رواية أنت عدوي الفصل العاشر10 والحادي عشر11 بقلم زينب سمير

رواية أنت عدوي الفصل العاشر10 والحادي عشر11 بقلم زينب سمير
في الكوخ، طلعت سوزي من الحمام ومشيت ناحيته، لقيته سرحان وهو باصص لحيطة قدامه، بصت للي بيبصله قبل ما تقف بدهشـة تبص للصورة بتركيز
برواز فيه صورة لبنت وشاب صغيرين، في عمر 14 سنة وأكبر سنتين، تحديدًا هـي ومعاذ..
لابسين أسود في أسود وكل واحد ماسك قوس وسهم
نطقت بصوت خرجه من سرحانه- أي دا، الصورة دي لسة معاك؟
بصلها وهي بتاخد البرواز وتقرب منه تقعد وتقول بحنين- أنا نسيت الفترة دي من حياتي نهائيًا
نسيتها، وهو عايش عليها.. علشانها
- فاكراها؟
- طبعًا لما روحنا معسكر سـوا
بصلها وذكرياتهم راحت سـوا لزمان، لأكتر من عشر سنين
شاكر بصوت حازم- المعسكر دا ضروري تروحيه ياسوزي، دا اللي هيخليكي زي ما أنا عايزك.. كل حاجة عايزك تعرفيها وتتعلميها هتتعلميها هناك
نطق طاهر بصوت طفولي معترض- بس دا كله شباب وهي بس البنت ياعمي!
ربت على كتف سوزي بثقة بسطتها و- أنا واثق فيها، هتكون أحسن منهم كلهم كمان، عايزك تتفوقي عليهم سامعة؟
هزت راسها بتمام، قال طاهر- طيب أروح معاها
- هوديك أنت وحليم، رغم إنكم لسة صغيرين بس علشان تاخدوا فكرة، لإنكم في يوم هتروحوا أكيد
كان معسكر خاص بتعلم فنون القتال، والإجرام..
مخصص لإبناء الناس أمثالهم، المافيا.
تاني يوم وصلت عربيتهم قدام باص كبير، نزلت منها هي وطاهر وحليم، بصت حواليها شباب كتير في عمرها وأصغر.. واللي أكبر بسنة وأتنين كمان، بصلها الكل بدهشُة، كانت البنت الوحيدة.
ركبت الباص وهي جواها رهبة، قعدت حليم وطاهر جنب بعض وهي في الكرسي اللي قصادهم
قعد شاب جنبها وأصحابه عدوه بعد ما صوت ضحكهم عليِ وضربوا على كتفه بهزار وتشجيع
مال عليها يقول بتعارف- اسمي عمار وأنتي؟
- سوزي
- اسمك حلو زيك
بصتله بطرف عينها ومردتش، 
- عارفة إنك البنت الوحيدة هنا؟
بصتله دون رد، فكمل- خليكي معايا هديكي الأنان ومهخليش حد يقربلك، قولي بس إنك تبعي.. 
- شكرًا مش محتاجة خدماتك، معايا أخواتي
بصلها بسخرية هي وطاهر وحليم اللي مسكوا تـاب يلعبوا فيـه
- هنشوف..
وصلوا للمسكر، كان مكان صحراوي مليان خيم وأماكن جاهزة للتدريب، نزل وشاور لأصحابه، قربوا فهمسلهم بخفوت- عايزكم تطفشوها..
ظبطت خيمتها هي وطاهر وحليم وطلعت تشوف مطلوب منها أية
قرب الأولاد منها برخامة و- أحلى حاجة مجيتك دي دلوقتي عرفنا أهميتها أكيد جاية تطبخيلنا، وكلينا على ذوقك كدا
- أي حاجة من الإيدين دي أنا راضي بيها
حاولت تعديهم لكن حاوطوها و- متحطيش إيدك في الأكل كتير لحسن يطلع مسكر زيادة
قالت بعصبية- أبعدوا عني..
