وفجأه توقفت رهف وهتفت قائله وهى تشير على أحد المكتبات 

رهف : تعال نروح هناك أشوف روايات
يامن بإبتسامه : يلا يا ستى 

توجهت رهف مع يامن إلى المكتبه , وما إن دلفوا حتى هتف يامن قائلا 
يامن : إتفرجى براحتك بقى وأنا هشوف الكتب اللى هناك دى 

نظرت له رهف بإستغراب ثم هتفت قائله 

رهف : من إمتى يعنى ؟ .. هو أنت بتحب تقرأ أصلا 
يامن : أه لو كتب مفيده .. زى الكتب الدينيه ممكن أقرأ عادى 

رفعت رهف أكتافها ثم توجهت كى ترى ما تريد شراؤه , وأثناء إختيارها لإحدى الروايات وقعت منها روايه فإنحنت قليلا بجسدها كى تأخذها ولكن سبقها أحد الشباب الواقفين وأخذها , وما إن إعتدل حتى نظر للروايه ثم أعطاها لها وهو يهتف قائلا 

الشاب بإبتسامه : هتعجبك جدا على فكره .. أنا قرأتها قبل كدا 
رهف بإبتسامه هادئه : تمام .. متشكره أوى 
الشاب : هتلاقى هنا كمان روايات كتير لنفس الكاتب .. أنا باجى هنا دايما وأشترى روايات فهتلاقينى عارف أغلب الروايات 

إبتسمت رهف ثم إستأذنت الشاب كى ترحل وما إن إستدارت بجسدها حتى وجدت يامن ينظر إليها بغضب فتوجهت إليه وهتفت قائله 

رهف بقلق : يامن أنا..............................

قاطعها يامن وهتف قائلا 

يامن : خلصتى ؟ 
رهف  : أيوه خلصت 
يامن : طيب إتفضلى عشان نحاسب 

ما إن خرجت رهف هى ويامن من المكتبه حتى سار يامن بخطوات واسعه فحاولت هى أن تلحق بخطواته وأمسكت يده وهى تهتف قائله 

رهف : يامن براحه وأنت ماشى مش عارفه ألحقك والجيبه ضيقه مش مساعدانى 

نظر لها يامن بغضب وهتف قائلا 

يامن : إسكتى عشان أنا ماسك نفسى بالعافيه وحسابنا فى البيت على اللى عملتيه من شويه ده 

صمتت رهف وسارت مع يامن إلى أن وصلوا للسياره , وما إن إستقلوها حتى إنطلق بها يامن سريعا فنظرت له رهف وهتفت قائله بتردد 

رهف : يامن 

لم يجيبها يامن وظل ناظرا أمامه بغضب فهتفت قائله 

رهف : على فكره هو كان بيكلمنى على الروايات بس .. وأنا مطولتش معاه فى الكلام 
يامن بغضب : وبتتكلمى معاه من أساسه ليه .. متسيبيه وتمشى 
رهف : فى إيه يا يامن لكل ده .. واحد وقالى حاجه على الروايه وخلاص مخدناش أرقام بعض يعنى وشايفنا بنحب فى بعض 

إستدار يامن ونظر لها نظره أرعبتها فإنكمشت على نفسها ثم هتفت قائله 

رهف بخوف : أنا أسفه 

لم يجيبها يامن فإقتربت منه ووضعت رأسها على كتفه فهتف قائلا 

يامن : مش هعرف أسوق كدا 
رهف : مليش دعوه 
يامن بضيق : رهف لو سمحتى متضايقنيش أكتر عشان أنا فعلا مضايق أوى 

لم تستجيب رهف لأى من حديثه وهتفت قائله
 
رهف : بعد كدا إبقى أنت إمشى معايا وأنا هشاورلك على إللى عيزاه وأنت تجيبهولى عشان محدش يكلمنى 

نظر لها يامن بطرف عينه وهتف قائلا 
يامن : ماشى 

إبتسمت رهف وإحتضنت ذراعه فهتف قائلا
 
يامن : إتعدلى بقى عشان مبعرفش أسوق كدا 
رهف : لا أنا مبسوطه كدا 

لم يجيبها يامن ولكنه نظر لها بطرف عينه وإبتسم ولكنها لم تلاحظه 

                               *********************************

بعد مرور يومين
 
كانت منال تقف فى المطبخ أمام اللبن الذي تقوم بإعداده وأثناء إنتظارها للغليان كانت تفكر فى حديث وعد معها 

..... فلاش باااك .....

