رواية ميما الفصل العشرون20بقلم اسماء الاباصيري


رواية ميما
 الفصل العشرون20
بقلم اسماء الاباصيري



عرض زواج

فرح بهجوم : اكرهك اكرهك اكرهك .... غبية انتي غبية

ابعدت مريم الهاتف عن اذنها بسبب صراخ صديقتها فى الهاتف قبل ان تأخذ نفسا عميقا لتجيب محاولة امتصاص غضب فرح

مريم : فرح استمعى الي ... حدثت امور كثيرة متتالية ولم اكن فى حالة تسمح للحديث معك بشأنها .... اعتذر على اثارة قلقك بهذا الشكل لكن ..... لكن .... تهدج صوتها ولم تستطع اكمال جملتها لتهتف صديقتها فى ذعر

فرح : مريم مريم ماذا حدث ؟ ...... هل تبكين ؟

مريم ببكاء : فرح احتاجك .... ارجوك تعالي إلي الآن ؟

فرح بسرعة : حسناً حسناً سآتى ..... دقائق وسأكون امامك لذا فلتهدأي قليلا ًاتفقنا ؟

مريم ببكاء : حسنا انا انتظرك لا تتأخري ارجوكي

ثم اغلقت الهاتف لتنخرط فى بكاء مرير متذكرة احداث هذا اليوم المشئوم فهى لم يهدء بالها بعد رغم مرور اسبوع على هذا الحدث

نعم مر اسبوع قضته بغرفتها ترفض الخروج منها .... حضرت صديقتها فرح عدة مرات لرؤيتها لكنها كانت ترفض الحديث ....... استمرت بتجنبه ..... اعتكفت بغرفتها متجاهلة بعثه للدادة اليها لتدعوها كل يوم فى ميعاد كل وجبة لتردها خائبة بأنها لا ترغب برؤية وجهه .... لم توصل الدادة ردها الى آسر خوفاً من غضبه عليها لكنه قد سمعها بإحدى المرات وهى تصرخ بكلامها هذا ليناظرها بغضب مكبوت قبل ان يطلب من الدادة ان تتركها على راحتها

حاول بعد ذلك تلطيف الاجواء بينهما عدة مرات بطرق غير مباشرة لكنها رفضت اعطاؤه الفرصة لذلك

سحقاً هو حتى لم يعتذر عما قاله " سهلة " " رخيصة " اهكذا يراها حقاً ؟؟؟؟؟ اشتعل غضبها من جديد  وزاد نشيج بكاءها لتقسم انها لن تتنازل مرة اخرى وان كان اخر يوم بحياتها ..... لذا فليذهب هو و قلبها الخائن  الى الجحيم

فى مكان اخر تحديدا شركة البندرا نجده يجلس بغرفته يشاركه الحديث ابن عمه

فارس بمكر :اذاً ؟

آسر بتعب : ماذا هناك ؟

فارس : انت من ستخبرني ماذا هناك ؟

تنهد آسر بتعب

آسر : هل سبق وشعرت انك اغبى خلق الله ؟

فارس بتهكم : هذا شعور انساني جداً مر على الجميع لكن ان تشعر به انت تحديدا فهو امر جلل.... اخبرنى ما الامر ؟

آسر بشرود : اتظن الامر انتهى هكذا ؟ هل هذه النهاية ؟ اتظنها تكرهني الآن ؟

جملته الاخيرة اوضحت الامور لفارس .... اذا هى مريم ....... و اخيرا انتبه هذا المغفل الى الامر

