رواية انتقام في الجبل الفصل التاسع9بقلم شيماء طارق
______________________
طلعت شمس يوم جديد على أبطالنا، مليئة بالأحداث الشيقة.
خبط محمود على أوضة يحيى وقال له:
ممكن أدخل يا يحيى بيه؟
يحيى: ادخل يا محمود، في حاجة؟
محمود:لا أبداً، بس اللي حضرتك قلت عليه إمبارح عملناه وهو مرمي دلوقت ومتلقح في المخزن، حضرتك تؤمر بإيه؟
يحيى: جهز الرجالة يلا علشان نروح على المخزن دلوقت؟
محمود باستغراب:حضرتك لسه تعبان، هتروح كيف بحالتك دي استنى حضرتك اما تتحسن شويه؟
يحيى بصوت عالي وعصبيه:هروح يا محمود، مالكش صالح شايفني متكسح اياك.
محمود بهدوء: انا اسف انا كنت خايف على حضرتك علشان ما تتعبش بس اللي عايزه حضرتك هيكون .
يحيى بامر:أنا عايز عكازه، روح هات لي عكازه دلوقتي، لأني مش هروح بالكرسي رجلي بدأت تتحسن عن الأول بكثير؟!
محمود بطاعة:حاضر.
في الوقت ده، مريم فاقت وجهزت نفسها علشان تروح لأوضة يحيى، لأنها كانت قلقانة عليه جداً لما صحيت لقت نفسها متأخرة وما راحتش له فخرجت من الخيمة بتاعتها وراحت على أوضة يحيى خبطت على الباب بكل رقه وهدوء.
ما فيش رد؟خبطت تاني برضه ما لقيتش رد؟!
فتحت الباب ودخلت وقالت:وينك يا يحيى؟
مريم باستغراب:هو راح وين يا ترى؟ يا حزني يكون خرج دلوقت؟ ليكون عمل حاجة في حاله؟ ربنا يستر عليه اطمن عليه كيف دلوقت بقى.
خرجت من الأوضة، لقيت عبد الرحمن واقف بره وقالت له:وين يحيى بيه؟
عبد الرحمن باحترام:هو راح مشوار مع محمود، وزمانهم جايين في الطريق دقائق وهيكونوا اهنا.
مريم بامر: لو سمحت، اتصل لي بيه دلوقت علشان انا عايزاه ضروري؟!
عبد الرحمن:حاضر.
مسك عبد الرحمن التليفون واتصل بيحيى.
عبد الرحمن:أيوه يا يحيى بيه، الأنسة مريم عايزة تكلم حضرتك.
يحيى بعصبية:اديها لي.
مريم بقلق:الو، وينك يا يحيى قلقتني عليك مش المفروض تقول اللي انت خارج قلبي هيقف من الخوف عليك؟
يحيى:أنا مش قلتلك ما تطلعيش بره الخيمة بتاعتك؟ وكيف تقفي تتكلمي مع واحد من رجالي يا مريم انتي اتجننتي عاد؟
مريم بدموع:أنا كنت خايفة عليك، لما ما لقيتكش. إنت كيف مشيت ورجلك بالحالة دي؟ كمان الكرسي المتحرك بتاعك في الأوضة فقلقت عليك كيف مشيت؟
يحيى حاول يكون هادي اما الاقيها بتعيط:أنا مشيت بالعكازة، ما تقلقيش عليا عشر دقايق وهكون عنديكي ما تخرجيش من بره الخيمة علشان ما تزعليش مني يا مريم تمام!؟
مريم بطاعه:حاضر!
مريم قفلت مع يحيى وكان عقلها شغال وعايزة تعرف هو راح فين، بس سمعت كلامه ودخلت الخيمة، وقعدت مستنيّاه وهي قلقانة.
هنروح عند بيت عبد الصمد كانت زينة قاعدة في أوضتها، خايفة جداً وقلقانة على أحمد اللي ما تعرفش عنه حاجة من إمبارح حد خبطت على الباب، فمريم مسحت دموعها وقامت علشان تفتح الباب.
