كانت حبيبه تقف فى أحد محلات بيع الملابس النسائيه تختار بين إحدى القطع حينما رن هاتفها ففتحته وأجابت المتصل قائله
حبيبه : أيوه يا مازن
مازن : أنتى لسه فى الشارع ولا إيه ؟
حبيبه : أه بشترى شويه حاجات
مازن : شويه حاجات .. طيب إوعى تخلصى المرتب الله يكرمك دحنا فى أول الشهر
ضحكت حبيبه وهتفت قائله
حبيبه : متخفش مش هخلصه
مازن : أنا بهزر معاكى .. هاتى كل اللى أنتى عايزاه
حبيبه : بس إفتكر إنك أنت اللى قولت
مازن : ماشى وأنا متحمل نتيجه كلامى
ضحكت حبيبه ثم أغلقت الهاتف وأخذت تتابع ما تفعله إلى أن إستقرت على إحدى القطع فأعطتها للبائعه وتوجهت كى تدفع ثمنها وخرجت من المحل وهى غير مُصدقه لما فعلته للتو فها هى تنزل بكامل إرادتها كى تشترى تلك القطع التى كانت ترفض فى السابق إرتداؤها مهما أصر مازن عليها , إبتسمت حبيبه بخجل وقد توردت وجنتيها لتخيلها منظر مازن ما إن يراها بتلك القطعه
*********************************
بعد مرور عده أيام
كان ساجد جالساً فى مكتبه يُفكر فى نغم ويقارن بين مواقفها ومواقف وعد , مرأت أمامه حياته مع وعد وكيف إنتهي بهم الأمر , كان يحاول أن يعرف أين أخطأ فى معاملته معها لتصبح بهذا الشكل , إنتهي به التفكير بأنه لم يخطئ بحقها ولكنه اخطئ بحق نفسه فقط , يجب من الأن أن يفكر بنفسه وبسعادته لا بأي شخص أخر , وبعد تفكير عميق أدرك أن سعادته لن تكون إلا بجوار نغم تلك الفتاه الرقيقه التى تعلق بها قلبه دون أن يشعر , فتوصل لقرار أن يعرض على نغم الزواج فطلبها كى تحضر لمكتبه وما هى إلا ثوانى وكانت نغم تطرق باب مكتبه فأذن لها بالدخول وسمح لها بالجلوس
ساجد بهدوء : نغم أنا كنت عايزك فى موضوع ضروري
نغم بفضول : خير يا أستاذ ساجد ؟!
ساجد بتوتر : أحم .. أنا عايز أعتذرلك على كل اللى حصل .....................
قاطعته نغم قائله
نغم : لو سمحت يا أستاذ ساجد مش حابه أتكلم فى الموضوع ده .. ويعدين حضرتك أنا متفهمه اللى حصل ومش زعلانه خلاص
إبتسم ساجد وهتف قائلا
ساجد : نغم أنتى كنتى أقرب واحده ليا الفتره اللى فاتت ..خلتينى من غير ما أحس أشوف حاجات كانت قدام عينى بس مكنتش قادر أشوفها
نغم بإستغراب : حاجات إيه ... أنا مش فاهمه حاجه ؟!
ساجد : مش مهم حاجات إيه .. المهم إنى عرفت أنا عايز إيه
توقف ساجد عن الحديث قليلا كى يحاول إستجماع قواه ليعرض عليها أمر الزواج ولكنه وجد الأمر شديد الصعوبه فهتف قائلا بدون مقدمات
ساجد بتسرع : نغم تتجوزينى ؟
نغم بصدمه : إيه .. حضرتك قولت إيه .. تتجوز مين ؟!
ساجد بحب : نغم أنا بحبك وعايز أتجوزك
نظرت له نغم بصدمه شديده فهى لم تتوقع مطلقا أن يطلب منها ساجد الزواج ثم هبت واقفه فجأه ونظرت لساجد نظره تنم عن رفضها لطلبه
نغم برفض : أنا أسفه طلب حضرتك مرفوض يا أستاذ ساجد .. أنا مش بخرب البيوت ولا أنا إنسانه مش كويسه زى ما المدام بتاعتك قالت عشان أقبل عرض حضرتك ده .. بعد إذنك
لم تعطى نغم فرصه لساجد للرد بل تركته وغادرت المكتب وإتجهت إلى مكتبها وهى لا تصدق ماحدث منذ قليل , أما ساجد فكان فى صدمه من رفض نغم له
ساجد لنفسه : طيب إزاى ترفض .. أنا حسيت إنها بتبادلنى نفس الشعور .. إزاى بس
قطع تفكير ساجد إستأذان نغم بالدخول مكتبه مره أخري فظن أنها قد عدلت عن قرارها بالرفض وسوف تقبل عرضه ففرح وأذن لها بالدخول
ساجد بفرحه : نغم كنت عارف إنك ........................