نطق واحد بتحدي وهو بيقرب منها وحاطط إيديه في جيوبه- ولو مبعدناش، هتعملي أية؟ عارفة إننا لو عملنا فيكي أية محدش هيسمعك هنا؟ والمشرفين ولا يقدروا يتكلموا
بصتله بتحدي و- ولا تقدر تعمل حاجة
ظهر عليه الغيظ و- تحبي تجربي؟
حطيت إيدها في وسطها - وريني
مـد إيده بغيظ يمسك ياقة لبسها يشدها ناحيته و- أنا هوريكي.. تعالي
سحبها معاه ناحية خيمته والكل بيهلل، حاولت تفلت منه لكنها مقدرتش، أتقطعت ياقتها وسط شـده وشدها، وصرخت هي بفزع، لسة بتكمل معافرة
لكن لقيت اللي مسك الولد فجأة من رقبته يضغط عليه بعنف وهو بيقول- سيبها
بص الشاب بخوف لمعاذ اللي ظهر فجأة و- ملكش دعوة يامعاذ باللي بيحصل
- قولتلك سيبها
- وإن مسبتش
نطق بتحدي ومكملش الكلمة، صرخ بألم وهو بيقعد على ركبته ومعاذ بيمسك إيده يضغط عليها بقوة لدرجة إنها على حافة الكسر، سـاب الولد أخيرًا سوزي
بص معاذ للكل وهو لسة ماسك إيد الولد وبيدوس عليها و- كله يحترم نفسه هنا.. أنتوا جايين لحاجة معينة تعملوها من غير صوت، اللي هيقرب منها حسابه هيكون معايا
ساب الولد اخيرًا فطلع يجري هو وأصحابه، قربت سوزي منه تشكره وأبتسملها بلطف..
- أنتي زي أختي.. 
لكنها عمرها ما كانت أخته، كان كداب، كان قاعد في كرسي لوحده في الباص لمحها داخلة ومليانة حيرة، معاها طفلين بتقعدهم وتهتم بيهم، وبتهتم براحتهم قبل ما تقعد جنبهم وعيونها كل شوية تبصلهم بحنان وبعدها تبص حواليها بقلق
كان أول واحد يشوف سوزي على حقيقتها، قبل ما الدنيا تغيرها
حس بإحساس من العاطفة بيشـده ناحيتها، إنه عايز يحاوطها ويحميها
ومشى وراه إحساسه دا، ومن ساعتها مرجعش..

تاني يوم، قرب طاهر هو وحليم ومعاهم وردة صحراوية قدمهاله بإمتنان إنه ساعد أختهم ضحك وهو بياخدها، كان يدوب أكبر منها بسنتين..

 لمح ضرباتها الخفيفة لكيس الملاكمة فقرب منها و- أنتي بتملسي عليهم؟
بصتله بوش أحمر وعرقان، شرد فيها لثواني، لسة فيه لمحة براءة في عيونها..
- هعلمك.. 
وقف قريب منها يوقفها صح، ويوجهها، 
- أضربي بقوة أكتر، طلعي كل طاقتك ومشاعرك

- أي دا، أنتي هتدربي قناصة كمان!
نطقت بصوت جامد- لازم أتعلم كل حاحة.. وأتقنها
ضم شفايفه قبل ما يهز راسه ويقرب يقف جنبها ويمسك مسدسه ويبص قدامه، بدأ يتمرن معاها
مكنش محتاج لكل التدريبات دي، بس كل يوم كان بيصحى ويشوف هي ناوية على أية ويمشي معاها، كل دا هو عارفه، جه المعكسر كترفية
لكن عاش جواه تحدي، إنه يطلع سوزي وهي عارفة كل حاجة، وأقوى من أي حد
تكون النسخة الأنثوية منه.. ودا تم!
- دا أخر تدريب، 
قالها وهو بيبتسم وبيرفع قوس وسهم، ملامحها كل يوم بتبهت، بسمتها بتخفت، نظراتها بتجمد
دخلت وخرجت حد تاني، 
- إنهاردة أخر يوم هشوفك فيه
بصتله بخضة حاولت تخفيها وهي بتنفي و- هشوفك تاني أكيد انت قولت باباك يعرف بابايا
هز راسه و- قصدي هنا.. رحلتنا هنا خلصت.. تعالي
أدربوا سـوا لحد ما خلصوا، لمحوا المشرف بياخد صور للكل فقرب منه معاذ وهو ماسك إيديها وقاله- صورنا وإتاخدت الصورة..
لمحت خيمته بابها مفتوح حبت تسلم عليه قبل ما يمشي، قربت لمحت واحد في سنهم.. زيهم باين عليه العجز..
