رواية ميما الفصل السابع عشر17بقلم اسماء الاباصيري


رواية ميما الفصل السابع عشر17بقلم اسماء الاباصيري


 
17. غربة

فرح : مضت ساعة وانا اقف بالخارج متى تنوين الانتهاء ؟ .... لقد تأخرنا

...................

فرح بتأفف : كُفي عن الكذب اراهن على انك لم تنهضي من فراشك بعد

.................

فرح بغضب : تباً يا فتاة كيف يمكنك النوم فى يوم كهذا ؟ .... انه اليوم الاول لنا كطلاب جامعيين

......................

فرح : هيا هيا كفى حديثاً و استعدي انا انتظرك بالخارج

...................

فرح : فلتنسى ذلك .... لن ادخل ويكون اول وجه اراه هو وجه ذاك المغرور لا اريد ان افسد يومي

قالت جملتها تلك بصوت مسموع تلته بإغلاق الهاتف لتسمع صوتاً جعل جسدها ينتفض فزعاً

فارس بإبتسامة مستفزة : اراهن على انى المقصود بذلك

فرح بهمس : لماذا يالله تبتلينى برؤية هذا الشخص فى مثل هذا اليوم ؟

فارس بمرح : ومن قال انه ابتلاء ربما يكون من رحمته بك

فرح : لما مازلت هنا ولم تذهب للعمل ؟

فارس بخبث : وتهتمين بمواعيد عملي ايضاً .... كم انا محظوظ

فرح بغيظ : بل قل انى اهتم بمواعيد مغادرتك حتى لا اضطر لرؤية وجهك البغيض

فارس بغموض و إبتسامة مستفزة :  اسف لتخييب ظنك ان ظننتى انك ستنجحين فى ذلك

فرح : ماذا تقصد  ؟

قاطع حديثهم هذا صراخ مريم قائلة

مريم بصراخ : لقد انتهيت هياااا بنااااا

فرح بتهكم : و اين كان هذا الحماس منذ قليل وانا احارب لايقاظك ؟

مريم : كفي عن تأنيبي ودعينا نذهب حتى لا نتأخر ..... فارس هيا فلنتحرك

انهت حديثها و اسرعت بركوب السيارة وجلست فى المقعد الامامى ليحتل فارس مقعد السائق وتقف فرح تطالعهم بدهشة تلاحظها مريم لتجيب سريعا

مريم : سيأخذنا فارس اليوم فى طريقه حتى لا نتأخر هيااا اركبي

فتعيد نظراتها الغاضبة نحوه قبل ان تهم بركوب السيارة متأففة ويتحرك هو سريعا نحو كلية الهندسة لتخوض كلاً منهما تجربة جديدة ومثيرة بحياتهم..       " الحياة الجامعية "

فرح بتعب : ماهذا؟ ماذا يظنونا ؟ نحن بشر .... الرحمة .... ألا يشفقون على حالنا ستة ساعات شرح متواصل ومواد عجيبة ويقولون مازلنا بالبداية ...

مريم بتعب مماثل : ان اخبرونى انها هكذا لما كان من طموحى دخول تلك الكلية ... تخيلي كانوا يخبرونا اننا سنستريح عند دخول الجامعة .... خدعونااا

فرح : كل هذا و يتبقى لنا محاضرة نحضرها اليوم ... هذا ظلم

قالتها وقامت بإسناد رأسها على سطح طاولة مقعدها تغمض عيناها لدقائق استعداداً لدخول المحاضر

لحظات حتى شعرت بسكوت غريب بالقاعة بقيت على حالها حتى قامت مريم بتنبيهها بدخول الدكتور .... نهضت بتثاقل ورفعت رأسها من الطاولة لترى هذا الدكتور البغيض لتتسع مقلتيها فى دهشة واستغراب وتردف دون وعى

فرح بهتاف : انت ؟ ماذا تفعل هنا ؟

التف جميع الطلاب اليها ينظرون لها فى حيرة وتعجب فى حين ناظرها هو بإستخفاف ليرد بتهكم

.............: ارغب بإلقاء محاضرتي ان لم يكن لديك مانع وان كان يوجد لديك فالباب امامك يسع بدل الشخص ألف

ابتلعت ريقها فى توتر و احراج وقامت بخفض رأسها فى خجل ..... لاحظ هو تصرفها وحرجها وقرر شد انتباه الطلبة نحوه ليرحمها من خجلها هذا

