رواية ما بين الحب والرغبة الفصل السابع عشر16بقلم هدير الصعيدي



رواية ما بين الحب والرغبة
 الفصل السابع عشر16
بقلم هدير الصعيدي





في صباح اليوم التالى
 
إستيقظت وعد من نومها فلم تجد ساجد بجوارها فنظرت إلى الساعه فوجدتها مازالت السابعه صباحا مما زاد من دهشتها
 
وعد لنفسها : هو إيه اللى نزله بدري كده .. أما أتصل بيه كده أشوفه عشان ميرجعش يقول مش مهتمه بيه 

أمسكت وعد هاتفها وطلبت الرقم الخاص بساجد 

........

فى نفس التوقيت 
فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 

كان ساجد منتظر قدوم نغم للشركه بعد أن هاتفها وحثها على القدوم مبكرا لإنهاء أوراق الصفقه قبل عشاء العمل المتفق عليه وأثناء مراجعته للأوراق رن هاتفه فنظر لشاشته فوجدها وعد فنظر للهاتف ووضعه بجانبه دون أن يجيب 
 
ساجد بسخريه : لسه فاكره تتصلي دلوقتى يا وعد دنا نازل من البيت من بعد الفجر بشويه 

قاطع تفكيره طرق نغم على باب المكتب وإستأذانها بالدخول 
نغم بأدب : ممكن أدخل يا فندم 
ساجد : إتفضلي يا نغم 

جلست نغم أمام ساجد وأخذت تراجع الأوراق وتسجل ملاحظات ساجد الخاصه بالأوراق 

...... 

فى منزل ساجد ووعد 

كانت وعد قد إستشاطت غضبا من ساجد لعدم رده عليها فأخذت تجوب الغرفه ذهابا وإيابا بخطوات غاضبه 

وعد بغيظ : وكمان مش بترد عليا يا ساجد .. ماشي أنا اللى غلطانه ما تخرج بدري ولا حتى تنام فى الشارع أنا مالى .. أنا هتصل أخر مره ولو مردتش أنت حر بقى 

أمسكت وعد الهاتف وأخذت تطلب ساجد ولكنها لم تكتفى بمره واحده بدل تعدى إتصالها للعشر مكالمات 

.........

فى نفس التوقيت 
فى الشركه الخاصه بساجد ويامن 

كانت نغم تتابع الأوراق مع ساجد وهاتف ساجد مازال يرن مما أزعج ساجد فأمسك بالهاتف وأغلقه نهائيا مما أثار دهشه نغم فهو نادرا ما يغلق هاتفه الخاص فدفعها فضولها لسؤاله 

نغم بهدوء : أستاذ ساجد لو حضرتك عايز ترد أنا ممكن أخرج لحد ما ترد براحتك 
ساجد بضيق : لا مفيش حاجه مهمه .. دى وعد هكلمها بعدين
نغم بتلقائيه : مدام وعد يبقي لازم حضرتك ترد لتزعل .. حضرتك بتحبها جدا ومينفعش تزعلها 
ساجد بعصبيه : ما تزعل ولا تتفلق مهى علطول مزعلانى

إنتفضت نغم من عصبيته ونظرت له بخوف بينما هتف ساجد قائلا بغضب 
ساجد : وبعدين أنتى إزاى تدخلى أصلا فى حاجه متخصكيش وإزاى تسمحى لنفسك إنك تتعاملى معايا بتلقائيه كده 
نغم بحزن : أنا أسفه يا فندم مكنش قصدى .. بعد إذن حضرتك 

همت نغم بالمغادره لأنها كانت على وشك البكاء ولكن أوقفها ساجد

ساجد بندم : نغم ممكن تستنى من فضلك .. أنا أسف 

نكست نغم رأسها بحزن  ثم جلست مره أخري وظلت تنظر للأرض
 
ساجد بندم : أنا أسف يا نغم بجد .. حقك عليا أنا بس عصبي الفتره دى 

أخذت نغم تقاوم البكاء لكنها لم تستطع فإنهمرت دموعها دون أن تشعر مما أثار ضيق ساجد فهو لم يقصد إيذائها بتلك الطريقه 