قاعد على كرسي متحرك ومعاذ معاه بيضحك ويلعب معاه شوية ويرتب شنطهم شوية
حمحمت فبصلها معاذ بإنتباه فقالت بحرج- جيت أسلم عليك قبل ما أمشي
أتعدل في وقفته وهو بيبتسم، قال الشاب فجأة- هـي؟
هز معاذ راسه فبصلتهم بعدم فهم، فسر- حكيتله عنك
قال الشاب بلطف- حلوة زي ما وصفك
كانت مغازلة، بصتله بضيق علشان تنهره لكنها مقدرتش، مش لأجل الشفقة، لكن نظرات الوداعة في عيونه واللطف، الراحة اللي حست بيها منعتها
فسكتت.. قبل ما تقول بتساءل- أخوك؟
نفى معاذ و- صاحبي.. الوحيد.. رحيم
هزت راسها بتفهم وسلمت عليهم لمرة أخيرة ومشت..
مشت وهي حد تاني، في بداية التغيير، وإتغيرت كليًا من بعدها لحد ما بقيت سوزي اللي هي عليها دلوقتي
فاقوا من ذكرياتهم أخيرًا بصتله في اللحظة اللي ميل براسه ناحيتها
حاولت تقطع الصمت بصوت متساءل- لسـة مصاحب رحيم؟
- ولا في يوم هسيبه
- ياترى دا علشان هو صاحبك بجد ولا لقُربه من زيدان وإنه يبقى جـده
بصلها بحدة مقدرش يتحكم فيها، علاقته برحيم غير قابلة للنقاش ولا مسموح لحد إنه يقيمها حتى لو كانت سـوزي
ضحكت و- خلاص بهزر، لسة زي ما أنت متغيرتش، بتقلب لو حد جاب سيرته
بصلها بلوم- أنا هفضل زي ما أنا، أنتي اللي أتغيرتي.. 
بيلمح لمقابلتها ليه أول مرة بعد غياب، لما أتعاملت إنها متعرفوش
كإنها مكانتش تلميذته، إنها أتعلمت فنون القتال والحياة على إيده
إنها دخلت العالم دا.. لأجله!
نطقت بعيون بتهرب منه- جيت وأنا حساك بتحاول تاخد مكان مش بتاعك
عايزة تكمل وتقول.. في قلبي.. وحياتي
تاخد مكان أيوب، مردش لما وصلت السيرة لهنا
أمتى ظهر أيوب ولية! لية يقف عقبة في طريقه
كان معاها، أحق بيها، لية محبتوش؟
بصتله برجاء، عايزة تطلب حاجة مش عايزها هو
فقبل ما تتكلم، وقف و- يلا علشان أروحك..
وصلها ومشى، وقفت هي تبص لعربيته وهي بتبتسم بحنين لذكريات فاتت، 
دخلت لقيت البيت مقلوب، طاهر وحليم باين عليهم العصبية وشاكر البرود والهدوء
قربت تسأل بإستفهام- في أية؟
بصلها طاهر وبعصبية- أبوكي سبب الهجوم اللي حصل إنهاردة لرئيس حلف سوزانكس، أبوكي عايز يضيعنا أكتر ما أحنا ضايعين، كل ما ناخد خطوة لقدام مصّر يرجعنا لورا
بصتله بعدم إستيعاب قبل ما تبص لشاكر و- بجد يابابا لية! حلف سوزانكس صعب أوي وقوي جدًا أحنا مش قده و.. رئيس الحلف صديق مقرب ليك.
بصلها بعيون فيها نظرات مش مفهومة، 
قبل ما يقول ببرود لسة متمسك بيه، بيداري فيه خوف حقيقي وقلق- قولتلك في العالم دا مفيش صاحب دايم ولا عدو.. والدليل اللي بنعيشه حاليًا، عثمان الجوادي بقى نسيب، وصاحبي في لحظة قلب عليا
- هو اللي قلب عليك؟ لية حصل أية، فهمني.. علشان نعرف نتصرف
نفى براسه بلا بسرعة، لتول مرة يمنع سوزي تدخل.. تفهم.. يمنعها تقرب- الموضوع دا خاص بيا لوحدي، هحله لوحدي.. متقلقوش دي كانت قرصة ودن، رفيق من غير الحلف ميساويش حاجة وأنا كنت بقرص ودنه هو.. مش الحلف
حاولوا معاه لكنه مصّر فسكتوا بقلة حيلة.