كانت منال تجلس أمام التلفاز عندما رن جرس باب المنزل فإتجهت لتري من بالباب فتفاجأت بوعد

وعد بإبتسامه : إزي حضرتك يا طنط .. وحشانى أوى 
منال بإستغراب : الحمد لله يا وعد .. إتفضلي يا حبيبتى نورتى

 
دلفت وعد وجلست وبعد أن أحضرت لها منال كوب عصير نظرت لها بإستغراب فوعد لا تأتى إلا بصحبه ساجد ويكون مجيئها على مضض أيضا فلم أتت الأن , ظلت وعد صامته فتره إلى أن قطعت صمتها بحديث لم تتوقعه منال مطلقا 

وعد بتأثر : طنط أنا عارفه إن حضرتك زعلانه منى بسبب موقفى مع ساجد .. بس والله لو سمعتى مبرراتى هتعذرينى .. بس مش ده الموضوع اللى خلانى أجى لحضرتك بدون معاد سابق 

منال بقلق : فى إيه يا وعد قلقتينى ؟

وعد بجديه مصطنعه : أنا بعتبر يامن أخويا ورهف أختى بس لما رهف تكون بتغلط مينفعش أداري عليها لأن يامن برده أخويا وأنا يهمنى مصلحته 

منال بقلق : إتكلمي علطول يا وعد .. رهف بتعمل إيه ؟ .. متنقطنيش كدا بالكلام

وعد بحزن مزيف : رهف يا طنط عامله جروب على الفيس بتناقش فيه حاجات خاصه أوى وبصراحه عيب إننا نتكلم فيها أصلا وبتدى نصايح للستات المفروض إنها مجرباها مع يامن 

منال بإستغراب : حاجات خاصه إزاى مش فاهمه ؟
وعد بلؤم : مشاكل زوجيه .. خاصه بأوض النوم يا طنط .. مقدرش أفسر أكتر من كده عشان أتكسف 
منال بصدمه : إيه .. بقى رهف تعمل كده .. أكيد أنتى فاهمه غلط يا وعد 

وعد بلؤم : وأنا بردو هاجى أقولك حاجه مش متأكده منها .. ومش بس كده يا طنط أنا عرفت إن رهف إتجوزت يامن بس علشان تثبت أن العلاقه الزوجيه دى حاجه بإيد أى ست تقدر تخليها كويسه أو لا وتقول للستات اللى فى الجروب على تجربتها دى 

إتسعت عينى منال بصدمه وهتفت قائله  

منال بصدمه : مش معقول رهف تعمل كده ؟!
وعد بتأثر مزيف : أنا أسفه يا طنط أنا عارفه حضرتك بتحبيها قد إيه .. بس كان لازم أقولك 

لم تجيبها منال من شده صدمتها فأخذت وعد تذرف الدموع المزيفه كي تستعطف قلبها 
 
وعد بدموع زائفه : أنا يا طنط مش وحشه والله .. أنا بس حبيت أوضحلك الموضوع لأن يامن زى أخويا بالظبط .. وبعد كل ده ممكن أطلع فى نظرك وحشه بس والله أنا كويسه وبخاف عليكم ونفسي تهدى ساجد من ناحيتى .. أنا بعمل اللى بعمله معاه بسبب إهتمامه بالبنت اللى إسمها نغم دى لكنى فى الأخر بحبه .. ده جوزى وكل حاجه فى حياتى 

 
ربتت منال على كتف وعد ولكن عقلها وتفكيرها كان مع حديث وعد عن رهف فهي لم تتوقع هذه الأفعال من رهف 

..... عوده إلى الوقت الحاضر .....
 

