رواية مهمة زواج الفصل الثاني والاربعون42بقلم دعاء فؤاد

 رواية مهمة زواج
 الفصل الثاني والاربعون42
بقلم دعاء فؤاد




 في اليوم التالي، قرر أدهم أن يخطو خطوة إضافية في خطته للتقرب من ألارا، ولكن بطريقة مدروسة. اتصل بمعتصم ليقترح لقاءً جماعيًا صغيرًا مع مروان وألارا. أدرك معتصم نية أدهم لكنه لم يعلق، و وافق على اللقاء ببرود.






مكان اللقاء: مقهى راقٍ في وسط المدينة


عندما وصلت ألارا برفقة مروان، كان أدهم يجلس بالفعل، يرتشف قهوته ببطء، وبدا عليه الارتياح. استقبلهم بابتسامة ودية، ثم وقف لتحيتهم.





 "أهلاً أهلا.. أهو القعدة دي كنت محتاجها من زمان... مكان هادي وصحبة كويسة."





جلست ألارا بجانب مروان، مترددة قليلاً لكنها حاولت أن تبقي الأمور طبيعية، بينما كان معتصم يجلس بجوار أدهم.


أدهم فتح الحوار بحديث عام عن الأعمال، مما جعل الجو يبدو أقل توتراً.




بعد قليل، اقترح بنبرة مرحة:


ــ "طب بما إننا في جو استرخاء، إيه رأيكم نلعب لعبة صغيرة؟ كل واحد يقول حاجة عن نفسه محدش يعرفها."....




مروان ضحك وقال:





"هو ده وقت ألعاب يا أدهم؟... بس تمام، أنا أول واحد... حلم حياتي زمان كان أكون طيار، مش رجل أعمال."



الضحكات ملأت المكان.... فالتفت أدهم إلى ألارا قائلاً:


ــ "وأنتِ؟.. لازم حاجة محدش يعرفها.



ترددت ألارا، ثم قالت بابتسامة خفيفة:




"يمكن ده هيبقى غريب، بس دايمًا كان نفسي أتعلم ركوب الخيل، عمري ما جربت."



أدهم رفع حاجبه باهتمام:


ــ "ركوب الخيل؟ يبقى لازم نحقق الأمنية دي قريب."




معتصم تدخل بنبرة هادئة لكن حازمة:




"ركوب الخيل مش سهل، وبيحتاج تدريب طويل. مش أي حد ممكن يجيده."





أدهم رد بابتسامة واسعة:


ــ "مفيش مستحيل مع شوية إرادة، 







بعد نهاية اللقاء، تقدم أدهم بخطوة إضافية. طلب الحديث مع ألارا على انفراد عند مدخل المقهى بحجة تقديم الشكر لها على حضورها.





 "ألارا، كنت حابب أقولك إن وجودك في القعدة كان له طابع خاص... أتمنى ما يكونش آخر مرة نتجمع فيها.






ردت بابتسامة خفيفة:


ــ "بالعكس، القعدة كانت لطيفة... شكراً على الدعوة."





تراجع أدهم خطوة للخلف، ثم قال بنبرة جادة:


ــ "على فكرة، لو فكرتي بجد في ركوب الخيل، أنا أعرف مكان ممتاز ممكن نجرب فيه."






ألارا نظرت إليه بتردد، لكنها لم تستطع منع ابتسامة صغيرة من التسلل إلى وجهها:


ــ "هفكر."





بينما غادرت مع مروان الذي كان يستشيط من الغضب، وقف أدهم يراقبها، يضع خططًا أخرى في ذهنه. 


كان يعلم أن الأمر يحتاج إلى صبر، لكنه كان مستعدًا لخوض هذا التحدي.


اثناء عودتها في السيارة الى المنزل 


كان مروان يقود بعصبية حتى انفجر فيها بغضب: 


ـــ انا شايف ان ادهم تخطى حدوده معاكي و انتي عاجبك اللي بيعمله.. 


حاولت أن تبدو هادئة بعدما استشعرت غيرته التي تزعجها و قالت: 


ـــ عادي يعني يا مروان.. أدهم اي نعم شخصية لطيفة بس هو بالنسبالي مجرد صديق.. 


صاح بنبرة مستنكرة: 


ـــ نعم... صديق؟.. انتو لحقتو تبقوا اصدقاء؟!... اممم... و بمناسبة الصداقة دي بقى كان بيقولك ايه و انتوا واقفين لوحدكم كدا؟! 


ردت بهدوء كعادتها: 


ـــ كان بيقولي انه ممكن يعلمني ركوب الخيل.. 


ـــ دا على جثتي يا ألارا.. 


اغتاظت كثيراً من نبرته المتسلطة فردت عليه بانفعال: 


ـــ مروان انت مش من حقك تمنعني.. بابا بس هو اللي يقدر يمنعني. 


رد بنبرة متهكمة: 


ـــ طبعاً و انتي متأكدة أن عمي مش هيعترض.. ماهو تربية أتراك هو كمان.. 


