رواية أين ألمامن الفصل الاول1 بقلم هاجر نور الدين

رواية أين ألمامن الفصل الاول1 بقلم هاجر نور الدين


_كريم بالله عليك إسمعني متعملش فيا كدا.

=إنتي طالق.

كنت راكعة قدام رجليه عشان ميطلقنيش ويخليني زوجة ليه حتي لو أتجوز عليا، كملت وأنا بعيط وبقول:

_بالله عليك سيبني معاك وهشتغل خدامة ليك بس سيبني معاك أنا ماليش حد أروحله.

إتكلم بكل قسوة وقال:

=مراتي الجديدة وحبيبتي مش عايزة يكون في واحدة غيرها في البيت.

_يا كريم فوق أنا حبيبتك أنا سمر حب عمرك،أبوس إيدك متطلقنيش من أول شهر جواز.

إتكلمت البنت اللي معاه وقالت بسخرية:

=إنتي كنتي كوبري عشان يوصلي ياحبيبتي وبجد بجد كنتي مهمة أوي في حياتنا عشان نبقي مع بعض.

إبتسمت إبتسامة صفرا وكملت:

=شكرًا جدًا، بس وقتك خلص معانا.

وبعدين بصت لـ كريم وقالت:

_يلا ياحبيبي بقي عشان مش عايزة أشوف واحدة عيري حواليك تاني كفاية أوي السنة اللي عدت دي وهي جنبك زي اللازقة.

بصيتله بصدمة وأنا مش قادرة اتحرك من مكاني ولا حتي أنطق بـ كلمة دا كريم حب الجامعة!
دا كريم اللي كنت هموت وأكلمه وأقرب منه ويوم مايقرب هو ويتكلم ويعترف وأخيرًا نتجوز يطلع كل دا لعبة عشان يوصل لـ حاجة أنا مش فهماها!
بصيتله بـ قوة مش موجودة فيا أصلًا وقولت:

_أنا عايزة أفهم يعني إنت مبتحبنيش كل دا وبتضحك عليا!

طب ليه إي السبب اللي خلاك تعمل كدا؟

أتكلم ببرود وقال:

=السبب هو إن أمي مكنتش عايزاني أتجوز واحدة من برا العادات بتاعت الوسط الشرقي و ناني حبيبتي أنسانة حرة وأنا وهي مقتنعين بعادات الأجانب لإنها حرة ومتفتحة أكتر.

بصيتله بصد*مة إحتلتني وقولت بكسرة قلب ونفس وقوة في نفس الوقت وأنا بقوم:

_تصدق الأحسن أنك طلقتني دا إنت طلعت مفاكش ولا واحد فالمية نخوة أو رجولة.

كملت وأنا بشاور بصباعي ناحية البنت اللي واقفة جنبه ولابسه شورت فوق الرُكبة وتيشرت بيظهر أكتر مابيخفي وقولت بسخرية :

_دي اللي تعجبك، حقيقي مغلطتش لما قولت من شوية أنك مش راجل والحمدلله إن ربنا ظهرلي حقيقتك وإنك مقربتش مني طول الشهر و إلا كنت هبقي قرفانة من نفسي طول عمري.

محستش بعدها غير بالقلم اللي نزل علي وشي ومسكة إيده في شعري وهو بيجرني وراه لباب الشقة وبيقول:

=دا أنا اللي كنت قرفان أقربلك فوقي لنفسك وإعرفي أنتي بتتكلمي مع مين وأنا محبتش في حياتي غير ناني ومستحيل كنت أقربلك أصلًا، يلا في داهية.

ورماني برا الشقة وقفل الباب ورايا وأنا بخبط وأنا بعيط بكل حرقة عشان يفتحلي ويديني أي حاجة ينفع أنزل بيها وطرحة بس مكنش بيرد عليا فضلت قاعدة مكاني قدام الباب بعيط لحد ما واحدة ست كبيرة من الجيران اللي ساكنة فوقيا قربت مني وقالت:

_مالك ياحبيبتي قاعدة كدا ليه؟

بصيتلها وقوبت وأنا بمسح دموعي:

=لأ مفيش، أنا بس عايزة آي حاجة ينفع ألبسها وطرحة بدل بيچامة البيت وهبقي ممتنة جدًا لـحضرتك.

_اكيد ياحبيبتي تعالي، منه لله اللي كان السبب في قاعدتك كدا.

