رواية ميراث ابي
الفصل الخامس والاربعون45
بقلم زهرة عمر
وتقول بنين بابتسامة خفيفة لم أتوقع زيارتهم بهذه السرعة يبتسم سعيد وهو ينظر إليها ويقول إنها زيارة للتأكد أنكِ سعيدة تقول بنين وأنا سعيدة بالفعل تم تنهض وتدخل غرفتها وتجلس على السرير تبدو مستاءة وتلعب بأطراف ثوبها بعد قليل سعيد يدخل إلى الغرفة ويحمل كوب شاي يضعه على الطاولة أمامها ويجلس بجانبها ويقول سعيد بنين يبدو أن شيئًا يزعجك ما الأمر؟ بنين تتردد قليلًا ثم تتحدث بحزن لا شيء فقط أريد أن أقول شيئًا عن زيارة خديجة وختام اليوم سعيد يضع يده على يدها ويقول تفضلي قولي ما لديك بنين تقول بتنهيدة عميقة لقد شعرت بإحراج كبير خديجة وختام كانتا تسخران من روقية في منزلي بسبب ملابسها روقية ليست غنية لكنها سيدة طيبة بذلت مجهودًا كبيرًا لتحضر لنا عشاءً خديجة وختام جعلاني أشعر أنني مخطئة كأنني تسببت في إهانة لها وهذا ما يؤلمني أكثر سعيد يبتسم بهدوء ويقول بنين ليس عليك أن تلومي نفسك بالنسبة لما حدث فأنا سأتحدث مع سيف وسأشرح له أن ما فعلتاه لم يكن مناسبًا تقول بنين بقلق و خوف لا لا أريد مشاكل بينك وبينهم سعيد أرجوك يقول سعيد حسنًا كما تامرين بنين تتنهد وتشعر بالارتياح وتقول شكرًا أشعر أنني محظوظة لأنك تفهمني سعيد يبتسم ويمزح هذا لأنني وقعتُ في حب شخص يحمل قلبًا كبيرًا مثلك تضحك بنين بخجل وتقول توقف انت تحرجني خديجة تفتح الباب وتدخل ختام تركض الي غرفته خديجة ترى سيف يدخل من الباب الآخر بثياب متسخة ووجهه يبدو عليه الغضب تقف مكانها وتنظر إليه بقلق تم تقول بصوت متوتر سيف ماذا حدث؟ لماذا تبدو بهذه الحالة؟ ولماذا تيابك متسخة هكذا؟ سيف يخلع حذاءه بغضب وهو ينظر إلى خديجة ويقول صهركِ سعيد! و يرفع يديه غاضبًا مشغول بالجلوس في البيت مع بنين وكأن العالم كله توقف عنده لم يطعم الحيوانات أو يسقيها! خديجة تغطي فمها بيدها باندهاش يكمل سيف بغضب كنت في طريقي إلى عملي ثم سمعت أصوات الحيوانات الجائعة من الطريق اضطررت للذهاب بنفسي لإطعامها وسقيها اتسخت ثيابي وتأخرت عن العمل! خديجة تهز رأسها بغضب وتقول إنه في المنزل الآن ولا يفعل شيئًا ذهبت لزيارة بنين اليوم وكنا نتوقع أن يشعر بالخجل ويخرج لكنه بقي جالسًا كأنه يخشى أن تتركه بنين أو تختفي! لا يزال لا يصدق أنه تزوج يراقبها طول الوقت و كأنها كنز سيضيع! لقد نسيا إنه مجرد عامل يذهب سيف لتبديل ملابسه ويقول من داخل الغرفة في المساء لدي حد
حديث طويل معه عليه أن يعرف حدود مسؤولياته الزواج لا يعني أن يهمل عمله وواجباته! خديجة ترد بصوت عالٍي يجب أن تضعه عند حده يا سيف لا نحتاج شخصًا يخشى أن يترك عتبة المنزل! ينهي سيف تبديل ملابسه ويخرج من المنزل محمد يجلس وسط مجموعة من الأولاد الأكبر منه في غابة صغيرة الغروب اقترب غروب الشمس أحد الأولاد يشعل سيجارة ويناولها لمحمد الذي يبدو مترددًا وهو ينظر إلى السيجارة في يده خالد احد أصدقاء محمد يضحك ويصفق بيده ويقول هيا يا محمد لا تخف أنت رجل الآن يقول محمد أنا لا أعرف ماذا لو اكتشف أبي الأمر؟