ليه يبقى هي اللي كانت على الباب قالت لها:صباح الخير يا مايا اتفضلي تعالي؟
بهيه بهدوء مع حزن:صباح النور يا بتي كيف حالك النهاردة؟
زينه بحزن:الحمد لله يا مايا مليحة، ما عرفتيش حاجة عن أحمد؟
بهيه بزعل:والله يا بتي، ما عرفتيش حاجة عنه خالص ده حتى عبد الصمد لسه قايله له على الموضوع ده قلت تلقاه راح مصر ولا بيعمل حاجة في شغله، بس أنا مش عارفة هو راح وين قلبي واجعني عليه حاسه اللي هو في حاجه من يوم خبر يحيى مش من عدته ان هو يختفي بالطريقه دي.
زينه بخوف:وأنا يا مايا والله قلقانة قوي عليه. مش عارفة هو كان تعبان قوي وما كانش قادر يروح اهنا ولا اهنا، كيف قدر يطلع بره؟
بهيه باستغراب:ما هو ده يا بتي اللي أنا بفكر فيه كيف أحمد قدر يطلع بره بحالته دي؟ هو طلع ميته من الدار ؟
زينه بقلق وحزن: أنا قمت من النوم، ما لقيتوش جنبي. مش عارفة راح وين بجد، بدأت أقلق من الموضوع ده هو بقى له كتير بره عاد لو كان في مصر كان على الاقل حددنا في التليفون بس مدام ولا كلمنا ولا نعرف عنه حاجه يبقى في حاجه حصلت واحنا ما نعرفهاش انا مش عارفه عمي كيف ساكت عن الموضوع ده هو ابنه بردك؟
هنيه بحزن: قلبه جاحد قوي يا بتي ما بيهمهوش حد وبالذات احمد لان احمد مش طالعله احمد مليح وكل الناس بتحبه عكس ابوه عبد الصمد اللي ما فيش حد في البلد بيطيقوا عشان افعاله وعمايل السوده يا رب يا بنتي يجيب العواقب سليمه ان شاء الله خير احمد ولدي ولد حلال ما تقلقيش عليه انا عارفه ان ربنا يحفظه لي لان احمد ما بيعملش حاجه وحشه في حد !
نروح المخزن الخاص بيحيى في الجبل من الضفه الشمال.
يحيى وأحمد قاعدين في مكان عتمه داخل المخزن، النور ضعيف والجو مشحون بالتوتر. أحمد شكله مرهق وخايف، ويحيى قاعد بيتفرج عليه بتركيز واحمد رافض يتكلم خالص ومش عايز حتى يبص ليحيى ولا يتكلم معاه.
يحيى (بصوت عالي وكان متضايق جدا وغضبان):
"كنت فاكر إنك صاحبي يا أحمد كنا كيف الإيد الواحده واللي بتشوفه عينك اكنها شفيته عيني بس دلوقت مش فاهم ليه عملت اكده؟ ليه خنتني ليه حاولت تقتلني انت اقرب حد كان ليا قلبي مش قادر يسامحك يا احمد على اللي عملته فيا انا عملت فيك ايه علشان تعمل فيا اكده؟"
أحمد (بيحاول يهدّي نفسه، صوته مش ثابت):
"إنت مش فاهم، يا يحيى... كنت في ورطة كبيرة. كان لازم أعمل اكده عشان مفيش قدامي غيره. ماكانش عندي اختيار تاني بس ما تقدرش تنكر ان انا حاولت احميك كثير حتى اسال مريم الممرضه انا اللي دليتها على مكانك علشان تساعدك."
يحيى (يقرب من احمد ويحاوط كتفه):
"ورطة؟! مين اللي ضغط عليك يا أحمد؟ كنت دايمًا جنبك، وكان عندك مليون طريقة علشان تفلت منهم من غير ما تخونني ؟ لو كنت بتواجه مشكلة، كان المفروض تيجي وتقولي من الأول وانا عارف ان انت اللي قلت لمريم وعارف ان انت حاولت تنقذني بس برده مش هسامحك يا احمد لان اللي عملته كانت طعنه في ظهري مش هقدر انساها واصل حتى لو كنت بتحميني برده مش هسامحك لانك كذبت عليا وخدعتني."
أحمد (اخذ نفسه بصعوبه وحط ونزل راسه لتحت وما كانش قادر يتكلم مع يحيى او يواجهوا ):
"أنا... انا ما كنتش عارف اعمل ايه ابويا ضغط علي كتير كان عايز يقتل زينه لو ما عملتش اكده انا حاولت احميك برده يا صاحبي بس الموضوع كان أكبر مني بكثير الناس اللي ورا الموضوع ده ضغطوا عليّ... إنت مش شايف الوضع من بره؟ الدنيا كلها متعقدة أوقات الواحد بيلجأ لحاجات ما فيش منها مفر."