قاطعته نغم وهتفت قائله بحده لم تعلم سببها
نغم بحده : أستاذ ساجد أنا جايه أبلغ حضرتك أن الأستاذ يامن جه فى مكتبه .. حضرتك كنت قولتلى لما يجى أبلغك .. بعد إذنك
تركته مره أخري وخرجت بينما كان هو ينظر فى أثرها بضيق شديد ثم ضرب المكتب أمامه بيده
........
فى المساء
كان يامن يجلس بغرفته فى منزل والدته يفكر فى رهف وماحدث بينهم , وبينما هو يتذكر بعض الأحداث التى دارت بينهم قطع تفكيره دخول والدته إلى الغرفه , جلست منال بجانبه ووضعت كوب العصير الذي بيديها
منال : حبيبى عملتلك عصير المانجه اللى بتحبه
نظر لها يامن بحزن ثم أشاح ببصره للجهه الأخرى فوضعت منال يديها أسفل ذقنه وأدارت وجهه إليها
منال بحب : حبيبى أنت عامل فى نفسك وفى مراتك كده ليه ؟
يامن بحزن : خبت عليا يا ماما .. رهف اللى كنت فاكر إنى أعرف عنها كل حاجه خبت عليا ومش بس كده لا ده جوزنا مجرد تجربه بالنسبه ليها
منال بحب : رهف بتحبك يا بنى صدقنى ومكنتش تقصد تخبي عليك بالعكس دى جت حكيتلى كل حاجه وكانت هتحكيلك كل حاجه .. وبعدين مراتك مش بتعمل حاجه غلط دى بتحاول تساعد الناس وتصلح البيوت .. ومفيش بنت فى الدنيا يا بنى بتدخل تجربه الجواز إلا إذا كانت واثقه من الإنسان اللى معاها .. يعنى جوازها منك كان ثقه فيك وفى إن حياتكم مع بعض هتكون كويسه بإذن الله .. قوم يا بنى وروح لمراتك وصدقنى مراتك إنسانه كويسه أوى أنا ست كبيره وبفهم فى الناس كويس
نظر لها يامن ولم يجيبها ولكن حديثها أخذ يدور برأسه فكم إشتاق لرهف حبيبته وزوجته ولكنه لم يأخذ قراره بعد
منال : تعرف إن مراتك هتتجنن عليك عايزه تعرف أنت فين وتطمن عليك .. هقوم أطمنها بقي حرام قلقها ده
يامن بجديه : ماما لو سمحتى مش عايز رهف تعرف إنى هنا ولا إنكوا تعرفوا عنى حاجه أصلا
منال بإستغراب : ليه بس يا بني ؟!
يامن برجاء : أرجوكى يا ماما ريحينى
منال بحده : حاضر يا يامن بس حرام عليك اللى بتعمله فى مراتك ده وخلى بالك إنى مش راضيه عن اللى بيحصل منك معاها
خرجت منال من غرفه يامن وهى تتأفف من تصرفات ولديها يامن وساجد
منال بسخريه : واحد مراته بتحبه وهو بيحبها وعامل فيها رشدي أباظه ومدوخ البت الغلبانه معاه .. والتانى مراته متنيله وكلنا قولناله عليها لا وبعد كل السنين دى جاى يكتشف أنها مكنتش تنفعه .. جتها نيله اللى عايزه خلف
........