طلعت معاها وأنا بأمن عليه في سري وقلبي محروق من اللي أنا وصلتله وعلي قلبي اللي سلمته لواحد ميستاهلش بالمرة وكسره مليون مرة بأبشع طريقة ممكنة، خدت منها عباية وطرحة ولبستهم وروحت لبيت أهلي واللي مش عارفة هيعملوا إي بعد مايعرفوا أني أتطلقت الباب إتفتح وكانت أمي اللي فتحت إترميت في حضنها من غير ولا كلمة وأنا بعيط بحرقة وبقول:

_طلقني ياماما وكان بيلعب عليا كل دا عشان يتجوز واحدة تاني.

بعدتني عنها وضربتني كف علي وشي وهي بتقول بقسوة إعتدتها منها:

=تطلقي في أول شهر إنتي عايزة تجيبلنا فضيحة، تلاقيه عرف عنك حاجة وعشان كدا طلقك هتخلي راسنا في الطين منك لله.

بصيتلها بصد*مة وقولت:

_إنتي بتقولي إي ياماما!

بصتلي بإستحقار وقالت:

=متنطقيش كلمة ماما دي تاني أنا لو أطول كنت أتبريت منك.

خرج بابا من وراها وقال بأستغراب:

_في أي، إي الزعيق دا و واقفة علي الباب وبتعيطي كدا ليه يابنتي.

جريت في حضن بابا وأنا بعيط في حضنه كالعادة من قسوة الدنيا عليا عيطت بحرقة وهو مكنش بيتكلم كان بيطبطب عليا بس لحد ما أخلص وأفضي الطاقة السلبية اللي فيا وقد إي كلنا بنحتاج الأب دا في حياتنا، خلصت عياط وبعديت عنه مسكني من أيدي بحنية وقفل الباب ودخلنا قعدنا في أوضتي قعد قدامي وسألني بإبتسامة حنينة وقال:

_مالك ياحبيبتي؟

بصيتله بكسرة قلب ونفس وقولت:

=طلقني يابابا، طلقني وأتجوز واحدة تانيه.

قام بابا وقف من الصد*مة وقال بغضب وعدم إستعياب:

_أنتي بتقولي اي؟

=دا اللي حصل يابابا.

_إزاي يعني?

إبتسمت بسخرية وقولت:

=مكنش بيحبني أصلًا يابابا كان بيستغلني عشان يوصل لـ حبيبته.

_إزاي دا مش فاهم!

=ولا أنا فاهمة، أنا بس كل اللي كنت عايزاه أنه ميطلقنيش بسبب اللي هتعمله ماما فيا وكلام الناس ولإني للأسف..بحبه جدًا يابابا جدًا.

خلصت جملتي وكملت عياط وبابا فضل قاعد جنبي بـكل حنية العالم علي عكس أمي تمامًا اللي عمرها ماحبتني ودايمًا بتعمل فرق بيني وبين أخويا صلاح ومش عارفة ليه، بعد شوية بابا قام وقال بغضب:

_أنا هروح للحيوان دا وهشوف هعمل معاه إي.

=بابا عشان خاطري متعملش مشاكل، انا أصلًا مش عايزة أرجعله تاني دا أهان كرامتي وزلني.

_حتي لو إنتي اللي عايزة ترجعيله ياسمر مش هسمح بإنك ترجعيله تاني، دا حيوان لا يعتمد عليه ولا يقرب للرجولة بأي صِلة، أنا هروح عشان أخد حقك منه.

=بالله عليك يابابا بلاش مشاكل.

إبتسم بحنية وقال:

_ربنا مايجيب مشاكل ياحبيبتي أن شاء الله.

وبعدها سابني وخرج سمعت صوت ماما بتقوله:

_دلعك الماسخ ليها دا هيبوظها.

قربت من الباب وسمعت الحوار اللي دار كالتالي:

=إسمعي ياچيهان معاملتك لـ بنتي دي أنا مش هقبل بيها تاني بآي شكل من الأشكال ياتحسني أسلوبك وطريقتك معاها وإلا والله العظيم أطلقك فيها واللي يحصل يحصل بقي.

_شكلك نسيت اللي عليك يابدر وبقيت تتكلم بقلب قوي.

أتكلم بابا بصوت واطي بس سمعته لما ركزت:

=لأ منستش اللي عليا ياچيهان بس أنا خلاص طول السنين دي إكتفيت خلاص وهبيع اللي حيلتي وأسددلك اللي عليا وأخلص من خلقتك لو إتعاملتي كدا مع بنتي تاني أنتي فاهمة ولا لأ.