عادت منال من أفكارها على فوران اللبن التى كانت تقف أمامه فنظرت له بشرود بعد أن أغلقت الموقد وقد توصلت لحل بعد أن أرهقها التفكير 

منال لنفسها : هو ده الحل الوحيد لازم أسمع كل الجهات 

هاتفت منال رهف وطلبت منها أن تأتى على وجه السرعه دون أن تخبر يامن بذلك

......

بعد مرور ساعتين 

كانت رهف تجلس مع منال وبعد أن قصت منال الحديث الذي دار بينها وبين وعد على رهف أخذت رهف تبكي وتبرر موقفها لمنال وتسرد لها كل ما حدث من البدايه فنظرت لها منال بحنان وحاولت تهدئتها 
 
رهف بدموع : والله يا ماما مش قصدى اللى قالته وعد لحضرتك خالص .. أنا كان قصدى أساعد الناس بس مش أكتر ومش بعمل اللى هى قالت عليه ده .. والله كل اللى حكتهولك ده صح ومكدبتش فى ولا كلمه فيه .. أنا حكيتلك كل حاجه من ساعه ما قررت أعمل الجروب 

ربتت منال على كتف رهف بصدق فهي تُصدق حديث رهف ولديها يقين من أن وعد تريد تخريب بيت رهف مثلما تفعل هى مع ساجد
 
منال بهدوء : إهدى يا بنتى أنا مصدقاكى .. بس لازم تقولى ليامن لأن وعد زى ما جت تقولى الكلام بالطريقه دى ممكن تروح تقول ليامن دى عقربه أنتى متعرفيهاش كويس .. ربنا يسترها على ساجد منها ومن عمايلها معاه  

بعد حديث طويل قررت رهف أن تأخذ بنصيحه منال وتخبر هى يامن قبل أن يخبره أى شخص أخر

......

فى المساء 

كان يامن جالسا يشاهد التلفاز حينما خرجت رهف من غرفه نومهم وهى تفرك أصابع يدها بتوتر , وما إن إقتربت منه حتى هتفت قائله 

رهف : يامن أنا هعمل نسكافيه .. أعملك ؟ 
يامن : ماشى يا حبيبى 

توجهت رهف لتعد النسكافيه وهى تُفكر فى طريقه لإخبار يامن كما أوصتها منال , وما إن إنتهت حتى توجهت مره أخرى ليامن وأعطته النسكافيه وهى تهتف قائله 

رهف : يامن 

نظر لها يامن ففركت يديها بتوتر وهتفت قائله 

رهف : أحيانا فى قرارات الواحد بياخدها فى حياته فى وقت غلط بس بيبقى بعدها مبسوط والوقت اللى بياخد فيه القرار ده ......................

صمتت رهف ونكست رأسها فهتف يامن قائلا 

يامن : أنا مش فاهم حاجه .. فى إيه يا رهف ؟ 

لم تجيبه رهف فأمسك بذقنها ورفع وجهها فلاحظ هاله من الدموع بعينيها فعقد حاجبيه بإستغراب قائلا 

يامن : رهف مالك ؟ .. متقلقنيش كدا ؟ 

لم تجيبه رهف بل إحتضنته فجأه وهى تبكى فشدد من ضمها وهو يربت على شعرها بحنان ممزوج بالقلق 

يامن : فى إيه يا حبيبتى هى وعد .........................

                 
قاطعته رهف وهى تبتعد عنه بخضه قائله 

رهف : وعد إيه ؟ .. هى وعد كلمتك ؟ 
يامن بإستغراب : لا مكلمتنيش وهى من إمتى بتكلمنى أصلا ! 
رهف بقلق : أومال أنت بتقول وعد ليه ؟ 
يامن : أنا بسألك لتكون وعد ضايقتك ولا كلمتك فى التليفون زى عادتها فى الفتره الأخيره 

نظرت له رهف بإرتباك ممزوج ببعض القلق ثم حرك رأسها بلا فهتف يامن قائلا 

يامن : مالك يا رهف ؟ .. أنتى مش طبيعيه ؟ 

نظرت له رهف وقد بدأت بعض الدموع فى الإنهمار من عينيها مجددا ثم هتفت قائله 

رهف : يامن أنا بحبك أوى .. بحبك ومقدرش أعيش من غيرك لحظه 

ضمها يامن لصدره وهو يهتف قائلا 

يامن : وأنا كمان بحبك ومقدرش أعيش من غيرك 
رهف ببكاء : إوعى تسيبنى يا يامن 
يامن : إيه يا رهف الكلام ده .. عمرى ما هسيبك أبدا إن شاء الله 