فارس : ماذا حدث ؟ هل تشاجرتم بسبب هذا الرهان السخيف ؟

عقد آسر حاجبيه بتساؤل

آسر : كيف علمت بأمر الرهان ؟

فارس : حقا ؟؟؟؟ اهذا ما يهمك الان ؟ اخبرني ما الامر ماذا حدث ؟

آسر : جرحتها ؟

فارس بسخرية :  و ما الجديد بالأمر ؟

آسر بتعجب : اانا سيء لهذه الدرجة ؟

فارس بتهكم : احقا لا ترى كيف تعاملها دائما ؟

تنهد آسر بتعب ليستند على مكتبه يضع رأسه بين كفيه

آسر : لقد تجاوزت هذه المرة بحديثي

فارس بقلق : آسر ... ماذا فعلت ؟

آسر : جعلتها لا ترغب حتى برؤية وجهي

ساد الصمت قليلاً قبل ان يقطعه فارس

فارس : إذاً ؟

آسر : لا اعلم ما العمل

فارس بإستفزاز :  تستسلم ....... اذاً ....... تلك هى فرصتي ؟

رفع آسر رأسه بحده ليطالعه بغضب .... يهمس من بين انفاسه المحترقة

آسر : في أحلامك ...... اتسمع .... فى احلامك

ليغادر المكتب بعد ذلك ويترك فارس وحيداً على وجهه ابتسامة واسعة

فارس : اتفقتم جميعا على تلك الكلمة " فى احلامك " قالها مقلداً آسر

ليتذكر فرح عند قولها تلك الكلمة ايضاً منذ فترة ويسرح بها بعد ذلك كعادته بالآونة الاخيرة

تجلس باكية بين احضان صديقتها بعد ان روت لها احداث هذا اليوم

فرح بغيظ : هذا الحقير ..... كيف امكنه التحدث معك بهذا الشكل ونعتك بهذه الصفات هل جن ام ماذا؟

مريم ببكاء: هذا خطئي انا ...... حتى وان كنت اعشقه كان يجب علي الاحتفاظ بمشاعرى دون الافصاح عنها امامه

فرح بتأييد : حسناً لقد اخطئتي فعلاً بهذه النقطة .... بالله عليك كيف جاءتك القدرة على قولها بوجهه ..... ثم اردفت بشرود ...... " انا احبك " ياالله حتى انا يقشعر بدني عند تخيل انى اقولها له

تحركت مريم لتخرج من بين احضان صديقتها وتردف بتساؤل

مريم : تقوليها لمن ؟

فرح بإنتباه : ماذا؟

مريم : لا تتظاهرى بالغباء ..... من هذا الذي لا تتخيلي قولها امامه ؟

فرح بتوتر : فلتدعيني وشانى الان واخبرينى على ماذا تنوين ؟

مريم بتنهد : لاادرى لكني حقاً لا اريد رؤية وجهه اشعر بالغضب كلما تذكرت حديثه ....  لتتنهد هى بيأس قبل ان تردف ..... يالله شتان ما بين شعوري نحوه الان و شعورى منذ اسبوع

فرح : اذاً .... تكرهيه؟

مريم بيأس : وهل سأكون بتلك الحالة ان استطعت كرهه فعلاً ؟... فقط غاضبة منه .... غاضبة و بشدة

صافي بغضب : لما لا ارى الى الآن اية نتيجة لتحركاتك ؟ ...... لما التأخير ؟

.....................

صافي : لا اهتم لتلك التفاصيل يكفي هذا الوقت فلتتحرك فوراً لقد سئمت من هذا الوضع ..... ان لم تكن على قدر المسئولية فقل لى حتى اجد غيرك

.................

صافي بترقب : حسناً سنرى

اغلقت هاتفها  تناظر الفراغ بشرود قبل ان ترتسم ابتسامة شيطانية على محياها والله وحده يعلم بما تخفيه تلك الحية

هبطت فرح من غرفة صديقته  بعد ان هدأتها قليلاً وقد اتفقتا على ان تأتى لها غدا ايضا لتبدءا معاً المذاكرة استعداداً للإمتحانات وصلت الى الاسفل و فى نيتها المغادرة لترى استاذها الدكتور محمد يجلس بالبهو يرافقه فارس ويبدو انهم فى انتظار احد ما .... انتبه فارس لتواجدها ليهب واقفاً متجهاً نحوها وعلى وجهه ابتسامة واسعة و ترتها