_بنتك هي اللي بتدلع ولا علي بنتك إشبع بيها ياحبيبي انا كنت بحاول أحافظلك عليها بس أنت اللي هتبوظها بدلعك ليها دا أنا مالي هي بنتي ولا بنتك.

=وطي صوتك لتسمعك، وأفتكري إن دا أخر تحذير ليكي ياچيهان.

خلصوا كلام وبابا نزل وأنا ورا الباب واقفة مش بتحرك من الصد*مة هما قصدهم أي بالكلام دا يعني اي بنتي وبنتك!!
أنا مش فاهمة حاجة، قررت أستني لما ييجي بابا وأستفهم منه يمكن أنا فهمت غلط، الليل جه وطلعت عشان أشرب ماية وأحضرلي حاجة أكلها كنت حاطة السماعات ف ودني وبسمع اغاني تناسب حالتي بس فجأة حسيت بإيد حاوطتني شيلتها بسرعة وبعدت وكان أخويا صلاح وشكله سكران وبيبتسم أبتسامة خبث وقال:

_إنتي إحلويتي كدا ليه ياسمر؟

بعدت عنه وأنا بصرخ فيه وبقول:

=إبعد عني ياحيوا*ن إي اللي إنت بتعمله دا أنا أختك!

ضحك بسخرية وقال:

_أختي منين بقي؟

بصيتله بإستغراب وأستحقار وقولت:

=فوق من القرف اللي إنت فيه دا، إنت اي اللي خلاك تشرب?

إتكلم بسخرية وقال:

_وإنتي مالك أنتي، سيبك بس من أني شربت أو لأ.

وبعدين قرب مني بخبث ولسة كان هيمد إيده عليا مسكت سكينة جنبي وضربتها في دراعه وطلعت أجري جات ماما علي صوت صويتي وصوت التأوه بتاع صلاح ولطمت علي وشها وهي بتقول:

_نهارك إسو*د ومنيل عليكي وعلي اللي خلفوكي ،أي اللي أنتي هببتيه دا ؟

رديت عليها بدموع وخوف:

=هو كان بيقرب مني ياماما وسكران وبيقول كلام غريب.

_أي اللي إنتي بتقوليه دا أنتي مجنونة ولا إي أنا إبني مش كدا.

بصيتلها بدموع وتعب وقولت وأنا منهارة في العياط:

=والله دا اللي حصل ياماما أنا هكدب ليه بس؟

قربت مني ومسكتني من شعري جامد وأنا بتأوه وقالت:

_مو لما يموك عايزة تخلصيلي علي الواد اللي حيلتي دا إنتي نهار أهلك مش فايت.

قولت وأنا بصرخ من الألم:

=ياماما حرام عليكي سيبيني أنا اللي مظلومة مش الذانبة بتعملي معايا كدا ليه؟

بعدت عنها بعن*ف وأنا منهارة من العياط وكملت:

=عملتلك إي أنا ليه طول عمرك بتعامليني كدا مشوفتش منك ولا يوم حنيتي عليا فيه ولا قربتي مني ولا خدتيني في حضنك حتي عمري ماحسيت إنك أمي، بتعملي فيا كدا ليه حرام عليكي هو أنا مش بنتك.

قربت مني بغضب وكأني مكنتش بقول حاجة او كنت بخاطب حد تاني مش أمي ورجعت مسكتني من شعري وقالت:

_أه أنا مش…

قطع كلامها دخول بابا واللي جري عليا وزقها علي الأرض وهو بيصرخ فيها وبيقول:

_إي اللي بتعمليه دا إنتي إتجننتي ولا إي؟

قامت بغضب وقالت:

=أنا برضوا اللي أتجننت شوف بنتك اللي عايزة تمو*تلي أبني.

بص بابا ناحية صلاح ولاقي دراعه بينزل دم وهو واقف ماسكه وبيضحك وكإنه مش حاسس بوجعه
بصيت لـ بابا وقولت وأنا بعيط:

_والله يابابا هو اللي كان عايز يتهجم عليا ويقرب مني وأنا حاولت أدافع عن نفسي بس مكنتش أقصد حاجة دا أخويا أكيد مش هعمل فيه كدا بالقصد ولا كنت عايزة أعمل فيه كدا بس هو مش في وعيه.

قرب مني بابا وحضنني وهو بيهديني وبيقول:

_مصدقك ياحبيبتي مصدقك، إهدي بس.