يحيى (بيزعل وعصبيه):
ده كان السبب؟! كنت عرفتني وانا كنت هقدر احميها ما كانش في حد هيقدر يقربلها بس مش تخون صاحبك واخوك وتقول لي انا حاولت احميك انت بتحاول تداري اللي انت عملته انا مش عارف اعمل وياك ايه دلوقت بجد انت عديت كل الخطوط الحمراء معايا ."
أحمد (حاول يبص في عينيه):ما قدرتش، يا يحيى. كنت خايف أخسر ثقتك كنت خايف أقولك لا يضروك أنا ما كنتش عايز يحصل اكده والله يا صاحبي بس والله ما كانش في مفر من اللي حصل ده وده كان الحاجه الوحيده اللي كنت اقدر احميك بيها وكمان سهى اللي كنت فاكرها ملاك هي كانت متعاونه مع الباشا الكبير اللي انا ما اعرفش هو مين لحد دلوقت انت كنت فاكرها كويسه وانا حاولت اوصللك كثير ان هي حد مش كويس من تصرفاتها وهي حاولت تقرب مني كذا مره فانا حبيت انهي دورها في حياتك بالشكل ده حتى لو كنت اخسرك بعديها بس اكون قدرت احميك من شرها وشر كل اللي حواليها انسانه ماديه وحقيره .
يحيى (بيحس بالحزن، وبعدها بيبص في عينيه):
"عارف يا أحمد... اللي عملته صعب عليا بس مش مش قادره اكرهك انا عارف ان انت عملته ده علشان خاطر تحميني بس برده كنت قلتلي على كل حاجه وانا كنت قدرت احل الموضوع من اوله قل لي دلوقت مين هم المتعاونين مع الباشا الكبير ومين هم المتعاونين مع ابوك وكل حاجه تخص الموضوع ده قول لي عليها يا احمد ما تحاولش تتخبي اي حاجه عني علشان ما تخسرنيش ؟"
أحمد (وهو مش قادر يرفع عينيه):
يا يحيى... الناس اللي وراء الموضوع ده انا ما اعرفهمش والله حاولت كثير مع ابويا علشان عارفهم هو ما رضيش يديني اي معلومه غير ان هم ناس جبارين واللي اعرف ان هم تجار سلاح بردك كيف ما عارف ان ابويا اي حاجه ممنوعه بيتاجر فيها وبيشتغل مع اي حد يدوله فلوس!
يحيى (بيغضب بشكل مفاجئ):
كيف يعني احمد ما تعرفش اي حد كيف بتنفذ ده كل من غير متعرفه انت بقيت غبي يا احمد للدرجه دي علشان تعمل اكده وانت ما تعرفش مين اللي يعمل من هو الراس الكبير ومين بيامرك ان انت تعمل اكده
أحمد (بصوت ضعيف): في حاجات اكبر مننا يا يحيى وكمان كانوا هيقتلوا زينه ذنبها ايه المسكينه ديت دول ناس ما عندهمش رحمه يا صاحبي ما يعرفوش ربنا حتى ابويا ما عندهوش ولا ذمه ولا ضمير .
يحيى (مستغرب) وانا هعرف منين دلوقت مين هو الشخص المجهول؟!
احمد :ممكن تعرف من طريق سهى او من طريق ابوي لانهم هم اللي بيتواصلوا معاه بالطريقه دي هتقدر توصل له بسهوله!
يحيى بتفكير: فعلا ابوك او سهى هم الحل خدي يا عبد الملك انت ومحمود من هنا ورايح تكونوا ورا عبد الصمد وسهي كيف ضلهم ما تهملهمش دقيقه واحده وتجيبوا لي اخبارهم اخر اليوم ولو في حاجه جديده عرفوني عليها على طول !؟
عبد الملك :تمام يا يحيى بيه!
أحمد قال بصوت هادئ: وانا معاك في اي حاجه يا صاحبي بس ابوي هيلاحظ اختفائي وهيفضل يبهدل في زينه علشان اكده يا صاحبي عايز ارجع البيت واي حاجه هعرفها هبلغك بيها ؟
يحيى :ماشي يا احمد وانا موافق واثق فيك للمره الاخيره!
