رواية ميما الفصل الثامن والعشرون28بقلم اسماء الاباصيري



رواية ميما الفصل الثامن والعشرون28بقلم اسماء الاباصيري



عائلتك

الادهم بهدوء : افكر جدياً فى العودة الى اميريكا ما رأيك؟

مريم بدهشة: من اين جئت بهذا الان ؟ ... ألم تستقر امورك هنا بالفعل ؟

تنهد بيأس ليجيب

الادهم : لا اشعر بالراحة

مريم بتساؤل : لديك ما يزعجك ؟؟

الادهم بتلقائية : نعم ..... انتي

مريم بدهشة : انا ؟

الادهم موضحا بصراحة : نعم انتى .... لقد سبق واخبرتك عن مشاعري نحوك لكنك الان زوجة آسر ابن عمي لذا ..... انا منزعج ... غاضب ... يائس

نظرت نحوه بدهشة .. نعم هى تذكر اخباره لها بمشاعره نحوها لكنها نست ... او لنقل تناست الامر حتى تستطيع المضي بحياتها دون تأنيب ضمير لكنها تعلم وتستشعر قوة الادهم على المضي قدماً والتغلب على الامر ... لترتسم ابتسامة واسعة على شفتيها وتجيب

مريم بمرح : سيد ادهم ألا ترى انه من غير اللائق الحديث معي بهذا الامر ؟ ... خصوصاً بعد زواجى ... ثم اضافت بجدية ..... ادهم انت تعلم بمشاعرى نحو آسر لذا فلتحاول التغلب على الامر ... اعلم ان الامر صعب فلقد مررت به من قبل كما انى اُعد اخر شخص يجب عليه محادثتك بهذا الشأن لكن .... ارجو ان تتجاوز الامر وتجد من تناسبك حقاً واتمنى ان يحدث هذا وانت هنا ... معنا .... لذا لا تغادر رجاءاً

حدق بها للحظات يدقق النظر لملامحها وكأنه يحفرها بذاكرته قبل ان يتنهد بقلة حيلة ويردف

الادهم : إذاً ما رأيك برولا ؟

رمشت بعيناها عدة مرات تستوعب سؤاله والغرض منه قبل ان تهتف بذهول

مريم بغباء : رولا من ؟

الادهم بإبتسامة : رولا ابنة عمك ... اخت آسر .... افكر ان اتزوجها ....... ما رأيك ؟

آسر بمرح : تمزح ؟

فارس بغيظ : لا لا امزح سيد آسر ..... الانسة المبجلة فرح ...... زوجتى .... الجوهرة المكنونة ..... صفعتنى بالأمس و السبب قبلة

آسر : تتحدث وكأنها المرة الاولى التى تق........

قطع كلامه لينظر لابن عمه فى دهشة ليردف بصدمة

آسر : لا لا تقول انك لم تفعل حتى تلك اللحظة ........ أكانت الاولى حقاً

اجابه احمرار وجه فارس غيظاً ليجيب بصوت مخنوق

فارس : لم تكن الاولى بالطبع

ذفر آسر بإرتياح قبل ان يسمع الاخر يكمل

فارس : فلقد كانت قبلة على الجبين

بمجرد انتهاءه من جملته تلك سمع أبن عمه آسر ينفجر بالضحك على حاله ليبقى هو على ضيقه فترة قبل ان يشارك ابن عمه الضحك حسرة على ما اوقع به نفسه لكن ماذا يفعل بحبه لها الذي بقلبه

توقف آسر عن الضحك بصعوبة قبل ان يسمع ابن عمه يسأله بسخرية

فارس : إذاً اهذا تأثير الزواج ام مريم لتتحول من آسر الجاد العابس اغلب الوقت الى شخص مرح متصيد للضحك والسخرية من الاخرين ؟؟

اسند آسر ظهره براحة على مقعدة ليتنهد بإبتسامة تحمل كل معانى الرضا والفرح

آسر بإبتسامة : مريم ......لم اعلم بحاجتى اليها سوى يوم عقد القران .... لم يشعر احد بمقدار سعادتى فى هذا اليوم ......... ثم اردف وقد اختفت الابتسامة من شفتيه و امتلأت نبرة صوته بالقلق ...... لكن لدى هذا الشعور بأن شيئاً ما ليس على ما يرام

عقد فارس حاجباه بإنزعاج ليهتف

فارس : كفاك تشاؤم و قلق .... كل شيء يسير كما نريد .... فقط نسعى للسعادة ... ما الخطأ فى هذا ؟

قال فارس حديثه هذا يحارب ما بداخله من قلق ... فشعوره منذ يوم زواجه لا يختلف كثيراً عن شعور ابن عمه وقد دعى بداخله ان يخيب ظنهم هذا

