رواية انتقام في الجبل
الفصل العاشر10
بقلم شيماء طارق
راح يحيى فوق في الجبل المكان اللي فيه مريم وهي كانت قاعده منتظرها وكانت قلقانه جدا يحيى وهو ساند على العكاز ورجالته بينزلوه من العربيه وداخل الخيمه عند مريم واول ما شاف مريم قال لها :
مريم تعالي رايده اتحدث معاكي؟!
مريم ما صدقت ان هي سمعت صوته راحت حاطه الطرحه على راسها وطلعت جري واول ما شافته قالت له: يحيى فيك حاجه يحيى انت مليح؟!
يحيى خف من عصبيته شويه اول ما شافها خايفه عليه وقلقانه :يحيى الحمد لله بخير!
مريم: انا سمعت ضرب النار قريب مننا كان في حاجه؟
يحيى :لا يا مريم كله تمام ما فيش حاجه بس قولي لي صح ما تاخدينيش في دوكه انت كيف تطلعي بره الخيمه بتاعتك من غير ما تقولي لي وكيف تكلمي واحد من رجالتي وتتكشفي عليه انت جننتي؟؟؟
مريم بخوف: ما كانش قصدي والله انا كنت خايفه عليك انا رحت عندك ما لقيتكش اعمل ايه قلت له يكلمك علشان انا ما كنتش عارفه اكلمك كيف!
يحيى راح حاطط ايده على تليفونها وقال لها: امال الزفت ده بيعمل معاكي ايه اما هو اللي يكلمني انت هتستعبطي؟
مريم ودموعها نازله :والله انا نسيت خالص موضوع التليفون ده وكمان انا ما معيش رقمك يعني برده كنت هروح احدد علشان اخذ رقم التليفون!
يحيى: ماشي يا مريم اما اشوف اخرتها معاكي تعالى عشان تغيري لي على الجرح حاسه ان رجلي وجعتني من المشوار ده؟
مريم بعصبيه: ما حضرتك بتخرج بره الجبل ورايح جاي مش عايز رجلك توجعك ده حاجه بسيطه انت محسسني ليه اللي انت شكك دبوس في رجلك ده انت واخد طلقه يا راجل واقع بالعربيه يعني رجلك متكسره كيف تخرج وبعكها ده انت بتهزر والله يا يحيى؟!
يحيى برفعت حاجب: خلصتي يلا تعالي غيري لي على الجرح؟
مريم بزمزقه: حاضر!
مريم جابت الاسعافات كلها وقعدت جنب يحيى غيرت له على الجرح واديته العلاج وجهزت له اكله واكلت هي ويحيى وبعد كده قالت له :
الدكتور انا كلمته علشان العلاج الطبيعي وقال لي تكون عنده بكره الصبح ؟
يحيى: وهياخد قد ايه العلاج الطبيعي ده يا مريم؟
مريم: اسبوع تقريبا ان شاء الله وهتبدا تحرك رجليك وهتكون مليح ما تقلقش وانا هكون وياك ومش
اهملك واصل!
يحيى بامتنان: شكرا يا مريم انا مش عارف كنت هعمل ايه من غيرك انت بجد حد مليح قوي وبنت قويه ان هي قدرت تقعد في الجبل اللي مليان ديابه وحوش؟!
مريم ابتسامه حب: بس انا معايا اللي اقوى من الوحوش اللي هيقدر يحميني من اي وحش يقربلي!
يحيى بيبص لها قول لها: انتي بتتغزلي فيا اياك؟
مريم بكسوف :بس بقى انا رايحه الخيمه بتاعتي!
يحيى وهو بيضحك :ما تنسيش تجهزي حاجتنا علشان هنروح بكره على المستشفى طوالي وبعد اكده هنروح بيت الحاج ايوب؟
مريم بحزن: يعني اكده خلاص مهمتي خلصت وهرجع بيتي وهتهملني؟
يحيى ببرود: ما تقلقيش يا مريم انا هبعتلك واحده من الخدم اللي عندنا تونسك في البيت علشان ما تزهقيش من الوحده ؟
مريم بحزن :خدامه ماشي يا يحيى انا ماشيه؟
يحيى وهو فطسان على نفسه من الضحك وقال لها :مع السلامه يا مريم يبقى قومي بدري بقى!
مريم سكتت وراحت ماشيه ويحيى فضل يضحك عليها وعلى سزجتها .