احمد: ما تقلقش يا صاحبي عمري ما اخون ثقتك ولو كانت على رقبتي واي حاجه جديده انت تعرفها يبقى بلغها لي طوالي؟
في نفس الوقت في بيت عبد الصمد:
كانت زينة متمسكة بأمل أنها تسمع اخبار كويسه عن احمد بس قلبها مليان بالخوف وكان موجوعه جدا وحاسه اللي فيه حاجه ناقصاها وعبد الصمد كان بيعاملها معامله وحشه علشان كده هي كانت حبسه نفسها في الاوضه مش بترضى تطلع بره باب الاوضه مش بترضى تاكل من حزنها على احمد ؟!
زينه (قلقة):أنا مش قادرة أفهم، مفيش أخبار عنه لحد دلوقت ليه ؟ هو فين ؟
نروح عند يحيى و احمد في المخزن
عبد الرحمن ومحمود وعبد الملك دخلوا على يحيى عليهم القلق وكان واضح اللي فيه شيء خطير حصل
يحيى في ايه مالكم
عبد الرحمن: يحيى بيه، في ناس جايين في الطريق دلوقت مش لوحدهم لازم نكون جاهزين هم معاهم ناس مسلحين وتقريبا اكده عارف ان انت عايش."
يحيى: تمام جهزوا نفسكم يا رجاله احنا قد اي حد عرفتوا حاجه عن عبد الصمد او سهى؟!
عبد الرحمن: عبد الصمد بيه في بيته
وسهي هي دلوقت في فيلا حاتم بيه!
يحيى بصدمه: حاتم حاتم حاتم صاحبي؟
عبد الرحمن نزل راسه في الارض وقال له :فعلا هو حاتم بيه صاحب حضرتك!؟
يحيى :ابن الكلب ده انا اللي عملته منه بني ادم ده ما كانش يسوى حاجه هو اللي عمل ده كليته انا كنت فاكر ان كرهوليه بسبب اني كنت سابقه في الدراسه لا بس طلع الموضوع كبير قوي يا احمد !
احمد بصدمه: معقوله حاتم هو كيف يعمل حاجه زي اكده؟!
يحيى بحزن: احنا في زمن اللي الابن ممكن يموت ابوه والاخ يخون اخوه بس الدنيا خلاص راح عليها الامان يا صاحبي ربنا يستر علينا من الايام الجايه هي القيامه هتقوم ولا ايه اما اصحابي يعملوا اكده في بعض؟!
وبعد كده كمل كلامه وقال :جهز يا رجاله نفسكم معركه ما كنتش عايزه اخدها بس للاسف ؟
بدأوا في التحضير، وداخل المخزن، كان أحمد في حالة من التوتر. فجأة، كان حاسس بتوتر كبير من المقابله دي وكان خايف لا يقع حد منهم وكمان كان خايف عليا يحيى لان حالته كانت صعبه جدا هو رجليه اصلا مش بيقدر يقف عليها وهو اللي عمل فيه كده كل ما يشوف منظر يحيى بيلوم نفسه انه ما يقدرش يحميه بما فيه الكفايه .
احمد بقلق :يحيى روح انت الدار وانا هكون موجود اهنا ولو صار اي حاجه انا هقول لك عليها ما تخافيش يا صاحبي بس انت حالتك دلوقت مش تمام رجلك لسه تعبان ما ينفعش تكون موجود بحالتك دي
يحيى بعصبية: شايفني عاجز ولا ايه يا احمد انا قادر اقف على رجلي ما تقلقش رجلي اتحسنت الحمد لله وكمان انا كلمت دكتور وهو قال لي اني عايز شويه علاج طبيعي كلها ايام نخلص الحوار ده واروح للدكتور وهعمل علاج الطبيعي وارجع تاني امشي على رجلي مش هيبقى فيها اي حاجه ان شاء الله.
