رواية مهمة زواج الفصل الثامن والاربعون48بقلم دعاء فؤاد

 رواية مهمة زواج الفصل الثامن والاربعون48بقلم دعاء فؤاد


عاد أدهم بصحبة ألارا إلى المنزل بعد يوم طويل. وبينما كان يعتزم المغادرة، أصرت عليه بلطف أن يدخل معها. بدا مطمئنًا لعدم وجود مروان، فتردد للحظة، ثم وافق أخيرًا، متخذًا قراره بأن يستغل الفرصة للحديث مع نديم، علّه يجد خيطًا يقوده نحو الحقيقة التي لا تزال غامضة.





قادت ألارا خطواته إلى داخل المنزل، وأمسكت بكفه بلمسة دافئة بينما صعدا نحو الدرج المؤدي للطابق العلوي. توقفت أمامه على أولى درجات السلم، وابتسامتها كانت كالسحر الذي سلب عقله، لتقول له بخفوت ناعم:


ـــ استناني في الصالون اللي هنا.. هغير هدومي و انزلك..






بينما كانت تستدير للصعود، تأمل المكان من حوله ليتأكد من خلوه، ثم فجأة، تحرك باندفاع. قبض على خصرها وجذبها نحوه، ليجعل جسدها يلتصق به في حركة مفاجئة أربكتها وجعلتها تشهق بخفوت. اقترب وجهه منها حتى اختلطت أنفاسهما، وهمس قرب أذنها بنبرة جعلت كلماتها تتوه في أعماقها:


ـــ هتوحشيني لحد ما اشوفك بكرة...




تسللت الابتسامة إلى شفتيها رغم إرادتها، وعيناها كانتا تغوصان في عينيه بوله. ردت بصوت مرتعش لكنه محمّل بالصدق:و انت كمان.





توهج وجهه بابتسامة عميقة تخفي خلفها عشقًا خالصًا. أغمض عينيه للحظة وكأنما يستمتع بوجودها بين يديه، ثم همس مرة أخرى، وهذه المرة بصوت أكثر نعومة ودفئًا:


ـــ بـحـبـك..





تسارعت نبضات قلبها كأنها طبل يُعلن بدء معركة داخلها. وجدت نفسها عاجزة عن النطق، وكأن الكلمات قد هجرتها فجأة. أدرك ارتباكها فربت على وجنتها بحنان، قائلاً بابتسامة مرحة:



 خلاص متتوتريش اوي كدا... عايزك تطلعي دلوقتي تغيري هدومك و..





تردد قليلاً. أراد أن يقول لها: "صلي"، لكنه فضل أن يؤجل هذا الحديث، كي يفهم منها أكثر عن حالتها الروحية مع الحياة الجديدة التي فُرضت عليها. قطعت صمته بسؤال بريء:


ـــ و ايه يا أدهم؟!


نظر إليها بعينين مليئتين بالحنان وقال بنبرة مطمئنة:



 و تنامي عشان تصحي الصبح فايقة..





ابتسمت بحب، وأومأت برأسها دون تفكير. لم يستطع منع نفسه من احتضانها مجددًا، وكأنما أراد أن يطبع هذا الشعور في قلبه للأبد. بينما كانت بين ذراعيه، سألها دون أن يبعدها عنه:


ـــ هو باباكي لسة صاحي؟!.. عايز أسلم عليه و اشرب معاه القهوة..





نظرت إليه برقة وأجابت:

اه هو بينام متأخر... انا هطلع اعرفه اني رجعت و انك مستنيه تسهر معاه شوية.






أومأ برأسه وهو يحتضنها مرة أخرى، كما لو كان يخشى أن تذوب بين يديه وتختفي. أخيرًا، تركها على مضض لتصعد. اتجهت إلى غرفة نديم، وأخبرته بأن أدهم في انتظاره ويرغب في شرب القهوة معه. بعد لحظات، هبط نديم بخطوات هادئة، واستقبله بابتسامة بدت ودودة، وإن كانت تخفي ارتباكًا داخليًا. جلسا معًا في غرفة الصالون، حيث طلب نديم من الخادمة إعداد كوبين من القهوة






في تلك اللحظة، كان أدهم يشعر وكأن شيئًا قد اقترب من الاكتمال، لكنه في الوقت ذاته لم يستطع أن يتجاهل الشكوك التي تتراقص في عقله. نظر إلى نديم، متسائلاً إن كانت هذه الليلة ستحمل له إجابة واحدة من تلك الأسئلة التي تثقل صدره.