ساجد بندم : يا نغم أنا عمال أعتذرلك أهو .. متعيطيش بقي من فضلك .. وبعدين أنتى عارفه إنى برتاح لما بتكلم معاكى وأحكيلك بعيدا عن إنك مديره مكتبى مش سكرتيره بس ... خلاص بقي 

جففت نغم دموعها وأكملت عملها مع ساجد , بينما ظل ساجد يتحدث معها فى مختلف الموضوعات بعد أن أنهوا بعض الأوراق , أما وعد فكانت غاضبه لأقصى درجه وتتوعد لساجد وقررت فى النهايه ألا تبالى به فهى قد هاتفته مرارا وهو لم يجيبها 

......

فى المساء 

كان ساجد يقف أمام المرآه يستعد للذهاب للعشاء الخاص بالعمل , أخذ يمشط شعره وهو يطلق صفيرا دون أن يلتفت لوعد التى تكاد تنفجر من غيظها وهى تراه بذلك البرود والأناقه فلقد كان يرتدى بدلته السوداء التى إشتراها بصحبتها وكان يبدو بها وسيما للغايه ,  وفجأة قاطعته هاتفه  

وعد : ساجد أنا عايزه أجى معاك العشا ده 
ساجد بإستغراب : من إمتى يعنى ! .. ما أنا كنت بتحايل عليكى قبل كده تيجى معايا وأنتى اللى مكنتيش بتوافقي 
وعد بهدوء : وفيها إيه عايزه أروح أجرب جو رجال الأعمال ده مره وبعدين أنا زهقانه من القاعده فى البيت 
ساجد بسخريه : القاعده فى البيت ! .. هو أنتى بتقعدى فى البيت أصلا .. المهم يعنى العشا ده محدش منهم جاى بمراته .. هتيجى أنتى إزاى ؟
وعد بضيق : مليش دعوه أنا عايزه أجى .. مش شايفه فيها حاجه لما تاخدنى معاك أصلا حتى لو محدش جايب مراته .. أنت غيرهم 

 
ثم إقتربت منه وظلت تحرك يدها على يديه بنعومه وعقدت يديها خلف رأسه ثم قبلته على وجنته 

وعد بنعومه : علشان خاطري يا حبيبى 
ساجد بإستسلام : خلاص إلبسي وإجهزى وأنا هستناكى بس عشر دقايق بالظبط عشان مش عايز أتأخر 

إبتسمت وعد  وتوجهت كى ترتدى ملابسها وعلى وجهها علامات الإنتصار لتحقيق ما رغبت به 

وبعد فتره كانت وعد قد إرتدت ثيابها وإستقلت السياره بجوار ساجد الذي ظل صامتا طول الطريق , وأثناء قياده ساجد إنتبهت وعد أن هذا الطريق ليس طريق المطعم الذي أخبرها عنه 

وعد بقلق : ساجد أنت رايح فين ؟ .. هنتأخر على الناس
ساجد بدون أن ينظر لها : هعدى على نغم أخدها الأول وبعدين نروح المطعم 
وعد بضيق : ودى إيه اللى هيجيبها معانا ... وإزاى أصلا تخرج معاك كده ؟!
ساجد بضيق : هى مش خارجه معايا هى خارجه فى شغل .. أنتى اللى مش عارف صممتى تيجى ليه على غير عادتك .. وإسكتى بقي لأنها واقفه هناك أهى

 
توقف ساجد أمام نغم لتستقل السياره وكانت نغم في غايه الجمال والرقه مما أثار غيره وعد منها , أما ساجد فقد بدأ ينتبه إلى جمال الجوهره التى تساعده ولاحظ أيضا أنها تخلت عن نظارتها الطبيبه الليله 