احمد بحزن: كان انقطع ايدي يا صاحبي قبل ما اعمل فيك اكده؟
يحيى بزعل: ما تقولش اكده يا احمد انت عملت اللي كده علشان تنقذ حياتي اللي عملته كان لازما يحصل اي نعم انت غبي بس قدرت تنقذ حياه مرتك وحياه صاحبك وحاتم ليله اهله سوداء على دماغه انا هوري له مين هو يحيى ولد الحاج ايوب؟
في الوقت ده جه حاتم ومعاه رجالته وكانوا مسلحين على اعلى مستوى في منهم قناصه وفي منهم بودي جاردات طول بعرض حاجه كده ضخمه وبدا يتكلم مع يحيى واحمد وهو بيسخر منهم وبيتعال عليهم
حاتم: يحيى انت واحمد مش هتقدروا تهربوا المرة دي كل حاجة وصلت لمرحلة ما ينفعش نتراجع فيها وانت يا احمد حسابك معايا عصير كيف نكون متفقين وبعد اكده تخوني ما تقتلش صاحبك يبقى انت اكده اللي جنيت على حياتك وحياه مرتك؟!
احمد بعصبيه :انت عبيط ولا ايه انت فاكر بعملتك السوداء دي ان انا ممكن اموت صاحبي لا ده لو كان على رقبتي انا قدرت اعملك اكده قدرت احمي مراتي لكن انت مش هتقدر تحمي نفسك طول عمرك غلاوي بتغير مني انا ويحيى يا راجل شيل الغل والحقد اللي في في قلبك ده؟
يحيى بهدوء :انا عايز اعرف ايه سبب اللي انت عملته ده اديني مبرر واحد ده انا عملت فيك ايه وحش بالعكس ايام الدراسه كنت بساعدك ما كنتش بتعرف تجيب الكتب كنت بجيبها لك على حسابي مصاريفك كانت عليا كل حاجه تخصك كانت عليا كنت بعاملك كيف اخويا وكنت عارف ان انت حالتك الماديه مش هتساعد معاك ان انت تكمل تعليمك واهلك كانت عيشتهم على قدهم ليه عملت معايا اكده انا مش وحش علشان تعملي معايا اكده عمري ما كنت وحش معاك ولا مع اي حد؟
احمد: طول عمرك فاكر نفسك ان انت حاجه بتعمل كبيره عليا بتحسسني ان انا اقل منك ايام الجامعه كنت مسيطر على كل حاجه حتى بعد ما تخرجنا الشغل وكل الشركات كانت عايزاك انت ما كانتش عايزين انا ليه لانك انت يحيى بيه ولد الحاج ايوب لكن انا ابن مصلحي الغلبان مين هيشغلني عنده لازما؟ احمد بيه عبد الصمد ويحيى بيه هم اللي كلموا رؤساء الشركات علشان يشغلوني وبالنسبه لاحمد كان معاك في كل حاجه فلوس ابوه كانت مساعدات علشان يفضل صاحبك وقريب منك!
احمد عصبيه مفرطه: انا ويحيى ما فيش حد من اهلنا ساعدنا في حاجه احنا بنينا نفسنا بنفسنا احنا اللي عملنا سمعتنا ما فيش حد ليه فضل علينا ولا الحاج ايوب ولا ابوي ما فيش حد ليه علينا فضل احنا اللي عملنا كل حاجه بمجهودنا ما تعلقش شماعه تفشقلك علينا ؟
يحيى: انت واطي ما هتفضل طول عمرك واطي انت عضيت الايد اللي اتمدتلك عمري ما حسسناك ان انت اقل منك بالعكس كنا بنحسسك ان انت صاحبنا واحد مننا واخونا بس للاسف كنا غلطانين لانك ما تستاهلش؟
احمد بصوت عالي: فعلا يا احمد انا ويحيى عمرنا ما حسسناك ان انت اقل مننا بالعكس ؟
حاتم بغضب: انتوا الاتنين كنت ايد واحده كنتوا بتطلعوني بره كنت بتفضلوا قاعدين مع بعض وسايبيني لوحدي وتركني على جنب ما كنتوش بتعبروني اصلا كنتم بتعتبروني مش موجود وحتى البنات يوم مكانه بيبصوا كانوا بيبص ليحيى او لاحمد لانهم ولاد ناس ده ولد الحاجه ايوب بجلاله قادره اللي الصعيد بتعمله 1000 حساب وبعد ما اتخرجت البلد كلها بتعمل لك انت كمان 1000 حساب لان ابوك عملك الكبير وكلمتك بقت ماشيه على الكبير والصغير في البلد والبلد كلها بقت بتحبك علشان كده قلت اخلص عليك عشان لما ادخل البلد والناس يشوفوني هعرف اخذ مكانك ويكون ليا وضعي!