بينما في غرفة ألارا في الفيلا، حيث النوافذ المطلة على اللحديقة والديكور التركي البسيط. القمر يضيء المكان، لكنه لا يهدئ من توترها.





جلست ألارا على طرف السرير، واضعة رأسها بين يديها. كانت الأسئلة التي طرحها أدهم تتردد في عقلها، وكأنها ألحان مزعجة لا تستطيع التخلص منها.





ليه العدسات؟ ليه لهجتك المصرية؟ مروان مايعرفش لون عيونك الحقيقي؟"





كل سؤال ترك أثرًا صغيرًا في قلبها، لكن عندما تجمعت كلها، شعرت وكأنها تحمل عبئًا أثقل من اللازم. رفعت رأسها ببطء، ونظرت إلى المرآة المعلقة أمامها.




أنا... إيه الحكاية؟ ليه كل حاجة دي بتتسأل دلوقتي؟"




نهضت ووقفت أمام المرآة، نظرت إلى نفسها بتعمق. كانت تعرف انعكاسها جيدًا، لكنه الآن بدا وكأنه شخص غريب. 


لم تكن تفكر من قبل في لون عينيها، أو اللهجة التي تتحدث بها، أو حتى تفاصيل طفولتها. كل شيء كان يبدو طبيعيًا... إلى أن تحدث أدهم.





فتحت درج التسريحة، وأخرجت علبة العدسات. نظرت إلى العدسات الخضراء لفترة طويلة، ثم قالت بهمس:


"بابا كان دايمًا يقول لي إنها بتليق عليا أكتر... بس... ليه أنا ملتزمة بيها للدرجة دي؟"






أعادت العدسات إلى مكانها، ثم نظرت إلى الحديقة من نافذتها. حاولت أن تتذكر طفولتها، لكنها شعرت وكأن كل شيء مغلف بضباب خفيف. ذكريات نديم وهو يبتسم لها، صوت ضحكاتهما معًا، ورائحة البيت التركي... كل شيء كان مجرد ذكريات هو من حكاها لها لا تتذكر منها شيئا، لكنه بدا أيضًا وكأنه يفتقر إلى العفوية.





"اللهجة... دي اتعلمتها إزاي؟"





عادت إلى الجلوس على السرير، تمسكت بوسادة صغيرة، وكأنها تبحث عن نوع من الأمان. لم تكن مشاعرها تدل على شك كامل في هويتها، لكنها كانت تتساءل لماذا بدا كل شيء غريبًا عندما وضع أدهم هذه الأفكار في رأسها.






"ليه مروان ميعرفش لون عيوني الحقيقي؟ و ليه بابا مش عايزه يعرف ان عيوني لونها بني مش اخضر؟"






"طب، إيه المشكلة لو لهجتي قوية؟ أنا بنت نديم، وبابا كان دايمًا يقولي إن أصلي مصري. بس ليه ماكنش بيخليني أتكلم تركي أكتر؟"





ألارا شعرت أن عقلها لا يتوقف عن طرح الأسئلة، وكلما حاولت أن تجد إجابة، كانت تكتشف المزيد من التناقضات الصغيرة. لكنها لم تستطع أن تشك في نديم. "بابا مستحيل يخبي عني حاجة... أكيد فيه تفسير لكل ده."





رفعت رأسها بحزم وقالت لنفسها:


"لازم أعرف أكتر... مش معنى إن أدهم شكّكني إن فيه حاجة غلط... يمكن كل الأسئلة دي ليها إجابة واضحة."








وقفت ألارا أمام نافذتها مرة أخرى، تنظر إلى  الحديقة  أمامها. كان عقلها يصرخ بالأسئلة، لكنها لم تكن مستعدة بعد لمواجهتها كلها. كانت متأكدة من شيء واحد فقط: أدهم زرع بذور شك صغيرة، لكنها لن تسمح لها بالنمو دون دليل.






أخذ أدهم رشفة من قهوته، لكنه لم يكن يركز على الطعم. عينيه كانتا مثبتتين على نديم، يحاول أن يقرأ أي إشارة قد تساعده في فك لغز ألارا، تلك المرأة التي لا تزال تأسر عقله، وتجعل قلبه في صراع دائم




أدهم (بصوت هادئ):


"حضرتك أكتر واحد يعرف ألارا كويس، مش كده؟"




نديم (يرفع حاجبه قليلًا، ينظر إليه بفضول):


"أكيد، أنا أبوها... لو ما كنتش أنا اللي أعرفها، مين هيعرفها؟"





كان هناك ارتباك خفي في كلمات نديم. ربما كان قلقًا، أو ربما يحاول أن يحافظ على هدوئه. أدهم، من جهته، قرر أن يلعب على وتر التفاصيل.





