رواية أين ألمامن الفصل الثاني2 بقلم هاجر نور الدين

رواية أين ألمامن الفصل الثاني2 بقلم هاجر نور الدين
 

بصلي بابا وقال وهو مغمض عينه:

=دي مش أمك يا سمر.

بصيتله بصد*مة أكبر وكمل:

=أنا أسف ياحبيبتي إني خبيت عليكي كل دا حقك عليا بس كنت مضطر، كان غصب عني والله.

بعدت شوية عن بابا من الصدمة وبصتله وأنا بقول بصدمة:

_إزاي، إزاي دي مش أمي أومال أنا كل دا كنت عايشة مع مين مش فاهمة؟

بدأ بابا يعيط وهو بيقول:

=حقك عليا ياحبيبتي والله كل اللي عملته دا كان عشانك إنتي بس مش أكتر.

زعقت بدون وعي وأنا بعيط وبقول:

_عشاني!!
تجيب واحدة غريبة وأتربي وأكبر علي معاملتها السيئة والقاسية ليا وأنا مفكراها أمي ودايمًا كنت بسكت وبشيل منها علي أساس إنها أمي، ليه عملت كدا ليه؟

سيبتهم ونزلت أجري وأنا بعيط من غير ما أسمع حد وروحت أكتر مكان برتاح فيه أو بطلع فيه كل الطاقة السلبية وهو البحر، روحت وقعدت علي الكرسي اللي كان محطوط وبدأت في العياط من غير ما أوقف عياط علي كل السنين اللي ضاعت من عمري وأنا فاكرة إن الست دي هي أمي وعلي كل السنين اللي شوفت فيها الأسي والمعاملة اللي مستحيل آي حد يستحملها وعلي حب عمري وقلبي اللي أتكسر بأبشع طريقة وعلي حاجات كتير جدًا كنت قاعدة لسة مستمرة في العياط وأنا باصة للبحر لقيت حد قعد جنبي ومدلي إيده بمنديل وآيس كريم وهو باصص للبحر مش باصصلي وإتكلم وقال:

_مش لازم تعرفي أنا مين كملي عياط وإمسحي دموعك لما تخلصي ولو حبيبتي تحكي أنا موجود عشان أهون عليكي لو مش عايزة تحكي يبقي مش مشكلة أديني آنست وحدتك.

إتكلمت بعصبية وطلعت كل الحزن اللي ف قلبي فيه وقولت:

=إنت مين أصلًا ومين اللي سامحلك تقعد كدا وتتكلم معايا أصلًا إتفضل قوم.

بعد زعيقي وعصبيتي دي كلها مرمش حتي ولسة باصص للبحر ومش باصصلي ولما سكتت قال:

_إرتاحتي شوية لما زعقتي?

=إنت مجنون!

بصلي وكانت عيونه بلون البحر الهادي زيه بالظبط مش عارفة هو هادي ولا بارد، أتكلمت وقولت بعصبية خفيفة:

=ممكن تقوم.

أتكلم بهدوء وقال:

_ممكن، بس ممكن تاخدي الآيس كريم اللي ساح دا وأنا هقوم.

كنت لسة هتكلم وهعترض أتكلم هو وقال:

_مش هقوم غير لما تاخديه.

خدته من إيده كا نوع من اللي هو يارب نخلص وهو قام فعلًا بعدها بصيت للآيس كريم اللي ف إيدي وأنا مبتسمة وكلتها وروحت البيت بعدها وبابا كان قاعد مستنيني وحاطط وشه بين كفوفه ومكنش في اثر للي كنت فكراها ماما ولا لـ صلاح قعدت جنبه بهدوء وأنا متقبلة إني أسمعه دلوقتي أوب ماحس بوجودي قام بسرعة وحضنني وقال:

_حقك عليا ياحبيبتي والله عملت كل دا عشانك إنتي.

بصيتله بهدوء عكس اللي جوايا وقولت:

=أنا سامعاك، عشاني إزاي?

أتكلم بحزن وعيونه بتلف في كل مكان في الشقة ماعادا أنا وإتنهد وقال:

_مامتك قت*لت عشيقها ياسمر.

بصيتله بصد*مة فـ كمل وقال:

_كُنت برا في يوم ولاقيت أمك بتكلمني وهي بتعيط ومرعوبة ولما سألتها عن السبب قالتلي إنها قتلت حد بالغلط عشان خطفها وحاول يعتدي عليها جريت للمكان اللي هي فيه وكانت شقة في المهندسين طلعت وأنا مستغرب وأول ما وصلت للشقة اللي قالتلي عليها كان الباب مفتوح وكان في ضباط كتير علي الباب دخلت بسرعة وبخضة وقفني واحد من الضباط وقال:

flash pakk…

_إنت مين وراح فين?

=أنا مراتي جوا.

بصلي بإستغراب وقال:

_مراتك جوا أزاي!

=مراتي في واحد خطفها وجابها علي هنا وهي عرفت تقاومه ودافعت عن نفسها وكلمتني.

إتكلم الظابط وقال:

_اممم طيب تعالي معايا كدا.