يحيى بفخر: ما هتقدر تاخد مكان يحيى وولد الحاجه ايوب انا ابن الراجل المحترم اللي البلد كلها بتسوي له 1000 حساب مش ابن الخمور دي اللي طول الليل دايره على الخمارات عرفت ليه الناس بتقدرني هو الخمورجي هيجيب ايه يعني الكلام خلص يا حاتم انا عايز اعرف انت رايد مني ايه دلوقت لان انا دلوقت هصفي حسابي معاك دلوقت؟
أحمد كان بيبص لحاتم النظرات استحقار
يحيى (وهو بصوت حازم، وعنيه بتطقي شرار):
"النهاردة هتتوقف لعبة الكذب والخداع مش هنسكت أكتر من اكده.
أحمد (بصوت واثق):
"كان لازم نواجه ده من زمان، بس مفيش وقت دلوقت علشان نتكلم في الحديت ده؟
الشخص المجهول حاتم النشار، صديقهم القديم من أيام الجامعة، اللي كان دايمًا شايل في قلبه الحقد والكراهية ليحيى واحمد وكان بيبص لهم بنظرات كلها غل كان بيحاول يحركهم اكنهم عرايس لعبه بيحركها بالخيوط بتاعتها ظلم وقتل وحاول الويس في كدماء كثير .
حاتم (بصوت مستفز، بيضحك بسخرية):
"إنتو فاكرين إيه؟ إنكم أقوياء؟ أنا كنت دايمًا شايفكم اقوى مني بس دلوقت انا الاقوى وانا اللي متحكم فيكم يعني انا اللي بلعب بيكم وهعمل فيكم اللي انا رايده طبعا انتم شايفين الناس اللي معايا ممكن يعملوا فيكم ايه مين فيكم دلوقت اللي يقدر يقف قصادي لان نهايتكم هتكون على ايدي انا كنت على طول الاحسن وهفضل على طول اكده"
يحيى (بغضب شديد، وهو بيشاور بيده):إنت مش عارف إنك لو كنت راجل كنت تقابلنا في العلن؟ لكنك اخترت الخيانة وانت على طول كده خاين ما فيش جديد وبالنسبه لاحمد اللي انت حاولت توقعني انا وهو في بعضينا هو حماني بس بطريقته اي نعم هو ما قاليش على الحقيقه في وقتيها بس هو حمى حياتي منك وحما مرته يعني هو ارجل منك 100 مره
أحمد (وهو بيحاول يتماسك، وهو عارف إن ده وقت الحسم): على فكره يا حاتم انت بس مش بتكرهنا انت بتكره نفسك بتكره كل اللي حواليك الحقد اللي في قلبك ده لو ما شلتهوش هيدمرك لو ما كانش لسه دمرك إنت مش بس كرهتنا، كرهت نفسك.
يحيى (بيصرخ وهو يمسك العكازه بتعب):
"إنت كنت عارف طول الوقت وكل اللي عملته ده، علشان حقدك علينا؟ أنا مش مصدق إن في شخص ممكن يكون كده."
حاتم (بصوت واثق، وهو بيضحك):
"الحقد؟ ده مش حقد، ده انتقام. انتقام من كل واحد فيكم اعتقد إنه أحسن مني. أنتم مش فاهمين حاجة، بس كل واحد فيكم هيشوف حقيقتي دلوقتي."
حاتم (بصوت مليان غدر):
"أنتوا لما تحسوا إن حد أفضل منك، ده بيبقى زي الجرح اللي مش بيقف نزيفه. عايزوا تموتوا من الداخل، ودي كانت خطتي من البداية."
حاتم: ما فيش حد يجي جنبي لاني وسط رجالتي بفلوسي هقدر اعمل كل حاجه انا عايزها؟"
طلع المسدس موجهه على يحيى وعلى احمد وقال لهم:
تعرفوا انا كنت فاكر ان انا هقدر اقضي على يحيى لوحده واخليك انت يا احمد مع ابوك اتسلى بيكوا شويه بس شكلي اكده نهايتكم لازما تكون مع بعض لانكم اصحاب انا مش هحرمكم من اللي نفسكم فيه؟
ولسه بيشد الزينات وهيضرب على احمد ويحيى طلقه جت من مكان مجهول يحيى واحمد كانوا مصدومين لان حاتم وقع على الارض غرقان في دمه ؟؟!!