بعد مرور اسبوع كان يحيى بقى بيقدر يحرك رجليه وقرر ان هو يرجع بيت الحاج ايوب وكانت معاه مريم والحاجه ايوب راح علشان يجيبوا بنفسه دخل البيت
كانت ام يحيى قاعده ووشها مليان حزن على ابنها اللي ما تعرفش عنه حاجه الحاجه الوحيده اللي تعرفه اللي هو اتصاب وقع من على الجبل غير كده ما تعرفش يعني هو بالنسبه لها عايش ومش عايش.
ام يحيى بصت وعينيها مليانه دموع على اللي داخل من باب البيت اول ما شافت اللي واقف قدامها كانت مصدومه ام يحيى : " كيف كيف انت بتقدر تمشي يا يحيى انت مليح يا ولدي؟!"
يحيى (بابتسامة صغيرة): "أنا رجعت يمايا... ما عرفتش ابعد عنكم اكتر منك ده توحشتك قوي ياما مالك ياما واقفه اكده ليه مش هتقولي لي حمد لله على السلامه "
أم يحيى وهي بتعيط وكانت مش مصدقه ان يحيى واقف قدامها وبتقول له: "يا حبيبي! انا كنت هتجنن عليك يا ولدي الحاج قال لي ان انت مش بتعرف تمشي على رجلك وان رجلك متصابه وايديك كنت هتجنن عليك كنت هموت بحاصر دي لو ما رجعتليش يا ولدي تعالى في حضني اتوحشتك قوي قوي ؟"
يحيى (يقترب منها واخذها في حضنه وقال لها : "الحمد لله ياما ربنا رايدني ارجع بالسلامه وكل اللي عمل حاجه اتحاسب عليها الحمد لله على كل حال ياما وبقيت امشي على رجلي وكله بفضل مريم اللي وقفت جنبيه لحد ما بقيتك ده ؟!
أم يحيى :كنت فاكره يا ولد اللي دمعتي مش هتنشف طول ما انا عايشه كنت فاكره انا هموت بحصره على ولدي اللي ما اعرفش عنه حاجه والحاجه ايوب ما كانش عايز يقول لي انت فيك ايه بالظبط انا مش مصدقه ان انت رجعت وبقيت في دارك؟
الحاج ايوب :احنا اليوم هنسوي الذبايح يحيى رجع بيته بقى وسط اهله وناسه
ندى الحاج ايوب على الغفر وقال لهم: انتم يا ولد عرفوا اهل البلد كلها ان يحيى بيه رجع بيته وبقى بين اهله وناسه سووا ذبايح واكلوا الفقراء والمساكين.
في اللحظة دي دخلوا اخواتي يحيى مروان ومازن وهم مش مصدقين اني شايفين يحيى قدامهم رجع بيته واقف على رجله وهو كمان في حضن امه كانوا مصدومين جدا وما كانش مصدقين نفسهم .
مازن بيجري ناحيه يحيى وبيقول له: "يحيى؟ إنت فعلاً رجعت؟! كيف بقيتك اكده؟! ابويا قال لي انت مصاب بس انا شايفك مليح الحمد لله كنت !"
مروان جري عليه واخده في حضنه وهو بيعيط وقال له: انا كنت هموت لو حصل لك حاجه يا يحيى؟
يحيى: انشف ياض شويه بتعيط كيف الحريم ما اسمعش الكلمه دي تاني من خشمك ماشي يا ولد؟
مروان مسح دموعه وقال له: الحمد لله اللي انت جيت بالسلامه يا اخويا !
يحيى (بابتسامة خفيفة، وهو بيحاول يطمنوا ): الله يسلمك يا حبيبي... ."
مازن بحب : الحمد لله على سلامتك يا اخوي احنا من غيرك ولا حاجه ربنا يخليك لينا ويدومك فوق راسنا "
ام يحيى بصت ناحيه مريم وكانت مستغربه جدا ان
أم يحيى (بتبص لمريم بتساؤل، وعينيها مليانة فضول): مين البنت اللي جايه وياك دي يا يحيى ما شاء الله عليها جميله كيف القمر ؟"
يحيى (ابتسم كأنه أخيرًا لقى فرصة يوضح الموقف): "دي مريم يمايا هي ممرضة، ومن بلدنا هي اللي ساعدتني طول الفترة دي ومن غيرها ما كنتش هقدر أعيش هي اللي فضلت معايا وساندتني في أصعب الأوقات هي اللي نقذتني وكانت ليا الظهر والسند."