*****
لأول مرة يحس إنه.. ضعيف؟
لما وقف متيبس والرصاص محاوطه، كداب لو نفى خوفه، ورعبه، كداب.. هو جرى بتهور في لحظة، هو عنده إستعداد بالفعل يضحي بنفسه علشان سوزي
بس الرعب اللي عاشه ومفروض يعيش فيه كل يوم
ميقدرش يجربه تاني، ميقدرش يقَوم حرب بالطريقة دي
خرج نفس طويل للمرة اللي مش عارف عددها
بيحاول يهدى، اليوم كان صعب
زاهر جنبه بارد وهادي، سايب كل دا ومبسوط
إن أيوب بدأ يسيب علامة وبصمة!
بـ راحة نطق- بعد حركة شاكر المتهورة مع حلف سوزانكس هو وبنته وخطيب بنته هيبعدوا عن الصورة ودي فرصتنا.. أنت محظوظ ياجدع
بصله لقاه سرحان كعادته، إتنهد بملل
بيكره الحب علشان حواراته دي، وقف و- لا هسيبك تسهر الليل وأخره براحتك وأنا رايح أنام.. ورانا مصالح
خبط على كتفه ومشى
قعد زاهر بعد فترة على سريره جـه ينام جفاه النوم
طلة حلوة.. مبهرة عدت على خياله، نارية..
همس ببسمة خفيفة وهو بيغمض عيونه- شرسة
*****
- معاذ موجود؟
بصت ليها سكرتيرته قبل ما تستوعب هي مين وتقف تهز راسها بـأه، لسة هتدخله لقيته طالع كان واخد في وشه وماشي لكنه لمحها ووقف يبصلها بتعجب و- سوزي!
جياله بنفسها.. برجلها!
قربت منه وهي بتبتسم بسمة خفيفة و- كنت محتاجة أتكلم معاك في موضوع مهم
بص لساعته قبل ما يبصلها ويهز راسه بتمام، قالت- لو وراك مشوار مهم
- مش مشكلة، إتفضلي..
دخل معاها المكتب تاني، فتح تلاجة صغيرة موجودة في مكتبه و أخد ازازة وحطها قدامها، بصتلها كانت أزازة عصير رمان
أبتسمت بخفة و- لسة فاكر إني بحب عصير الرمان؟
نطق ببسمة خفيفة- عندي ذاكرة قوية
إتعدل في قعدته يبصلها بإهتمام و- في أية بقى؟
- بابا اللي هجم على رفيق
هز راسه بالإيجاب فكملت- دا ممكن يوترنا تاني ويعمل قلق، الكل هيرجع يفكر أن بابا متهور
- ودا أية دخله بينا!
بصتله بدهشة قبل ما تفسر- الزعامة! أزاي هيحطوها في أيد حد مش واثقين فيه
بصلها للحظات قبل ما يقولها اللي صدمها- سوزي.. أنا وعدتك إنك هتاخدي الزعامة ودا هيحصل
لكن مش وأنتي بنت شاكر اليوراني
بل..
وأنتي حرم معاذ الجوادي
هتاخدي الزعامة وأنتي مراتي.. وفي بيتي..
بصتله بصدمة و- دا مكنش إتفاقنا
- أية إتفاقنا؟ فكريني.. تاخدي الزعامة.. وبس.. أزاي.. دي طريقتي
- بابا..
- شاكر بيه أنتي عارفة كويسة أن صعب ياخدها، عامل عداوة ومواقف صعبة مع الكل، ملهاش طريقة غير كدا
عن طريقي..
