رواية ميراث ابي الفصل الاربعون40بقلم زهرة عمر






رواية ميراث ابي الفصل الاربعون40بقلم زهرة عمر



وتقول بصوت مرتفع أوه كم هو رائع كل هذا الذهب لبنين؟ أمي لماذا لم تخبريه أننا بحاجة إلى كل قرش لننهي تجهيزات الحفل؟ تحدق خديجة بسيف وتقول ببرود  حسنًا يا سيف  لقد بذلت جهدًا كبيرًا لكن كان بإمكانك أن تسألني قبل أن تشتري شيئًا كهذا ختام تتدخل وهي تشير إلى العلبة كان يمكننا استخدام المال لشيء آخر بدلًا من هذه المبالغة خديجة تقول بصوت خافت كل هذا الذهب لبنين؟ وأنا لم أرَ شيئًا منذ تزوجتك تغلق بنين العلبة بحزن وتضعها أمامها وتقول بهدوء أخي لا داعي لكل هذا يكفيني ما أنفقته من أجلي إحدى الجارات تقترب بابتسامة واسعة وتقول ماذا تقولين يا بنين؟ إنها هدية ولا يمكنك رفضها سيف ليت كل الفتيات يملكن أخًا مثلك جاره أخرى تقترب وتنظر إلي الذهب بإعجاب وتقول حقًا أنتِ محظوظة يا بنين بأخٍ مثل سيف سيف يبتسم ثم ينظر إلى خديجة التي تنهض وتقترب منه بسرعة وتقول بابتسامة صغيرة زوجي العزيز كم تملك قلبًا حنونًا رغم كل النقود التي دفعتها لم تنسَ هدية العروس ختام تنهض تركض وتحتضن والدها بحماس وتقول كم أنا فخورة بأنك أبي سيف يضحك ويضع يده على رأسها ويقول حسنًا سأذهب الآن لدي بعض الأمور لإنهائها خديجة تقول سيف أريد الحديث معك في موضوع مهم الآن خديجة تدخل الغرفة وهيا غاضبة يتبعها سيف بهدوء ختام تلحق بهما وتغلق الباب خلفها و تنظر بفضول إلى والدها ووالدتها تقول  خديجة بغضب مالذي فعلته يا سيف؟ ذلك الذهب لو كنت أعلم أنك ستفعل هذا ما كنت فكرت في تزويج بنين أبدًا سيف يضحك بسخرية ويقول أنتي غبية حقًا خديجة تحدق به ماذا تقصد؟ سيف يقترب منها بخطوات ويقول مبتسمًا اسمعيني جيدًا يا عزيزتي من المفترض أن يدفع العريس المال لتشتري العروس ذهبها أليس كذلك؟ لكن سعيد هذا العريس العظيم لا يساوي قرشًا واحدً خديجة تتوقف مصدومة سيف يكمل بثقة نعم أنا من اشتريت الذهب ة لكن  اتفقت مع سعيد أنني سأقوم بشرائه وأخبرته أنني سأخصم نصف راتبه كل شهر حتى يدفع ثمنه ختام تضع يدها على فمها بدهشة وتقول حقًا يا أبي؟ انت ذكي للغاية خديجة تبدأ بالضحك وتقول لا أصدق أنك فعلت ذلك كنت على وشك أن أقتلك بيدي سيف يضحك ويضع يديه في جيبه هذا ليس كل شيء عندما رأيت النساء يجتمعن حول بنين ويتحدثن عن الذهب قررت أن أعطيها لها أمام الجميع وأقول إنه هدية مني فقط لكي أجعلنا نبدو أفضل وأبيض سمعتنا أمام الناس تصمت خديجة للحظة ثم تضحك بشدة وتضرب كتف سيف بخفة وتقول بمزاح كم كنت ساذجة كدت أختنق من الغضب تقترب ختام من والدها مصطنع الحزن وتقول أبي لماذا فعلت هذا؟ كدت أموت من الغيرة عندما قلت إنها هدية منك تم تقول بمكر وأنا أيضاً شككت أنك تحبها أكثر مني لكن للحظة قلت لنفسي مستحيل أبي لا يفعل هذا لكنني شككت قليلاً سيف يضحك بشدة ويعانق  وختام بينما خديجة تضحك وتضع يدها على رأسها من الموقف وفي صباح يوم الزفاف كان المنزل في حالة نشاط غير عادي الجميع يتحرك بسرعة أصوات ضحكات وضجيج الجميع منشغلين ختام تنادي من داخل المطبخ أمي هل أحضرت


