رواية ميما الفصل الرابع والعشرون24بقلم اسماء الاباصيري
تحريض
مريم : صباح الخير
ألقتها على جميع الحاضرين على طاولة الافطار ليجيب ابناء عمها و تتجاهلها كلاً من رولا وصافي كالعادة
بحثت عن مقعد فارغ فلم تجد سوى بجانب الادهم الذي اتى هو وفارس صباحاً لمناقشة بعض الامور العاجلة مع آسر قبل ذهابه للشركة ..... يقابلها فى جلستها مقعد ه اخذت تسترق بعض النظرات الخاطفة نحوه اثناء سؤال الادهم عن احوالها لتجيبه عن أسئلته فى شرود
و من ثم فاجأت الجميع بسؤالها لآسر
مريم بهدوء : آسر كيف حالك الآن هل اصبحت بحال أفضل ؟
طالعها الجميع بدهشة ليتساءل فارس
فارس : " اصبح بحال افضل " ؟ هل مرضت ؟ كنت بخير عند مغادرتك بالأمس
آسر بجدية : انا بأفضل حال ليس بي شئ
الادهم بسخرية : لما هذا السؤال مريم ؟ .... يبدو لى الافضل حالاً بيننا جميعاً
آسر بحدة : ماذا تقصد ؟
الادهم بهدوء : لا شيء فقط اقول ما أراه
قاطع فارس شجارهم هذا موجهاً حديثه لمريم
فارس : اذاً لما هذا السؤال ؟
مريم : لا ادرى فقط كان غريباً بالأمس
الادهم : كيف هذا ؟
مريم موضحة : بالأمس وجدت على فراشي با...........
آسر مقاطعاً : مريم ........ ستتأخرين على جامعتك
هبت واقفة فجأة تناظر ساعتها فى فزع لتجد انها بالفعل قد تأخرت عن موعد مغادرتها
مريم : تباً لقد تأخرت بالفعل ياللهي ماذا سأفعل ؟
تحرك الادهم مغادراً مقعده ليهتف محاولاً تهدئتها
الادهم بهدوء : لا داعى لهذا القلق سآخذك فى طريقى .... انا ايضاً سأداوم اليوم بالجامعة اليوم هيا بنا
مريم بإمتنان : حقاً .... شكراً لك ادهم .... انت منقذي
ثم غادرا فوراً تاركين اربعة ازواج من العيون تطالعهم .... بعضهم فى قلق و البعض الاخر بلا مبالاة وهناك من يبتسم بإنتشاء لتحقق غايته
تحرك آسر بعد ذلك للمغادرة للشركة شاركه فارس قائلاً
فارس : لنذهب معاً
في سيارة الادهم و اثناء توجههم للجامعة
الادهم بخبث : اذاً ماذا حدث بالأمس مع آسر ؟
مريم متجاهلة حديثه : لما لم تخبرني انك لم تكن الشخص الذي ارسل باقة الورود بهذا اليوم ؟
توتر الادهم قليلاً و حاول اخفاء توتره هذا بإبتسامة ساحرة ليجيب ببساطة مفتعلة
الادهم : فقط من باب الذوق
حدقت به غير مصدقة تبريره لفعلته تلك ..... نعم هى ظنت فى بادئ الامر ان هذا هو السبب الطبيعي لعدم انكاره لكنها لم تقتنع عند سماعه يبرر لها تصرفه ..... امر غريب
الادهم : آسف ان ازعجك هذا
مريم بلا مبالاة : لا بأس لكن ارجو ان تُصدقنى القول فيما بعد فلقد اقلقني الامر حقاً .... همست قائلة ........ باقة ورود يومية و ما الى ذلك
الادهم بتوجس : ألهذا كان آسر منزعج صباحاً ؟
مريم : منزعج ؟
الادهم : اعنى انك ظننت باقته تلك مني انا
مريم بصراخ : مااااذااااااا ؟
فزع الادهم من صراخها هذا واوقف السيارة فوراً بجانب الطريق ليلتفت لها متسائلاً
مريم بدهشة : آسر ؟ آسر هو من ارسل تلك الباقات
الادهم : عن اى باقات تتحدثين ؟ انا اقصد تلك الباقة التى شكرتنى بسببها
مريم بإسترسال : نعم نعم تلك الباقة تلتها باقات اخرى يومية ........ ثم صمتت تسترجع احداث هذا الاسبوع لتردف فى شرود ...... اولاً .... لم يعاقبني ظننته لا يهتم ... و اصر على الدادة يومياً لإبقائي لتناول الافطار و وصول الورود اثناء ذلك يفسر كل شيء ...... ثم مَن غيره القادر على الدخول للغرفة ووضعها بها دون لن يرتاب احد لدخوله ....... يالهي ..... ادهم
الادهم : ماذا ؟
مريم : هل جن آسر ؟ لقد ارسل لي عدة باقات بالاسبوع الفائت والختام كان باقة ورد وهدية على فراشي
صدم الادهم لسماعه هذا فهو لم يكن على علم بمحاولات آسر لإستمالتها لكنه استغل عدم ادراكها لمشاعره واردف فى خبث
الادهم : لا لم يجن لكنه ربما انتبه لشئ ما
مريم : شيئ ما ؟
الادهم : مريم ألا تجدين اهتمامه المفاجئ بك مريب اقصد انه ربما لديه دوافع خفية لذلك؟
مريم بدهشة : دوافع ... خفية ؟