أم يحيى (مستغربة، لكن قلبها بدأ يهدأ لما فهمت): "مريم؟! يعني هي ساعدتك لحد ما رجعت؟.. بجد ربنا يخليكي يا بتي ويبارك لاهلك على تربيتهم الزينه؟
مريم بحزن: ربنا يخليكي يا خاله بس انا ما عنديش اهل انا يتيمه اهلي ماتوا من وانا عندي سنه في حادثه القطر!
ام يحيى بحب وحنان: حتى لو اهلك ماتوا وما عندكيش ام اعتبرينا احنا اهلك وانا امك قولي لي كيف ما بيقول لي كيف يحيى لو قلتي لي يا خاله ثاني هزعل منك؟
مريم ضحكت في وسط دموعها وكانت فرحانه جدا بطريقه ام يحيى وطيبتها وقالت لها: حاضر يا مايا!
يحيى بابتسامه هاديه وحاول ان هو يفاتح اهله في الموضوع جوازه من مريم لان لقى ان ده انسب وقت : "أنا عايز اتجوز مريم انا حبيتها وريدها في الحلال ايه رايك يا حاج ايوب وانت يا ام يحيى ايه رايك في الموضوع ده .
أم يحيى بفرحة: على بركه الله يا ولدي البت كيف القمر وانا حبيتها من اول ما شفتها يا رب يجعلها قدم السعد عليك يا ولدي.
الحاج أيوب (اللي كانت واقفة جنبهم، وهي بتبص لمريم بتقدير وبيتدخل في الكلام بكل حب وتقدير ): "أيوه يا أم يحيى عندك حق مريم بنت مليحه وكويسه قوي هي تربيه ايديا مريم دي اللي انا
قلتلك عليها قبل اكده وكنت رايد لو يحيى مش خاطب كنت هجوزها له لكن مشيئه ربنا يحققلي امنيتي ويحط مريم في طريق يحيى الحمد لله يا رب كرمتنا وبعدت عنا الشر اللي اسمه سهى اللي انا ما كنتش رايده ليك يا ولدي شفت ربنا بيحبك قد ايه ."
أم يحيى (وهي بتبص لـ مريم بحب): "أهلاً وسهلاً بيك يا مريم، ربنا يبارك فيك، ويجعل أيامك كلها فرح. إحنا كلنا هنا اهلك وناسك
مريم الفرحه مش سايعاها لانها كانت مفتقده الجو الاسري جدا وام يحيى عوضتها بالاهتمام وعيله يحيى كانوا متفاهمين جدا الوضع وافقوا على مريم.
بعد اسبوعين كان يحيى جاهز لكل حاجه علشان فرحه هو ومريم وكانت الأجواء كلها فرح وصوت أغاني، والناس في البلد كانوا كلهم موجودين علشان يحتفلوا في فرح يحيى لانه بالنسبه لهم كان الفرحه الكبيره اما سمع خبر كويس ان هو لسه عايش وعلى قيد الحياه فبالنسبه لهم كان ده اكبر فرحه ان هو يتجوز دي كانت بالنسبه لهم حاجه عظيمه جدا لانهم بيحبوا وبيتمنى له كل خير
الستات كانوا في مكان لوحدهم، ومعاهم مريم وكانوا بيهيصوا وبيغنوا للعروسه والرجالة كانوا في مكان تاني ومعاهم يحيى.
بعد شوية دخل يحيى الاوضه اللي فيها مريم وراح شايلها وطلع اوضته وكل الناس كانوا واقفين مصدومين من اللي يحيى عمله وبعد كده حط مريم على السرير، وقفل الباب وراه، وقعد قدامها كانوا ساكتين شوية، وبعدها يحيى قرب وقال:
"مريم، تعرفي من أول ما شفتك، حسيت إن في حاجة بينا، حاجة كبيرة مش مصدق ان انا اليوم بقيت معاكي في اوضه واحده قلبي مال ناحيتك من اول يوم شفتك فيه."
مريم بصت له وقالت:
"وأنا كمان يا يحيى، كنت خايفة لانك انت يحيى بيه وانا مريم الممرضه البنت الغلبانه انا فين وانت فين بس ما فيش حاجه بعيد عن ربنا !