وبعد فتره من الصمت قررت وعد أن تُضايق نغم ببعض الكلمات 
وعد بسخريه : وهو أنتى متعوده تنزلى فى وقت متأخر كده مع كل مدير ليكى

 
نظر ساجد لوعد بأعين متسعه من شده الغضب وهم بالرد ولكن قاطعته نغم بردها

نغم بهدوء : أولا أنا مش خارجه مع حد .. أنا بشوف شغلى مش أكتر وحضرتك هتشوفى ده لما نروح هناك , ثانيا أنا مش بمشي خطوه واحده من غير ما يكونوا أهلى عرفين وموافقين وشكرا على إهتمام حضرتك 

إبتسم ساجد فقد أُعجب كتيراً برد نغم ,أما وعد فقد إزداد ضيقها من هذه الفتاه ولكنها لم تتفوه بأى كلمه أخرى بل ظلت صامته طوال الطريق إلى المطعم , وبعد دخولهم وجلوسهم بدأ ساجد يتحدث مع رفاقه عن الصفقه ونغم تدون الملاحظات ,  أما وعد فشعرت بالملل منذ اللحظه الاولى 

وعد لنفسها : إيه الملل والقرف ده أنا إيه اللى كان جابنى بس أوف 

وإنتهت الليله على ذلك وأوصل ساجد نغم إلى منزلها وإتجه بوعد إلى منزلهما وعندما وصلوا تجاهلها ساجد تماما وإتجه للنوم بغرفه إبنه مالك , أما وعد فنظرت فى أثره ولم تبالى بسؤاله عن سبب نومه بغرفه مالك وتوجهت إلى غرفتها وهى تتمتم ببعض الكلمات الغاضبه  

                              ************************************

فى صباح اليوم التالى 

إستيقظت رهف على مداعبه يامن لأنفها فإبتسمت ونظرت له بحب 

رهف بإبتسامه : صباح الخير يا حبيبى 
يامن بحب : صباح الحب والجمال 
رهف بحنان : ثوانى وأحضرلك الفطار علشان تلحق شغلك 
يامن بإبتسامه : لا يا حبيبتى أنا فطرت وعملتلك الشاى بلبن ومعاه ساندوتش جبنه كمان .. أنا بس بصحيكى عشان أقولك متنسيش فرح ريهام أخت حسن بالليل 
رهف : لا طبعا مش هنسي بإذن الله .. بس يارب الدلع ده ميخصلصشى بقى عشان أنا إتعودت عليه خلاص 
يامن : إدلعى براحتك ... ها عايزه حاجه قبل ما أنزل ؟
رهف بإبتسامه : عايزه سلامتك يا حبيبى 

قبل يامن جبينها ثم إتجه إلى عمله , بينما غادرت رهف الفراش وبعد أن صلت فرضها إتجهت للحاسوب كى تتابع أخر أخبار الجروب على الفيس بوك 

.......

فى المساء

كانت سلمى تجلس بجانب حبيبه وتتحدث معها , أما وعد فكعادتها كانت لا تفضل التحدث مع أحد فكانت تجلس بجوارهم ولكنها لا تلتفت لهم , وفى هذه الأثناء دلف يامن إلى قاعة الزفاف برفقته رهف التى تتأبط ذراعه ويضحكان فنظرت لهما وعد ثم أدارت وجهها عنهم بضيق , أوصل يامن رهف إلى الطاوله التى تجلس عليها سلمى وحبيبه ووعد و حياهما بإبتسامه هادئه ثم إتجه إلى ساجد 
 
سلمى بإبتسامه : أهلا أهلا بعروستنا 
رهف بإبتسامه : أهلا بيكى  

صافحت رهف سلمى بود وحب كما صافحت حبيبه وهى لم تكن تعرفها بعد وصافحت وعد التى صافحتها ببرود ولم تعطى بالا لذلك فهى تعرف وعد جيدا ثم جلس الجميع وبدأ حديث التعارف 