تذرع الغرفة مجيئاً وذهاباً على غير هدى وكأن بركاناً بداخلها يستعد للانفجار بأية لحظة

رولا بصراخ : يكفى هذا يكفى هذا ........ تقولين انتظرى انتظرى الى متى سأنتظر ؟ تلك الحقيرة و صديقتها يستمتعون بوقتهم مع فارس واخى بينما نحن هنا ...... حتى منزلنا حُرمنا منه ...... امي فلتفعلى شيئاً

صافى بإنزعاج : كفاك صراخاً ستصيبيني بالصمم .. اخبرتك ان تنتظرى حتى اجد الحل لهذا الامر اذاً فلتستمعى الي وتهدأي قليلاً

تقدمت ابنتها نحوها لتجلس بتحفذ بجانبها وتهتف بعصبية

رولا : حل ؟ والى متى سأنتظر حتى تجدين هذا الحل ..... امى ... سيتزوجون فعلياً بعد اسبوعان من الان وانتى تطلببن منى الهدوء

صافى : انا لا افهم ..... انتى لا تحملين مشاعر نحو فارس فقط تجديه مناسب للزواج لا اكثر .. اذاً لما كل هذا الغضب ؟ .... ظننت ان غرضك هو الانتقام من مريم لتسببها بطردنا من منزلنا

رولا بحقد : انا لا اهتم لآسر او لفارس ... فقط تلك الفتاة ... مريم ... اريدها ذليلة ..... اريدها راكعة تحت قدمي حتى تعلم من اكون انا ومن تكون هى ... ابنة الخدم تلك

صافي : وهذا ما اريده انا ايضاً فإبنة محمد وسعاد لن تحصل على ما لم احصل عليه بيوم ما ... فلنرى كيف ستصمدين يا .... مريم

فور خروجها من مكتبه انتبهت لوجودها ... اصطنعت رنا هندمة ملابسها ترغب بتوصيل فكرة معينة لمريم الواقفة امامها والتى اتت خصيصاً لزيارة آسر

وصل لمريم ما تحاول رنا اظهاره لتشتعل غيظاً وغيرة بداخلها لكن لتموت حرقاً ان اظهرت ما تشعر به امام تلك الحرباء .... تقدمت نحوها بكل برود وعلى ثغرها ابتسامة جانبية حتى وقفت امام مكتبها تهتف بهدوء

مريم : مرحباً رنا .... كيف حالك ؟

رنا بهدوء مماثل : بخير مريم .... وانت ؟

رفعت مريم احدى حاجبيها لتجيب بترفع

مريم : مريم هانم كما انى ارى ندائك لآسر بإسمه يعد تجاوز لذا فلتجعليه سيد آسر افضل .... وأه انا بأفضل حال

قالت جملتها تلك تشد على كل حرف بها لتشعل غضب الاخرى

رنا بغيظ : سأخبر آسر ..... اقصد سيد آسر بحضورك

مريم وقد تحركت اتجاه مكتب زوجها : لا داعى لذلك اريد مفاجأته بحضورى .... و ارجو ان لا تقاطعينا بهاتف او ضيف .... وداعاً يا ....... رنا

آسر بدهشة : مريم ؟؟ ما الامر ؟ لما انتى هنا بهذا الوقت ؟

زمت  شفتيها بشكل طفولى ضامة كلتا يديها امام صدرها لتهتف بحنق

مريم : مريم ؟ ولما انا هنا ؟ شكراً سيد آسر على هذا الترحيب الحار بزوجتك

نهض سريعاً من مقعده خلف المكتب واتجه نحوها ساحباً اياها بأحضانه

آسر بضحك : يسلملي الدلوع

ضربته بخفة على صدره لتهتف

مريم : تظن ان بإمكانك مصالحتى بسهولة

اجابها وهى ما تزال بأحضانه وقد بادلته العناق

آسر : اذاً بماذا تأمر مليكتى حتى تعفو عني ؟

تحركت بهدوء دون ان تبتعد عن احضانه فقط رفعت رأسها لاعلى لتناظره .. تستند بذقنها على صدره وتهتف بغنج

مريم بحب : روما ...... لا تناديني بغيره .... احب هذا الاسم ......... ثم تغضنت ملامحها بضيق مما دفعه لعقد حاجباه فى تعجب اختفى فور نطقها بجملتها التالية ....... لكن ما لا احبه هو تلك المدعوة رنا .. سكرتيرتك تلك ..... فلتدعها تذهب لحال سبيلها

