رواية لعبة الكنز الفصل الثاني عشر12بقلم ياسمين شاكر



 رواية لعبة الكنز
 الفصل الثاني عشر12
بقلم ياسمين شاكر




ماجد إتصل بي أحمد وكلمو بي المستجدات وقال ليهو : عروة عايز يلاقينا بكرة الصباح كلنا 
أحمد: مادام زولك هرب صحي شنو فايدة عروة تاني ... خلاص ماعاد ليهو ايييي لازمة ..ثم أنا ذاتي شاكي فيهو ..ليه مايكون متفق مع خالو إبراهيم يتوهونا وطلع لينا بي قصة إنو هرب دي ينومنا بيها
ماجد: عشان كده ضروري نقابل عروة ونوهمو إننا صدقناهو ونشوف حيقول شنو جديد تاني
أحمد: طيب بانة أمرها هين ممكن تجي ولكن منار إنت خلاص عرفتها واكيد عارفا ماحترضى تجي ... منار من بداية الموضوع لحد الآن ماشاركتنا ولا حتى بي الدعم المعنوي 
ماجد: إبراهيم قال وأكد الكنز  ماحنلقاهو إلا مع بعض
أحمد: إبراهيم أصلاً برمجنا بي كلامو عشان مانفكر برا الصندوق ونكتشف حاجات برانا عايز يمشينا حسب فهمو هو وعشان يضمن كده كان بلعب على نقاط ضعفنا طوول الوقت حتى في رسايلنا كل رسالة كتبا بي طريقة مختلفة وطابع غير عن الباقيات عشان عارف كيف الكلمة بتأثر في نفسية الزول 
ماجد بتهكم : لاحظتا إنو بخاطبنا مخاطبة أطفال... لسة قادر يخوف الطفل الجوانا اللسة مااتحرر من مخاوف الماضي 
أحمد: مشكلتنا يادكتور عارفين الألم وين وعارفين جنس المرض لكن ماقادرين نعالجو... بالمناسبة! إنت دكتور في شنو ما حصل سألتك 
سكتو مسافة تاني بقو يضحكو ضحكات لطيفة ... دي أول مرة من اتلاقو وعرفو غرض إبراهيم تمر عليهم لحظات طريفة ويضحكو ...
قفلو مع بعض وأحمد قرر يكلم منار بنفسو ويحاول يغير رايا ..
رسل ليها رساله في الماسنجر وقال: عارف ضغطنا عليك كتير وإنك ما متحمله تسمعي مننا كلمة زيادة بس أرجوك يا منار لي آخر مره عايزين نشوفك بكره الصباح في أخبار ما حتصدقيها تخيلي عروة المحامي طلع ود أختو لعم إبراهيم وبكره الصباح حنمشي نلاقيهو كلنا في نفس المكان اللي تلاقينا فيه آخر مره يمكن يورينا أي معلومات عن خالو المجرم وعايز مننا شنو ممكن ترافقينا يا منار أرجوك ماترفضي
قرت رسالتو واتنهدت بتعب وقررت توريهم خططها الجايه شنو وتفصلهم فقالت: اوكي يا أحمد حالاقيكم لآخر مره ولكن لازم تعرف حاجه أنا حاتزوج ود عمتي وحاسافر من البلد دي وحأنسى كل الماضي خلاص أنا تعبت وما عايزه أشارك في الكلام الفاضي ده ولا اعرف المجرم ده تاني.. دبرو اموركم بدوني وبتمنى لكم التوفيق والنجاح استبينا؟
استلم الرساله وقراها واتفاجأ من موقف منار بس هز راسو بأسف وقال: طول عمرك أنانية يا منار من لما كنا أطفال صغار و ما تغيرتي للآن..