انتهى اليوم الاول لهما بعراك ... ولاول مرة منذ صداقتهما يتعاركان بجدية ويستمر خصامهما عدة ساعات .... والسبب ..... ان مريم اخفت عليها حقيقة ان دكتورهم المبجل هذا ماهو الا فارس ابن عمها ...... والذي جاء منذ فترة الى مصر بعد انتهاء دراسته بالخارج وحصوله على الدكتوراة ليصبح محاضر بجامعتهم

مر يومان و قد فشلت كل محاولات مريم فى مصالحة صديقتها لكن الاخرى لم تتحمل اكثر من يومان و تصالحتا باليوم الثالث على وعد منها بالتعهد ان ابن عمها لن يقربها او يستغل عداوتهم لصالحه وقد وعدتها بذلك وبالتأكيد دون العودة اليه ومحادثته لذا فنعلم جميعا ان هذا الوعد لن يتحقق بالتأكيد 😁

شهر اثنان ثلاثة .... مروا سريعا دون احداث تذكر سوي شجارات فارس وفرح المستمرة والتى دائما ما تراها مريم ذو طابع كوميدي وها هم الآن بآخر اسبوع قبل امتحانات منتصف العام يحضرون محاضرتهم الاخيرة لمادة ما لكنها لا تستمع لكلمة من حديث الدكتور بل تفكر فى الحاضر الغائب ..... ثلاثة اشهر مضت دون رؤيته ..... منذ تلك الليلة وهذا الرهان السخيف الذي اقحمت نفسها به .. سافر برحلة عمل لثلاثة اشهر دون ان يودعها .... تحقد عليه بسبب اشتياقها له ... يحادث الجميع ويتصل بهم كل فترة الا هى وحين سرقت هاتف فارس اثناء حديثهم ليخبرها هو ان تعد العدة ان كانت ترغب بالفوز بالرهان

تباً له وتباً لها قبله اقحمت نفسها برهان لا معنى له .... هل تستجديه ليشعر نحوها مثلما تشعر نحوه الهذه الدرجة رخصت نفسها ..... لا والله وألف لا ... مشاعرها تستحق الكفاح لاجلها ..... وهو ..... وهو يستحق حبها وسعيها الدائم للحصول على قلبه .. لذا لا ضرر من هذا الرهان رغم تفاهته

انتبهت على صوت صديقتها تنبئها بإنتهاء المحاضرة لتتحرك استعدادا للخروج من القاعة فتفاجئ بالدكتور يطلب منها الحضور فوراً لمكتبه

فرح : هنيئاً عليكي الشاب يا فتاة .. طلبك بنفسه فى مكتبه علّه يعرض عليك الزواج و ننتهي من قصة الحب المأساوية تلك

مريم : كفي عن مزاحك هذا لست بحالة تتحمل المزاح دعيني اذهب لأرى ما يريده

فرح بحالمية : يريد الرضا والسماح ... يرجو القبول و ال.......

مريم مقاطعة : قلت كفاكي مزاح والا اوصيت فارس بك

فرح بغيظ : وما شأن هذا المزعج بحديثي معك ..... لا تفكين ان تذكري اسمه كلما رأيتي وجهي .... هيا فلتذهبي للدكتور سأنتظرك بالكافتريا

مريم : حسنا ... اراك لاحقاً

سارت لمكتبه تفكر فيما قد يكون سبب استدعاءه لها ... هذا الاستاذ ... دكتور شاب تظنه لا يتعدى الثلاثين من عمره حصل على الدكتوراه منذ سنتان ... قصدته عدة مرات ليوضح لها بعد الاجزاء الغير المفهومة بمادته وقابلها  بالترحاب ... الامر الذي فاجأها حيث انها وبأول اسبوع لها بالكلية حصلت بينهم مشاداة لحضورها متأخرة لخمسة دقائق ومن وقتها اصبحت اول الحاضرين بالقاعة

ترى لما يطلبها تحديداً الان .... انتهبت على نفسها لترى انها وصلت الى مكتبه ... اخذت نفسا عميقا قبل ان تطرق الباب لتسمع صوته يسمح لها بالدخول

محمد ( الدكتور ) : اهلا آنسة مريم تفضلي بالجلوس

اجابته بشكر بصوت هامس قبل ان تهم بالجلوس امامه

مريم : طلبت منى الحضور ... خيراً

محمد بهدوء : لاحظت شرودك بالمحاضرة وعدم انتباهك لها لذا قلقت ربما لستي بخير

لم تجيبه ... نظرت له عدة لحظات تعقد ما بين حاجبيها فى تعجب .... ان لاحظ هذا اذاً فالتصرف الطبيعي هو الغضب منها وربما يطلب منها الخروح من المحاضرة اذاً ماذا يحدث الآن