يحيى ابتسم وقال:مريم أنا مش هخليك لوحدك من النهاردة انتي من عيله الحاج ايوب يعني ما فيش حد يقدر يضايقك ولا حد يقدر يقربلك انت بقيتي مراة يحيى ويحيى بيعشقك ؟
مريم قالت بخجل:
انا مبسوطه قوي يا يحيى ان انا معاك وان انا اخيرا وصلت للحلم اللي كان في السما انت بالنسبه لي نجمه في السما ما كنتش عارفه اوصل لها بس الحمد لله ربنا قادر على كل شيء"
يحيى قرب منها وقال:إحنا مع بعض، واللي جاي كله خير.
مريم ابتسمت، وعيونها دمعت بحزن قربت منه وقالت وبصوت هادي: كل حاجه احلى معاك
أنت يا يحيى عوضي من عند ربنا انت الحياه اللي انا هعيشها انا عمري ما شفت أهل ولا حسيت بالأمان كيف ما انا حاسه معاك دلوقت وجودك جنبي عوضني عن كل حاجه فقدتها في حياتي ربنا يخليك ليا.
يحيى قرب منها أكتر، وحط إيده على كتفها بحب علشان يحسسها بالامان بدا يحرك ايديه بالراحه على كتفها وايديه الثانيه على وشها بكل حب وعشق وبعد كده قرب منها أكتر، واخدها في حضنه مريم استجابت بسرعة وحسّت بالحماية والأمان في حضنه هي حطت رأسها على صدره وهو ضمها ليه اكتر.
مريم وهي في حضنه قالت بصوت هادي : ما فيش حاجة تهمني دلوقت غير إننا نكون مع بعض انت اهم حاجه عندي."
يحيى رد بصوت هادي وهو ماسك إيدها:
"وأنا كمان يا مريم معاك طول العمر مش هسيبك أبدًا."
مريم وهي بتستمد قوتها منه قالت:
"وأنا معاك، مهما كان."
في اللحظة دي حسوا إنهم مع بعض في عالم تاني، بعيد عن كل حاجة، وكل كلمة كانوا بيقولوها لبعض بتخليهم قلوبهم تقرب وتتوحد سوا.
العروسين نايمين في الاوضه والشمس دخلت كانت مريم كانت خلص ان هي تقوم من النوم لان الشمس كانت جايه على وشها بدات تفتح عينيها ببطء وهي نايمه في حضن يحيى وبتبص له بحبه وبتقول له انا مش مصدقه نفسي عاد معقوله انا في حضنك دلوقت انا اكيد بحلم يحيى فتح عينيه مره واحده وقال لها مش بتحلم يا مريم انت هنا وفي حضني وانا وياكي وعمري ما هسيبك يا قمر ده انت لهطه قشطه يا بت
مريم بكسوف: هملني يا يحيى عايزه انزل علشان اشوف امي لو عايزه حاجه اعملها معاها في المطبخ هملني عاد
يحيى بزعل:لاحظ اللي انتي عروسه ايه اللي ينزلك المطبخ انتي بتهزري صح؟
مريم: لا ما بهزرش اوعى بقى!
راحت شايله الملايه من على السرير ولفتها حوالين وسطها ودخلت الحمام جري يحيى كان قاعد على السرير وبيضحك عليها وبيقول لها: ماشي يا مريم اما نشوف اخرتها معاكي ؟!
مريم لبست ونزلت عشان تساعد ام يحيى في المطبخ لو محتاجه حاجه تحت!
اول ما نزلت لقيت هدير كانت واقفة مع مروان و مازن في الصالة و مريم كانت لسه نازله من على السلم راحت قالت الكل: صباح الخير ؟
مروان ومازن :صباح النور يا مرات اخوي!
ام يحيى: ايه اللي نزلك دلوقت يا بتي انتي عروسه خليكي في اوضتك وانا هجيبلك الفطار لحد عندك!؟
مريم مريم ابتسامه رقيقه :لا يا مايا انا هفطر اهنا معاكم وكمان انا نازله عشان اساعدك لو رايده حاجه في المطبخ هدخل اساعدك فيها؟
ام يحيى :لا يا بتي احنا عندنا خدم ولو في حاجه انا بدخل اقول لهم عليها هم بيعملوها ولو الولد نفسهم في حاجه وعايزين اعملها بعملها انا بايدي ما تغلبيش نفسك يا بتي اقعدي مع الولد لحد ما اجيب الفطور مع الخدم ؟
مريم هزت راسها وراحت قاعده في الصالون مع هدير ومازن ومروان .