قصة ميراث أبي الجزء 38 
سعيد يكمل بقلق طوال الوقت كانت صامته الكلمة الوحيدة التي قالتها هي كما تريدون  أشعر أنها مجبرة على هذا الزواج يقول جابر  وماذا ستفعل؟ يقول سعيد بحزن فورًا رأيتها  أردت أن أرفض  أردت أن أقول لهم إنها طفلة  لكنها بدت حزينة  وكأنها تعيش في عالم وحيدة لا احد يهتم بها  شعرت أنهم يريدون فقط أن تتخلص العائلة من مسؤوليتها يتوقف للحظة ثم ينظر إلى جابر ويقول إنها فتاة جميلة ولطيفه ولا تستحق هذا البؤس فكرت أنني قد أكون الفرصة الوحيدة لها للخروج من هذا العالم أعلم أنني مجرد عامل بسيط ولا أملك الكثير لأقدمه لها لكنني سأحرص على ألا أراها حزينة سأبذل جهدي لإسعادها حتى لو كان ذلك بأبسط الأشياء جابر ينظر إلى سعيد بصمت للحظة ثم يربت على كتفه بإعجاب ويقول أنت إنسان نادر يا سعيد وانا واثق أنك ستفعل ما بوسعك وفي منزل سيف بنين تجلس وحدها في غرفتها تحمل صورة صغيرة في يدها كانت الصوره ل علي تنظر إليها بصمت ثم تمسح دموعها وتضع الصورة في درجها تغلق الدرج وتتمدد على سريرها تقول إلى نفسها ربما كان هذا أفضل للجميع لكن لماذا أشعر بهذا الثقل؟ أتمنى أن ينتهي الأمر على خير وفي ذلك الأسبوع بدات خديجه و سيف يجهزوا لزفاف بنين وفي اليوم ماقبل الزفاف كانت خديجة وبنين تتجولان في السوق المتاجر  مليئة بالألوان والأشكال تقفان أمام محل يعرض أثواب الزفاف خديجة تنظر إلى الأسعار بإحباط وتهمس لبنين لا أعتقد أننا نستطيع شراء أي واحد منهم الأسعار مرتفعة جدًا تقول بنين لا بأس سأرتدي شيئًا جميلًا وحسب خديجة تفكر للحظة ثم تهمس لا تقلقي جارتنا ابنتها المطلقة لا تزال تحتفظ بثوب زفافها سأطلب منها أن تعيرنا إياه ليوم واحد فقط تقول بنين كما تريدين تم تتوقفان قليلاً للتأمل في الملابس المعروضة قبل أن تتوجها إلى محل آخر تقول ختام بتذمر أمي ألم ننتهي بعد؟ لقد اشترينا الكثير نقود ابي ستنفد تقول خديجة نعم نعم لقد انتهينا حسنًا؟ هيا بنا يغادرن السوق بخطوات بطيئة وبنين تحمل الأكياس بينما تختلس ختام نظرات متذمرة نحوها وفي المساء كانت الغرفة المخصصة لحفل الزفاف مزينة بزينة العرس وصوت ضحكات خافتة يملأ المكان خديجة وبنين وختام وبعض الجارات يجلسن معًا يفرغن محتويات الأكياس ويناقشن التحضيرات يُسمع صوت طرق خفيف على الباب و يدخل سيف حاملاً صندوقًا صغيرًا ملفوفًا بعناية يقول مساء الخير جميعًا تبتعد الجارات قيلا سيف يبتسم وهو يقترب من بنين ويقول بحماس بنين اشتريت شيئًا لكِ يفتح سيف الصندوق ليكشف عن خاتم ذهبي وسوار وأقراط متلألئة ينظر الجميع بدهشة يقول سيف بابتسامة عريضة هذه لكِ يا بنين لترتديها يوم زفافك أردت أن أهديكِ شيئًا مميزًا لتكوني أجمل عروس تدمع عينا بنين وهي تنظر إلى الهدايا بسعادة وتقول بصوت متأثر يا الله شكراً لك يا أخي لم يكن عليك أن تفعل هذا لقد دفعت اليوم الكثير من أجلي ختام ترفع رأسها بسرعة وتضع الكيس الذي كانت تفتحه جانبًا وتقول بصوت مرتفع أوه كم هو رائع كل هذا الذهب لبنين؟ أمي لماذا


تعليقات