رواية لعبة الكنز الفصل الثامن عشر18بقلم ياسمين شاكر



رواية لعبة الكنز الفصل الثامن عشر18بقلم ياسمين شاكر




(ما الذي يجبرك على ملاحقة السراب.. ما هو العزاء في خوض غمار الماضي.. ما الفائدة في المعرفة التي يتبعها أذى...) 
(لا تصنع من الآم الماضي تمثالاً تقدم له الطقوس كل لحظة ليظل قلبك مجروحاً)
(لانستطيع أن نغير الماضي ولكن نستطيع أن نغير الحاضر لمستقبلٍ أفضل) 

عروة اتصل على أحمد وقال : قريت الرسالة يا أحمد
أحمد بحماس: لقيت فيها شنو قول
عروة: الأفضل نتلاقى وتقروها بنفسكم
أحمد: ماجد مشى وأنا راجع على البيت تعال هناك وريني ليها او وريني حسي فيها شنو يعني
عروة: خلاص نتلاقى قدام
قفل منو وسلم على زهير وقام عشان يمشي وحذرو من إنو يغفل عن بنتو تاني... قبل يرجع البيت غشى الضابط يوسف وسلمو الكيس الفيهو الفستان فحرزو منو وكنوع من الأمانة بلغو بي رجوع رودينا وموضوع الرسالة فحرزها منو كمان وهنا ندم إنو وراهو الرسالة قبال الشباب يشوفوها... طلع  منو حاسس إنو اتسرع... وصل البيت لقى أحمد في انتظارو فقعدو سوا وحكى ليهو كلام رودينا كلو ولما جا عند الرسالة قال بي أسف : جنابو يوسف شالها مني كحرز أنا آسف إني ماقدرت اجيبا
أحمد قال بلا مبالاة مااتوقعا منو : المهم إنك قريتا وعرفت الفيها فقول لي فيها شنو المرة دي عايز شنو 
حكا ليهو برضو ملخص كلامو بالذات الحتة الفيها(مريومة مدفونة داخل البيت في مكان يحمل ذكرى خاصة بمريم نفسها) 
أحمد حنى أكتافه بإحباط وقال: يوووه تااااااني موضوع الذكريات ده؟ حسي دي نحلها كيف ؟ كيف حانعرف الذكريات الخاصة بي زول مات وانتهى كيييف؟
عروة فكر شوية وقال: طالما كنتو مع بعض فترات طويلة في البيت ده ولعبتو سوا اكيد ليها مع كل واحد فيكم موقف وذكرى معينة وواحدة من المواقف والذكريات دي هي المقصودة أكيد 
أحمد فكر مسافة ورجع قال : منار هي صاحبة النصيب الأكبر لأنها ماكانت بتتفارق هي ومريم وأي ذكري لي مع مريم اكيد منار كانت فيها.. أساسا انا لعبي كان مع مهند وماجد كان عدوي اللدود دايماً متشاكلين ولي اسباب تافهة.. 
عروة: يعني منار لازم ترجع تلعب تاني عشان نوصل للحل؟ 
أحمد : بس كيف ؟ منار حالياً في المستشفى بتتعالج ومااظن الدكتور يسمح إنها ترجع لنقطة الصفر تاني وتنتكس هي يادوبا بدت تتعالج اصلاً.. زايد إنها رافضة من الأول تمد لينا يد العون والحصل في البيت في حضورها آخر مرة واعترافا كان تحت ضغط مننا 
عروة: يازول أسلم حل نخلي الموضوع في يد الشرطة خليهم هم يتصرفو  لأنهم رجعو فتحو القضية خلاص وحيتم تبليغ أهل مريم بي المعلومات الجديدة ويعرضو عليهم الفستان والشبشب للتأكيد من إنو حقات بتهم .. 