خبأت رهف وجهها فى صدره وأغمضت عينيها بينما كان عقل يامن مشغول بحالتها تلك , وما هى إلا عده دقائق حتى رفعت رهف رأسها وإعتدلت ثم هتفت قائله 

رهف : أنا عايزه نروح لدكتور عشان الحمل 

نظر لها يامن بعتاب وقد ظن أنه فهم سبب حزنها فهتف قائلا 

يامن : بقى كل اللى عملتيه ده عشان موضوع الحمل .. يا حبيبتى أنا مش مستعجل ولا قلقان على الحمل .. إحنا لسه مكملناش سنه عشان نقلق أو حتى نروح لدكتور 

رهف : بس يا يامن .................................

قاطعها يامن وهو يضع يده على فمها قائلا 
يامن : أنا بحبك ومش هبعد عنك أبدا .. ممكن تهدى بقى 

أومأت رهف برأسها إيجابا فضمها يامن مجددا إلى صدره وظلا هكذا فتره إلى أن أبعدها يامن عنه قائلاً 

يامن : تيجى نتفرج على فيلم رومانسى 

إبتسمت رهف وأومأت برأسها إيجاباً فنهض يامن من جلسته وتوجه كى يحضر اللاب توب الخاص به وبعد عده دقائق وقع إختيارهم على أحد الأفلام ففتحه يامن وبدأوا فى مشاهدته سوياً إلى أن غفت رهف على كتف يامن فأغلق يامن الفيلم وحملها وتوجه إلى غرفتهم 

                            ***********************************

بعد مرور أسبوع 
فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 

كان ساجد جالسا على مكتبه وهو يتابع الأوراق أمامه بأعين زائغه فترك القلم من يده وأمسك برأسه فى اللحظه التى دلفت فيها نغم إلى المكتب وهى تهتف قائله 

نغم : أستاذ ساجد .. عمر من المحاسبه مستنى حضرتك برا 

رفع ساجد رأسه ونظر لها قائلا 

ساجد بتعب : قوليله يعدى عليا كمان شويه يا نغم مش قادر دلوقتى للحسابات 
نغم : حاضر 

همت نغم بالخروج حينما هتف ساجد قائلا 
ساجد : نغم خدى الورق ده 

إقتربت نغم من المكتب ولملمت الأوراق الموضوعه أمام ساجد بينما كان ساجد يتابعها بأعين زائغه وفجأه هتفت نغم قائله وهى تهم بأخذ الورقه الأخيره 

نغم : أستاذ ساجد حضرتك ممضتش على الورقه دى 

أمسك ساجد بالقلم مجددا ووقع على الورقه وما إن همت نغم بأخذها منه حتى تلامست أيديهم فشهقت نغم وهتفت قائله 

نغم بخضه : حضرتك مولع .. أنا كنت حاسه إن حضرتك تعبان من الصبح بس لما سألت حضرتك من شويه قولتلى لا 

ساجد : متخفيش أنا بس عندى شويه صداع 
نغم : لا حضرتك سخن جدا .. أنا هروح أجيب لحضرتك دوا وأى حاجه تاكلها 

توجهت نغم سريعا غير عابئه بساجد الذى أخبرها أن تتوقف ولا تجلب شئ , وما هى إلا عده دقائق وعادت وهى حامله طبق به ساندوتش وكوب من الماء وإحدى الأدويه وأعطتهم لساجد وهى تهتف قائله 

نغم : حضرتك كل الساندوتش وبعدها خد الدوا ... وأنا شايفه إن حضرتك تروح أحسن 
ساجد : لا أنا هبقى كويس إن شاء الله .. روحى أنتى يا نغم كملى شغلك 
نغم : حاضر 

خرجت نغم من الغرفه بينما أمسك ساجد الساندوتش ورجع برأسه للخلف متذكرا ما حدث بينه وبين وعد فى الصباح الباكر 

..... فلاش بااك ......