أدهم (يبتسم بخفة):


"عندها شخصية فريدة... تحس إنها مختلفة عن اللي حواليها... أوقات بحس إن في حاجات مش فاهمها عنها."





نديم (يحاول أن يبدو مطمئنًا):


"كل إنسان عنده جانب مش مفهوم.. حتى أقرب الناس ليه مش لازم يفهموا كل حاجة."





أدهم أدرك أن نديم يحاول التهرب، لكنه لم يتراجع. أراد أن يستفزه قليلًا ليرى رد فعله.

أدهم (بتعمد):


"بس أوقات، الواحد بيحس إنه فيه حاجة أكبر من كده... حاجة متخبّية. أنا مثلًا.. سألتها عن لون عيونها. ليه دايمًا بتلبس عدسات خضرا؟ قالتلي إنك بتحب اللون ده."



تغيرت ملامح نديم للحظة، لكنه تماسك بسرعة.






نديم (بنبرة جادة، يحاول تحويل الحديث):


"أكيد بتحب تكون مميزة... وبعدين، أوقات الأب بيطلب حاجات بسيطة، لكن مش دايمًا تكون ليها تفسير."





أدهم (يضيق عينيه، يتابع الضغط):


"وهي عاشت طفولتها كلها في تركيا، صح؟ يعني ما كانتش تعرف مصر كتير؟"






نديم (بهدوء حذر):


"تقريبًا... بس إحنا كنا بنحاول نعلمها كل حاجة عن جذورها، علشان ما تنساش هي جاية منين."





أدهم شعر أن هناك فجوة واضحة في حديث نديم. كان يحاول أن يبدو واثقًا، لكن نبرة صوته  فصل48


عاد أدهم بصحبة ألارا إلى المنزل بعد يوم طويل. وبينما كان يعتزم المغادرة، أصرت عليه بلطف أن يدخل معها. بدا مطمئنًا لعدم وجود مروان، فتردد للحظة، ثم وافق أخيرًا، متخذًا قراره بأن يستغل الفرصة للحديث مع نديم، علّه يجد خيطًا يقوده نحو الحقيقة التي لا تزال غامضة.





قادت ألارا خطواته إلى داخل المنزل، وأمسكت بكفه بلمسة دافئة بينما صعدا نحو الدرج المؤدي للطابق العلوي. توقفت أمامه على أولى درجات السلم، وابتسامتها كانت كالسحر الذي سلب عقله، لتقول له بخفوت ناعم:


ـــ استناني في الصالون اللي هنا.. هغير هدومي و انزلك..






بينما كانت تستدير للصعود، تأمل المكان من حوله ليتأكد من خلوه، ثم فجأة، تحرك باندفاع. قبض على خصرها وجذبها نحوه، ليجعل جسدها يلتصق به في حركة مفاجئة أربكتها وجعلتها تشهق بخفوت. اقترب وجهه منها حتى اختلطت أنفاسهما، وهمس قرب أذنها بنبرة جعلت كلماتها تتوه في أعماقها:


ـــ هتوحشيني لحد ما اشوفك بكرة...




تسللت الابتسامة إلى شفتيها رغم إرادتها، وعيناها كانتا تغوصان في عينيه بوله. ردت بصوت مرتعش لكنه محمّل بالصدق:و انت كمان.





توهج وجهه بابتسامة عميقة تخفي خلفها عشقًا خالصًا. أغمض عينيه للحظة وكأنما يستمتع بوجودها بين يديه، ثم همس مرة أخرى، وهذه المرة بصوت أكثر نعومة ودفئًا:


ـــ بـحـبـك..





تسارعت نبضات قلبها كأنها طبل يُعلن بدء معركة داخلها. وجدت نفسها عاجزة عن النطق، وكأن الكلمات قد هجرتها فجأة. أدرك ارتباكها فربت على وجنتها بحنان، قائلاً بابتسامة مرحة:



 خلاص متتوتريش اوي كدا... عايزك تطلعي دلوقتي تغيري هدومك و..