وكأن السحر قد تلاشي فور نطقها بهذه الكلمات لتتبدل ملامحه من ملامح زوجها العاشق الى ملامح رجل اعمال جاد .... انهى عناقه لها بهدوء ليبتعد عنها ويتجاوزها نحو اريكة خلفها فيجلس عليها بأريحية تخالف ما بداخله من انزعاج

مريم بتوجس : آسر ..... حقاً لا ارتاح لها ... فلتدعها تذهت وتأتى بغيرها

حدق بها بدقة للحظات حتى شعرت هى بالقلق من صمته هذا فأتجهت نحوه تجلس بجانبه وهتفت محاولة تلطيف الاجواء والتى توترت من نظراته فقط

مريم : آسري

آسر : مريم ..... انا احبك .. تعلمين هذا أليس كذلك ؟

اومأت هى فى اضطراب ليكمل هو بجمود استفز كل اعصابها حتى كانت لتنهار من فرط توترها

آسر : لكن هذا لا ينفى كونى مازلت آسر البنداري الآمر الناهى والذي لا يخضع لسلطة اي امرأة حتى وان كانت من ملكت قلبه و لُبه

ابتلعت ريقها بتوتر وخوف وقد ادركت للتو فشلها فى اسلوب طلبها هذا الامر من آسر .... فهى تدرك انه يرفض طلب كهذا منها وكأنه امر وهو عليه تنفيذه .... هو مثله مثل اى رجل آخر لا يقبل بوضع كهذا بل هو آسر البندارى ... المسيطر المتحكم بمصير الكثير  .... لذا فالمهمة صعبة ويجب عليها ايجاد طريقة افضل واذكي للحصول على مرادها حتى وان كان بالاحتيال قطع مخططها هذا صوته

آسر : اذاً ؟

مريم محاولة تلطيف الاجواء : اردت مفاجأتك بزيارتى لك اليوم ... ثم اردفت مدعية الحزن .... لكن يبدو انى قد ازعجتك بحضوري

فهم آسر تصنعها هذا واردف بمكر

آسر : بل ان حضورك هو افضل ما حدث لى اليوم لكن يبدو انى اغضبتك ويجب علي محاولة نيل الغفران

طالعته هى بتعجب قبل ان تفهم ما كان يقصده تحديداً فور ان باغتها بقبلة اخذتهما معاً بعيد عن اجواء المكتب و نقاشهما منذ قليل و رنا و ......... الموضوع الهام والذي اقدمت اليوم على زيارته خصيصاً لمناقشته به

فرح : انا آسفة

رفع نظره نحو هذا الصوت  والذي قاطع تدقيقه لبعض الاوراق بغرفة مكتبه بالجامعة .... ليجدها هى تنظر للاسفل فى قلق تضم كفيها الاثنان نحو بعضهم البعض تفرك اصابعها بتوتر ويكاد يجزم ان يجد دموع متراكمة بحدقتيها ان همت برفع عيناها نحوه بتلك اللحظة وهو ما شكر ربه على عدم حدوثه

فارس بصوت حاول ان يكون جامداً : تفضلي بالجلوس

لم ترفع نظرها نحوه بعد .. فقط تحركت لتجلس بمقعد امام مكتبه لتسمعه يهتف

فارس : كيف حالك ؟

تمتمت بكلمة " بخير " بخفوت قبل ان تعود لصمتها مرة اخرى ليتنهد هو محاولاً الهدوء فها هو يراها امامه بعد مرور يومان من شجارهما بسبب تلك القبلة البريئة ..... اللعينة ..... شتم بداخله قبل ان يتحرك من خلف مكتبه ليجلس امامها ويكاد يجزم انها ازدادت انكماشاً حول نفسها فور شعورها به بالقرب منها

فارس : فرح ..... هل تشعرين انك تسرعت بالقبول بزواجنا

رفعت رأسها نحوه بحدة وياليتها لم تفعل فلقد كان محقاً بإمتلاء عيناها بالدموع والتى تهدد بالهبوط بأيه لحظة وبالفعل سقطت دمعة خائنة اجبرته وبدون شعور ان يقترب منها ماداً يده لمسحها

فارس : لا تبكي ..... لقد خمنت هذا بسبب تصرفاتك نحوي ..... فرح انا احبك ... اعشقك ... لهذا عند  قدومى و طلبي لخطبتك اصررت ان يكون عقد قران لعلمي بعدم استطاعتى على السيطرة على نفسي ....  لكن على ما يبدو فانتى لا ترغبين بذلك