أحمد بي ضيق: والدة مريم فقدت عقلها من يوم مااختفت مريم وماعرفو ليها طريق.. حاسس إنو لو منار زمان حكت الشافتو كانو ارتاحو بس هي اتجابنت وسكتت.. وحسي حتتجابن أنا عارف وما حترضى تساعد في اسدال الستار على الفترة السيئة ديك.. عموما بكلم ماجد وبانة بي المستجدات ونشوف نتصرف كييف
عروة: ماتقسو على منار يا أحمد هي  ضعيفة و منكسرة واغلب الوقت اكيد كانت خايفة... زايد انها كانت طفلة وحسب مافهمت من الأحداث إنو أهلها ربوها على الخوف والسكوت والكذب هرباً من العقاب فما ممكن نلوما كلياً هي ضحية تربية خاطئة وضحية رجل مجرم عديم الضمير.. يعني نسبتا في الغلط هي الأقل 
أحمد هز براسو إيذاناً بي إنو فهم مقصدو بدون يعلق.. عقلو مشا لي مكان تاني عند منار وفكر ياترى حتتقبل تساعد المرة دي ؟

مرو يومين هاديين وكلهم تقريبا وقفو اي شي ما عدا الشرطة البدو يتحركو ويحققو اكتر في المعلومات العرفوها من المساجين... 
بعد اليومين بانة قامت من الصباح تستعد لتكرير الزيارة لي منار ومحاولة جس نبضها لو حترضى تحاول تتذكر اي مواقف مهمة مع مريم.. 
مع طلعة النهار كانت هناك في المستشفى ومرت على دكتور مصعب الرحب بيها بتهذيب وخلاها تقعد معاهو شوية واتكلمو عن منار  فقال ليها: منار ماعايزة تفتح قلبها لي فلو ممكن تساعديني شوية عشان اعرف مخلها واقدر أساعدها 
قالت بحذر : أنا شايفة اولى إنك تعرف كل شي من أهلها بي الأخص اختها مودة لأنها الأقرب ليها... 
مصعب: من آخر مرة كنتو هنا حسيت إنكم متشاركين في تفاصيل ليها علاقة بتعب منار.... أنا عارف إنها اتعرضت للاغتصاب وهي صغيرة وواضح إنو حالتا دي ناتجة عن تراكمات مزمنة وعارف إنها حاولت الإنتحار وفي احتمالية إنها تعيد المحاولة اذا ما ساعدناها تتخلص من عقدة الذنب.. 
سكتت بانة وماعلقت بي أي شي لكنو واصل في محاولة دفعها للكلام اكتر فقال: قلتو لي انكم جيران واتربيتو سوا فهل كنتو شاهدين على الحصل ليها ولا سمعتو من أهاليكم الخبر؟.. 
لمح في عيونا لمعة معينة ونفسا علا سنة وهو بعين الخبير لمس تغيراتا من خلال لغة الجسد... قالت بنبرة كلها أسية:  نحن كنا شاهدين على كل شي بل متشاركين في نفس الأحداث الفظيعة يا دكتور.. منار قليل السوتو في نفسها وأنا شايفة إنها صمدت أساسا لأنو كان مفروض تعمل عملتا دي من زمااااان
مصعب حاول يضاري ابتسامة رضى لاحت على شفاهو... زي ما اتوقع إنو هم كلهم بدورو في مدار واحد.. سألها براحة عشان ما يصدما : وإنتي يا بانة ؟ هل كنتي ضحية المغتصب برضو ؟
حنت راسا وبقت تفرك يديها مع بعض وقالت بنبرة اقرب للهمس: لا..  كنا ضحايا بدرجات متفاوتة إنت ماعارف شي عن بؤرة الشر الكانت ساحبانا كلنا وكنا مبسوطين ومؤمنين 
انتفضت ووقفت على حيلا وقالت ليهو : حااشوف منار ولا لأ يادكتور عشان لو لا  امشي
هز راسو برضى أكبر وحس إنو المهمة في العلاج وسعت وحتشمل اربعة أشخاص بدل واحدة بس... 
