رواية صراع لاينتهي
الفصل الثاني2
بقلم حازم الباشا
صعد منذر الى سطح الباخره ، ليجده خاليا من الركاب ، لم يتبقى عليه سوا ملك الموووت وقد وقف مواجها ابليييس اللعييين ، الذي كان لا يزال متجسدا في هيئه انثى بشريه ... تدعى ليسو !!!
اقترب منذر منهما بخطوات ثابته ، وقال بحزم شديد :
سلام الله عليك يا ملك الموووت
ولعنه الله عليك يا ابليييس
التفت كلاهما محدقا في وجه منذر ، وقد بدت الدهشه واضحه على ملامحهما !!!
فقد اثارهم سؤال واحد ... كيف استطاع ذلك المخلوق البشري رؤيتهما !!!
وقد حجب الله عن البشر ، رؤية مخلوقات النااار او مخلوقات النور !!!
وبلمح البصر اخترقت النظرات الثاقبه لكلا من ملك المووت وإبلييس الملعون جسد منذر ، وتحقق كلاهما من انه مجرد مخلوق بشري عادي ، يملك قلبا وشحما ولحما وعظاما
الا انهما قد ادركا ، ان منذر ليس كباقي البشر ، فقد منحه الله قدرة خارقه ، مكنته من ان يراهما !!!
وبادر ملك المووت برد السلام على منذر ، وقال بصوته الوقور :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من انت يا عبد الله
وكيف لك ان تراني
وقد حجب الله رؤيتي
على بني جنسك من البشر ؟؟؟
وما الذي اتك بك الى تلك السفينه
فلقد كلفني الله بإغراقها
وإهلاك كل من عليها
ولم تكن روحك ضمن تلك الارواح
التي كلفت بقبضها من رب العالمين
رد منذر بصوت هاديء :
قال تعالى
"ويخلق ما لا تعلمون"
صدق الله العظيم
انا اسمي منذر
وجاي اترجاك تدي الناس اللي
على المركب فرصه تانيه
لعلهم يتوبوا لربنا
دول شباب لسه صغير وطايش
ويمكن يهتدوا ويرجعوا لطريق الحق
في تلك اللحظه ، تحرر ابليييس من صورته البشريه ، وخرج من جسد ليسو ، تاركا جسدها يهوي على الارض
ثم تجسد بهيئته البشعه ، مظهرا ملامحه القبيحه ، وقال مقاطعا منذر ، بصوت متهكم ليخفي رعبه منه :
ايه الغباء اللي انت فيه ده !!!
انت عاوز ملك المووووت
يعصى اوامر ربه
وينفذ اوامرك انت !!!
فطن ملك المووت الى محاوله ابلييس الدنيئه لاشعال الفتنه ، بينه وبين منذر ، فمد يده فوق رأس ابليس ، وقال :
بسم الله الرحمن الرحيم
واعوذ بالله من الشيييطان الرجيييم
فصرخ ابليس من الالم ، ثم غاص في باطن طبقات الارض لعدة اميال
شهق منذر بقوه ، بعد ان رأى قوة ملك المووووت ، وقال باندهاش :
بسم الله ما شاء الله
انت قتلت ابلييس ؟؟؟
رد ملك الموووت بوقاره المعهود :
لم يأذن الله لي بعد
بأن اقبض روحه الملعونه
لكني دفعته ليغوص في جوف الارض
حتى لا يستمع لحديثي معك
وعذرا يا منذر
فانا عبد مثلك مكلف بطاعه الله
فقد نفذ امر الله في هؤلاء القوم
ولا رد لقضاء الله
بدات دموع منذر تلمع في عينيه ، وهو يشاهد ملك المووت يرتفع في السماء ، ثم يأمر البحر بأن يبتلع تلك الباخره المشؤومه !!!
وبسرعه شديده ، اندفعت المياه من كل اتجاه لتحاصر كل من بالباخره ، فانطلق الجميع الي السطح ، وسط صياحات البعض ، وبكاء البعض الاخر ، والكل يركض بحثا عن سترات النجاه
وامتلاء المكان بالصراخ والعويل ، وقد صعد ابلييس مجددا من باطن الارض ، ثم حلق بجناحيه في السماء ، ليشاهد ضحاياه وهم يتقاتلون على سترات النجاه ، وقد شقت ضحكاته الشريرره ارجاء السماء
بينما اقترب ملك المووت من سطح الباخره ، استعدادا لحصد تلك الارواح البائسه
في تلك اللحظه ....