تردد قليلاً. أراد أن يقول لها: "صلي"، لكنه فضل أن يؤجل هذا الحديث، كي يفهم منها أكثر عن حالتها الروحية مع الحياة الجديدة التي فُرضت عليها. قطعت صمته بسؤال بريء:


ـــ و ايه يا أدهم؟!


نظر إليها بعينين مليئتين بالحنان وقال بنبرة مطمئنة:



 و تنامي عشان تصحي الصبح فايقة..





ابتسمت بحب، وأومأت برأسها دون تفكير. لم يستطع منع نفسه من احتضانها مجددًا، وكأنما أراد أن يطبع هذا الشعور في قلبه للأبد. بينما كانت بين ذراعيه، سألها دون أن يبعدها عنه:


ـــ هو باباكي لسة صاحي؟!.. عايز أسلم عليه و اشرب معاه القهوة..





نظرت إليه برقة وأجابت:

اه هو بينام متأخر... انا هطلع اعرفه اني رجعت و انك مستنيه تسهر معاه شوية.






أومأ برأسه وهو يحتضنها مرة أخرى، كما لو كان يخشى أن تذوب بين يديه وتختفي. أخيرًا، تركها على مضض لتصعد. اتجهت إلى غرفة نديم، وأخبرته بأن أدهم في انتظاره ويرغب في شرب القهوة معه. بعد لحظات، هبط نديم بخطوات هادئة، واستقبله بابتسامة بدت ودودة، وإن كانت تخفي ارتباكًا داخليًا. جلسا معًا في غرفة الصالون، حيث طلب نديم من الخادمة إعداد كوبين من القهوة






في تلك اللحظة، كان أدهم يشعر وكأن شيئًا قد اقترب من الاكتمال، لكنه في الوقت ذاته لم يستطع أن يتجاهل الشكوك التي تتراقص في عقله. نظر إلى نديم، متسائلاً إن كانت هذه الليلة ستحمل له إجابة واحدة من تلك الأسئلة التي تثقل صدره.





بينما في غرفة ألارا في الفيلا، حيث النوافذ المطلة على اللحديقة والديكور التركي البسيط. القمر يضيء المكان، لكنه لا يهدئ من توترها.





جلست ألارا على طرف السرير، واضعة رأسها بين يديها. كانت الأسئلة التي طرحها أدهم تتردد في عقلها، وكأنها ألحان مزعجة لا تستطيع التخلص منها.





ليه العدسات؟ ليه لهجتك المصرية؟ مروان مايعرفش لون عيونك الحقيقي؟"





كل سؤال ترك أثرًا صغيرًا في قلبها، لكن عندما تجمعت كلها، شعرت وكأنها تحمل عبئًا أثقل من اللازم. رفعت رأسها ببطء، ونظرت إلى المرآة المعلقة أمامها.




أنا... إيه الحكاية؟ ليه كل حاجة دي بتتسأل دلوقتي؟"




نهضت ووقفت أمام المرآة، نظرت إلى نفسها بتعمق. كانت تعرف انعكاسها جيدًا، لكنه الآن بدا وكأنه شخص غريب. 


لم تكن تفكر من قبل في لون عينيها، أو اللهجة التي تتحدث بها، أو حتى تفاصيل طفولتها. كل شيء كان يبدو طبيعيًا... إلى أن تحدث أدهم.





فتحت درج التسريحة، وأخرجت علبة العدسات. نظرت إلى العدسات الخضراء لفترة طويلة، ثم قالت بهمس:


"بابا كان دايمًا يقول لي إنها بتليق عليا أكتر... بس... ليه أنا ملتزمة بيها للدرجة دي؟"






أعادت العدسات إلى مكانها، ثم نظرت إلى الحديقة من نافذتها. حاولت أن تتذكر طفولتها، لكنها شعرت وكأن كل شيء مغلف بضباب خفيف. ذكريات نديم وهو يبتسم لها، صوت ضحكاتهما معًا، ورائحة البيت التركي... كل شيء كان مجرد ذكريات هو من حكاها لها لا تتذكر منها شيئا، لكنه بدا أيضًا وكأنه يفتقر إلى العفوية.





"اللهجة... دي اتعلمتها إزاي؟"





عادت إلى الجلوس على السرير، تمسكت بوسادة صغيرة، وكأنها تبحث عن نوع من الأمان. لم تكن مشاعرها تدل على شك كامل في هويتها، لكنها كانت تتساءل لماذا بدا كل شيء غريبًا عندما وضع أدهم هذه الأفكار في رأسها.