فارس : انظرو على من عثرت... يا مرحبا يا مرحبا كيف حالك آنسة فرح؟

فرح بتوتر : بخير حمداً لله ..... وانت ؟

فارس : كنت بخير ..... واصبحت افضل بكثير فور رؤيتك ..... صمت قليلاً ليردف بتساؤل ...... اذاً كنتي برفقة مريم ... كيف حالها الآن ؟

فرح بهجوم :  ليست بخير مطلقاً والفضل يعود لإبن عمك

فارس بجدية : ستكون بخير .... مريم قوية اثق بهذا

فرح بخفوت : ارجو ذلك .... والان علي الذهاب وداعاً

انصرفت فوراً دون انتظار رده و عند خروجها من باب الفيلا قابلته لتنظر له بشراسة قبل ان تتجاهله وتمر سريعاً من جانبه

دلف الى الفيلا ليرى ابن عمه وضيف غريب لا يعلم لما لم يرتاح لرؤيته

آسر : مرحباً

وقف كلا من فارس و محمد استقبالاً لآسر

فارس : مرحبا آسر....... هذا الدكتور محمد صديق لى من الجامعة

آسر : مرحباً ..... آسر البندارى ابن عم فارس

محمد بإبتسامة : مرحباً سررت بمعرفتك

آسر : تفضل بالجلوس ......

فارس محاولاً انشاء حوار : الدكتور محمد يدرس مريم مادة الفيزياء الهندسية بهذه السنة

استغرب آسر لوجود هذا الشخص بمنزله لكنه اومأ بإبتسامة رسمية رداً على حديث ابن عمه

عم الصمت لفترة قصيرة ليقطعه تنحنح محمد ليهتف بعد ذلك

محمد : لقد تفاجئت بقرابة فارس لمريم ........ ااااا اقصد الآنسة مريم

تراجع عن نطقه لاسمها مجرداً عند ملاحظته ملامح الاستهجان على وجه آسر واكمل

محمد : .... ظننته مجرد تشابه اسماء ........ ثم صمت قليلا واردف بإبتسامة ..... بالحقيقة اتيت اليوم بطلب ارجو ان لا تردنى خائباً بشأنه

آسر بتوجس : طلب ؟

محمد بتوتر : نعم جئت اليوم ....... لطلب الآنسة مريم للزواج ؟

دقيقة اثنتان ثلاث اربع خمس ........ تعدت الدقائق الخمسة و آسر يحاول استيعاب ما تفوه به هذا ال ........... مهلا مهلا لا وقت لسبه الآن ...... فليحاول استرجاع ما قاله ...... يرغب بالزواج حسنا لا بأس بهذا فما شأنه بذلك لكن لما يتخلل أسم مريم جملته تلك ... ولما اتى له من الاساس ان كان يرغب بالزواج هذا ال......

لقد تجرأ فعلا وفكر بالارتباط بها ... بمريم .... خاصته ..... وهذا الابله فارس شجعه بذلك بل احضره الى هنا .... اليه ...... قاطع تفكيره صوت تنحنح هذا ال..... حقا لا يدرك بما يناديه

محمد : سيد آسر ؟

انتبه على نداءه ليرفع نظراته نحوه

آسر بصوت جليدي : إذاً انت ترغب بالزواج .... من مريم ؟

ابتلع محمد ريقه بتوتر ليحول نظراته الى فارس صديقه يطلب منه العون لكن وجده يتابع المشهد بإستمتاع

محمد : نعم هذا ما قلته ... بالحقيقة لقد عرضت عليها الامر لكنها..........

فارس مقاطعا بهدوء مخيف : عرضت الامر ..... عليها ؟؟؟؟؟

محمد : نعم لكن............