وهم على وضعهم ده دق الباب فجأة فالتفتت بانة بسرعة تعاين لقت بنتين شابات واقفات مبتسمات وواحدة قالت بحماس : دكتوووور! نحن هنا 
رد عليهم مرحب وقال : اهلا اهلا جيتو في وقتكم... عايز اعرفكم على فرد اضافي غير مريضتي منار تعالو تعالو اتفضلو 
دخلو وسلمو على بانة ومصعب عرفهم على بعض بسرعة : بانة.. جوليا.. هالة 
بعد السلام قعدو وكمل هو تعارف: بانة يا بنات صديقة لمنار الانتو هنا عشان تتلاقو معاها... هالة وجوليا ديل يابانة قريبات مني ومتطوعات في مبادرة نظمتها للوقوف مع  ضحايا العنف والإغتصاب والتحرش والعنف الأسري.. المبادرة هدفها دعم الضحايا واتاحة مساحة ليهم للتعبير عن وجعهم بدون أحكام مسبقة او محاولة فرض اي رأي او تصرف عليهم.. نسمعهم ونفتح ليهم قلوبنا 
بانة قالت بي ابتسامة طفيفة : جميييل موفقين إن شاء الله 
قال ليها: رايك شنو هل  تحبي تشاركي معانا ؟
قالت متردده: أنا؟ لا أنا لأ بس منار محتاجة ليكم حقيقي ممكن تفيدوها
هالة قالت: قد يبدو الموضوع كبير ومخيف بس صدقيني هو ابسط مايكون.. كل الحكاية بتجتمعي بي ناس كانو ضحايا بتسمعيهم وبيسمعوك.. قصصهم بتخليك تحسي قصتك تافهة ودي نعمة طبعاً بنحمد الله عليها.... أنا مثلاً فقدت صاحبتي.. ماتت مقتولة وماقدرت اتخطى إلا لما دخلت المبادرة وسمعت قصص كتيرة 
هنا بانة قالتا غير خاطرها وهي منكسرة: يالله.. زينا تمام! 
البنتين عاينو ليها مندهشين أما هي قامت للمرة التانية وقالت : أنا لازم أمشي.. يبدو ما في طريقة أشوف منار الليله
مصعب بي خبرة الطبيب قال ليها عشان مايضغط عليها اكتر: بسمح ليك تشوفيها..... جايز تشجعيها تتعرف على جوليا وهالة وتحكي الواجعا
جوليا قالت ليها : حتمشي يعني ما عايزة تسمعي قصتي؟ .. قصة مسلية  صدقيني 
هالة استلمتا وهي ضاحكة: خلاص بدت تاني الله يحلنا الليلة 
جوليا قالت لي بانة : لما تسمعي قصتي حتستغربي أنا ليه أصلاً مصاحبة قاشرة دي.. اظن ده نوع من جلد الذات 
هالة: جلد الذات يا مستهبلة ؟ شفتي يابانة هي اصلا مافي زول كان معبرا ولا عندها صحبات... كتر خيري أنا وصحبتي العبرناك يانكرة 
بانة بقت تعاين ليهم وهي مندهشة ومصعب بضحك مستمتع بي الحوار 
جوليا : إنتي وصحبتك ما عارفة ادعي عليكم بي شنو كفاية بسببكم شفت راشد.... سبب صداعي في الحياة اههههههه
هالة ضحكت اكتر: والله إنك مستهبلة طبقتي ود الناس براااحة وكمان بتشتكي؟ احكمنا يادكتور مصعب 
مصعب سأل وهو بضحك: وهو عامل كيف السيد راشد يا جوليا اخبارو شنو؟
قالت بلا مبالاة : مابعرف لينا يومين متخاصمين 
مصب : أهاااااا حصل شنو تاني  المرة دي 
قالت وهي بتمسك بانة من يدها بطريقة مضحكة ومارقة بيها من الباب : قلت ليهو أنا ماعايزة اتزوجو أنا اصلا بكره الزواج وزعل مني 
طلعو كلهم من المكتب وبقو ماشين في ممر طويل.. مصعب قال لي بانة: راشد يابانة ود أختي وهو العرفني بي جوليا وهلولة..... وإنتي يا جوليا كم مرة اتكلمنا في الموضوع ده ؟ ادي الراجل فرصتو نشفتي ريقو ياخي
جوليا لسه مشنكلة يدها في يد بانة وقالت ليها متجاهلة مصعب : بحكي ليكي يا بانة عن راشد وإنتي احكمي براك طيب ؟
بانة ابتسمت ليها ورخت من تنشنة قبيل... 