عبد الصمد (بصوت حزين، وهو بيشوفه يقع على الأرض):
"أنت مش راجل لو كنت راجل كنت وفيت بوعدك كنت عايز تقتل ولدي قدام عيني يا جبروتك عبد الصمد ما فيش حد يقدر يجي او جنب ولاده احنا ما اتفقناش على اكده وانت خنت زي ما خنتني انا خنتك الا ولدي غور في داهيه ؟!
يحيى (بيشوفه وهو بيقع على الارض وهو مش مصدق اللي حصل ):
"كان لازم تدفع الثمن مش ممكن تفضل دايمًا تجرح في الناس وأنت متخيل إنك هتعيش بسلام انت كنت عايز تقتلني شوف ربنا ربنا يغفر لك اللي انت عملته."
أ احمد بيبص له بنظره حزينه لانه صعبان عليه حتى لو كان مات هو كان في يوم من الايام صاحبه اكل معايا عيش وملح ):
"الكره دايمًا بيأكل صاحبه. كنت فاكر إنك هتقدر تدمرنا، لكنك دمرت نفسك.
عبد الصمد(واقف بعيد عنهم، وهو بيبص على الأرض):كنت عايز ادمر يحيى وانا اللي اتدمرت كل حاجة راحت كان وحاتم لازم يدفع ثمن كل حاجه عملها
"اللي بيزرع الشر، بيحصد الخراب كان لازم تنتهي اللعبة دي النهاردة وانا اللي نهيتها بايدي ايه يا ولدي لان انا كنت جزء منيها والخراب عاد عليا في الاخر."
احمد وهو بيعيط وماسك في ابوه: يا ابوي انت اكده هتتحبس يا ابوي؟
عبد الصمد بحزن: اتحبس كم سنه احسن ما اشيلك جثه بين ايديا يا ولدي انا افديك بروحي انت واخوك خليني اعمللك حاجه حلوه قبل ما اموت علشان تفتكرني بيها؟!
احمد :ما تقولش اكده يا ابوي انت هتعيش وهتشوف ولادي ربنا يخليك!
عبد الصمد: عربيه الحكومه جات اهي اشوف وشك على خير يا ولدي خلي بالك من امك ومن مراتك خلي بالك من حالك؟!
عربيه الشرطه كانت جايه والسرينه كانت صوتها واضح للكل دموع احمد كانت نازله من حزنه على والده وقال له:
ليه اكده يا ابوي اكده هعيش لوحدي ولا اب ولا اخ؟
عبد الصمد :لا يا ولدي معاك يحيى اعتبره اخوك وابوك وكل عيلتك وهي كم سنه و رامي هيطلع يكون قضه مده بتاعته وتاب عن عمايل السوداء خلي بالك من نفسك يا ولدي وخلي بالك من امك ومرتك وقول لمرتك تسامحني على كل حاجه عملتها لها او زعلتها اوعى تزعلها يا ولدي ربنا يبارك لك في مرتك ؟
أحمد كان واقف جنب يحيى، كل واحد فيهم عارف إنهم جايين علشان يواجهوا الماضي وكأن الدنيا كلها عايزة توريهم إن الحقيقة لا يمكن الهروب منها وان العداله هي اللي بتتحقق في الاخر
يحيى (وهو بص أحمد، بتعب شديد):
"الوقت ده كان لازم ييجي ما تزعلش على عم عبد الصمد بكره نقدم له استئناف بعد ما يتحكم عليه ونقلل له المده نخليها له كام سنه وكمان هنخليها دفاع عن النفس وبالنسبه للحصول دي كان لازم يحصل يا صاحبي لان اللعبه دي كان لازم تنتهي يا
والحمد لله اللي هي انتهت بدون ما نفقد حد غالي على قلبنا ؟
أحمد (بصوت حزين، وهو بيبص ليحيى):
"أنا عارف... أنا عارف إن فيه حاجات كانت لازما نخلصها ونقفل الموضوع ده بس اما بتخلص لازما توجع قلبنا يا يحيى انا اخويا محبوس وابويا محبوس وبالنسبه لحاتم رغم كل اللي عمله ده انا عمري ما كرهته ."
يحيى راح خده في حضنه وقال له: خلاص يا صاحبي اللي حصل حصل احنا ولاد النهارده ربنا يغفر له اللي هو عمله .