وثب منذر ليعتلي مقدمه الباخره ، وبدا يهتف في كل الموجودين باعلى صوته :
بالله عليكم
اسمعوني يا جماعه
لو فضلتوا تعيطوا وتتخانقوا
على جاكيتات الانقاذ
هنغرق كلنا
انما لو لجأنا لربنا
ممكن يرحمنا برحمته
وينقذنا من الهلاك ده
استروا جسمكم بأي حاجه
وادعوا ربنا
لانه هو المنقذ الحقيقي
قولوا ورايا بصوت واحد
ياااا رب
يااااا رب
ظل الجميع يصرخ ويبكي ، لم يلتفت لكلمات منذر سوى زينب ، التي اقتربت منه ، وظلت تردد معه بكل طاقتها :
ياااااا رب
ياااااااااا رب
ياااااااااااااا رب
ومع ارتفاع صوت منذر وزينب للسماء ، بدأ بعض الشبان والفتيات يتشجع وينضم اليهما في الهتاف ، بعد ان ستروا اجسادهم
وبعد اقل من دقيقه واحده ...
كان عدد المتضرعين الى الله ، قد زاد شيئا فشيئا ، حتى اصبح جميع من على متن الباخره يهتف في صوت واحد :
ياااااااا رب
ياااااااا رب
عند تلك اللحظه ، شعر منذر بقوة كبيره تسري في عروقه ، فأغمض عينيه وقال بصوت يكسوه الايمان ويغمره الخشوع :
اللهم اني اسألك بإسمك الأعظم
الذي إذا دعيت به أجبت
وإذا سئلت به أعطيت
ثم مد منذر يده بإتجاه البحر ، وذكر إسم الله الأعظم ، بصوت خاشع ، لم يسمعه احد غيره
وفجاه ... حدثت المعجزه !!!
سكن البحر تماما عن الحركه ، وتوقف المطر ، وتبددت الغيوم ، لتظهر الشمس ساطعه في الافق !!!
وسادت لحظه من الذهول بين الجميع
فملك الموووت ...
قد الجمته الصدمه ، وهو يرى ما حدث ، وحاول ان يستجمع قوته ليثير البحر مجددا
الا ان البحر لم يستجب هذه المره لأوامره !!!
حينها ادرك ملك الموووت ، ان الله قد أمر البحر بأن يطيع منذر ، فابتسم لمنذر وقال له مودعا :
لقد استجاب الله لك
اترككم في امان الله
ايها العبد الصالح
ثم انطلق ملك المووووت عائدا الى السماوات
اما ابلييس ...
فقد شحب وجهه فجأه ، وقد ادرك ان ذلك البشري ، يمتلك اعظم قوه في هذا الكون !!!
قوة اسم الله الاعظم !!!
وعاد ابلييس بذاكرته الى العصور القديمه ، حيث كان عهد سيدنا "سليمان" !!!
والذي كان يعيش فيه رجل اخر ، يملك نفس تلك القدره الهائله
وتذكر ابليييس تلك الواقعه الشهيره ، عندما تمكن ذلك العبد الصالح ، من إحضار عرش "بلقيس" الي سيدنا "سليمان" في اقل من طرفه عين !!!
سيطر الرعب على كل ذره من ابلييس ، وقرر ان ينسحب من مواجهة منذر ، فعاد ليتجسد في جسد الراقصه ليسو ، وقفز بها الى البحر ، ثم اختفى
الا انه قد عاهد نفسه ، على الانتقام من هذا الكائن المخلوق من الطين ... والذي يدعى " منذر "
-------------------ء
اما على سطح الباخره
فبمجرد ان هدأت العاصفه ، حتى خر الجميع ساجدين شكرا لله
ثم تدافعوا ، والتفوا حول منذر ، كي يشكرونه على ما فعله ، وقد تقدمت منه احدى الفتيات الجميلات وحاولت تقبيل يده وهي تقول :
انت اكيد ملاك من السما
انت مستحيل تكون بشر عادي
سحب منذر يده قبل ان تقبلها الفتاه الجميله ، وقال هاتفا في الجميع :
يا اخونا انا انسان عادي
زيي زيكم
اللي حصل النهارده
ده رحمه من ربنا بينا كلنا
عشان احنا لجأنا لرب العالمين
انا عاوزكم كلكوا تتوبوا
عن اي حاجه غلط بتعملوها
رد احد الشباب :
احنا فعلا لازم نتوب يا جماعه
ونقرب من ربنا تاني
وبالفعل بدات الجميع في الاغتسال والصلاه ، وقد القوا ما تبقى معهم من خمور في البحر
وسط تلك الاحداث ... حاولت زينب ان تخترق الصفوف لتتحدث مع منذر
الا ان قبطان الباخره باغتها بصوت حازم :
رايحه فين يا زينب
ساعدي زمايلك يرموا الميه
اللي ماليه المركب دي
وبعدها انزلي على مكانك في الحمامات
كلها ساعه ونوصل المرسى
ردت زينب بصوت حزين :
طب بس اديني دقيقه واحده
انا عاوزه اشكر الاستاذ منذر
وبعدها هانزل امسح المياه
واساعد زمايلي
رد القبطان باندهاش :
ما ينفعش تقفي تتكلمي مع الجيست
وبعدين ما الناس كلها شكرته خلاص
وعملوا الواجب
ردت زينب بحماس :
لا يا مستر
منذر مش من الجيست
ده واحد زينا
ده كان مستخبي في ......