وصلو كلهم لي غرفة منار ومصعب دق الباب ودخلو بعد اذن منار... 
مصعب : سلاااام عليكم... منار ازيك كيفك اليوم؟
منار من دون نفس  : اهلاً يادكتور 
مصعب : عندك زوار كتار الليلة شوفي جبت ليك معاي منوووو
منار عاينت للتلاتة بنات الدخلو وراهو  بي ريبة  وعبست بي وشها عبوس واضح
بانة قالت ليها : منار أنا جيت زي ما وعدتك 
مصعب: معاي الليلة كمان متطوعاتي الكلمتك بيهم تتذكري؟
تم التعارف تاني سريعاً والمرة دي ما وجهو كلام لي منار بل واصلو ونسة هالة وجوليا مع  بانة 
هالة : طبعا يابانة قصتي أنا المسلية ما قصة جوليا السوداوية... وأنا خاتمتي إني اتزوجت اخو صاحبتي المرحومة سهى واتفقت أنا وهو نسمي بتنا سهى عليها 
جوليا ساخرة : شفتي إنها هي المستهبله؟ هي الطبقت ود الناس وجاية تتهمني أنا.. 
مصعب : طيب يا قمرات صديقاتنا بانة ومنار عايزين اكيد يسمعو قصصكم المسلية دي ممكن تحكو لينا ؟
منار  متذكرة اخر كلام عن البنتين ديل انهم ضحايا فكيف قصصهم مسلية فجاها فضول تسمع... 
قعدو كلهم سوا وبدو جوليا وهالة يحكو قصتهم وكل شوية يقاطعو بعض ويضحكو ويتغالطو و الموضوع اصلا ما بضحك ولا شي بس هم خففو بضحكهم صعوبة الموقف.. لحد ما جات نقطة كده قالت فيها جوليا بأسف : سهى غلطت لما سكتت وخافت فكان مصيرها الموت.. اي نعم اتشجعت بس بعد فوات الأوان و على الأقل شجاعتا انقذتني وأنا لايمكن أنساها ابداً في يوم من الأيام 
هالة بحزن: و أنا كنت اقرب واحده ليها ومع ذلك ماحكت لي وفضلت تتعذب براها وأنا ماقدرت اتبين تعبا وحزنها ده.. وده الواجعني لليوم
منار بعد سمعت القصة بكت وقلبها وجعا شديد وقالت لي بانة البدت تبكي برضو : مريم  صحبتي المفضلة...... مريم حاولت تساعدني لكن أنا عملت شنو ؟ أنا السبب في الحصل ليها أنا أنااااا
بانة بكت بحرقة وقالت : لاااا أنا الكلمتها بكل حاجة أنا الموتها أنا ما إنتي
حضنو بعض وبكو اكتر وهم بقولو مريم مريم 
مصعب قدر يعرف أصل المشكلة وين.. مشكلة منار هي مركبة.. فيها شقين ولازم تتعالج من كل شق على حدى.. 