رجع بلغ ماجد بي كلامو مع منار وقال ليهو: اقنعتها بصعوبه ولكنها قالت دبرو اموركم بنفسكم من بعد اليوم ما حتكون معانا في أي خطوة غير خطوة بكرة الصباح
ماجد قال ليهو: مامهم ياأحمد برانا حنواصل وحنعرف كل شي وحالياً لازم نتأكد من صِدق عروة معانا ولو صَدق يبقى لازم نضمو لصفنا ونستفيد من المعرفة العندو بي أمور خالو المريبة 
أحمد: هو طاوعو ودس ليهو الرسايل وظبط ليهو كل شي تفتكر يكون صادق معانا؟
ماجد: لأنو واضح إنو مسيطر عليهو بي طريقةٍ ما زي ماقدر يسيطر علينا وجبرنا نوافق نلعب لعبة الكنز البقيت أكرها وأكره سيرتا دي 
أحمد: يازول بكرة الموية تكضب الغطاس 
ماجد: فضلت بانة كلمتها؟ 
أحمد: لا ماكلمتها لو إنت فاضي كلمها إنت أنا تعبت وطاقتي كملت من البنات ديل ... وبعدين أنا زول مشرد مطرود من البيت ماعارف اقبل ويين ولا حااعمل شنو في الأيام الجاية 
سألو مستفسر: تاني ما اتكلمتومع أبوك؟ ارجع اتفاهم معاهو وريهو وجهة نظرك شنو 
قال ليهو وواضح الحزن في صوتو : أبوي زول صعب ما ممكن تتفاهم معاهو او تلقى ليهو مدخل .. طول عمرو قاسي  علينا شديد كأننا ما أولادو ومقولتو الشهيرة على خشمو أنا بربي رجال .. للأسف طلع بربي واحد جبان وماعليهو تكل 
ماجد عجز يواسيهو مااظن في كلام يتقال يقدر يمحي حاجة اترسخت في ذهنو سنيين طويلة ..
قفلو مع بعض وهو كلم بانة بي المستجدات وطلب حضورها ووافقت من دون نقاش المرة دي ... واضح إنو الفضول سايقها كالعادة .....
انتهى اليوم واشرقت شمس جديدة على البعض ليست مشرقة وسعيدة إنما زيها زي كل الأيام المرت عليهم قبلها ...
ماجد قعد مع اهلو بشرب في الشاي وبقى يراقب أمو بصمت بدون تنتبه عليهو... باهتة كالعادة وعيونا منطفية حاضره معاهم بي جسدا فقط... كل السنين المرت دي كان بسأل نفسو كل مايشوفا معقول الحياة عندها كانت واقفة على وجود مهند وبس؟ بعدو انتهت الحياة وانهت المسرات؟.. من ساعة الحصل عيشتو في دور أخوه غصب خلتو يبقى نسخة من مهند لبستو هدومو عيشتو أحلامو بقتو طبيب زي ماكان مهند عايز يكون نزعت شخصيتو تماماً كأنها ادخلت روح مهند في جسدو هو ... أي تصرف بتصرفو لازم يسمع ياريت تتعلم من أخوك ياريتك تبقى ربع أخوك ياريتك ياريتك ... رضى يطاوعا عشان بس ترضى عنو وتطيب من الهي فيهو ده بس مرت السنين وما طابت ولسة شبح مهند لايح في الأفق... بخجل من نفسو لما يتذكر إنو ابتدى يكره أخوه ولامو على إنو مات خلاهو في مواجهة أهلو والحياة براهو ...
فكر مع نفسو شويه منو حياتو هي الأصعب.. هو ولا أحمد العانى من ظلم اهله وضربهم وتعنيفهم ليهو... لقى إنو اهلو أحسن شوية حتى لو تصرفاتهم تجاهو كانت غلط لكنهم ما الأهل القاسيين ... فحمد الله على النعم الهو فيها ....
ودع أهله وقام طلع على أمل يوصل سرعة لمكان اللقاء..... 