فى نفس التوقيت
كانت وعد تجلس فوق الفراش فى غرفتها وهى تنظر أمامها بحزن وقد ظهرت العديد من الهالات السوداء أسفل عينيها , فها هو ساجد لم يتصل بها منذ أن تركها فى البيت بعد أن طلقها , لقد كانت واثقه بأنه سيأتى لها راكعا فهى تعلم أنه يعشقها إلى درجه تحسدها عليها رفيقتها ولكنه خيب كل ظنونها ولم يأتِ ولم يحاول إسترقاق أى معلومات عنها أو الإتصال بها كى يطمئن عليها ثم يخبرها ولو بالخطأ بأنه كان يتصل برقم أخر وأخطأ بإتصاله بها , على الرغم من أنها لم تشعر تجاهه بتلك المشاعر التى يُكنها هو لها ولكنها تشتاق إليه الأن ولا تعلم السبب فهى لم تشعر من قبل بشوقها له فها هى الأن تغفو كل ليله وهى ضامه إحدى ملابسه إلى صدرها , مالت وعد بجسدها على الفراش وأغمضت عينيها بقهر قائله
وعد : وحشتنى يا ساجد ومش عارفه إزاى مكنتش واخده بالى إنى بكنلك ولو مشاعر بسيطه جوايا
**********************************
فى مساء اليوم التالى
كانت منال جالسه تقرأ وردها اليومى من القرءان الكريم حينما دلف يامن من باب المنزل وألقى السلام عليها متوجهاً إلى غرفته فأغلقت المصحف وهتفت قائله
منال : أنت رايح فين ؟
يامن بإستغراب : رايح أنام يا ماما .. حضرتك عايزه حاجه ؟
منال : مفيش نوم هنا .. إتفضل إرجع بيتك
يامن بصدمه : أنتى بتطردينى يا ماما
منال بجديه : أه يا يامن وإتفضل إرجع البيت لمراتك اللى مموته نفسها من العياط وبتتصل كل يوم تسأل عليك وبسببك بكدب وأقولها إنى معرفش عنك حاجه
يامن بضيق : يوووه يا ماما .. مش وقته بقى .. أنا عايز أنام عشان تعبان
إستدار يامن وهم بالدخول إلى غرفته ولكن أوقفته منال قائله
منال : إستنى هنا قولتلك مفيش نوم وتروح لمراتك .. مش كفايه البيه أخوك إللى قاعدلى فى الأوضه التانيه وما صدق وسايب مراته وإبنه
فى تلك اللحظه خرج ساجد وهو يهتف قائلا
ساجد : إيه يا ماما ؟
منال : أنت مبتسألش على إبنك ليه ؟ .. هى دى المسئوليه اللى أنت بتتكلم عنها علطول يا أستاذ
لم يجيبها ساجد فهتفت قائله
منال : إتفضل يا يامن على بيتك ومتسيبش مراتك كدا متعرفش عنك حاجه وأنت يا أستاذ ساجد أتمنى تتحمل مسئوليه إبنك شويه وتسأل عنه
خرج يامن من المنزل بضيق وإستقل سيارته وظل يجوب الشوارع فى ملل وهو يُفكر إلى أين سيذهب الأن فوالدته ها قد ملت منه ومن مكوثه لديها , إهتدى به الحال فى النهايه إلى التوجه إلى أحد الفنادق للمكوث بها عده أيام ريثما تصبح لديه القدره للعوده إلى المنزل , وما إن وصل إلى الفندق حتى توقف بسيارته ولكنه ظل ماكثا بها غير راغب فى الدخول إلى الفندق ثم أرجع رأسه للخلف وأخذ يُفكر فى حديث والدته عن ضروره ذهابه للمنزل , كما أنه فكر فى رهف التى إشتاق لها على الرغم من غضبه منها فأدار سيارته مجدداً وإنطلق بها إلى منزله هو ورهف
........
بعد مرور فتره قصيره
كان يامن قد وصل إلى المنزل فوضع هاتفه ومفاتيحه على الطاوله ثم توجه إلى غرفته بخطوات هادئه , وما إن فتح باب الغرفه حتى وجد رهف غافيه على الفراش وهى تضم منامته إلى صدرها فأشاح بوجهه بعيدا وتوجه كى يغتسل , وما إن إنتهى حتى إرتدى ملابسه وتوجه إلى الفراش وجاور رهف والتى شعرت به فنهضت مفزوعه فى البدايه ونظرت له قليلا بغير إستيعاب وفجأه إتسعت إبتسامتها وهتفت قائله
رهف : يامن .. يامن أنت جيت ؟
لم يجيبها يامن ولم ينظر لها وأغمض عينيه فنظرت له بحزن ولكنها حمدت الله على عودته ثم غفت جواره مره أخرى
**********************************
فى صباح اليوم التالى
كانت سلمى نائمه بهدوء على فراشها فى منزل والدتها , وكان حسن نائم بجانبها يتأملها وهى نائمه وبعد لحظات أخذت سلمى تتقلب فى نومها دليل على إستيقاظها
حسن بحب : صباح الخير يا حياة قلبي
سلمى بنوم : صباح النور يا حسن
وبعد أن نطقت سلمي بإسم حسن فتحت عينيها سريعا على إتساعهما ونظرت لحسن النائم بجوارها بصدمه لثوانى
سلمى بصراخ : ععععععععع أنت بتعمل إيه هنا ودخلت هنا إزاى
.