إتكلمت ماما بعصبية وقالت:

_إي اللي إنت بتعمله دا، دا بدل ماتضربها وتعرفها أن الله حق وإن اللي عملته في أخوها دا مش هيعدي بالساهل و..

قاطعها بابا بغضب وهو بيقول:

=بُصي بقي ياچيهان أنا سكتلك كتير أوي بس من النهاردة مش هسكتلك تاني، إدخلي لمي هدومك وخدي إبنك وأمشي من هنا يلا.

بصيتله بصد*مة وقولت:

_لأ يابابا خلي ماما متكبرش الموضوع أنا كويسة قدامك أهو خلاص حصل خير.

بصلي بابا وقال وهو مغمض عينه:

=دي مش أمك يا سمر.

بصيتله بصد*مة أكبر وكمل:

=أنا أسف ياحبيبتي إني خبيت عليكي كل دا حقك عليا بس كنت مضطر، كان غصب عني والله.

بعدت شوية عن بابا من الصدمة وبصتله وأنا بقول بصدمة:

_إزاي، إزاي دي مش أمي أومال أنا كل دا كنت عايشة مع مين مش فاهمة.

بدأ بابا يعيط وهو بيقول:

=حقك عليا ياحبيبتي والله كل اللي عملته دا كان عشانك إنتي بس مش أكتر.

زعقت بدون وعي وأنا بعيط وبقول:

_عشاني!!
تجيب واحدة غريبة وأتربي وأكبر علي معاملتها السيئة والقاسية ليا وأنا مفكراها أمي ودايمًا كنت بسكت وبشيل منها علي أساس إنها أمي، ليه عملت كدا ليه؟

سيبتهم ونزلت أجري وأنا بعيط من غير ما أسمع حد وروحت أكتر مكان برتاح فيه أو بطلع فيه كل الطاقة السلبية وهو البحر، روحت وقعدت علي الكرسي اللي كان محطوط وبدأت في العياط من غير ما أوقف عياط علي كل السنين اللي ضاعت من عمري وأنا فاكرة إن الست دي هي أمي وعلي كل السنين اللي شوفت فيها الأسي والمعاملة اللي مستحيل آي حد يستحملها وعلي حب عمري وقلبي اللي أتكسر بأبشع طريقة وعلي حاجات كتير جدًا كنت قاعدة لسة مستمرة في العياط وأنا باصة للبحر لقيت حد قعد جنبي ومدلي إيده بمنديل وآيس كريم وهو باصص للبحر مش باصصلي وإتكلم وقال:

_مش لازم تعرفي أنا مين كملي عياط وإمسحي دموعك لما تخلصي ولو حبيبتي تحكي أنا موجود عشان أهون عليكي لو مش عايزة تحكي يبقي مش مشكلة أديني آنست وحدتك.

إتكلمت بعصبية وطلعت كل الحزن اللي ف قلبي فيه وقولت:

=إنت مين أصلًا ومين اللي سامحلك تقعد كدا وتتكلم معايا أصلًا إتفضل قوم.

بعد زعيقي وعصبيتي دي كلها مرمش حتي ولسة باصص للبحر ومش باصصلي ولما سكتت قال:

_إرتاحتي شوية لما زعقتي?

=إنت مجنون!

بصلي وكانت عيونه بلون البحر الهادي زيه بالظبط مش عارفة هو هادي ولا بارد، أتكلمت وقولت بعصبية خفيفة:

=ممكن تقوم.

أتكلم بهدوء وقال:

_ممكن، بس ممكن تاخدي الآيس كريم اللي ساح دا وأنا هقوم.

كنت لسة هتكلم وهعترض أتكلم هو وقال:

_مش هقوم غير لما تاخديه.

خدته من إيده كا نوع من اللي هو يارب نخلص وهو قام فعلًا بعدها بصيت للآيس كريم اللي ف إيدي وأنا مبتسمة وكلتها وروحت البيت بعدها وبابا كان قاعد مستنيني وحاطط وشه بين كفوفه ومكنش في اثر للي كنت فكراها ماما ولا لـ صلاح قعدت جنبه بهدوء وأنا متقبلة إني أسمعه دلوقتي أوب ماحس بوجودي قام بسرعة وحضنني وقال:

_حقك عليا ياحبيبتي والله عملت كل دا عشانك إنتي.

بصيتله بهدوء عكس اللي جوايا وقولت:

أنا سامعاك، عشاني إزاي?

أتكلم بحزن وعيونه بتلف في كل مكان في الشقة ماعادا أنا وإتنهد وقال:


                     الفصل الثاني من هنا


تعليقات



<>