لما وصل لقى أحمد وصل وقاعد بشرب في شاي لبن بي مزاج..سلم عليهو وقعد مقابل ليهو 
أحمد قال بتهكم: بقيت مشرد بشرب شاي من الشارع ..ماعارف لكن ابتديت أحب عيشة الحرية 
ماجد: أحمد ... يفترض إنك بقيت شاب في منتصف العشرينات وده سن مناسب انو الراجل يشق فيهو طريقو براهو في الحياة ..لو أبوك طردك وبعدك من البيت فهو الخسران ما إنت.. أحمد إنت ما اذنبت في حاجة تستحق الظلم ده كلو ..صدقني حتقدر تعيش مستقل بنفسك وتبني لي نفسك حياة كريمة وابوك مصيرو يعرف إنو ظلمك وقسى عليك 
أحمد مرق ليهو نفس حااار وقال: صاح كلامك أنا لازم ابعد عنهم واعيش حياتي أنا مامحتاج لي أبوي يصرف علي ..
منار ظهرت في وشهم فجأة قطعت ليهم الكلام .. سلمو عليها وقعدت هي برضو مترقبة وجاهزة لي أي نقاش حيتناقشوه معاها لكنها تفاجأت إنهم ما وجهو ليها كلمة وقعدو يتونسو عن أخبار الكورة عموماً.. مرو أكتر من عشرة دقايق على نفس الوضع منار ساكتة بتشرب في شاي أحمر وماسكة تلفونا وهم بتونسو في الكورة ويضحكو لحد ماظهر عروة من بعيد ماشي بي تمهل جايي عليهم بعد لمحهم قاعدين... وصل وسالمهم ولما قعد سألهم من بانة قالو ليهو ما جات لسة .. أحمد ماانتظر طوالي سألو بطريقة مستفزة: هدينا جينا وين إبراهيم يا حضرة الأستاذ وينو خالك المزعوم فاكرنا حنصدقك كده بسهولة ؟ 
ماجد : أحمد ! ممكن تبرد شوية؟ وإنت يا أستاذ عروة إذا إبراهيم حقيقي خالك فإنت أدرى بيهو وبي تصرفاتو ولو فعلاً هرب اكيد ممكن تتوقع وين ممكن يكون اختفى
عروة بي أسف: هو خالي فعلاً بس كان منقطع عننا لي سنين طويلة لأنو حصل خلاف بينو وبين أمي وطردتو وقاطعتو سنين... رجع من فترة قريبة وهو بشكي من المرض الخطير وعلى فراش الموت ففتحنا ليهو ايادينا واستقبلناهو من تاني أنا وأخوي....
بقو يعاينو الثلاثي لبعضهم نظرات متشككة
واصل عروة كلامو وقال :خالي طلع بخدعنا بقصة مرضو دي والمكان الكنت باخدو للعلاج فيهو  بي إنتظام طلع ماعندو أي ملف علاج عندهم ولا بعرفوه والظاهر إنو كان لما بنزلو قدام مركز العلاج بدخل وبطلع بعد أنا اتحرك أمشي والغريب إني لما برجع اسوقو تاني كنت بلقاهو منتظرني جمب باب المركز وهو مرهق وتعبان فكنت بصدقو لأني بسمع إنو العلاج الكيماوي صعب جداً... ماحصل دخلت معاهو جوا كان بقول لي مافي داعي أنا متعود براي من زمان..
منار : طيب هل كان عندو القروش الكافية للعلاج؟ ولا إنت الصرفت على علاجو ؟
عروة : قال لينا إنو في منظمة خيرية متولية علاجاتو بي الكامل وأنا كنت بديهو مصاريف.. صدقوني خالي عندو قدرة على الإقناع رهيبة .. ماحسينا إنو ممكن يكون بكذب علينا وغفرنا ليهو كل الماضي  بس اتضح إننا كنا اغبياء وتفكيرنا محدود..