إستيقظ ساجد مبكرا وهو يشعر ببعض التعب وتوجه إلى الحمام الملحق بالغرفه كى يستعد للذهاب إلى عمله , وبعد عده دقائق خرج من الغرفه وهو مرتدى لملابسه , وما إن مر أمام المطبخ حتى هتفت وعد قائله 

وعد : ساجد أنت صحيت ؟ 
ساجد بضيق : أكيد أومال يعنى ماشى وأنا نايم 
وعد بضيق : فى إيه يا ساجد مالك بتكلمنى كدا ليه 

ساجد : مفيش تعبان شويه 
وعد : تعبان مالك ؟ 
ساجد : متشغليش بالك خالص وروحى كملى اللى بتعمليه .. مش بتعملى مسك تقريبا لبشرتك .. مهو النهارده الإتنين معاد العنايه ببشره سمو الأميره وعد 

نظرت له وعد بضيق ثم هتفت قائله 

وعد : أنت بتتريق عليا يعنى ؟ وبعدين على فكره أنا مبعملش مسكات دلوقتى .. المهم أنت نازل بدرى كدا ليه ؟ 
ساجد : عندى إجتماع مهم 
وعد : طيب أعملك حاجه تفطر ؟ 
ساجد : لا متشكر 

نظرت له وعد بضيق لطريقه حديثه معها ثم إقتربت منه أكثر ووضعت يدها على صدره قائله 
وعد : هو أنت زعلان منى يا ساجد ؟ 

أبعد ساجد يدها قائلا 
ساجد : أنا بطلت الحمد لله أزعل من حد 

وضعت وعد يدها مجددا على صدره قائله 

وعد بدلال : وهو أنا أى حد بردو ؟ 

نظر لها ساجد بسخريه ممزوجه بالضيق فهو قد سئم من حركاتها تلك ثم أبعد يدها وخرج سريعا صافعاً الباب خلفه بقوه فنظرت وعد فى أثره قائله 

وعد بإستغراب : هو فى إيه وماله بيكلمنى كدا ليه ؟ ... أنا مش مستريحه لطريقه كلامه معايا أصلا .. كل ده عشان مرديتش بالقرف اللى بيعوزه كل شويه 

....... عوده إلى الوقت الحاضر ........

عاد ساجد من ذكرياته وهو يهتف قائلا بحزن ممزوج بالضيق 
ساجد : بقيت أقرف من دلعك يا وعد عشان بقيت متأكد إن وراه طلب هتطلبيه .. تعبت من كل حاجه والله .. بقيت حاسس إنى بتوسل الحب منك .. بتعملى فيا كدا ليه بس 

.......

بعد مرور ساعتين

عادت نغم مجددا إلى مكتب ساجد بعد أن إستأنته فى الدخول , وما إن وصلت إليه حتى هتفت قائله 

نغم : حضرتك بقيت أحسن دلوقتى 

ساجد بإمتنان : الحمد لله يا نغم .. أنا حاسس إنى بقيت كويس عن الأول .. كفايه الحجات اللى عماله تجيبيها كل شويه وكإنى طفل صغير .. حقيقى أنا  متشكر أوى على تعبك معايا 

نغم بإحراج : لا متقولش كدا يا فندم .. أنا تحت أمرك ومعلش والله أنا كنت بس قلقانه على حضرتك فأسفه لو كنت ضايقتك 

ساجد بجديه : لا لا أنا مقدر إهتمامك ومتشكر جدا جدا عليه 

إبتسمت نغم بهدوء ثم إقتربت من ساجد فنظر لها ساجد بإستغراب لإقترابها منه بتلك الطريقه ولكنها لم تهتم لنظراته ووضعت يدها على جبهته لترى هل نزلت حرارته بالفعل كما أخبرها أم لا فى اللحظه التى فُتح بها باب الغرفه فجأه ودلفت وعد إلى الداخل وشهقت بصدمه وهى متسعه العينين مما رأت 


تعليقات



<>