دخلنا جوا وكانت أمك واقفة وبتترعش ومرعوبة روحت عندها وحضنتها بقوة وأنا خايف عليها وهديتها وهي كل اللي بتعمله بتعيط بس، بعدت عنها لما سمعت صوت الظابط بيقول:

_هناخدكم معانا عشان ناخد أقوال الأستاذة ونشوف هنعمل معاها أي؟

إتكلمت بعصبية خفيفة وأنا بقوله:

=تعملوا معاها إي دا إي بقولك هي اللي كانت مخطوفة وحاولت تدافع عن نفسها، دا كان دفاع عن النفس يعني معملتش حاجة.

بصلي بهدوء وقال:

_هنشوف لو كان دا صح ولا لأ.

وقفت جنبها لحد ما يخلصوا لم الحاجات ببُص علي يمين لاقيت جثة واحد مرمي علي الأرض وغرقان في دمه أنا من المنظر مقدرتش أكمل بص عليه ولفيت وشي الناحية التانيه وأنا ببُص لأمك وأنا كل اللي فـ بالي أني خايف عليها وخايف يحصلها حاجة من الخوف مكنش فـ بالي غير إننا نمشي من المكان وأخدها معايا لـ بيتنا وأخدها في حضني أهديها وأنسيها كل الصعب اللي شافته دا
pakk…

أتنهد وقال:

_الظباط خلصوا وبعدين مشينا معاهم للقسم وقالوا أنهم هيسجنوها 5 أيام علي زمة التحقيق أتعصبت وثورت وعملت كل اللي تتخيليه عشان أطلعها من اللي هي فيه لإني مكنتش قابل إنها تبات لو ساعه واحدة جوا الحجز، منفعش كل اللي عملته وأتضريت أني أستني لحد ما يخلصوا تحقيقاتهم 5 أيام عدوا عليا وإتصنفوا كـ أسوأ 5 أيام في حياتي ومكنتش باكل ولا بشرب مستني الوقت اللي هتخرجلي فيه بس عشان نرجع بيتنا و وكلتلها أشهر محامي برغم قلة فلوسي في الوقت دا ومكنتش بروح الشغل برغم تزمر المدير مني والخصومات بس مكنش هاممني غيرها هي، خلصوا ال 5 أيام واللي أتضح بعدها أنوا قت*ل عمد أزاي مش عارف وكنت بزعق وبثور عليهم كلهم بسبب دا ولكن مفيش فايدة وأتحولت للنيابة، سمعت أقوال الشهود واللي كان منهم بواب العمارة اللي فيها الشقة اللي روحتها وجيران الراجل اللي أتقت*ل واللي كلهم قالوا إن في بين الراجل اللي مات وبين أمك علاقة عشق وإن هي بتروحله كتير طبعًا مصدقتش الكلام دا ومسكتش والمحامي طلب تأجيل للحكم عشان يثبت براءة أمك واللي لما طلعنا من أوضة المحاكمة قالي إن كل الشهود والأدلة ضدها وإن نسبة أنقاذها من اللي هي فيه شبه منعدمة، عرفت بعدها بيومين إن في فدية بتتدفع وبياخد حكم مخفف يعني شهرين مثلا وخلاص ولما المحامي قالي أجمع فلوس الفدية من دلوقتي لإن مفيش حل قدامه فضلت أجمع في فلوس من هنا ومن هنا وأستلف من كل اللي أعرفهم ومعرفهومش وبرضوا مكنتش جمعت نُص المبلغ أصلًا، لحد ما قابلت چيهان واللي كانت عايزة تبقي متجوزة وخلاص قدام الناس وكانت بتحبني أنا ف جت وعرضت عليا الجواز مقابل المبلغ كله رفضت طبعًا ورجعت البيت وأنا مش بعمل حاجة غير الدمعة اللي علي خدي وجه يوم النطق بالحكم ومكنش في آي حاجة بإيد المحامي أو بإيدي أعملها ومكنتش أديت كلمة التأكيد للمحامي فـ سكت ولما عرفنا إن القاضي هينطق يإما بإعدا*مها أو مؤبد قولت للمحامي يقوله أننا عايزين حكم مخفف وروحت علي طول علي چيهان و وافقت علي عرضها للأسف وإدتني كل الفلوس بعد ما تم كتب كتابنا واللي شرطت إنه يبقي في العلن حتي قدام أمك سكتت ومكنش قدامي حل تاني وإلا هخسر أمك واللي يارتني ماكنت عملت كل دا عشانها لإني إكتشفت بعدين إن كل اللي قالوه الشهود صح وشوفت بعيني بالصدفة صور ومكالمات ورسايل وهي لما عرفت إن أنا عرفت هربت ومعرفش راحت فين بس بعدها ب شهرين عرفت إنها عملت حادثة بشعة وتوفت فيها ومكنتش اقدر اقولك كل دا او اخليكي تعرفي ان والدتك تبقي بالشكل دا ف قررت إني هكمل مع جيهان بس علي اساس إنها والدتك واللي فكرتها هتعاملك كويس ومكنتش اقدر اطلقها لما عرفت بمعاملتها معاكي لإنها ممضياني وصولات امانة بالمبلغ اللي خدته منها.