البنتين قربو منهم وحضنوهم وطبطبو عليهم بأسف 
منار رضت تحكي كل القصة هي وبانة وسط دموع كتيرة 
مصعب قال في الأخير : منار! إنتي ما غلطانة ولا بانة كانت غلطانة ولا مريم ولا سهى ولا أي ضحية في المجتمع كانت غلطانة.. الغلطان وبتحمل الحصل ليكم هو المجرم الخطط ودبر وقهر أطفال صغار زيكم... عندي طلب منكم... أنا عايز نجتمع كلنا معانا اصحابكم أحمد وماجد ونسمع منهم القصة برضو ووعد مني انكم ترتاحو من عذاب الماضي وتقفلو صفحتو 
بانة : كيف نقفل الصفحة وعم إبراهيم لسه فوق روسنا ومصر يقهرنا ويلعب بينا انت ماعارف عمل شنو فينا تاني اكتر.. 
مصعب : عرفوني طيب عشان اقدر اساعدكم
منار :نحن كتار يا دكتور حتقدر تسمعنا كلنا؟ 
جوليا دموعها مرقرقة في عيونا : يلا لازم تبقو يد واحدة وتهزموه.. لازم يدفع تمن جرايمو.. اي معتدي على الأطفال لازم يتفضح وينال جزائه 
هالة بكت اكتر وقالت: لازم تلقو خاتمة  لقصتكم المؤلمة وتبدو حاضر جديد
بانة لمنار بي رجاء : منار نحن محتاجين مساعدتك المرة دي اكتر من اي مرات فاتت... مريم مدفونة في البيت الكبير نفسو بس ماتحت حوض الورود..هناك لقو الشباب فستانها الأصفر لكن هي ماموجوده تحت الأزهار اللغز كان مضلل.. وعشان نلقاها لازم نلقى ذكرى معينة بتخصها هي ومافي اكتر منك زول ذكرياتو معاها كتيرة... هو قال كده.. 
منار غمضت عيونا بكفوف يدها وقالت: عايزين مني ادخل البيت ده تاني ؟ ما بقدر ياناس افهموني أنا صعب علي العشتو هناك مابقدر اتذكر ماعايزة اتذكر اعذروني ارجوكم.. بانة! وريهم إني مابقدر 
بدت تبكي بكا مر لمن الباقين تأثرو ليها... بانة قالت ليهم بوهن : كنا دايرين نضع خاتمة لي أهلها عشان يرتاحو ويعرفو بتهم وين ويقنعو من إنها ممكن تكون حية... بس خلاص ما مهم خلي الشرطة يبحثو إن شاء الله يحفرو البيت كلو 
جوليا: قصة غريبة.. طالما هو حقق الجريمة الكاملة ومنار مادلت عليهو زمان ليه جاي يفضح القصة وبي الطريقة العجيبة دي ؟
بانة: الموضوع يطول شرحو... أنا لازم امشي لأنو أمي مريضة وطريحة الفراش... سعيدة بالتعرف عليكم جوليا وهالة 
هالة: نحن اكتر والله 
جوليا : إن شاء الله ما آخر لقاء بينا 
وقفت عاينت لي منار وقالت بأسف : تاني ماحااطلب منك اي طلب بخصوص الموضوع ده... قلنا كده كتير لكن الظروف بتحوجنا ليك تاني لكن خلاص انسي... مع السلامة بجيك قريب إن شاء الله 
طلعت بسرعة وكأنها بتهرب من كل الكان داير هنا من شوية... 
مصعب اشر لي البنتين اشارة بمعنى انتظروني برا فطلعو مشو المكتب يستنوه... قال لي منار : لو ما واجهتي ماضيك يامنار حتتحبسي جواهو لي الأبد... فكري وحاولي تساعدي في كشف الحقيقة... لو خايفة ماتشهدي ضدو بي الحصل اصلا لو اتلقت الجثة في بيتو الموضوع لابسو لابسو بدون تفتحي خشمك ده... أنا داعمك وحااكون معاك لو حبيتي تمشي هناك وتحاولي تسترجعي أيامك انتي وصاحبتك مريم..
الطفلة منار الجواك منتظره منك تساعديها.. لو ما اتحل كل شي حتفضل جواك وحتتعذبي لي عذابا كده إلى ما لا نهاية
منار بطلت بكا ونظرت ليهو نظرات تعيسة... 