توسعت عينيها بغضب بالغ و صرخت به بحدة: 


ـــ مروان احترم نفسك.. ميصحش تتكلم عن بابا بالطريقة دي.. و بعدين بابا مش هيعترض عشان واثق فيا و في تصرّفاتي. 


ضغط على المقود بقوة و هو يحاول السيطرة على اعصابه التي اتلفتها... يحبها و يتمنى أن تبادله الشعور.. و لكنها تقاوم مشاعره بكل ما اوتيت من قوة..






صباح اليوم التالي بدأ العمل في المشروع الجديد على قدم و ساق، فقد كان لكل ضلع من أضلاع المثلث أدهم، معتصم و مروان عمل محدد، بالإضافة إلى ألارا التي اعتبرها أدهم هي مركز المثلث و الهدف الذي من أجله شارك في هذا المشروع.. 


بدأ أول يوم باشراف أدهم على الخطط المقدمة من الأعضاء و بالطبع كانت ألارا هي وجهته الأولى.. 

في مكتب ألارا






ألارا، وهي ترتب بعض الأوراق على مكتبها تفاجئت بطرق الباب ثم دلوف أدهم اليها، فرفعت رأسها نحوه تستقبله بابتسامة جميلة ذكرته في الحال بابتسامة ندى التي لا تختلف عنها بالمرة رغم تغير الهيئة العامة بسبب شعرها الطويل المنسدل على ظهرها و عينيها الخضراوتين.. 


ـــ "مستر أدهم... كويس ان حضرتك جيت... فكرت حضرتك ممكن تساعدني أكوّن رؤية أشمل عن المتطلبات التقنية للمشروع... الصراحة، بحس إن عندك خبرة أوسع مني بكتير في النقطة دي."







أدهم، بابتسامة خفيفة:


ـــ "أكيد... أنا متاح لو احتجتي أي مساعدة... المهم إن الفكرة تخرج بالشكل اللي يحقق كل أهدافنا.






ألارا، وهي ترفع رأسها لتنظر إليه بثقة:


ـــ "دا مش مجرد شغل بالنسبالي... دي فرصة أثبت فيها إن عندي الإمكانيات اللي تستحق إن الواحد يثق فيها."






أدهم، بنبرة محملة بالإعجاب:


ـــ "ثقتك في نفسك واضحة.. ودي نقطة قوتك... أعتقد إنك ممكن تحققي نجاح أكبر مما تتخيلي."





يدخل مروان إلى المكتب بعد طرق خفيف على الباب، مبتسمًا ابتسامة باهتة:


ـــ "يبدو إن الاجتماع هنا مستمر؟ أعتقد إني جيت في وقت مناسب."....






ألارا، بمرح:


ـــ "مروان! كنت لسه بتكلم مع أدهم عن شوية تفاصيل مهمة للمشروع... حابب تسمع؟"







مروان، وهو يقترب ببطء، ناظرًا إلى أدهم:


ـــ "أكيد. دايمًا بحب أكون على اطلاع."





يجلس مروان على الكرسي المقابل، بينما يلاحظ تركيز أدهم على ألارا خلال الشرح... مع الوقت، تبدأ علامات الانزعاج الخفي بالظهور في ملامحه، ولكنه يحاول التظاهر باللامبالاة، مستخدمًا تعليقات جانبية لجذب الانتباه لنفسه.









مروان، مقاطعًا أدهم بخفة:


ـــ "بالمناسبة، ألارا عندها أسلوب مميز في تقديم الأفكار... أعتقد إنها الأفضل في الفريق كله، مش كده؟








أدهم، مبتسمًا:


ـــ "فعلاً... قدرتها على التعامل مع التفاصيل والإبداع بتخليها نقطة قوة في المشروع."






تلتقط ألارا كلماتهم بابتسامة خجولة دون أن تدرك التوتر الخفي.


بينما أدهم يبدو متماسكًا ولكنه ملاحظ لوجود مروان الذي يتظاهر بالمرح، إلا أن عينيه لا تخفيان شيئًا من الحذر.






يغادر أدهم المكتب بعد وعد بتقديم تقرير تقني مفصل، تاركًا خلفه شعورًا متناقضًا لدى مروان، الذي يبدأ بالتفكير بجدية في طبيعة علاقة ألارا وأدهم.


أما ألارا، فتشعر بالرضا عن اللقاء، دون أن تدرك التعقيدات التي بدأت تتراكم في أجواء الفريق.





كانت الشمس تودع الأفق، تُلقي بأشعتها الأخيرة على الحديقة الصغيرة أمام المنزل. جلست ألارا مع والدها نديم على الشرفة، بينما كانت نسمة هواء خفيفة تداعب شعرها. 


كان نديم يُعد كوبين من الشاي بعناية، كعادته عندما يريد الحديث مع ابنته..





نظر إليها بحنو، ثم قال بابتسامة:


"إيه؟ شكلك مشغولة...من ساعة ما رجعتي من الشركة وأنا شايفك سرحانة... عايز أعرف إيه اللي حصل مع الراجل ده.. أدهم."






تنهدت ألارا، وكأنها تحاول انتقاء الكلمات:





 
تعليقات



<>