أية ردك؟
ردها.. جوابها.. رغبتها.. معروفة
الزعامة ياسوزي لازم تاخديها، الزعامة أنتي أنسب حد ليها
خلي الزعامة دايمًا حلمك
أنا موصلتلهاش لكن أنتي توصليلها، أنتي موجودة علشان تاخدي الزعامة
خليها حلمك وهي هتوصل لحلمها مهما حصل
هزت راسها بإيجاب.. و- موافقة
رسميًا موافقة تكمل الطريق لأخره، تكمل الزيجة لأخرها، تكون مراته
إتفتح الباب وصوت كارين الصاخب- أنت لسة هنا مش مفروض تكون عند رحيم أول مرة تفوت معادك
وقفت عن الكلام وهي بتلمح سوزي أتحرجت وهي بتقرب تسلم عليها بلطف 
قالت سوزي- ياخبر أنا اخرتك عن معادك.. لية مقولتليش؟
- أنتي أهم من أي معاد
كارين بتدخل مازح- حتى أهم من رحيم؟ 
بصت لسوزي و- دا أنتي طلعتي غالية أوي عنده ياسوزي
إتحرجت سوزي وبصت للأرض بكسوف
وقف هو علشان يمشي و- تعالي أوصلك في طريقي
بصاله لثواني بتفكير قبل ما تقول- ممكن أروح معاك؟ عند رحيم..
- أكيـد..

رحيم.. باب رحمة إتفتح ليها من غير ما تحس
إحساس الراحة اللي حست بيه لما شافته أول مرة ميتنسيش
محتاجة يتكرر..

الفصل الحادي عشر 

11..

وصل معاذ وسوزي لبيت زيدان، كانت الدنيا بتمطر نزل ومعاه شمسية فتحلها الباب وهو رافع الشمسية ناحيتها، نزلت ومشيوا سـوا وهو مقرب الشمسية ناحيتها أكتر
بيقولوا الحب بيجي مع المطر، 
شوف الشخص لو ماشي مع حد وسط المطر وماسك الشمسية، إيده موجهه الشمسية لمين؟
ناحيته ولا ناحية اللي جنبه.. حبيبه.. أخوه.. قريبه
حتى وسط المطر.. هتشوف الحب
من بعيد الصورة واضحة، نقط مية خفيفة نازلة على كتف معاذ، وإيده مايلة ناحية سوزي بالشمسية، مغطيها بالكامل
وقف قدام الباب ورن الجرس ثواني والخدامة فتحت
اللي رحبت بيه فورًا وجاوبته قبل ما يسأل- رحيم بيه مستني حضرتك في أوضته
قالها وهو بيدخل، بيقلع معطفه ويعلقه وكإنه من أهل البيت ويقرب من سوزي يقف وراها ويساعدها تخلعه- عرفيه إن معايا ضيفة.. 
هزت الخدامة راسها وسبقته، متعودة إنه يتصرف لوحده كإن البيت بيته
مشوا مع بعض بخطوات بسيطة بتبص حواليها بتفحص، اول مرة تزور بيت زيدان الشخصي، عكس كل بيوت عالمها كان فيه حنية.. ودفء!
مش موجود في بيتها، طلعت السلالم لمحت براويز كتير ضامة شجرة العيلة من سنين
أستوقفتها صورة وقفت قدامها تبصلها، وقف معاذ جنبها، ساند على الدرابزين بدرعاته، واخد راحته
وساند ضهره كمان، شعره مبلل شوية من المطر، 
سألت بصوت متأثر- دول أهل رحيم صح؟
هز راسه بآة، فيها صورة لراجل وست في مقتبل العمر، وزيدان وأيوب إليازي وزوجاتهم
- أكيد عارفة إن مامته من عيلة إليازي
هزت راسها بآة قبل ما تقول بتعجب- هو كان عنده أخت؟
- تؤامه
كمل بحزن- بس ماتت مع أهله، هو بس اللي نجا.. لكنه عاش ميت من بعدهم
ضمت شفايفها بحزن، للحظة خافت تكون الإشاعة حقيقة، أبوها سبب موتهم!
شافت في اللحظة دي نظرة أول مرة تشوفها في عيون معاذ ليها، نظرة بغض كإنه دلوقتي بس شاف وصلة قرابتها بأبوها!
لكنها أتمسحت بسرعة وهو بيشاورلها تكمل
لحد ما وصلوا لجناح رحيم، دخل علطول وهو بيهلل، إتبدلت شخصيته في لحظة كالعادة، كان رحيم على كرسي متحرك قرب يحضنه بشـوق، قبل ما يبعد ويسيب مجال إن سوزي تبان 
همس رحيم بصوت مسموع- هـي؟
هز معاذ راسه، فقال- حلوة زي ما قولت
ضحكت لما إفتكرت نفس الحوار من سنين، قربت تسلم عليه ومـدت إيدها ليه و- سوزي..