قال : بالمناسبة! بانة محتاجة منك شوية تقبل.. واضح إنك بتكسفيها كل ما تشوفيها.. لاحظت كل ماتجي تتكلم  بتكون متردده خايفاك تبعديها عنك... بس هي مصرة على الجية وملاقاتك... ليه ما تسمحي ليها تبقى صاحبتك حقيقي؟ مريم كانت مرحلة وانتهت خليها ذكرى جميلة في قلبك وادي مجال إنك تصاحبي ناس جداد .. ادي بانة فرصة تبقى صاحبتك.... 

أحمد مشى لي ماجد في المستشفى بالليل... قعدو سوا يتباحثو... أحمد: الشرطة عملهم مهم بس حايعرقلونا 
ماجد : إنت حقيقي يعني عايز تكمل لعبة الكنز المزعومة؟ كل الطلبو مننا عملناهو ولسه بلاعبنا بحقارة... أنا زهجت خلاص ماعندي زرة رغبة أواصل خلي الشرطة يبحثو هم
أحمد : و إبراهيم عادي كده حيرضى يخلينا نوقف؟
ماجد: أحمد نحن اغفلنا نقطة معينة يمكن أهم نقطة 
أحمد : نقطة شنو؟
ماجد: إنو نحن حققنا لي إبراهيم مبتاغهو ومتعتو الكان عايزا.. نحن رضينا نبسطو في اخر أيامو... أيامو الاخيرة اللي المفروض يكون بتقطع فيها من الألم والذل والوحدة
أحمد وسعت عيونو وقال: صاااح! تصدق عندك حق؟ نحن شنو ده العملناهو ؟
ماجد : قد نكون عرفنا الحقيقة بس قصادا فتقنا جروح الماضي... اذينا منار زكرنا بانة بي كابوس عرفنا كيف مهند اخوي مات واتعذب.. خسرت ناس بيتكم.. في الأخير نحن لو ربحنا الكنز حنكون خسرنا قصادو الكتير... و إبراهيم هو الكسبان.. انبسط وهو بشوفنا تايهين وبنلهث ورا حقايق حصلت وانتهت... وكلامو كان صحيح في إنو المعرفة ليها تمن والتمن كان غالي شديد فاهمني إنت ؟
أحمد : ده كلو حقيقي حصل.... طيب العمل شنو ؟ نسيب كل شي ؟ ما نفتش تاني؟
ماجد : نخلي كل شي في يد الشرطة ولو طلبو مساعدتنا في البحث خلاص نقدم ليهم يد العون 
أحمد قال ليهو : ما عارف لو بانة ورتك لكنها مشت زارت منار وكلمتا تاني ورفضت تساعدنا
ماجد : ما ورتني لا...... قد تستغرب كلامي ولكن منار كانت اصح واحده فينا.. رفضت تخلي الموضوع يستهلك طاقتا اكتر من اللازم.. اكتر واحدة عاقله فينا هي والله
أحمد : وانتحرت لييه طيب ؟
ماجد : عشان ضغوطات أهلها في ماضيها وحتى حاضرا.. غصبوها على عرس هي رافضاهو معايرتهم المستمرة اظن في الحصل ليها زمان ولي أسباب كتييييرة
أحمد : خلاص أسلم حل إنو نفاجأو بي عدم متابعة اللعبة... خليهو يغضب ينهار يجن في ستين ألف داهية وحانصمد إن شاء الله
اتفقو بعدها اشركو بانة وكمان عروة في مكالمة جماعية واتناقشو في الإقتراح ده... بانة اكتر واحدة فرحت بي القرار واثنت عليهم في الفكرة والتصور الختو لي الأحداث... 