هب آسر واقفاً ليمد يده الى محمد يخبره بإنتهاء الزيارة

آسر بجمود : للاسف طلبك مرفوض فهى مرتبطة بالفعل

اتسعت حدقتا محمد ليبتلع ريقه بإحراج للمرة ...... لا يعلم فلقد توقف عن حصرهم هب هو الاخر من مكانه يمد يده ليد آسر والذى شد عليها بقوة اظهرت مدى غضبه ثم هم بالانصراف سريعاً

تابع فارس بإستمتاع هذا الجو المشحون ليري ابن عمه يقف بمكانه بعد رحيل الضيف وهو يشد على قبضتيه بقوة و عيناه تزداد ظلاماً قبل ان يتحرك سريعاً الى الاعلى ..... الى حيث توجد تلك المسكينة .... شعر فارس بالقلق عليها لكنه يدرك اهمية حديثهما هذا رغم صعوبته لكن فليسيرا معاً بهذا الدرب دون تدخل من احد

كانت بغرفتها تحاول النوم قليلاً استعدادا للاستذكار غداً لتجد من يقتحم غرفتها بهمجية و يغلق الباب خلفه بقوة

فتراه هو يقف امامها والشرر يتطاير من حدقيته يتنفس بصوت مسموع لتدرك الى اى حد يتملكه الغضب

نهضت من السرير لتقف امامه محاولة الظهور بشكل متماسك امام غضبه رغم ما تشعر به من ذعر بداخلها

مريم : لم اخطئ سابقاً عندما نعتك بالهمجية ..... ألم تسمع قبلاً بطرق الباب والاستئذان للدخول ؟

لم يجيبها و كأنه لم يستمع الى اى من حديثها مما أثار غضبها

مريم : اتمنى ان يكون لديك سبباً يستدعي اقتحامك لغرفتى بتلك الطريقة

آسر بصوت مخيف : ماذا كان ردك ؟

مريم بتعجب : ماذا ؟

آسر بصراخ : اجيبي ... ماذا كان ردك ؟

مريم بصراخ مماثل : كف عن الصراخ بوجهي ... اردت ان ألزم حدودى نحوك اذا فلتفعل المثل ........ لما الغضب والصراخ ..... ماذا فعلت انا ؟

آسر : ماذا كان ردك على طلب هذا الارعن ؟

مريم : من تقصد ؟

آسر بنفاذ صبر : استاذك هذا ؟

لحظات حتى استوعبت حديثه لتسأل

مريم : دكتور محمد ؟

سدد لكمة على يسارها لتتهشم مرآة تسريحتها الى قطع صغيرة فينتفض جسدها فى رعب ويتقدم هو نحوها بخطوات بطيئة

آسر بغضب مخيف : لا تلفظى بأسمه ..... والآن اخبريني ماذا كان ردك على عرضه ؟

مريم وقد استوعبت غضبه : و ما شأنك انت ؟

آسر : ماذا ؟

مريم : ما شأنك بردي ؟ ان وافقت او رفضت ... ما شأنك بي ؟

آسر بتهديد : مريم

مريم بنفس النبرة : آسر

آسر بتهديد : كفى عن عنادك هذا ..... والان اخبرينى فوراً هل وافقتى ام رفضتى ؟

لحظات مرت عليه وكأنها سنوات ينتظر ردها بفضول كاد يقتله ليسمعها تهمس بهدوء اغاظه

مريم ببرود : رفضت

نظر لها لحظات يستوعب كلمتها تلك ..... رفضته ... ليهدأ فوراً و يتراجع خطوات للخلف ... استدار محاولاً السيطرة على اعصابه قبل ان يشتعل غضبه مجدداً وهو يسمعها تردف

مريم بمكر : لكن افكر بالقبول فعلى ما يبدو انه مصر على طلبه ذاك لذا ...... رفعت رأسها فى شموخ وعلى ثغرها ابتسامة جانبية ...........

انا اقبل


تعليقات