علق معاذ بمرح.. ممزوج بنوع من التملك- خطيبتي
رد رحيم بنفس لهجته- عارف
قبل ما يكمل- إتاخرت فكرتك مش جاي
تدخلت سوزي بإحراج- أنا أسفة أنا اللي أخرته كنت بتكلم معاه في موضوع مهم ومعرفنيش إنه هيزورك
- متوقع، مش هيتأخر عليا إلا لو كان أنتِ السبب
قالها رحيم بمرح، وأحمرت هي بخجل، كل حاجة بتحصل حواليها بتؤدي لتفسير لا يمكن تصدقه!
وبص معاذ لبعيد بإحراج
قضوا ساعات لطيفة، لقيت نفسها أندمجت مع حكاويهم وفعلياتهم
استغربت مدى متن علاقتهم، سنين ومعاذ بيقتطع من وقته علشان يجي لرحيم، عادة متغيرتش
رحيم اللي فاقد الشغف بكل شئ حواليه، مستسلم لقدره ومش راضي يغيره، مش راضي يطلع من أربع أوض
فدخل معاه معاذ قوقعته
قضت وقت لذيذ، في طريق عودتهم سرحت في أفكارها، وكعادة أكتسبتها مؤخرًا جدًا ولسة مكتشفتهاش
إيديها بتلعب في دبلتها، لمح هو دا وأبتسم
على الأقل متقبلة الحلقة الآلماسية اللي محاوطة صباعها
*****
مر أسبوعين دون أحداث تُذكر، إلا من تهديد بسيط وصل لشاكر مفكرش يعرف بيه حد، بعند ملهوش نظير فكر إنه هيقدر يتعامل معاه لوحده
تهديد من حلف سوزانكس اللي فكر بجهل منه إنهم مش هيتدخلوا في عداوته مع رئيسهم لكنهم أعتبروه هجوم ضد الحلف كله
ودخلوا في عداوة معاه كمان
حاجة متوقعهاش!
ولإن في العالم دا، القلم لازم يكون معلم، لازم يختاروا أقوى نقطة ضعف للخصم، اللي بتخسف بيه الأرض
حاجة ومجربها، وعملها كتير
ونقطة ضعف شاكر معروفة!
وباينة للأعمى

أمـا في المدرسة، سكون ما بعده سكون، عزيز في حالة صمت بعد أخر كلام قاله، اللي هو نفسه مش فاهمه
ورينا بتعطيه نظرات بين حين وأخر، مستغربة صمته، فين دوشتـه! لية السكون والهدوء!
بمرح متعمد، وقرب مقصود وقفت تهزر مع شادي قدام سكته، يمكن يثور وتخرجه عن شعوره زي ما بتحب
رفع راسه يبصلها لما وصلتله صوت ضحكتها العالية، رمقها لثواني بنظرة طويلة قبل ما ينزل راسه تاني دون رد فعل
وقتها عرفت إن في حاجة غلط
لكنه عرف إنه وقع في الغلط، كل الأيام اللي فاتت فسر مشاعره، مكنش بيضايقها علشانها عداوة، مكنش بيستمتع بعصبيتها لإنه بيطلع غلـه، مكنش بيدور عليها علشان يرازي
بل لإنه مشتاق، وبيحب.. حد مينفعش يحبه!
بنت عدوه! هو واقع في الخطيئة
ولازم يفوق قبل ما الوضع يسـوء.. هو مش عارف أية سـر العداوة، بس كبر على إن في عداوة، تمنع أن يكون في فرصة بينه وبينها 
رينا.. حب لا يمكن يتكتب عليه إنه يكمل
*****
مَن قد يستحق سـوزي؟
رجل يبكي عليها حين تتألم، أم رجل يبكي العالم حين تتألم
رجل يضحي بها لأجل العالم، أم رجل يضحي بالعالم لأجل سوزي
رجل يمحي دموعها.. أم يمحي مَن أسقط دموعها؟
رجل يمسح الدم عن جرحها.. أم يفسك الدمـاء لأجلها
رجل يحبها حب عادي، مع مشاعر قوية لا يمكن إنكارها.. أم رجل يحبها حب غير عادي مع مشاعر متخبطة يصعب فهمها!