في الاثناء دي وصلت بانة أخيراً لقتهم مدورين النقاش .. سلمت وقعدت .. ماجد قال مواصل : طيب ياسيد عروة بما إنك كنت مع خالك وساعدتو في موضوع نقل ملكية البيت وموضوع الرسايل  وكل شي ما عارف هو عايز يوصل لي شنو؟ ما وراك اي معلومة ولو سخيفة ممكن تفيدنا؟ نحن لايصين زي ماحضرتك شايف ماقادرين نعمل شي وماعارفين أصلاً شنو المفروض نعملو 
عروة  : والله هو كان معاي غامض وكل القالو لي عشان اقتنع بي مساعدتو إنو البيت ده سيدو إسمو حاج نصر وإنو وكلو بي البيت ده عشان يرجعو ليكم ... الواضح لي إنكم ما أخوان ولا بتقربو بعض عشان كده قلبي ما مرتاح وعايز أفهم...ممكن أعرف إنتو بتعرفو خالي من متين ؟ وسر إهتمامو بيكم شنو 
منار طوالي قالت بي نبرة غيظ : معرفة الندامة 
أحمد لكزا كالعادة وقال: منااار قلنا شنو 
عروة بي إهتمام: خليها تقول العندها يا سيد أحمد لييه تسكتا عايز اعرف كل حاجة بتخص خالي في السنين الكان فيها بعيد عننا
أحمد قال ليهو : أنا بوريك العايز تعرفو .... إبراهيم سكن في الفريق لما كنا أطفال صغار وسكن في البيت الضخم ده بي اشجارو العالية وأحواض الزهور والورود المختلفة ... كان طيب أو بي الأصح بتظاهر بي الطيبة وكل أهل الحي بحبوهو وبحترموهو وكان عندو حضور جميل... وفتح بيتو لينا نحن أولاد الحي الصغار نلعب ونتبسط تحت شجرو الظليل ... وما بس كده بل كان بيشاركنا في اللعب وبختار لينا ألعاب شيقة نلعبا وكانت أبرزها لعبة الكنز المشؤومة ..
ماجد أضاف: كانت لعبتنا المفضلة كنا بنلعبا كتير وكانت الرابط بينا نحن الأربعة القدامك ديل ... انتهت الأيام الغابرة ديك على أبشع ذكريات بعد انكشف المستور وعرفو الأهالي إنو سلمو أولادهم بيدهم لي أكبر متحرش بي الأطفال مر عليهم.... 
بانة : عم إبراهيم إستدرج عدد من الأطفال داخل بيتو واتحرش بيهم وخوفهم عشان مايتكلمو ... في بيتو ده نفسو اختفت بنت من أطفال الفريق وما لقو ليها أي أثر.. ومات أخو ماجد وهو بيجري في الشارع البجيب من بيت عم إبراهيم لما ظهرت عربية فجأة وخبطتو ....ده كلو بقى من الماضي وحاولنا قدر الامكان نتعايش في الحياة دي ونعديها بي أقل الخساير يقوم خالك يظهر لينا تاني ويدخلنا في دوامة جديده ده ال نحن ما فاهمينو ليه ... ده ذكرنا بذكريات كعبة شديد حصلت معانا في البيت ده  ..مصر يذكرنا بحاجات يمكن نحن نسيناها عشان كنا أطفال والزمن مر ونسانا ليها أو عقولنا كانت رافضاها ونستا اجباري بس هو مصر يذكرنا ليها وحالياً هو عايزنا نتذكر شيء انا متاكده إنو شي لا يحتمل.. تفتكر يكون شنو؟ 
منار اضافت كمان وقالت: في لعبة الكنز الطفولية كان بخت لينا الغاز بسيطة وتعليمات نتبعا والشاطر يلقا الكنز قبل الآخرين بس حالياً كبر الموضوع وعمل الغاز غريبة وبدون اي طريقة نهتدي بيها للمطلوب وحالياً واقفين في رسالتي المكتوبة لي وأنا لايمكن أدخل البيت داك تاني فلو إنت الدفنت الرسالة وخبيتا زي باقي الرسايل ياريت تطلعا لينا وتختصر علينا الطريق لو صحي عايز تساعدنا ونيتك طيبة ...
بقى يطوف على عقلو كلام إبراهيم في الرسالة وإنو مابساعدهم ويسيب اللعبة تكمل فبقى متردد هل يديها الرسالة أو ينفذ كلام خالو ويخليها تدخل البيت بنفسها تفتش عليها ... لكنو قال إنو الذكرى الخاتيها ليها هي أسوأ كوابيسا فلييه يساعدو في إنو يعذبا ويعذب الأولاد ديل بذكرياتهم المؤلمة ... ليه مايختصر الطريق ويسلما الرسالة ... خالو أصلاً هرب فما حيعرف إنو سلما رسالتا بي اليد ..