فجاه انخرست زينب ، وقد ادركت انها على وشك توريط منذر في مشكله !!!
الا ان القبطان ضغط عليها لتتكلم :
انطقي يا زينب
مين منذر ده
وتعرفيه منين ؟؟؟
ردت زينب بارتباك :
والله العظيم ما اعرفه
انا دخلت اصلي الضهر
في اوضه المواتير
لقيته مستخبي هناك
بالله عليك يا مستر شوقي
ما تأذيهوش
الراجل ده انقذ حياتنا كلنا
رد شوقي بكل صرامه :
انزلي شوفي شغلك يا زينب
ومالكيش دعوه بالموضوع ده
وما تتكلميش مع اي حد
خصوصا منذر ده
لما نشوف ايه حكايته الاول
ونبلغ الاداره وهما بقا
يقرروا هنعمل فيه ايه
وفجأه صاحت احدى الفتيات بذعر :
يا جماعه فين "ليسو"
انا قلبت المركب كلها عليها
ومش لقياها
حد شافها ؟؟؟
رد احد الشباب :
هي ما نزلتش معانا
لما العاصفه قامت
انا متاكد من كده
لاني حاولت انزلها معايا
بس هي رفضت
فسبتها ونزلت
قاطعهم شاب اخر :
وارد انها تكون وقعت في الميه
لما المركب كانت بتترج جامد
احنا ممكن نراجع الكاميرات
ونعرف ايه اللي حصل
وبالفعل نزل شوقي ومساعديه الى غرفه التحكم لمراجعه الكاميرات
وكانت المفاجاه ...
اخر لقطه رصدتها الكاميرات ، كانت لمنذر وهو يقف مع ليسو وحدهما فوق سطح الباخره ، ثم انقطع التسجيل !!!
---------------------ء
وفي خلال ساعه ...
كانت الباخره قد وصلت الى مرساها ، وبدا الشباب في المغادره ، وقد وصلت قوات الشرطه الى المكان
بعد ان تلقوا اتصال من شوقي ، باختفاء الراقصه ليسو !!!
وبدأت افراد الشرطة في استجواب بعض الركاب قبل انصرافهم
ثم قامت باصطحاب كافة افراد طاقم الباخره الى قسم الشرطه ، ومن ضمنهم زينب ومنذر !!!
كما قامت بمصادره اشرطه التسجيل الخاصه بالكاميرات
وتوجه الجميع الى القسم ، وتم اخذ اقوالهم في محضر رسمي ، ثم انصرفوا باستثناء كلا من منذر وزينب !!!
وبينما هما يجلسان في انتظار دورهم بالتحقيق ، اقتربت زينب من منذر وقالت بصوت منخفض :
انا اسفه يا منذر
انا السبب في اللي حصل ده
انا اللي عرفت مستر شوقي
انك مش ضمن الجيست
بس والله غصب عني
انا قلتله كده عشان
يسمحلي اتكلم معاك
وياريتني كنت اتشكيت في لساني
قبل ما انطق واعملك مشكله
التفت لها منذر وهو منفعل وقال :
اوعي تدعي على نفسك تاني
كده حرام يا زينب
وبعدين ده قضاء ربنا
اللهم لا اعتراض
سرت فرحه خفيه داخل قلب زينب ، وهي تسمع صوت منذر الهاديء وهو ينطق اسمها
وتمنت لو انها استطاعت ان تمسك يده ، وتطلب منه ان ينطق اسمها مره اخرى ، الا انها تمالكت نفسها وقالت بصوت خاشع :
اللهم لا اعتراض
ان شاء الله ربنا هينجينا
من الورطه دي على خير
بس ارجوك قولي بالحق
انت فعلا رميت الرقاصه الزباله دي
من فوق المركب ؟؟؟
رد منذر بكل هدوء :
لا يا زينب
الموضوع ده صعب اشرحهولك
او حتى اقدر اشرحه لاي حد
قاطعته زينب بلهفه :
طب بالله عليك قول لي
انت فعلا مخاوي زي ما بيقولوا ؟؟
اصل الركاب كلهم قالوا انك يا اما ساحر
يا اما مخاوي جن والعياذ بالله
اصلك بمجرد ما مديت ايدك للبحر
العاصفه وقفت في لحظتها
والموج العالي اختفى
ازاي عملت كده !!!
رد منذر بصوت تكسوه المراره :
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
يعني انتو كلكم مصدقين في السحر
وفي قدرات الجن
ومش مصدقين ان ربنا
ممكن يستجيب لدعواتنا وتضرعنا ليه !!!