مَن يستحق سوزي؟

مَن هي سوزي؟
وقفت في بلكونتها تبص للسما بشرود، وهي مبتسمة، ذكرياتها مع أيوب بتتعاد في دماغها، مسكت فونها السري تفتحه تتفرج على لحظاتهم بحنين، مشتاقة رغم الجفاء الحالي، حبت سوزي معاه، يمكن مكانتش على طبيعتها الكلية، بتضحك كتير، بتهزر وتجري وتلعب، خرجت عن المألوف
لكنها كانت بتحب الجزء دا منها، حد معندوش هموم
حتى لو ميشبهاش كليًا
هي نفسها متعرفش هي مين
لكنها عارفة حاجة وحدة بس، هي مش الأسود الكامل، مش كله دم وقتل وإجرام
ولا أبيض كامل، ورد وألوان وأفراح
هي حاجة مش عارفة تفهمها، رجعت فونها مكانه في درجها فلمحت ألبوم جاي عليه الزمن
مسكته وهي مستغربة، كإنها أول مرة تلمحه!
فتحته كان مليان ذكريات للمعسكر! اللي طاهر وحليم وثقوا فيه كل لحظاتهم من غير ما تحس..
صور كتير ليهم، فرت فيه كتير لحد ما وقفتها صورة ليها مع معاذ، وهما بيشووا.. افتكرت الذكرى 
لإنها محفورة جواها.. لما كانت بتجهز السلطات والشباب بتشوي، وحد من الشباب اللي موجودين ومعاذ زعق فيهم، خبط فيها فحم سخن بقصد وهو عامل مش واخد باله، اللسعة كانت بشعة، لسة معلمة في معصمها لدلوقتي
لمح معاذ اللسعة، مقربش منها يداويها، متكلمش، 
لكن.. مسك كف الولد وحطها في الشواية ببرود.. لمدة دقيقة كاملة وسط صراخه المجنون وصدمتها
لحد ما بصلها يسألها- كفاية؟
وهي هزت راسها بآه وهي مفجوعة.. لسعة وعملت فيها كدا
الولد مية في المية كفه أدمر، لكن معاذ متأثرش، ساب إيده ببرود ورجع يكمل اللي بيعمله
عملت مقارنة سريعة بين رد فعله ورد فعل أيوب لما أتعورت في أسبانيا وساحت دم
قلق دا ودا.. رد فعل دا ودا
الأتنين فيهم خوف وقلق.. وحب، لكن قلبها دق لأي نوع من رد الفعل؟
فرت في الصور، وكل صورة بذكرى، هي رجعت تفتكر هي بقيت سوزي أزاي، مين خلاها سوزي، مين شجعها ووقعت وقامت على إيده
وعلمها، وحن عليها!
مين لما جالها دور برد ولا بصلها حتى، لكن زار خيمتها بالليل وبعيون نص نايمة وبعقل نص واعي شافته بيقيس حرارتها وبيغطيها
هي دي سوزي؟
عايزة حد يحن ويشـد عليها، حد تكون معاه بكل حالاتها، وهي في وقت إجرامها، وفي أشـد أوقات ضعفها
وهي قادرة.. وضعيفة
وهي وسط دا ودا، بين دا ودا
قفلت الألبوم وجواها مبعثر، وأفكارها متلغبطة
بس هي متاكدة من حاجة، القلب بيحب مرة
وهو حب أيوب..
صح؟
*****
في نادي ليلي، دخل زاهر مع إتنين أصحابه، قعد على تربيزة في ركن على جنب، ماسك فونه بيتسلى بيـه، كل شوية يرفع راسه يشارك أصحابه في الكلام دقيقتين وينزلها، رفعها مرة فوقعت بالصدفة على سلم البار، نازلة منه بنت حاسس ملامحها مألوفة.. لكنه مش مستوعبها
كارين.. بلبس شبة فاضح، وميك آب جريء، هيئة مش فاهمها
لمحها ماشية مع بنت وولد وقفت عند تربيزة تضحك وتتكلم معاهم، ثواني وبدأت تتحرك بحماس مكانها، كان بيراقبها ومش فاهم ماله، لكنه مضايق
دي كارين! البنت البريئة، الطفلة الصغيرة، ببناطيل جينز وقمصان واسعة، ضفيرتين ونظرات بريئة
أمتى بقيت كدا، أتحولت لكدا
هما مش شيوخ، هو عارف مين هما كويس
لكن.. لقي نفسه رافض يشوفها بالشكل دا، تقتل قدامه عادي، تتاجر في الممنوع ميضرش
لكن تبقى بالشكل دا.. مهزلة والله!