هدير (وهي بتبتسم بسخريه ):
"يعني بجد، يحيى اختار واحدة كيفك انتي يا مريم ؟ يعني يوم الصباحيه اللي كل الناس بتروح تصبح على بناتها انتي الوحيده اللي مش
هيجيلك حد لانك يتيمة، ومعندهاش حد... كيف يحيى ولد خالتي يعمل كده ويختارك انتي ويسيب بنات العائلات؟"
مريم حاولت تكون قويه وردت على هدير بالجراه وما خافتش منها ولا اتهزت): يحيى عندي بالدنيا كلها وهي وهو اهلي وناسي والحاج ايوب هو اللي رباني من وانا صغيره هو اهلي وناسي ما لكيش صالح باي حاجه تخصني ويحيى اختارني لانه بيحبني انا وقلبه اخترناه بس مش اي حد غيري!
مروان (بصوت هادي ومتحفظ):
"هدير، ما كانش لازم تقولي اكده اعتذري منيها مريم كويسة واخلاقها مليحه واخويا يحيى بيحبها ما لكيش صالح بيها ما تدخليش في حاجه ما لكيش فيها واصل ؟!
لكن هدير كانت مستمرة، وما اهتمتش الكلام مروان
هدير (بوقاحة):
"طب وإيه يعني، أنا مش قولت الحقيقة؟ يعني هي ما عندهاش حد كيف باقي الخلق يعني مقطوعه كيفها كيف البنات بتوع الشوارع ما لهمش اصل ولا فصل؟
مريم دموعها نازله وما قدرتش تمسك نفسها من كلام هدير عيطت لانها كلامها جرحه جدا في اللحظة دي دخل يحيى من الباب وهو شاف مريم واقفة على جنب ودموعها نازله ومنهاره من العياط من الكلام اللي قالته لها هدير اكنها ضربتها بسكينه في قلبها،
يحيى (بصوت عالي موجه لـهدير):
"هدير، انت يا جاموسه كيف تتحدتي مع مرتي بالطريقه دي عارفه لو اتكلمت معاها الطريقه دي تاني هعمل كيف الممسحه اللي بيمسحوا بها الارض انت ايه اللي جابك عندنا
هدير بصدمه:انت بتطردني من بيت خالتي يا يحيى؟؟!!
يحيى بعصبية :ايوه طول ما انتي ما بتحترميش مراتي اللي هي احترامها من احترامي هطردك لانه ده بيتها اما يجي حد يهزقك في بيتك ما يصحش يقعد فيه وكمان بعد ام يحيى اهنا في الدار بتكون مريم هي ست الدار هي مرت الكبير يعني واحده زيك ما تجيش تتحدت معاها اكده!
هدير (بغضب شديد بتحاول اللي هي تبرر ):
"وأنا غلطت في إيه؟ هو مش دي الحقيقه يا ولد خالتي بتشتم بت خالتك وبتطحه من داركم علشان واحده ما لهاش اصل من فصل !؟
يحيى
"إنتي بتتعدي حدودك! لو كنتي فاكرة إنك ممكن انك تجرحي مرتي وانا هسكتلك تبقى غلطانه مريم مش يتيمه مريم اللي رباها هو الحاج أيوب وهي بقت مرت يحيى ولد الحاج أيوب يعني نسبها يشرف اي حد وهي اهلها كانوا ناس محترمين وطيبين وفي حالهم ربنا يرحمهم انتي ابوك ميت ترضى لحد يقول لك يا يتيمه يا اللي ما عندكيش اب ولا عندك اخ هي مش ذنبه اللي هي مقطوعه من شجره لمي نفسك والزم حدودك يا هدير مرتي خط احمر ما حدش يتكلم معاها اللي يتكلم معاها ويجرحها اكنه جراح انا ، مش عايزك تكرري الكلام ده تاني."
وبعد كده راح ناحيه مريم واحتضنها بحنان وحاول اللي هو يهديها ويخفف من كلام هدير ليها اللي جرحها وخليها باين عليها الحزن
يحيى (وهو بيضمها، بحنان واهتمام):
"مريم، مفيش حاجة تكسرنا مش مهم مين فينا عنده إيه أو مين المهم الحب اللي بينا هو اللي بيخلينا أقوى من أي حاجة ولا يهمني كلام الناس ولا كلام هدير، لأنك انتي في نظري احسن واحده في العالم كليته!