إبراهيم حس بعد مراقبتو ليهم بي توقفهم عن التفتيش وأولاد أختو كمان اتراجعو عن مساعدة الرباعي... زهير سفر مرتو وبتو لوجهة مجهولة وهو وعروة غيرو شرايح التلفون بي ارقام جديدة... بقى ماقادر يتصل أو يقرب منهم لأنو عرف إنو عروة قدم بلاغ فيهو والشرطة مراقبة بيوتهم... في مرة غامر ووصل رسالة لي  بيت زهير مع طفل صغير من فريقهم ولكنو تجاهلا وما شاف محتواها وشرطا قدام الطفل وقفل الباب... لقى من الخطر إنو يقرب لي أي زول فيهم واي شي خطط ليهو ممكن ينتهي لو اتهور.. 
بقى يلف حول نفسو ماعارف يحلها كيف... ليه فقد الكنترول وعجز يخليهم يواصلو لعب ؟ شنو الجد في الموضوع ؟ لو مالعبو فكل الالغاز الباقية الحضرا ماليها فايدة والكنز الكان محضر ليهو حيفقد بريقو... غير كده مرضو زاد وبقت المسكنات ما بتفيدو وبقى يتألم ألم لا يحتمل حاميهو النوم... 
قرر يكسب زمن ويغير خططو... حب يغير في المسرحية الكان راسم احداثا بدقة.... قرر يظهر في العلن ويسهل على الشرطة إنو يقبضوه  ويجبر اللاعبين يتواجهو معاهو... قرر يستخدم ورقتو الرابحة ويلعب بيها لحد آخر رمق الا وهي جثة مريم.... لازم يحقق اسكور ويحافظ على الجريمة الكاملة العملا من زمان الأول... 
الشخص الطويل الوصفتو رودينا  الكان بساعدو هو سجين سابق معاهو و إبراهيم  دفع ليهو عشان ينفذ ليهو آخر جزو من اللعبة والباظ حالياً برفض اللاعبين مواصلة اللعب واحتمائهم بي الشرطة.. مساعدو واسمو عطية سألو وقال : لو البوليس كبس يا عمك وحفر البيت هناك موش حيلقوها؟
ابتسم وقال : ماحيلقو أي شي إنت قايلهم اذكياء كفايه؟ كانو فلحو في الماضي ولقوها.... 
أطفالي هم الأذكياء وهم بس اللي لو فكرو كويس حيلقوها
عطية: أطفالك منو تقصد 
رد بنبرة حادة: شششششش... إنت اصلاً ما ليك دخل في الموضوع ماتحاول تبقى طرف فيهو والا النتيجة ما بترضيك يا عطية... المعرفة ليها تمن غالي و إنت ماحتقدر تدفعو.. خليك في الحددتو ليك.. عموماً حدك معاي وصلنا لي عندو خلاص... قروشك حتوصلك أول ما تبلغ الشرطة عن مكان وجودي... بلغ واختفي وماتبقى طرف في القصة من بعد الليلة... أنسى إنك قابلتني وامشي اصرف القرشينات الاخدتهم واللسه حتاخدهم.. 
عطية هز راسو بغباء وضحك ضحكة سمجة خلت إبراهيم يتقزز منو وطردو وقفل الباب.. فجأة اعتصرو الألم خلاهو برك في الأرض لدرجة بدا يصرخ صرخات مكتومة...  بدا يخبط بيديهو على راسو ويقول بي غضب والم كبير : ماممكن انتهي كده لاااااا...  لسة اللعبة ماخلصت.. ماانتهيت من تحفتي.. ليييه كل حاجة خربت ليييييه... كيف اقدر انهيها زي ما كنت راسم... كيف اتخلو كلهم عنيييييي كيف اتخلو عن الكنز العظيم... آآآآآآه 
منااااار... حمااااادة... باااااانة... مااااجد.... مهنااااااد.... مريووووومة.... أطفالييي! جايزتي.. إنتو مافاهمييييين
أنا كنت الكنز.... أنا خاتمة اللعبة أنا الجايزة الكبيرة أنااا..



                      الفصل الاخير من هنا

تعليقات