وقف وقرب منها بغيظ مسك معصمها يشدها منه يقول- تعالي معايا
مستوعبتش وجوده بصتله للحظة قبل ما تستوعب، حاولت تفك إيديها منه و- أنت بتعمل أية سيب إيدي
بأسنان مطبوقة بغضب- بقولك تعالي معايا
بعند- مش جاية.. اللي عايز تقوله قوله هنا
لكنه مصّر، حاولت تفك إيديها وهو مستمر يشـدها، لحد ما قرب الشاب اللي معاها يتدخل- في أية ياعمنا ما قالتلك سيبها
قالها وهو بيمد إيده يمسك إيد كارين علشان يسحبها، زود دا غضبه، سابها ولف للشاب يضربه في وشـه بعد ما ضم كف إيده بغل وهو بيصرخ- وأنت مال ****
وقع الشاب على تربيزة وراه أتكسرت باللي فيها، صوت صراخ وفجأة كل المزيكا والحركة وقفت والعيون حاوطتهم
رجع يبصلها و- بقولك تمشي قدامي
بصتله بخضة ولصديقها اللي بينزف مدهاش فرصة تتكلم ولا تستوعب سحبها من إيدها وراه بعد ما شاور لصاحبه يتصرف
بـرة..
وصلوا لساحة فاضية فأخيرًا فكت نفسها منه ربعت درعاتها تبصله بضيق و- أية الجنون اللي حصل جوه دا
- أنتي اللي قوليلي أية المسخرة اللي عملاها دي، عثمان باشا شافك قبل ما تتزلي بالمهزلة دي؟ معاذ.. معاذ سمحلك؟
نطقها بإستنكار، ردت- وأنت مالك بيـا، 
معندوش رد يقوله، مفيش تبرير، أية دخله؟ أية سبب ناره؟
دور على حجة و- معاذ.. معاذ صديق ليا ومقبلش أشوف حاجة تخصه غلط بتحصل وأسكت.. أنتي هنا من غير معرفتهم صح؟ 
بصتله ومردتش، كمل- السفر غيرك.. دمرك
قالت بسخرية مريرة- لية دمرني؟ مش دا اللي كان بيجذبك؟ حد جريء وجميل، وذوقه حلو، مش بنت بضفاير هبلة وعبيطة، بتستخبى من العيون.. وتدوخ لو شافت دم.. مش دي طموحاتك في فتاة أحلامك.. 
بصلها بزهول.. 
لكنها مدتوش فرصة يتكلم، سابته ومشيت، معقول سمعت؟
من سنين لما كانت عيونها بتلمع لما تشوفه، تتدارى بخجل لما تلمحه، وعمار صاحبهم هو ومعاذ قاله يمكن بتحبه.. في يوم وهما مستنين معاذ في بيتها وأستنكر وضحك
أزاي هو يحب مراهقة هبلة زيها، مفيهاش ميزة، بتخاف من خيالها و.. مفهاش معلم من معالم الأنوثة
تهيئ ليه وقتها إن في خيال بيجري لكنه مهتمش، بعدها أختفت
شكلها سمعت!
وقف يبص ليها وهي بتركب عربيتها وهو بيعض صوابع الندم، شكله سبب تغييرها، من غير حتى ما يعرف..
*****
سوزي هي نقطة ضعف شاكر.. صح؟
في طريق عودتها للبيت بعد يومين خمس عربيات حاوطوها فجأة من كل ناحية، رجالة كتير حاوطتها، حاول حارسها والسواق يدافعوا، حاولت هي تهجم
لكن مهما كنت شجاع، الكترة تغلب الشجاعة، سوزي إستسلمت لما شافت رجالتها كل واحد خد رصاصة، وهيكملوا عليهم برصاصة قاتلة
أستسلمت ليهم.. وراحت معاهم دون مقاومة
تعليقات



<>