رواية مهمة زواج الفصل الثالث والاربعون43بقلم دعاء فؤاد

 رواية مهمة زواج
 الفصل الثالث والاربعون43
بقلم دعاء فؤاد






قام أدهم بالاتصال بنديم في محاولة للتقرب منه أكثر و بناء جسر من الثقة معه.. 


اقترح عليه أن يقوم بجولة مع الارا في أحد المعارض الفنية بحجة عدم استكشافها للجمال المصري بعد عودتها من تركيا .. 


رغم فهم نديم لمحاولات تقربه من الارا إلا أنه وافق ربما يفهم اغوار ذلك الأدهم يوما ما....




كان المساء يلف المكان بهدوء يليق بمعرض فني يزخر بجمال كلاسيكي ونبض حديث. وقف أدهم خارج الباب الزجاجي، مرتديًا بذلة بسيطة أنيقة، يعكس مظهره مزيجًا من الثقة والرغبة في التعمق. حين وصلت ألارا، بابتسامتها الحذرة وملابسها التي جمعت بين البساطة والرقي، لم يتمكن من كبح شعور مألوف بالانجذاب، كأنها تحمل قطعة مفقودة من أحجية قديمة.






دخلا المعرض معًا، واللوحات تحيط بهما وكأنها شهود صامتة على حديث يدور على مستويات عدة. أدهم، بنظرته التي تزن التفاصيل، بدأ يتحدث عن الفن، لكنه كان يختبر ردود فعل ألارا، يبحث عن لمحة غير مقصودة، عن تلميح لحقيقة يريد كشفها.





أدهم (يشير إلى لوحة لرجل واقف وسط بحر من الألوان الداكنة):


"شايفة اللوحة دي؟ حسيتها بتتكلم عن حد كان تايه في الضلمة، وفجأة شاف نور بعيد."


ألارا (تنظر بتأمل، تضع يدها تحت ذقنها):






يمكن... بس ساعات النور ده ما يكونش حقيقي. مجرد وهم."





أدهم (بنبرة دافئة):


"ولو الوهم ده قادك لحاجة حقيقية؟ ساعات الوهم بيكون بداية الطريق.".


ألارا (تتنهد):






"ممكن... بس في ناس ما بتعرفش تمشي في الطريق، حتى لو لقوا النور."





وقفا للحظة أمام لوحة تظهر امرأة تقف في مهب الريح، شعرها يتطاير وعيناها مليئتان بالحيرة. تأمل أدهم تفاصيلها، ثم قال:

أدهم (مبتسمًا بخفة)





"اللوحة دي فكرتني بموقف شفته في حياتي... حد كان قدام تحدي كبير، وقرر يواجهه.






ألارا (تستدير إليه):


"والموقف ده انتهى بإيه؟


أدهم (ينظر إليها مباشرة):


"ما خلصش لسه."






شعرت ألارا بثقل كلماته، وكأنها تحمل رسالة خفية، لكنها حاولت الهروب من هذا العمق. انتقلت بخطوات هادئة إلى ركن آخر من المعرض، لكنها شعرت بأدهم يتبعها بخطواته الثابتة.

ألارا (بلهجة مازحة لتخفيف الجو):


"إنت دايمًا كده؟ بتحلل كل حاجة قدامك؟"

أدهم (يضحك):


"مش كل حاجة... بس الحاجات اللي تستاهل.





ابتسمت، لكنها شعرت بشيء يشتعل داخلها. كان حديثه يحمل أبعادًا لم تكن تريد مواجهتها، وكأنها أمام مرآة تعكس مشاعرها المختلطة. 


وبينما وقفا أمام منحوتة لرجل يحمل طفلًا صغيرًا، نظر إليها أدهم مرة أخرى، لكن هذه المرة بنظرة أكثر جدية.





أدهم (بصوت منخفض):


"عارفة، أحيانًا القدر بيخلينا نعيد اكتشاف حاجات كنا فاكرين إنها ضاعت للأبد."






ألارا (ترد بخفوت):


"بس المشكلة لما تكون الحاجة دي مش ليك من الأول.






نظر إليها مطولًا، لكنها حولت نظرها بعيدًا، وكأنها تهرب من مواجهة ما بداخلها. قررت أن تنهي الحديث بلباقة.

ألارا (تبتسم بلطف):


"شكراً على الدعوة، المعرض جميل. بس لازم أمشي دلوقتي."





ابتعدت بخطوات واثقة، لكنها كانت تشعر بثقل نظراته تطاردها حتى خرجت من الباب.





بينما كانت ألارا تغادر المعرض، خطواتها مترددة وكأنها تراجع قرارها في الابتعاد، لاحظ أدهم ذلك ولم يتمكن من تركها ترحل دون أن يحاول استغلال اللحظة أكثر. أسرع بخطواته خلفها، وصوته الخافت يقطع المسافة بينهما:




أدهم (بنبرة ودودة):


"استني، إزاي هتمشي كده لوحدك؟ لازم أوصلك."





ألارا (تلتفت مبتسمة بارتباك):


"مفيش داعي... البيت قريب."

أدهم (بثقة):


"أقرب بالعربية... يلا، مش هناقش في دي.


تعليقات



<>