خلص بابا كلام وأنا قاعدة بعيط كل ما يحكي ومش متخيلة إن والدتي تبقي بالشكل دا أو إن بابا عاش كل دا ومع ذلك عمره ماحسسني بيه مكنتش عارفة أنا حاسة بـ إي أو أزعل لإن أمي كدا أو أفرح بسبب أني عندي أب زي دا، حضنته وكملت عياط في حضنه واللي هو كمان شاركني فيه.

*عند كريم*

إتكلم كريم بعصبية وهو بيقول:

_إنتي بتستهبلي ياناني!

بصيتله ناني بملل وهي بتقلب في عينيها:

=هو إي بتستهبلي دي، إنت عايز إي دلوقتي يعني؟

إتكلم بعصبية ونفاذ صبر وقال:

_عايز إي!
بقي أروح أجيبك من شقة واحد وألاقيكي بايته معاه من أمبارح ومفهماني إنك في حفلة تبع صحابك وبلبس البيت معاه دا عادي!

=بقولك إي ياكريم إحنا أصلًا حياتنا هتمشي كدا ودا كان أتفاقنا ولا نسيت، ثم إن هي فعلًا كانت حفلة بس كلهم مشيوا وأنا تعبت ونمت هناك معاه في البيت مش فاهمة فيها اي دي!

_لأ معلش أنا مديكي حريتك أه ودي الحياة اللي أتفاقنا عليها وإننا مش هنخنق بعض وهنعيش كأننا لسة حرين أه بس مش تباتي في شقة واحد غريب وبلبس البيت وقاقلة تليفونك من إمبارح معرفش إنتي فين لأ أنا مش بقرو*ن.

بصيتله ناني بقر*ف وقالت:

=إي بقرو*ن والألفاظ القذرة دي أنت تقريبا قعدتك مع البت دي كرفت عليك.

كملت بملل وهي بتقوم:

_أنا داخلة أنام تصبح علي خير.

وسابته ودخلت تنام وهو قاعد متدايق وبيفكر في أيام ما كانت سمر معاه وكان بالنسبالها أقصي حاجة غلط مستحيل تعملها هي إنها تلمس إيد واحد غريب، إستغرب من نفسه إنه بيفكر فيها ولام نفسه علي دا وقام ينام هو كمان

*تانى يوم*
قومت وأنا مقررة إني هبدأ حياة جديدة أشتغل وألاقي نفسي وأسعد بابا اللي كان مخلي حياته كلها عشاني وعشان يفرحني، قومت حضرت فطار وشغلت أغنيه لأم كلثوم علي الراديو وبابا قام وأنا بحط الأكل علي السفرة وبغني معاها بصلي بإبتسامة حنونة زيه وقال:

_ياسيدي علي الروقان، يارب دايمًا مبسوطة كدا.

بصيتله بإبتسامة وقولت:

=طول ما إنت كويس ومبسوط أنا مبسوطة، تعالي بقي عشان حضرتلنا حتة فطار مش هتاكل زيه كنت لسة داخلة أصحيك.

_أنا شامم الريحة من علي السرير أصلًا.

قعدنا كلنا وبعد ما خلصنا قومت عملت شاي بالنعناع ليا انا وهو وإتكلمت بتذكر وأنا بسأل:

_عملت إي صح يابابا مع كريم لما روحتله.

بصلي بابا بشوية حزن وقال:

=معملتش حاجة، الظاهر أنه كان بيخدعنا كلنا مش بيخدعك إنتي بس.

بصتله بأستغراب وقولت:

_أزاي?!

=لما روحتله غلط فيا وطردني ومسمعنيش أصلًا، بس أنا مش هسيبه والله ماهسيبه.

بصيت لـ بابا بحزن وقولت:

_خلاص يابابا دا كويس إن خلصت منه، أنا قررت إني هبدأ من جديد وهنزل شغل فـ شركة بالشهادة اللي معايا.

=أنا لازم أخدلك حقك منه، ودا ميمنعش أنك تنزلي وتشوفي نفسك ياحبيبتي إنتي خريجة هندسة ديكور يعني هتبقي أجمل مهندسة في الدنيا.

بصتله بإبتسامة وقولت:

_إن شاء الله يابابا، يلا بقي أنا هقوم ألبس عشان أنزل أدور علي شغل وأتمشي شوية وأشم شوية هوا.

بصلي بإبتسامة وقال:

=إعملي كل اللي تشوفيه هيبسطك أنا واثق فيكي.

بصيتله بإبتسامة وبوست راسه وقومت لبست ونزلت دورت في كذا شركة وقدمت فبهم ومستنيه مكالمة منهم، روحت بعدها أقعد شوية علي البحر وفـ وسط تفكيري وأنا مغمضة عيني وشامة ريحة البحر وسامعه صوت الموج، حسيت بحج قعد جنبي فتحت عيني وبصيت وقولت بإستغراب وإبتسامة:

إنت تاني?

تعليقات



<>