مريم (بتنهد، دمع في عيونها، بتحاول تبين القوة رغم حزنها):
"أنا بس مش قادرة أصدق إنهم شايفيني اكده... كلهم شايفيني ان انا ما استحقكش يا يحيى
يحيى (بحزم، وهو ماسك وشها وعيونه مليانه حب ):
"أنتِ كفاية عليا انتي كتير في نظري انت اجمل واحده في الكون انت مش قليله خالص يا مريم انا شايفك ست الناس ما تزعليش نفسك يا قلب يحيى ، إحنا مع بعض، واللي بينا أكبر من أي حاجة.
اما عندي زينه واحمد فبدا حياتهم وكانوا سعداء جدا وزينه حبه احمد من قلبها واحمد وزاد اكثر اتجاة زينه.
الزينه: (وهي مبتسمة)
آحمد مش مصدقة إننا قدرنا نعدي كل حاجه ووصلنا لحد اهنا يعني، شوف احنا تعرفنا كيف واتجوزنا بطريقه عمري ما كنت افكر ان في يوم من الايام احبك بالطريقه دي انت كنت مجبور علشان تتجوزني بس عايزه اشكر يحيى بيه دلوقت على اللي عمله ويانا ؟!
آحمد: (يقرب منها وبيمسك ايديها )
وأنا كمان، يا زينة رغم كل اللي عدينا بيه، أنا مش هسيبك تاني إنتِ جزء من حياتي، وكل لحظة معاك بقت أغلى من أي حاجة وكمان انا كنت احبك قبل ما يحصل اللي حصل وقبل ما اتعرف عليكي اصلا ما كنتش اعرف انتي بنت مين ولا انتي مين شفتك مرتين قبلك ده وقلبي اتعلق بيكي.
الزينه: (بعيون مليانة حب) بجد يا احمد يعني انت كنت تعرفني من قبلك اكده
احمد ابتسامه حب ايوه واتبسطت قوي اول ما شفتك بس كان يوم مش حلوه شفتك مكسوره لكن دلوقت انا شايفك زينه كيف اسمك؟!
زينه :أنا كمان آحمد، مش قادرة أوصفلك قد إيه أنا مبسوطة كل حاجة بقت أحسن و إنت معايا.
آحمد بابتسامه:
وده اللي يهمني، إنك تكوني مبسوطة إحنا لوحدنا دلوقت، عندنا حاجات كتير نحققها مع بعض انا وانت بس؟
زينه: أن شاء الله نسيت اقول لك صح ابويا الحاج ايوب كلمني اليوم وقال لي اللي هو عايز يشوفني انا وانت ضروري في الدار عندي؟!
احمد :تمام جهزي نفسك ويلا نروح نقعد معاها شويه وكمان نبارك ليحيى ومريم؟
زينه بفرحه: 10 دقائق وتلاقيني جاهزه!
احمد ابتسامه حب :ماشي يا ست زينه بسرعه بقى؟
احمد وزينه جهزوا نفسهم راحوا بيت الحاج ايوب اول ما دخلوا الحاج ايوب رحب بيهم وكان يحيى ومروان ومازن موجودين وامه يحيى طبعا ومريم.
الحاج أيوب: (وهو مبتسم وسعيد)
يا جماعة انا قررت اعمل لبنت زينه فرح من اول وجديد هي واحمد يبداوا حياتهم الجديده ونعملهم فرح البلد كلها تحكي وتتحاكى بيه وبنت زينه انا بعت لابوكي ولامك واخوك يقعدي عندنا وانتي كمان هتيجي داري وهتطلع من اهنا على دار جوزك؟!
آحمد وهو بيبص لزينه بحب: ربنا يخليك يا عم الحاج انت كيف ابوي والله وانا ما عنديش اعتراض على اي حاجه حضرتك قلتها!
الزينه: (ابتسمت بحب وعيونها بدات تدمع) شكرا قوي يابا الحج ايوب انا مش مصدقه اللي حضرتك بتقوله انا فعلا ربنا بيعوضني على اللي انا شفته انا مش مصدقه كل اللي بيحصل حواليا ده ربنا كبير وقادر على كل شيء؟!
الحاج ايوب: الفرحه مش هتكتمل الا اما اشوف ولادي مبسوطين النهاردة بداية جديدة ليكم، ربنا يتمم لكم على خير.