للدرجه دي الناس فقدت ايمانها بربنا
وقبل ان ترد زينب ...
ظهر احد افراد الامن ، وقال بارتباك ، مخاطبا زينب :
انتي عملتي ايه يا بت انتي
جناب المأمور بذات نفسه
عاوزك حالا في مكتبه
قامت زينب بصحبه فرد الامن ، وسارت بخطوات مرتعده ، حتى ادخلها الى مكتب العقيد/ لطفي بسيوني ... مأمور القسم ، ثم اغلق الباب وانصرف
اشعل العقيد/ لطفي سيجارته ، وقال وهو ينظر لزينب بتفرس شديد :
انتي زينب عبدالحي
ردت زينب بارتباك :
ايوه يا افندم
وعاوزه اقول لحضرتك
ان الاستاذ منذر
هو اللي انقذ ....
قاطعها لطفي بكل حده ، وقد احمر وجهه من الغضب :
انتي تردي على اد السؤال وبس
مفهوم !!!
انتي تعرفي منذر ده منين ؟؟؟
انتفضت زينب ردت بتلعثم واضح :
انا ما اعرفوش يا افندم
اول مره اشوفه النهارده
كان مستخبي في اوضه المحركات
لطفي مقاطعا :
وانتي كنتي داخله تعملي ايه بقا
في اوضه المحركات دي
معلوماتي انك عامله نضافه
ومش مسموح لك تدخلي الاوضه دي
صح ؟؟
ردت زينب وقد جف حلقها :
ايوه صح
بس انا كنت داخله اصلي
وشفت الاستاذ منذر بالصدفه
رد لطفي بصوت هاديء :
بصي يا زينب
انتي شكلك بنت حلال
ومش وش بهدله
اسمعيني كويس
منذر ده راجل دجال ومشعوذ
واحنا ما صدقنا انه وقع في ادينا
وكل اللي طالبه منك
مساعده صغيره اوووي
عشان تخلي العداله تاخد مجراها
ونعرف نحاسب المجرم ده
على كل البلاوي اللي عملها
ارتبكت زينب وقالت بترقب واضح :
وانا ايه المطلوب مني بالظبط
يا افندم ؟؟؟
رد لطفي ، وهو يبتسم ابتسامه خبيثه :
ببساطه كده
عاوزك تشهدي انك شفتي "منذر"
وهو بيرمي المدعوه / ميساء كامل
الشهيره ب "ليسو"
من فوق المركب
امتقع وجه زينب بشده ، وقالت بانفعال :
بس ده ما حصلش
دي شهادة زور
منذر ما عملش كده
انا متاكده من كده
انا اسفه جدا يا حضره الظابط
انا مستحيل اعمل كده
استشاط لطفي غضبا وقال بنبره حاده :
على راحتك يا زينب
بس في الحاله دي
انا هاكون مضطر اعتبرك شريكه
في جريمه القتل
لان الكاميرات مسجله انك الوحيده
اللي دخلت غرفه المحركات مع منذر
والله اعلم كنتو بتعملوا ايه مع بعض
وانتو لوحدكم
وقافلين الاوضه عليكو !!!
قاطعته زينب بكل غضب :
ايه اللي حضرتك بتقوله ده
انا مسمحش لحضرتك
انا بنت محترمه
والاستاذ منذر راجل عارف ربنا
فتح لطفي هاتفه ، وشغل احدى مقاطع الفيديو ، وناوله لزينب وهو يقول متهكما :
واضح الشرف اللي بيخر منك
والدليل في الفيديو ده
اللي مسجلاه كاميرات المراقبه بتاعت المركب
اقشعر بدن زينب ، وارتجفت كل خلايا جسدها ، وهي تشاهد ذلك المقطع ، لحظه اعتلاءها منصه الرقص على ظهر المركب ، وهي تقف بدون اي ملابس !!!
فخرت ساقطه على الارض ، وظلت تلطم خديها بقوه ، وتبكي وتقول :
يا فضيحتك يا زينب
يا سواد ليلك يا زنيب
قاطعها لطفي وقال بكل شماته :
بس بجد انا مكنتش متخيل
ان جسمك بالجمال ده كله
وما اخبيش عليكي
انا مش ضامن ان الفيديو ده
ما يغرقش البلد
وكل الناس تشوفه
هنا ادركت زينب انها اصبحت في قبضه من لا يرحم ، وان ذلك المدعو لطفي هو شخص بلا دين او خلق
فقامت من الارض ، وقالت بكل استسلام ويأس :
انا هاعمل كل اللي حضرتك طلبته
وهاشهد على ان منذر
هو اللي قتل الرقاصه
بس وحياه ولادك يا شيخ
محدش يشوف الفيديو ده ابدا