سلمى بمزاح : طبعا يا رهف عارفه وعد مش محتاجه أعرفكم ببعض .. ده أنتوا سلايف 

إبتسمت لها رهف , أما وعد فلم تظهر أى تعبير فأشارت سلمى على حبيبه وهتفت قائله 

سلمى : الوجه الجديد عليكى بقي يا رهف هى دى .. حبيبه

 
إبتسمت رهف ونظرت لحبيبه والتى كانت شارده فنبهتها سلمى 
سلمى : حبيبه
حبيبه بإنتباه : نعم يا سلمى 
سلمى : سرحانه فى إيه ؟ 

لم تجيبها حبيبه فهتفت سلمى قائله 
سلمى : دى رهف يا حبيبه  .. سلفه وعد وكمان الأدمن بتاعه الجروب اللى ضيفتك فيه بتاع دردشه نسائيه 

 
كانت حبيبه تبتسم بود وهى تمد يدها كى تصافح رهف وفجأه بهتت إبتسامتها وإتسعت عينيها بطريقه ملحوظه عقب جمله سلمى الأخيره مما أثار إنتباه رهف التى نظرت لها بإستغراب شديد 

حبيبه بإرتباك : أأأ..أأهلا وسهلا يا مدام رهف 

لاحظت رهف إرتباكها الواضح وهى تتحدث ولكنها لم تعى لم إرتبكت هكذا فقررت ألا تشغل بالها 

رهف بود : لا مدام إيه بس قولى رهف بس .. إحنا مش هنبقي أصحاب ولا إيه وبما إنى عرفه سلمى أكيد هنكون عارفين بعض بردو ولا إيه ونتقابل كل فتره كمان 
حبيبه بقلق : هااه .. أحم .. أه طبعا طبعا

نظرت رهف لحبيبه قليلا بإستغراب فلاحظتها سلمى والتى هتفت قائله
 
سلمى : هى حبيبه خجوله أوى وبتتكسف لحسن تفتكريها مش عايزه تقعد ولا حاجه .. حبيبه بس تقعدى معاها مرتين تلاته كدا هتحبيها جدا 

إبتسمت رهف بحب بينما إبتسمت حبيبه بإرتباك شديد وظل الحديث قائم بين الأربعه نساء طاره عن الجروب الخاص بالفيس بوك والتى عرفته وعد من حديثهم وطاره عن أمور أخري , ولكن كلما كان حديثهم يتوجه نحو الجروب كانت ملامح حبيبه تتغير بشده ويزداد إرتباكها , وبعد فتره إنتهي الحفل وبدأ الجميع بمغادرة القاعه 

وقفت رهف بجوار يامن عند السياره يتحدثان عن حفل الزفاف وكيف كان جميلا متذكرين زفافهم , وبعد فتره قاطعت حديثهم وعد بقدومها للوقوف معهم وكانت تتجاذب أطراف الحديث مع رهف ويامن يستمع لهم 
 
وعد بسخريه : متنسيش بقي تدخلينى الجروب بتاع الفيس بوك اللى قولتوا عليه

 
إرتبكت رهف أثر ذكر الجروب أمام يامن ولاحظت وعد ذلك فعقدت حاجبيها بإستغراب , وما زاد من إرتباكها سؤال يامن عن الجروب

يامن بإستغراب : جروب إيه يا رهف؟

نظرت وعد لرهف بعدم فهم فهى لا تعلم لم الإرتباك بتلك الطريقه ولما لا يعلم يامن أى شىء عن ذلك الجروب وفجأه إبتسمت بخبث وأدركت أن هناك سر ستكون أكثر من سعيده بمعرفته بل والتلاعب به مع رهف



                   الفصل الثامن عشر من هنا



               
تعليقات



<>