فرح احمد وزينه تم وكان فرح كبير جدا البلد كلها فضلت تحكي وتتحاكى عليه زي ما الحاج ايوب قال كان فرح كبير بمعنى الكلمه واحمد خد زينه على بيته وبالنسبه وبداوا من اول وجديد وحياتهم اتبنت على المحبه وكان الحب بيزيد ما بينهم من الاول وبالنسبه عبد الصمد اتحكم عليه بس اتحكم عليه حكم مخفف لانه كان اشتباك وهو كان بيدافع عن ابنه.
بعد مرور تسع شهور يحيى بينزل مريم من العربيه وبيدخلها المستشفى نيمها على التريلا.
مريم وهم حاطينها على التريلا ومدخلينها اوضه العمليات مريم كانت مش قادرة تكتم ألمها، وكل شوية تقول كلام غريب ويحيى فطسانه على نفسه من الضحك مش عارف يخافوا عليها ولا يضحك على اللي هي بتقوله هي في اخر فتره في حملها كانت تعبانه جدا وبدات ان هي تكون كوميديه زياده عن اللزوم الشهر التاسع كان عامل معاها شغل كوميدي على درامي .
مريم (وهي بتتنفس بصعوبة وبصوت فيه ألم):
"كان يوم أسود، يوم مرحت الجبل ... شوفت آخر الحب ! هيفتحوا لي بطني وانا اللي بتوجع يا ترى هيولدوني طبيعي ولا قيصري ده اخره الحب انا بنصح كل بنت لسه ما اتجوزتش اوعى تحبي وتتجوزي هيكون حالها كيف حالي اه يانا ياما هاتولي امي سمرة دلوقت دي آخره الحب وأنا دلوقت اللي بتوجع! أنا اللي بتألم! ليه الرجاله ما تولدش مكاني قول لي يا يحيى ليه انت ما تولدش مكاني انت مش هتحبني ؟"
يحيى (بيحاول يهدّيها وهو واقف جنبها):
"مريم، بس بقى الناس بتتفرج علينا عقلي بقى
مريم (بترد وبتهزر رغم المها):
"رجالة ما بيحملوش! ليه؟! مش قادرين يتحملوا شوية وجع؟ إنت اللي عملت فيا اكده إنتَ السبب! في كل اللي بيحصل لي ده؟ ده اخره الحب في الجبل ... وها أنا دلوقت هتردم في تراب الجبل هموت؟
يحيى (بيضحك وهو بيحاول يسيطر على مريم):
"ما هو يا أختي، كان بمزاجك هو انا خدتك غصب عنك! ما ترجعيش دلوقت في كلامك وترميها عليا! فرجت علينا الخلق وكمان وانا شربتك حاجه اصفره يبقى نشوف الموضوع ده بعد ما تولدي يبقى قولي لولدك ابوك هو السبب علشان تيجي الدنيا وانا هساعدك في المهمه دي ؟!
مريم وهي بتزق في يحيى كانت متضايقه جدا :
"آه طبعًا، كل حاجة بمزاجي أنا! عارفه بس انت ضحكت عليا وقلت للموضوع سهل قلت لي مش هتوجع لو اعرف الموضوع اكده ما كنتش حملت انا ولا خلفت كنت انت اللي مفروض تحمل وتخلف ؟!
يحيى: يا بتي اسكتي بقى فضحتينا المستشفى كلها اتفرجت ابوي داخل دلوقت وامي واخواتي والعيله كلها مش عايزين الناس تتفرج علينا يا مريم امسك لسانك شويه انتي هاديه يا حبيبتي وعقله وراسيه مش عايزين الفضايح دي؟
مريم هزت راسها بتعب وهدوء وراح الساكته وبدات تحط القماشه في بقها وتصوت وهي كاتمه نفسها
في الوقت ده دخلت الدكتوره اللي بتتابع حاله مريم وهي متوتره جدا وهي بتكشف عليها وبعد كده قالت لهم بابتسامه لطيفه:
"مريم، احنا قربنا نخلص كمان شوية وتبقي بخير إن شاء الله انا مش عايزه ادخل القيصري بحاول معاكي طبيعي الاول وبعد اكده ما لقيتش في امل هدخلك قيصري معلش استحملي شويه.
مريم هزه راسها بالم وفضل يحيى ماسك ايديها وهي بتستمد منه قوتها"
العيله كلها جت علشان تطمن على مريم ويحيى وكان رايح جاي قدام اوضه العمليات وكان خايف عليها جدا وكل شويه يدخل وهو لابس اللبس المعقم بامر من الدكتورة علشان يهدي مريم شويه لان الدكتورة بتحاول معاها علشان عايزاها تولد طبيعي والرحم كان مش عايز يفتح بسهوله والولاده كانت متعسره جدا.