أخيراً نطق وقال ليهم : الرسالة مامدفونة في البيت .. من الأول هو سلمني تلاتة رسايل فقط 
أحمد اتنرفز وقال : كلمتنا الكلام ده المرة الفاتت ياريت تفهمنا هل في رسالة رابعة ولا لأ طيب لأنو اللغز ناقص كيف حنكملو ؟
عروة بتردد قال :ايوة في ... في رسالة رابعة 
كلهم في نفس الوقت : ويييين 
عروة بهدوء طلع الظرف الأزرق من جيبو وقال : معاي 
كلهم اتوسعت عيونهم بدهشة كبيرة وهو عقب على كلامو وقال : خالي خلاها لي في الدار بعد نوى الهرب سلمتني ليها بتاعت الإستقبال وخلا لي أنا رسالة بقول لي وين ادفنا في البيت وإنو لازم منار بنفسها تطلب تدخل البيت وتلقى الرسالة ... وأنا حسي عايز أقصر عليك الطريق 
منار بنبرة مهتزة : وين قال ليك تدفنا وريني 
قال : ماخلاص الرسالة معاي مافرقت 
قالت مصرة : لأ حتفرق معاي ويين ..قال ليك.. تدفنا ..أتكلــــم 
سكت لحظات وقال : نصيبك واقع في الجهة الخلفية من البيت فيها باقي الحوش  ببقية الشجر والحوش الوراني بي الراكوبة والمطبخ البلدي والزقاق البودي لي الباب الوراني المقفول
منار لون بشرتا إصفر  وبان في ملامحا الصدمة وبقو كلهم يراقبو في انفعالاتا مستغربين .... قالت بصوت باااارد برود الريح في فصل الشتا: قال ليك تخبيها في الراكوبة صاااح؟ 
رد عروة وقال : بين حبال العنقريب الأحمر الفي الراكوبة 
وقفت منار وعيونا قلبو حمر من الغضب وقالت : طلبها وحينولا ... حااقتلو بي يدي ديل واتمرغ في دمو ... حااقتلو قول ليهو الكلام ده لمن تشوفو تاني 
فجأة قلعت رسالتا منو ولفت فاتت قدام عيونهم وماقدرو يوقفوها من الصدمة الكانو فيها كلهم .....
وكأنو منومين مغناطيسياً مااتحركو لدقايق طويلة وهم بعاينو ليها وهي ماشة تبعد لمن اختفت.....
            --------------------------------

رجعت منار بيت ساجدة لقت أمها قاعدة حارساها وأول ماشافتا هبت فيها : إنتي يابت إنتي عشان قعدتي عند ساجدة خلاص فكيتي العرش؟ طالعة نازلة لاحسيب لا رقيب ؟ والله أبوكي يعرف ولا أخوكي يجو يتكوكي هنا قدااام خالتك للضبح ولا بهمهم .... قصرنا منك في شنو عشان كل شوية تعملي ليك مصيبة تحرجينا بيها....تعالي اقعدي لي هنا دي ووريني آخر كلامك شنو حتقبلي بي رفعت ولا يجي أبوكي يشوف شغلو معاك أنا ما شغلتي بيييك
على حسب الغضب الكان جوها انفجرت في أمها وقالت بصراخ: إنتي ياتو يووم كنتي شغالة بي أساساً عشان تشتغلي بي حسي ... هريتيني بي جملة قصرنا منك في شنو طول العمر الانقضى وراي ده ... انتو قايلين التربية أكل وشراب ولبس وخلاص؟ مادام جبتونا في الدنيا دي خلونا لي قساوتا بتزيدوها علينا إنتو ليييه؟ تفتكري يا أمي إبراهيم ده اتجرأ علي ليييييه هاااا؟ عشان عارفكم ماحتصونوني ولا حترحموني عشان كده هددني وهو مااالي يدو وكان عندو حق .. قال لي مافي زول بنقذك ولا يبعدك مني ... قولي لي حصل بس فكرتي أنا ممكن تكون نفسيتي شكلها شنو وأنا ماقادرة أطلب مساعدتك إنتي ولا أبوي؟ عارفة حسي أنا بقيت عاملة كيف من جوا؟ عاملة زييييي توب حرير أبيض ممزق تمزقات صغيرة صغيرة في كااامل التوب لو اترقعت حتشوه التوب ولو اتخلت التوب كده  كده مانفع تاني.. دي أنا يا أمي ممـــــــــزقة ومشوهة بي الكامل نفسيتي كعبة شديد ماحاتتصلح تاني ولا ينفع تترقع ... لا بنفع في عرس ولا في أي شي تاني أخير لي أموت ذاتو فحقو تنادي أبوي حسي ولا محمد أخوي وقولي ليهم منار ما خايفة منار أصلاً ميتة من زمان 
بقت تبكي بحرقة وقعدت في الأرض حاضنة رجليها .. ساجدة بس واقفة تهز بي راسا وقالت لي أختها الواقفة مصدومة : ما في زول أجرم في حق البت دي غيركم انتي وأبوها.. إبراهيم ولا سجم ده لقى فرصة سانحة وما ضيعا لأنو إنتو الاهملتو أولادكم إنتو الما علمتوهم يفرقو بين الزول السوي والزول المريض الحقير .. ماعلمتو البت تصون نفسها كيف ولا فهمتو الولد يحمي نفسو كييف وجايين تلوموهم بعد خيبتكم ؟
خالدة بعدها مرقت جارية جري من خلعة منار الدخلتا فيها وساجدة قومت منار من الأرض وحضنتا عليها وطبطبت عليها وبقت تبكي لي بكاها ... ساقتا من يدها ودخلتا الاوضة جوا وقالت ليها : ارقدي ارتاحي خليني اسوي ليك شي تاكليهو طيب؟
طلعت خلتا براها ..بقت تتلفت عايزة شنطتا ولما لقتا جمبها فتحتا بسرعة وطلعت الرسالة .. محتاجة تعرف حالاً إبراهيم حيقول ليها شنو هل حيذكرا بي الكان ويهددتا تاني ؟ شرطت الظرف برفق وفتحت الورقة المطبقة بسرعة ولكن كانت الصدمة كبيرة بالنسبة ليها ... ما كان في جوا الورقة اي كلام موجه ليها غير اللغز المكتوب في منتصف الورقة فقط لا غيير .... مكتوب بوضوح : 
                 
                      إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة 
                  لا تتجاهل الحقيقة حتى وإن كانت الحقيقة مُرة
                      لو عاد بك الزمان لفعلت ذلك واعدت الكرة
                               أخرجِ الأسرار  وأكسر الجرة
                       أطلق صراحي فأنا أريد  أن أُصبح حُرة

     قرت اللغز وبدت تضحك ضحكات غريبة .. ضحكت لحد ما انفاسها اتقطعت ... إبراهيم ما حب يخاطبا أو يقول ليها حتى كلمة فعرفتو عايز يستفزها  .. بتحدها صراحة تقول الحقيقة لي رفاقا لو حتقدر ... تضخم جواها الحقد تجاهو أكتر وأكتر وبقت متأكده من رغبتا في قتلو وتخليص العالم من حثالة ما ليها أي لزوم .... قشت دموعا وشالت تلفونا اتصلت على بانة وأول ماردت ليها قالت : قولي لماجد وأحمد يجو فوراً عند بيت إبراهيم ...لازم ندخل البيت نحن الأربعة الليلة قبل بكره.. تعالو عشان اوريكم الرسالة مكتوب فيها شنو بلغيهم وأنا في الإنتظار... وخلو عروة المحامي كمان يجي معاكم يلا سلام..