قاطعته بهز رأسها يميناً ويساراً بقوة معلنة رفض ما يقوله

فرح ببكاء : انا فقط لا اعلم

فارس : لا تعلمين ؟

اومأت لتكمل وسط بكاءها

فرح : نعم انا لا اعلم حدود علاقتنا بتلك الفترة ..... بباديء الامر كنت معجبة بك ثم تطور الامر لشعورى بالحب نحوك لكن ظننت اننا سنقوم بخطبة اولاً وحينها سأستطيع تقبل فكرة ان الشخص الذي احببته صار لى حقاً  لكن اتى هذا الوقت لأجدك زوجي دون اى تمهيد ... فقط اختلط علي الامر ...... آسفة لذلك

لم تلتقط اذناه حرفاً مما قالته سوى كلمة  "زوجي" ارتسمت ابتسامة على ثغره واخذت بالاتساع ولم يشعر بنفسه الا وهو ضاماً اياها بين ذراعيه لفترة لتقاطع هى هذا الصمت بسؤال بصوتها الخجول

فرح : اذاً هل سامحتنى ؟

ابعدها فارس قليلاً قبل ان يرفع احدى حاجبيه بمكر ويهتف

فارس : ليس قبل ان احصل على شيء بالمقابل

فرح : ماذا؟

فارس بإبتسامة واسعة  : قبلة

تحولت ملامحه المبتسمة تلك لملامح ألم بسبب ركلة قوية بقدمه وجهتها هى له قبل ان تهم بأخذ حقيبتها متجهة الى الخارج بغضب ليهتف هو بعد رحيلها

فارس بألم :  لم اخطئ حين نعتك بالمجنونة

مريم بإبتسامة : حمداً لله على سلامتك

رفع آسر حاجباه تعجباً ... ففور وصوله المنزل ودلوفه للداخل رآها تقف مرحبة به بإبتسامة وجدها هو مريبة

آسر مستهزئاً : اذاً تتمرين على دور الزوجة المخلصة ؟؟

ابتلعت سخريته تلك لتردف ببراءة مصطنعة

مريم : اشتقت اليك لذا هبطت لاستقبالك فور وصولك .... هل اخطأت بذلك ؟

لم يخفى عليه اصطناعها هذا لكنه قرر مجاراتها حتى تكشف له اوراقها

تناولا طعام العشاء معاً وكان فى طريقه لغرفة مكتبه لمباشرة عمله قبل ان يستمع لها تناديه داعية اياه للجلوس معها لمشاهدة التلفاز

آسر بتأفف : فقط قولى ما تريدين ودعيني لعملي

مريم بلوم : انت تمضي يومك بالكامل بالشركة وتستكثر علي قضاء بضعة ساعات قليلة بجانبي

استسلم آسر لطلبها هذه المرة وهو يدرك انه سيستمع بعد قليل لما لن يعجبه

بعد فترة  وجدها تطفئ التلفاز و تتوجه نحوه بجلستها ليسمعها بعد ذلك تناديه بدلال

مريم: آسري

" هل قد بدأنا " همس بها بداخله قبل ان يوجه انظاره نحوها يحثها على الحديث لتكمل هى

مريم : ألم تشتاق لشخص ما ؟

آسر وقد فهم ما ترمي اليه لكنه اصطنع عدم الفهم : شخص ما ؟

مريم بحذر : عائلتك؟

آسر دون تفكير : اراها امامي الان

مريم بإصرار : آسر كفاك عناداً ... لولا علمي بوجودهم لدى الادهم لما استطعت الصبر حتى الان للحديث معك

آسر بلا مبالاة : حقاً ؟ .... كانو لدى ادهم كل هذا الوقت .... اعانه الله عليهم

زاد غضب مريم من عدم مبالاتهم بمكانهم حتى لتهتف فى غيظ

مريم : يكفى خصام ولتدعهم يعودون لمنزلهم

آسر بغضب : هذا ليس منزلهم ... و انتهى هذا النقاش

ثم هب من مكانه متجهاً نحو غرفة مكتبه لكنها قطعت طريقه تهتف فى غضب

مريم : هم عائلتك ... ان فعلت بهم هذا بوقت غضبك اذاً ماذا ستفعل بي انا

زاد غضبه من مقارنتها لنفسها بهم لتحمر عيناه من شده الغضب وزادت سرعة تنفسه ليهدر بها بصراخ

آسر : هم ليسو عائلتى ... انتى فقط هى كل عائلتى الان

مريم بصراخ هى الاخرى : هى والدتك ورولا اختك ... هم اقرب منى اليك

آسر بصراخ : ليسو كذلك

مريم : بل هم كذلك

آسر بصراخ هز اركان الفيلا : ليسوا كذلك هم ليسو عائلتي ... هى ليست والدتى الحقيقية وتلك الفتاة ليست بأختى ... ليسوا عائلتى اتفهمين ؟ ليسوا عائلتي




تعليقات