احمد وزينه جو علشان يطمنوا على مريم واحمد كان جاي علشان يكون مع صاحبه .
أحمد (وهو بيدخل وكان قلقان جدا وحاول ان هو يواسي صاحبه : ما تخافش يا يحيى ان شاء الله خير يا صاحبي وهتقوم بالسلامه وهتجيب ولدك بخير وسلامه ان شاء الله يا صاحبي
يحيى بخوف وقلق: يا رب يا احمد!
زينه وهي بتسال على مريم وقلقانه :هي بقى لها قد ايه جوه؟
يحيى: بقى لها نص ساعه!
زينه: يا رب تقوم بالسلامه و ان شاء الله ربنا هيقومها بالف خير وسلامه ؟!
يحيى: يا رب !
ساعات قدامي اوضه العمليات وبرده الدكتور لسه ما خرجتش رايح الحاج ايوب عند يحيى وساله
: هي اتاخرت اكده ليه يا ولدي ؟
يحيى بخوف وقلق :والله ما اعرف يا ابوي هم قالوا اللي الرحم مش عايز يفتح فهيسيبوها شويه يحاولوا معاها طبيعي لو ما تمكنش هيولدوها قيصر!
الحاج ايوب :ربنا يقومها بالسلامه يا ولدي
ام يحيى :ان شاء الله خير يا ولدي ما تقلقش ربنا هيقومها بالف خير وسلامه انا بدعيلها في كل صلاة وربنا مش هيضيع تعبها!
بعد شويه خرجت الممرضه من اوضه العمليات وهي مبتسمه وبتقول
"مبروك يا مريم... جابت ولد!"
يحيى اول ما سمع كلمه اللي مريم قامت بالسلامه سجد في الارض شكر لربنا على اللي هو اقومها له بالسلامه وبعد كده الدكتوره خرجت من اوضه العمليات راح عليها يحيى وبيسالها بيقول لها
:كيف مريم دلوقت يا دكتوره؟
الدكتوره الابتسامه هاديه: الحمد لله هي بخير.
يحيى :يعني هي تعبت في الولاده ولا مليحه؟!
الدكتوره :سراحه يحيى بيه هي الولاده كانت بالنسبه لها متعصره جدا ومتعبه بس احنا فضلنا معاها في الاخر الحمد لله ولدت طبيعي !
يحيى: الحمد لله اللي ربنا عداها على خير طب انا عايز اشوف مريم هي فيها ايه دلوقت ؟
الدكتوره :هيخرجوها دلوقت ويودوها اوضه عاديه هي والبيبي الف مبروك يحيى؟!
بابتسامه فرحه : الله يبارك فيك يا دكتوره!
الحاج ايوب: مبروك يا ولدي الف الف مبروك يا ولدي؟
يحيى وهو بيضم والده :الله يبارك فيك يا ابوي!
احمد: مبروك يا صاحبي بقيت اب اخيرا ؟
يحيى :الله يبارك فيك يا احمد عقبالك يا حبيبي ؟
زينه: الف مبروك يتربى في عزك
يحيى :الله يخليكي !
دخل كل اوضه مريم كانت بدات تفتح عينيها واول ما فتحت عينيها شافت يحيى قدامها
مريم بتعب قالت: ابني يا يحيى ؟
يحيى بابتسامه حب:الحمد لله على السلامه يا مريم انتي جبت ولد يا حبيبتي هتسميه ايه؟
مريم: الحمد لله ايه رايك اسميه يونس؟
يحيى :هو اسم جميل واسم النبي الله؟!
مريم :انا بحب الاسم ده قوي لانه اسم من اسامي الانبياء كيف اسمك يا يحيى ؟
يحيى (وهو ماسك المولود):
انت اسمك يونس يا صغير بسم لله ما شاء الله الله اكبر الاسم لايق عليه قوي قوي!؟
العيلة كلها اتجمعت حوالين مريم كانوا مبسوطين جدا لان كل المشاكل خلصت واخيرا اطمنوا على مريم مشاعر حب وهزار وضحك اخيرا رجعت لبيت الحاج ايوب
مريم (بتبص لطفلها وتبتسم):
"اسمه يونس..يونس ده مش بس اسم، ده بداية "جديدة بداية من غير ألم بعد انتقام في الجبل"