مريم : اعتذر عن شرودى بالمحاضرة .... وأنا بخير تماما لست مريضة

محمد بتنهيدة : حسنا هذا جيد لقد قلقت فليست من عادتك الشرود اثناء المحاضرة ... ظننت ان الامر جلل

اكتفت بإبتسامة رسمية كدليل على احترامها له ولاهتمامه همت بالوقوف والمغادرة قبل ان تسمعه

محمد : مريم لم انتهي من حديثي بعد

لاحظت ايضا استغنائه عن الالقاب مما اثار دهشتها فهو من ضمن جميع الدكاترة يحرص على مناداة الجميع بألقاب نظراً لصغر سنه و محاولاته للظهور بشكل اكبر من سنه رغبة منه فى الحصول على احترام الطلبة له

مريم : عذراً .... اهناك امراً آخر ؟

محمد بإرتباك : نعم اريد الحديث معك بأمر ما وارجو ان لا تفهمى كلامي بشكل خاطيء

زادت دهشتها لكن آثرت الهدوء لتحثه على اكمال حديثه

محمد : حسب معلوماتى فأنتى تقيمين مع عائلة عمك وانك ........... وانك غير مرتبطة أليس كذلك ؟

هنا ظهر عليها الدهشة بشكل واضح وترجمت دهشتها تلك لسؤال

مريم : ماذا ؟؟؟؟

محمد : اريد التأكد من ان كنتي مرتبطة ام لا

مريم دون وعي : و ما شأنك بهذا ؟

محمد بسرعة : لا اريد ان تفهمي سؤالي بشكل خاطئ كل ما فى الامر انى ارغب بالارتباط بك

مريم بدهشة : ماذا ؟ الارتباط بي ؟

محمد محاولا الهدوء  : نعم ارغب فى طلبك من ولي امرك اياً كان  و رأيت ان من الافضل اخذ رأيك مقدماً لذا ...............

فرح : ألن تخبريني عن ماذا تحدثتم ؟ ولما تبدين بهذا الشكل ؟ هل ازعجك بكلامه ؟؟؟ اخبريني ان فعل دعيني اذهب اليه واتعامل انا معه ... او ربما نجعل ابن عمك هذا يتعامل معه افضل

مريم محاولة تغيير الموضوع : فارس ؟ هل اصبحتى الان ترينه ذو فائدة ؟

فرح : كفي عن تغيير الموضوع ألن تخبريني حقا بما حدث ؟

مريم بتنهيدة : سأخبرك سأخبرك لكن لاحقاً ليس الآن ......

فرح : حسنا لكن لا تنسي ..... ستخبريني كل شئ بالتفاصيل المفصلة

مريم بإبتسامة : وعد ... بالتفاصيل المفصلة

فرح : حسنا لقد وصلت لمنزلى..... اراكي غدا ..... وداعا

مريم : وداعا

وصلت منزلها وألقت السلام على الدادة قبل ان تصعد لغرفتها لكن فى طريقها للغرفة سمعت اصواتا من غرفته تسمرت بمكانها ....... هل عاد ؟؟؟؟ ....... واخيرا عاد و ستراه بعد غياب ثلاثة اشهر ........ هل يتواجد بغرفته الآن ؟؟؟؟؟؟؟ ...... ان طرقت باب غرفته ستسمع صوته المشتاقة اليه يسمح لها بالدخول

تحركت دون وعى نحو باب غرفته و قبل ان تطرق الباب سمعت يتحدث مع شخص ما تشجعت وقامت بفتح الباب لترى امامها آخر مشهد تخيلته

هو

يقف امام المرآة يتحدث بالهاتف ولا يغطي جسده سوى منشفة تلتف على جزئه الاسفل ...... تسمرت بمكانها لهذا المشهد لكن ..... لا ..... ليس هذا هو كل شئ بل هناك

هى

تقف امام دولابه تعطيها ظهرها تعبث بملابسه..... وهى ترتدي .... ااااه مما تردتيه اقل ما يقاله عنه انه عبارة عن بيبي دول ... فستان قصيير يكاد بصعوبة يغطى فخذاها .. ذو ظهر عاري .. ولا ترغب حقا فى رؤية تفاصيله من الامام والتى هى اكيدة من انها لن تسرها

لن تسرها ابداً


تعليقات