الادهم : نعم ...... ممم بالطبع لا اقصد اتهامه بأمر ما لكن عليكي بالتفكير فى الامر من كافة النواحي ..... مريم انتى لست مدركة لما يحدث حولك ...... لديك الجمال والجاذبية و حُسن الخلق بجانب المستوى العلمي لكن لا تنسي ايضاً حالتك المادية
مريم : ادهم ماذا تقصد ؟ آسر ليس بحاجة لأموالي فكما تعلم نصيبه ضعف نصيبي ...... جميعكم كذلك لعنى انت و فارس
الادهم بمكر : لكن هناك مثل يقول " البحر يحب الزيادة " ..... لا اريد اتهامه بشيء ما تحديداً فقط انتي ابنة عمى و اراكي كصديقة عزيزة لي لذا اردت تنبيهك للامر
مريم بحدة : آسر هو الآخر ابن عمي يخشى على مصلحتى ودائماً ما كان خير سند وعون لي وان كنت ترانى كصديقة لك فأنا اراك كأخ لى كفارس تماماً وان كان آسر كما تقول يسعى خلف حصتي من الميراث لكان قَبِل اعترافي له
الادهم بصدمة : اعترافك ؟
مريم بجدية : نعم ...... اعترافي بحبي له ....... والآن هل يمكننا التحرك للذهاب للجامعة ام ماذا ؟
الادهم محاولاً تلطيف الاجواء : لقد تأخرنا بالفعل .... ماذا عن ذهابنا للتنزة بمكان ما ....... مثل هذا اليوم اتذكرين ؟
مريم بصد : نعم اذكر لكن اريد الذهاب للجامعة لقد تواعدت مع فرح مسبقاً والان هل بإمكاننا الذهاب ام اهبط انا لأستقل سيارة اجرة ؟
امتثل الادهم لأمرها فوراً دون ان يتفوه بكلمة وبدء بالتحرك بالسيارة نحو الكلية وبداخله يسب نفسه على تسرعه فى الحديث معها
فى الشركة
صمت بغرفة مكتبه بعد حديثه ..... ليطالعه فارس بهدوء قبل ان يقطع هو هذا الصمت قائلاً
آسر بغيظ : لا تكتمها اخرجها اخرجها
انفجر فارس بالضحك على حال ابن عمه مع مريم فلقد روى له ماحدث بالأمس
فارس بضحك : دخيل ....... متسلل
ثم اكمل نوبة الضحك تلك ..... لايستطيع السيطرة على نفسه كلما تخيل وضع آسر بتلك اللحظة
حاول الهدوء حتى نجح اخيراً بذلك ليردف
فارس : اذاً ماذا تنوى ؟ ما الخطوة التالية ؟
تنهد آسر بنفاذ صبر ليجيب
آسر : لا ادرى ... لست ضليع بأمور الحب والمغازلة ..... لم افكر بالخطوة التالية حتى الآن ..... دعك منى واخبرني كيف هى امورك مع فرح؟
فارس بدهشة : فرح ..... و منذ متى تهتم بحالتى العاطفية ؟
آسر : وهل لدى اهم من العاطفة والمشاعر بهذه الفترة ؟
ضحك فارس بمرح ليهتف بسعادة
فارس : لا جديد لكن الجيد بالأمر ان لا منافس لي لذا انا بمنطقة امان .... أتعلم فرح تلك نسخة اخرى من مريم لذا احمد الله على وجودها بحياتى والا لكنت منافسي
آسر بغيظ : ان كانت فرح نسخة اخرى من مريم اذاً لما لا اخبر الادهم بشأنها ليحول اهتمامه نحوها ويترك لى ابنة عمك ... كما انه اخاك لذا هو اولى ان يكون منافسك
نهض فارس من مجلسه ليجيبه بغيظ
فارس : اترك فرح جانباً واهتم بفتاتك .... دعنا بشأننا ارجوك فأنا لست نداً للادهم
ضحك آسر بسخرية على حديث ابن عمه قبل ان يغادر هذا الاخير ليترك آسر بملامح غامضة ليهمس
آسر بوعيد : وانا خير ند له
بالجامعة
دلف الى قاعة المحاضرات ليجد الطلاب بإنتظاره ..... اخذ يبحث عنها بعيناه وسط جموع الطلاب ليجدها تحادث زميل لها ليصر على اسنانه فى غيظ ويهمس
فارس بسخرية : منطقة امان ........ هذا جزائي للسخرية من آسر
هتف فى الطلاب بحدة لينتبهوا لوجوده ويعم الصمت على القاعة فيلقى محاضرته بأعصاب مشدودة بسبب هذا الاحمق الجالس بجانبها طوال المحاضرة
انتهى وبدأ الطلاب فى المغادرة ليهتف بأسمها يطلب منها الحضور لمكتبه فوراً
فى مكتبه سمع طرق الباب ليسمح لها بالدخول دلفت للداخل بهدوء طلب منها الجلوس لكنها تجاهلته واردفت
فرح : طلبت حضوري ... ما الامر ؟
طالعها فارس للحظات قبل ان يقول
فارس : منذ متى تجلسين بجانب شباب ؟
فرح بدهشة : ماذا ؟
فارس : بالقاعة ... اثناء المحاضرة
فرح : لم اجد اى مكان فارغ سوى هذا
فارس دون اقتناع : مممم حسناً لا بأس لكن لا اريد رؤية هذا المشهد مرة اخرى فلتأتى مبكراً مستقبلاً
فرح بغيظ : و ما شأنك انت بحضوري متأخرة او مبكرة ؟
فارس بثقة : لا تقلقي سيكون هذا شأنى عن قريب ....
قريب جدااااا