رواية مهمة زواج الفصل التاسع والاربعون49بقلم دعاء فؤاد


 رواية مهمة زواج الفصل التاسع والاربعون49بقلم دعاء فؤاد





الممر الطويل في الطابق العلوي للمبنى كان هادئًا إلا من أصوات خطوات ريم ومعتصم المتسارعة خلف أدهم وألارا. كانا يحاولان اللحاق بهما، لكن أدهم وألارا قد اختفيا عن الأنظار، وكأنهما تلاشى مع توتر اللحظة. توقفت ريم فجأة، تضع يدها على صدرها وهي تلهث، ووجهها مليء بالانفعال.







بعدما أنهى معتصم مكالمته مع أدهم، أقبلت عليه ريم لتقول و هي تلتفت نحوه بغضب:


ــ هو أنتَ فاهم إيه بالظبط؟ كنتَ عايز تعمل إيه قدام أدهم؟!




معتصم (بصوت مرتفع، ينفجر غضبه المكتوم)




أنا اللي عايز أعمل إيه؟ أنا كنت بحاول أقول كلمة حق! أدهم طول الوقت بيتصرف كأنه وصي عليكم كلكم!





ريم (تنظر إليه بحدة):


ــ وصي؟!... علاقته بألارا اللي معصباك للدرجة دي؟




معتصم (يرد سريعًا):





 أيوة!.. عشان هو أكتر واحد بيتجاوز حدوده!. بيمسكها و بيهتم بيها، وكأنها ملكه، وبعدين ييجي يقولي أنا إني تعديت حدودي معاكي؟!





ريم (بدهشة، تخفض صوتها قليلاً):


ــ أيوة... عشان هو شايف ألارا بطريقة مختلفة تمامًا.





معتصم (بغضب، يقترب منها):




 مختلفة إزاي؟!. ريم.. انتي شايفة أدهم بعين التعاطف، بس أنا شايفه بعين الحقيقة... الطريقة اللي بيتعامل بيها مع ألارا... مش طبيعية.





ريم (بهدوء، تحاول تهدئة الوضع):


ــ طبيعي إنه يتصرف كده يا معتصم... لأن ألارا مش مجرد شخص عادي بالنسباله.





معتصم (يتراجع قليلًا، يحدق فيها):




 يعني إيه؟ عايزاني أصدق إن اللي بينه وبينها مجرد شفقة؟!





ريم (بتردد، تتنهد بعمق):


ــ ألارا... شبه ندى.




معتصم (يصمت للحظة، ثم يرفع حاجبيه في دهشة):


ــ ندى؟.. قصدك مراته الله يرحمها؟! 





اومأت برأسها ليقول معتصم باندفاع، يحاول استيعاب كلامها):


ــ شبهها؟.. بس إزاي؟ 





ريم (تخرج هاتفها، تفتح ألبوم الصور، وتبحث بسرعة):


ــ استنى... أنا كنت محتفظة بصورة لندى... شوف بنفسك.




تمد ريم الهاتف لمعتصم، وهو ينظر للصورة بصمت. تتجمد ملامحه للحظة، وكأن الكلمات تخونه. في الصورة، تظهر ندى بحجابها الأنيق وملابسها المحتشمة، مع وجه يشبه ألارا بشكل لا يمكن إنكاره.. عينيه تنتقلان بين الهاتف وريم، ثم يعود نظره للصورة.






معتصم (بدهشة غير مصدق):


ــ مستحيل... ده نفس الوش.. نفس الابتسامة.. بس ندى... ندى مختلفة... الحجاب و اللبس و الطابع... مستحيل تكون هي.. بس... إزاي؟!



ريم (تهز رأسها ببطء):


ــ حتى أنا مش قادرة أصدق... بس أدهم شاكك إن ألارا هي ندى..





معتصم (يرد بعصبية، يمشي بخطوات غير ثابتة):


ــ طيب، ولو كانت؟ إيه اللي هيحصل؟... ده يفسر ليه أدهم بيتصرف معاها بالطريقة دي... بس ليه محدش واجهها؟





ريم (تتحدث بصوت منخفض، تخشى أن يسمعها أحد):


ــ لأنه ما عندوش دليل... بس إحنا حاسين إنه في حاجة غلط، حاجة مخفية... ولو ألارا طلعت فعلاً ندى... إحنا كلنا في مشكلة كبيرة.




معتصم (ينظر إليها بحدة، وكأنه يحاول استيعاب الحقيقة):


ــ وأنتي؟.. هتقدري تواجهيها؟





ريم (بصوت يحمل خليطًا من الخوف والحيرة):


ــ مش عارفة يا معتصم.. بس كل ما أسمع صوتها أو أشوفها، أحس إنها فعلاً ندى... ندى اللي كانت دايمًا أقرب لنا كلنا.




لحظات من الصمت الثقيل سيطرت على المكان، قبل أن يتنهد معتصم، وهو يدس يديه في جيوبه ويحاول أن يستجمع أفكاره.



معتصم (بصوت منخفض، وكأنه يتحدث مع نفسه):


ــ لو طلعت هي فعلاً... الدنيا دي كلها هتتقلب.



                 الفصل الخمسون من هنا

تعليقات



<>