"ليه مروان ميعرفش لون عيوني الحقيقي؟ و ليه بابا مش عايزه يعرف ان عيوني لونها بني مش اخضر؟"






"طب، إيه المشكلة لو لهجتي قوية؟ أنا بنت نديم، وبابا كان دايمًا يقولي إن أصلي مصري. بس ليه ماكنش بيخليني أتكلم تركي أكتر؟"





ألارا شعرت أن عقلها لا يتوقف عن طرح الأسئلة، وكلما حاولت أن تجد إجابة، كانت تكتشف المزيد من التناقضات الصغيرة. لكنها لم تستطع أن تشك في نديم. "بابا مستحيل يخبي عني حاجة... أكيد فيه تفسير لكل ده."





رفعت رأسها بحزم وقالت لنفسها:


"لازم أعرف أكتر... مش معنى إن أدهم شكّكني إن فيه حاجة غلط... يمكن كل الأسئلة دي ليها إجابة واضحة."








وقفت ألارا أمام نافذتها مرة أخرى، تنظر إلى  الحديقة  أمامها. كان عقلها يصرخ بالأسئلة، لكنها لم تكن مستعدة بعد لمواجهتها كلها. كانت متأكدة من شيء واحد فقط: أدهم زرع بذور شك صغيرة، لكنها لن تسمح لها بالنمو دون دليل.






أخذ أدهم رشفة من قهوته، لكنه لم يكن يركز على الطعم. عينيه كانتا مثبتتين على نديم، يحاول أن يقرأ أي إشارة قد تساعده في فك لغز ألارا، تلك المرأة التي لا تزال تأسر عقله، وتجعل قلبه في صراع دائم




أدهم (بصوت هادئ):


"حضرتك أكتر واحد يعرف ألارا كويس، مش كده؟"




نديم (يرفع حاجبه قليلًا، ينظر إليه بفضول):


"أكيد، أنا أبوها... لو ما كنتش أنا اللي أعرفها، مين هيعرفها؟"





كان هناك ارتباك خفي في كلمات نديم. ربما كان قلقًا، أو ربما يحاول أن يحافظ على هدوئه. أدهم، من جهته، قرر أن يلعب على وتر التفاصيل.





أدهم (يبتسم بخفة):


"عندها شخصية فريدة... تحس إنها مختلفة عن اللي حواليها... أوقات بحس إن في حاجات مش فاهمها عنها."





نديم (يحاول أن يبدو مطمئنًا):


"كل إنسان عنده جانب مش مفهوم.. حتى أقرب الناس ليه مش لازم يفهموا كل حاجة."





أدهم أدرك أن نديم يحاول التهرب، لكنه لم يتراجع. أراد أن يستفزه قليلًا ليرى رد فعله.

أدهم (بتعمد):


"بس أوقات، الواحد بيحس إنه فيه حاجة أكبر من كده... حاجة متخبّية. أنا مثلًا.. سألتها عن لون عيونها. ليه دايمًا بتلبس عدسات خضرا؟ قالتلي إنك بتحب اللون ده."



تغيرت ملامح نديم للحظة، لكنه تماسك بسرعة.






نديم (بنبرة جادة، يحاول تحويل الحديث):


"أكيد بتحب تكون مميزة... وبعدين، أوقات الأب بيطلب حاجات بسيطة، لكن مش دايمًا تكون ليها تفسير."





أدهم (يضيق عينيه، يتابع الضغط):


"وهي عاشت طفولتها كلها في تركيا، صح؟ يعني ما كانتش تعرف مصر كتير؟"






نديم (بهدوء حذر):


"تقريبًا... بس إحنا كنا بنحاول نعلمها كل حاجة عن جذورها، علشان ما تنساش هي جاية منين."





أدهم شعر أن هناك فجوة واضحة في حديث نديم. كان يحاول أن يبدو واثقًا، لكن نبرة صوته كانت تحمل ارتباكًا لا يخفى.




أدهم (يختبره):


"مروان قالي إنه ما شافهاش من وقت ما كانت طفلة... غريب إنها ما اتغيرتش أبدًا بالنسباله... حتى لهجتها المصرية قوية جدًا، كأنها ماسابتش مصر. تحمل ارتباكًا لا يخفى.




أدهم (يختبره):


"مروان قالي إنه ما شافهاش من وقت ما كانت طفلة... غريب إنها ما اتغيرتش أبدًا بالنسباله... حتى لهجتها المصرية قوية جدًا، كأنها ماسابتش مصر.


تعليقات



<>