الثلاثة كانو لسه موجودين معاهم عروة في نفس المكان كانو لسه بيتناقشو في الحصل من منار والحصل من إبراهيم  وقصة اختفائو ... بانة بلغتهم بكلام منار وقالت ليهم : يبدو في شيء بالغ الأهمية خلا منار تتراجع تاني ..في أكيد شي ملح في  الرسالة خلاها عايزه تدخل البيت حالاً مع إنها قالت ما حتدخلو مهما يكون وهي حسي طالبه مننا إننا نجي كلنا في البيت ومعانا عروة كمان
أحمد  قال متحمس: طيب ما نقوم منتظرين شنو ؟خلونا نمشي من دربنا ده على البيت أنا خلاص على أعصابي وما قادر اتحمل أكتر من كده
ماجد اتلفت على عروة وقال:  حتجي معانا؟
عروة قام أول واحد وقال : معاكم إن شاء الله.. يلا مشينا ؟
ماجد قام ووراهو الباقيين وقال : خلاص الحقنا على هناك يلا يا شباب .... 
مسافة السكة وكانو واقفين قدام البيت منتظرين منار لكنها ظهرت وما تأخرت عليهم فماجد فتح القفل ودخلو كلهم .. البيت أصلاً في اقصى الفريق عشان كده الحركة هناك ضئيلة في الصباحيات والعصاري ... دخلو كلهم ووقفو في نص الحوش بتلفتو في المكان منتظرين منار تتكلم... أخيراً اتنحنحت وقالت : إبراهيم ما كتب لي أي شي بس كاتب في نص الورقة الاغز حقو اللعين ... كلكم خاطبكم بي كلام في رسايلكم واسترجع شوية من الماضي إلا أنا 
أحمد محتار : لييه عمل كده ياترى 
بانة : زول زي ده ما بتسأل عمل كده ليييه ولا قال كده لييه ده شخص ما سوي أصلاً عشان نقدر نفهم تصرفاتو لازم نكون زييو 
ماجد قال : واللغز شنو يا منار وهل في حرف مردد عليهو بي القلم أكتر من البقية ؟
فتحت الرسالة تاني وقرتا وقالت : أيوة في حرف مردد عليهو كتير وهو حرف واو 
كلهم تبادلو النظرات وبانة قالت مستفسرة :  حرف واو؟ خلونا بعدين نختو مع بقية الحروف التلاتة ونشوف حنطلع بشنو 
أحمد بي استعجال: اقري اللغز يا منار يلااااا
منار قرت بصوت عالي :   
                       إحذر عدوك مرة واحذر صديقك ألف مرة 
                    لا تتجاهل الحقيقة حتى وإن كانت الحقيقة مُرة
                      لو عاد بك الزمان لفعلت ذلك واعدت الكرة
                               أخرجِ الأسرار  وأكسر الجرة
                         أطلق صراحي فأنا أريد  أن أُصبح حُرة

كعادتهم بعد قراية الألغاز السابقة عم الصمت التااام .. بقو يتبادلو النظرات علهم يلقو إجابة في عيون زول منهم ... 
أحمد علق أول واحد وقال : كل مرة بحس الموضوع بصعب أكتر ... شنو قصدو المرة دي كلامو كلو غموض
بانة : الفهمتو إنو في حقيقة لازم نعرفا ... ده العايزو مننا اظن إننا نكشف حقيقة معينة 
ماجد: بس هو قال في البداية إنو الكنز  رفات والرفات حسب فهمي  بكون حطام لي شي مكسور ومهمل 
عروة : قال رفات؟ الرفات برضو بيتقال عن الجثمان المدفون .. حسب خبرتي لما الشرطة مثلاً يضطرو يطلعو جثة زول ميت من مقبرة بيقولو تم استخراج الرفات ..
كلهم اندهشو ماعدا منار البدت تقول بنبرة كلها ثبات : إبراهيم بتحداني أتكلم وأقول ليكم الحقيقة فاكرني لسة منار الطفلة الضعيفة بس أنا قبلت التحدي ... أنا جاهزة اكسر الجرة واطلع الأسرار أنا جاهزة أقول ليكم الحقيقة .


                    الفصل الثالث عشر من هنا

                
          
تعليقات